أحدث الأخبار مع #الناجحون


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- ترفيه
- الجزيرة
حينما يتساقط ريش الباشق
هل رأيت طيرًا يحلق في كبد السماء؟ الباشق أحد الطيور الجارحة التي ترمز للرفعة والعلياء، هو مثال صادق للنجاح الذي يسعى له كثيرون.. في تحليقه منفردًا كأنما يشير لذلك الرجل النجم، الذي صعد قمّة النجاح! صفات البواشق تعكس أضواءً على رحلة الناجحين، القوة والعزلة، السعي والتحقيق، الارتفاع والسقوط. فبماذا يمتاز الباشق؟ وما هي الإلهامات المسوحاة منه؟ وماذا يريد أن يقول لنا لو تكلم؟ رؤية تتجاوز الأفق تمتاز البواشق بحدة البصر والتطلع النافذ، فهي ترى الطرائد من مسافات بعيدة، ولا تغيب عنها أدق التفاصيل! هكذا هم الناجحون في الحياة؛ يرون ما لا يراه الآخرون، يسيرون بخطى ثابتة نحو أهدافهم. غير أن الباشق يحلّق في السماء مفردًا وحيدًا، وهذا حال الناجحين، فإنهم رغم امتلاكهم نظرة ثاقبة ينعزلون عن المحيط، لا يرون ما خلف التل، وهو ما يجعلهم يرون العالم بمنظور مختلف، إذ لا يشاركهم في وحدتهم إلا الظل والإلهام! الناجحون يلتقطون الفرص فور بزوغها، لا يترددون ولا يتثاقلون، يفعلون ما يتسم به الباشق تمامًا.. يحدد الهدف وينقض كالرِّمية في لمح البصر، لحظة واحدة، وإذا بالفريسة بين مخالبه قوة الاستقلال الباشق صياد منفرد لا يحلّق مع سرب، ولا يتقاسم الفرائس.. يعتمد على نفسه لتحصيل طعامه، فتراه ينقض على فريسته بكل دقة وحسم، يمتلك روح الاستقلال وقوة السيطرة! هذا السلوك هو ما يتميز به الناجحون، فهم يعتمدون على الذات، ويواجهون التحديات منفردين، إلا أن هذا الاستقلال يفاقم مشكلة قفص العزلة، فهم يصعدون بالفعل ولكن دون أن يرافقهم أحد، يصلون للصدارة ويفوزون، غير أنهم يعيشون وحيدين، لا يشاركهم الفرح أحد، إنهم يفتقدون الدعم والمشاركة، وقد يفتقدون العفوية وبساطة العيش. اغتنام الفرص الناجحون يلتقطون الفرص فور بزوغها، لا يترددون ولا يتثاقلون، يفعلون ما يتسم به الباشق تمامًا.. يحدد الهدف وينقض كالرِّمية في لمح البصر، لحظة واحدة، وإذا بالفريسة بين مخالبه بكل ثبات ورشاقة! الناجحون يغتنمون الفرص فور ظهورها، لا يسمحون لها بالمرور دون استغلال، إلا أن هذا الاستعجال قد يحرمهم من فرائس أفضل لو تحلوا ببعض الصبر والتريث. العمل في صمت كثيرًا ما يسبح الباشق في قلب السماء دون أن يراه أحد، يتجنب البروز، ويحلق في نقطة بعيدة عن الأضواء، إنه يمتلك مهارة التخفي باقتدار، وفي لحظة قرار تنبثق المخالب وتنغرز في الفريسة دون أن يشعر به أحد! هكذا هم الناجحون.. يتسترون بأبراجهم العاجية، يعملون بصمت، ينجزون المهام دون صخب أو ضجيج، وفي ساعة فجأة تظهر المفاجأة، غير أن البعض قد يُسيء الفهم، ويرى ذلك الابتعاد غرورًا وترفعًا، وما هو إلا مخاض! من أبرز صفات الباشق أنه لا يستسلم بسهولة، فهو مثابر في البحث عن فرائسه، والتوقف عندهُ يعني التراجع.. وهذا هو ديدن الناجحين المثابرين، لا ييأسون، يكافحون في المساعي رغم العقبات التمسك بالأهداف ربما لم تشاهد مخلب الباشق عن قرب، هنا ندعوك للتفتيش عن مخلب الباز الأوراسي لتقارنه بمخلب الصقر، يتفوق مخلب الباز الأوراسي (الباشق) على مخلب الصقر بمراحل؛ فهو قوي، معد للتمزيق بإتقان، يمتلك فاعلية تامة في الاقتناص، ولديه قوة قبض فائقة. فهل سيترك فريسته بسهولة؟ الباشق لا يدع فريسته، حتى لو سقط معها. هكذا هم الناجحون.. لا يتخلون عن أهدافهم حتى لو شكلت لهم عبئًا، يتمسّكون وكأنّ الأمر عناد أو حرب وجود، حتى لو تبيّن لبعضهم الخطأ أو أنه خارج إطار المصلحة. التكيف مع الظروف لو أمسكت بجناح الباشق وتأملته بعينيك لوجدته قصيرًا عريضًا مصممًا للمناورة في الأماكن الضيقة، وهذا ما يجعله متكيفًا مع البيئات المختلفة. هذا هو حال الناجحين.. يتأقلمون مع التغيرات، ويواجهون التحديات بكل مرونة ورشاقة، غير أنّ هذا التكيف يبعدهم أحيانًا عن مسارهم الأصلي، وقد يفقدون هويتهم في التكيف الجديد. ومما يميز الباشق في تكيُّفه مع بيئته تغيير مساراته بما يتوافق مع اتجاه الريح.. والناحج لديه ذات الحساسية، فهو لا يدخل معركة دون أن يحسب المعطيات ويدرس الإمكانات، وعلى هذا الأساس يقتحم موجة التغيير، لا لأنه يعشق التغيير بل ليستمر على ذات التألق والإنجاز المعهود، إلا أنّ هذا التكيّف المفرط قد يبتلع ملامحه، فينسى مشيته الأولى، وقد يتخطى بعض الحدود التي تلامس مبادئه وقيمه التي كان معروفًا بها قبل هذا النجاح. الانغماس في الهدف إنّ الباشق يمتلك عيونًا حادة، إذا نظر اخترق الأغوار وكشف الأسرار، لا يشتت انتباهه، يركّز على طريدته حتى ينالها، تراه بحق أعمى عمّا سواها حتى يظفر بها. كذلك هم الناجحون، يكرسون أوقاتهم وجهدهم لتحقيق أهدافهم، وهذا ما يُضيّع عليهم جوانب أخرى من حياتهم، كالراحة والاستجمام، والتمتع بالعلاقات وغيرها كثير. إنّ هذا التنبيه حري بالتأمل؛ فلكل نجاح ضريبة، وهو دافع الفواتير من أمواله وحياته وحياة المحيطين به، وقد يغريه مجده الجديد فيمسح صورته القديمة الباهته، ويتشبث بالألق الذي هو عليه وينسى تاريخه. الصبر والإصرار من أبرز صفات الباشق أنه لا يستسلم بسهولة، فهو مثابر في البحث عن فرائسه، والتوقف عندهُ يعني التراجع.. وهذا هو ديدن الناجحين المثابرين، لا ييأسون، يكافحون في المساعي رغم العقبات. بيدَ أنّ هذا الإصرار قد يولد لديهم ضغوطًا نفسية، وقد يجعلهم يغفلون عن أهمية الراحة والاستجمام، أو قد يدركون متأخرين أنهم قد خسروا من كان معهم في الطريق، فمن يروم القمة لا ينظر لمن هم في السفح! في مسيرة حياة الباشق من الطبيعي أن يخسر بعض الريش، إلا أن ريشًا جديدًا يحل محله، يمتاز هذا الريش الجديد بكونه أكثر قوة ولمعانًا! هذا يرمز لضرورة التجدد والتطوير في حياة الناجحين الإنجاز دون ضوضاء يمتاز الباشق بالطيران الصامت، فهو في علوه الشاهق، لا يُسمع له حسيس ولا نَجْوى، ينجز جميع مهامه دون أن يلفت الانتباه. ألا ترى في هذا تشابهًا مع أولئك الذين يحققون إنجازاتهم دون أن يصدر منهم التباهي أو الاستعراض؟ إنه تجانس ملحوظ، إلا أنّ هذا الصمت قد يجعل الآخرين لا يقدرون ما يقومون به، أو قد لا يشعرون بإنجازاتهم، ومع ذلك يظل المنجز منجزًا ومقتدرًا ومقدرًا وإن لم يحظَ بالتصفيق المستحق. حماية المنجزات في موسم التكاثر وفي فترة فقس البيض، ترى الباشق أكثر حذرًا، حيث يحمي منطقته من الأغراب بعناية. كذلك يفعل الناجحون، يحمون منجزاتهم بعناية، يحافظون على ما حققوه، وينشغلون بتدبيج المنجزات السابقة، إلا أنّ هذا الانشغال قد يؤخر بزوغ المنجزات الجديدة! لا يحلق الباشق إلا إذا حافظ على توازنه، وحياته برمتها قائمة على التوازن بين التحليق والاصطياد، وهذا التوازن هو ما يحتاجه الناجح القدير، توازن بين العمل والحياة، بين الإنجاز والراحة التجدد والتطور في مسيرة حياة الباشق من الطبيعي أن يخسر بعض الريش، إلا أن ريشًا جديدًا يحل محله، يمتاز هذا الريش الجديد بكونه أكثر قوة ولمعانًا! هذا يرمز لضرورة التجدد والتطوير في حياة الناجحين، قد يكون هذا التغيير مؤلمًا، أو يجبرهم على التخلي عن أشياء اعتادوا عليها، إلا أن هذا التخلي بداية للقفزة القادمة. عليه نقول: ليس كل فقد خسارة، بل قد يكون بشارة لما هو أفضل؛ فلِمَ نبتئس؟ إعلان الباشق يُعلمنا أن النجاح ليس مجرد صعود، بل رحلة مليئة بالتحديات، تتطلب القدرة على الموازنة بين القوة والضعف، بين الاستقلالية والمشاركة، بين التركيز والتنوع. لا يحلق الباشق إلا إذا حافظ على توازنه، وحياته برمتها قائمة على التوازن بين التحليق والاصطياد، وهذا التوازن هو ما يحتاجه الناجح القدير، توازن بين العمل والحياة، بين الإنجاز والراحة. في الختام نقول: حينما يتساقط ريش الباشق يواجه تحديًا، قد تلسعة البرودة أو تكويه سياط الظهيرة، قد يختبئ أو يتوارى، ولا يعني ذلك ضعفًا أو تراجعًا، بل هو استعداد لمرحلة مزهرة جديدة قد تكون أكثر قوة وإشراقًا، إنّ المواسم تتبدل لتنضج أصحابها، وهكذا هم الناجحون حينما يخفقون أو يعتزلون، فإنهم يعودون، وإذا عادوا سحروا الأبصار وأدهشوا العيون!


الرياض
منذ 2 أيام
- سياسة
- الرياض
عابر سبيلدعوهم يتألمون
كتبت غير مرة أن وطني على حق دائما وأبدا وإلى يوم يبعثون، ولا سبيل للتنازل عن هذا المبدأ.. ومن هذا المنطلق ليس لي أن أحاور في أي شيء يخصه لأجل إقناع الآخرين بأنهم على خطأ أو صواب تجاهه، وأن ما يرددونه من انتقادات أو تجاوزت إلى إساءات يجب أن تتوقف، لن أفعل ذلك لأن الحقيقة تكمن في أن "لو لم تكن عظيما يا وطني لما أشغلتهم بهذا القدر". هنا يعلم الله أنني لا أتحمس كثيرا حينما أرى سعوديا أو عربيا وحتى من خارج محيطنا يناوش ويقارع أولئك الذين يريدون إسقاطا ولؤما على هذه البلاد، لأنني أتمنى أن يترفعوا عنهم لأن لا سبيل لإقناع حاقد.. هنا لا ننكر أننا نعيش في عالم كثير منه بلا مبادئ ولا أخلاق، سبيله أمام الناجحين محاولة صناعة صورة مختلفة مختلقة وفق ما يريده، ويبدو أن هذا استفز أصحاب الأخلاق والمصداقية وفق الردود التي نجدها تدحض ما يتعرض له الناجحون من الفاشلين، ملتزمين بالواقع الذي يقول إنه لم يعد هناك مجال لتركهم يفترون ويكذبون. من تلك التوطئة هل نحن نبالغ في تفسير مفهوم حب الوطن والدفاع عنه، ونتجاوز إلى الأنانية، والأكيد.. لا.. ولا علينا من ذلك فحينما يحضر الوطن بكل تجلياته تسقط كل التحديات والعوائق، ولا بأس من تغيير المفاهيم والعلاقات، بل والحب والكره والصداقة والعداوة، وإن كنا مع تمسكنا بتلك المبادئ أن نؤكد أن التاريخ لم يعرف قديما وحديثا أن السعودية بلد معتدٍ أو مثير فتن وصانع فرقة، وحينما تكون السعودية الحضور الأول لرئيس الدولة الأهم والأعظم في العالم فذلك عنوان أن السعودية ضمن الأكثر أهمية وتأثيرا في كل العالم. هنا في المملكة بلغ الرقي شأنا لم يعرفه كثيرون ممن يلوكون في الكلام ولا يصنعون تقدما ينطلق من تراث إنساني زاخر بكل الإيجابيات الدينية والدنيوية، إرث سعودي علّمنا كيف نصنع مستقبلا أفضل وقبله نضع حدا فاصلا وحاسما بين الصح والخطأ، بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ كيف نتعامل مع الوطن وكيف نستمر منتصرين له، أنشأ فينا وفي دواخلنا آليات جذب داخلية للانتصار له والتقرب منه في كل فترة يحتاج لنا، فعلا أو قولا. لن نتحدث عن الحق والباطل ولا كيفية الرد على أولئك المساكين من المنفجرين ضيقا مما وصلت إليه السعودية وينتقدون كل فعل عظيم معينا لها في مستقبلها، لأننا إن فعلنا ذلك نضيع وقتا على من لا يستحق في إطار سعينا الدائم للارتقاء بالوطن، ليس إلا أننا نعيش مجموعة الأخلاقيات السامية المتجذرة من الآباء والأجداد والتراب والماء وكل التاريخ الذي يحيط بها، مع التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته. الرقي السعودي ليس في أجندته مجادلة التافهين، لأنه مشغول بما هو أهم؛ كالتزام أبدي نتمتع بخيراته، ونلتزم له بحمايته متى ما احتاجنا تاركين كل المتع والامتيازات وما تريده النفس من خيرات خلفنا وراء ظهورنا، فنحن نحب وطننا وقيادته، في برقه ورعده وجنوبه وشماله.. تاركين للمسوفين الكلام لأننا مشغولون بالعمل.