أحدث الأخبار مع #النيل_الأبيض


الأنباء
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الأنباء
المعارك تمنع وصول المساعدات إلى 60 ألف طفل يعانون سوء التغذية في جنوب السودان
أعلنت الأمم المتحدة أمس أن المعارك العنيفة في جنوب السودان تحول منذ نحو شهر دون إيصال المواد الغذائية التي يحتاج اليها 60 ألف طفل يعانون سوء التغذية. ويعاني هذا البلد الفقير منذ سنوات انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي، لكن المعارك الأخيرة في ولاية أعالي النيل (شمال) بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير وقوات خصمه نائبه السابق رياك مشار، أثار قلق المراقبين. ووفقا لبيان مشترك صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) «لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى المنطقة منذ نحو شهر» بسبب القتال العنيف على طول نهر النيل الأبيض الذي يعد وسيلة نقل رئيسية. وأضاف برنامج الأغذية العالمي و«يونيسف» أن هذه المنطقة الواقعة في شمال البلاد تضم «أكثر من 300 ألف طفل يعانون سوء التغذية المعتدل أو الشديد منذ العام الماضي» ووصلت إلى «نقطة انهيار». وقالت ماري إلين ماكغروارتي ممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان «كل يوم حاسم بالنسبة لطفل يعاني سوء التغذية ويحتاج إلى علاج منقذ للحياة». وقد سرق نحو ألفي صندوق من المواد الغذائية الحيوية منذ اشتداد الأعمال العدائية، وفقا لوكالات الأمم المتحدة. وأوضح ممثل «يونيسف» أوبيا أتشينغ أن انقطاع خطوط الإمداد «غير مسبوق» بسبب «القتال المستمر وأعمال النهب وقطع الممر المائي». وأضاف «إذا استمر ذلك فإننا ببساطة سنواجه نقصا في الإمدادات في المقاطعات عبر ولاية (أعالي النيل) بحلول نهاية مايو 2025 مع نتائج كارثية محتملة للأطفال الأصغر سنا والأكثر ضعفا».


الشرق الأوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
ضربات جديدة بمسيّرات على قاعدة بحرية في بورتسودان
شهد السودان، اليوم الخميس، هجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت إحداها قاعدة بورتسودان (شرق) الرئيسية في البلاد للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع، وفق ما أفاد به مصدر في الجيش اتهم «قوات الدعم السريع» بتنفيذ هذه الهجمات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيّرات مواقع استراتيجية في بورتسودان حيث يقع المقر المؤقت للحكومة، وفقاً للمصدر العسكري. وفي إشارة إلى «قوات الدعم السريع»، قال المصدر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إنّ «المسيّرات تعاود الهجوم على قاعدة (فلامينغو) البحرية شمال بورتسودان». وأضاف أنّ انفجارات سُمعت في المنطقة بعد الغارة. ومنذ الأحد، تتعرّض بورتسودان، التي تعدّ مركزاً للمساعدات الإنسانية وتضمّ وكالات الأمم المتحدة وآلاف النازحين، لضربات ينسبها الجيش إلى «قوات الدعم السريع»، ويقول إنّها تستخدم «أسلحة استراتيجية ومتطوّرة». وكانت قاعدة «فلامينغو» استُهدفت الأربعاء بهجوم مماثل. وفي كوستي بولاية النيل الأبيض (جنوب)، أفاد المصدر ذاته بأنّ «قوات الدعم السريع» أصابت بـ«3 مسيرات مستودعات الوقود التي تزوّد الولاية»، مشيراً إلى «اشتعال النيران فيها». وأدت ضربات الثلاثاء إلى إلحاق أضرار بالبنى التحتية الاستراتيجية في بورتسودان، بما فيها المطار المدني الأخير الذي لا يزال يعمل في البلاد، وبقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود وبالميناء الرئيسي للبلاد. وتثير هذه الهجمات مخاوف من احتمال انقطاع المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث أُعلنت المجاعة في بعض المناطق، ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الخطير. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق. وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، في بيان إنّ «هذا التصعيد الكبير قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتدمير أكبر للبنية التحتية الحيوية». وأضاف دوجاريك أنّ هذه الهجمات على «نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى السودان» تهدّد أيضاً بـ«زيادة الاحتياجات الإنسانية وتعقيد عمليات الإغاثة بشكل أكبر».


الشرق الأوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
«الدعم السريع» تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
تعرضت مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان وجنوبه لضربات جديدة بالطائرات المسيّرة، الخميس، لليوم الخامس على التوالي، وفق ما أعلن الجيش؛ ما أدى إلى فرار عدد كبير من المدنيين من مدينة بورتسودان التي اتخذتها الحكومة مقراً مؤقتاً لها. وطالت الهجمات القاعدة البحرية الرئيسية قرب بورتسودان (شرق)، إضافة إلى مستودعات وقود بمدينة كوستي (جنوب)، وفق ما أفاد به مصدران في الجيش «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي إشارة إلى «قوات الدعم السريع»، قال مصدر عسكري، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ «المسيّرات تعاود الهجوم على قاعدة (فلامينغو) البحرية شمال بورتسودان». وسُمع دوي انفجارات في المنطقة إثر هذه الضربات. وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيّرات مواقع استراتيجية في بورتسودان، التي بقيت إلى حد كبير في منأى عن الحرب، التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وتتعرض المدينة، التي تعدّ مركزاً للمساعدات الإنسانية وتضمّ وكالات الأمم المتحدة وآلاف النازحين، لضربات ينسبها الجيش إلى «قوات الدعم السريع»، ويقول إنّها تستخدم «أسلحة استراتيجية ومتطوّرة» قدّمتها لها الإمارات العربية المتحدة، التي تنفي هذه الاتهامات. وكانت قاعدة «فلامينغو» استُهدفت الأربعاء بهجوم مماثل. صورة جوية تُظهر حريقاً بمستودع وقود بعد هجوم بطائرة مُسيَّرة شنته «قوات الدعم السريع» خارج بورتسودان أمس (أ.ب) وعلى بعد نحو 1100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي، في كوستي بولاية النيل الأبيض (جنوب)، أفاد المصدر العسكري بأنّ «قوات الدعم السريع» أصابت بـ«3 مسيرات مستودعات الوقود التي تزوّد الولاية»؛ ما أدى إلى «اشتعال النيران فيها». ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وألحقت ضربات الثلاثاء أضراراً بالبنى التحتية الاستراتيجية في بورتسودان؛ بما فيها المطار المدني الأخير العامل في البلاد، وبقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود والميناء الرئيسي بالبلاد. وأوضح مصدر عسكري أن «الدفاعات الجوية أسقطت مساء أمس وصباح اليوم 15 طائرة مسيرة كانت تستهدف مواقع مختلفة بمدينة بورتسودان». وبمحطة الحافلات الرئيسية المزدحمة في بورتسودان، كان مدنيون يتدافعون للمغادرة. وقال الموظف بشركة الحافلات محمود حسين: «لا يمكنك الآن الحصول على تذكرة دون الحجز قبل أكثر من يوم، فجميع الحافلات محجوزة». ومن بين الفارين حيدر إبراهيم الذي كان يستعد للتوجه جنوباً مع عائلته. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الدخان في كل مكان وزوجتي تعاني من الربو» مضيفاً: «ليس لدينا خيار سوى المغادرة». ونزح كثير ممن هربوا إلى بورتسودان مرات عدة من قبل، وكانوا يفرون مع اقتراب المواجهات. وارتفعت تكاليف النقل بنحو الضعف نتيجة نقص الوقود الناجم عن الهجمات. وقال سائق الـ«توك توك» عبد المجيد بابكر: «الآن علينا شراء الوقود من السوق السوداء». ومساء الأربعاء، أفاد شهود بتحليق مسيّرات وإطلاق نيران مضادة للطائرات في أجواء مناطق يسيطر عليها الجيش بمدينة كسلا شمال السودان. وعدّت «الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)»، المكونة من 8 دول في شرق أفريقيا، الهجمات على البنى التحتية المدنية في بورتسودان «غير مقبولة»، وطالبت بـ«وقفها فوراً». وقال السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد»، وركنه غبيهيو، في بيان: «أي هجوم على هذا المركز الحيوي من شأنه أن يزيد من معاناة الناس ويعرقل إيصال المساعدات المطلوبة بشكل عاجل». مخيم بمدينة بورتسودان للنازحين من العاصمة الخرطوم (أرشيفية - رويترز) وتثير هذه الهجمات مخاوف من احتمال انقطاع المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث أُعلنت المجاعة في بعض المناطق، ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الخطير. ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان صراعاً دامياً بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد «قوات الدعم السريع». وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص. وتتهم الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش دولة الإمارات بدعم «قوات الدعم السريع»، وهو ما تنفيه أبوظبي. وأعلنت الخرطوم، الثلاثاء، أن الإمارات «دولة عدوان» وقطعت العلاقات الدبلوماسية معها. وأكدت الإمارات الأربعاء أنها «لا تعترف» بهذا القرار. ومنذ خسارة «الدعم السريع» مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان، زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة والمدافع بعيدة المدى، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقد قسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش، وأخرى في الجنوب بقبضة «قوات الدعم السريع» التي تسيطر شبه كلياً على منطقة دارفور (غرباً).


BBC عربية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- BBC عربية
ضربات جديدة بمسيرات على قاعدة بحرية في بورتسودان ومخاوف من احتمال انقطاع المساعدات الإنسانية
شهد السودان، الخميس، هجمات بطائرات مسيّرة، استهدفت إحداها قاعدة بورتسودان (شرق) الرئيسية في البلاد للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع، حسبما أفاد مصدر في الجيش اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ هذه الهجمات. وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيرات مواقع استراتيجية في بورتسودان حيث يقع المقر المؤقت للحكومة، وفقاً للمصدر العسكري. وفي إشارة إلى قوات الدعم السريع، قال المصدر لوكالة فرانس برس مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إنّ "المسيرات تعاود الهجوم على قاعدة فلامينغو البحرية شمال بورتسودان". وأضاف أنّ انفجارات سُمعت في المنطقة بعد الغارة. ومنذ الأحد، تتعرض بورتسودان التي تعد مركزاً للمساعدات الإنسانية وتضم وكالات الأمم المتحدة وآلاف النازحين، لضربات ينسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع، ويقول إنها تستخدم "أسلحة استراتيجية ومتطورة" قدمتها لها الإمارات العربية المتحدة، التي تنفي هذه الاتهامات. وكانت قاعدة فلامينغو استُهدفت الأربعاء بهجوم مماثل. وفي كوستي في ولاية النيل الأبيض (جنوب)، أفاد المصدر ذاته بأن قوات الدعم السريع أصابت "بثلاث مسيرات مستودعات الوقود التي تزوّد الولاية"، مشيراً إلى "اشتعال النيران فيها". وأدت ضربات الثلاثاء إلى إلحاق أضرار في البنى التحتية الاستراتيجية في بورتسودان، بما في ذلك المطار المدني الأخير الذي لا يزال يعمل في البلاد، وفي قاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود وفي الميناء الرئيسي في البلاد. وفي الأسابيع القليلة الماضية قصفت قوات الدعم السريع بنى تحتية مدنية في مناطق مختلفة من شمال شرق البلاد الذي يسيطر عليه الجيش، ما تسبب في انقطاع واسع النطاق للكهرباء عن ملايين الأشخاص. ويسيطر الجيش السوداني على شرق البلاد وشماله ووسطه بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب. وزاد اعتماد قوات الدعم السريع على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى في الآونة الأخيرة بعد خسارتها مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان. وتستخدم قوات الدعم السريع طائرات مُسيّرة بدائية الصنع وأخرى متطورة. وتثير هذه الهجمات مخاوف من احتمال انقطاع المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث تم إعلان المجاعة في بعض المناطق، وحيث يعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الخطير. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن "هذا التصعيد الكبير قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتدمير أكبر للبنية التحتية الحيوية". وأضاف دوجاريك أن هذه الهجمات على "نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى السودان" تهدد أيضاً "بزيادة الاحتياجات الإنسانية وتعقيد عمليات الإغاثة بشكل أكبر". وأعرب عن أسفه "لغياب الإرادة السياسية لدى الأطراف، للعودة إلى طاولة المفاوضات". وتمد مستودعات بورتسودان شمال البلاد وشرقها بالوقود، وهي مساحات شاسعة يسيطر عليها الجيش. وتقع المستودعات على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوب مدينة بورتسودان التي نزح إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بدء الحرب، كما انتقل إليها موظفو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العاملة في السودان. وتعتمد قوات الدعم السريع على الطائرات المسيّرة منذ أبعدها الجيش السوداني عن الخرطوم في آذار/مارس الماضي في إطار عملية واسعة استعاد خلالها عدة مدن كان قد استولى عليها مقاتلو الدعم السريع في بداية الحرب. وقرّر السودان الثلاثاء قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة التي اعتبرها "دولة عدوان" واتهّمها بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة جرى استخدامها في الهجمات الأخيرة على بورتسودان. وأوقعت الحرب في السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عشرات آلاف القتلى وأدت لتهجير 13 مليون شخص وتسبّبت بـ "أسوأ كارثة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.


معا الاخبارية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- معا الاخبارية
"درع السودان" و"القوات المشتركة".. انتهاكات المليشيات في السودان في الواجهة
السودان - معا- منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت البلاد تصاعداً مقلقاً في انتشار الكتائب والمليشيات المسلحة، خاصة تلك التي تحالفت مع الجيش السوداني. هذه الجماعات، التي تشمل كتائب مثل "البراء بن مالك" و"درع السودان"، لم تقتصر على توسيع نفوذها في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، بل أثارت رعباً واسعاً بين المدنيين عبر ارتكاب انتهاكات جسيمة تشمل القتل العشوائي، النهب، والعنف الجنسي، إلى جانب تجنيد الأطفال قسراً للقتال، هذه المليشيات، التي تعمل غالباً تحت مظلة قبلية أو إيديولوجية، باتت تهدد استقرار السودان وتُعمق الأزمة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تهدد جيلاً بأكمله". وفقاً لتقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن السودان في سبتمبر 2024، "ارتكبت القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها، بما في ذلك المليشيات المتحالفة، هجمات عشوائية ومباشرة على المدنيين، تشمل المدارس والمستشفيات، في انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب". كما وثّق المركز الإفريقي للعدالة ودراسات السلام في سبتمبر 2023 تورط الإدارات الأهلية المتحالفة مع الجيش في عمليات مماثلة تجنيد الأطفال باستخدام الإكراه والوعود المالية، وفي تصريح للكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم في يناير 2025، "يثير القلق بشكل خاص التقارير المتزايدة حول تورط المليشيات في تجنيد الأطفال، في انتهاك واضح للمعاهدات الدولية". ولم يعد خفيًا انخراط الميليشيات والحركات المسلحة الموالية للنظام العسكري بالسودان في مخططات واسعة للحرب الأهلية بمناطق مختلفة عبر انتهاكات لا تعد ولا تحصى من القتل والتعذيب والاعتقال والاغتصاب والاختطاف للمدنيين العزل. فيديو حديث نشره المرصد السوداني الوطني لحقوق الإنسان يوثق فيه قيام أفراد ميليشيات «درع السودان» بقيادة أبو عاقلة كيكل بحرق منازل المدنيين في محلية أم رمته التابعة لولاية النيل الأبيض، وفي تعليقه على المقطع المصور يقول المرصد السوداني إن الحرق هو سلوك ممنهج في ارتكاب الانتهاكات ضد المواطنين الأبرياء من قبل هذه الميليشيات المتورطة في جرائم حرب عديدة ضد المدنيين. وفي مقطع آخر وثقه المرصد، تظهر جرائم لأفراد ميليشيات القوات المشتركة بعد احتجازهم القسري لمواطن على أساس قبلي. ويؤكد المرصد أن هذه المليشيات تستهدف أفرادًا من قبائل أو عرقيات معينة كجزء من سياسة قمعية أو تمييزية، في وقت تعد الاعتقالات التعسفية انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتتعارض مع المبادئ الأساسية للعدالة والمساواة أمام القانون. وتتحدث تقارير منشورة في نوفمبر من العام الماضي تزامنت مع الإعلان عن تشكيل ما تعرف بحركة «تحرير الجزيرة» عن ارتفاع عدد المليشيات المسلحة التي ظهرت خلال العام الماضي وحده إلى 13 ليتخطى عدد المجموعات المسلحة الكلي في السودان الـ100 حركة موزعة بين غرب ووسط وشمال وشرق البلاد، وهو ما أجج مخاوف من إغراق البلاد في حروب وصراعات يصعب السيطرة عليها. في فبراير الماضي، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن قوات «درع السودان» المتحالفة مع البرهان ترتكب جرائم حرب تمثلت في قتل المدنيين وحرق مساكنهم ونهب ممتلكاتهم في ولاية الجزيرة، المنظمة الدولية قالت حينها إنه «بموجب مبدأ مسؤولية القيادة، قد يكون القادة العسكريون مسؤولين عن جرائم الحرب التي يرتكبها أفراد تابعون للقوات المسلحة، أو مقاتلون آخرون خاضعون لسيطرتهم». بين الدرع والقوات مع استمرار النظام والميليشيات الموالية له في جهود تجنيد واسعة النطاق على أساس عرقي، واصل البرهان الاعتماد على الميليشيات المسلحة المحلية التي تم تجميعها على مستوى المجتمعات المحلية والتي قامت بحشدها ودعمها لوجستيًا واستخدامها قوات مساعدة، وفي الفترة الأخيرة صعدت القوات المشتركة الموالية للبرهان من مبادرات التجميد في شمال دارفور لتعزيز سيطرتها على الفاشر وطرق الإمداد الاستراتيجية. وفي أعقاب الأحداث التي شهدتها الفاشر في مايو من العام الماضي ، عقد مؤتمر الزغازة في منتصف مايو في أم جرس، وهي قرية تقع بالقرب من الحدود مع تشاد والمركز الإداري لدار زغاوة، وتوج المؤتمر بقرار حشد أعضاء الزغاوة كتدبير مضاد ضد قوات الدعم السريع. وجرى هذا الحشد على مرحلتين، أولاهما تجنيد أعضاء في الميليشيات وثانيهما دمج مقاتلي الميليشيات في صفوف القوات المشتركة الموالية للبرهان. ثم في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي، اتجه زعماء سياسيون وعسكريون وقبليون بارزون من الزغاوة إلى بورتسودان. وخلال هذه الزيارات تواصلوا مع قوات البرهان والميليشيات الموالية لها لتعزيز التعاون العسكري، وبالفعل جرت عمليات تجنيد موسعة، بحسب التقرير الأممي. يشار هنا إلى نقطة مهمة رصدها التقرير وهي النهج الاستراتيجي لإشراك القبائل الدارفورية غير العربية مثل الزغاوة في الحملة العسكرية الأوسع نطاقات لقوات البرهان، وهو ما يعكس استراتيجيات مماثلة لوحظت مع قبائل أخرى مثل الفور والمساليت. أما كيكل فشكل قوات درع السودان في عام 2022، وجند عناصرها بشكل أساسي في ولاية الجزيرة، وقاتلت المجموعة إلى جانب النظام العسكري من أبريل 2023 إلى أغسطس 2023، ثم توقفت لفترة قبل أن تعود مرة أخرى وتنضم إلى البرهان في أكتوبر 2024. خطر الكانتونات يخشى وزير الثقافة والإعلام السوداني السابق الكاتب والأكاديمي فيصل محمد صالح حملات انتقامية على مدن وقرى في ظل فوضى الميليشيات المسيطرة على المشهد السوداني منذ الانقلاب الكبير الذي قاده أبو عاقلة كيكل في أكتوبر 2024، وانضمامه إلى النظام العسكري بقيادة عبدالفتاح البرهان مع قواته المسماة «درع السودان». أظهر دخول مسلحيه للعاصمة الخرطوم صراع بين «فصائل البرهان»، وتحديدًا بين مجموعات «القوات المشتركة» المكونة أساسًا من حركات دارفور المسلحة وقوات «درع السودان»، ومجموعات الكتائب الإسلامية الإخوانية التي أحست بوجود منافسة مبنية على الأساس القبلي والمناطقي تحد من تمددها في المناطق المختلفة، بحسب صالح. وتحولت الانتقادات إلى اتهامات بالفساد وارتكاب الجرائم والتصفيات، ووصلت لمرحلة تبادل اتهامات الخيانة والعمالة، ليظل الخطر الذي يخشاه السودانيون هو تحول هذه الصراعات الإسفيرية إلى صراعات ميليشيات مسلحة على الأرض، وهو ما بدا ظاهراً الآن إذ تحول السودان إلى «كانتونات» تدخل البلاد في دوامة لا يعرف أحد حدودها وخطوط نهايتها. وربما يزيد من هذا المشهد الخلافات القبلية والإثنية القائمة بالفعل، حيث يوجد في السودان 570 قبيلة، تنقسم إلى 56 أو 57 فئة إثنية على أساس الخصائص اللغوية والثقافية والإثنوجرافية، وتتحدث 114 لغة مكتوبة ومنطوقة، 50 منها في جنوب السودان. ويمكن تصنيف هذه القبائل جغرافيًا حيث تعيش مجموعة القبائل النوبية في أقصى شمال السودان بينما القبائل العربية في الوسط والنيل الأبيض وجزء من الإقليم الشمالي، وتتمركز قبائل البجا في شرق السودان، وقبائل الفور في غرب السودان، وأيضًا مجموعة قبائل المابات والانقاسنا جنوب النيل الأزرق، والقبائل النوباوية في النصف الأسفل لوسط السودان (تابعة إداريًا لإقليم كردفان)».