logo
#

أحدث الأخبار مع #الوكالةالدولية‏للطاقةالذرية

لماذا أقصى ترامب الدول الأوروبية عن محادثات ‏النووي؟ ‏
لماذا أقصى ترامب الدول الأوروبية عن محادثات ‏النووي؟ ‏

النهار

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • النهار

لماذا أقصى ترامب الدول الأوروبية عن محادثات ‏النووي؟ ‏

أقصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأوروبيين عن ‏المحادثات التي تجريها واشنطن مع طهران بهدف التوصل ‏إلى اتفاق نووي جديد. ‏ وساعد الأوروبيون الولايات المتحدة في الضغط على إيران ‏في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك في الوكالة الدولية ‏للطاقة الذرية وبفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب ‏برنامجها للصواريخ الباليستية واحتجازها مواطنين أجانب ‏ودعمها لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.‏ إلاّ أن الولايات المتحدة لم تُطلع الدول الأوروبية على ‏المحادثات النووية في عُمان قبل أن يعلنها ترامب، على الرغم ‏من أنها تحمل ورقة رابحة في احتمال إعادة فرض عقوبات ‏الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية، بحسب ما ذكر ‏ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين. ‏ ومن الواضح أن واشنطن تعمل على أن يكون اتفاقها المرتقب ‏عقده ‏مع طهران، والذي بدأ بجلسة محادثات مع الجانب ‏الإيراني في ‏العاصمة العمانية تلاها جلسة ثانية في روما، ثم جلسة ثالثة في سلطنة ‏عُمان ‏بشكل "منفرد". ‏ يرجع ذلك إلى رغبة الولايات المتحدة بفوز الشركات ‏الأميركية بالحصة الأكبر من المكاسب الاقتصادية ‏والاستثمارية داخل إيران، بعد إبرام الاتفاق الجديد، بحسب ‏المحللين. ‏ وألغى ترامب الاتفاق النووي السابق بعد أن كان الجزء الأكبر ‏من الاستثمارات والشراكات الاقتصادية في اتفاق 2015 ‏لصالح الأوروبيين، لا سيما فرنسا وألمانيا.‏ يشار الى أن الاتفاق السابق الذي عقد في مدينة لوزان ‏السويسرية عام 2015، أبرم بين إيران والولايات المتحدة ‏والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. ‏ تحوّلات إستراتيجية كبرى وعن تراجع الدور الاوروبي لصالح واشنطن، يقول الباحث ‏في الشؤون الإيرانية الدكتور خالد الحاج في حديث لـ"النهار": ‏‏"بمقارنة تاريخية بين الاتفاق النووي الذي حصل في العام ‏‏2005 والمفاوضات التي تحصل اليوم نرى أن هناك تحوّلات ‏استراتيجة كبرى تتمثل بتغيير أطراف التفاوض وتحوّل مركز ‏الثقل من تفاوض جماعي يضم القوى الأوروبية الى مفاوضات ‏شبه ثنائية بين الولايات المتحدة وإيران". ‏ ويضيف: "من الواضح وجود تراجع إذا لم نقل اختفاء للدور ‏الأوروبي في المحادثات النووية. وإذا عدنا للعام 2015 نرى أن ‏عنوان الخطة كان (الاتفاق النووي) التي هي خطة العمل ‏المشتركة بين إيران ومجموعة الـ5+1 (الولايات المتحدة ‏الأميركية، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)".‏ ويفنّد الحاج المكتسبات التي سيقارنها مع ما يحصل اليوم في ‏المفاوضات مع واشنطن، فيذكّر بأنه "بالاتفاق السابق تم ‏التوافق على أن يتم خفض مخزون اليورانيوم الإيراني من ‏‏10 آلاف كيلو غرام الى 300 كيلو غراك وأجهزة الطرد المركزي ‏الموجودة داخل المفاعل النووي والتي كان عددها 19 الفاً الى ‏الـ5060. وكان أهم أمر عدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من ‏‏3.5 وكان الجانب الايراني يقبل بوجود تفتيش دولي". ‏ ماذا ستخسر أوروبا؟ ماذا كسبت أوروبا اقتصاديا في حينها؟، يجيب الحاج: "بداية ‏وقّعت إيران صفقة ضخمة مع شركة إيرباص الأوروبية العام ‏‏2016 واشترت 118 طائرة تجاوزت قيمتها الـ25 مليون ‏دولار ". ‏ أما اليوم، فيلفت الحاج الى أن "ترامب يفرض ضمن ‏المفاوضات أن تكون الطائرات التي قد تحتاجها إيران مستقبلا ‏أو قطع الطائرات حصراً من شركة "بوينغ". ‏ ويتابع: "استثمرت أيضا شركة توتال الفرنسية حينها نحو 2 ‏مليار دولار في حقل بارس جنوب إيران. واليوم ترامب ‏يحاول إدخال الشركات الأميركية إليه. كذلك قامت آنذاك ‏ألمانيا عبر شركة سيمنز بفتح شركات في السوق الإيرانية ‏بالمليارات". ‏ ويشير الحاج الى أنه "عندما انسحب ترامب من الاتفاق ‏النووي، معظم الشركات الأوروبية التي دخلت الى السوق ‏الإيرانية انسحبت خوفاً من العقوبات الأميركية عليها، ‏وبحسب ما قيل خسرت تلك الشركات نحو 50 مليار دولار ‏بين الـ2016 الى 2018 ". ‏ ويرى أن "ترامب بذهنيته الحالية يعتبر أن هذه الأرقام الكبيرة ‏التي كانت أوروبا تحصل عليها من حق الولايات المتحدة، ‏لذلك حتى اللحظة كل المفاوضات التي تحصل هي مفاوضات ‏ثنائية الى حدٍ كبير وهناك استثناء للأوروبيين، وفعليا عندما ‏سنذهب لاتفاق سيكون الأوروبيون غير حاضرين". ‏ وبحسب الحاج، "إذا اعتبرنا أن الاقتصاد الإيراني عبارة عن ‏قالب "كيك" كانت تتقاسمه الدول الأوروبية، يريده ترامب ‏اليوم لنفسه فقط، وهناك أمر مهم وأساسي وهو أن الأوروبيين ‏سيحصلون على الفتات". ‏ طهران تُغري واشنطن ويتابع: "الإيرانيون يحاولون اليوم إغراء الأميركيين بترليون ‏دولار، والاقتصاد الإيراني بحكم العقوبات الكبيرة وبحكم ‏وجود كميات كبيرة جداً من النفط، عندما يتحرّر من العقوبات ‏سيكون هناك وفرة أموال فنحن نتكلم عن سوق هائل". ‏ ‏ ويشير الحاج الى أن "ترامب يحاول تحويل إيران الى سوق ‏إستهلاكي للمنتجات والخدمات الأميركية، وهو يريد وأيضا أن ‏تستلم الشركات الأميركية وليس الاوروبية الأمور المرتبطة ‏بالتكنولوجيا في إيران". ‏ ويشرح الحاج "من هنا نصل الى خلاصة مفادها أن دور ‏أوروبا بمثابة مراقب بلا تأثير بعد أن لعبت في العام 2015 ‏دور المهندس.. وهي متفرجة اليوم مثلثها كمثل باقي الدول".‏ انتعاش الاقتصاد العالمي ‏ ويلفت الى أنه "بأي اتفاق سيحصل اليوم بين الولايات المتحدة ‏وإيران الاقتصاد الإيراني سيمر عبر البوابة الأميركية، ونتكلم ‏هنا عن تريليونات الدولارات. لذا نحن اليوم أمام انتعاش كبير ‏سيصيب الاقتصاد الأميركي وسرعان ما سنرى تأثّر الاقتصاد ‏العالمي وليس فقط الولايات المتحدة الأميركية بهذه الصفقة، ‏لاسيما أننا نتكلم عن أرقام مالية كبيرة جدا". ‏ ويخلص الحاج الى أن "هذا الأمر سيشكّل دفعاً للحرب ‏الإقتصادية التي يخوضها ترامب ضد دول العالم. لذا يمكن ‏القول إن الولايات المتحدة هي المنتصر الأكبر، وروسيا ‏المنتصر الثاني بحكم أنها قامت بصفقة أيضا منذ مدة مع ‏إيران وهنالك بعض التقديرات ونتكلم هنا عن نصف تريليون ‏دولار (بصفقة واحدة) عدا عن المجموعات السابقة، إضافة ‏الى أن روسيا يهمها انفتاح إيران وتحسّن وضعها الاقتصادي ‏وهذا الأمر أيضا مماثل بالنسبة للصين التي ستكون رابحة لأن ‏إيران بوابتها الغربية) لم تتعرض لأي ضربة عسكرية".‏ ويضيف: "وفي الوقت عينه دول الخليج العربي وعلى رأسها ‏السعودية سيكونون من الرابحين لأننا سنشهد إستقراراً أمنياً ‏وهدوءاً سينعكس على مسألة النفط لناحية عبور السفن من ‏دون مشاكل وبنفس الوقت المشاريع التي يقوم بها ولي العهد ‏السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي ستستفيد من أي استقرار ‏أمني ليكون لديها فرصة أكبر". ‏ أوروبا الخاسر الأكبر أما الخاسر الأكبر وفقاً للحاج، "فبالتأكيد أوروبا بحكم أنها لن ‏تستفيد من الصفقة إلا بالفتات، في وقت سنرى إنعكاس مباشر ‏لهذا الإتفاق إيجاباً على اقتصاد الدول التي تحدّثنا عنها". ‏ محادثات أوروبية إيرانية مباشرة وتعتبر الدول الأوروبية بريطانيا وألمانيا وفرنسا دورها ‏أساسياً في التوصّل إلى حل، خاصة بعد أن أجرت معاً ‏مفاوضات مع إيران حول الملف النووي لفترة طويلة تعود ‏إلى عام 2003. ‏ وخلال الفترة الانتقالية التي سبقت تنصيب ترامب رسميا، ‏حاول الأوروبيون أخذ زمام المبادرة بإجراء محادثات ‏استكشافية مع إيران بدأت في أيلول/سبتمبر.‏ ومع اتخاذ واشنطن قرار عدم التنسيق مع الدول الأوروبية ‏بشأن مفاوضات‭‏‎ ‬‎أميركا مع إيران سيقلّ نفوذها في التفاوض، ‏وفقاً للمتابعين.‏

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store