logo
#

أحدث الأخبار مع #الْإِصْلَاحِ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٦)
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٦)

شبكة النبأ

timeمنذ 17 ساعات

  • منوعات
  • شبكة النبأ

عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٦)

أَخذَ (ع) كُلَّ العواملِ والأَسبابِ الموضوعيَّة عندما قدَّمَ الفُرصةَ لهُم والتي فازَ بها في نِهايةِ المطافِ من وعاها وأَحسنَ اغتنامَها، أَمَّا الذينَ عاندُوا ولم يستوعِبُوا جَوهرها أَو أَنَّهم لم يستوعِبُوا الغرضَ مِنها والهدفَ النَّهائي لعاشُوراء فإِنَّهم دفعُوا ثمَن ذلكَ غالِياً جدّاً سواءً بشَكلٍ مُباشرٍ أَو في عقبهِم، في الدُّنيا قبلَ الآخِرة... من الصَّعب جدَّاً ورُبَّما من المُستحيل إِقناع السُّلطويِّينَ الفاسدينَ بالكفِّ عن مُحاربةِ فُرصِ التَّغييرِ والإِصلاح، خاصَّةً إِذا كانُوا ممَّن يُحدِّثنا عنهُم الحُسين السِّبط (ع) ويصفهُم بقولهِ (فقَد مُلِئَت بُطونُكُم (وفي روايةٍ قلوبُكُم) مِن الحَرام) ممَّن شدَّدَ الله تعالى عليهِم العذابَ بقولهِ (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا). إِنَّ بعضهُم ممَّن استدرجهُ الله تعالى (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) لدرجةٍ أَصبحَ فيها مِصداق قولِهِ تعالى (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) لا يُمكنُ التَّأثير بمثلِ هؤلاءِ ليُغيِّرُوا ويبدِّلُوا أَبداً، فهؤُلاء ميؤُوسٌ منهُم وهُم أَنفُسهُم قد يئِسُوا حتَّى من رحمةِ الله تعالى وكأَنَّهم تيقَّنُوا من عاقبَتهِم المُخزِيةِ (وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ). فعندما ضربَ عدوَّ الله المُجرم إِبنَ ملجَم أَميرَ المُؤمنينَ (ع) في محرابِ الصَّلاةِ في مسجدِ الكوفةِ في شهرِ الله رمضانِ الكريم عام [٤٠ للهجرةِ] سأَلهُ الإِمامُ (أَبِئسَ الإِمامُ كنتُ لكَ؟!) فردَّ عليهِ اللَّعينُ؛ يا أَميرَ المُؤمنينَ (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ)؟! فقالَ لهُ الإِمامُ (ع) (صدَقتَ)!. بقيَ الصِّنفُ الثَّالث وهُم المُغفَّلُونَ الذين يُحاربُونَ فُرص الإِصلاح عن جهلٍ وعمى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) فهؤُلاء ينبغي أَن يجري العملَ عليهِم لتغييرِ قناعاتهِم وتبديلِ مواقفهِم على الأَقلِّ لتحييدهِم فذلكَ مكسبٌ للعمليَّةِ الإِصلاحيَّةِ وإِنقاذاً لهُم مِن الضَّلالةِ إِلى الهُدى ومن العَمى والجهلِ إِلى الوعي والإِدراكِ ولإِبعادهِم عن السُّلطةِ الغاشِمةِ والحيلولةِ دونَ أَن يُزيدُوا من سوادِ الطَّاغوت الذي يُقاتل بهِم الإِصلاح. وهذا هوَ بالضَّبط ما فعلهُ الحُسين السِّبط (ع) في عاشوراءَ ونهضتهِ الرِّساليَّة. فبقَولهِ (ع) في وصيَّتهِ التي تركَها عندَ أَخيهِ محمَّد بن الحنفيَّة بمدينةِ جدِّهِ المَدينة المُنوَّرة (أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي) إِنَّما دعا التوَّاقونَ للإِصلاحِ أَوَّلاً للِّحاقِ بمشرُوعهِ وهذهِ الشَّريحة التي لم تكُن قد اتَّخذَت بعدُ قرارَها النَّهائي!. ولقد أَخذَ (ع) كُلَّ العواملِ والأَسبابِ الموضوعيَّة عندما قدَّمَ الفُرصةَ لهُم والتي فازَ بها في نِهايةِ المطافِ من وعاها وأَحسنَ اغتنامَها، أَمَّا الذينَ عاندُوا ولم يستوعِبُوا جَوهرها أَو أَنَّهم لم يستوعِبُوا الغرضَ مِنها والهدفَ النَّهائي لعاشُوراء فإِنَّهم دفعُوا ثمَن ذلكَ غالِياً جدّاً سواءً بشَكلٍ مُباشرٍ أَو في عقبهِم، في الدُّنيا قبلَ الآخِرة. وتلكَ هي عاقبةُ الخائِن الذي يعِدُ ولم يفِ فيمتلئُ قلبهُ نِفاقاً كما يصفُ ذلكَ القُرآن الكرِيم (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ). ومعَ ذلكَ لم يبخَل الحُسين السِّبط (ع) بالفُرصةِ على أَحدٍ، منذُ لحظةِ قرارهِ رفض البَيعة للطَّاغيةِ يزيد وحتَّى لحظةِ استشهادهِ، فكانَ يصحرُ بموقفهِ ويجهرُ بشرحِ أَسبابِ خرُوجهِ ويدعُو النَّاس لاغتنامِ الفُرصةِ الَّتاريخيَّةِ ليكونَ حُجَّةً على الجميعِ فلا يقولَنَّ أَحدٌ غداً عندما يدفعُ فاتورةَ الخِذلانِ والعمى [لمْ أَكُن أَعلَم]!. كما أَنَّهُ (ع) منحَ الوقتَ الكافي ليُفكِّر النَّاس بالفُرصةِ لأَنَّهُ لم يشَأ أَن يَغصِبهم على شيءٍ أَو يجبرهُم على اختيارِ ما لا يرَونهُ مُناسباً حسبَ مفاهيمهِم أَو قناعاتهِم. وهذا النهجُ الذي رسمهُ القُرآن الكريم بقولهِ تعالى (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) إِلتزمَ بحذافيرهِ أَميرِ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (وقَدْ أَحْبَبْتُمُ الْبَقَاءَ ولَيْسَ لِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ!) وكذلكَ التزمَ بهِ الحُسين السِّبط (ع) فبذلَ أَوَّلاً كُلَّ جُهدهِ لرفعِ حالةِ [العَمى] عندَ الأُمَّة والتي تتسبَّب بعدمِ وعي الفُرصةَ وتضييعِها في كُلِّ مرَّةٍ، فأَعمى البصيرةَ (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) لا يمكِنكَ أَن تشرحَ لهُ الفُرصةَ مهما بذلتَ من جُهدٍ معهُ لأَنَّهُ يكونُ قافلاً على ما يراهُ ويعتقدُ بهِ، حتَّى يكونُ لسانَ حالهِ (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ* إِنْ هَٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ). إِزاء هؤُلاء ينبغي لكَ أَوَّلاً أَن تُزيحَ الغِشاوةَ عن بصيرتهِم قبلَ أَن تحدِّثهُم بالحقائقِ وتسوقَ لهُم الأَدلَّة والبَراهين، فإِذا رأَيتهُم يعوِّضُونَ جهلهُم وعماهُم بالتوسُّلِ بالشَّتائمِ والطَّعنِ بالنَّوايا والإِتِّهامات الرَّخيصة، كما أَسلفنا، والتي لم يسلَم منها حتَّى الرُّسل والأَنبياء كما في قولهِ تعالى (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) وكذلكَ ما تعرَّضَ لهُ رسولُ الله (ص) من تُهمٍ والتي ردَّها القُرآن الكريم بقولهِ (فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ) فتأَكَّد بأَنَّهم ميؤُوسٌ منهُم (وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ). وصدقَ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بوصفهِ الرَّائع لمثلِ هذهِ النَّماذج بقولهِ (ودَلِيلُهُمُ الْعَمَى)! وقولُهُ (ع) (وارْتِكَاسِهِمْ فِي الضَّلَالِ والْعَمَى)!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store