logo
#

أحدث الأخبار مع #باخموت

مخدرات لمساعدة الجنود الأوكرانيين على التعافي من الصدمات
مخدرات لمساعدة الجنود الأوكرانيين على التعافي من الصدمات

Independent عربية

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • Independent عربية

مخدرات لمساعدة الجنود الأوكرانيين على التعافي من الصدمات

كان دماغ كاتيا متورماً. أصيبت في انفجارات عديدة في ساحة المعركة حتى أصيبت بتمزق في الأقراص الغضروفية بين الفقرات في عمودها الفقري. كان هيكلها العظمي برمته ملتوياً ومشوهاً بعدما قذفت بها الانفجارات في الهواء وألقت بها أرضاً كما لو أنها دُمية لا تملك أي حيلة للدفاع عن نفسها. كانت غالباً ما تتلعثم في كلامها. وكانت سريعة الغضب نتيجة سنوات من العمل كمسعفة في قوات النخبة الخاصة، لكن الأمور بدأت تتحسن عندما قصدت المركز العلاجي "فالهالا" Valhalla [في الأساطير النوردية "فالهالا" مكان يذهب إليه المحاربون الشجعان بعد الموت ويسمى "قاعة الأبطال الشهداء"]. لم تلقَ كاتيا حتفها في إحدى ساحات المعارك الدائرة في أوكرانيا ولم تسلك تالياً الطريق إلى "قاعة أبطال الفايكنغ"، المكان العظيم الذي، لا ريب، كان ليليق بمحاربة مثلها لا تختلف بشجاعتها عن المحاربين الأبطال في الأساطير [حيث تعيش حياة أبدية مليئة بالمجد]. بدلاً من ذلك اختارت أن تخوض رحلة نفسية وذهنية غير تقليدية استعانت خلالها بمادة مهلوسة. لقد استعانت بمخدر يسمى "كيتامين" Ketamine. هذا العقار الممنوع الذي يدرج ضمن فئة "مخدرات الحفلات" أو "مخدرات الهذيان"، ويستخدم كمهدئ للحيوانات وفي ساحات القتال، يستخدم الآن لإعادة من يطلق عليهم "الأحياء الأموات" في أوكرانيا إلى الحياة الواقعية. فالعلاج الرائد بـ"الكيتامين" يقدم بصيص أمل لعلاج سريع لاضطراب ما بعد الصدمة في دولة تعاني صدمات واسعة النطاق. كاتيا في الـ23 من عمرها وتبلغ من الطول نحو 164 سنتيمتراً. خاضت سنوات من القتال العنيف في أكثر الوحدات الأوكرانية سرية ونخبوية، بعدما انضمت إلى قوات مشاة البحرية في الـ19 من عمرها. تجمع في شخصيتها بين الخجل والصلابة، ويتجلى ذلك في نظرة ثابتة كما لو أنها قاتلة محترفة لا يرف لها جفن. في القوات الخاصة الأوكرانية وتحت نيران العدو، قضت كاتيا عامين مشغولة في تنفيذ إخلاءات طبية. تتذكر المرة الأولى التي تعرضت فيها لانفجار قذفها أمتاراً عدة في الهواء مما أدى إلى ارتطام رأسها بقوة. كذلك تتذكر كيف سقطت قذيفة مدفعية عيار 155 ملليمتراً على مقربة منها، ولكنها لم تنفجر. أما التفاصيل المتعلقة بإصاباتها الأخرى فتبدو غير واضحة في ذاكرتها، إذ تقول: "كنت أتعرض لارتجاج دماغي في كل مهمة تقريباً". لا تختلف فحوص الدماغ الخاصة بإصابات الدماغ الرضحية الجسدية كثيراً عن الفحوص اللازمة لتشخيص "اضطراب ما بعد الصدمة"، حتى الأعراض يمكن أن تكون متشابهة. ومعلوم أن "اضطراب ما بعد الصدمة" هو عبارة عن حلقة مفرغة من الخلل في عمل الدماغ، حيث تضطرب العلاقة بين مراكز الذاكرة مثل الحصين واللوزة الدماغية المسؤولة عن استجابات التهديد، وبين الفص الجبهي الأمامي للدماغ، الذي يفترض أن يضع هذه المعلومات في سياق منطقي وعقلاني. يعاني المصابون بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" من فرط في اليقظة، واستجابات مبالغ فيها أو غير منطقية للتهديدات، إلى جانب تدهور في القدرات الإدراكية. وقد يشبه الشعور بذلك كأنك تعيش كطيف غير مرئي – أو كأنك عالق في معاناة لا يفسرها العقل. تقول كاتيا: "بدأت أفقد وزني في مارس (آذار) من عام 2023". خلال تلك الفترة، "شهدت باخموت عمليات عسكرية مكثفة. كنت في الميدان أتعامل مع القتلى والمصابين. كنت مرهقة ذهنياً وجسدياً لدرجة أن وزني وصل إلى 44 كغ. لم أكن أستطيع النوم. وكنت شديدة العدوانية". كذلك أصاب الحزن والكرب قلب كاتيا أثناء خدمتها العسكرية، وذلك بعد وفاة شقيقها الأكبر في ربيع ذلك العام نفسه أثناء قيادته هجوماً على المشاة الروس. تتذكر قائلة: "بعد وفاة أخي، أصبحت شديدة العدوانية ومشتتة الذهن. شهران من حياتي اختفيا تماماً من ذاكرتي. كانت تجربة قاسية جداً". وتضيف: "كنت أتولى المهمة تلو الأخرى، من دون أي راحة. أضناني التعب والإرهاق، فلم أعد أقوى على النوم، أو التحدث إلى الناس... كنت أتلعثم في الكلام، وأعاني صداعاً مستمراً، وأشعر بالعجز. باختصار، لم أكن مستقرة ومتماسكة. وفقدت السيطرة على نفسي". قررت كاتيا، شأن كثر غيرها، أن تغامر وتتوجه إلى المناطق الواقعة على أطراف كييف حيث يعالج الأطباء الأوكرانيون الجنود القدامى المصابين بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" في مستشفى "ليسوفا بوليانا" للأمراض النفسية. المعالجون هناك عالجوا ما يربو على ألف أسير حرب سابق، تعرض كثير منهم لتعذيب شديد في روسيا. العلاجات التقليدية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، قد تستغرق "سنتين أو ثلاثاً أو خمس سنوات"، بحسب ما تقول طبيبة الأمراض العصبية كسينيا فوسنيتسينا، مديرة المستشفى. بيد أن العلاج تحت إشراف دقيق باستخدام "الكيتامين" حقق نتائج سريعة ومذهلة، على حد تعبيرها. الطبيبة فوسنيتسينا، التي تقود برنامجاً حكومياً رائداً لاستخدام "الكيتامين" في العلاج، ترغب في فتح مجال الأبحاث هناك لاستكشاف العلاجات المخدرة. وتقول: "نبحث باستمرار عن مزيد من الأدوات التي يمكننا الاستفادة منها في العلاجات. ولا تنحصر المشكلة في العلاج السلوكي المعرفي فحسب، ذلك أن العلاج النفسي التقليدي أيضاً يستمر من سنتين حتى ثلاث إلى خمس سنوات. لذا علينا أن نجد طريقة مجدية وبسرعة". وتضيف: "لهذا نهتم بالعلاج باستخدام المواد المخدرة، لأنه يعطي نتائج أسرع. ونحن في حاجة إليه لأننا في حاجة إلى إعادة الناس إلى الجبهة في أسرع وقت ممكن". الدافع العسكري واضح وصارم. أوكرانيا تعاني نقصاً في الجنود. والهدف هو إعادة تأهيل المقاتلين وإرسالهم إلى القتال مجدداً. ما يصل إلى 80 في المئة من الجنود الذين يتلقون العلاج في "مستشفى ليسوفا بوليانا" يعودون إلى الجيش. يسهم "الكيتامين" في تسريع هذه العملية. المعالجون النفسيون في "مستشفى ليسوفا بوليانا" للأمراض النفسية عملوا على أطراف كييف مع أكثر من 1000 أسير حرب سابق، تعرض كثير منهم للتعذيب في روسيا (اندبندنت) في المملكة المتحدة، أظهرت دراسات نهضت بها فرق من العلماء في جامعتي "إمبريال كوليدج" و"كينغز كوليدج لندن" نجاحاً لافتاً في استخدام العلاجات المخدرة لعلاج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة النفسية. ولكن استخدام "الكيتامين" في العلاجات الطبية كان أسهل في أوكرانيا وأماكن أخرى منه في المملكة المتحدة لأنه لا يتطلب ترخيصاً خاصاً من السلطات الطبية أو الحكومية. يحصل المرضى على علاج نفسي مكثف قبل جلسة "الكيتامين" وأثناءها وبعدها. ويتناولون العقار تحت إشراف طبي، وغالباً معصوبي الأعين ويضعون سماعات أذن تبث موسيقى مهدئة. يدخلون في تجربة ذهنية واعية تأخذهم في رحلة عميقة إلى اللاوعي [حيث تكون التجارب الصادمة والمؤلمة مدفونة في أعماق العقل]. هذا المخدر، شأن شأنه "السيلوسيبين" psilocybin (المعروف أيضاً باسم "الفطر السحري" magic mushrooms)، و"ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك" أو "أل أس دي" LSD اختصاراً، و"الآياهواسكا"ayahuasca، وهي كلها علاجات يجري اختبارها في أماكن أخرى، يعزز مرونة الدماغ العصبية، مما يجعله قادراً على التعلم بسرعة أكبر. وتتوفر الآن أدلة علمية متزايدة على أن في مقدور هذه العلاجات أن تعيد برمجة العقل البشري بفاعلية، وذلك عبر إصلاح الدوائر العصبية الدماغية التي تعرضت للتلف. ولكن العلاج بمخدر "الكيتامين" ليس بسيطاً أو خالياً تماماً من التعقيدات والتحديات. "إنها تجربة مجبولة بالألم والعذاب. وليست نزهة سهلة في الحديقة"، قالت إيرينا فيوفانوفا، التي تعالج مرضاها بـ"الكيتامين" في "مستشفى فورست غليد"، حيث ترى الجنود المصابين بصدمات نفسية يروحون ويجيئون على مهل في الممرات، ويجلسون بين الأشجار من دون أن ينبسوا ببنت شفة، ويلعبون البلياردو بصمت في قاعات معزولة وكئيبة يتردد فيها رجع الصدى". "لسنا إزاء تجربة علاجية مفعمة بالسعادة والبهجة. إنها في الغالب تجربة مؤلمة وشائكة، ولكنها في الوقت عينه بالغة الأهمية"، تضيف فيوفانوفا. "وفق كلام مرضاي، ليست هذه التجربة عصية على الاحتمال. الألم موجود، ولكن في مقدور المريض أن يتجاوزه، ويتحمله ويمضي قدماً على رغم صعوبته". بالنسبة إلى كاتيا، التي تعرضت كثيراً للموت، لم يكن الاقتراب من نهاية الحياة مربكاً بقدر ما كانت الحياة نفسها معقدة بالنسبة إليها. تشرح الرقيب السابقة في القوات البحرية أنه "كان من المهم جداً بالنسبة إليَّ أن أتوقف عن مجرد النجاة من الموت وأن أبداً في العيش حياة حقيقية فعلاً. لم يكن لديَّ هدف، كان شاغلي الوحيد قتل أعداد أكبر من الروس، والظفر بالفوز، من دون التفكير في المستقبل، لكنني لم أتوقع أبداً أن أعيش كل هذا العمر... كنت أظن أنني سأموت منذ زمن، ولن أجد نفسي في مواجهة هذه الأسئلة المتعلقة بحياتي المستقبلية، لكن تبين أنني لم أمت، وكان عليَّ أن أتعامل مع هذه الأسئلة". كاتيا، التي تتابع حالياً دراسة إدارة الأعمال، خضعت لعدد من الجلسات العلاجية بـ"الكيتامين" تحت إشراف الدكتور فلاديسلاف ميترانيتسي، رائد العلاج بالمواد المخدرة في أوكرانيا، والذي يقول إن نسبة النجاح التي يلاحظها من تجربته السريرية تصل إلى نحو70 في المئة من مرضى "اضطراب ما بعد الصدمة". يشرح مترانيتسي: "اتضح أن العلاج التقليدي، أو ما يسمى خط العلاج الأول - الذي يجمع بين العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب - ليس فعالاً بالشكل الكافي". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) و"يقدر أن نحو 60 في المئة من مرضى "اضطراب ما بعد الصدمة"، خصوصاً المحاربين القدامى، لا يستجيبون للعلاج التقليدي"، كما يشرح الدكتور ميترانيتسي. ويوضح: "إحدى الآليات المهمة جداً التي يتمتع بها 'الكيتامين'، وغيره من المواد المخدرة ذات التأثير النفسي، قدرته على تحفيز المرونة العصبية بين الخلايا الدماغية، بمعنى أنه يسهم في تحسين قدرة الدماغ على إعادة بناء الروابط العصبية [المتضررة بفعل الصدمات النفسية]، ويستمر هذا التأثير لأيام عدة بعد الحقن". وخلال هذه الأيام، بحسب الدكتور ميترانيتسي، "تتمكن أدمغة الناس عادةً من معالجة المعلومات بصورة أفضل، سواء كانت تجارب حياتية عادية أو تجارب صادمة ومؤلمة... قد يكتسب الأشخاص خلال هذه الفترة رؤى جديدة، وفهماً مختلفاً، ويتخذون قرارات جديدة". في تجربة كاتيا، منحتها جلسات "الكيتامين" شعوراً روحياً دافئاً وتخيلات جديدة مستوحاة من "مختلف الديانات"، راوحت بين تجارب ذهنية مرتبطة بـ"شجرة الحياة" في الديانة اليهودية [التي تمثل رمزاً لفهم الكون والعلاقة بين البشر والخالق]، والشعور بأني أحلق في الفضاء، ولقاء أصدقاء قدامى. باستخدام هذا المخدر، تقول كاتيا إنها اختبرت هلوسات تصور سحباً دخانية ضخمة كالسحب التي تتشكل نتيجة الانفجارات النووية، والتي تشبه في شكلها رأس الفطر الضخم [في تمثيل للتجارب المؤلمة والتجارب المدمرة التي مرت بها]، وغاصت في أعماق تجاربها الأكثر إيلاماً التي أعادتها إلى الحاضر. وتضيف: "سافرت من فالهالا إلى الفضاء. تعلمت أن أعيش الآن، وأن تكون لديَّ رؤية للمستقبل".

"نيويورك تايمز": أعنف المعارك تدور الآن داخل روسيا
"نيويورك تايمز": أعنف المعارك تدور الآن داخل روسيا

ليبانون 24

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون 24

"نيويورك تايمز": أعنف المعارك تدور الآن داخل روسيا

ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ أحد قادة القوات الخاصة الروسية خدم في 4 جبهات قتال عبر شرق أوكرانيا، منذ انضمامه إلى الهجوم الروسي قبل حوالي 3 سنوات. إلا أنه يؤكد أن أعنف المعارك التي شهدها تدور الآن داخل روسيا نفسها، حيث تكافح القوات الروسية لاستعادة جزء صغير من أراضيها من القوات الأوكرانية. ويقول القائد العسكري لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن المعركة المطولة من أجل بلدة سودجا الروسية المحتلة والمناطق الريفية المحيطة بها، أصبحت محوراً غير متوقع لهذه الحرب التي تدور حول مصير الدولة الأوكرانية. وقد خصص الطرفان جزءاً كبيراً من احتياطاتهما المحدودة للسيطرة على سودجا، التي كانت سابقاً بلدة هادئة في منطقة كورسك، بالقرب من الحدود بين البلدين. وقال القائد العسكري، الذي يقود حوالي 200 جندي في كورسك، إن "هذه المعارك هي الأشد قسوة التي شهدها خلال العملية العسكرية الخاصة"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الكرملين لوصف الحرب. وطلب أن يُشار إليه فقط باسمه الحركي "هاديس"، وفقاً للبروتوكول العسكري. وتعتبر منطقة كورسك حاسمة للطرفين، خاصة في ظل توقعات بمحادثات سلام وشيكة تعهد بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ويشير المحللون العسكريون إلى أن القوات الأوكرانية دفعت بأفضل وحداتها إلى كورسك، أملاً في استخدام السيطرة على المنطقة كورقة ضغط في المفاوضات. ويمثل التوغل الأوكراني في الأراضي الروسية، الذي يعد الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، إحراجاً مستمراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويسعى بوتين إلى طرد القوات الأوكرانية دون تقديم تنازلات لاستعادة الأراضي، ولهذا نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود، بمن فيهم مجندون ومتطوعون من كوريا الشمالية، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وصرح الفريق أبتى ألاودينوف، قائد وحدة القوات الخاصة "أخمت" من الشيشان، أن "الأوكرانيين يريدون التفاوض من موقع قوة"، مشيراً إلى أن وجودهم في كورسك قد يصبح موضع شك مع تصاعد القتال. ومع ارتفاع المخاطر، يعتقد الجنود الروس في كورسك أن القتال سيزداد دموية. حيث قال "هاديس"، قائد وحدة "أخمت" التي تتكون في الغالب من بقايا قوات فاغنر، "نتوقع باخموت جديدة"، في إشارة إلى المعركة الطاحنة التي شهدتها مدينة باخموت الأوكرانية عام 2023، والتي انتهت بسقوطها بعد حصار دام 9 أشهر وأسفر عن خسائر فادحة. وتحدث قائد روسي آخر، بشرط عدم الكشف عن هويته، وصف التكلفة المحتملة لهذه المواجهة بـ "غير المعقولة"، مضيفاً أن "الدماء والضحايا ستكون بلا حدود". ومع استمرار القتال، أصبح السكان المدنيون في كورسك وسودجا محاصرين بين الجيوش المتقاتلة. ويقدر أن ما بين 2000 إلى 3000 مدني روسي لا يزالون في المنطقة، غير قادرين على المغادرة بسبب سرعة التقدم الأوكراني وعدم قدرة الحكومة الروسية على إجلائهم في الوقت المناسب. وتتهم كل من روسيا وأوكرانيا بعضهما البعض بالفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين، مما جعلهم يواجهون شتاءً قاسياً مع نقص الإمدادات الغذائية وغياب الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والتدفئة. وبحسب الصحيفة، يحذر المحللون من أن اعتماد الجيش الروسي على القصف العنيف، إلى جانب إصرار أوكرانيا على الدفاع عن البلدة، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في روسيا منذ الحرب الشيشانية في التسعينيات. وبحلول أواخر كانون الثاني، كانت القوات الروسية على بعد بضعة أميال فقط من مركز البلدة. وفي حين أن الهجوم الروسي لأوكرانيا تسبب في معاناة مدنية أكبر بكثير، إلا أن الدمار في كورسك وسودجا يعكس المآسي المتزايدة للحرب. ويؤكد محللون أن الهجوم الروسي على سودجا سيكون مكلفاً للطرفين، نظراً لنشر أوكرانيا قواتها الأكثر خبرة في المنطقة. وفي ظل تصاعد العنف، وجه بعض سكان كورسك نداءات متكررة لفتح ممر إنساني لإجلاء أقاربهم المحاصرين في سودجا. تخشى "ليوبوف"، وهي أم لأربعة أطفال، أن يلقى والداها المصير نفسه الذي لاقاه العديد من الضحايا. وفي شباط الجاري، أصابت صواريخ مدرسة داخلية في سودجا كانت تأوي حوالي 100 شخص نازح من القرى المجاورة، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل. في حين تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن القصف، قدمت أوكرانيا أدلة تشير إلى مسؤولية روسيا. ويصف الناجون من المناطق المحاصرة تجاربهم المروعة. تقول "زويا"، البالغة من العمر 64 عاماً، إن الجنود الأوكرانيين كانوا ودودين في البداية عندما دخلوا قريتها بوغريبكي، لكن مع احتدام القتال، أصبح السكان المدنيون عبئاً عليهم أو حتى يُنظر إليهم كمخبرين محتملين. وتعرض زوج زويا للقصف أثناء محاولته البحث عن الطعام، وتوفي بين ذراعيها. وتضيف أنها اضطرت في النهاية إلى الهرب سيراً على الأقدام لمسافة 5 أميال عبر الحقول المليئة بالدبابات المدمرة والجثث قبل أن تصل إلى القوات الروسية. وأما "ناتاليا"، البالغة من العمر 69 عاماً والتي تستخدم كرسياً متحركاً، فقد وصفت معاناة مماثلة. تلقت المساعدة في البداية من الجنود الأوكرانيين، لكن مع احتدام القتال، تغيرت معاملتهم. وعندما اقتربت القوات الروسية، أخبرها الجنود أن عليها الفرار بأي وسيلة متاحة وإلا ستلقى حتفها. (الامارات 24)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store