١٤-٠٦-٢٠٢٥
التسرب الاشعاعي.. متى يشكّل قصف مفاعل إيران النووي خطراً على العراق
شفق نيوز/ اتخذت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والاشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق عدداً من الإجراءات الاحترازية اثر هجوم اسرائيلي على مفاعل نطنز النووي في ايران.
ويؤكد المتحدث باسم الهيئة الوطنية للرقابة النووية والاشعاعية والكيميائية والبيولوجية، أن "غرفة الطوارئ النووية والإشعاعية في الهيئة الوطنية والإنذار المبكر، استنفرت منذ بدء الأحداث جهود كوادرها لمراقبة الأحداث عن كثب".
ويضيف أحمد خضير، لوكالة شفق نيوز، انه "لم يتم حتى الآن تسجيل حالة تسريب اشعاعي، وان القراءات الاشعاعية حتى الآن هي ضمن المحددات الطبيعية".
ويشير إلى أن "الهيئة تتواصل مع جميع المؤسسات العسكرية والأمنية والوزارات ذات العلاقة"، منوها، ان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت خلال اتصالها مع مع الهيئة الوطنية عدم وجود تسرب اشعاعي من المنشآت الإيرانية التي تعرضت للهجوم الاسرائيلي".
ووفق خبراء، فإن التلوث النووي يحدث بسبب الأنشطة البشرية والحوادث، ويشمل مجموعة متنوعة من المصادر مثل محطات الطاقة النووية و تجارب الأسلحة النووية، واستخدام المواد المشعة في الصناعة والطب.
ويؤدي التعرض للإشعاع النووي إلى عدد من المشاكل الصحية، منها زيادة خطر الإصابة بالسرطان، والعيوب الخلقية والإصابات المزمنة الأخرى .
وكانت الهيئة الوطنية للرقابة النووية و الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية العراقية اكدت مساء الجمعة في بيان، عدم رصد أي مؤشرات على تسرب إشعاعي بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مواقع نووية في إيران.
وتقول الخبيرة في مجال التلوث البيئي إقبال ليث في تصريح خاص إن "التلوث الاشعاعي لايقف عند حدود جغرافية معينة بل تنقله الرياح بحسب اتجاهاتها"، مشيرة، إلى أنه "في حال وجود تسرب من المنشات النووية الايرانية فان محافظات العراق الجنوبية كالبصرة وميسان وذي قار تتأثر بالإشعاع إن كانت الرياح جنوبية غربية، فضلاً عن دول مجاورة اخرى مثل الكويت".
وتضيف، أن "اليورانيوم المنضب هو عبارة عن غبار ينتشر في الهواء ويسقط على الأشجار والمياه السطحية وعلى التربة".
وتلفت اقبال، الى ان "سقوط المواد المشعة في التربة يشكل تهديداً خطيراً، لأن التربة تعد من اكثر تعقيدات النظام البيئي، وان تعرضها لمواد مشعة لفترات طويلة ويتسبب بامراض سرطانية وتشوهات خلقية ويؤدي الى العقم، فيما يدفع سقوطه على المحاصيل الزراعية إلى عدم تناول تلك المحاصيل".
وتوضح، أن "الأشجار تمتص اليورانيوم المنضب حال سقوطه عليها وخاصة المحاصيل الزراعية الورقية مثل الرشاد والفجل والكرفس وغيرها".
وشددت على أن "انتشار الملوثات والمواد المشعة مرهون بسرعة الرياح واتجاهها"، داعية في الوقت نفسه إلى "وقف استيراد المواد الغذائية من الجارة ايران حاليا كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة المواطنين".
وكانت اسرائيل استهدفت في قصفها هذا اليوم مفاعل نطنز النووي، وهو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران ، وهو مصمم لاستيعاب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي.
ووفق مصادر رسمية ايرانية تعرض مفاعل نطنز منذ عام 2010 لسلسلة هجمات اسرائيلية حسب مصادر رسمية ايرانية.
ودفعت الضربة الاسرائيلية للمفاعل النووي الايراني استنفار الجهود لمواجهة أي خطر يتعلق بالتلوث.
ووفق مصدر في مركز الرصد الإشعاعي التابع لوزارة البيئة "تم نشر الكوادر المختصة خوفاً من تسرب مواد مشعة اليورانيوم الى المدن العراقية".
وأكد مصدر مسؤول في المركز طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة شفق نيوز، ان "الاتصالات جارية مع دول الجوار ومع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمتابعة موضوع تسرب اليورانيوم والمواد المشعة".
ويضيف، ان "تسرب المواد المشعة من المنشآت النووية لا يكون إلا إذا كانت المنشأة تعمل، فإذا حصل القصف فستكون غيمة في السماء ويحدث التلوث وان كانت مطفأة فلن يكون هناك أي تسرب".
ويؤكد المصدر "وجود عدد من العوامل الرئيسية التي تساعد على انتشار التلوث النووي"،لافتا الى ان ذلك "يرتبط بسرعة الرياح واتجاهها، وان الرياح هي التي تحدد كميات التلوث وشدتها ومواقعها".
ويعد خبراء أمنيون الهجوم على المفاعل النووي الايراني سابقة خطيرة لاتقتصر تداعياتها على المنطقة وحسب، بل تشمل العالم بأسره، خاصة اذا شمل رد طهران العسكري المفاعل الإسرائيلية، وهو خيار يستبعده بعض الخبراء الأمنيين.
وفي هذا الصدد ينوه الخبير الأمني علي البيدر في تصريح خاص لـ شفق نيوز، ان "المفاعلات الإسرائيلية محصنة، وإن من المستبعد مهاجمتها من قبل إيران".
ويضيف ، أنه في حال "هاجمت إيران المفاعلات النووية الاسرائيلية واصابتها فإن المنطقة والعالم سيشهدان تصعيداً خطيراً و كارثة لا تحمد عقباها".
وأكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل تلوث إشعاعي داخل موقع نطنز، لكنها أشارت إلى عدم وجود تلوث في الخارج، وانه ليس هناك ما يدعو للقلق.
ويقول المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، إن أضراراً محدودة لحقت بموقع مفاعل فوردو النووي قرب مدينة قم، موضحا "نقلنا المعدات المهمة خارج محطة فوردو النووية قبل الهجوم".
كما رأى المتحدث أنه "لا يوجد قلق من تلوث نووي في محطة فوردو النووية"، مؤكدا "سنعيد تعويض الخسائر في المنشآت النووية وهي محدودة".