logo
#

أحدث الأخبار مع #اليابس

الخليج ودبلوماسية "ترامب" المالية
الخليج ودبلوماسية "ترامب" المالية

لكم

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • لكم

الخليج ودبلوماسية "ترامب" المالية

انطلقت اليوم 14-05-2025 أعمال القمة الخليجية – الأمريكية الخامسة في الرياض، بمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب و الرئيس السوري أحمد الشرع، وقادة دول مجلس التعاون الخليجى، و جدول أعمال القمة يبحث الخطوط العريضة لأمن المنطقة واستقرارها ،و الحرب الإسرائيلية على غزة وآليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما تناولت القمة الوضع الاقتصادي في المنطقة والعالم، والمفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى جهود إحلال السلام الإقليمي في ضوء التغييرات الجيوسياسية الأخيرة، بما في ذلك تراجع نفوذ ما يُعرف بـ'المحور الإيراني' في عدد من دول المنطقة.. أموال قارونية لكن جدول أعمال ترامب الواضح و الصريح دعم و إسناد الاقتصاد الأمريكي ، فالرجل إستطاع في ظرف قياسي حصد أموال قارونية ، فالرجل يدرك أن هذه المنطقة تمثل سوق مهم لإبرام صفقات السلاح الضخمة ، و مصدر لدفع الأموال الباردة و السهلة، التي تدفع في شكل استثمارات و هبات و أصول مقابل الحماية الأمريكية من الخطر الإيراني . فترامب في جولته الخليجية عينه على خزائن الخليج سيعود لبلده و في جعبته أكثر من 2 ترليون دولار !.فترامب وعائلته ومعارفه يبرمون صفقات مع دول الخليج، ظاهرها استثمار، وحقيقتها جزية مقابل حماية المناصب و المكاسب..و من لا يملك المال فوسيلة الأداء تتغير تبعا لمصلحة ' أبرهة الاشقر'، ترامب يقبل بالأخضر و اليابس يريد القواعد العسكرية والثروات الطبيعية و هي وسائل دفع تغني عن الكاش….لكن أسلوب ترامب قابل للتعديل و التكيف عندما يصطدم مع صمود وبسالة رجال اليمن و غزة ..!! فما تم الكشف عنه في هذه الجولة يذهب العقل ، فالسعودية أعلنت قبل مجيئه عن استثمارات جديدة في أمريكا بقيمة 600 مليار دولار(على امتداد أربع سنوات) و مثلها أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار..أما قطر فقد أعلنت إهدائها الرئيس الأمريكي طائرة فخمة أشبه بقصر طائر ..هذا المعلن من الزيارة لكن ما خفي منها أكبر بكثير و الصفقات التي ستبرم ستكون خيالية و استفادة الولايات المتحدة منها أكثر بكثير من استفادة الدول الخليجية … حاسبة رمادية و ما يثير الانتباه في زيارة ترامب ، و خاصة عند لقائه بالشرع ظهر في الصورة آلة حاسبة رمادية على الطاولة ، فترامب يصلح لأن يكون مصرفي أو وزير مالية أو محاسب شركة ، الرجل يتقن سياسة الحلب و حصد الأموال ، فدبلوماسيته ذات نزعة تجارية صرفة، سياسة تحكمها المصلحة و الأرقام و لا مكان للمبادئ أو الأخلاق، سياسة تحترم الأقوياء و تطحن الضعفاء .. رهان خاطئ لا نعلم على وجه التحديد من الهدف الذي تسعى إليه السعودية و حلفاءها في الخليج ، فالرئيس 'ترامب' لم يعد مرحبا به في العديد من بلدان العالم، بل إن نسبة معارضيه داخل الولايات المتحدة تتسع بالتدريج، و هناك سيناريوهات داخل مؤسسات الحكم الأمريكية لإمكانية عزله من الحكم، صعود هذا الرجل للحكم في الولايات المتحدة كان تعبيرا عن رفض السياسات القائمة في الولايات المتحدة، ولم تكن نتاجا لجاذبية الرجل أو ذكاءه السياسي، فوجوده في كرسي الحكم لمدة حوالي 100 يوم جعلته يثير زوابع سياسية ودبلوماسية في الداخل و الخارج لم يثرها معظم رؤساء الولايات المتحدة منذ نشأتها… للأسف، من عادة الحكام العرب الجري ضد تيار مصالح شعوبهم و أمتهم، فعلها العرب مع 'بوش الابن'، و كانت النتيجة تدمير العراق و تشريد شعبه، و تقوية إيران وحلفاءها، وهاهم اليوم يكررون نفس الخطأ و يعتقدون أن تحالفهم مع هذا الرجل سيخدم مصالحهم.. والواقع أنهم واهمون و يموقعون أنفسهم في المكان الخطأ.. مصلحة الخليج مصالح السعودية وغيرها من بلدان الخليج هو خلق بيئة سلمية على امتداد الإقليم العربي و الإسلامي ، مصلحة السعودية وغيرها في تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع باقي البلدان العربية والإسلامية و مكافحة الفقر و التهميش، بدلا من إنفاق ملايير الدولارات من أموال هذه الشعوب المغلوب على أمرها ، من أجل تكديس أسلحة ، نعلم جميعا أنها لن تحقق الأمن للسعودية أو لغيرها..اللهم إنها إرضاء للسيد 'ترامب' و معونة للاقتصاد و الشعب الأمريكيين… إضاعة الفرص الحكام العرب مصابون بعمى يجعلهم لا يبصرون الوقائع و الأحداث، و لا يبصرون إلا أنفسهم ولا يسمعون إلا صوتهم، و هذا من ثمرات الاستبداد والفرعونية السياسية التي حكمت الشعوب العربية منذ مطلع القرن 20الى اليوم، هناك غياب تام لمفهوم المحاسبة والتقييم، فبدلا من السعي وراء منطق العسكرة و سفك الدماء و إهلاك الحرث والنسل، ألا يصح لحكام السعودية وحلفاءها، أن يقيموا انجازاتهم في اليمن و سوريا و العراق و غزة و السودان و ليبيا..؟ ألم يتم تدمير البنية التحتية للشعب اليمني، الذي من دون شك يحب السعودية وله كامل الاستعداد للدفاع عنها، لأنها تعني في وجدانه موطن النبي محمد صل الله عليه وسلم و موطن المقدسات الإسلامية. هذا الشعب العريق الذي تم تجويعه و تشريده وكان بالإمكان تغيير واقعه المؤلم بدل الاستعلاء عليه، فلو تم رصد ربع ما تم إنفاقه من أجل التنمية و البناء بدل القتل و التدمير لتمكنت السعودية بحق من تقزيم التمدد الإيراني باليمن ، لان الشعوب تتحالف مع الأصدقاء لا مع الغزاة.. التحدي الحقيقي إن الحق يعلو و لا يعلى عليه، فلو كانت القوة العسكرية قادرة على تحقيق المكاسب و الانتصارات النهائية ، لما تمكن الشعب الجزائري المقهور من طرد فرنسا من أراضيه بعد قرن من الاستيطان وهي القوة العظمى، ولما تمكن الشعب الفيتنامي من الانتصار على الغزو الأمريكي وهي القوة التي تحمي حكام الخليج ..و لا تمكن غزة و مقاومتها الباسلة من تركيع الكيان الصهيوني و حلفائه، و لا تمكنت اليمن من فرض إتفاق لوقف إطلاق النار على أمريكا و فرضت على أبرهة الأشقر الاعتراف بشجاعة و صلابة رجال اليمن … التحدي الحقيقي الذي يواجه السعودية وحلفاءها من الخليج والعالم العربي، هو الاعتراف بالواقع البئيس الذي تمر به المنطقة، وان هذا الواقع هو نتاج للاستبداد وتغييب إرادة الشعوب، ومن تمت التخلي عن شعارات الحرب الطائفية و البحث عن القواسم المشتركة بين الشعوب و الدول و ما أكثرها .. وبدلا من إنفاق الملايير في تكديس الأسلحة وطلب الحماية الأمريكية، نتمنى تفعيل التعاون الإقليمي و احترام قواعد الجوار، و الاستفادة من الدرس الكوري الجنوبي و الياباني الذي فضل منطق التقارب مع الجار الكوري الشمالي، بدل الخضوع للنزعة العسكرية الأمريكية.. إن السعودية بما لها من قوة صلبة وناعمة، تستطيع أن تقود العالم العربي و الإسلامي، إن أعلت مصلحة شعبها و أمتها، بدلا من تدمير نفسها بالتحالف مع رئيس عنصري لا يكن للإسلام و أهله إلا الكره و الاحتقار ، فكيف للعقل أن يقبل بأن تكون السعودية حامية للإسلام وهي تستقبل أحد أكبر أعدائه..؟ و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون ..

نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية
نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية

بوابة الفجر

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • بوابة الفجر

نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية

في مثل هذا اليوم من عام 2011، فقد الوسط الفني واحدة من أبرز الفنانات اللاتي قدّمن أدوار الأم الطيبة والمرأة المصرية الأصيلة، الفنانة القديرة نادية عزت، التي رحلت عن عالمنا بعد أن تركت بصمة واضحة في عالم الدراما والسينما، وعلى الرغم من ملامحها الهادئة، فإنها استطاعت أن تجسّد أدوارًا متعددة بأداء عفوي وصدق فني جعل منها وجهًا مألوفًا في كل بيت مصري. نستعرض في السطور التالية محطات من حياتها ونشأتها، وأهم أعمالها التي خلّدت اسمها في ذاكرة الفن. نشأتها وبداية الحلم وُلدت الفنانة نادية عزت في محافظة الإسكندرية يوم 22 فبراير عام 1938، واسمها الحقيقي بثينة إبراهيم حجازي. منذ صغرها، كانت مولعة بالفن، وتعلّقت شغفًا بعالم التمثيل والمسرح، التحقت بكلية الفنون الجميلة، لكنها وجدت في التمثيل رسالتها الحقيقية، فبدأت رحلتها في الفن مبكرًا وهي في سن الثانية عشرة. البدايات الفنية المبكرة دخلت نادية عزت عالم الفن من بوابة السينما، حيث شاركت لأول مرة في فيلم "اليابس" عام 1950، وقدّمت بعدها أدوارًا ثانوية مميزة جعلتها تحجز لنفسها مكانًا بين نجمات الصف الثاني. عام 1959 كان بداية انطلاقتها الحقيقية عندما شاركت في فيلم "أحلام البنات"، ومن هنا بدأ جمهور السينما يلاحظ أداءها الطبيعي والعفوي. أعمال سينمائية تركت أثرًا شاركت نادية عزت في العديد من الأفلام السينمائية التي تنوّعت بين الدراما والكوميديا، من أبرزها: المراهقات، بقايا عذراء، المجانين في نعيم، جبروت امرأة، إنذار بالطاعة. قدّمت في تلك الأعمال شخصيات مختلفة، لكنها غالبًا ما كانت تبرع في تجسيد دور الأم أو المرأة الشعبية القوية التي تحمل هموم الحياة بصبر واحتساب. تألقها في الدراما التليفزيونية كان للتليفزيون النصيب الأكبر من شهرتها وانتشارها، حيث ظهرت في عشرات المسلسلات الناجحة التي أصبحت من علامات الدراما المصرية، منها: المال والبنون، هوانم جاردن سيتي، سارة،بوابة الحلواني، ليالي الحلمية. قدّمت نادية عزت عبر هذه الأعمال نموذجًا للأم المصرية الحنونة، وغالبًا ما ارتبط الجمهور بها من خلال هذه الأدوار التي تحمل الكثير من الواقعية والتأثر العاطفي. شخصيتها بعيدًا عن الكاميرا رغم شهرتها وانتشارها، كانت نادية عزت فنانة متواضعة تفضل الابتعاد عن الأضواء في حياتها الخاصة، لم تكن من النجمات اللواتي يفضلن الظهور الإعلامي المتكرر، ولم تُعرف تفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية أو زواجها، مما أضفى على شخصيتها هالة من الغموض والخصوصية. رحيل هادئ بعد حياة حافلة في 21 مايو 2011، أُعلن عن وفاة الفنانة نادية عزت بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 73 عامًا، كان خبر وفاتها صادمًا لمحبيها، خصوصًا أنها كانت تتمتع بحضور محبّب وتاريخ فني طويل يربطها بجمهور متنوع الأجيال، وبرحيلها، فقدت الدراما المصرية واحدة من أبرز وجوهها الإنسانية. إرث فني خالد في الذاكرة خلال مسيرتها الفنية، شاركت نادية عزت في أكثر من 150 عملًا فنيًا بين السينما والدراما والمسرح، وأثبتت أنها فنانة من طراز خاص، تمتلك موهبة حقيقية وقدرة على التأثير والتقمص، مما يجعل ذكراها باقية في قلوب جمهورها حتى اليوم.

نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية
نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية

بوابة الفجر

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • بوابة الفجر

نادية عزت في ذكرى رحيلها.. مسيرة فنية حافلة وأدوار لا تُنسى في ذاكرة الدراما المصرية

في مثل هذا اليوم من عام 2011، فقد الوسط الفني واحدة من أبرز الفنانات اللاتي قدّمن أدوار الأم الطيبة والمرأة المصرية الأصيلة، الفنانة القديرة نادية عزت، التي رحلت عن عالمنا بعد أن تركت بصمة واضحة في عالم الدراما والسينما، وعلى الرغم من ملامحها الهادئة، فإنها استطاعت أن تجسّد أدوارًا متعددة بأداء عفوي وصدق فني جعل منها وجهًا مألوفًا في كل بيت مصري. نستعرض في السطور التالية محطات من حياتها ونشأتها، وأهم أعمالها التي خلّدت اسمها في ذاكرة الفن. نشأتها وبداية الحلم وُلدت الفنانة نادية عزت في محافظة الإسكندرية يوم 22 فبراير عام 1938، واسمها الحقيقي بثينة إبراهيم حجازي. منذ صغرها، كانت مولعة بالفن، وتعلّقت شغفًا بعالم التمثيل والمسرح، التحقت بكلية الفنون الجميلة، لكنها وجدت في التمثيل رسالتها الحقيقية، فبدأت رحلتها في الفن مبكرًا وهي في سن الثانية عشرة. البدايات الفنية المبكرة دخلت نادية عزت عالم الفن من بوابة السينما، حيث شاركت لأول مرة في فيلم "اليابس" عام 1950، وقدّمت بعدها أدوارًا ثانوية مميزة جعلتها تحجز لنفسها مكانًا بين نجمات الصف الثاني. عام 1959 كان بداية انطلاقتها الحقيقية عندما شاركت في فيلم "أحلام البنات"، ومن هنا بدأ جمهور السينما يلاحظ أداءها الطبيعي والعفوي. أعمال سينمائية تركت أثرًا شاركت نادية عزت في العديد من الأفلام السينمائية التي تنوّعت بين الدراما والكوميديا، من أبرزها: المراهقات، بقايا عذراء، المجانين في نعيم، جبروت امرأة، إنذار بالطاعة. قدّمت في تلك الأعمال شخصيات مختلفة، لكنها غالبًا ما كانت تبرع في تجسيد دور الأم أو المرأة الشعبية القوية التي تحمل هموم الحياة بصبر واحتساب. تألقها في الدراما التليفزيونية كان للتليفزيون النصيب الأكبر من شهرتها وانتشارها، حيث ظهرت في عشرات المسلسلات الناجحة التي أصبحت من علامات الدراما المصرية، منها: المال والبنون، هوانم جاردن سيتي، سارة،بوابة الحلواني، ليالي الحلمية. قدّمت نادية عزت عبر هذه الأعمال نموذجًا للأم المصرية الحنونة، وغالبًا ما ارتبط الجمهور بها من خلال هذه الأدوار التي تحمل الكثير من الواقعية والتأثر العاطفي. شخصيتها بعيدًا عن الكاميرا رغم شهرتها وانتشارها، كانت نادية عزت فنانة متواضعة تفضل الابتعاد عن الأضواء في حياتها الخاصة، لم تكن من النجمات اللواتي يفضلن الظهور الإعلامي المتكرر، ولم تُعرف تفاصيل كثيرة عن حياتها الشخصية أو زواجها، مما أضفى على شخصيتها هالة من الغموض والخصوصية. رحيل هادئ بعد حياة حافلة في 21 مايو 2011، أُعلن عن وفاة الفنانة نادية عزت بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 73 عامًا، كان خبر وفاتها صادمًا لمحبيها، خصوصًا أنها كانت تتمتع بحضور محبّب وتاريخ فني طويل يربطها بجمهور متنوع الأجيال، وبرحيلها، فقدت الدراما المصرية واحدة من أبرز وجوهها الإنسانية. إرث فني خالد في الذاكرة خلال مسيرتها الفنية، شاركت نادية عزت في أكثر من 150 عملًا فنيًا بين السينما والدراما والمسرح، وأثبتت أنها فنانة من طراز خاص، تمتلك موهبة حقيقية وقدرة على التأثير والتقمص، مما يجعل ذكراها باقية في قلوب جمهورها حتى اليوم.

الفريق الركن حسين الحواتمه يكتب : ذاب الثلج و بان المرج
الفريق الركن حسين الحواتمه يكتب : ذاب الثلج و بان المرج

أخبارنا

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبارنا

الفريق الركن حسين الحواتمه يكتب : ذاب الثلج و بان المرج

أخبارنا : بقلم الفريق الركن حسين الحواتمه : كنتُ ممن تمت دعوتَهم عبر العديد من الفضائيات الخاصة لإجراء عددا من المقابلات التلفزيونية للتعليق مع وضع تحتها ثلاثة خطوط حمراء على العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وليس التحليل السياسي والعسكري الاستراتيجي حيث أعتذرت عده مرات عن اجراء تلك المقابلات لأنني اعلم علم اليقين أن لكل فضائية اجندتها الاعلامية الخاصة وتوجهاتها وسياساتها ورسائلها الخاصة المعدة مسبقا و التي تعمل على تمريرها بسياقات مختلفة فالمؤيده لحماس لن تسمح لك بالتحليل العسكري السياسي الحقيقي المبني على الحقائق والمعلومات على المستويين التكتيكي و الاستراتيجي فتجد نفسك ملزماً بتصوير المعركة و كأنها اشبه ما يكون بفيلم اكشن من الطراز الرفيع ، أما المتعاطفه مع اسرائيل التي شنّت حربا لا هوادةَ فيها دمرت الاخضر و اليابس و لم تُميّز بين محاربٍ و رضيع فتطلب منك أن يكون الاتجاه العام للحرب لصالح اسرائيل و تصوير المعركة من وجهة النظر الاسرائيلية انها حرب ضد الارهاب مع لمسات عاطفيه و خصوصا عندما تظهر صور بعض المخطوفات الاسرائيليات و أن تظهر المعركة و كأنها دراما لا ينقصها الاّ موسيقى تصويريه ، الا انني كتبت بعض المقالات بحياديه و ليس سببها أن القضيه لا تهمني بل حتى لا أخدع المشاهد العربي عبر النوع الاول من المحطات و ايضا ان لا اكون ظالما في النوع الثاني من المحطات لشعبٍ يعاني اشد انواع الالم والظلم والعدوان الهمجي على الأرض والإنسان والتي تجاوزت كل القيم والأعراف الإنسانية والاخلاقية و لا داعي أن اعود للدراما لوصفها ، و لكي أوصف ما حدث بشكل مهني مسؤول ودقيق و دون تحيز فأقول بأن تحليل المعركة يكون على مستويين الاول التكتيكي وهي مجريات المعركة و الثاني استراتيجي و هذا يخص نتيجة المعركة النهائيه مبنيا على المجريات التكتيكية و معرفة و خبرات المحلل العسكريه و الاستراتيجيه و السياسية و يفضل ان يصاحب ذلك خبرات قيادية كأن يكون تدرج بها من قائد فصيل و اقلها ان يكون عمل قائد لواء في وحدات و تشكيلات المناوره و هناك ايضا دور لمن خدم في وحدات و تشكيلات النيران و الدعم اللوجستي في مفاصل مهمه ضمن تخصصاتهم . و بالنسبة للمجريات التكتيكية فقد لاحظنا استخدام عناصر حماس لبعض الاسلحه المقاومة للدروع التقليديه و التي كان لبعضها تأثيرا محدودا لحركة الدبابات و الاليات الثقيله الاسرائيلة و منعتها من التقدم لفترات محدوده بالاضافة لضرب اهداف معظمها ضمن غلاف غزه بالصواريخ التقليدية ايضا ، الامر الذي اثر على معنويات الجنود و اربك الحياة في بعض المناطق و عززت الشرخ الموجود في المجتمع الاسرائيلي و الذي كان موجودا قبل الحرب بسبب اقتراحات حكومة نتنياهو للتعديلات المعروفه للجميع . أما على الجانب الاسرائيلي فقد اصرت القياده السياسيه في اسرائيل على تحقيق الاهداف الاستراتيجية للحرب بالرغم من فشلها ان يكون ذلك ضمن الفتره التي حددها نتنياهو و هي ثلاثة شهور ، و عدلت كثير من خططها العسكريه لمعالجة هذا الاخفاق الخطير و الذي لو لم يكن هنالك دعم خارجي لحكومة نتنياهو لتم اسقاطها و محاكمتها على فشلين الاول الاخفاق في حماية اسرائيل يوم السابع من اكتوبر و الثاني الفشل في تحقيق الاهداف الاستراتيجيه للحرب و هما القضاء على حماس و تحرير المخطوفين ، و قد يسأل البعض ان عددا من المخطوفين تم تحريرهم و الجواب انه لم يتم تحرير الا اقل من اصابع اليد الواحده اما الباقي فتم الافراج عنهم تحت ضغط العمليات العسكريه و بموجب اتفاقات لتحرير سجناء من الشعب الفلسطيني ، و لم اسمع لأغلبية المحليين و هم يتحدثون عن المستوى الاستراتيجي و هو القضاء على الخصم و فرض الشروط بحيث ان لا يشكل الخصم تهديدا للطرف المنتصر ، و للحديث عن هذا المستوى لا بد من التطرق للوضع الجيوسياسي و البيئة الاستراتيجيه على مختلف سياساتها ، فالشعب العربي الغزّي يعيش اسوأ حال يمكن ان يمر بها شعب على وجه الارض فهم بين شهيد وجريح و مشرد و حتى من كان منهم على قيد الحياة لا يجدون قوت يومهم و لا اعفي اي طرف في العالم لا يقوم بواجبه في تقديم الدعم الصحي والاغاثي والإنساني وتقديم الغذاء و السكن المناسب و حفظ كرامتهم ، و في اسرائيل فالحياة طبيعية و لنعلم ان الشرخ الذي حصل في المجتمع سببه الخوف على المخطوفين و ليس تعاطفا مع الطرف الاخر و الذين يرون فيه تهديدا مباشرا لوجودهم ومن جانب آخر تقوم ايران الان بإعادة ترتيب اوراقها و ملفاتها و بما يتناسب مع الوضع الراهن لتحقيق افضل ما يمكن الحصول عليه من الكعكة و تخلت عن حلفائها و اذرعها في المنطقة ، و تحاول تركيا التمدد للعب دورا اكثر اهمية و تحقيق مكاسب جديده ، أما بعض الدول العربية فتعيش حالة من عدم التأكد متبنيةً سياسات الانكماش و الانغلاق كنوع من حماية نفسها من تداعيات نتائج الحرب و التي اصبح التنبؤ بمجرياتها المستقبلية اشبه ما يكون ضربا من المستحيل و اعتقد ان التداعيات ستكون خطيره و قد يتغّير شكل المنطقة بكاملها و لن اتطرق لها كونها تحتاج المزيد من التحليل و الدراسة و الوقت ، و البعض الاخر من الدول العربية اما غارقاً في حروب اهلية او ظروف صعبه سياسيه و اقتصادية و عسكرية ، و أعود لبداية الحرب فقد كان غالبية الشارع العربي و المتعطش لاي نوع من الانتصار لحفظ ماء وجه الأمه العربية غير مستعد لسماع اي تحليل منطقي بل قد يصفه البعض بأنه نوع من انواع الخيانة او التبعية و أجد لهم كثير من الاعذار فالغاضب لا يمكن ان يقبل المنطق و كل من شاهد و يشاهد مايجري من قتل و دمار لا يمكن الا ان يغضب و لكن يجب ان لا تصل هذه الحالة من الغضب الى مرحلة الانتحار سياسيا و عسكريا و اقتصاديا ، و ان نفرّق بين خسارة المعركة و خسارة الحرب فما حدث هو معركة جزء من حروب امتدت من عام ١٩٤٨ و لغاية الان . و عودة لعنوان المقال فقد كشفت هذه المعركة بالرغم من بشاعتها أن الامور و القرارات يجب أن تكون بيد اصحاب القضية دون أي تأثير خارجي فما حك جلدك الأ ظفرك فالاطراف الخارجية تنسحب بهدوء من المشهد للاستفادة من النتائج و المشهد الان هو خروج الدول العربيه من منظومة الثقل الاستراتيجي تاركة لإسرائيل و ايران و تركيا المجال للتحكم بمجريات الاحداث في المنطقة و بما يصب في مصالحها ، اما القوى الدولية العظمى مشغولة بحروب اقتصادية يسودها الكثير من الانا المتضخمة ، والمطلوب الان على المستوى الأردني الوطني ان نُفَوِّت الفرصه على كل من يريد ان يمس وحدتنا الوطنيه و قوة و منعة الدولة والوقوف خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة و قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنيه الاردنية للحفاظ على المكتسبات الوطنية الشاملة ليبقى الاردن عصيا على كل المؤامرات و داعما للشعب الفلسطيني في حقه المشروع بتقرير مصيرة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. أما عربيا فحالة التشرذم ستكون بداية ابتلاع الامه العربيه سياسيا و اقتصاديا و عسكريا لا قدّر الله فلا بُد من إعادة ترتيب البيت العربي و توحيد الاهداف السياسية و الاستراتيجية التي تخدم مصالح الأمة و تحقق كل دولة أمنها و مصالحها بما يتلائم مع هذه الاهداف .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store