logo
#

أحدث الأخبار مع #الهندوس

الهند وباكستان «2 - 2»
الهند وباكستان «2 - 2»

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • الدستور

الهند وباكستان «2 - 2»

استيقظ العالم فى الأسابيع الماضية على أخبار تجدد الصراع بين الهند وباكستان، لا سيما على مسألة الحدود فى كشمير المتنازع عليها. وتم تصوير هذا النزاع على أنه صراع بين الهندوس والمسلمين، بين الهند «الهندوكية»، وباكستان «الإسلامية»، وتناسى هؤلاء أنه ولوقت قريب كان الجميع، الهند وباكستان وبنجلاديش، يعيشون جميعًا فى ظل «الهند التاريخية»، الهند الموحدة. كانت الهند وعبر تاريخها الطويل مثالًا لحوار الثقافات واللغات والأديان، وربما لا يعرف البعض أن الهند كانت موطنًا لواحد من أكبر لقاءات الحضارات، مع تحول المغول إلى الإسلام، وتأسيسهم حضارة إسلامية فى الهند، ودولة تتسع للجميع، بنفس المنطق الحضارى الذى عاشته تجربة الأندلس. ومع الاستعمار البريطانى للهند، واعتماد سياسة فَرِّق تَسُد، تصاعد التوتر الطائفى فى البلاد. ولا يمكن أن نلقى تهمة نشأة التيارات الدينية المتطرفة فى الهند سواء الإسلامية منها أو الهندوسية على عاتق بريطانيا، فبالتأكيد هناك تيارات متطرفة فى كل البلاد، وداخل كل الحضارات على مستوى العالم. لكن ما يُؤخذ على الاستعمار الإنجليزى هو دعم هذه التيارات وتوظيفها لخدمة المصالح الاستعمارية، واستخدام الدين فى مواجهة التيار القومى، الذى كان فى حالة تصاعد طيلة القرن التاسع عشر، ليس فى الهند فحسب، بل فى كل المستعمرات؛ إذ كان التيار القومى الهندى يدعو إلى جلاء بريطانيا عن الهند، واستقلال الهند «الموحدة». من هنا سنجد الدعم البريطانى اللا محدود للسيد أحمد خان، ومجموعة مسلمى شمال الهند فى عام ١٨٦٦ نكايةً فى المؤتمر الوطنى الهندى، الذى كان يدعو إلى تنظيم الأوضاع فى الهند تحت راية «القومية الهندية». وفى عام ١٩٠٦ شجعت بريطانيا أعيان المسلمين فى الهند على المطالبة بإنشاء دوائر انتخابية خاصة بالمسلمين، أى نظام «الكوتة الطائفية»، من أجل ترسيخ حالة الانقسام الطائفى فى الهند. ومع حلول سنوات الثلاثينيات الصعبة، واشتعال الحرب العالمية الثانية، ازدادت حدة التيار القومى الهندى فى المطالبة باستقلال الهند. ومع تصاعد حركة الزعيم الهندى المهاتما غاندى من أجل استقلال الهند، ومع ضعف موقف بريطانيا من جراء السنوات الطويلة للحرب العالمية الثانية، بات واضحًا أن الحكم البريطانى للهند قد قارب على الانتهاء، وأن بريطانيا- التى لم تعد «بريطانيا العظمى»- أوشكت على فقدان درة التاج البريطانى، أى الهند. وأدركت بريطانيا أنه إذا حدث الاستقلال فإن التيار القومى الهندى سيسعى إلى انسحاب الهند من الكومنولث البريطانى، كما أنهم- ونتيجة الميراث السيئ للاستعمار البريطانى- سيرفضون أى نفوذ، أو علاقة خاصة تربط بين الهند المستقلة وبريطانيا. من هنا استقر رأى دوائر صُنع القرار فى لندن على ضرورة تقسيم الهند. وجرى تحديد موقع دولة باكستان المقترحة، لدوافع استراتيجية تخدم المصالح البريطانية مستقبلًا؛ إذ كانت الدولة المقترحة تجاور إيران وأفغانستان والصين، وبالقرب من المناطق الجنوبية للاتحاد السوفيتى، العدو الجديد. وبالتالى يمكن الحفاظ على المصالح البريطانية، بل والمصالح الغربية بشكل عام. ولا بُد من الإشارة إلى أنه كان هناك تيار آخر فى دوائر السياسة البريطانية، يرى أنه ربما من الأفضل الإبقاء على الهند الموحدة، مع بذل الكثير من الجهد للوصول إلى نوع من التعاون والتنسيق بين «الهند الموحدة المستقلة» والسياسات البريطانية. لكن فى النهاية انتصر تيار التقسيم فى دوائر صنع القرار فى بريطانيا. وتم عقد العزم على تقسيم شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان، وضمان ولاء باكستان للاستراتيجية البريطانية، عن طريق تقديم المعونات المادية والعسكرية لها، لخدمة المصالح الغربية. وتلخص ذلك وثيقة بريطانية فتقول: «إن وادى السند والبنجاب الغربية وبلوشستان مناطق حيوية بالنسبة للدفاع عن الحزام الإسلامى عظيم الأهمية، وإمدادات النفط من الشرق الأوسط». ورأت السياسة البريطانية والغربية بشكل عام، أنه منذ سقوط الدولة العثمانية لم تعد هناك قوة كبرى إسلامية، ومن المهم أن تصبح «كراتشى مركزًا جديدًا للتلاحم ونقطة تجمع لفكر المسلمين وتطلعاتهم»! من هنا سيشهد عام ١٩٤٧، عام «التقسيم العالمى»، مشروع تقسيم شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان، على أساس يبدو طائفيًا، مع ملاحظة وجود عشرات الملايين من المسلمين فى الهند بعد الاستقلال، وشهد العام نفسه مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، على أساس دينى وعرقى: دولة يهودية ودولة عربية «إسلامية». وكما كان الهدف من إنشاء دولة «باكستان الإسلامية» فى حقيقة الأمر يخدم المصالح البريطانية والغربية بشكل عام فى أواسط آسيا، كان تقسيم فلسطين يخدم المصالح نفسها من أجل حماية قناة السويس، التى بات واضحًا أن مصر تصر على جلاء القوات البريطانية عن قاعدة قناة السويس. وفى الوقت نفسه كانت السياسة البريطانية والغربية بشكل عام تسعى فى ذلك إلى تشجيع القوى الدينية فى المنطقة، سواء آسيا أو العالم العربى، من أجل الوقوف فى وجه المد الشيوعى، لا سيما مع بروز الاتحاد السوفيتى بعد الحرب العالمية الثانية كقوى عظمى لا يُستهان بها، تسعى إلى «تصدير» الشيوعية فى المنطقة. هكذا شهدنا قيام الدول ذات البُعد «الدينى» فى المنطقة لخدمة المصالح الاستراتيجية الغربية، وهكذا نعيش حتى الآن، الصراع الغربى ذا الوجه الدينى فى الشرق الأوسط وجنوب آسيا. كما كان الهدف من إنشاء دولة «باكستان الإسلامية» فى حقيقة الأمر يخدم المصالح البريطانية والغربية بشكل عام فى أواسط آسيا

بالصراخ والبكاء الشديد، الهنود يودعون بقرتهم المقدسة بالورود والطبول (فيديو)
بالصراخ والبكاء الشديد، الهنود يودعون بقرتهم المقدسة بالورود والطبول (فيديو)

فيتو

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • فيتو

بالصراخ والبكاء الشديد، الهنود يودعون بقرتهم المقدسة بالورود والطبول (فيديو)

موت البقرة المقدسة، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثير للدهشة، يظهر فيه عدد من الهنود في حالة من الحزن الشديد، حيث تعالت أصواتهم بالصراخ، وظهروا وهم يبكون بكاءًا شديدًا وينتحبون لأجل نفوق البقرة المقدسة لديهم. الهنود يودعون بقرتهم المقدسة بالصراخ والبكاء الشديد وأظهر الفيديو مجموعة من الهندوس وهم يمسحون على رأس البقرة المقدسة، ويحتشدون في لتوديعها، حيث يظهر الهنود المحتشدين وهم ينتحبون في توديع بقرتهم المقدسة، التي زينوها بالورود والفاكهة وودعوها بالطبول. بالبكاء الهنود يودعون بقرتهم المقدسة، فيتو يذكر أنه في معتقدات الهندوسية، تُعتبر الأبقار مقدسة لأسباب دينية وثقافية، وترتبط بالآلهة لديهم مثل كريشنا، راعي الأبقار، وتُرمز للأمومة والوفرة. مبدأ الأهيمسا (عدم العنف)، لدى الهندوس، يعزز مكانة البقرة ككائنات يصفونه بـ الطيفة، حيث توفر لهم اللبن والموارد الأخرى. والنصوص القديمة لدى الهندوس مثل "الفيدا" تؤكد حمايتها، أما البقرة في الفيديو، فربما كانت مميزة لدورها في المجتمع، كتقديم الحليب أو ارتباطها بمعبد، لكن السبب الدقيق في عبادة الهندوس للبقر فغير واضح. والجنازات المتقنة للأبقار لدي الهنود تختلف حسب العادات المحلية، وقد تُعقد في مناسبات مثل سانكرانتي، لكن ليست ممارسة عامة بين كل الهندوس. تقاليد الهنود عند موت بقرتهم المقدسة وتقاليد الهنود مستمدة من تقديسهم للأبقار في الهندوسية، وخاصة في جنوب الهند، تاميل نادو، وترتبط الأبقار بآلهة مثل كريشنا وشيفا، وترمز إلى الفضائل مثل الأمومة وعدم العنف. 🔴Hindistan'da tapındıkları inek ölen hintililer tören düzenledi, inek için düzenlenen yas ritüeli günlerce sürdü. — Mevzu (@m3vzu) May 19, 2025 تُشيد طقوس الحداد في الفيديو بالأهمية الزراعية للأبقار، والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بمهرجانات مثل ماتو بونجال، وتستند هذه التقاليد إلى نصوص قديمة مثل الريج فيدا والدور الاقتصادي للأبقار. ومع ذلك، كان هناك تاريخيًا استهلاك لحوم البقر، واليوم فإن التوترات السياسية، وخاصة الصراعات مع الأقليات، تجعل هذه التقاليد مثيرة للجدل، والمسألة معقدة، ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار وجهات نظر مختلفة. الهندوس لا يحرقون البقرة المقدسة عند موتها، بل يتعاملوا معاها باحترام كبير جدًا، لأنها عندهم رمز مقدس ومحبوب بيمثل العطاء والأمومة، فعندما تموت البقرة، في بعض الطوائف أو المجتمعات الهندوسية، يمكن يتم دفنها بطقوس دينية معينة أو تُترك في مكان خاص بعيد عن الأذى، لكن حرقها ليس من العادات التقليدية المعروفة لأن ذلك يتعارض مع فكرة قداستها، وفي بعض المناطق ممكن تكون فيه اختلافات بسيطة حسب العادات والتقاليد المحلية، لكن بشكل عام البقرة المقدسة لديهم لا تُؤكل، ولا تُحرق، وتُقدر وتُكرم حتى بعد موتها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

النازية المتصاعدة في الهند.. عدوان عابر للحدود
النازية المتصاعدة في الهند.. عدوان عابر للحدود

مركز الروابط

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مركز الروابط

النازية المتصاعدة في الهند.. عدوان عابر للحدود

تُعدّ قضية كشمير، التي دفعت الهند وباكستان مجددا إلى حافة الحرب وتكاد تزج بهما في أتونها، مشكلة مزمنة تتسم بطابع تأسيسي حاسم في رسم حدود العلاقات بين البلدين. فمنذ حرب الاستقلال عام 1947، كانت كشمير سببًا في وصول البلدين مرارًا إلى حافة النزاع المسلح، كما اندلعت بينهما حربان مباشرتان في عامي 1965 و1971. والمفارقة اللافتة أن هذه المسألة تعود جذورها إلى نفس الحقبة التي شهدت تأسيس الكيان الإسرائيلي المحتل. إذ لا يفصل بين الحدثين سوى عام واحد (1947 و1948)، غير أن تعاطي الهند مع كشمير يتقاطع في أحيان كثيرة مع ذهنية الاحتلال التي تعرف بها إسرائيل. ومع مرور الوقت، غدت إسرائيل مصدر إلهام قويًا للهند، التي انزلقت مؤخرا إلى مستنقع عنصري متصلب. وفي الآونة الأخيرة، ينتهج الحزب الحاكم في الهند، سياسات قمعية وتمييزية وعنصرية ضد المسلمين ويوسّع من رقعة هذا النهج يوما بعد يوم. وكانت الذريعة التي لجأت إليها الهند لشن هجومها الأخير على باكستان هي الهجوم المسلح الذي وقع في منطقة باهالجام في جامو وكشمير في 22 أبريل. ودون أي تحقيق أو تدقيق، حمّلت الهند باكستان مسؤولية هذا الهجوم، واندفعت بلهفة كبيرة لشن الهجوم في تصرّف يكشف عن استراتيجية تصعيد متعمدة. وهذا بدوره يعزز من احتمالية أن يكون الهجوم قد تم تدبيره كجزء من مؤامرة داخلية هندية. عداء الإسلام الخارج عن السيطرة في الهند قبل كل شيء، لا بد من الإشارة إلى أن هناك مناخًا سياسيًا وأيديولوجيًا خطيرًا في الهند يدفعها ويحرّضها ويمنحها الدافع لخوض حرب ضد باكستان. إن الكراهية المتزايدة ضد المسلمين داخل الهند آخذة في التوسع، وثمة احتمال كبير بأن تتحول هذه الكراهية إلى عدوانية مفرطة يصعب السيطرة عليها. وكما ذكرنا سابقًا، فإن المسلمين الذين كانوا ولا يزالون جزءًا أصيلاً من الهند، بل وكانوا على مدى قرون حكامًا لها، يعانونا في ظل السياسات الانفصالية للحكومة الحالية من الظلم والاضطهاد، ويتعرضون لانتهاكات منهجية وجسيمة لحقوق الإنسان، فحالات الإعدام خارج القانون، والتعذيب، وسوء المعاملة، والقيود المفروضة على حرية المعتقد والتعبير، وجرائم القتل الغامضة، باتت شائعة ووصلت إلى أبعاد مروعة في أوساط المسلمين. أما الخطاب العنصري والفاشي المعادي لهم، فقد بات مألوفًا إلى درجة أنه أفقد الجميع صوابهم. والأمر الأشد خطورة أن هذا النهج الفاشي لم يعد حكرًا على الحزب الحاكم، بل بدأت حتى الأحزاب التي تبدو 'معتدلة' أو 'طبيعية' تتبناه. وبلغ الأمر بأحد أعضاء البرلمان الهندي أن دعا علنًا إلى إبادة جماعية تطال مئتي مليون مسلم. وفي ظل التعاون السياسي وشبه العسكري المشترك بين حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم حاليًا (BJP) والحركة الشبه عسكرية الرئيسية 'راشتريا سوايمسيفاك سانغ'، تُظهر السياسات الرامية إلى 'جعل الهند هندوسية' أن التمييز ضد المسلمين يتم وفق فلسفة وخطة محددة. وتُقارن السياسات المطبقة في هذا الشأن بالممارسات النازية. ويعتقد هذا التحالف أو التعاون السياسي أن الهند تخص الهندوس فقط، وأن المسلمين والمسيحيين هم عناصر 'دخيلة' لا تنتمي إلى هذه البلاد. وبطبيعة الحال، يتطلّب ترسيخ مثل هذا التصور تزييفًا للتاريخ وتحريفًا للحقائق الاجتماعية لبناء هوية وطنية جديدة على هذا الأساس. فالمسلمون لم يأتوا من خارج الهند،. ربما وصل إليهم في بداياته عبر بعض القادة والدعاة، لكن جزءًا كبيرًا من الشعب الهندي اعتنقه في الماضي دون أي إكراه، وبفضله أُسست في الهند دولة قوية وحضارة راسخة. وقد حكم المسلمون الهند لقرون طويلة، وجعلوا منها قوة فاعلة على الساحة الدولية. فالمسلمون في الهند هم الهند نفسها، وربما يكون تاج محل شاهدًا وحيدًا على ذلك، لكن الحركة الهندوسية العنصرية تحاول إنكار وجود المسلمين في الهند. الهند على خطى النازيين تحت إشراف إسرائيل وبينما يعمل ناريندرا مودي وحزبه على فرض عقيدة 'هندوتفا' ـ التي تهدف إلى جعل الهند دولةً هندوسية خالصة ـ كسياسة دولة إلزامية للجميع، فإنهم يضعون ضمن أهدافهم الصريحة إبادة 200 مليون مسلم. ولتحقيق ذلك، ينفذون سياسات صارمة وقاسية، فعلى سبيل المثال، وفي إطار تطبيق يهدف إلى إعادة تعريف المواطنة، قامت الدولة حتى الآن بتجريد أكثر من مليوني مسلم من جنسيته، مستغلة عدم قدرة الكثيرين في المناطق الريفية على توثيق حياتهم المدنية (كالمواليد والزواج) بسبب ظروفهم المعيشية. ورغم وجود هندوس بين المتأثرين بهذه الإجراءات، فإن التطبيق يستهدف المسلمين بوضوح. ومن اللافت أن الهند، رغم توتراتها الطويلة مع باكستان بشأن كشمير، لم تكن تعكس هذا التوتر داخليًا تجاه مواطنيها المسلمين بهذه الدرجة من العنف. غير أن تصاعد الكراهية العنصرية في الفترة الأخيرة، بدأ يحدد بشكل متزايد طريقة تعامل الدولة مع قضية كشمير، كما أن قضية كشمير نفسها باتت تُحدِّد نظرة الهند لمواطنيها المسلمين. والأكثر إثارة للاهتمام أن تصاعد السياسات العنصرية والمعادية للإسلام في الهند يجري بوتيرة موازية للتطور المتسارع في علاقاتها مع إسرائيل. فالهند، في ظل إدارة مودي، لا تكتفي بإظهار عدائها للمسلمين في كشمير فحسب، بل تتعامل مع سائر المناطق ذات الغالبية المسلمة داخل البلاد بعقلية المستعمر المحتل. والنموذج الذي استلهمته واستوردته من إسرائيل هو الاحتلال، والإبادة الجماعية، وفي أحسن الأحوال نظام فصل عنصري، تمامًا كما هو الحال في فلسطين. هل يمكن أن ينبثق من هذا المشهد وحدة إسلامية حقيقية؟ في خضم هذه التطورات، هل من الواقعي أن ينتظر المرء موقفًا عالميًا صريحًا منحازًا لصالح باكستان؟ ولا ينبغي تجاهل أن قضية كشمير لم تعد مجرد خلاف ثنائي بين الهند وباكستان، بل تحوّلت إلى نزاع إقليمي يؤثر على الأمن الإقليمي والعالمي ويشمل الصين أيضًا، ما يعني أن باكستان لن تكون وحدها في هذا المسار. وقد يكون الموقف المتزن الهادئ الذي أظهرته باكستان في عدم الانجرار وراء استفزازات الهند، ودعوات التهدئة من المجتمع الدولي عاملًا مساعدًا في منع تصعيد الحرب أكثر. ورغم أن تركيا قد دعت إلى التهدئة وضبط النفس بين الطرفين، إلا أنها عبّرت بشكل واضح عن دعمها لباكستان، غير أن التطلعات تتجاوز ذلك؛ إذ ما أحوج العالم الإسلامي اليوم إلى أن يتخذ موقفاً موحداً، انطلاقا من هذا الحدث الجلل، ليعبر عن تضامن صريح مع باكستان، ويكون ذلك أيضًا بمثابة تعبير عن التضامن مع المسلمين في الهند، الذين يتراوح عددهم بين 200 إلى 300 مليون مسلم. فهل يمكن أن تكون هذه الأزمة فرصة لاتحاد المسلمين الذي عجزوا عن اتخاذ موقف تجاه غزة؟ وهل يمكن أن تستخلص الأمة درسًا من الفاتيكان، الذي انتخب البابا الجديد بالأمس مظهراً للعالم أجمع قوة وعظمة وأهمية الوحدة الدينية؟ وللأسف، من المرجح جدًا أن يُنظر إلى ما قلته على أنه تطلعات ساذجة للغاية. إن من تُنتهك كرامتهم كل يوم في غزة ليسوا الفلسطينيين، فبمقاومتهم الباسلة وموقفهم المشرف يثبتون أنهم أهل عزة وكرامة. ولكن ما يُنتهك هناك تحديدًا هو شرف وكرامة قادة العالم الإسلامي الذين نأمل منهم أن ينهضوا ويتحركوا. فبعض هؤلاء، تراه اليوم غارقًا في إشعال الفتن في رقعة أخرى من العالم الإسلامي، منشغلاً بحياكة المؤامرات ضد شعب السودان المظلوم، كي لا تقوم له قائمة ولا يلتئم له شمل. ياسين أقطاي يني شفق

لماذا فشلت ثورة 1857 ضد البريطانيين في شبه القارة الهندية؟ 2/6
لماذا فشلت ثورة 1857 ضد البريطانيين في شبه القارة الهندية؟ 2/6

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة

لماذا فشلت ثورة 1857 ضد البريطانيين في شبه القارة الهندية؟ 2/6

819 اللافت أنه في عزّ فترات الوجود البريطاني بالهند، لم يكن فيها سوى 70 ألف جندي أوروبي يحكمون 25 مليون هندي يومها، وهو ما علّق عليه ستالين أنه "من السخف أن يحكم بضعة مئات من الإنجليز الهند كلها". لكن ربما ما ساعدهم، تعزيز تقسيم الطبقية الهندية، والتي كانت حتى مجيئهم تُدار من قبل المغول المسلمين، لتأتي ثورة 1857 لتؤطر القومية الهندية وربما لأول مرة، حيث كانت الثورة مزيجاً من الهندوس والمسلمين، ويعتقد بعض المؤرخين أن حرص البريطانيين على استبعاد المسلمين من السرد القومي الأساسي، ساعد التفسير الاستعماري البريطاني للتاريخ الهندي في القرن التاسع عشر على ولادة نظرية الدولتين في تقسيم البلاد، ويرى باحثٌ هنديٌ معروفٌ، يدعى جيانيندرا باندي أن الطائفية الهندية كانت في جزء كبير منها بناء استعمارياً. كان الصحفي البريطاني اليساري ريتشارد جوت قاسياً في إدانته لإمبريالية بلاده حين قال: (كانت الإمبراطورية البريطانية في الأساس مشروعاً هتلرياً على نطاق واسع، يتضمن الغزو العسكري والديكتاتورية والإبادة الجماعية والأحكام العرفية والمحاكم الخاصة والعبودية والعمل الجبري، وبالطبع معسكرات الاعتقال وتهجير الناس عبر المخحطات). الظاهر أن هذ الجشع المالي الاستعماري، استحوذ على البريطانيين أكثر من غيرهم، فالمسيحية الصليبية لدى الإسبان أو الفرنسيين طغى عليه الحماس الثقافي والحضاري، أما البريطانيون في الهند فكان الباعث مالياً أكثر من غيره. نتج عن حكم الراج البريطاني استنزافه لخيرات الهند، موت أكثر من 35 مليون هندي نتيجة المجاعات التي تسبب بها حكم الراج، أو لسوء إدارته لها، كما يقول المؤرخون، وهو ما يذكر بـ 25 مليونا ماتوا في حملة ستالين الجماعية والتطهير السياسي، وبـ 45 مليون ماتوا خلال ثورة ماو الثقافية.. السخرية الأشد هو منع نائب الملك لورد ليتون عبر قرارات مشهورة تماشياً مع سياسة بلاده أي تخفيض في أسعار الغذاء أثناء المجاعة المشهورة، وأضاف النائب حينها أنه لن يكون هناك أي تدخل من أي نوع من جانب الحكومة، بهدف خفض أسعار المواد الغذائية، وأصدر تعليماته إلى مسؤولي المنطقة بعدم تشجيع أعمال الإغاثة بأي طريقة ممكنة، فمجرد الضيق ليس سبباً كافياً لإنشاء أعمال الإغاثة، والأعجب من هذا كله هو اتهامه لمنتقديه البريطانيين بالانغماس في نوبات هيستيرية إنسانية. الأعجب كذلك هو أنه حين استورد السير ريتشارد تمبل الأرز من بورما عام 1866 لمواجهة مجاعة أوريسا هاجمته مجلة مثل الإيكونوميست لأنه سمح للهنود بالتفكير أن " من واجب الحكومة إبقاؤهم على قيد الحياة". لكن لم تكن الإيكونوميست شاذة في ذلك، إذ كتبت الديلي ميل عام 1897: (يقع على عاتقنا الدفاع عن إمبراطوريتنا من جيوش الأشباح الجائعة، سلاحنا هو أموال بريطانية جيدة ونظيفة). ومع هذا لم تعدم البلاد من أصوات في البرية حين أسفت صحيفة التايمز البريطانية وبشدة لتدخل نائب الملك وقمع دوافع الأعمال الخيرية الخاصة، وندد كتابها بسياسته القائمة على الإغاثة من المجاعة بدوافع اقتصادية فحسب. فبينما "كانت لندن تأكل خبز الهند، كانت الأخيرة تموت جوعاً" بحسب تعبير الأستاذ مايك ديفيس وهو كاتب ومؤرخ أمريكي وناشط سياسي عاش في منتصف القرن الماضي. رضخ ليتون أخيراً للصندوق الذي جمعه الأفراد والمدارس والكنائس في العالم البريطاني، وسعى إلى تنظيم التوزيع من خلال إدارته، مرغماً نتيجة الضغوط الإعلامية والمجتمعية البريطانية، وهو الذي وصف الصندوق، بأنه مصدر إزعاج كامل. اختصر رئيس تحرير مجلة كلكتا عام 1906 المشهد قبل وصول البريطانيين بقوله: (عندما جاء الإنجليز إلى الهند، كان هذا البلد زعيم الحضارة الآسيوية، ومركز الضوء بلا منازع في العالم الآسيوي. لم تكن لليابان أي مكانة. والآن بعد خمسين عاماً، أحدثت اليابان ثورة في تاريخها بمساعدة الفنون الحديثة المتقدمة، ولا تزال الهند، بعد 150 عاماً من الحكم الإنجليزي محكوماً عليها بالوصاية). كانت الإيرادات السنوية للإمبراطور المغولي أورنجزيب (1707- 1618) قبل الحكم البريطاني هائلة، وذلك بعيداً عن عائدات الضرائب الضخمة. لقد بلغ إجمالي دخل مملكته 450 مليون دولار أي أكثر بعشرة أضعاف من دخل لويس الرابع عشر المعاصر له. كانت أجواء الغضب الشعبي متلبدة، ليس وسط المسلمين، وإنما حتى وسط الهندوس، بعد أن تعرّض الطرفان لاستهداف دينهم من قبل البريطانيين، فدهن المحتل خراطيم الخرطوش والتسليح بدهن الخنزير والبقر، مما شكل لحظة فارقة في اجتماع السيبويين، الذين يشكلون أساس جيش الشركة البريطانية الشرقية، فأعلنوا تمردهم في الأول من مايو/ أيار، وشنوا هجوماً على دلهي مركز قيادة القوات البريطانية، ونائب الملكة، كان قوما 20 ألفاً من قوات السيبويين، ومعهم أربعة آلاف من قوات المجاهدين الذين عُرفوا بـ الوهابيين بزعامة المرشد الروحي سرفراز خان علي، ومعه القائد العسكري المعروف بخت خان. أمضى العالم سرفراز خان المعروف بإمام المجاهدين في حينه، سنوات عدة في دلهي، وكان على اتصال جيد بالبلاط المغولي، فأعلن الجهاد ضد القوات البريطانية، وقد سبق تحريضه هذا ثورة 1857، وينقل عنه كل من عاصر خطبته الشهيرة في الأول من مايو/ بمنطقة شاه دهان بور والتي خاطب فيها جمهوره المحتشد أمامه: (لقد أصبح ديننا في خطر، بعد أن فقدنا سيادة الأرض، وانحنينا خاضعين للغرب الكافر النجس، لكن الآن، هل سنتنازل عن الامتيازات التي نلناها عن النبي عليه السلام). تلقى سرفراز تعليمه في مدرسة المفتي صدر الدين أزوردا، والمسماة بـ "دار البقعة" وبفضل تعلمه الجبر والهندسة، أصبح من أبرز علماء دلهي، وقد أثنى عليه العلامة أحمد خان كواحد من ألمع جواهر التاج الفكري في دلهي، وتتحدث الروايات التاريخية بأن سرفراز هو من أقنع بخت بالانضمام للثورة، ليتحول الأخير لاحقاً إلى تابع له، ويدين له بالسمع والطاعة. كانت القوة العسكرية والمعنوية لجيش المجاهدين ضخمة في العدد والعدة وعلى مستوى الجانب الأخلاقي المعنوي، يتحدث عنهم مراسل صحيفة التايمز البريطانية المعروف يومها ويليام هوارد راسل: (كان الغزاة في الغالب رجالاً حسني السلوك، وكبار السن، ذوي لحى خالطها الشيب، يرتدون العمائم الخضراء، وكان كل واحد منهم لديه ختم فضي منقوش عليه نص طويل من القرآن. جاؤوا ورؤوسهم تحت دروعهم، وسيوفهم تومض، وهم يلوحون بها فوق رؤوسهم ويصرخون الدين! الدين! ويرقصون مثل المجانين. ظهر من بينهم رجل شجاع، أخذ يقترب صارخاً فينا بصوت جهوري، وتقدم وسط وابل من الرصاص بشجاعة، ثم خرج جندي شاب من بين أفراد قواتنا، مطلقاً النيران من بندقية بين عيني الرجل، وتبعه بدفعه من خنجره في وجه الرجل المسكين، مما قضى عليه).

توتر كشمير يتصاعد.. ومجلس الأمن يطالب الهند وباكستان بضبط النفس
توتر كشمير يتصاعد.. ومجلس الأمن يطالب الهند وباكستان بضبط النفس

صوت بيروت

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صوت بيروت

توتر كشمير يتصاعد.. ومجلس الأمن يطالب الهند وباكستان بضبط النفس

قالت باكستان اليوم الثلاثاء إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعا الهند وباكستان لنزع فتيل التوتر وتجنب الدخول في صراع عسكري، وذلك وسط تصاعد الأعمال القتالية بين الخصمين المسلحين نوويا بعد هجوم على سياح في منطقة كشمير المتنازع عليها أسفر عن سقوط قتلى. وقالت الخارجية الباكستانية إنه جرى إطلاع أعضاء المجلس على الوضع في المنطقة وإبلاغهم بمعلومات جمعتها المخابرات تشير إلى 'خطر وشيك' بتحرك من جانب الهند، وذلك خلال اجتماع للمجلس أمس الاثنين. وقالت الوزارة في بيان 'لقد دعوا إلى الحوار والدبلوماسية لنزع فتيل التوتر وتجنب الصدام العسكري… وحل القضايا سلميا'. ولم ترد وزارة الخارجية الهندية حتى الآن على طلب للتعليق على الاجتماع، الذي كانت إسلام اباد من دعا إليه. ويعمل الجانبان على تعزيز دفاعاتهما وسط تدهور العلاقات بعد هجوم وقع في 22 أبريل نيسان واستهدف سياحا من الهندوس وأسفر عن مقتل 26 شخصا. واتهمت الهند جارتها باكستان بالضلوع في الهجوم، وقالت إن اثنين من المهاجمين الثلاثة المشتبه بهم يحملان الجنسية الباكستانية. ونفت إسلام اباد هذا الاتهام، لكنها قالت إنها على أتم الاستعداد للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم، مما أثار دعوات من قوى عالمية لخفض التصعيد. وأجرت باكستان تجربتين صاروخيتين في غضون ثلاثة أيام وكشفت الهند عن خطط لتدريبات للدفاع المدني في عدة ولايات اليوم الثلاثاء تتضمن إطلاق صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية وكذلك خططا للإخلاء. وباكستان حاليا عضو غير دائم في مجلس الأمن. والهند ليست عضوا لكن نيودلهي أجرت محادثات مع الدول الأعضاء قبل اجتماع أمس الاثنين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store