logo
#

أحدث الأخبار مع #المعهدالعلميالسعودي

عبدالعزيز آل الشيخ.. القيادي الفذ
عبدالعزيز آل الشيخ.. القيادي الفذ

سعورس

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سعورس

عبدالعزيز آل الشيخ.. القيادي الفذ

وُلد عبدالعزيز آل الشيخ عام 1336ه، تعلم في مدرسة عبدالرحمن بن مفيريج -رحمه الله- القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وهذه المدرسة قد كتبت عنها تقريراً مفصلاً قبل أربعة أعوام، فهي مدرسة خرجت الأمراء والعلماء وجمهرة من أهالي الرياض ، ومكثتْ ما يقارب أكثر من نصف قرن وهي تؤدي دورها التعليمي في الرياض ، فجزى الله خيراً القائمين عليها المقرئ عبدالرحمن بن مفيريج وأخاه عبدالله مساعده الأيمن خيراً. تعليم وتحصيل كان عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- أحد العلماء الذين خرجتهم مدرسة عبدالرحمن بن مفيريج العتيقة المباركة، وقد درس على الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ والمفتي محمد إبراهيم آل الشيخ، وهذا طلبه للعلم حينما رجع إلى مدينة الرياض بعد انتقاله مع والده إلى مكة المكرمة ، أمّا المدارس النظامية فقد درس الابتدائية في مكة ثم انضم إلى المعهد العلمي السعودي وبعدها رحل إلى جامعة الأزهر ودرس فيه، وبهذا التعليم والتحصيل المعرفي كان أحد العلماء الكبار ليُعيّن إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام وخطيباً بعرفة. مرجع مهم وعُيّن عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- برئاسة القضاء مساعداً لوالده ونائباً له، وكان من المشرفين على تنظيم القضاء، إذ عاصر جميع التنظيمات القضائية، وألّف في القضاء بالمملكة وتاريخه كتاباً يعد أحد المراجع المهمة لنشأة القضاء ومراحله، حتى أنه مع توليه وكالة وزارة المعارف لم يترك رئاسة القضاء، فهو شخصية قضائية عارفاً وعالماً بهذا الأمر الحساس، فرئاسة القضاة التي كان يرأسها والده هي بمثابة وزارة العدل، وهي مختصة لكل ما يتعلق بالدوائر الشرعية القضائية وكتّاب العدل وتعيين القضاة بالمنطقة الغربية، فنال خبرة في الجهاز القضائي، طبعاً شخصيتنا لم يتول القضاء، لكنه عالم بالقضاء نظرياً، حيث تعرض قضايا كثيرة على والده -رئيس القضاة-، إذ كانت ثمة نظر أو تصديق أو رفعة قضية من الملك للنظر فيها، فشخصيتنا عالم بالقضاء وما يدور في مجلس القضاء. وكيل ثم وزير وعندما تولى الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- الحكم 1373ه تحولت إدارة المعارف إلى وزارة، وتولى الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- هذه الوزارة، وعُيّن عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- وكيلاً لوزير المعارف، وهو الرجل الثاني فيها، وقد كانت الوزارة عليها مسؤولية كبيرة في نشر التعلم بمراحله الثلاث في جميع أنحاء المملكة، ولم يألو عبدالعزيز آل الشيخ جهداً ووقتاً في مساندة وزير المعارف آنذاك الملك فهد، وكانت ثقة وزير المعارف في شخصيتنا لا حدود لها، فهو قيادي من الطراز الأول وإداري متقن، كان التحدي كبير جداً في هذه المرحلة من حيث مناهج التعليم، وتأسيس المدارس التعليم العام، وجلب وتوفير الأساتذة، خاصةً من خارج المملكة، مئات القرى بحاجة إلى مدارس ليتعلم أبناؤها، وكانت الدولة قد بدأت مرحلة التحديث وإرساء البنية التحتية لجميع المرافق في جميع أنحائها، ومن أهم ما أولته كل الاهتمام والعناية وضخ الموارد البشرية والمادية في وزارة المعارف، لقد كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل، وكانت آنذاك الأُمية هي الغالبة على المجتمع، لكن الجهود تظافرت في وزير المعارف ووكيله والطاقم الإداري والفني، وسهلت هذا التحدي الكبير، وكانت لآل الشيخ جولات على المدارس الحكومية ومشاركات في المؤتمرات التعليمية، فهو من المؤسسين للتعليم النظامي الحديث بالمملكة ومن المشرفين على تأسيس الأنظمة التعليمية، وفي ختام رحلته في التعليم أصبح شخصيتنا وزيراً لوزارة المعارف سنة واحدة. أمر بالمعروف بعد وفاة عم شخصيتنا الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ الذي كان رئيساً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صدر مرسوم ملكي بتعيين عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- 1396ه رئيساً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقام به أعظم قيام وأتمه، وفي 1397ه استقال من رئاسة الهيئات. وكانت لشخصيتنا زيارات كثيرة خارج المملكة في مراكز الدعوة، وألقى عدة محاضرات، وقد ألّف الداعية سعيد بن عبدالعزيز الجندول -رحمه الله- كتاباً عن رحلاته الدعوية، وذكر أنه صحب آل الشيخ في عدة رحلات دعوية، وكان الجندول صديقا مقربا وحميما له منذ أن كان بمكة ، وهو زميله في المسجد الحرام، إذ أن الجندول كان أحد خطباء المسجد الحرام. وكانت خُطب عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- في المسجد الحرام ويوم عرفة متميزة جداً، وكان فصيحاً وخطيباً مفوهاً، وكانت نبرات صوته بديعة وجميلة، ولعل آخر خطبة كانت له بالمسجد الحرام عام 1404ه في صلاة عيد الفطر، وكان يخطب بالمسجد الحرام في غير العيدين. متسامح كريم وألّف عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- كتاباً عن تاريخ التعليم في المملكة، وهو من المصادر الأساسية في التعليم النظامي بالمملكة، وشاهد عصر لبدايات التعليم النظامي، وكان له دور فعال في عملية التعليم منذ أن كان وكيلاً لوزارة المعارف ثم أصبح وزيراً، وله مؤلفات عدة منها رسالة في الحج وكتاب عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وقال المؤرخ عبدالله البسام عن شخصيتنا: كان -رحمه الله- مثالاً في الخُلق، مهيباً وقوراً، حسن المعشر متسامحاً كريماً، كما كان مثالاً للرجل العالم العاقل والعامل بعلمه، فسجاياه أكثر من أن نوفيها حقها، ونحصرها في عجالة كهذه، رحل عن ذويه ومحبيه قرير العين راضي النفس، وكان حتى آخر لحظة من عمره مشغولاً بذكر ربه محافظاً على صلواته جماعة حتى في أصعب ظروفه الصحية، وكان لسانه يلهج بشكر الله وذكره رغم ما كان يعاني من مرض عضال، حتى أن أصحابه كانوا يعجبون من صبره وجلده، فلم يَشْكُ مما أصابه؛ لأنه كان يعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، عاش عمراً طويلاً، وظل دائماً مستقيماً غيوراً على الدين والمحارم، فأكسبه ذلك هيبة ووقاراً، فأحبه الأقربون وغيرهم، وأحبه واحترمه حتى من اختلف معه في الرأي، وكانت نفسه تنأى دوماً عن سفاسف الأمور، فغدا بذلك أشبه بمن عرفناهم وقرأنا عنهم من علمائنا العاملين من سلفه، فلا غرو إذن أن يتمتع بكل تلك المكانة السامية، وأن يكون له كل ذلك الحب والإكبار، عاش عزيزاً كريماً، ومات مشكوراً مأسوفاً عليه، وعلى ما امتاز به من سمح الخصال وكريم الشمائل. تواضع جم وقال عبدالله خياط عن عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله-: هو من الشخصيات العالمية اللامعة التي خدمت المملكة في مجالات عدة، وكان له الأثر البارز في تنظيم المؤسسات القضائية والتعليمية وتطويرها. وذكر يوسف المطلق أن آل الشيخ كان أحد العلماء المجاهد بلسانه وقلمه ونصحه وإرشاده. وأوضح الدكتور الوليد الفريان أنه كان يسعد بزيارة عبدالعزيز آل الشيخ في منزله، وينتفع بمجالسته، ويُنصت إلى نصائحه وتوجيهاته، ويجد فيه ما لا يجده في كثير من أهل وقته من صالح الرأي وبعد النظر وقوة الإدراك ودقة الملاحظة، والقدرة على متابعة الأحداث وتحليلها، والغيرة العظيمة على حرمات الله، والمحبة الخالصة لأهل العلم وطلابه، والتواضع الجم وسلامة الصدر، وصدق العاطفة، والبُعد التام عن كل ما يُدنّس النزاهة، ونقاء الأهداف، مع الحرص الشديد على المصالح العامة ونفع الآخرين. رؤية واتزان وقال عبدالله بن حمد الحقيل: عرفنا عبدالعزيز آل الشيخ -رحمه الله- عالماً ورعاً وتقياً ومربياً فاضلاً، تحلى بمكارم الأخلاق، ورجاحة العقل، وامتاز بأعماله البناءة، ومواقفه المشرفة، والحرص على رفعة الإسلام، وإعلاء كلمة الحق. وأوضح عبدالمحسن بن محمد التويجري أن شخصاً فاضلاً، وعالماً جليلاً، هو الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ الذي اختاره الله لجواره بعد عمر قصير طويل، قضاه في الأعمال الصالحة، متجهاً إلى ربه الأعلى بعقيدة صافية، وفقه راسخ في الدين، وفهم عميق لأحكامه، ومحاولة جادة لتطبيق شرع الله بعد استيعابه، والإلمام بمقاصده الشريفة، ومراميه النافعة، بإدراك واع وبصيرة نافذة، ووعي ثاقب مع رؤية واتزان عرف بهما، ومرونة واعتدال، كانا ديدنه، ومجاراة واقعية للعصر ومستجداته في حدود المنطق السليم والعقل الحصيف. -انتهى من كتاب علماء آل الشيخ لمؤلفة أحمد بن عبد الرحمن العوين-. مجلس عامر وتوفي عبدالعزيز آل الشيخ بتاريخ 28/ 6/ 1410ه، وصُلي عليه في جامع الامام تركي في مدينة الرياض ، رحمه الله وغفر له، وقد زرته في منزله في حي المربع بصحبة الشيخ الواعظ حمد الراشد -رحمه الله-، وكانت هي أول زيارة لشخصيتنا، وأنست بها، وسمعت حديثه وسألته بعض الأسئلة بعضها فقهي وبعضها تاريخي، ثم رأيته مرةً ثانية بعد مدة، وسلمت عليه ورجوته أن أدرس عليه بعض من العلوم الشرعية لكنه اعتذر لمرضه، لكني ندمت أنني لم أواصل زيارته في مجلسه العامر، وكانت له جلسه بعد صلاة كل عصر في منزله يومياً إذا كان حاضراً في الرياض ، وأذكر من الجلساء الذين يرتادون مجلسه الشيخ عبدالرحمن الشعيل -المفتش القضائي-، والمؤرخ عبدالرحمن الرويشد، والمؤرخ إبراهيم بن عثمان، وصديقه سعيد الجندول، وغيرهم من العلماء والأعيان والوجهاء، وكلما صليت في مسجده الذي بجوار منزله -مازال قائماً- تذكرت شخصيته، مُهابه وقوية ومؤثرة. عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله- عبدالعزيز آل الشيخ في مرحلة الشباب آل الشيخ في المركز الإسلامي باليابان .. وهنا في الجامعة الإسلامية بإندونيسيا وُلد عبدالعزيز آل الشيخ في الرياض عام 1336ه إعداد- صلاح الزامل

مزيج متفاعل من السرد والموسيقى والرومانسية
مزيج متفاعل من السرد والموسيقى والرومانسية

سعورس

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سعورس

مزيج متفاعل من السرد والموسيقى والرومانسية

أبصر حسن كتبي النور في الطائف عام (1329ه) حيث ينتمي إلى أسرة علمية عريقة تنحدر من الدوحة النبوية الشريفية وسرعان ما استقر والده في مكة المكرمة حيث نشأ بها فالتحق بأحد الكتاتيب ليحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب واستوعب طرفاً من علوم الدين والقراءة، ثم اختلف إلى مدرسة الفلاح - التي درَّس بها - واكتسب كثيراً من العلوم الشرعية واللغة العربية والحساب، لكن الشاب حسن ارتأى أن يختص بالقسم الشرعي فبعثه مؤسس الفلاح الحاج محمد علي زينل إلى الهند ليواصل تعليمه ويعود عام (1350ه) ليدرِّس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي وكان من طلابه آنذاك علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر والأديب واللغوي أحمد عبدالغفور عطار حتى انتقل بعد ذلك إلى وزارة المالية موظفاً بها ثم أقام بمصر بعض سنين ليؤسس ويدير فرع البنك الأهلي بالقاهرة، ثم عاد لمسقط رأسه مكة المكرمة للإشراف على أعماله التجارية، وفي مطلع الثمانينات الهجرية دفعته نفسه للكتابه مرة أخرى ليخوض في عدد من القضايا الإسلامية بعد بروز جملة من التيارات السياسية والتغريبية التي كانت تهدد مجتمعه، فوقف أمامها بصلابة موضحاً سماحة الإسلام ومبرزاً حقائقه أمام من يجهلون هذا الدين وذلك عبر المؤتمرات التي اشترك فيها والمحاضرات التي قدمها، وقد نالت القضية الفلسطينية والاعتداء الصهيوني على بيت المقدس حظاً وافراً من جهاده مثل دوره الكبير في محاربة الشيوعية ومناهضتها وذلك لأنه لا يلين في الحق ولا يهادن. يقول في مقالة له بعنوان «الإسلام دين الحياة» الذي ضمها كتابه (نظرات ومواقف): «إننا اليوم بحاجة إلى أن نلجأ لدستور حياتنا فنستخرج منه العبرة وإلى مصابيحه لكي تنير لنا الطريق وإلى هدايته وإرشاده لنعالج بها مشاكلنا، إننا لم نُغْلب من قلة ولا من ضعف ولا من فقر ولكن لأننا لم نطبق تعاليم الإسلام ونحولها إلى أعمال كما فعل أسلافنا، لقد أصبح الدين عندنا عملاً فردياً يقتصر فيه الإنسان على أمور خاصة يطلب بها لنفسه المعونة من الله وليس عليه بعد ذلك من عنت إذا فسد أمر الحياة جميعه وساء حال الناس جميعهم». استوزر الملك فيصل - رحمه الله - الأستاذ حسن كتبي فسلمه حقيبة الحج والأوقاف عام (1390ه) بعد أن شاركه في كثير من رحلاته السياسية إبان دعوة التضامن الإسلامي التي دعا إليها الفيصل الشهيد. مارس الأديب حسن كتبي نشاطه الكتابي في وقت مبكر من عمره فكتب مقالاته في صحيفتي أم القرى وصوت الحجاز حتى عَهِد إليه أمر تحريرها عام (1352ه) وشارك مجايليه في جمهرة من القضايا الأدبية والنقدية ما جعله يكون أحد أهم الأصوات المشاركة في كتاب (وحي الصحراء) الذي جمعه الأديبان محمد سعيد عبدالمقصود خوجه وعبدالله عمر بلخير وقد اختارا له مقالة في علم الأخلاق كانت بعنوان «العصمة للأخلاق وليست للعلم» كما وقع منتقاهما على فصل آخر كتبه حسن كتبي وسمه ب»أثر المتنبي في الأدب العربي» ومما يقوله في هذا الفصل: «فكان المتنبي إماماً للفلسفة الشعرية وكان قائداً للحملات السياسية في الشعر، يتصل بسيف الدولة فتتوجه إليه نفوس الملوك غيرة، ثم يفارقه فيتحبب إليه الحسن بن طغج وطاهر العلوي وكافور الإخشيدي فيدل بنفسه وشعره عليهم، وإذا كان الملوك في التقرب إليه يعملون شتى الأسباب والأساليب فكيف بالمتنبي بين العامة ممن يغبطونه ولا يسمون إليه، ومن يَعْتدون بنفوسهم ولا يفوزون بمثل ما فاز به» وكل كتاباته من هذا الطراز الرفيع من الأدب فلا ترى العبارة اليابسة في الجملة الخضراء. أوحت هذه المشاركات المتتابعة وغيرها في الصحف والمساهمة في الكتب بالتأليف والتصنيف فأخرج جملة من الأعمال تربو عن العشرة كتب وهي: كتاب (التربية) وهو يحوي قواعد في علم النفس وكتاب (السياسة) وينهض على دراسة مقارنة بين كتاب (المقدمة) لابن خلدون وكتاب (الأمير) لميكافللي ثم ألف الكتبي كتاب (ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة) وتبعه بكتاب (أهدافنا وسياستنا) ثم كتاب (دورنا في زحمة الأحداث) وكذلك كتاب (الأدب الفني) الذي حققه الأديب الناقد حسين بافقيه وهو كتاب أحدث معركة أدبية بينه وبين الأديب عزيز ضياء كما صنف كتاب (قصة حياتي) الذي ضم سيرته الأدبية إضافة إلى كتاب (أشخاص في حياتي) الذي جاء في جزأين إلى جانب كتاب (نظرات ومواقف) الذي وصفه فيه الدكتور عبدالرزاق نوفل بأنه مفكر اتسع أفقه وأديب رق لفظه وداع إلى الله اكتمل إيمانه وحسن إسلامه، وهو في الصحافة تجده يناقش أمر الصحافة وشخصية الصحفي، ويرسم الطريق الذي يجب أن تكون عليه الصحافة وأن يلتزم به الصحفي مؤكداً أن الصحافة رسالة. إلى جانب مؤلفين آخرين هما: (في موكب الحياة) و(الإسلام لماذا؟) وللأديب الكتبي العديد من المحاضرات والفصول التي دبجها يراعه وقدمها في بعض المحافل المحلية والدولية السياسية منها والثقافية. وقد حظي الأستاذ حسن كتبي باحترام وتقدير كبيرين من قبل الأوساط الأدبية والسياسية العربية والدولية ومصداقاً لذلك فقد منحته جمهورية الصين شهادة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة، كما منحته أيضاً الوشاح الأعظم من درجة النجم اللامع، أما جمهورية كوريا الجنوبية فقد منحته الدرجة الفخرية للدكتوراه في الأدب من جامعة سيؤول، وتوج مشواره الثقافي بحصوله على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية. وهاهو الفارس حسن كتبي يترجل عن قرن من الزمان كان شاهداً عليه بما حمله من انتصارات وهزائم وظواهر وتيارات وتطور ورقي. رحم الله السيد الكتبي وبرد الله بالغفران ثراه وعوضنا عنه خيراً. إني رأيتك قبل الموت في فلك من الجلال على جنبيه نوران نور اليقين ونور الشيب بينهما سكينة حركت نفسي ووجداني على جبينك آيات الرضا ارتسمت وبين جنبيك قلب غير وسنان محمد باوزير

حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)
حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)

سعورس

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سعورس

حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)

وشاعرنا الكبير الأستاذ حسن عبدالله القرشي {رحمه الله } أحد هؤلاء الرواد الذين أثروا حياتنا الثقافية بألوان من الإنتاج الأدبي الخصب الممتع، وكان صوته حاضراً ضمن الأدباء الرواد، وبرز اسمه بين كبار الشعراء منهم بكل فعالية وجدارة واقتدار، وبقى صوته وشعره راسخاً في أنسجة الذاكرة وأعماق الوجدان، يتردّد صداه شجيا بعد رحيله وغيابه. ولعلنا قبل أن نستعرض جوانب من حياة الأستاذ حسن عبدالله القرشي الشخصية والأدبية، نقرأ ماكتبه عنه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مقدمة ديوانه {الأمس الضائع} في طبعته الثانية والتي صدرت في عام 1968م، يقول الدكتور طه حسين في مقدمتة الرائعة (هذه نسمات من الحجاز تبلغنا في مصر بعد أن طال العهد بنسيم الحجاز الأدبي، واشتد التفقد له، وملك الظمأ نفوسنا التي كاد يحرقها الصدى، لقد سكت الشعر الحجازي فأطال السكوت وأسرف فيه على نفسه وعلينا، وهو الآن يؤوب بعد غيبة طويلة، وينشط بعد هدوء أوشك أن يكون خموداً، ويرسل إلينا بين حين وحين نسمات حلوة (مرة) فيها لين ورحمة، وفيها شدة وقسوة، وفيها دائماً صفاء يسرع بها إلى أن تمازج الأرواح، وتملأ القلوب روعة وسحراً، ما أكثر ما تغنى ابن أبي ربيعة في بطاح مكة وظواهرها، وما أكثر ما تغنى الأحوص في ساحات المدينة ، وفي ضواحيها، وما أكثر ما تغنى العرجي في منازل بين هاتين المدينتين المقدستين، وما أكثر ما ملأ غناء أولئك الشعراء نفوس الأجيال حبا وحزنا وفرحا ومرحا وطموحاً إلى الجمال، وهؤلاء شعراء الحجاز المعاصرون قد أخذوا يصلون القديم بالحديث، ويردون إلى الحجاز مجده الفني العظيم، كان قدماء الشعراء الحجازيين يتغنون في مكة والمدينة ، فلا يلبث غناؤهم أن يملأ الأرض الإسلامية رضىً وأملاً وحباً للحياة وشوقاً إلى ربوع الحجاز، ولم يكن أيام أولئك الشعراء من أدوات النشر ووسائل الإذاعة ما يملك المحدثون الآن، ولقد سمعت بين من سمعت من الشعراء شعر الأستاذ الصديق حسن عبدالله القرشي، ولم أكد أسمعه حتى كلفت به وتمنيت أن أراه منشوراً يقرؤه الناس في الحجاز، وفي غير الحجاز من أقطار الأرض، والأماني تخدع أصحابها أحياناً، ولكنها تسمح لهم أحياناً أخرى، ويظهر أنها سمحت لي بشعر الأستاذ الصديق، فها هو ذا يهيأ للنشر وها أنذا أسعد بتقديمه إلى القراء، وسيقرؤونه وسيعلمون أنه قد آن لشعر الحجاز أن يحتل مكانه الممتاز بين الشعر العربي الحديث) في عام 1344 هجرية ولد الأستاذ حسن عبدالله القرشي في مكة المكرمة وبها تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة الفلاح ثم واصل دراسته في المعهد العلمي السعودي حتى حصل على شهادته، ثم التحق بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض. أمّا عن تجربته الشعرية، فيحدثنا الأستاذ القرشي فيقول: (فتحت عيني على عالم الشعر هذا العالم السحري في شوق فارط ونشوة مبهورة، أريد أن أتكلم في المهد، أريد أن أقدم إنتاجا ناضجاً مشحوناً بالحيوية والدفق ولقطات الفن المبتكرة، أريد أن أكون الشاعر الذي يشار إليه بالبنان، كنت ذلك الطفل المنطوي على نفسه، تغيم في عينيه الرؤى، وتغمض ثم تتبلج، وتتضح، ذلك الطفل الذي يسدر بصره في المجهول، ويتعلق فكره بالذرا، ويتيه خياله في أودية الغربة، ثم يعود إلى واقعه فيشعر بالأبعاد الشاسعة المترامية بين مسيرة الخيال وبين ظل الحقيقة..كانت تجربتي في مخاضها وولادتها محددة، ولكن ثروتي من التصورات كانت كبيرة، ولم يكن زادي اللغوي قليلاً مع سني الصغيرة يومها فلقد حفظت القرآن الكريم، وأنا دون العاشرة، وكانت أذني السماعة وذاكرتي اللاقطة تساعدانني على حفظ الكثير من أبيات الشعر من قصائد.. كان الوالد رحمه الله يرددها، وكان راوية فذَّا للشعر وقارضاً مقلاً له)..وللمقال بقية ..

حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)
حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)

البلاد السعودية

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البلاد السعودية

حسن عبدالله القرشي.. شاعر البسمات الملونة (1/2)

للرواد أياً كانت ميادين ريادتهم، حقوق في اعناقنا لاينبغي أن ننساها، وحقهم الأول علينا، أن نعيد النظر في مسار حياتهم، وماتركوه لنا من إنتاج فكري وأدبي، نقوم بذلك إستشرافا لآفاق المستقبل من خلال التزود بمخزون من عبق الماضي القريب والبعيد. وشاعرنا الكبير الأستاذ حسن عبدالله القرشي {رحمه الله } أحد هؤلاء الرواد الذين أثروا حياتنا الثقافية بألوان من الإنتاج الأدبي الخصب الممتع، وكان صوته حاضراً ضمن الأدباء الرواد، وبرز اسمه بين كبار الشعراء منهم بكل فعالية وجدارة واقتدار، وبقى صوته وشعره راسخاً في أنسجة الذاكرة وأعماق الوجدان، يتردّد صداه شجيا بعد رحيله وغيابه. ولعلنا قبل أن نستعرض جوانب من حياة الأستاذ حسن عبدالله القرشي الشخصية والأدبية، نقرأ ماكتبه عنه عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مقدمة ديوانه {الأمس الضائع} في طبعته الثانية والتي صدرت في عام 1968م، يقول الدكتور طه حسين في مقدمتة الرائعة (هذه نسمات من الحجاز تبلغنا في مصر بعد أن طال العهد بنسيم الحجاز الأدبي، واشتد التفقد له، وملك الظمأ نفوسنا التي كاد يحرقها الصدى، لقد سكت الشعر الحجازي فأطال السكوت وأسرف فيه على نفسه وعلينا، وهو الآن يؤوب بعد غيبة طويلة، وينشط بعد هدوء أوشك أن يكون خموداً، ويرسل إلينا بين حين وحين نسمات حلوة (مرة) فيها لين ورحمة، وفيها شدة وقسوة، وفيها دائماً صفاء يسرع بها إلى أن تمازج الأرواح، وتملأ القلوب روعة وسحراً، ما أكثر ما تغنى ابن أبي ربيعة في بطاح مكة وظواهرها، وما أكثر ما تغنى الأحوص في ساحات المدينة، وفي ضواحيها، وما أكثر ما تغنى العرجي في منازل بين هاتين المدينتين المقدستين، وما أكثر ما ملأ غناء أولئك الشعراء نفوس الأجيال حبا وحزنا وفرحا ومرحا وطموحاً إلى الجمال، وهؤلاء شعراء الحجاز المعاصرون قد أخذوا يصلون القديم بالحديث، ويردون إلى الحجاز مجده الفني العظيم، كان قدماء الشعراء الحجازيين يتغنون في مكة والمدينة، فلا يلبث غناؤهم أن يملأ الأرض الإسلامية رضىً وأملاً وحباً للحياة وشوقاً إلى ربوع الحجاز، ولم يكن أيام أولئك الشعراء من أدوات النشر ووسائل الإذاعة ما يملك المحدثون الآن، ولقد سمعت بين من سمعت من الشعراء شعر الأستاذ الصديق حسن عبدالله القرشي، ولم أكد أسمعه حتى كلفت به وتمنيت أن أراه منشوراً يقرؤه الناس في الحجاز، وفي غير الحجاز من أقطار الأرض، والأماني تخدع أصحابها أحياناً، ولكنها تسمح لهم أحياناً أخرى، ويظهر أنها سمحت لي بشعر الأستاذ الصديق، فها هو ذا يهيأ للنشر وها أنذا أسعد بتقديمه إلى القراء، وسيقرؤونه وسيعلمون أنه قد آن لشعر الحجاز أن يحتل مكانه الممتاز بين الشعر العربي الحديث) في عام 1344 هجرية ولد الأستاذ حسن عبدالله القرشي في مكة المكرمة وبها تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة الفلاح ثم واصل دراسته في المعهد العلمي السعودي حتى حصل على شهادته، ثم التحق بقسم التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض. أمّا عن تجربته الشعرية، فيحدثنا الأستاذ القرشي فيقول: (فتحت عيني على عالم الشعر هذا العالم السحري في شوق فارط ونشوة مبهورة، أريد أن أتكلم في المهد، أريد أن أقدم إنتاجا ناضجاً مشحوناً بالحيوية والدفق ولقطات الفن المبتكرة، أريد أن أكون الشاعر الذي يشار إليه بالبنان، كنت ذلك الطفل المنطوي على نفسه، تغيم في عينيه الرؤى، وتغمض ثم تتبلج، وتتضح، ذلك الطفل الذي يسدر بصره في المجهول، ويتعلق فكره بالذرا، ويتيه خياله في أودية الغربة، ثم يعود إلى واقعه فيشعر بالأبعاد الشاسعة المترامية بين مسيرة الخيال وبين ظل الحقيقة..كانت تجربتي في مخاضها وولادتها محددة، ولكن ثروتي من التصورات كانت كبيرة، ولم يكن زادي اللغوي قليلاً مع سني الصغيرة يومها فلقد حفظت القرآن الكريم، وأنا دون العاشرة، وكانت أذني السماعة وذاكرتي اللاقطة تساعدانني على حفظ الكثير من أبيات الشعر من قصائد.. كان الوالد رحمه الله يرددها، وكان راوية فذَّا للشعر وقارضاً مقلاً له)..وللمقال بقية ..

عبير الكتب: إلا السَبّ!
عبير الكتب: إلا السَبّ!

المغرب اليوم

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المغرب اليوم

عبير الكتب: إلا السَبّ!

على صلة بحديث الأمس، عن كتاب الأديب والمؤرخ والتربوي المكّي السعودي الفاضل، أحمد علي الكاظمي، الذي عاش فترات مختلفة قبل العهد السعودي في الحجاز، ثم مع بواكير فجر الوحدة والتوحيد الكبير. هذا الفجر الذي حرّر صُبحَه، المؤسس الكبير، الملك عبد العزيز... أقول على صلة بذلك، حديث اليوم أيضاً. المؤلف في كتابه «الذكريات» عاش قبل الحرب العالمية الأولى، في مكّة، ولاحظ سياسات الشريف حسين وجريدته «القِبلة»، والقحط الثقافي حينها، ثم - بشهادته - ازدهار الحركة الأدبية والثقافية بعد بداية العهد السعودي. نُكمل في هذا اليوم الرمضاني الثاني الحديث، حيث يخبرنا أحمد علي، الطالبُ في المعهد العلمي السعودي عام 1928، وقد كان ضمن أول دفعة من خرّيجي المعهد، الذين احتفى بهم الملك عبد العزيز شخصياً، يقول عن هذا المعهد: «ومن أوليّات طلبة المعهد (الذي درس فيه عام 1928)، أنهم أول من فكّر في لعب الكرة وتكوين فرقة لهذا الغرض، وكان الفضل في ذلك يعود الى إخواننا الإندونيسيين الذين بثّوا بيننا فكرة إنشاء فرقة لهذا الغرض، واتخذنا ملعبين في (جرول) والآخر في (المسفلة)، وكنّا نخرج إلى الملعب الأخير يومياً لقربه». وجرول والمسفلة حارتان من حارات مكّة. ويقول عن المجتمع في مكّة، أثناء وقبل الحرب العالمية الأولى: «والعمارات كانت من حظ الأغنياء وأولي البسطة في المال والجاه، أمّا الطبقة المتوسطة فعلى أفرادها وأسرها أن تقضي عمرها كله في بيوت الأجرة». أما العاصمة الرياض، التي انتقل لها المؤلف ضمن فريق المدرسة الأميرية، فرسم ملامحها الاجتماعية بشفافية، ومن ذلك قوله عن بيوت الرياض الطينية: «وفتح النوافذ إلى الشارع كان في تلك الأيام (1356هـ - 1937م) أمراً غير مرغوب فيه عند أهل نجد، خشية أن تتسرّب أصوات النساء من داخل الدار إلى خارجها». وعن نمط التفاعل الاجتماعي يقول: «الوقت المعتاد في الغالب لدعوة شرب الشاي والقهوة هو فترة بين العشاءين، أي بين المغرب والعشاء، وليكون أذان العشاء هو الحدّ الفاصل للاجتماع وداعياً لانصراف الداعي والمدعوين إلى المساجد». وعن مصدر المياه يقول: «معظم بيوت الرياض التي كانت بها آبار، ماؤها أقرب إلى الملوحة، ومع ذلك كان الأهالي يشربون، وهناك ماءٌ عذبٌ خارج سور البلدة في نخل الشمسية يشرب منه أولو اليسار، ومن عندهم دوابّ لنقله، أمّا أهل القصر الملكي فكانوا يشربون من ماء يجلب إليهم في بقعة اسمها (لبن) بوادي حنيفة، وسُمّيت لبن لعذوبة مائها، وكان يُنقل الماء في فناطيس كبيرة مثبّتة على سيارات». وأخيراً، ينقل لنا المؤلف هذا الحديث الذي جرى لهم مع الأستاذ حافظ وهبة، أحد مستشاري الملك عبد العزيز المعروفين، حين زارهم «الشيخ» حافظ في مدرسة الأمراء بالرياض: «قلتُ لسعادته: لقد استعملتم في كتابكم (جزيرة العرب في القرن العشرين) الصراحة التامّة في بعض الموضوعات؟ فقال سعادته: لقد اشترطتُ على جلالته ذلك عندما عزمت على التأليف، فقال لي جلالته: قل كما تشاء، ولكن إلا السبّ» (ص 114).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store