#أحدث الأخبار مع #بارليف،24 القاهرةمنذ 12 ساعاتسياسة24 القاهرةالحرب والسلام في الشرق الأوسط.. الواقعية مقابل الجعجعة الفارغةهناك رابط واضح ما بين الدوجما الفكرية والقرارات السياسية الخطيرة والتي قد تهدد أمن منطقة كاملة بالخطر. لقد تبنى هؤلاء القادة الذين كانت قراراتهم غير واقعية أفكارًا جامدة لا تناسب الواقع الحقيقي الذي تعيش فيه دولهم. كان الرئيس السادات رحمه الله من أكثر القيادات منطقية وواقعية، عندما استطاع بشكل واضح تحديد أهدافه التي كان بصدد تحقيقها. إن مسألة تحديد الهدف من أخطر الأمور التي على القيادات التدبر بشأنها. لم يصرح يوما بأن هدفه متعلق بمصير دولة أخرى ولا قضية غير قضية وطنه، كان يعرف الخط الفاصل بين الحدود السياسية للوطن والتضامن الإنساني والأخلاقي لمواطني الدول الأخرى. لقد صرح دوما ما قبل حرب 1973، بأن هدفه هو "تحرير الأراضي المصرية". هدف كان واضحًا جدًا وكان يدرك الفرق بين الهدف العسكري والهدف الاستراتيجي، فحدد أكثر الأمر باعتبار أنه سيخوض الحرب لتحقيق هدف استراتيجي يقوده فيما بعد لتحقيق هدف سياسي وهو إعلان استقلال كامل التراب الوطني. كان هدفه الاستراتيجي هو تحطيم نظرية الأمن الإسرائيلية وأن إسرائيل دولة لا تهزم، وكان مطلوب فقط عبور القنال وهدم خط بارليف، وفي يوم 10 أكتوبر أعلن عن قبوله وقف إطلاق النار، ثم جلس للتفاوض. قالها صراحة أنا لن أحارب الولايات المتحدة الأمريكية. كان مدركا لواقع الأمر ويعلم أن الحرب هدف مرحلي يليه سلام لتحقيق الاستقرار، وبالوقت استطاع تحرير كامل الأرضي المصرية. تعاونت بقدر ما الدول العربية معه لتحقيق الهدف، فالمصالح كانت مشتركة في مرحلة تاريخية محددة، ولكنهم رفضوا بما فيهم إيران قرار السلام، واعتبروا أن السلام السياسي خيانة. خيانة للقضية الفلسطينية على حد وصفهم. وتم اغتيال الرئيس السادات في ذكرى يوم انتصاره على يد جندي مصري، أطلقت إيران خامنئي اسمه على أحد شوارعها، معلنة عن رفض نظام "طهران الثورة" بما أسمته التطبيع مع إسرائيل بأي شكل. خاضت إيران حربا ممتدة ثماني سنوات مع العراق لأجل مصالحها. مغلفة بغلاف المذهب. الصبغة أو الدوجما العقائدية التي تشوّه الأهداف التي تمكن الدول من تحقيق مصالحها. حالة العداء التي أطلقتها للكيان المحتل، وبالتالي استضافت حركة حماس ومارست تأثيرات مختلفة على شعوب الدول المجاورة من خلال تبني منهج العداء المستمر، وفي النهاية دفعت هذه الدول المجاورة للكيان ثمنًا كبيرًا من حياة الشعوب بسبب قرارات غير متعلقة أصلًا بمصالح هذه الدول، ولكن بمصالح إيران دون أدنى اعتبار للمصالح المحلية الخاصة بكل دولة. هنا السؤال الذي كان يطرح نفسه، ما الهدف الذي على أساسه كانت تتم هذه التحركات؟ هل لدينا الجرأة على مواجهة أنفسنا؟ هل لدينا الجرأة على نزع الدوجما الفكرية التي تربط المصائر ببعضها ثم تضع إليه واحدة للنجاة وزرع ذلك في الوعي الجمعي للشعوب؟. هل أدركت شعوبنا الفرق بين مفاهيم مثل الجبن والحكمة؟ الشجاعة والتهور؟. هل الفأر جبان بمعنى سلبي أم أنه يدرك جيدًا حجم قدراته مقارنة بمن هم أكبر منه حجمًا، وبالتالي اختفائه من أعدائه ومناوراته قوة وليست ضعفًا. هل ندرك أن البقاء للأقوى، وبالتالي فالبقاء ذاته هو دلالة القوة؟. لقد عانت شعوب المنطقة كثيرًا من ضبابية المشهد التي ثمثلت في الفرق بين العداء الديني والعداء السياسي. فالعداء الديني عكسه التسامح وكل الفرق والجماعات والأديان خاضت حروبًا ضارية عبر التاريخ بسبب العداء الديني. العداء الديني والدوجما العقائدية هي نزيف مستمر ومعركة لن ينجو منها أي إنسان، أما العداء السياسي فمرتبط بالمصالح البشرية البحتة، وبالتالي فإن مقولة أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، مقولة واقعية. واقعية ولا تعبر سوى عن فهم لطبيعة العداء المرحلي التي تجعلك حليفًا لهذه الدولة اليوم لكن غدًا، عندما تتعارض المصالح فأنت في عداء مؤقت، النجاح بعده هو حالة السلام التي يجب أن يصل إليها الخصوم بما يضمن أفضل الممكن. النظرية الصفرية فى العقلية العربية هي نظرية تحمل الموت والخراب والفناء لأصحابها. عدم وضوح الأهداف وخلط الديني بالسياسي كلها أمور تربك متخذ القرار عن اتخاذ الأصلح لبلاده. هل تعرف شعوبنا معنى الحياة؟ قدسية الحياة؟ أم أن ثقافة الموت يتم تلقينها في الوعي الجمعي وكأنها غاية الغايات؟ هل مفهوم الشجاعة مرتبط بالحرب وحدها، أم بالقدرة على عقد سلام بالمخالفة لتوقعات الكثيرين مثلا؟ هل مفهوم الشجاعة مختلف لدينا عن التهور؟ وإلى أي مدى نطلق على التهور اسم شجاعة. نعود مرة أخرى للفأر الذي نحتقره رغم كونه مخلوقًا عاش بيننا وفي بيوتنا وأكل من أكلنا ولم ينقرض أبدًا لآلاف السنين رغم كراهيتنا الشديدة له، والأسد الشجاع المندفع الشرس: لقد وضعناه في قفص وصرنا نحدد له مقدار الطعام ويلقي البعض عليه الزجاجات الفارغة ساخرين منه. إن الموت في معارك غير محسوبة هو نوع من العبث يطلق عليه بطولة. إننا نميل إلى المعارك الصفرية والأهداف المشوشة وإطلاق مسميات غير حقيقية على الأفعال. إذا ما قرأت هذا المقال ثم وضعت أمامك الواقع ربما تراه بشكل مختلف وتقف عند أمور كان من الممكن أن نتجاوزها والى أهداف كانت متحققة، صارت اليوم دربا من دروب الخيال. الى الشرق الأسط حيث ولدت وحيث أموت، كنت دوما حزينا تنزف الدماء، ألم تتعلم شيئا؟ الم تكتفى من الألم والموت؟ ألم تدرك فلسفة الماسى بعد؟. العالم الكبير حولنا نحن البشر ما هو إلا انعكاس لأفكارنا التي تحدد منظورنا تجاه الحياة التي نعيشها. بمجرد تبني معنى واحد أكثر عقلانية وواقعية قد نجد أحلام الأمس حقيقة لكن لغرابة الأمر، "كان من خلال أدوات لم نكن نتخيل أبدا أنها تصلح". الغد مخيف جدًا لمن خلطوا الواقع بالوهم وزينوا لأنفسهم أوهامهم.
24 القاهرةمنذ 12 ساعاتسياسة24 القاهرةالحرب والسلام في الشرق الأوسط.. الواقعية مقابل الجعجعة الفارغةهناك رابط واضح ما بين الدوجما الفكرية والقرارات السياسية الخطيرة والتي قد تهدد أمن منطقة كاملة بالخطر. لقد تبنى هؤلاء القادة الذين كانت قراراتهم غير واقعية أفكارًا جامدة لا تناسب الواقع الحقيقي الذي تعيش فيه دولهم. كان الرئيس السادات رحمه الله من أكثر القيادات منطقية وواقعية، عندما استطاع بشكل واضح تحديد أهدافه التي كان بصدد تحقيقها. إن مسألة تحديد الهدف من أخطر الأمور التي على القيادات التدبر بشأنها. لم يصرح يوما بأن هدفه متعلق بمصير دولة أخرى ولا قضية غير قضية وطنه، كان يعرف الخط الفاصل بين الحدود السياسية للوطن والتضامن الإنساني والأخلاقي لمواطني الدول الأخرى. لقد صرح دوما ما قبل حرب 1973، بأن هدفه هو "تحرير الأراضي المصرية". هدف كان واضحًا جدًا وكان يدرك الفرق بين الهدف العسكري والهدف الاستراتيجي، فحدد أكثر الأمر باعتبار أنه سيخوض الحرب لتحقيق هدف استراتيجي يقوده فيما بعد لتحقيق هدف سياسي وهو إعلان استقلال كامل التراب الوطني. كان هدفه الاستراتيجي هو تحطيم نظرية الأمن الإسرائيلية وأن إسرائيل دولة لا تهزم، وكان مطلوب فقط عبور القنال وهدم خط بارليف، وفي يوم 10 أكتوبر أعلن عن قبوله وقف إطلاق النار، ثم جلس للتفاوض. قالها صراحة أنا لن أحارب الولايات المتحدة الأمريكية. كان مدركا لواقع الأمر ويعلم أن الحرب هدف مرحلي يليه سلام لتحقيق الاستقرار، وبالوقت استطاع تحرير كامل الأرضي المصرية. تعاونت بقدر ما الدول العربية معه لتحقيق الهدف، فالمصالح كانت مشتركة في مرحلة تاريخية محددة، ولكنهم رفضوا بما فيهم إيران قرار السلام، واعتبروا أن السلام السياسي خيانة. خيانة للقضية الفلسطينية على حد وصفهم. وتم اغتيال الرئيس السادات في ذكرى يوم انتصاره على يد جندي مصري، أطلقت إيران خامنئي اسمه على أحد شوارعها، معلنة عن رفض نظام "طهران الثورة" بما أسمته التطبيع مع إسرائيل بأي شكل. خاضت إيران حربا ممتدة ثماني سنوات مع العراق لأجل مصالحها. مغلفة بغلاف المذهب. الصبغة أو الدوجما العقائدية التي تشوّه الأهداف التي تمكن الدول من تحقيق مصالحها. حالة العداء التي أطلقتها للكيان المحتل، وبالتالي استضافت حركة حماس ومارست تأثيرات مختلفة على شعوب الدول المجاورة من خلال تبني منهج العداء المستمر، وفي النهاية دفعت هذه الدول المجاورة للكيان ثمنًا كبيرًا من حياة الشعوب بسبب قرارات غير متعلقة أصلًا بمصالح هذه الدول، ولكن بمصالح إيران دون أدنى اعتبار للمصالح المحلية الخاصة بكل دولة. هنا السؤال الذي كان يطرح نفسه، ما الهدف الذي على أساسه كانت تتم هذه التحركات؟ هل لدينا الجرأة على مواجهة أنفسنا؟ هل لدينا الجرأة على نزع الدوجما الفكرية التي تربط المصائر ببعضها ثم تضع إليه واحدة للنجاة وزرع ذلك في الوعي الجمعي للشعوب؟. هل أدركت شعوبنا الفرق بين مفاهيم مثل الجبن والحكمة؟ الشجاعة والتهور؟. هل الفأر جبان بمعنى سلبي أم أنه يدرك جيدًا حجم قدراته مقارنة بمن هم أكبر منه حجمًا، وبالتالي اختفائه من أعدائه ومناوراته قوة وليست ضعفًا. هل ندرك أن البقاء للأقوى، وبالتالي فالبقاء ذاته هو دلالة القوة؟. لقد عانت شعوب المنطقة كثيرًا من ضبابية المشهد التي ثمثلت في الفرق بين العداء الديني والعداء السياسي. فالعداء الديني عكسه التسامح وكل الفرق والجماعات والأديان خاضت حروبًا ضارية عبر التاريخ بسبب العداء الديني. العداء الديني والدوجما العقائدية هي نزيف مستمر ومعركة لن ينجو منها أي إنسان، أما العداء السياسي فمرتبط بالمصالح البشرية البحتة، وبالتالي فإن مقولة أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، مقولة واقعية. واقعية ولا تعبر سوى عن فهم لطبيعة العداء المرحلي التي تجعلك حليفًا لهذه الدولة اليوم لكن غدًا، عندما تتعارض المصالح فأنت في عداء مؤقت، النجاح بعده هو حالة السلام التي يجب أن يصل إليها الخصوم بما يضمن أفضل الممكن. النظرية الصفرية فى العقلية العربية هي نظرية تحمل الموت والخراب والفناء لأصحابها. عدم وضوح الأهداف وخلط الديني بالسياسي كلها أمور تربك متخذ القرار عن اتخاذ الأصلح لبلاده. هل تعرف شعوبنا معنى الحياة؟ قدسية الحياة؟ أم أن ثقافة الموت يتم تلقينها في الوعي الجمعي وكأنها غاية الغايات؟ هل مفهوم الشجاعة مرتبط بالحرب وحدها، أم بالقدرة على عقد سلام بالمخالفة لتوقعات الكثيرين مثلا؟ هل مفهوم الشجاعة مختلف لدينا عن التهور؟ وإلى أي مدى نطلق على التهور اسم شجاعة. نعود مرة أخرى للفأر الذي نحتقره رغم كونه مخلوقًا عاش بيننا وفي بيوتنا وأكل من أكلنا ولم ينقرض أبدًا لآلاف السنين رغم كراهيتنا الشديدة له، والأسد الشجاع المندفع الشرس: لقد وضعناه في قفص وصرنا نحدد له مقدار الطعام ويلقي البعض عليه الزجاجات الفارغة ساخرين منه. إن الموت في معارك غير محسوبة هو نوع من العبث يطلق عليه بطولة. إننا نميل إلى المعارك الصفرية والأهداف المشوشة وإطلاق مسميات غير حقيقية على الأفعال. إذا ما قرأت هذا المقال ثم وضعت أمامك الواقع ربما تراه بشكل مختلف وتقف عند أمور كان من الممكن أن نتجاوزها والى أهداف كانت متحققة، صارت اليوم دربا من دروب الخيال. الى الشرق الأسط حيث ولدت وحيث أموت، كنت دوما حزينا تنزف الدماء، ألم تتعلم شيئا؟ الم تكتفى من الألم والموت؟ ألم تدرك فلسفة الماسى بعد؟. العالم الكبير حولنا نحن البشر ما هو إلا انعكاس لأفكارنا التي تحدد منظورنا تجاه الحياة التي نعيشها. بمجرد تبني معنى واحد أكثر عقلانية وواقعية قد نجد أحلام الأمس حقيقة لكن لغرابة الأمر، "كان من خلال أدوات لم نكن نتخيل أبدا أنها تصلح". الغد مخيف جدًا لمن خلطوا الواقع بالوهم وزينوا لأنفسهم أوهامهم.