#أحدث الأخبار مع #النِّيكلساحة التحرير١٩-٠٣-٢٠٢٥ترفيهساحة التحريرعرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'!الطاهر المعزعرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'! الطاهر المعز يندرج هذا العرض ضمن بَحْثٍ أعدَدْتُهُ حول وضع المساجين في السُّجُون الأمريكية كمرآة للدّيمقراطية التي تتبجّح بها سُلطات الدّولة الإمبريالية المُهيمنة على العالم، في حين لا تزال العُنصرية – رغم الإلغاء القانوني للمَيْز العنصري – تُشكّل إحدى ركائز السُّلطة في الولايات المتحدة… اطّلعتُ على كتاب 'فتيان النيكل' للكاتب الأمريكي الزّنجي 'كولسون وايتهيد' (Colson Whitehead )، وشاهدتُ مقاطع من الشريط الحامل لنفس الإسم، والذي لم أتمكّن من مشاهدته كاملاً وحاولتُ الإطّلاع على أكبر قدر ممكن من تصريحات المُخرج وكتابات النّقّاد وتعليقات المُشاهدين، بهدف إدراج الشريط كمُكمّل للمقال الذي سوف أنشُرُه لاحقًا عن السّجون الأمريكية كقطاع اقتصادي يستغل ملايين المساجين الذين انعدمت حقوقهم كعمال وكمواطنين وكبشر… تداولت الأخبار المحلية بولاية فلوريدا سنة 2011، نَبَأَ إغلاق مدرسة 'أرثر دوزير' الإصلاحية في فلوريدا، بعد أن ظلت تقدم، لسنوات طويلة، خدمات الدعم التأهيلي للأطفال والمراهقين، وكان نَشْرُ الخبر مناسبةً للإطلاع – بالوثائق والصُّوَر – على ما كان يدور خلف أسْوار المدرسة من انتهاكات مُنتظمة، لا تُفَرّق بين الطفل واليافع، لأن القائمين على هذه 'الإصلاحية' كانوا يُؤمنون إن المساواة في التعذيب إجراء عادل، والتقط المخرج 'راميل روس' خبر إغلاق هذه 'المدرسة الإصلاحية' لِيُصَمِّمَ الخطوط العريضة لأول أشْرِطَتِه الروائية الطويلة 'فتيان النيكل ' (Nickel Boys)، وقد أُنتج عام 2024، ورُشح لجائزتي أوسكار، عن فئتي أفضل فيلم، وأفضل سيناريو مقتبس عن رواية الكاتب 'كولسون وايتهيد' التي نالت جائزة 'البولتيزر' سنة 2020، واشترك المُخْرِج في كتابة السيناريو مع الكاتبة 'جوسلين بارنز'. سبق للمخرج الأمريكي الأسْوَد 'راميل روس' ( Ramell Ross ) أن قَدّم شريطًا وثائقيا رُشح لجائزة الأوسكار، بعنوان (Hale County This Morning, This Evening) أو ما يمكن ترجمته ('مقاطعة هيل هذا الصباح، هذا المساء )، قبل أن يُقدّم سنة 2024، أول شريط روائي طويل له ( 140 دقيقة ) بعنوان 'فتيان النيكل' ( Nickel Boys ) الذي يُصَوِّرُ نموذجًا للعنصرية 'المُمَأسَسة' ( أو التي أصبحت جُزْءًا من سياسة المؤسسات الرسمية) واقتبس المخرج موضوع الشريط من رواية نُشرت بنفس الاسم، للكاتب الأمريكي الزّنجي 'كولسون وايتهيد' (Colson Whitehead )، وهو من القلائل الذين فازوا بجائزة 'بوليتزر' مرّتَيْن سنة 2017 وسنة 2020 وتحولت روايتان من رواياته إلى أشرطة سينمائية : 'الجانب الخَطَأ من الجسر' (The Wrong Side of the Bridge ) ورواية 'فتيان النيكل'، وتدور أحداثها حول شابين مسجونين بمدرسة إصلاحية وحشية في ستينيات القرن الماضي. تدور أحداث الرواية- الشّريط خلال فترة أوائل الستينيات من القرن العشرين، خلال فترة الميز والفصل العنصري، بمنطقة 'تالاهاسي' بولاية فلوريدا، حيث كان يعيش 'إلوود' (الممثل إيثان هيريس)، الشخصية الرئيسية للرواية، وهو مراهق أمريكي أسود، رَبَّتْهُ جدته الشجاعة المُحِبّة 'هاتي' (ممثلة المسرح والسينما 'أونجانيو إليس تايلور' – Aunjanue Ellis-Taylor)، وكان الشاب مُتميِّزًا في دراسته، وتم قُبُوله في برنامج دراسي بكلية في بلدة مجاورة، وهو لا يزال طالبًا بالمدرسة الثانوية، وكان الظّروف مواتية لكي يواصل طريقه نحو التميز الأكاديمي، غير إنه تلقّى ضربة مُدمِّرة، حَوّلت طريقه من المدرسة إلى سجن الأحداث ( القاصرين) تدور أحداث الشريط حول احتجاز هذا الفتى الأسود 'إلوود' في أكاديمية 'نيكل' ( سجن 'إصلاحي' للمراهقين)، بعد أن سقط ضحية لبعض العَسْف القضائية، والتقى هناك بالشاب 'تيرنر' (الممثل براندون ويلسون)، وارْتَبَطَا بأواصر صداقة ممتدة، تعين كلا منهما على مواجهة بؤس حياتهما. لا يبدو هذا الحدث استثنائيا بحدّ ذاته فعُنصرية الشّرطة والقضاء الأمريكي ضدّ السّود أمْرٌ مألوف، لكن سعت الرواية والشريط لِرَصْدِ المُمارسات العنصرية ( غير القانونية) وانتهاك الحُرّيات الشخصية في إحدى المدارس الحكومية، وهي المواضيع التي تناولتها الأعمال الوثائقية السابقة للمخرج الذي يُتْقِن تحويل الفِكْرَة أو الرُّؤية إلى صورة مُعبِّرَة تتناول قضايا العنصرية بأشكال فَنِّيّة رائدة، بمنهج سَرْدِي جريء يُصوّر الشريط كله تقريبا من وجهة نظر الشخصيتين الرئيسيتين، 'إلوود' و'تيرنر' ويتعمّد المُخرج استخدام المُعدِّلات التقنية لإرْباك المُشاهد الذي يَضْطَر للإنتباه لكل ما يحدث حول الشّابَّيْن المسجونَيْن، وكأن المُشاهد يعيش بنفسه ذلك الكابوس الذي يعيشُهُ المراهقان اللّذَيْن فقدَا براءتهما بشكل مُبَكِّر، واعتمد المُخرج سَرْدِيّة تباين الأزمنة ( عكس الإلتزام بإطار زمني ثابت) والكشف عن تداعيات الماضي والذّكريات، من خلال الإستعانة بمقاطع وثائق الأرشيف عن العنصرية، أو بإضافة مشاهد من أشرطة السينما العالمية العتيقة، بين كل مشهد وآخر، بما يدعم ويبلور هوية الشريط الذي يحاول خلق توازن بين الوثائقي ( الحقائق أو الواقع) والروائي أو الخيال الفَنِّي والوثائقي، أن يبلغ 'إلوود' عامه السابع عشر. تم اعتقال الشاب الأسود 'إلوود' خَطَأ على إثر تلبيته دعوة لص سيارات محترف، لتوصيله إلى جامعته في أول أيام السنة الجامعية، وشكّل وُصُول 'إلوود' إلى إصلاحية 'نيكل' فُرصَةً لإزاحة السّتار عن المستقبل المحفوف بالمخاطر للشبان السود، وعن العُنْصُرية السائدة في المجتمع الأمريكي، حيث يتم الفَصْل – حتى داخل 'الأكاديمية الإصلاحية' – بين البيض 'ذوي العرق الأنقى'، والأعراق الأخرى من الأصول الأفريقية، أو الأمريكية الجنوبية، وتمتد هذه العُنصرية ذات الجذور الفاشية إلى ترسيخ سطوة الجنس الأبيض على سائر الألوان، وهو ما يُظْهِرُهُ الشريط في مشهد الاحتفال الرياضي السنوي في الأكاديمية، حيث يجب أن يقتنص النصر فيها أحد السجناء البيض، لأن مدير الإصلاحية العنصري الذي يتابع النشاط الرياضي السنوي، يُصِر على أن يحرز السجناء البيض النّصر، بأي شكل، أما من يُخالف التّعليمات أو يحاول الإعتراض على هذا الظُّلم فمصيره العقاب الذي يتراوح بين العزل أو الإقصاء التام أو القتل العمد ( الإغتيال)… تمكّن 'إلوود' ورفيقه 'تيرنر' من الهرب من الإصلاحية، وأصبحت حياته تميل نحو الأفضل، لكن تداعيات الماضي تلاحقه، فحَوَّلَها إلى أداة فعالة وناشطة في البحث والتنقيب عن تاريخ هذا المكان الذي ضمّ بعض المقابر الجماعية المليئة بالجثث المجهولة ورفات المحتجزين السود، وبذلك تَحَوّل شقاء ذكريات الماضي إلى مُحفّز لمقاومة الطّغيان، وكلما تقدّم الزّمن ازدادت رغبة 'إلوود' في تحقيق العدالة المفقودة يرسم السيناريو شخصية 'إلوود' محملة بالغضب الداخلي، الذي لا ينفجر ولا تبزغ بوادره إلا في لحظات نادرة عندما يُساعد غيره، فهو يحاول باستمرار كشف ما يدور داخل الإصلاحية، ويُدَوِّنُ كل ما يحدث، وهكذا نجده يندفع للاشتراك في الاعتصام المدرسي المندد بانتهاكات الرجل الأبيض، ويواجه الإضطهاد والقهر الذي يُمارسه مسؤولو الإصلاحية، ليكشف الهدوء الظّاهري عن شخصية شُجاعة ومتفانية في خدمة الحقيقة والعدالة… تم ترشيح الشريط للجوائر في عدة مهرجانات، وحصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان ستوكهولم السينمائي، حيث تم وَصْف الشريط بأنه 'بارع ومؤثر يربط الماضي بالحاضر بشأن التاريخ المظلم للعنصرية والفصل العنصري في الولايات المتحدة…'2025-03-19 The post عرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.
ساحة التحرير١٩-٠٣-٢٠٢٥ترفيهساحة التحريرعرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'!الطاهر المعزعرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'! الطاهر المعز يندرج هذا العرض ضمن بَحْثٍ أعدَدْتُهُ حول وضع المساجين في السُّجُون الأمريكية كمرآة للدّيمقراطية التي تتبجّح بها سُلطات الدّولة الإمبريالية المُهيمنة على العالم، في حين لا تزال العُنصرية – رغم الإلغاء القانوني للمَيْز العنصري – تُشكّل إحدى ركائز السُّلطة في الولايات المتحدة… اطّلعتُ على كتاب 'فتيان النيكل' للكاتب الأمريكي الزّنجي 'كولسون وايتهيد' (Colson Whitehead )، وشاهدتُ مقاطع من الشريط الحامل لنفس الإسم، والذي لم أتمكّن من مشاهدته كاملاً وحاولتُ الإطّلاع على أكبر قدر ممكن من تصريحات المُخرج وكتابات النّقّاد وتعليقات المُشاهدين، بهدف إدراج الشريط كمُكمّل للمقال الذي سوف أنشُرُه لاحقًا عن السّجون الأمريكية كقطاع اقتصادي يستغل ملايين المساجين الذين انعدمت حقوقهم كعمال وكمواطنين وكبشر… تداولت الأخبار المحلية بولاية فلوريدا سنة 2011، نَبَأَ إغلاق مدرسة 'أرثر دوزير' الإصلاحية في فلوريدا، بعد أن ظلت تقدم، لسنوات طويلة، خدمات الدعم التأهيلي للأطفال والمراهقين، وكان نَشْرُ الخبر مناسبةً للإطلاع – بالوثائق والصُّوَر – على ما كان يدور خلف أسْوار المدرسة من انتهاكات مُنتظمة، لا تُفَرّق بين الطفل واليافع، لأن القائمين على هذه 'الإصلاحية' كانوا يُؤمنون إن المساواة في التعذيب إجراء عادل، والتقط المخرج 'راميل روس' خبر إغلاق هذه 'المدرسة الإصلاحية' لِيُصَمِّمَ الخطوط العريضة لأول أشْرِطَتِه الروائية الطويلة 'فتيان النيكل ' (Nickel Boys)، وقد أُنتج عام 2024، ورُشح لجائزتي أوسكار، عن فئتي أفضل فيلم، وأفضل سيناريو مقتبس عن رواية الكاتب 'كولسون وايتهيد' التي نالت جائزة 'البولتيزر' سنة 2020، واشترك المُخْرِج في كتابة السيناريو مع الكاتبة 'جوسلين بارنز'. سبق للمخرج الأمريكي الأسْوَد 'راميل روس' ( Ramell Ross ) أن قَدّم شريطًا وثائقيا رُشح لجائزة الأوسكار، بعنوان (Hale County This Morning, This Evening) أو ما يمكن ترجمته ('مقاطعة هيل هذا الصباح، هذا المساء )، قبل أن يُقدّم سنة 2024، أول شريط روائي طويل له ( 140 دقيقة ) بعنوان 'فتيان النيكل' ( Nickel Boys ) الذي يُصَوِّرُ نموذجًا للعنصرية 'المُمَأسَسة' ( أو التي أصبحت جُزْءًا من سياسة المؤسسات الرسمية) واقتبس المخرج موضوع الشريط من رواية نُشرت بنفس الاسم، للكاتب الأمريكي الزّنجي 'كولسون وايتهيد' (Colson Whitehead )، وهو من القلائل الذين فازوا بجائزة 'بوليتزر' مرّتَيْن سنة 2017 وسنة 2020 وتحولت روايتان من رواياته إلى أشرطة سينمائية : 'الجانب الخَطَأ من الجسر' (The Wrong Side of the Bridge ) ورواية 'فتيان النيكل'، وتدور أحداثها حول شابين مسجونين بمدرسة إصلاحية وحشية في ستينيات القرن الماضي. تدور أحداث الرواية- الشّريط خلال فترة أوائل الستينيات من القرن العشرين، خلال فترة الميز والفصل العنصري، بمنطقة 'تالاهاسي' بولاية فلوريدا، حيث كان يعيش 'إلوود' (الممثل إيثان هيريس)، الشخصية الرئيسية للرواية، وهو مراهق أمريكي أسود، رَبَّتْهُ جدته الشجاعة المُحِبّة 'هاتي' (ممثلة المسرح والسينما 'أونجانيو إليس تايلور' – Aunjanue Ellis-Taylor)، وكان الشاب مُتميِّزًا في دراسته، وتم قُبُوله في برنامج دراسي بكلية في بلدة مجاورة، وهو لا يزال طالبًا بالمدرسة الثانوية، وكان الظّروف مواتية لكي يواصل طريقه نحو التميز الأكاديمي، غير إنه تلقّى ضربة مُدمِّرة، حَوّلت طريقه من المدرسة إلى سجن الأحداث ( القاصرين) تدور أحداث الشريط حول احتجاز هذا الفتى الأسود 'إلوود' في أكاديمية 'نيكل' ( سجن 'إصلاحي' للمراهقين)، بعد أن سقط ضحية لبعض العَسْف القضائية، والتقى هناك بالشاب 'تيرنر' (الممثل براندون ويلسون)، وارْتَبَطَا بأواصر صداقة ممتدة، تعين كلا منهما على مواجهة بؤس حياتهما. لا يبدو هذا الحدث استثنائيا بحدّ ذاته فعُنصرية الشّرطة والقضاء الأمريكي ضدّ السّود أمْرٌ مألوف، لكن سعت الرواية والشريط لِرَصْدِ المُمارسات العنصرية ( غير القانونية) وانتهاك الحُرّيات الشخصية في إحدى المدارس الحكومية، وهي المواضيع التي تناولتها الأعمال الوثائقية السابقة للمخرج الذي يُتْقِن تحويل الفِكْرَة أو الرُّؤية إلى صورة مُعبِّرَة تتناول قضايا العنصرية بأشكال فَنِّيّة رائدة، بمنهج سَرْدِي جريء يُصوّر الشريط كله تقريبا من وجهة نظر الشخصيتين الرئيسيتين، 'إلوود' و'تيرنر' ويتعمّد المُخرج استخدام المُعدِّلات التقنية لإرْباك المُشاهد الذي يَضْطَر للإنتباه لكل ما يحدث حول الشّابَّيْن المسجونَيْن، وكأن المُشاهد يعيش بنفسه ذلك الكابوس الذي يعيشُهُ المراهقان اللّذَيْن فقدَا براءتهما بشكل مُبَكِّر، واعتمد المُخرج سَرْدِيّة تباين الأزمنة ( عكس الإلتزام بإطار زمني ثابت) والكشف عن تداعيات الماضي والذّكريات، من خلال الإستعانة بمقاطع وثائق الأرشيف عن العنصرية، أو بإضافة مشاهد من أشرطة السينما العالمية العتيقة، بين كل مشهد وآخر، بما يدعم ويبلور هوية الشريط الذي يحاول خلق توازن بين الوثائقي ( الحقائق أو الواقع) والروائي أو الخيال الفَنِّي والوثائقي، أن يبلغ 'إلوود' عامه السابع عشر. تم اعتقال الشاب الأسود 'إلوود' خَطَأ على إثر تلبيته دعوة لص سيارات محترف، لتوصيله إلى جامعته في أول أيام السنة الجامعية، وشكّل وُصُول 'إلوود' إلى إصلاحية 'نيكل' فُرصَةً لإزاحة السّتار عن المستقبل المحفوف بالمخاطر للشبان السود، وعن العُنْصُرية السائدة في المجتمع الأمريكي، حيث يتم الفَصْل – حتى داخل 'الأكاديمية الإصلاحية' – بين البيض 'ذوي العرق الأنقى'، والأعراق الأخرى من الأصول الأفريقية، أو الأمريكية الجنوبية، وتمتد هذه العُنصرية ذات الجذور الفاشية إلى ترسيخ سطوة الجنس الأبيض على سائر الألوان، وهو ما يُظْهِرُهُ الشريط في مشهد الاحتفال الرياضي السنوي في الأكاديمية، حيث يجب أن يقتنص النصر فيها أحد السجناء البيض، لأن مدير الإصلاحية العنصري الذي يتابع النشاط الرياضي السنوي، يُصِر على أن يحرز السجناء البيض النّصر، بأي شكل، أما من يُخالف التّعليمات أو يحاول الإعتراض على هذا الظُّلم فمصيره العقاب الذي يتراوح بين العزل أو الإقصاء التام أو القتل العمد ( الإغتيال)… تمكّن 'إلوود' ورفيقه 'تيرنر' من الهرب من الإصلاحية، وأصبحت حياته تميل نحو الأفضل، لكن تداعيات الماضي تلاحقه، فحَوَّلَها إلى أداة فعالة وناشطة في البحث والتنقيب عن تاريخ هذا المكان الذي ضمّ بعض المقابر الجماعية المليئة بالجثث المجهولة ورفات المحتجزين السود، وبذلك تَحَوّل شقاء ذكريات الماضي إلى مُحفّز لمقاومة الطّغيان، وكلما تقدّم الزّمن ازدادت رغبة 'إلوود' في تحقيق العدالة المفقودة يرسم السيناريو شخصية 'إلوود' محملة بالغضب الداخلي، الذي لا ينفجر ولا تبزغ بوادره إلا في لحظات نادرة عندما يُساعد غيره، فهو يحاول باستمرار كشف ما يدور داخل الإصلاحية، ويُدَوِّنُ كل ما يحدث، وهكذا نجده يندفع للاشتراك في الاعتصام المدرسي المندد بانتهاكات الرجل الأبيض، ويواجه الإضطهاد والقهر الذي يُمارسه مسؤولو الإصلاحية، ليكشف الهدوء الظّاهري عن شخصية شُجاعة ومتفانية في خدمة الحقيقة والعدالة… تم ترشيح الشريط للجوائر في عدة مهرجانات، وحصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان ستوكهولم السينمائي، حيث تم وَصْف الشريط بأنه 'بارع ومؤثر يربط الماضي بالحاضر بشأن التاريخ المظلم للعنصرية والفصل العنصري في الولايات المتحدة…'2025-03-19 The post عرض شريط 'فتْيان النِّيكل' ( Nickel Boys ) للمخرج 'راميل روس'!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.