logo
#

أحدث الأخبار مع #المحرقة

"الناجي من الهولكوست"، الأسير عيدان ألكسندر...!
"الناجي من الهولكوست"، الأسير عيدان ألكسندر...!

الميادين

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الميادين

"الناجي من الهولكوست"، الأسير عيدان ألكسندر...!

في 27 كانون الثاني/يناير من كلّ عام، يُحيي المتعاطفون مع اليهود و"إسرائيل"، اليوم العالمي لما يُسمّى "الهولوكوست"، وهي كلمة يونانية الأصل، تعني مجازاً "التدمير إحراقاً"، أو ما اصطُلح على تسميته "المحرقة النازية ضدّ اليهود". أما الناجون من الهولوكوست أو (سوردي هاشوآ بالعبرية) فهم الأشخاص الذين نجوا من "المحرقة"، والتي تُعرّف بأنها "اضطهاد اليهود ومحاولة إفنائهم على يد النظام النازي ودول المحور قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها في أوروبا وشمال أفريقيا". ينطبق مصطلح "الناجين من الهولوكوست" على اليهود الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة خلال "عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النازيون"، مع ذلك، دأبت وسائل الإعلام الإسرائيلية والمتحدّثون باسم "إسرائيل" على وصف ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، باعتباره "هولوكوست لا يقلّ فظاعة عن المحرقة النازية". لكنّ الأهم أنه يتردّد في وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخّراً استخدام مصطلح "الناجين من الأسر" (سوردي هشيفي بالعبرية) لوصف الأسرى الإسرائيليين الذين أُطلق سراحهم في الهُدنة الأخيرة مع المقاومة، بمن فيهم عيدان ألكسندر، وهو ما لم نعتد سماعه فيما يخصّ الأسرى الإسرائيليين الذين أفرج عنهم في بداية الحرب، حيث كانوا يوصفون بـ "الأسرى المُفرج عنهم". هذا الاستدراك الإسرائيلي المقصود، باستخدام كلمة "الناجي من الأسر" وربطها بمصطلح "الناجي من المحرقة" وهذه المقارنة غير الأخلاقية بين "وضع الأسرى في غزة" وبين "معسكرات الإبادة النازية"، تقف خلفها النيّة المُبيّتة المُتعَمدة لخلق نموذج جديد من "التعديلية التاريخية" أو بمعنى أدقّ تطويع الذهنية الإنسانية عبر الخلط بين الحدثين والمجاورة بينهما في العنوان، وحتى عبر المساواة الوقائعية بين "الهولوكوست" والأسر في غزة، فإذا كان الحدث الأول "إبادة شعب"، فإنّ الثاني، وفق التوظيف الإسرائيلي الخبيث "لا يقلّ فظاعة" عن الأول...! يهدف هذا الربط إلى تطويع الوعي الإنساني حول مفهوم "الهولوكوست في الأسر"، بوصفه مُسلّمة على البشرية أن تتلقّفها وأن تتعامل معها. لكنّ المقاربة والمجاورة الإسرائيلية بين هذين المصطلحين لا تقف عن هذا الحدّ، ولا تُمهّد لتوصيف "المأسور الإسرائيلي" فحسب، إنما تتعدّى لوصف "الآسر الفلسطيني"؛ فإذا كان الذي ارتكب "المحرقة في أوروبا" "وحش نازي قاتل" فمن باب أولى، وفق التمهيد الإسرائيلي، أنّ الذي يستمرّ في احتجاز الأسرى الإسرائيليين يرقى إلى "المرتبة ذاتها"! كالعادة، تستغلّ "إسرائيل" هذه التسمية لكسب المزيد من التأييد السياسي والتضامن العاطفي مع مقولاتها ومع أفعالها، وبالتالي تُسوّغ حربها التدميرية ضدّ الشعب الفلسطيني وضدّ رموز مقاومته، وكأنّ الذين "أحرقوا اليهود في غرف الغاز" يستوون مع الذين أسروا "عيدان ألكسندر" ورفاقه طوال هذه المدّة، وبالتالي يجوز، بل يحقّ لـ "إسرائيل"، أن تفعل بهم مثل ما فعلت مع مُرتكب الهولوكوست الرئيسي أدولف أيخمان، حيث اختطفته في عام 1960 من الأرجنتين ونُقل إلى "إسرائيل" وحوكم وأُعْدِم. وربما يفسّر هذا سلوك "إسرائيل" مع كلّ المقاومين الذين اعتقلتهم أثناء وبعد السابع من أكتوبر 2023، تحديداً من قطاع غزة، ووصفتهم بأنهم "مقاتلون غير شرعيّين" تمهيداً لإجراءات خارجة عن المألوف ربما تتخذها ضدّهم، وتنتظر أن يُقرّها العالم عليها. 13 أيار 09:34 13 أيار 09:29 وكما حقّقت الصهيونية مكاسب جمّة، وما زالت من قصة "المحرقة النازية"، ليس أقلّها استمرار ابتزاز ألمانيا وأوروبا حتى اليوم، فإنّ "إسرائيل" تصبو اليوم، ومن خلال قصّة "محرقة الأسر" لأن تحقّق جملة من المكاسب المادية والسياسية والأيديولوجية التي تتكئ عليها في استمرار الحرب التدميرية والسعي لطرد الفلسطينيين من أرضهم، بعد أن تخيّرهم، وهي تفعل، بين البقاء في أوطانهم والموت، أو الهجرة فوراً خارج فلسطين. إنّ نجاح "إسرائيل" في تسويق وفرض "سردية الهلوكوست" فيما يخصّ السابع من أكتوبر وقضية الأسرى الإسرائيليين، بفضل حملات الدعاية والإعلام أو التخويف والترهيب، سيفرض على العالم تبنّي هذه السردية وربما يتبعها إجراء محاكمات وملاحقات للذين ينكرون ويرفضون الانصياع للرغبات الإسرائيلية. والأخطر أنّ "إسرائيل" ربما تذهب للمطالبة بتعويضات، كما فعلت مع ألمانيا، بعد تحميلها "المسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية بحقّ اليهود"، حيث وافقت ألمانيا على "تعويض الناجين من المحرقة مادياً عن ممتلكاتهم والأضرار الأخرى التي لحقت بهم"، فضلاً عن "دفع مبالغ مالية لإسرائيل، باعتبارها وريث ضحايا الهولوكوست". يبدو جلياً أنّ "إسرائيل" بدأت التمهيد للاعتراف رسمياً بالأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة بوصفهم "ناجين" مع كلّ ما يترتّب على هذا المصطلح من تبعاتٍ قانونية وسياسية ومالية، كمقدّمة للمطالبة "بالتعويض" عن "معاناتهم" خلال الأسر، بحجّة "الحاجة للتعافي الجسدي والرعاية النفسية بسبب الإذلال والمعاناة التي تعرّضوا لها"، وكذلك "التركيز على إعادة بناء حياتهم والتعويض عن الاضطهاد الذي عانوا منه". بالإضافة إلى الحصول على المليارات من الدولارات كتعويضات، وكسب التضامن والتعاطف من الدول الغربية وشعوبها لتسريع عمليات الطرد والتهجير للفلسطينيين، فإنّ "إسرائيل" تأمل، بهذه المقاربات، أن تُطوّع الرأي العام الدولي ليتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، باعتبار أنّ "المحرقة" مأساة إنسانية كبيرة لا تُقاس بما يعانيه الفلسطينيون بسبب الحرب. زد على ذلك أنها تستمر في شحن الإسرائيليين وتحريضهم "ليدافعوا" عن "إسرائيل" بكلّ ما يملكونه، وإلا فإنهم سوف يتعرّضون "لمحرقة جديدة". ورغم أنه لا مجال للمقارنة بين "الهولوكوست" و"الأسر"؛ لا واقعياً ولا أخلاقياً، إلا أنّ الحديث الإسرائيلي المُغالي عن "صدمة الأسر"، يراد منه أن يكون النقطة المؤسِسَة "للأسطورة اليهودية الجديدة"، تماماً كما "الهولوكوست"! وإذا كنا نبحث عن الإثبات غير القابل للطعن لنفي هذا التشابه والتجاور، فإنه باختصار في الشواهد الكثيرة التي نسفت هذه "السردية المريضة" وتَبدّت في ملامح وجوه الأسرى الإسرائيليين وفي نظافتهم الشخصية وفي سلامة صحتهم الظاهرة للعيان، على النقيض من آلاف الحالات لأسرى فلسطينيين خرجوا من السجون الإسرائيلية وقد تبدّى الأذى والتنكيل في أجسادهم الهزيلة المعتلّة وفي ملامح وجوههم التي أرهقها التعذيب والقهر والأمراض بسبب غياب النظافة الشخصية، بما يؤكّد أنهم كانوا يعيشون ظروفاً حياتية قاسية جداً وعوملوا معاملة دون مرتبة البشر. يدرك الإسرائيليون، وهم يسعون اليوم بشكل محموم لإعادة هندسة الوعي الإنساني العالمي بما يتماشى مع تطلّعاتهم وأطماعهم، أنّ نجاحهم في فرض هذه الدعاية يجب أن يستند إلى فلسفة وزير البروباغاندا الألماني "جوسيف جوبلس" الذي كان يقول: "إنه يجب أن تكون أكاذيبك صادمة، على أن تكرّرها باستمرار من دون ملل، حتى تُصدّقها الجماهير من دون اعتراض".

الأسير خندقجي يحطم ب"سادن المحرقة" السردية الصهيونية
الأسير خندقجي يحطم ب"سادن المحرقة" السردية الصهيونية

الميادين

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الميادين

الأسير خندقجي يحطم ب"سادن المحرقة" السردية الصهيونية

راوية الأسير الشاعر والروائي باسم خندقجي "سادنُ المحرقة" الصادرة عام 2024 عن دار الآداب/ بيروت، تعتبر الجزء الثاني من روايته السابقة "قناع بلون السماء". تدور أحداث الرواية بين صِراع الهويّات والبحث عن السردية الفلسطينية لبلورة الهويّة في الحقّ التاريخي للشعب الفلسطيني، وتفكيك المجتمع الصهيوني الاستعماري لفلسطين، حيث تدور التفاصيل عن شخصيّة "أور شابيرا" الجندي الإشكنازي ـــــ أي اليهودي الأصل ـــــ الآتي من ألمانيا والمستوطن لأرض فلسطين، وهو ابن جندي وحفيد جندي، ومن عائلة ناجية من المحرقة النازية في ألمانيا، أخوهُ أيضاً، جنديٌّ إسرائيليٌّ قتل في أحد مخيمات رام الله واسمه "جدعون". فأور شابيرا يظهر في الرواية بأنّهُ يُعاني من مرضٍ نفسيٍّ يسمّى: "بوست تروما" عوارض ما بعد الصدمة من حرب لبنان تمّوز 2006 مع حزب الله، ومن حرب 2008 مع المقاومة الفلسطينية في غزة، ويتلقّى العلاج والمتابعة مع طبيبته الصهيونية "هداس" التي يتردّد على عيادتها مراراً. ويبدأ صِراع الهويّات بين " أور" العبري و"أور الآخر" أي هو نور الشهدي ـــــ الاسم العربي من أور ـــــ الاسم العبري، حيث في الرواية السابقة "قناع بلون السماء" يعثر نور الشهدي الفلسطيني العربي على هوية إسرائيلية باسم "أور شابيرا" في جيب معطف يشتريه من محلّ لبيع الثياب المستعملة، ويكمل باسم خندقجي صِراع الهويّات هنا بين هويّة نور وأور شابيرا، أي بين أصحاب الهويّة الحقيقية وبين أصحاب الهوية المصطنعة، وبالطبع "سادنُ المحرقة" فكلمة "سادن" تعني: "حارس"، يتضح أنّ الجندي الإشكنازي "أور شابيرا" هو سادن المحرقة الذي يعيش اضرابات وكوابيس نفسية، ولا سيما عندما يدور الحوار بينه وبين نور الشهدي حول ضحايا المحرقة من جهة وضحايا النكبة عام 1948 من جهةٍ أخرى. ولا يكفُّ الروائي الأسير باسم خندقجي عن النبش بالسردية الفلسطينية الحقيقية لإظهار الحقّ الفلسطيني أمام المستعمر الصهيوني، من خلال معلمة اللغة العربية الخاصة لأور شابيرا وهي "مريم فاطم"، فلسطينية من يافا، يأخذ أور دروساً في اللغة العربية معها، وتعلّمهُ المقالات المكتوبة بالعبرية وكيفيّة نقلها إلى اللغة العربية، حيث تشير المعلمة "مريم" ـــــ وهي رمزية هنا لمريم المجدلية ـــــ إلى المناطق باللغة العربية أمام أور شابيرا، حيث تقول لهُ: "دير ياسين" فيقول لها: أعرفها باسم "جفعات شاؤول"، ويقول: "تل أبيب" فتردّ عليه تقصد "يافا"، وتدخل معهُ في صِراع المصطلحات من: مقاومين أو مخرّبين بالنسبة له، وهنا تكمن الصورة الأصلية من المحتل، وحتى حين تتدخّل مريم فاطم معلمة اللغة العربية بين أور شابيرا ونور الشهدي، حيث تعمل على إظهار حقيقة نور العربي من أور اليهودي، حيث يقول أور شابيرا لنور الشهدي في محادثة إلكترونية، في صفحة 171: " تقتحم مريم خلوتنا الإلكترونية. مريم فاطم، هل تعرفها؟ هي المعلمة التي لقّنتني لغتك ولغتها. بلى، إنّها عربيّة من جماعتك، فدعنا نرَ ما تريدهُ مريم هذا المساء". يتكلّم الراوي بلسان أور في الرواية من البداية حتى نهايتها، ويظهر ذلك في حلقات البودكاست تحت عنوان: "حكي كونيالي" التي يتكلّم فيها عن الكائن الكونياليّ الخاضع، أي حقيقة الفلسطيني القابع تحت الاحتلال والسجين تحت سياط الجلّاد الصهيوني، ويحاور فيها أور العبري نور العربي "كأنّهُ يحاور نفسهُ" يقول لهُ في الصفحتين 167 و168: "حسناً... ما رأيك الآن بأن أستمع إلى صوتك، لكي تمنحني فرصةً للتعرّف عليك أكثر، للاستحواذ على صوتك. لديك بودكاست أسبوعيّ بعنوان: "حكي كونياليّ". ما بك أنت؟ كلُّ شيءٍ لديكَ كونياليٌّ كونياليّة؟ ألا تتقن سوى هذا المصطلح؟ ألا تحترم نفسك؟ ألا تعتقد أنّك كونياليٌّ أكثر منّي حين استعرت هويّتي؟ بلى، لا تتّهمني بالوقاحة الآن أرجوك. أنت استعرت هويّتي انتحالاً وزيفاً وقناعاً. لا تنكر هذا أرجوك". تتميّز رواية "سادنُ المحرقة" أنّها تجاوزت روايتها، فهي عدّة روايات في رواية واحدة، لأنّها اشتغلت بشكل كبير على معنى الجذور الحقيقية والحفر في الآثار التاريخية للشعب الفلسطيني، تبدأ من الأسماء الحقيقية والهويّة القوميّة إلى التراث الأصلي حتى مريم المجدلية، وعلاقة الحجر بالإنسان وعلاقة الإنسان بالحجر، ضدّ اصطناع الأشياء وسلبها واستعمارها والسيطرة عليها، من الصعب أن يُصبح أور المصطنع ابن قمر مدينة "تل أبيب" المصطنعة ذات الحجر المصطنع. على أور الجندي الإسرائيلي أن يكسر مرآته، وهو الذي لا يستطيع التعافي من مرضه النفسي "بوست تروما"، لأنّ ذاكرته وذاكرة أجداده "سوزانا" وغيرها..، مليئة بالدماء والمجازر والمحرقة، فهل بإبادة أهل الأرض الأصليين تستطيعون بناء سماء لكم؟ وهناك الكثير من الأسئلة التي تطرحها الرواية عند قراءتها، ولا سيما حين يتذكّر أور رواية "باب الشمس" للروائي اللبناني الراحل الياس خوري التي علّمتهُ منها اللغة العربية "مريم فاطم"، يقولُ أتذكّر خاتمتها: " أقف: المطر حبالٌ تمتدّ من السماء إلى الأرض، قدماي تغرقان في الوحل، أمدُّ يدي، أمسك بحبال المطر، وأمشي وأمشي وأمشي". ويستمرّ الصِراع السردي بين أور وأور الآخر، نور الشهدي، لكنّهُ لا يلتقيه، حتى عند الموعد الذي كان مرتقباً في حفل توقيع الرواية، كأنّ هناك حاجزاً بين لقائه بنور، حيث في خاتمة الرواية يقولُ لمريم: "قولي لنور الشهدي إنّنا سنلتقي يوماً ما. ربّما بعدما أن أدفن أبي". ويظهر والدهُ الضابط في لواء المظلّلين الذي يتلقّى العلاج في العناية الفائقة في مستشفى "تل أبيب"، وهنا المقصود في الخاتمة ربّما، حين يولد أور الجديد ويدفن ذاكرته سيلتقي بمرآته "نور الحقيقي".

عنف الاستعمار بالجزائر.. فرنسا استخدمت التعذيب والحرق والأسلحة الكيميائية
عنف الاستعمار بالجزائر.. فرنسا استخدمت التعذيب والحرق والأسلحة الكيميائية

الجزيرة

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

عنف الاستعمار بالجزائر.. فرنسا استخدمت التعذيب والحرق والأسلحة الكيميائية

أثارت مجلة لوبس مسألة الجرائم المرتكبة أثناء احتلال الجزائر والحروب الاستعمارية الأخرى مثل حرب الهند الصينية، وذلك بالتزامن مع سحب القناة الفرنسية الخامسة فيلما وثائقيا يكشف عن استخدام فرنسا الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى توقيف صحفي بسبب مقارنته تلك الجرائم بما ارتكبته القوات النازية في فرنسا. ونقلت الصحيفة -في مقال بقلم دوان بوي- شهادة ضابط إسباني في يونيو/حزيران 1845، قال فيها "لا شيء يمكن أن يعطي فكرة عن المشهد الرهيب الذي أنتجه الكهف. كانت جميع الجثث عارية، في أوضاع تشير إلى التشنجات التي تعرضوا لها قبل وفاتهم، وكان الدم يخرج من أفواههم. ولكن ما أثار الرعب أكثر هو رؤية الأطفال الرضع يرقدون بين بقايا الأغنام وأكياس الفاصوليا". وذكرت المجلة بأن هذا ليس وصفا لكنيسة أورادور سور غلان، حيث تم حبس 450 امرأة وطفلا وإحراقهم في التاسع من يونيو/حزيران 1944 على يد الألمان، بل هو شهادة ضابط إسباني، في يونيو/حزيران 1845، قبل قرن تقريبا من حادثة الكنيسة، أمام غار الفرشيح، حيث أشعل العقيد بيليسييه النار، وسجلت هيئة الأركان العامة 760 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال. سياسة المحرقة وقد وردت هذه الممارسات ضمن سياسة "المحرقة" التي أمر بها مارشال بوجو، وهي إستراتيجية تهدف إلى خنق المقاومين الجزائريين أثناء الغزو الاستعماري، وتم تنظيمها من قبل أحد "أبطالها" المارشال بيجو الذي يقول "إذا تراجع هؤلاء الأشرار إلى كهوفهم، فاطردوهم كما تطرد الثعالب". وكانت هناك مجازر وعمليات تهجير كثيرة أثناء غزو الجزائر، وتظهر هذه الشهادة، التي أدلى بها العقيد دي سانت أرنو في أغسطس/آب 1845، أن تعليمات بيجو تم اتباعها بحماس "فقد أغلقتُ المخارج بشكل محكم وأنا أقوم بإنشاء مقبرة واسعة. ستظل الأرض مغطاة بجثث هؤلاء المتعصبين إلى الأبد. هناك 500 من قطاع الطرق لن يذبحوا الفرنسيين بعد الآن.. ضميري لا يوبخني على أي شيء". وفي منتصف الحرب الجزائرية، جاء هذا الوصف لممارسة التعذيب في مجلة لوبس، وكانت وقتها تسمى "فرانس أوبسرفاتور" بقلم كلود بوديه، "إن التعذيب بحوض الاستحمام، أو نفخ الماء عبر فتحة الشرج، أو التيار الكهربائي على الأغشية المخاطية والإبطين أو العمود الفقري، هي الأساليب المفضلة، لأنها "إذا طبقت بشكل جيد" لا تترك أي أثر مرئي. إن عذاب الجوع مستمر أيضا، كما أن الخازوق واللكمات والركلات والضربات بأعصاب الثور ليست بمنأى عن ذلك أيضا". وفي هذا السياق، أثار الكاتب الصحفي جان ميشيل أباتي جدلا واسعا بمقارنته بين هذه الفظائع التي ارتكبها الجيش الفرنسي في الجزائر بمذبحة أورادور سور غلان، وخاصة بقوله "لقد ارتكبت فرنسا مئات المجازر مثل أورادور سور غلان"، ليتم إيقافه عن العمل من قبل إذاعة "آر تي إل"، وفي التاسع من مارس/آذار أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي قراره بمغادرة العمل. وأثارت المجلة قضية حساسة عن كيفية التعامل مع إرث العنف الاستعماري، وكيف تنعكس هذه الذاكرة على الخطاب العام والسياسة المعاصرة، تاركة السؤال مفتوحا حول قدرة المجتمع على مواجهة ماضيه بشفافية، مشيرة إلى أن فرنسا تُحيي ذكرى بعض المجازر مثل أورادور-سور-غلان بينما تتجاهل جرائمها في مستعمراتها السابقة، مما يعكس انتقائية في طريقة تذكر الماضي. أسلحة كيميائية وإلى جانب استقالة أباتي، وفي سياق دبلوماسي متوتر يحتدم فيه النقاش حول الجرائم الاستعمارية، سحبت القناة الفرنسية الخامسة فيلما وثائقيا غير منشور يكشف عن استخدام فرنسا للأسلحة الكيميائية في الجزائر قبل 5 أيام من بثه، مع أنه متاح عبر الإنترنت منذ الأربعاء 12 مارس/آذار. ويستند الوثائقي -حسب تقرير آخر لصحيفة ليبراسيون- إلى أبحاث المؤرخ كريستوف لافاي، ويكشف استخدام الجيش الفرنسي لأسلحة كيميائية محظورة لتطهير المناطق الجبلية من المقاتلين الجزائريين، مثل غاز "سي إن 2 دي" (CN2D) المحظور وفق معاهدة جنيف لعام 1925. وذكرت ليبراسيون بأن الوثائقي الذي عُرض على قناة "آر تي إس" السويسرية قبل أيام، وأثار تفاعلا واسعا في الإعلام الجزائري، يأتي في وقت حساس بسبب توتر العلاقات الفرنسية الجزائرية، لا سيما بعد اعتراف فرنسا في صيف 2024 "بالسيادة المغربية" على الصحراء الغربية. وأشارت لوبس إلى أن العنف لا يقتصر على الجزائر وحدها، وقد أوضح المؤرخ كريستوفر جوشا، الذي أجرت معه مقابلة في عددها الخاص "الهند الصينية، الاستعمار المنسي"، أن حرب الهند الصينية كانت حرب الاستعمار الأكثر عنفا في القرن الـ20، حيث كانت حصيلة الضحايا المدنيين أعلى حتى من حصيلة ضحايا حرب الجزائر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store