أحدث الأخبار مع #النخب_الثقافية


الرياض
٣١-٠٧-٢٠٢٥
- سياسة
- الرياض
حقولبين الشهادة والأمية
من فترة غير قصيرة يستهويني هذا الموضوع للكتابة عنه، وفي حديث عجِل دار بيني وبين الأستاذ عبدالله الحسني مدير تحرير هذه الصحيفة حول هذا الموضوع مما استثارني مجددا للكتابة عنه، ليس كموضوع ثقافي معرفي فحسب، بل لأنه موضوع اجتماعي فكري يمكن أن نطرح فيه جملة من الآراء والأفكار حول من يحمل شهادة والأخر الأمي، ودائما أنا منحاز وبقوة إلى الأخر الأمي، ولديه ما يبرر ذلك الانحياز، وهو في الواقع ليس انحيازا بقدر ما هو اصطفاف منطقي عقلاني واقعي، لأن الشهادة بالضرورة لا تعني كل شي، قد نحصل على شهادة عُليا لكننا لم نتمكن من ترك الأثر الواضح عن هذه الشهادة، وبالتالي نكون كمن يحمل أسفارا مثقلة بظهره، الأمر الذي سيشكل علينا في النهاية وزر اللقب لتلك الشهادة لأننا قاصرون عن الوصول إلى معناها وأهدافها وغاياتها، وغالبا ما اردد في كل لقاء أن الشهادة ليس بالضرورة أن تصنع مثقفا ولا مبدعا؛ فالكفاءة المعرفية والحضور الثقافي والمستوى التنويري لا ينحصر على حملة الشهادات، قد يكون الشخص أكاديميا ويحمل شهادة عالية لكنه ليس شخصية تنويرية ولا بالضرورة مثقفا، فالمثقف هو «من يعرف شيء عن كل شيء» فالثقافة تنوع معرفي، والشخص المثقف هو من يساهم في بناء قيم مجتمعية تكون في مؤداها الأخير نحو القيم والمثل العليا للإنسان والوطن. المثقف هو من لديه القدرة على التحليل وطرح الرؤى والحلول والبدائل والأفكار، المثقف هو الذي يقف حول جملة من التساؤلات المختلفة لإجابات نوعية ومتعددة ومختلفة؛ وهو من يحمل سؤالا مفاهيمياً بين ثنايا كلامه، ومن وجهة نظري أن من يغِيب عن هذه المفاهيم هو من يحاول لفرصة العيش في مجتمعٍ خاص به يؤمن ببعض الألقاب، أو لربما هي محاولة جادة للانضمام عنوة مع النخب الثقافية النابهة مع كل افتقار وخيبة للمعرفة والثقافة، في المقابل عند تحديد المعايير الدقيقة التي تضع كل فئة على كفتي الميزان فإنه على مر التاريخ كان كل المؤثرين هم حُكماء (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا )، وهم لا يحملون شهادات عالية، بل أن البعض وصفوا في مجتمعاتهم بالعباقرة، والعبقري هو من تفرغ للإبداع والابتكار والإنتاج ويقدم الفرضيات المختلفة، لأنه يتمتع بقدرات فكرية استثنائية للوصول إلى أفكار جديدة، ويتمثل فيه مفهوم الاستخلاف في الأرض، وتأثير العباقرة كان له أثر ثقافي معرفي وأصبح مرجعا ضمن إطار واسع في مسرح الحياة ومرتكزا أساسيا للحصول على أوليات المعلومات المعرفية؛ لأن المعلومات غالبا ما توثق عن طريق الحضور الثقافي المعرفي والفكري من خلال الندوات واللقاءات وغيرها إلى جانب ما دُوّن ووثق في بعض المراجع والأوراق العلمية بالكتابة أو الرأي المنبري وكذا على شكل سلسلات من الدروس والطرح المستنير، ولو استدعينا بعض الشخصيات التي لها اثر واضح على الساحة الفكرية والمعرفية قد يطول بنا الشرح وجلهم لا يحملون شهادات علمية، لكنني اكتفي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وقد امتدح الله فيه الأمية ذلك النبي الأمي وذلك يوحي بحقيقة الفرق، وأن الإنسان بعطائه وبحضوره وفاعليته لا بشهادته. إن المستوى الثقافي والحس المعرفي منضويان خلف حالة التقرّي في هذا الوجود وإغراق في التأمل للوصول إلى المعرفة النورانية بعيدا عن أي شهادات أكاديمية، والتي يتجلى فيها حقيقة الإنسان المستنير الواعي والمنفسح على هذا الوجود بشكل أفقي عكس المتخصص صاحب الشهادة الذي يجبره التخصص على التوسع في الاتجاه الراسي فقط، والشهادة -إن وجدت- يفترض أن تضعه في أول الطريق نحو الإنتاج الثقافي والمعرفي وتمنحه الوقوف على عتبة باب يلج من خلاله إلى نِتاج فكري واسع يستحق هذا اللقب، وعندها ندرك الفارق الحقيقي بين أمية الشهادة والشهادة الأكاديمية، ويحق له أن نضيف إليه صفة اللقب المستحق وفقا للقواعد الأخلاقية والأعراف السائدة، فلا يجرد مما يستحقه ولا يمجد بما لا يُستحق .. والى لقاء.


رؤيا نيوز
٢٨-٠٧-٢٠٢٥
- ترفيه
- رؤيا نيوز
يوم خامس من الفرح في جرش: الناس والفن والحضارة في مشهد واحد
في خامس أيام مهرجان جرش للثقافة والفنون، يواصل الجمهور حضوره اللافت، الذي يجمع بين العائلات والزوار والنخب الثقافية، ليتنقلوا بين جنبات المدينة الأثرية، حيث تمتزج الحضارة بالتجربة الحية. من الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة، إلى مسرح الصوت والضوء وآرتيمس، وصولا إلى حفلات المسرحين الشمالي والجنوبي، تتواصل الفعاليات بتناغم فني وثقافي متنوع، يلامس ذائقة الجميع. فيما يحتضن جناح السفارات عروضا ثقافية من مختلف دول العالم، يكتمل المشهد بتجربة السوق الشعبي، بين بسطات الباعة، والرسم على الوجوه، وتذوق الأكلات التراثية الأردنية التي تعكس نكهة المكان ودفء أهله. مهرجان جرش في عقده الرابع … أكثر من احتفال، إنه لقاء بين الماضي والمستقبل على أرض لا تزال تنبض بالحياة.


الرياض
٢٩-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الرياض
حقــولالعمى والبصيرة
تُشكل برامج التواصل الاجتماعي حلقة وصل بين كل شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية وتبايناتهم الاجتماعية، وبات متداولًا عبر الوسائط الرقمية ضمن منظومة واسعة عبر الشبكة العنكبوتية جملة من البيانات المختلفة، حيث لا يجب أن يغِيب أي إنسان عن المشهد، أو حتى لما يحدث في الساحة في هذا العالم الكبير، ولا مفر لنا من الحضور بالمشهد العام ضمن هذه البرامج، الأهم هو أن نحضر بصورة فاعلة لإيصال رسالة هادفة، وهذا في نظري أفضل من سلبية المتلقي العاجز، أو المتواري بحجج واهية، كون الغياب يعد فقداناً للذات وغياباً للصوت من شرفات الوطن والثقافة والمعرفة، ولتكون أنت من يصنع الفرق في عين الجمع وتخلق الديمومة في الزمن المعاش بكل المراحل الثلاث -الماضي والحاضر والمستقبل- كما هي التطلعات المسؤولة والواجبة عليك، اليوم وربما يتفق معي الكثير من القراء أن برامج التواصل الاجتماعي تتجاوز هذا المفهوم لأنها تصل إلى بيئات جماهيرية مختلفة وتتجاوز حدود الوطن بجغرافية المعروفة، ومن يدخل فيها، وهنا أخص النخب الثقافية تحديداً فهي بالضرورة أن يكون لها صوتاً فاعلاً تجاه الوطن والمعرفة والثقافة، وهذا الحضور بالتأكيد يكون مقترناً بهوية ثقافية وتاريخية وحضارية، وإلا حتماً سيخرِج الشخص ذاته من مسارات وسياق النخب التي أعنيها، وهنا نلمس الفرق حول مفهوم (العمى والبصيرة) وهو الأمر الذي أقصده من هذا العنوان، فهناك فرق بين من يحضر في جنبات الوطن ويجول بين أطرافه ويتقدّم بخطى حثيثة في كل الأروقة الثقافية، وآخر لا يشتغل إلا على رؤيته القاصرة بل يحاول أن يُعَثِّر مسيرة غيره وهو مدرك أو غير مدرك، ويستغل منابر الوسائط الرقمية للتبخيس والحط من قيمة جهود كبيرة وممتدة لغيره، امتدت نحو هذا الوطن في سياقات مختلفة وطنية وثقافية واجتماعية وغيرها، وهذا الانتقاص وفقاً لأسلوبه الأعمى المتخبّط الذي لا يقود إلى معنى ولا يهدف إلى معرفة ولا يصل إلى الالتقاء حول نقطة معنية، وإنما خطاب تعمية يدلل عليه خطل الكلام الذي يورد إلى الكدر ويعزز حالة من الخلاف والقطيعة، وهذا يتنافى مع الوعي والحكمة وكذا الكفاءة العلمية والحضور الثقافي والمستوى المعرفي، وكما يقال في الحكم الجميلة المتعلقة بالحياة (أن توقد شمعة خير لك من لعن الظلام)، وعلينا أن نحضر جميعاً في هذا الفضاء الأثيري بوعي وبما يتفق مع واقعنا، وكذا مع راهن المرحلة لا سيما أن رؤية المملكة محفزة لعطاءات إعلامية واسعة بفضل تعدد مجالاتها وسعة آفاقها، وبما أن برامج التواصل خلقت إطاراً ثقافياً جديداً وكسرت قدسية الصوت الواحد، ويوجد فيها أصوات متعددة ومختلفة علينا أن نكون محل الثقة، ومن الضرورة بمكان أن نكون أكثر حضوراً وتكاملاً في اشتغالات معرفية نحو قيمنا وثقافتنا وعاداتنا ومشروعنا الوطني الواسع، وأمام كل بعد له قيمته التعبيرية أو حتى مشهديته البصرية الخاصة، وما أكثر ذلك وهو ممتد على ثرى كل هذا الوطن الغالي، ومن ثم فإن ذلك الاتصال حتماً سيكون قابلاً للتداول وكذا النقاش والحوار والساحة مهيأة والفرصة اليوم متاحة للجميع، وهذا هو دور المثقف الذي سيحس بلذة الاستشعار الثقافي، وأعتقد أن الجميع يتفق مع مضامين وأهداف عنوان هذا المقال، فالعمى مجافٍ للمعرفة ويجعلنا في تراجع للوراء، وفي حالة انحسار تام ويضعنا في دائرة العتمة والظلام، وهو على العكس من البصيرة التي تضعنا في دائرة الضوء وعلى ناصية الحكمة وفي مدارج المعرفة ومعارج الفكر، وما أعنيه وأهدف إليه أن تكون الجهود الإعلامية منا جميعاً تتوازى مع جهد الجهات الرسمية، وهنا أستشهد بدور وزارة الثقافة التي أحدثت الفارق في زمن قصير قد يطول الشرح فيه، وبالمناسبة ونحن نتحدث عن الدور والفاعلية فقد وصلني هذا اليوم رسالة عبر الوسائط الرقمية كما وصل لغيري، وهي ضمن عشرات الرسالة الهادفة والمحفزة من الجهات رسمية وفي طليعتها في وزارة الثقافة، حيث كان مفاد الرسالة أن وزارة الثقافة تطلق (تحدي الابتكار الثقافي)، وقد أتاحت الوزارة مشكورة لكل فئات المجتمع بل إنها أتاحت الفرصة لكل الخبرات المحلية والأجنبية، وذلك برعاية سمو وزير الثقافة -يحفظه الله-، ودعت إلى التسجيل من خلال رابط إلكتروني للتفاعل مع ذلك الحدث الذي من شأنه تعزيز روح الابتكار في تصميم السياسات الثقافية، من خلال إشتراك كل المهمومين في هذا الجانب بغية ازدهار القطاع الثقافي وتحقيق الهدف المطلوب وفق أساليب مبتكرة ومرنة قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة على المستوى المحلي والعالمي، وهذا أمر ليس بعيد المنال، فحينما نعمل بهمة مع فطنة تذاهنية واعية سنقف على ثقافتنا لنلهم بها هذا العالم، والتي أجزم أنها ستحقق أبعادها الاقتصادية المستدامة مع زيادة في فرص العمل وحضور وافر في الساحة الدولية.. وإلى لقاء.