
التفكير المزدوج للعناني
خبرني - قادتني الصدفة قبل أيام لقراءة مقال للدكتور جواد العناني حمل عنوان" متى تسقط إسرائيل"؟ نشرها موقع العربي الجديد بعد طوفان الأقصى بشهر.
مناسبة استحضار مضامين المقال، هو ما وجدته من تناقض بين ما جاء فيه من تحليلات وإستدلالات تاريخية عن الإحتلال وعقيدة وجوده، وبين ما أدلى به الدكتور جواد قبل يومين لقناة اسرائيلية يشرف نتنياهو على خطها التحريري. مُستخلصًا العناني في مقاله، حتمية زوال إسرائيل في حين أُتخمت مقابلته_ وبما حَملته من تأويلات تشوه الواقع _ بالدعوات للجار بالآمان وبسلام دافئ يغنيه عن تقلبات السياسة وحاجة السؤال .
لقد أسقط الوزير المعتق الجالس على كرسي الإعتراف من حساباته وهو يحشو ذهن المشاهد برغباته الشخصية ومتضرعا إلى لله أن "يكون الجار في حالة آمنة" سعي هذا الكيان اللقيط إلى إلحاق الضرر بمصالح الجار وبسيادته ووصايته. هذا بعد أن قفز (الجواد) عن حرب إبادة لا تُبقي ولا تَذر.
وبعيداً عن اختزال عامل المصلحة التي تظل دوماً حاضرة في تبني مثل هذه المواقف، أشار العناني في مقالته "متى تسقط إسرائيل" والمؤرخة بتاريخ 2 نوفمبر 2023 إلى أن إسرائيل في طريقها إلى الزوال، والسؤال ليس: "هل بل متى؟" متوقعا خروج شباب عرب وفلسطينيون يجسرون كل فجوات السلاح والتكنولوجيا والعلم والدعاية والإعلام. ولم يبق أمام إسرائيل إلا مصير واحد قصر الزمان عليه أم طال.
وأن معركة " طوفان الأقصى" قد أكسبت القضية الفلسطينية زخماً واهتماماً أضاع كل الجهود الإسرائيلية للتمويه على وجودها وأهميتها. وبغض النظر عن نتائج هذه المعركة في غزة، وليست الحرب كما يدعي نتنياهو وزمرته، إلا أنها قد دقت عدداً من الأسافين التي تضع " عقيدة بن غوريون" الأمنية في مأزق حرج تجعلها فاقدة لكثير من مكوناتها، ويظهر من الدلائل التاريخية أن إسرائيل قد وصلت إلى ذروتها، وأن ليس أمامها إلا التراجع.
وتساءل في المقالة "هل أثبتت معركة طوفان الأقصى" وامتداداتها أن إسرائيل باتت تقترب بسرعة أكثر من نهايتها ككيان؟ وقد يبدو السؤال في ظل ما نراه من وحشية وبربرية ونية واضحة للتطهير العرقي في غزة أن هذا السؤال يبدو ضرباً من الخيال وهروباً من الواقع، ولكنني أرى غير ذلك...الخ" .
حقيقة ما يدعو للصدمة هو حجم التناقض ما بين مضامين المقالة، ومفردات اللقاء لدرجة الإصابة بالفصام اللحظي لعدم فهم مسوغات حديث الدكتور جواد ل(كان) العبرية، هذه الضبابية السياسية والتقلب الفائض بالمواقف أظهر وكأن جواد في نسخة ( 2023) مختلفاً عن نسخته في ( 2025 ) .
اللافت في المقابلة التلفزيونية أن المذيع كان واثقا بخط سير المقابلة لصالح بلاده، والأخطر أن ضيفه المتصالح مع ذاته وإن حاول أن يضفي موضوعية على حديثه سمَن إسرائيل بوصفها ضمنيًا بدولة صديقة تستحق الحياة والسلام، لا بد من الإرتماء بإحضناها خدمة لمصالح الشعوب.
قد يكون مفهوماً موقف العناني لو أنه رجل طارئ على البيئة السياسية، ولم يكن في مطبخ القرار الأردني لفترات طويلة، لكن غير المفهوم لماذا أطلق العناني، والذي يعتبر من أذكى مسؤولي الدولة الأردنية في المرحلة الماضية العنان لمخياله، حيث ظهر وكأنه يتحدث بلسان الإسرائيلي الذي يبحث عن الإنعتاق من نار الحرب، وليس بلسان الأردني الخائف على وطنه، والفلسطيني الذي شرد من وطنه، مقدماً نصائح ينقصها حسن التوقيت واستيعاب الواقع وكرامة الأوطان .
معالي الوزير، هناك تساؤولات مستحثة ينتظر الرأي العام توضيحها حتى لا تتآكل ثقة الأردنيين بمن يصنعوا سياساتهم الوطنية .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ ساعة واحدة
- السوسنة
استقلال الأردن : مسيرة شعب وقيادة نفاخر بها العالم
الأستاذة الدكتورة أماني غازي جرارفي الخامس والعشرين من أيار، تتوشّح قلوب الأردنيين بالفخر والاعتزاز، وهم يحتفلون بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال وطنهم العزيز، ذلك الاستقلال الذي لم يكن مجرّد تحرر من الانتداب فحسب، بل لحظة مفصلية أسست لهوية وطنية مستقلة، ونهجٍ راسخ في البناء والنهضة والكرامة. إنها مناسبة تتجاوز الطقوس الرسمية، لتلامس وجدان الأردنيين في كل بيت وقرية ومدينة، مجسدةً حبًا عميقًا لوطنٍ صمد وصنع من موارده المحدودة إنجازات لا تحدّها حدود.لقد كان للهاشميين الدور الأبرز والأكثر أثرا في مسيرة بناء الدولة الأردنية الحديثة، حيث شكّل الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، طيب الله ثراه، حجر الأساس لمشروع وطني قائم على قيم الانتماء والعروبة والعدالة. وسار على نهجه أبناؤه الملوك الهواشم الذين توالوا على حمل الراية، متعهدين بصون الاستقلال وتعزيز أركان الدولة بكل إخلاص وتفانٍ. فقد كانت مدرسة الحكم الهاشمي مدرسة واقعية وعقلانية، قائمة على التوازن بين الثوابت الوطنية والانفتاح على العالم، مما أكسب الأردن احترامًا إقليميًا ودوليًا متصاعدًا.وفي قلب هذه المسيرة المظفّرة، يبرز دور جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، قائدًا هاشميًا استثنائيًا حمل همّ الاستقلال في قلبه، لا كمجرد ذكرى بل كمشروع مستدام يتجدد مع كل تحدٍّ ومرحلة. فمنذ اعتلائه العرش، وجلالته يرسّخ مفاهيم السيادة الوطنية القائمة على الإرادة الحرة والقرار المستقل، ويقود الأردن في مسار دبلوماسي حيوي يدافع عن المصالح الوطنية والقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.ولم يتوقف جلالته عند ترسيخ استقلال القرار السياسي فحسب، بل جعل من الاستقلال الاقتصادي والتنموي أولوية قصوى، فشهد الأردن في عهده إطلاق العديد من المبادرات الاقتصادية والمشروعات الاستراتيجية، من الطاقة والبنية التحتية إلى التحول الرقمي، رغم ما يحيط بالمنطقة من اضطرابات. كما أسهم في تمكين الشباب وتعزيز المشاركة السياسية، بما يعزز نهج الديمقراطية القائم على الحوار البناء.أما في مجال الأمن والاستقرار، فقد كرّس الملك عبدالله الثاني مكانة الأردن كأنموذج في الاعتدال والصلابة، فواجه الإرهاب بحزم وفكر متزن، ونجح في الحفاظ على استقرار المملكة وسط محيط إقليمي ملتهب، مؤكدًا أن أمن الوطن واستقلاله هما مسؤولية الجميع، قيادة وشعبًا.إن احتفالنا اليوم بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال الأردن هو مناسبة نجدد فيها العهد لوطنٍ نعتز بانتمائنا إليه، ولقائد نفاخر العالم بقيادته. إنها لحظة تأمل في مسيرة طويلة من البذل والبناء، سطّرها الهاشميون بحكمة ووفاء، ويمضي فيها الأردنيون اليوم خلف جلالة الملك عبدالله الثاني بثقة وإيمان، صوب مستقبل مشرق نفخر فيه جميعا ،ونحيى فيه معنى الكرامة والاستقلال. وكلنا دعاء لله أن يحفظ هذا الوطن العزيز بقيادته الحكيمة وشعبه العظيم.

سرايا الإخبارية
منذ 6 ساعات
- سرايا الإخبارية
أحمد علي يكتب: سرق تريليونات العرب .. وغزة تموت جوعاً
بقلم : - ابو النحس المتشائل - لم يعد ولم يبقى شيء يخيفه أو يخشاه ،سيحكم العالم اربع فترات ،جمع المال لأمريكا وللشعب الامريكي ، بأكثر من وسيلة وطريقة كرئيس يحمل عقلية التاجر ، ويلعب على حبل جائزة نوبل ، ويحقيق مصالح بلاده ، فأعاد فتح البحر الاحمر والعربي أمام سفن وتجارة العالم ، عدا سفن وبوارج العدو ، وخفف بذلك تكاليف الشحن وانعكاساته على دول العالم وبالتالي على أسعار السلع والبضائع وعلى المواطن بالضرورة ، في كل أرجاء العالم ،وبذلك جنب بلاده بهذا الاتفاق حرب خاسرة * مع الحوثيين ، واستثنى طفله المدلل نتن ياهو من هذا الاتفاق ،بكل تحد وعدم اكتراث،*مفضلا تحقيق مصالح بلاده ويعمل على إنهاء الصراع مع إيران التي يمكن أن تؤذيه وبلاده في أي حرب قادمة بينهما ،وبذلك حطم كل طموحات النتن الإجرامية تجاه إيران، ورفع من قدر المقاومة في غزة بأن فاوضها كند من خلال قطر ومصر ، لإطلاق سراح الاسير مزدوج الجنسية الأمريكية الاسرائيليه ،عيدان الكسندر ودون علم ومعرفة النتن ،مقابل أمور كثيرة لم تظهر بشكل كامل بعد، لصالح الغزيين كفتح المعابر وتوريد الغذاء والدواء وأمور أخرى وبذلك تجاوز كل الخطوط والمحرمات ، وذلك يعني اعترافا صريح وغير مباشر بالمقاومة في غزة ، ويقال إن الخبر المفاجئه هو خفض أسعار الدواء في امريكيا،*بنسبة تترواح بين 80/30% ويعتبر مختصون ان هذه الخطوة من أهم القرارات بتاريخ امريكيا ،*كل هذه الخطوات توكد أنه يعمل لصالح بلاده ومواطنيه أكثر مما يعمل من منطلقات وسياسات صهيونية وخطط نتن ياهو، انه يتطلع إلى بلاده من منظار دولي شامل، فخرج باتفاقيات مع الصين ترضي *سياساته الاقتصادية والتجارية والمصالح الامريكية، وها هو من ناحية أخرى *سينهي الحرب بين اكرانيا وروسيا ،واستحوذ على المعادن النادرة من اكرانيا بدل الدعم الذي قدمته امريكيا لأوكرانيا منذ بداية الحرب ،، واوقف الحرب بين حلفاءه الهند وباكستان، كل ذلك وعينه على جائزة نوبل ،ولسان حاله يقول ليذهب نتن ياهو إلى الجحيم، فقضايا امريكا الاستراتيجية تتعدى وتتفوق على خطط اسرائيل ونتن ياهو في غزة*والمنطقة بشكل عام، لكن المشكلة الأكبر للشعب العربي ,يبقى العدو وايضا لكل شعوب العالم التي تتوق للتحرر الانعتاق


خبرني
منذ 7 ساعات
- خبرني
التفكير المزدوج للعناني
خبرني - قادتني الصدفة قبل أيام لقراءة مقال للدكتور جواد العناني حمل عنوان" متى تسقط إسرائيل"؟ نشرها موقع العربي الجديد بعد طوفان الأقصى بشهر. مناسبة استحضار مضامين المقال، هو ما وجدته من تناقض بين ما جاء فيه من تحليلات وإستدلالات تاريخية عن الإحتلال وعقيدة وجوده، وبين ما أدلى به الدكتور جواد قبل يومين لقناة اسرائيلية يشرف نتنياهو على خطها التحريري. مُستخلصًا العناني في مقاله، حتمية زوال إسرائيل في حين أُتخمت مقابلته_ وبما حَملته من تأويلات تشوه الواقع _ بالدعوات للجار بالآمان وبسلام دافئ يغنيه عن تقلبات السياسة وحاجة السؤال . لقد أسقط الوزير المعتق الجالس على كرسي الإعتراف من حساباته وهو يحشو ذهن المشاهد برغباته الشخصية ومتضرعا إلى لله أن "يكون الجار في حالة آمنة" سعي هذا الكيان اللقيط إلى إلحاق الضرر بمصالح الجار وبسيادته ووصايته. هذا بعد أن قفز (الجواد) عن حرب إبادة لا تُبقي ولا تَذر. وبعيداً عن اختزال عامل المصلحة التي تظل دوماً حاضرة في تبني مثل هذه المواقف، أشار العناني في مقالته "متى تسقط إسرائيل" والمؤرخة بتاريخ 2 نوفمبر 2023 إلى أن إسرائيل في طريقها إلى الزوال، والسؤال ليس: "هل بل متى؟" متوقعا خروج شباب عرب وفلسطينيون يجسرون كل فجوات السلاح والتكنولوجيا والعلم والدعاية والإعلام. ولم يبق أمام إسرائيل إلا مصير واحد قصر الزمان عليه أم طال. وأن معركة " طوفان الأقصى" قد أكسبت القضية الفلسطينية زخماً واهتماماً أضاع كل الجهود الإسرائيلية للتمويه على وجودها وأهميتها. وبغض النظر عن نتائج هذه المعركة في غزة، وليست الحرب كما يدعي نتنياهو وزمرته، إلا أنها قد دقت عدداً من الأسافين التي تضع " عقيدة بن غوريون" الأمنية في مأزق حرج تجعلها فاقدة لكثير من مكوناتها، ويظهر من الدلائل التاريخية أن إسرائيل قد وصلت إلى ذروتها، وأن ليس أمامها إلا التراجع. وتساءل في المقالة "هل أثبتت معركة طوفان الأقصى" وامتداداتها أن إسرائيل باتت تقترب بسرعة أكثر من نهايتها ككيان؟ وقد يبدو السؤال في ظل ما نراه من وحشية وبربرية ونية واضحة للتطهير العرقي في غزة أن هذا السؤال يبدو ضرباً من الخيال وهروباً من الواقع، ولكنني أرى غير ذلك...الخ" . حقيقة ما يدعو للصدمة هو حجم التناقض ما بين مضامين المقالة، ومفردات اللقاء لدرجة الإصابة بالفصام اللحظي لعدم فهم مسوغات حديث الدكتور جواد ل(كان) العبرية، هذه الضبابية السياسية والتقلب الفائض بالمواقف أظهر وكأن جواد في نسخة ( 2023) مختلفاً عن نسخته في ( 2025 ) . اللافت في المقابلة التلفزيونية أن المذيع كان واثقا بخط سير المقابلة لصالح بلاده، والأخطر أن ضيفه المتصالح مع ذاته وإن حاول أن يضفي موضوعية على حديثه سمَن إسرائيل بوصفها ضمنيًا بدولة صديقة تستحق الحياة والسلام، لا بد من الإرتماء بإحضناها خدمة لمصالح الشعوب. قد يكون مفهوماً موقف العناني لو أنه رجل طارئ على البيئة السياسية، ولم يكن في مطبخ القرار الأردني لفترات طويلة، لكن غير المفهوم لماذا أطلق العناني، والذي يعتبر من أذكى مسؤولي الدولة الأردنية في المرحلة الماضية العنان لمخياله، حيث ظهر وكأنه يتحدث بلسان الإسرائيلي الذي يبحث عن الإنعتاق من نار الحرب، وليس بلسان الأردني الخائف على وطنه، والفلسطيني الذي شرد من وطنه، مقدماً نصائح ينقصها حسن التوقيت واستيعاب الواقع وكرامة الأوطان . معالي الوزير، هناك تساؤولات مستحثة ينتظر الرأي العام توضيحها حتى لا تتآكل ثقة الأردنيين بمن يصنعوا سياساتهم الوطنية .