
الفريق الركن حسين الحواتمه يكتب : ذاب الثلج و بان المرج
أخبارنا :
بقلم الفريق الركن حسين الحواتمه :
كنتُ ممن تمت دعوتَهم عبر العديد من الفضائيات الخاصة لإجراء عددا من المقابلات التلفزيونية للتعليق مع وضع تحتها ثلاثة خطوط حمراء على
العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وليس التحليل السياسي والعسكري الاستراتيجي حيث أعتذرت عده مرات عن اجراء تلك المقابلات لأنني اعلم علم اليقين أن لكل فضائية اجندتها الاعلامية الخاصة وتوجهاتها وسياساتها ورسائلها الخاصة المعدة مسبقا و التي تعمل على تمريرها بسياقات مختلفة فالمؤيده لحماس لن تسمح لك بالتحليل العسكري السياسي الحقيقي المبني على الحقائق والمعلومات على المستويين التكتيكي و الاستراتيجي فتجد نفسك ملزماً بتصوير المعركة و كأنها اشبه ما يكون بفيلم اكشن من الطراز الرفيع ، أما المتعاطفه مع اسرائيل التي شنّت حربا لا هوادةَ فيها دمرت الاخضر و اليابس و لم تُميّز بين محاربٍ و رضيع فتطلب منك أن يكون الاتجاه العام للحرب لصالح اسرائيل و تصوير المعركة من وجهة النظر الاسرائيلية انها حرب ضد الارهاب مع لمسات عاطفيه و خصوصا عندما تظهر صور بعض المخطوفات الاسرائيليات و أن تظهر المعركة و كأنها دراما لا ينقصها الاّ موسيقى تصويريه ، الا انني كتبت بعض المقالات بحياديه و ليس سببها أن القضيه لا تهمني بل حتى لا أخدع المشاهد العربي عبر النوع الاول من المحطات و ايضا ان لا اكون ظالما في النوع الثاني من المحطات لشعبٍ يعاني اشد انواع الالم والظلم والعدوان الهمجي على الأرض والإنسان والتي تجاوزت كل القيم والأعراف الإنسانية والاخلاقية و لا داعي أن اعود للدراما لوصفها ، و لكي أوصف ما حدث بشكل مهني مسؤول ودقيق و دون تحيز فأقول بأن تحليل المعركة يكون على مستويين الاول التكتيكي وهي مجريات المعركة و الثاني استراتيجي و هذا يخص نتيجة المعركة النهائيه مبنيا على المجريات التكتيكية و معرفة و خبرات المحلل العسكريه و الاستراتيجيه و السياسية و يفضل ان يصاحب ذلك خبرات قيادية كأن يكون تدرج بها من قائد فصيل و اقلها ان يكون عمل قائد لواء في وحدات و تشكيلات المناوره و هناك ايضا دور لمن خدم في وحدات و تشكيلات النيران و الدعم اللوجستي في مفاصل مهمه ضمن تخصصاتهم . و بالنسبة للمجريات التكتيكية فقد لاحظنا استخدام عناصر حماس لبعض الاسلحه المقاومة للدروع التقليديه و التي كان لبعضها تأثيرا محدودا لحركة الدبابات و الاليات الثقيله الاسرائيلة و منعتها من التقدم لفترات محدوده بالاضافة لضرب اهداف معظمها ضمن غلاف غزه بالصواريخ التقليدية ايضا ، الامر الذي اثر على معنويات الجنود و اربك الحياة في بعض المناطق و عززت الشرخ الموجود في المجتمع الاسرائيلي و الذي كان موجودا قبل الحرب بسبب اقتراحات حكومة نتنياهو للتعديلات المعروفه للجميع .
أما على الجانب الاسرائيلي فقد اصرت القياده السياسيه في اسرائيل على تحقيق الاهداف الاستراتيجية للحرب بالرغم من فشلها ان يكون ذلك ضمن الفتره التي حددها نتنياهو و هي ثلاثة شهور ، و عدلت كثير من خططها العسكريه لمعالجة هذا الاخفاق الخطير و الذي لو لم يكن هنالك دعم خارجي لحكومة نتنياهو لتم اسقاطها و محاكمتها على فشلين الاول الاخفاق في حماية اسرائيل يوم السابع من اكتوبر و الثاني الفشل في تحقيق الاهداف الاستراتيجيه للحرب و هما القضاء على حماس و تحرير المخطوفين ، و قد يسأل البعض ان عددا من المخطوفين تم تحريرهم و الجواب انه لم يتم تحرير الا اقل من اصابع اليد الواحده اما الباقي فتم الافراج عنهم تحت ضغط العمليات العسكريه و بموجب اتفاقات لتحرير سجناء من الشعب الفلسطيني ، و لم اسمع لأغلبية المحليين و هم يتحدثون عن المستوى الاستراتيجي و هو القضاء على الخصم و فرض الشروط بحيث ان لا يشكل الخصم تهديدا للطرف المنتصر ، و للحديث عن هذا المستوى لا بد من التطرق للوضع الجيوسياسي و البيئة الاستراتيجيه على مختلف سياساتها ، فالشعب العربي الغزّي يعيش اسوأ حال يمكن ان يمر بها شعب على وجه الارض فهم بين شهيد وجريح و مشرد و حتى من كان منهم على قيد الحياة لا يجدون قوت يومهم
و لا اعفي اي طرف في العالم لا يقوم بواجبه في تقديم الدعم الصحي والاغاثي والإنساني وتقديم الغذاء و السكن المناسب و حفظ كرامتهم ، و في اسرائيل فالحياة طبيعية و لنعلم ان الشرخ الذي حصل في المجتمع سببه الخوف على المخطوفين و ليس تعاطفا مع الطرف الاخر و الذين يرون فيه تهديدا مباشرا لوجودهم
ومن جانب آخر تقوم ايران الان بإعادة ترتيب اوراقها و ملفاتها و بما يتناسب مع الوضع الراهن لتحقيق افضل ما يمكن الحصول عليه من الكعكة و تخلت عن حلفائها و اذرعها في المنطقة ، و تحاول تركيا التمدد للعب دورا اكثر اهمية و تحقيق مكاسب جديده ، أما بعض الدول العربية فتعيش حالة من عدم التأكد متبنيةً سياسات الانكماش و الانغلاق كنوع من حماية نفسها من تداعيات نتائج الحرب و التي اصبح التنبؤ بمجرياتها المستقبلية اشبه ما يكون ضربا من المستحيل و اعتقد ان التداعيات ستكون خطيره و قد يتغّير شكل المنطقة بكاملها و لن اتطرق لها كونها تحتاج المزيد من التحليل و الدراسة و الوقت ، و البعض الاخر من الدول العربية اما غارقاً في حروب اهلية او ظروف صعبه سياسيه و اقتصادية و عسكرية ، و أعود لبداية الحرب فقد كان غالبية الشارع العربي و المتعطش لاي نوع من الانتصار لحفظ ماء وجه الأمه العربية غير مستعد لسماع اي تحليل منطقي بل قد يصفه البعض بأنه نوع من انواع الخيانة او التبعية و أجد لهم كثير من الاعذار فالغاضب لا يمكن ان يقبل المنطق و كل من شاهد و يشاهد مايجري من قتل و دمار لا يمكن الا ان يغضب و لكن يجب ان لا تصل هذه الحالة من الغضب الى مرحلة الانتحار سياسيا و عسكريا و اقتصاديا ، و ان نفرّق بين خسارة المعركة و خسارة الحرب فما حدث هو معركة جزء من حروب امتدت من عام ١٩٤٨ و لغاية الان . و عودة لعنوان المقال فقد كشفت هذه المعركة بالرغم من بشاعتها أن الامور و القرارات يجب أن تكون بيد اصحاب القضية دون أي تأثير خارجي فما حك جلدك الأ ظفرك فالاطراف الخارجية تنسحب بهدوء من المشهد للاستفادة من النتائج و المشهد الان هو خروج الدول العربيه من منظومة الثقل الاستراتيجي تاركة لإسرائيل و ايران و تركيا المجال للتحكم بمجريات الاحداث في المنطقة و بما يصب في مصالحها ، اما القوى الدولية العظمى مشغولة بحروب اقتصادية يسودها الكثير من الانا المتضخمة ،
والمطلوب الان على المستوى الأردني الوطني ان نُفَوِّت الفرصه على كل من يريد ان يمس وحدتنا الوطنيه و قوة و منعة الدولة والوقوف خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة و قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنيه الاردنية للحفاظ على المكتسبات الوطنية الشاملة ليبقى الاردن عصيا على كل المؤامرات و داعما للشعب الفلسطيني في حقه المشروع بتقرير مصيرة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أما عربيا فحالة التشرذم ستكون بداية ابتلاع الامه العربيه سياسيا و اقتصاديا و عسكريا لا قدّر الله فلا بُد من إعادة ترتيب البيت العربي و توحيد الاهداف السياسية و الاستراتيجية التي تخدم مصالح الأمة و تحقق كل دولة أمنها و مصالحها بما يتلائم مع هذه الاهداف .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 8 ساعات
- جفرا نيوز
تفاصيل جديدة عن اغتيال محمد السنوار وقيادي آخر بارز
جفرا نيوز - كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء أمس الجمعة عن تفاصيل جديدة بشأن اغتيال محمد السنوار، القائد البارز في حركة حماس وشقيق يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل سابقًا وأُعلن عن الخبر بعد وقف إطلاق النار لتبادل الأسرى في مراحل لم ترى النور بعد انتهاء الأولى منها بسبب نقضها من قبل " النتن ياهو " وخوفه على حكومته بعد تهديد سموتريتش بالاستقالة. ووفقًا للتقرير، فقد لجأ محمد السنوار طوال فترة الحرب إلى استراتيجية تعتمد على إحاطة نفسه بـ"حزام من الأسرى" كدرع بشري لمنع محاولات اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي. اعتمد قادة حماس، بحسب التقرير، على "استخدام الأسرى كوسيلة ردع فعّالة تمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات اغتيال، نظرًا للحساسية المفرطة تجاه حياة الأسرى. محمد السنوار اتبع نفس التكتيك بعد استشهاد شقيقه، وكان تحركه محدودًا ولا يُعرف عنه سوى القليل". "الفرصة النادرة" كما يصف التقرير جاءت عندما التقى السنوار في اجتماع مغلق مع القيادي في حماس محمد شبانة، وبعض كبار المقاتلين، دون وجود أسرى إسرائيليين في المكان. جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تلقى إشارة تؤكد غياب أي أسرى، مما اعتُبر لحظة استثنائية لشن الهجوم، وفق تقرير القناة العبرية. وزعم مصدر أمني إسرائيلي: "إذا وُجد حتى احتمال بنسبة 1% لوجود أسرى في المكان – لا تتم الموافقة على العملية ولو كانت نتائجها تحييد شخصيات قيادية بارزة في حماس. وعقب التأكيد الاستخباراتي، انطلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي باتجاه الهدف: مجمع تحت الأرض قرب مستشفى الأوروبي في غزة، حيث كان يتواجد السنوار وشبانة. تم قصف الموقع وكل مداخله ومخارجه لمنع أي محاولة خروج. كل من حاول الوصول للمكان لإنقاذ مصابين أو إخراج جثامين تعرض لهجوم إضافي، بحسب التقرير.

سرايا الإخبارية
منذ 8 ساعات
- سرايا الإخبارية
أحمد علي يكتب: سرق تريليونات العرب .. وغزة تموت جوعاً
بقلم : - ابو النحس المتشائل - لم يعد ولم يبقى شيء يخيفه أو يخشاه ،سيحكم العالم اربع فترات ،جمع المال لأمريكا وللشعب الامريكي ، بأكثر من وسيلة وطريقة كرئيس يحمل عقلية التاجر ، ويلعب على حبل جائزة نوبل ، ويحقيق مصالح بلاده ، فأعاد فتح البحر الاحمر والعربي أمام سفن وتجارة العالم ، عدا سفن وبوارج العدو ، وخفف بذلك تكاليف الشحن وانعكاساته على دول العالم وبالتالي على أسعار السلع والبضائع وعلى المواطن بالضرورة ، في كل أرجاء العالم ،وبذلك جنب بلاده بهذا الاتفاق حرب خاسرة * مع الحوثيين ، واستثنى طفله المدلل نتن ياهو من هذا الاتفاق ،بكل تحد وعدم اكتراث،*مفضلا تحقيق مصالح بلاده ويعمل على إنهاء الصراع مع إيران التي يمكن أن تؤذيه وبلاده في أي حرب قادمة بينهما ،وبذلك حطم كل طموحات النتن الإجرامية تجاه إيران، ورفع من قدر المقاومة في غزة بأن فاوضها كند من خلال قطر ومصر ، لإطلاق سراح الاسير مزدوج الجنسية الأمريكية الاسرائيليه ،عيدان الكسندر ودون علم ومعرفة النتن ،مقابل أمور كثيرة لم تظهر بشكل كامل بعد، لصالح الغزيين كفتح المعابر وتوريد الغذاء والدواء وأمور أخرى وبذلك تجاوز كل الخطوط والمحرمات ، وذلك يعني اعترافا صريح وغير مباشر بالمقاومة في غزة ، ويقال إن الخبر المفاجئه هو خفض أسعار الدواء في امريكيا،*بنسبة تترواح بين 80/30% ويعتبر مختصون ان هذه الخطوة من أهم القرارات بتاريخ امريكيا ،*كل هذه الخطوات توكد أنه يعمل لصالح بلاده ومواطنيه أكثر مما يعمل من منطلقات وسياسات صهيونية وخطط نتن ياهو، انه يتطلع إلى بلاده من منظار دولي شامل، فخرج باتفاقيات مع الصين ترضي *سياساته الاقتصادية والتجارية والمصالح الامريكية، وها هو من ناحية أخرى *سينهي الحرب بين اكرانيا وروسيا ،واستحوذ على المعادن النادرة من اكرانيا بدل الدعم الذي قدمته امريكيا لأوكرانيا منذ بداية الحرب ،، واوقف الحرب بين حلفاءه الهند وباكستان، كل ذلك وعينه على جائزة نوبل ،ولسان حاله يقول ليذهب نتن ياهو إلى الجحيم، فقضايا امريكا الاستراتيجية تتعدى وتتفوق على خطط اسرائيل ونتن ياهو في غزة*والمنطقة بشكل عام، لكن المشكلة الأكبر للشعب العربي ,يبقى العدو وايضا لكل شعوب العالم التي تتوق للتحرر الانعتاق


خبرني
منذ 9 ساعات
- خبرني
التفكير المزدوج للعناني
خبرني - قادتني الصدفة قبل أيام لقراءة مقال للدكتور جواد العناني حمل عنوان" متى تسقط إسرائيل"؟ نشرها موقع العربي الجديد بعد طوفان الأقصى بشهر. مناسبة استحضار مضامين المقال، هو ما وجدته من تناقض بين ما جاء فيه من تحليلات وإستدلالات تاريخية عن الإحتلال وعقيدة وجوده، وبين ما أدلى به الدكتور جواد قبل يومين لقناة اسرائيلية يشرف نتنياهو على خطها التحريري. مُستخلصًا العناني في مقاله، حتمية زوال إسرائيل في حين أُتخمت مقابلته_ وبما حَملته من تأويلات تشوه الواقع _ بالدعوات للجار بالآمان وبسلام دافئ يغنيه عن تقلبات السياسة وحاجة السؤال . لقد أسقط الوزير المعتق الجالس على كرسي الإعتراف من حساباته وهو يحشو ذهن المشاهد برغباته الشخصية ومتضرعا إلى لله أن "يكون الجار في حالة آمنة" سعي هذا الكيان اللقيط إلى إلحاق الضرر بمصالح الجار وبسيادته ووصايته. هذا بعد أن قفز (الجواد) عن حرب إبادة لا تُبقي ولا تَذر. وبعيداً عن اختزال عامل المصلحة التي تظل دوماً حاضرة في تبني مثل هذه المواقف، أشار العناني في مقالته "متى تسقط إسرائيل" والمؤرخة بتاريخ 2 نوفمبر 2023 إلى أن إسرائيل في طريقها إلى الزوال، والسؤال ليس: "هل بل متى؟" متوقعا خروج شباب عرب وفلسطينيون يجسرون كل فجوات السلاح والتكنولوجيا والعلم والدعاية والإعلام. ولم يبق أمام إسرائيل إلا مصير واحد قصر الزمان عليه أم طال. وأن معركة " طوفان الأقصى" قد أكسبت القضية الفلسطينية زخماً واهتماماً أضاع كل الجهود الإسرائيلية للتمويه على وجودها وأهميتها. وبغض النظر عن نتائج هذه المعركة في غزة، وليست الحرب كما يدعي نتنياهو وزمرته، إلا أنها قد دقت عدداً من الأسافين التي تضع " عقيدة بن غوريون" الأمنية في مأزق حرج تجعلها فاقدة لكثير من مكوناتها، ويظهر من الدلائل التاريخية أن إسرائيل قد وصلت إلى ذروتها، وأن ليس أمامها إلا التراجع. وتساءل في المقالة "هل أثبتت معركة طوفان الأقصى" وامتداداتها أن إسرائيل باتت تقترب بسرعة أكثر من نهايتها ككيان؟ وقد يبدو السؤال في ظل ما نراه من وحشية وبربرية ونية واضحة للتطهير العرقي في غزة أن هذا السؤال يبدو ضرباً من الخيال وهروباً من الواقع، ولكنني أرى غير ذلك...الخ" . حقيقة ما يدعو للصدمة هو حجم التناقض ما بين مضامين المقالة، ومفردات اللقاء لدرجة الإصابة بالفصام اللحظي لعدم فهم مسوغات حديث الدكتور جواد ل(كان) العبرية، هذه الضبابية السياسية والتقلب الفائض بالمواقف أظهر وكأن جواد في نسخة ( 2023) مختلفاً عن نسخته في ( 2025 ) . اللافت في المقابلة التلفزيونية أن المذيع كان واثقا بخط سير المقابلة لصالح بلاده، والأخطر أن ضيفه المتصالح مع ذاته وإن حاول أن يضفي موضوعية على حديثه سمَن إسرائيل بوصفها ضمنيًا بدولة صديقة تستحق الحياة والسلام، لا بد من الإرتماء بإحضناها خدمة لمصالح الشعوب. قد يكون مفهوماً موقف العناني لو أنه رجل طارئ على البيئة السياسية، ولم يكن في مطبخ القرار الأردني لفترات طويلة، لكن غير المفهوم لماذا أطلق العناني، والذي يعتبر من أذكى مسؤولي الدولة الأردنية في المرحلة الماضية العنان لمخياله، حيث ظهر وكأنه يتحدث بلسان الإسرائيلي الذي يبحث عن الإنعتاق من نار الحرب، وليس بلسان الأردني الخائف على وطنه، والفلسطيني الذي شرد من وطنه، مقدماً نصائح ينقصها حسن التوقيت واستيعاب الواقع وكرامة الأوطان . معالي الوزير، هناك تساؤولات مستحثة ينتظر الرأي العام توضيحها حتى لا تتآكل ثقة الأردنيين بمن يصنعوا سياساتهم الوطنية .