منذ 11 ساعات
فريق المكتب.. رُبعُ قرنٍ من الإنجاز والتميّز
التحدّيات في سباق التميّز»، ومن أبدع ما استدلّ به صاحب السمو على تغلغل فكرة فريق العمل في الروح الإماراتيّة ما ذكره من سيرة الأجداد في الغوص في قاع البحر للحصول على اللؤلؤ، حيث قصّ هذا الحدث بأسلوب سَرْديّ فائق الجاذبية قال فيه:
«يعرف الجميع مدى نجاح أجدادنا في رحلات الغوص، تلك الرحلات مثال جيد على إدراك أهمية الفريق، فلكلّ فردٍ من أفراده عمل محدّد يقدّمه في الوقت المناسب بأفضل أداء ممكن، إنّ تعاون الجميع شرطٌ أساسيٌّ لتحقيق هدف العودة بمحصول جيّد، أما الفرديّة فكانت تعني الخسارة وربّما الهلاك لذا فإنّ الفريق قوّة أساسيّة وراء كلّ عملٍ كبير، وفهم كلّ عضوٍ من أعضاء الفريق دوره جيّداً يزيد شعوره بالمسؤولية المشتركة، ويجعله أكثر إصراراً والتزاماً بتحقيق أفضل النتائج».
فالفكرة صالحةٌ للتطبيق في جميع مسارات الحياة ابتداءً من فريق التدريس في المرحلة الابتدائية وليس انتهاء بفريق المهندسين العاملين في علوم الفضاء، فالمهمّ هو أن تكون فكرة الفريق هي الّتي تقود الروح العامة للعاملين، بحيث يتحمّل الجميع مسؤولية النتائج: فخراً بالنجاح، وتحمُّلاً للإخفاق.
واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بإنجاحها، كما كان المكتب داعماً لاتخاذ القرار لا سيّما في المشاريع التنموية الكبرى التي لا تخلو من ملامح المخاطرة، وتحتاج إلى إيقاعٍ سريعٍ في التنفيذ ليكون هذا المكتب هو الذراع القويّة في تنفيذ جميع الرؤى التي كان صاحب السموّ يفكّر فيها ويعمل على تنفيذها من خلال هذا المكتب الذي يقوم بواجباته بكلّ شرفٍ وكفاءةٍ واقتدار.
حيث يؤكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنّ مشاريع المكتب في كافة المجالات هي ذات طابع نموذجيّ متفرّد يجعل منها أسلوباً فريداً في العمل وصنع التغيير من خلال إيقاعٍ سريعٍ مدروسٍ يؤدّي إلى تمكين الأفكار واحتضانها، ويرفع السقف عالياً أمام المواهب الشابة التي سيرحّب بها المكتب الذي يحرص على ضخّ الدماء الجديدة من فئة الشباب الذين يمتلكون نبضاً خاصّاً بهم يستجيب لسرعة الإيقاع الّذي تتّسم به الحياة الحديثة.
والابتعاد عن نزعة التسلّط والاستبداد وبروز الروح الأنانيّة في القيادة، فهذا الفريق الذي ينجز أكبر الإنجازات من خلف الكواليس هو النموذج الذي يجب أن يكون سائداً في مسيرة الدولة التنموية، هذه المسيرة التي ستظلّ مشرعة الأبواب لجميع فئات العاملين لا سيّما فئة الشباب التي تمتلك دائماً الرؤى الجديدة والقدرة على المغامرة والقفز خارج الصندوق من أجل خلق حالةٍ من الإبداع والتجدّد في مسيرة الوطن نحو التميّز والإنجاز.