أحدث الأخبار مع #النبي_إبراهيم


الرجل
منذ 2 أيام
- منوعات
- الرجل
موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 1446هـ حسب الحسابات الفلكية
مع اقتراب شهر ذي الحجة، تتجه أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نحو صعيد عرفات، إذ يترقبون يومًا لا مثيل له بين أيام العام، بينما يتجلّى مشهد من أعظم مشاهد الخشوع، حيث يتسابق العباد للفوز بمرضاة الله عز وجل، ويقفون في مشهد مهيب، يرسم لوحة تبدو لمن يشاهدها وكأن حشود الأرض تعانق السماء في يوم عرفة، تاج أيام الحج وموسم الدعاء الأعظم. في السطور التالية نصحبكم في رحلة نستعرض خلالها موعد وقفة عرفات لعام 1446/2025 وعيد الأضحى المبارك، مع ذكر فضل الدعاء والأعمال المستحبة في هذا اليوم المبارك. موعد وقفة عرفات 1446هـ تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية، بينما يترقب المسلمون إعلان موعد وقفة عرفات لعام 1446هـ. ووفقًا للحسابات الفلكية الدقيقة التي أصدرها مركز الفلك الدولي، يبدأ شهر ذي الحجة في السعودية يوم الأربعاء الموافق 28 مايو الجاري، ومن ثم فإننا سنشهد وقفة عرفات (اليوم التاسع من ذي الحجة)، يوم الخميس الموافق 5 يونيو 2025م. وخلال هذه الوقفة المباركة يتجمع الحجاج على صعيد عرفات، يقفون في خشوع من طلوع الشمس حتى غروبها، يناجون الله ويرفعون أكف الدعاء، في مشهد يجسد الخشوع والتذلل للخالق جل وعلا. صورة تعبيرية ليوم عرفة - المصدر: وزارة الحج والعمرة موعد أول أيام عيد الأضحى 1446هـ مع غروب شمس يوم عرفة، تبدأ أنوار عيد الأضحى المبارك بالإشراق، لتحمل معها الفرح والتضحية والبركة، ويصادف أول أيام عيد الأضحى 1446هـ، حسب الحسابات الفلكية من مركز الفلك الدولي، يوم الجمعة الموافق 6 يونيو 2025م. وفي هذا اليوم يحتفل المسلمون بذبح الأضاحي، متذكرين قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، التي تجسد التسليم والطاعة لأمر الله عز وجل، حيث تمتزج السعادة والسكينة بالعطاء، بينما توزع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين، لتعم البهجة بيوت المسلمين في السعودية وفي كل بقاع المعمورة. واليوم يتبقى على وقفة عرفات أقل من 18 يومًا، وهذه الفترة حتى وإن كانت قصيرة، فإنها تمنح المسلمين فرصة ذهبية للاستعداد الروحي، من خلال الإكثار من الذكر والصيام، وكذلك للاستعداد المادي من خلال تجهيز الأضاحي، بينما يتابع الحجاج الاستعداد لأداء رحلتهم الإيمانية عبر مناسك الحج. كما تشهد الأسواق والمساجد في هذه الأيام حركة دؤوبًا، حيث يستعد المسلمون لاستقبال هذه المناسبة العظيمة بقلوب مفعمة بالإيمان والأمل. صورة تعبيرية لحجاج في يوم عرفة - المصدر: وزارة الحج والعمرة اقرأ أيضًا: الهيئة العامة لشؤون الحرمين ترفع كسوة الكعبة ضمن ترتيبات استقبال الحجاج هل تختلف وقفة عرفات في السعودية عن مصر؟ قد يتساءل البعض عما إذا كان موعد وقفة عرفات يختلف بين السعودية ومصر، والحقيقة أنه وفقًا للحسابات الفلكية، لا يوجد اختلاف في موعد وقفة عرفات لعام 1446هـ بين البلدين، حيث ستكون حسب هذه الحسابات، يوم الخميس 5 يونيو 2025م في كل من السعودية ومصر. وتعتمد كلتا الدولتين على رؤية الهلال والحسابات الفلكية، وقد أكد معمل أبحاث الشمس التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، أن غرة ذي الحجة ستبدأ يوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025 م، مما يجعل يوم عرفة موحدًا، ومع ذلك قد تختلف تفاصيل الاحتفالات أو الإجازات الرسمية بين البلدين، لكن اليوم نفسه يظل رمزًا للوحدة الإسلامية. ما أفضل الأدعية في يوم عرفة؟ يوم عرفة هو موسم الدعاء، حيث تتفتح أبواب السماء لتستقبل أمنيات العباد وتضرعاتهم، وقد وصف رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دعاء يوم عرفة بأنه "خير الدعاء"، مما يجعل هذا اليوم فرصة لا تضاهى للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيما يحرص المسلمون سواء كانوا حجاجًا أم لا، على الإكثار من الدعاء في هذا اليوم، حاملين في قلوبهم الرجاء والإخلاص. ومن الأدعية المحببة التي يتردد صداها في هذا اليوم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وهو ذكر يجمع التوحيد والتسبيح. كما يستحب الدعاء بالمغفرة قائلين: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"، والتوسل بالرحمة والثبات: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت". كما يشجع المسلمون أيضًا على الدعاء بما يشغل بالهم، سواء كان للدنيا أو الآخرة، مع التضرع والإلحاح، فالله قريب مجيب. صورة تعبيرية لوقوف الحجاج على جبل عرفات - المصدر: وزارة الحج والعمرة كيف أدعو في يوم عرفة لنفسي وعائلتي؟ في يوم عرفة يتجه قلب المسلم إلى أحبته، فيرفع أكفه داعيًا لنفسه وعائلته بكل خير، والدعاء للأهل في هذا اليوم يعكس الحب والحرص على سعادتهم في الدنيا والآخرة. كما يمكن للمسلم أن يناجي ربه قائلاً: "اللهم اغفر لي ولوالدي ولأهلي، وارزقنا الصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة"، أو يتوسل: "اللهم اجعلني وأهلي من عبادك الصالحين، وأدخلنا جنتك برحمتك، واحفظنا من كل سوء". ومن الأدعية الجميلة أيضًا: "اللهم بارك في أهلي وأولادي وزوجي/زوجتي، وسخر لنا من يحبنا، واجمعنا في الدنيا على طاعتك وفي الآخرة في جناتك"، حيث يفضل أن يصيغ المسلم دعاءه بما يناسب ظروفه، مع الإخلاص والإلحاح، وألا ينسى الدعاء للأمة الإسلامية، فالدعاء الشامل يزيد في الأجر والبركة. فضل يوم عرفة والأعمال المستحبة يوم عرفة هو درة الأيام، يوم تتضاعف فيه الحسنات وتمحى السيئات، فقد ورد أن صيام يوم عرفة لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين، مما يجعله فرصة لا تعوض للتوبة والتجديد. ويحرص المسلمون في هذا اليوم على الإكثار من الذكر والتسبيح، خاصة ترديد "لا إله إلا الله"، وتعزيز العبادات مثل الصلاة في أوقاتها والتصدق على المحتاجين، وقراءة القرآن والتدبر في آياته لتزيد من الخشوع، بينما الاستغفار والتوبة النصوح تجددان العهد مع الله. وهذه الأعمال تجعل يوم عرفة محطة إيمانية فريدة، تجمع بين الروحانية والعمل الصالح، سواء للحجاج الواقفين بعرفات أو لغيرهم في بيوتهم ومساجدهم. ومع اقتراب يوم عرفة تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال هذا اليوم المبارك بقلوب مفعمة بالرجاء والإيمان، وسواء كنت حاجًا يقف على صعيد عرفات أو مسلمًا يصوم ويدعو في بيته، فإن هذا اليوم يحمل في طياته فرصة للتغيير والتجديد الروحي، فاظفر بها عسى أن تكون من الفائزين.


BBC عربية
منذ 5 أيام
- سياسة
- BBC عربية
ماذا نعرف عن "الاتفاقيات الإبراهيمية" وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط؟
شهدت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحولات سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية، كان أبرزها توقيع ما عُرف بـ "الاتفاقيات الإبراهيمية"، وهي اتفاقيات أُبرمت بين عدد من الدول العربية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بيد أنها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية والدينية، ففي حين يراها البعض فرصة لتعزيز الاستقرار والتعاون الاقتصادي في المنطقة، اعتبرها آخرون تناقضاً للمواقف التاريخية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتطبيعاً غير مشروط مع إسرائيل. ظل الصراع العربي الإسرائيلي، منذ عام 1948، أحد أبرز التحديات في منطقة الشرق الأوسط، متخذاً أشكالاً متعددة، كان من بينها حروب دامية ومفاوضات معقّدة ومبادرات دبلوماسية متعثّرة، لكن عام 2020 شكّل منعطفاً حاسماً في مسار هذه العلاقة، بعد أن أُعلن عن توقيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين إسرائيل ودول عربية، في خطوة وُصفت بأنها تغيير جذري في خريطة التحالفات والمصالح الإقليمية. وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية، مثل مصر (عام 1978) والأردن (عام 1994)، سبقت تلك الخطوة بتوقيع معاهدات سلام مع إسرائيل في سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، جاءت "الاتفاقيات الإبراهيمية" مختلفة من حيث أنها لم تُبرم نتيجة حرب مع إسرائيل، بل جاءت في إطار "تفاهمات سياسية" اتسمت بطابع استراتيجي. وسميت "الاتفاقيات الإبراهيمية"، التي تعرف أيضاً باتفاقيات إبراهيم (أو أبراهام)، بهذا الاسم نسبة إلى النبي إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، وهي تسمية اختيرت لتضفي طابعاً من الشراكة، على أساس ديني، بين إسرائيل والعرب، أو بمعنى آخر بين اليهود والمسلمين. نبذة عن الصراع العربي-الإسرائيلي؟ في سياق الاحتجاج على تقسيم الانتداب البريطاني لفلسطين، رفضت حكومات الدول العربية بشكل قاطع الاعتراف الدبلوماسي بإسرائيل عقب إعلان دولتها عام 1948، وشهدت العقود اللاحقة سلسلة من الحروب والصراعات العربية الإسرائيلية، رغم أن المواجهات العسكرية بقيت محصورة في الغالب بين إسرائيل وجيرانها المباشرين. وفي أعقاب الآثار التي خلّفتها حرب يونيو/حزيران في عام 1967، وحرب أكتوبر/تشرين الأول في عام 1973، كانت مصر أولى الدول العربية التي تُبرم اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1978، عُرفت باتفاقية كامب ديفيد. وفي عام 1993، وافقت إسرائيل على حل الدولتين مع منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي مهّد الطريق لتوقيع اتفاقية سلام أخرى بين إسرائيل والأردن في عام 1994. بيد أن حلّ الدولتين لم يُكتب له النجاح ضمن الإطار الزمني المحدد، وفي عام 2002، وكمحاولة إضافية لدفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية قُدماً، تبنّت جامعة الدول العربية مبادرةً سعوديةً أُطلق عليها اسم "مبادرة السلام العربية"، وهي مبادرة من سبعة بنود، كان أبرزها ما نص على: أولاً "اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها (أي الدول العربية) وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة"، وثانياً "إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل"، في مقابل إقامة دولة فلسطينية. إلا أن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ما لبثت أن تعثّرت وانهارت، وزاد تعقّد المشهد مع اتساع رقعة المستوطنات الإسرائيلية، مما جعل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة أمراً بالغ الصعوبة. في غضون ذلك، تنامت المصالح المتبادلة بين إسرائيل ودول الخليج، وبرز على السطح حافز اقتصادي لتعزيز الروابط بين الأطراف، سرعان أن تعزّزت هذه العلاقات على أساس أمني، لا سيما بعد الفراغ الجيوسياسي الذي خلّفه إسقاط نظام البعث في العراق عام 2003، والذي أتاح لإيران، الخصم التقليدي لدول الخليج، توسيع نفوذها في المنطقة. كما التقت مصالح الطرفين في التصدي للجماعات الإسلامية، التي مثّلت تحدياً للأنظمة الحاكمة إبان أحداث انتفاضات الربيع العربي (2010–2011)، والتي كانت تحمل عداءً أيديولوجياً تجاه إسرائيل، وفي هذا الإطار، كانت بعض الدول العربية قد أقامت بالفعل علاقات غير معلنة ومحدودة مع إسرائيل، والذي وصفه البعض بأنه كان بمثابة نواة لإبرام "الاتفاقيات الإبراهيمية" بعد ذلك. ما هي بنود إعلان الاتفاقات الإبراهيمية؟ نص إعلان "الاتفاقيات الإبراهيمية"، بحسب النص الوراد على موقع وزارة الخارجية الأمريكية، على التزام الأطراف بالبنود التالية: "ثمار الاتفاقيات الإبراهيمية" يصف معهد الاتفاقيات الإبراهيمية للسلام، ومقره واشنطن، التوقيع على الاتفاقيات بأنه "شكّل نقطة تحوّل جوهرية في طبيعة العلاقات بين إسرائيل ودول عربية"، مضيفاً أنه بفضل دعم ثابت من الحزبين في الولايات المتحدة، "شرعت أربع دول، خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أربعة أشهر بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول عام 2020، في بدء مسار دبلوماسي لتطبيع العلاقات الثنائية مع إسرائيل، اقتداء بمصر والأردن في اتخاذ تلك الخطوة البارزة". ويلفت المعهد إلى أن هذه الاتفاقيات "تمهّد الطريق لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتفتح آفاقاً لمستقبل قائم على السلام والتسامح وتكافؤ الفرص في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره". كما يرى أنها تمثل "بداية فصل إقليمي جديد يتأسس على رؤية جماعية للرفاهية الاقتصادية، وأنه كلما توطدت العلاقات التجارية، تعززت متانة الروابط بين الشعوب والدول". وتُعد الاتفاقيات الإبراهيمية، بحسب تعريف المعهد، ركيزة لـ "عملية سلام حقيقية في الشرق الأوسط، لما تُبرزه من فوائد ملموسة للعلاقات الإنسانية، والتبادل التجاري، والتعاون المشترك. إنها مبادرة تغتنم فرصة تاريخية لإطلاق طاقات المنطقة الكامنة، وتعزيز أمن الولايات المتحدة، ومساعدة الشرق الأوسط على تجاوز عقودٍ من النزاعات نحو مرحلة جديدة من التعاون المتعدد الأطراف". ويرى المعهد أن الاتفاقيات الإبراهيمية تحمل فرصاً غير محدودة، قد تسهم في توفير ما يصل إلى أربعة ملايين فرصة عمل جديدة، وتحفيز نشاط اقتصادي يُقدّر بتريليون دولار خلال العقد المقبل. ومما لاشك فيه أن إبرام الاتفاقيات الإبراهيمية أخرج العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى العلن، وأعاد رسم معالم الصراع العربي الإسرائيلي، وكان التوقيع على أولى تلك الاتفاقيات في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية الولايات المتحدة مباشرة ودعم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتلحق بهما السودان والمغرب بعد ذلك. وبحُجة وقف مخطط إسرائيل لضم مناطق من الضفة الغربية في يوليو/تموز 2020، خاضت الإمارات مفاوضات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجاء الإعلان عن الاتفاق في أغسطس/آب، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" للإمارات. في ذات الوقت سارعت دولة خليجية أخرى إلى اللحاق بركب التطبيع، لا سيما الإعلان عن اتفاق آخر بين إسرائيل والبحرين، ولم تمض أيام حتى انضمّت البحرين إلى ممثلي الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة في حفل توقيع أُقيم في البيت الأبيض برعاية ترامب. واستطاعت الولايات المتحدة، خلال الأشهر التالية، التوصل إلى إبرام اتفاقيات أخرى مع المغرب والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2020، جرى الإعلان المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، وأصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي نفس الشهر رفعت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفي يناير/كانون الثاني عام 2021، وقّع السودان على إعلان "الاتفاقيات الإبراهيمية"، واستمرت المفاوضات بشأن اتفاق ثنائي بين إسرائيل والسودان سنوات بعدها. كما شهدت السنوات التي تلت الاتفاقيات، إبرام الأطراف الموقعة سلسلة من الاتفاقات التجارية، كان أبرزها اتفاقيات أُبرمت بين إسرائيل والإمارات، أثمرت عن حجم تجاري بينهما تجاوز نصف مليار دولار في السنة الأولى من تطبيع العلاقات. وعلى الرغم من تراجع نسبة التأييد العام للاتفاقيات الإبراهيمية في السنوات التالية، لاسيما في أعقاب الدمار الذي شهدته غزة بعد اندلاع حرب إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، الأمر الذي أدى إلى تراجع إقناع دول أخرى بالتوقيع عليها، ظلت الاتفاقيات الإبراهيمية قائمة في حد ذاتها. "أبعاد استراتيجية" توجد أسباب استراتيجية أخرى وراء إبرام "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين دول عربية وإسرائيل في هذا التوقيت، أبرزها أن هذه الاتفاقيات تسهم في دعم طموحات الإمارات، على سبيل المثال، وتساعدها في بناء نفسها كقوة عسكرية، إضافةً إلى كونها مركزاً للأعمال التجارية ووجهة سياحية مرموقة، بحسب جيرمي بوين، محرر بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد ساعدت من جانبها في إبرام الاتفاقيات من خلال تعهدها بتزويد الإمارات بأسلحة متقدمة كانت في السابق بعيدة عن متناولها، من بينها طائرات "إف-35" الشبحية، وطائرة الحرب الإلكترونية "إي إيه-18جي غراولر". في ذات الوقت تدعم إسرائيل والولايات المتحدة الجانبين الإمارتي والبحريني في شكوكهما تجاه إيران، إذ كانت طهران تدّعي حتى عام 1969 أن البحرين، على سبيل المثال، جزء لا يتجزأ من أراضيها، ويرى حكّام البحرين السنّة أن بعض الفئات من الأغلبية الشيعية القلقة في البلاد تمثل احتمالاً قائماً لوجود طابور خامس موالٍ لإيران. كما تسهم الاتفاقيات أيضاً في تخفيف عزلة إسرائيل الإقليمية، إذ يُعد تطبيع العلاقات مع دول عربية بمثابة إنجاز حقيقي، لاسيما وأن رئيس الوزراء اسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتبنى استراتيجية عُرفت منذ عشرينيات القرن الماضي باسم "الجدار الحديدي" بين إسرائيل والعرب، وهي استراتيجية تقوم على فكرة أن تفوّق إسرائيل العسكري "سيُجبر العرب في نهاية المطاف على الاعتراف بوجودها كأمر واقع لا مفر منه". وأيضاً تساعد الاتفاقيات في تعزيز التحالف في المنطقة ضد إيران، وهو ما يعد مكسباً آخر لإسرائيل، كما يُعلّق الإسرائيليون آمالاً كبيرة على "الاتفاقيات الإبراهيمية" في توطيد علاقاتهم المستقبلية مع دول الخليج البعيدة جغرافياً عن بؤرة الصراع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة. ومما لاشك فيه أن "الاتفاقيات الإبراهيمية" تعد تحولاً بارزاً في تاريخ العلاقات العربية-الإسرائيلية، فتحت باباً أمام تحالفات غير تقليدية في المنطقة، تنطلق من اعتبارات المصالح الاقتصادية والأمنية، وتتجاوز إلى حدٍّ كبير الاعتبارات الأيديولوجية والتاريخية. وبينما يرى البعض "الاتفاقيات الإبراهيمية" فرصة للسلام والتنمية، كما هو معلن رسمياً، يظل مصيرها مرهوناً بمدى قدرتها على التأثير الحقيقي في حل القضايا العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تظل جوهر الصراع في الشرق الأوسط.