logo
#

أحدث الأخبار مع #المربد

حامد الشمري : شاعر العمود ومترجم القصيدة العالمية
حامد الشمري : شاعر العمود ومترجم القصيدة العالمية

موقع كتابات

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • موقع كتابات

حامد الشمري : شاعر العمود ومترجم القصيدة العالمية

في مشهدٍ شعريٍّ تتنازعه الحداثة والتقليد، يقف الشاعر والمترجم حامد خضير الشمري شامخًا كجسر يربط بين الضفاف، شاعرًا يكتب العمود برشاقة العارف، ومترجمًا ينهل من ينابيع الشعر العالمي ليقدّمه لقارئه العربي بحرفية المحترف وذائقة العاشق. ولد الشمري في مدينة الحلة – ناحية أبو غرق بتاريخ 1 تموز 1956، وفيها أكمل مراحل دراسته الأولى، ثم التحق بكلية الآداب – قسم اللغات الأوروبية، فدرس الإنكليزية والألمانية وتخرج عام 1980، واضعًا بذلك لبنة أساسية في مشروعه المزدوج: الشعر والترجمة. منذ تسعينيات القرن الماضي، لم يكن الشمري مجرد شاعر يكتب في عزلته، بل كان فاعلًا في المشهد الثقافي العراقي، إذ انتمى إلى اتحاد الأدباء والكتاب في بابل عام 1993، وأسهم بتأسيس جمعية الرواد الثقافية المستقلة، كما شغل مناصب تحريرية وثقافية أبرزها نائب رئيس تحرير مجلة 'أهلة'، ومسؤول القسم الثقافي في صحيفة 'الإقليم '. وشارك في عشرات المهرجانات الشعرية داخل العراق وخارجه، منها مهرجان المربد ومهرجان الجواهري ومهرجانات الحشد الشعبي، ومثّل العراق في مهرجانات دولية مثل مهرجان البيان في إيران ومهرجان الإسكندرية للشعر العربي. ينتمي حامد الشمري إلى مدرسة الشعر العمودي، ويُعدّ من الشعراء الذين أخلصوا للوزن والقافية دون أن يتقوقعوا في قوالب جامدة. في مجموعاته الشعرية، مثل 'نقوش على كوفية أبي جهل' و'قاطع الأحجار و'مرويات شيخ البادية'، يقدّم قصيدة متينة البناء، مشبعة بالتأمل، ثرية بالصور، تتكئ على إرث شعري عميق لكنها لا تنزلق إلى التقليد المجرد. يرى النقاد في شعره امتدادًا واعيًا للعمود العربي، ويثنون على قدرته على المواءمة بين الرؤية الفكرية واللغة الشعرية، ويشيرون إلى امتلاكه صوتًا خاصًا يتجنب النمطية، بل يتجدد في الثيمة والأسلوب مع الحفاظ على جمالية الإيقاع. في مجال الترجمة، يُعد حامد الشمري من أبرز من نقلوا الشعر العالمي إلى العربية. تميز بترجماته الشعرية التي لم تكتفِ بالنقل اللغوي، بل سعت إلى نقل روح القصيدة. نذكر من أعماله في هذا الباب: قصائد حب عالمية' (199) – خمائل' و'فراديس'، وهما مختارات شعرية عالمية. أنا أخماتوفا' (2023)، وهو كتاب يقدّم ترجمات منتقاة من الشاعرة الروسية الشهيرة. كما ترجم أعمالًا عراقية وعربية إلى اللغة الإنكليزية، من بينها 'نقوش على أسوار بابل '. . لم تمرّ مسيرته دون تقدير، فقد حصل على درع الإبداع (2012)، ودرع بغداد (2015) من منظمة الكلمة الرائدة، إضافة إلى العديد من الشهادات التقديرية التي تكرّم دوره كشاعر ومثقف ومترجم. وحامد الشمري ليس مجرد اسم في قائمة الشعراء أو المترجمين، بل هو شخصية ثقافية متعددة الوجوه، حافظ على جماليات العمود الشعري في زمن الميل إلى التفكيك، وفتح النوافذ على العالم عبر ترجمات راقية. إنه باختصار صوت أصيل من الحلة.. ونافذة مشرعة على العالم. ومن شعره هذه القصيدة الرائعة: كفاكَ صمتا فإني كدت أنفجر فهل بصدرك قلب أم به حجر أحوم حولك ظمأى الروح من كبَتٍ والحب ينثر أشلائي فأستعر قد كان ثلجك نارا في دمي اندلعت فافتح ذراعيك علي فيك أنصهر أشم ريحك عن بعد ويطربني في هدأة الليل سرا صوتك العطر ما زال قلبي كالصحراء قاحلة فاسكب رضابك حتى يهطل المطر أومئ بكفك تأتِ الروح طائعة وكل ما فيَّ منك الأمرَ ينتظر وأنت سجادتي في كل نافلة وأنت في الليلة الظلماء لي قمر أنا الأميرة إن شرفت مملكتي وقصيدته هذه تنتمي إلى شعر الغزل العاطفي، وهي مكتوبة على البحر الكامل، ويبدو من نَفَسها العاطفي أنها نُظمت بلسان أنثوي متكلم، تتوجه بالخطاب إلى محبوبٍ تترنح مشاعرها على أعتاب صمته وبروده. فهي صرخة وجدانية تمزج بين العتب والشوق والانجذاب الكلّي، إذ تبدأ بنداء صريح: ' كفاك صمتًا فإني كدت أنفجر، لتعبّر عن حالة احتقان شعوري أوشك على الانفجار، نتيجة صمت الطرف الآخر. وتزخر ابياتها بصور تشبيهية واستعارية حسية: أحوم حولك ظمأى الروح' و'الحب ينثر أشلائي' تصويران يعكسان شدة التعلق والتشتت. ثلجك نار' و'فيك أنصهر' تنقل تقلبات شعورية متضادة بين البرود والاشتعال. أنت سجادتي… وأنت قمر' فيها إسقاط ديني وعاطفي يوحي بالتقديس والانبهار. . والقصيدة لا تكتفي بالتغني بالمحبوب، بل تؤسس له هالة من السيطرة العاطفية والروحية، فهو الحاكم، وهي الأميرة، وهو القمر، وهي المشتاقة إلى النور. إنها حالة عشق كلي وانقياد إرادي.

الناقد عبد علي حسن… واعادة تشكيل الوعي السردي
الناقد عبد علي حسن… واعادة تشكيل الوعي السردي

موقع كتابات

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • موقع كتابات

الناقد عبد علي حسن… واعادة تشكيل الوعي السردي

في المشهد الثقافي العراقي، يقف عبد علي حسن بوصفه أحد أبرز النقاد الذين مزجوا بين الممارسة الثقافية الميدانية والرؤية النقدية المتعمقة، فشكل حضورًا دائمًا في المنتديات الأدبية، وترك أثرًا ملحوظًا في تطوير الذائقة النقدية والنصوص السردية على حد سواء. ولد عبد علي حسن في مدينة الحلة، محلة الكلج في الصوب الصغير، بتاريخ 19 كانون الأول 1951، ونشأ في بيئة مدينة عرفت بعمقها الثقافي وتنوعها المعرفي. وبعد اجتيازه المراحل الدراسية، التحق بمعهد المعلمين في بغداد وتخرج فيه عام 1972 بدبلوم تربية، ليبدأ بعد ذلك مشوارًا طويلًا في التعليم والعمل التربوي امتد لأكثر من ثلاثة عقود، من عام 1975 حتى 2014، تخللته مسؤوليات عديدة أبرزها إشرافه على الشؤون الأدبية والثقافية في مديرية النشاط المدرسي في بابل. لكن نشاط عبد علي حسن لم يقتصر على التعليم أو الوظيفة، بل اتسع ليشمل مشاركات نقدية وفكرية غزيرة بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث نشر دراسات ومقالات نقدية في صحف ومجلات عراقية وعربية مرموقة، من بينها 'طريق الشعب'، 'الصباح الجديد'، 'الاتحاد الثقافي'، 'الأقلام'، 'متون'، 'فنارات'، 'شرفات'، و'الرقيم'. وقد كان لهذه الكتابات أثر كبير في تثبيت موقعه بين أبرز النقاد الذين تعاملوا مع النص السردي العراقي بعين تحليلية واعية، وبتقنيات قراءة متطورة. ينتمي عبد علي حسن إلى جيل من النقاد الذين يرفضون أن تكون العلاقة بالنص علاقة تقليدية أو وصفية، بل يصرّ على أن تكون العلاقة ديناميكية، حوارية، تتكئ على تأويلات متعددة وعلى تفكيك البنى العميقة في النص. ويمكن تتبع هذه النزعة في عناوين مؤلفاته، التي تعكس انشغاله الجاد بالتحليل والتأويل: الدراما والتطبيق (2010)- تحولات النص السردي العراقي (2012)- سرد الأنثى (2015)-الشاهد والمشهود (2016)- سلطة القراءة (2020)- وهم المرجع في المتخيل السردي العراقي (2023) تتناول هذه الكتب قضايا إشكالية في النصوص السردية العراقية، وتؤشر إلى تحولات فنية وجمالية في الكتابة، خاصة في مرحلة ما بعد 2003، حيث ظهرت اتجاهات سردية جديدة تطلّب التعامل معها بأدوات نقدية غير تقليدية، وهو ما حاول عبد علي حسن تقديمه ضمن مشروع نقدي متكامل. إن ما يميز رؤيته النقدية هو اشتغاله المتواصل على 'سلطة القراءة' بوصفها فعلاً إبداعيًا موازيًا لفعل الكتابة، أي أنه لا يرى الناقد مجرد متلقٍ، بل شريكًا في إنتاج المعنى، وفاعلًا في تحويل النص من مدونة مغلقة إلى فضاء مفتوح للتأويل. ولعل هذا ما جعله يتخذ موقفًا نقديًا شجاعًا من بعض المفاهيم الراسخة، مثل 'المؤلف المرجع'، ويفكك العلاقة بين المرجعي والمتخيل في الأدب العراقي، كما في كتابه الأخير. وهو يرى أن النص النقدي هو نص إبداعي يتضمن رؤية أو وجهة نظر، وأن الناقد يتجاوز متابعة أثر الآخر انطباعًا أو تذوقًا، إلى تفعيل المنهج باتجاه تخليق رؤية نقدية عبر تحليل النص وفق ما تسمح به موجهات المنهج المتبع. حصل عبر مسيرته الثقافية على جوائز مرموقة في مجال كتابة النص المسرحي، أبرزها الجائزة الأولى من بيت الحكمة (2008)، ومن اتحاد الأدباء العراقيين (2010)، كما كانت مجموعته المسرحية الشاهد والمشهود موضوعًا لأطروحة ماجستير في جامعة البصرة عام 2015، وهو ما يدل على الحضور الأكاديمي لمنجزه الإبداعي. وعلى صعيد النشاط الثقافي، شارك في عدد من أبرز المهرجانات والمؤتمرات الأدبية في العراق، منها مهرجان المربد لأربع دورات، مؤتمر الرواية في البصرة (الدورتان الأولى والثانية)، مؤتمر القصة القصيرة جدًا في النجف 2023، مهرجان الجواهري 2019، وغيرها من الفعاليات التي كان فيها صوتًا نقديًا لافتًا، ومشاركًا نشطًا في حوارات الثقافة العراقية. ويحظى باحترام واسع بين أوساط الأدباء والباحثين، نظرًا لموسوعيته واتزانه وسعة اطلاعه، كما أن انتماءه إلى عدة هيئات ثقافية ـ كاتحاد الأدباء العراقيين، ورابطة النقاد، ونقابة الفنانين ـ عزز من تأثيره في الساحة الثقافية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store