logo
#

أحدث الأخبار مع #الولاءات

‏لماذا غابت 'المسطرة' الوطنية عن نقاشاتنا العامة؟
‏لماذا غابت 'المسطرة' الوطنية عن نقاشاتنا العامة؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • رؤيا نيوز

‏لماذا غابت 'المسطرة' الوطنية عن نقاشاتنا العامة؟

‏ربما تبدو نقاشاتنا العامة حول الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، خاصة فيما يتعلق بموقفنا من إيران، مفهومة في سياق تعددية الآراء، واختلاف وجهات النظر، لكن الأجدى ‏والأولى -في تقديري – أن تأخذ هذه النقاشات مسارات تتعلق بالمصالح العليا للدولة الأردنية، أقصد كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الحرب بما يجنبنا تداعياتها وأخطارها، ‏وماذا استفدنا من دروسها، وما الذي يجب أن نفعله، الآن وغداً، لبناء ‏شبكة «ردع» وطنية، في كافة المجالات، تضمن توفير ما نحتاجه من منعة وأمن واستقرار. ‏لكي تبدو الفكرة أوضح، أشير فقط إلى حالة «الإغراق» التي تعرض لها مجتمعنا، على مدى العامين المنصرفين، من خلال نقاشات حول قضايا مختلف عليها، لم تصبّ في رصيدنا الوطني، وولّدت لدينا انقسامات قد تكون خطيرة، فيما ظل «الشأن الداخلي» وأولوياته على هامش هذه النقاشات، لقد استدعى بعضنا الولاءات الدينية والقومية لإدارة النقاش العام وتوجيهه، ثم إصدار ما يلزم من أحكام ومواقف حول القضايا والنوازل التي شهدها واقعنا، فيما غابت، على الأغلب، «المسطرة» الوطنية، ومعها مصالح الدولة الأردنية. ‏الآن، حان الوقت لكي نُوجّه نقاشاتنا العامة ومجهودنا الوطني، سواء على صعيد إدارات الدولة أو قوى المجتمع المختلفة، إلى عناوين مفيدة وضرورية، تجعلنا أقرب إلى التوافق، وتساعدنا على وضع ما يلزم من خطة لمواجهة المخاطر التي تتولد كل يوم، وتلقي علينا شظاياها المتفجرة، وتفرض استحقاقاتها وأثمانها السياسية والاقتصادية والأمنية التي لا تعد ولا تحصى، ما يجب أن نفكر به في بلدنا، وسط هذه المنطقة التي تشهد أكبر انفجار تاريخي، هو البحث عن طوق نجاة. ‏كيف ننجو من هذه الحروب، ثم كيف نتحصن من الوقوع فيما وقع فيه غيرنا من أخطاء، ثم كيف نُجهز أنفسنا ونستعد لأسوأ السيناريوهات والمفاجآت القادمة؟ هذا جزء من الأسئلة الكبرى التي تزدحم بالتفاصيل، وتتغلغل في السياسة والأمن والاقتصاد، في الوعي على الذات وعلى الآخر، في التعامل مع الداخل ومع الخارج، في عمق حركة الدولة وحركة المجتمع، وكلها تحتاج إلى إجابات واضحة. ‏لا أدري إذا كنا، أقصد من يعنيهم الأمر حيثما كانوا، جاهزين لذلك، ما اعرفه، تماماً، أننا أمام منعطف تاريخي لابد أن نستنفر أمامه بكل طاقاتنا، لا وقت للتباطؤ أو الانتظار، للاعتذار أو الانسحاب، الأردن يجب أن يكون عنواناً لنقاشاتنا العامة، وعنواناً لنفيرنا العام، وعنواناً للتفكير بكل ما يمكن أن يضمن صمودنا وتماسكنا، وقدرتنا على إدارة هذه المرحلة بعقلانية وتوازن وانضباط. ‏بصراحة، لا يريد الأردن أن يكون طرفاً في هذه الحروب، ولا جزءاً من مشروعاتها، لا يستطيع -منفرداً أو بالنيابة عن العرب – أن يوقفها، أو يواجه استحقاقاتها على المنطقة، لا يمكن أن يغامر بمصالحه العليا ليحظى بتصفيق من هنا، أو يضمن عدم انتقاد من هناك، الدولة الأردنية، بتقديري، تفهم تماما ما جرى منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، تعرف خياراتها وتُقدّر إمكانياتها، استدارة الأردنيين والتفافهم حول دولتهم جزء من الوعي على الخطر، ودليل عليه، هذا -بالطبع – لا يكفي، نحن نحتاج إلى أفعال وإنجازات أكبر، وإلى وعي أعمق، وإلى حالة وطنية جديدة، تتناسب مع مخاضات المرحلة وولاداتها القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store