أحدث الأخبار مع #باريتو

الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
النُّخْبَة المُثقَّفَة وأنْمَاط المُثقَّفين: السِّيَاق والهَاجِس
مُحمَّد عبد الفتَّاح حليقاوييُمْكِن القَوْل إنَّ مفهوم «النُّخْبَة» كَمُصْطَلَح لم يَشْتَهِر بصورةٍ واسعةٍ سِوَى في أواخر القَرْن التَّاسِع عشر وُصُولاً إلى ثَلاثينيَّات القَرْن العشرين، حيث بدأ يظهر بقوَّةٍ في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكيَّة، فقد استُخْدِمَ في النَّظَريَّات السوسيولوجيَّة عموماً، وكانَ مِنْ أبرز المُنَظِّرين له الفرنسيّ فلفريدو باريتو، ولقد قدَّمَ باريتو في كتابهِ الشَّهير « العَقْلُ والمُجْتَمَع « رؤيته حَوْل مفهوم النُّخْبَة باعتبارهم أولئك الذين يتفوَّقون في مجالات عَمَلهم في مجالات الحياة، ثُمَّ يُوَاصِلُ حديثه مِنْ خِلَال رَبْط مفهوم النُّخْبَة الاجتماعيَّة بقدرة أولئك المُتَفوِّقين على مُمَارَسَة وظائف سياسيَّة أو اجتماعيَّة تَصْنَعُ منهم لاحقاً طَبَقَة حَاكِمَة لَيْسَت بحاجة إلى دَعْمٍ وتأييدٍ جماهيريّ لأنَّها تقتصر في حُكْمِهَا على مُوَاصَفَاتٍ ذاتيَّة تتميَّز بها، ممَّا يُؤهِّلها لاحتكارِ المَنَاصِب فيما بعد.وفي ضوء هذا فإنَّ باريتو يُقدِّم تَوْصِيفَاً يَقْتَرِبُ مِنَ الشموليَّة والعُمْق لمفهوم النُّخْبَة، بل إنَّه يُوسِّع مِنْ نِطَاقِهَا حتَّى تتماهى مع مفهوم الطَّبَقَة الحَاكِمَة عند كارل ماركس، والسَّبَب في ذلك أنَّ نَظَريَّة النُّخْبَة عند باريتو إحدى أشكال عِلْم الاجتِمَاع الجَديد الذي سَعَى إلى تأسيسهِ اعتماداً على مُدْخَلَات سيكولوجيَّة وحسب، بمعنى إنَّ النُّخْبَة لديه لَيْسَت نتاجاً لعوامل وقوى اقتصاديَّة كما يدَّعي ماركس، وإنَّما هي النتاج الطبيعيّ لِمَا أسْمَاه الخصائص الإنسانيَّة الثَّابِتَة عبر التَّاريخ، ولهذا كلّه لَمْ يَكُن مُسْتَغْرَبَاً أنْ يقوم باريتو بتفسير وتقويم بِنَاء النُّخْبَة وحركتها تفسيراً سيكولوجيَّاً بامتياز.مِنْ زَاويةٍ أخرَى، أضاف الإيطاليّ جيتانو مُوسْكَا إلى جهود باريتو الكثير عندما أوضح أنَّ أهم أسباب تميُّز الطَّبَقَة الحَاكِمَة عن الطَّبَقَة المَحْكُومَة هو قوَّة تنظيم الأولى، أيْ الطَّبَقَة الحَاكِمَة، مُبْتَعِدَاً عن المَدْلُول المَاركسيّ لمعنى الطَّبَقَة، وأكَّدَ أنَّ وجود غايةٍ وهَدَف مُعيَّن تَرْنُو إليه تلك الطَّبَقَة في مُوَاجَهَة الأغلبيَّة غير المُنَظَّمَة سيكون دَافِعَاً فَارِقَاً في قوَّة الطَّبَقَة الحَاكِمَة، لكنَّه، في الوقت ذاته، يُشير إلى أهميَّة اعتماد الطَّبَقَة الحَاكِمَة على قبول الجَّمَاهير، وهذه الآليَّة تُسَاهِم في التقريب بَيْنَ النَُْخَبة السياسيَّة والديمقراطيَّة بما يَتَنَاقَض مع ما ذَهَبَ إليه باريتو في هذا الإطار.أمَّا الألمانيّ روبرتو ميشلز فقد كان قريباً ممَّا ذَهَبَ إليه مُوسْكَا، حين قدَّم في كتابهِ « الأحزاب السياسيَّة « تعريفاً للنُّخْبَةِ السياسيَّة مِنْ خِلَال الواقع العَمَليّ للأحزابِ كَاشِفَاً عن العَوَامِل المُتَبَاينَة التي تُحدِّد طبيعة عَمَل التنظيمات منذ تأسيس الحزب وُصُولَاً إلى مفهوم الدَّوْلَة، حيث يرى أنَّ النَّشْأة الديموقراطية للأحزاب تتحوَّل بمرور الوقت إلى تنظيماتٍ يُسَيْطِر عليها قِلَّة مِنَ الأفراد، لأنَّ التنظيم يحتاج إلى أقليَّة مُنَظَّمة، والتي تقوم بدورها بالاستحواذ على السُّلْطَة مِنْ خلال موقعها المِحْوَريّ في مَرْكَز صُنْع واتِّخَاذ القَرَار، وهيَ الأقليَّة التي لم يتطرَّق إليها مَاركس في دراساته السياسيَّة، بينما نجد الأمريكيّ رايت ميلز وهو يَدْرُس المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكيَّة يربط بَيْنَ النُّخْبَة وقُدْرَتِهَا على السًّيْطَرَة والتحكُّم في وقت اتخاذ القرار، على أساس أنَّ ذلك نتيجة مَنْطقيَّة للبناء المؤسَّسي في الدَّوْلَة، بما يدلُّ على أنَّ النُّخْبَة تتكوَّن مِنْ أولئك الذين يشتغلون في مواقع مُؤثِّرَة وقياديَّة في تلك المؤسَّسات.وذَهَبَ البريطانيّ جون سكوت إلى أنَّ أيَّ ترتيبٍ هَرَميّ قِيَاديّ يجب أنْ تقوده نُخْبَة ما، إذ تتكوَّن المَوَاقِع القِيَاديَّة المُؤثِّرَة ضمن أيّ مُؤسَّسةٍ أو وَزَارة أو حُكُومَة مِنْ نخبة مُحدَّدة، ويتأسَّس نِطَاق كلّ نُخْبَة مِنْ وَاقِع العلاقات التنظيميَّة البَيْنِيَّة داخلها، وترتبط النُّخَب السياسيَّة ضِمْنَ الوَزَارات، أو الهيئات الحكوميَّة، وغيرها، ارتباطات رسميَّة مُتنوِّعَة، والتي بدورها تربطهم باعتبارهم فُرُوعَاً في الدَّوْلَة، وهو يُشْبِه إلى حدٍّ بَعيدٍ النُّخَب الاقتصاديَّة ضمن شَرِكَات معُيَّنة مُمَثَّلَة بمديريها وكِبَار مُوظَّفيها، حيث يرتبط هؤلاء بشكلٍ تنظيميّ مِنْ خِلَال المُلْكِيَّة المُشْتَرَكَة، والعُضْويَّة في اتحادات أربَاب الأعمال، واتِّحَادات البَيْع، ويمتلك أفراد هذه النُّخْبَة قوى القِيَادَة التي تَرْبط وتُنَسِّق للأنشطة والخِطَط الكُبْرَى الأساسيَّة.بدوره يقول البريطاني رالف ميليباند إنَّ النخبة لا تُمثِّل الشَّريحة الاجتماعيَّة المُسَيْطِرَة اقتصادياً، بل تضمُّ كُلَّ هؤلاء الأفراد الذين بِفَضْلِ مَرْكَزهم الذي يُسيطرون عليه في قمَّة مُؤسَّسات الدَّوْلَة فإنَّهم يُطوِّعون ما تتمتَّع به هذه المُؤسَّسات مِنْ قوَّةٍ ونُفوذٍ لخدمة مصالحهم الشخصيَّة، ومِنْ خلال تأثيرهم في عمليَّة صُنْع القَرَار، وهذهِ الفئة المُسَيْطِرَة اقتصاديَّاً لا تعمل مُبَاشَرة في هذه المناصب، ولكنَّها تكون بصفةٍ عامَّة مُمَثَّلة بشكلٍ جيِّد في الجِّهَاز السياسيَ التنفيذيّ وغيره مِنْ أجهزة الدَّوْلَة.وإذا انتقلنا إلى مفهوم نُخْبَة المُثقَّفين نجد أنَّها مِنْ أبرز أنماط النُّخَب في أيِّ مُجْتَمعٍ إلى جَانِب النُّخَب العسكريَّة والاقتصاديَّة، وقد حَظِيَت هذهِ النُّخْبَة بالدِّرَاسَة والاهتمام مِنْ عُلَمَاء ومُفكِّري عِلْم الاجتماع السياسيّ، وأهل الثَّقَافَة عموماً، مع الإقرار بوجود تباينات بِنْيويَّة ووظيفيَّة بَيْنَ هَذهِ النُّخَب، ولكنْ مِنَ الأهميَّة بمكان الإشَارَة إلى كَوْنِ النُّخَب المُثقَّفَة لها تاريخٌ ورَصيدٌ كَبيرٌ منذ القرن التَّاسع عشر الميلاديّ وحتَّى الآن في الدَّوْلَة المُتقدِّمَة أو النَّامية، وسَاهَمَت بصورةٍ فعَّالةٍ في التنمية الاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة على الرغم مِنَ الاختلافات الكبيرة في تقييم هذه الأدوار ودوافعها، بل إنَّها في بعض البلدان لَعِبَت دوراً بارزاً في حركات التحرُّر، وبعضها وَصَلَ إلى الحُكْمِ هُنَا أو هُنَاك، ممَّا زَادَ في تسليط الأضواء على هذهِ النُّخَب وحقيقتها وأدوارها.وغَنيٌّ عن البيان أنَّ تحديد مفهومٍ جَامِعٍ ومَانِعٍ للنُّخْبَة المُثقَّفة يبدو عسيراً نتيجة الإشكالية في تحديد مفهوم المُثقَّف، والثَّقَافة، مِنْ حَيْث المَبْدَأ، ذلكم أنَّ تَدَاخُل السِّيَاقَات الفِكْريَّة، والمَعْرفيَّة، والأيديولوجيَّة، فضلاً عن الاختلاف في نَوعيَّة هذهِ النُّخَب ووظائفها مِنْ مُجْتَمَعٍ إلى آخَر، غير أنَّه مِنَ المُمْكِن توضيح مسألة النُّخَب المُثقَّفة وتعريفاتها على النحو التالي:أولاً: الاتجاه الوَصْفيّ الوظيفيّ وهو اتجاه يرى أصحابه أنَّ النُّخْبَة المُثقَّفة هِيَ تلك الفئة التي تُبْدِع وتبتكر وتُقدِّم الأفكار، وهذا الرَّصيد مِنَ الإبداع يأتي في ضوء القيم والمعايير والمُحدِّدات الثقافيَّة الخاصَّة بالمجتمع الذي تَنْشَط في مجاله، وهذه المُحدِّدَات هيَ التي تُؤطِّر سلوك هذه النُّخْبَة ونشاطها الفرديّ والاجتماعي.ثانياً: الاتجاه الوَظيفيّ الاجتماعيّ وهو اتجاه يرى أصحابه أنَّ المُثقَّف عموماً هو ذلك الشخص الواعي والناقد في آنٍ واحدٍ معاً لِحَركيَّة المجتمع، وبشكلٍ يضع المُجْتَمَعَ في إطار النَّقْد، وكَشْفِ كُلّ الَّنقَائِص والسَّلْبيَّات التي تعتريه، بهدفِ مُوَاجهتها والتقليل منها، فضلاً عن تعظيم الإيجابيات.ويبدو أنَّ العبارات السَّابقة تتلازَم بصورةٍ مُبَاشِرة مع مفهوم الإنتلجنسيا Intelligensia ذائع الصِّيت والذي ظَهَرَ في روسيا في النِّصف الثاني مِنَ القرن 19 الميلاديّ، فقد كانت الطَّبقة العُلْيَا هناك منقسمة إلى فئتيْنِ هُمَا: البيروقراطيَّة الحَاكِمَة، ونُخْبَة المُثقَّفين، وهذهِ الأخيرة كانت تضمُّ طائفة كبيرة مِنْ أصحاب الاختصاص في العُلوم والفنون والمِهَن العُلْيَا، ويَغْلِب على أفكارهم الأيديولوجيَّا الغربيَّة التقدُّميَّة التي كانت منتشرة آنذاك، غير أنَّ هذا المفهوم تبلور لاحقاً حتَّى أصبح يُشير إلى طائفة المُثقَّفين المُنَاضلين الذين يحملون افكاراً راديكاليَّة تُؤْمِن بالتغيير حتَّى لو كان بالعُنْف ضِدَّ السياسات التي تتبنَّاها النُّظُم السياسيَّة الأُوتوقراطيَّة، مع ملاحظةٍ جَديرةٍ بالاهتمام وهيَ إنَّ مُصْطَلَح الإنتلجنسيا في البلدان الغربيَّة عموماً يشير إلى فئة الكُتَّاب، وأصحاب الثقافات الرَّاقية، التي تُؤسِّس كياناً مُستقلاً، وهذا الكيان يُسَاهم في بعض الأوقات في التأثير المُبَاشر في المَجَاليْن الاجتماعيّ والسياسيّ، أمَّا في البلدان النَّامية، ومنها البلاد العربيَّة، فهو يشير إلى تلك الفئة التي نَشَأت تحت تأثير القوى الخارجيَّة سواء رغبة منهم في تقليد النموذج الغربيّ، أو نتيجة السيطرة الاستعمارية الغربيَّة على هذه البلاد سابقاً.وتأسيساً على ما تقدَّم، تُعبِّر النُّخْبَة المُثقَّفة عن أولئك الذين يملكون القدرة على ابتكار وإبداع الأفكار والرُّؤَى ونَقْدِها بصورةٍ منهجيَّة، وهيَ تُمَارِسُ في بعض الأوقات دَوْرَ المُرَاقب والنَّاقِد للحياة الاجتماعيَّة، والسياسيَّة، والثقافيَّة، والاقتصاديَّة، وهذه المسألة مُتَبَاينَة باختلاف مواقف المُثقَّفين داخل المُجْتَمعات الحديثة، التي تظلُّ مرتبطة بالأوضاع الداخليَّة لكلِّ مجتمع، وهذا الوضع أدى إلى تقسيمات عديدة للمُثقَّفين وفق علاقاتهم مع المجتمع والسُّلْطَة، فقد أصبحت النُّخْبَة المُثقَّفة مثلاً في المجتمعات الصناعيَّة أقل راديكاليَّة ممَّا كانت عليه فيما سبق بعد أنْ ازداد دَوْر العُلَمَاء والمُثقَّفين في تشكيل السياسة العامَّة، وذلك مِنْ خلال عضويتهم في الهيئات الاستشاريَّة وتمثيلهم في الحكومة والإدارة، ويبدو أنَّ النُّخْبَة المُثقَّفة مِنْ خصائصها أنَّها لا تُمثِّل فئة مُوَحَّدَة الخلفيَّات الفِكْريَّة والطبقيَّة، بل هيَ مزيج مِنْ كُلِّ الطبقات المُكوِّنة للمجتمع، ولذلك فهي تتميَّز بالتناقض وعدم التكامل فيما بينها، ممَّا جَعَلَها نُخْبَة غير قادرة على تكوين جماعةٍ مُستقلِّة ومُنظَّمة، وإنَّما أصبحت تُمثِّل قاسماً مشتركاً بيْنَ مُختلف الجماعات والفئات الاجتماعيَّة في المجتمعات خاصة المتقدمة منها.ولمَّا كان أهل الثَّقافة لديهم مِنْ ميزات الإتقان، والإبداع، والإنتاج المَعْرفيّ، في المجالات التحليليَّة، أو النَّقْديَّة، ولديهم أيضاً القُدْرَة على توظيف هذه المواهب للتأثير في أسلوب تفكير النَّاس، وسلوكياتهم بعيداً عن وجودهم في مَنْصِبٍ رسميّ، أو تمتُّعهم بمسؤوليَّات إداريَّة، أو سطوة ماليَّة، وبما أنَّ هؤلاء ليْسَ لهم طبقة، خاصَّة، ولا يمثِّلون طبقة بعينها، فهم حسب البريطاني توماس بوتومور، يمثِّلون النُّخْبَة، لأنَّهم أقليَّة مِنَ الأفراد أثَّروا في مؤسسات المجتمع في العصر الحديث، وبالتالي فهؤلاء نُخْبَة ولَيْسَت طَبَقَة، علماً بأنَّ النُّخْبَة لا تجمعهم فُرَص مَعيشيَّة واحدة ومُتَمَاثِلَة، ولَيْسَ لديهم أيّ شَكْل مِنْ أشكال النُّفوذ.وكانَ ممَّا استقرَّ عليه الأمر في المُقَارَبَة السوسيولوجيَّة لمفهوم المُثقَّفين، ضرورة التَمَايُز بينهم، إذ النُّخْبَة المُثقَّفة ليست فئة واحدة تتشابه في شَكْلِها ومضمونها، ويمكن القول أنَّ أنماط المثقّفين تختلف أيضاً مِنْ مُجْتَمَعٍ لآخَر، وخلال فترة تاريخيَّة مُعيَّنة أيضاً، وقد كانَ للثورة الصناعيَّة في أوروبا دورها الحاسم في ظهور تلك الأنماط الخاصة بالمثقفين لاحقاً والتي يُمكن إجمالها وفق الآلية التالية:أولاً: المُثقَّف العُضْوي والذي يراه الإيطاليّ أنطونيو غرامشي بأنَّه الابن الحقيقيّ للثورة الصناعيَّة في أوروبا، إلى جانب كونه نتاج تطوُّر النِّظَام الرأسماليّ، حيث يظهر المُثقَّف العُضْوي في الحياة الاجتماعيَّة بالتوازي مع ظهور طبقة جديدة مُتقدِّمَة، وهو المُنَظِّر والمُبَشِّر لهذه الطبقة، والحريص على وجودها وتفاعلها، ويقوم بنشر الأفكار للخِطَاب السَّائد للطَّبقة المُهَيْمِنَة على المجتمع، وفي أغلب الحالات يتقاطع ويتلاقى دور هذا المُثقَّف مع السُّلْطَة السياسيَّة، والمُثقَّف العضوي تتبلور عضويته مِنْ خلال التزامه بإطارٍ سياسيَ، وأيديولوجية مُعيَّنة.ثانياً: المُثقَّف التقليديَ « العام « وهو مُثقَّف تَجَاوَزَه التَّاريخ، لأنه يتمسَّك بأفكارِ طبقةٍ تتجه نحو الزَّوَال أمام بريق المُثقَّف العُضْوي، وهذا المُثقَّف التقليديَ مُشْبَع بِفِكْرٍ مَاضَويّ لم يعد له حُضُور أو قوَّة تأثير، حيث ينطلق في تعاطيه مع القضايا المجتمعيَّة مِنْ فَهْمٍ عام ليس له أبعاد أيديولوجيَّة، أو رُؤَى حزبيَّة واضحة، فهو يُفكِّر بالمَصْلَحة العامَّة التي تقوده مرَّة في طريق تأييد ذلك التوجُّه السياسيّ أو الاجتماعيّ أو الثقافيّ، وتقوده مرَّة ثانية نحو نَقْد ذلك التوجُّه، ولقد ظلَّ غرامشي يدعو إلى تراجعهِ واستقالتهِ مِنْ دوره هذا والانطلاق نحو آفاق المُثقَّف العُضْوي.ثالثاً: المُثقَّف الثوريّ وهو مُثقَّف نَقْديٌّ بامتياز، ظَهَرَ في المجتمع العَرَبيّ بصورةٍ كبيرةٍ في مرحلة انتشار الأيديولوجيَّات، اليساريَّة منها بالذات، والقوميَّة بأنواعها، إلى جانب الانقلابات العسكريَّة العربيَّة التي أَطْلَقَ عليها البعض مصطلح الثَّوْرَة، ومِنَ الأهميَّة بمكان الإشارة إلى كون المُثقَّفين العرب في هذا الإطار قد ترجموا أكثر ممَّا أبدعوا فِكْرَاً ثوريَّاً باستثناء بعض الحالات، ويظلّ المُثقَّف الثوريّ مَقْبُولاً طالما توجَّه نحو التحليل والتفسير والنَّقْد والبناء، أمَّا إذا ارتَهَنَ لمفهوم الثورة وحدها واتخذها هَدَفَاً وبرنامجاً فإنَّه لا يُقدِّم لمجتمعه أكثر مِنْ حَالَة الثَّوْرَة التي لا تقود إلى الإصلاح الفِكْريّ والسياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ.رابعاً: المُثقَّف المُحَافِظ وهو مُثقَّف نَقْديّ، أيْضَاً، ولكنَّ نقده يستلهمه مِنَ مَشْروع الدَّوْلَة، ويُدَافِعُ عنها مِنْ خلاله، وهو يقترب مِنَ التبشير بفِكْرَة « أنا أو الطوفان «، حيث يسترسل في بَيَان الحِكْمَة، والمَشْروعيَّة، التي تقوم عليها الدَّوْلَة، ويُبَالِغُ في الثَّنَاءِ على مشاريعها التي قامت بها، ويعتبر أنَّ الخروج عليها ضَرْبَاً مِنْ نُكْرَان الجَّميل، ولا يتورَّع عن الدعوة إلى مُحَاسَبَة ومُعَاقَبَة الخارجين عن منهج السُّلْطَة السياسيَّة التي يعمل لديها.خامساً: المُثقَّف الإصلاحيّ وهو مُثقَّف توفيقيّ أكثر مِنْ كونه مُثقَّف نَقْديّ، حيث يرى ضرورة التغيير ولكنْ في إطار السُّلْطَة الحَاكِمَة، مع استبعاد الثورة من ضمن خياراته الأساسية، ما دام التدرُّج الإصلاحيّ ممكناً، ويتواجد مِنْ هذه الفئة كثير مِنَ المُثقَّفين في المجتمع العربيّ، وتبقى الإشكالية هيَ إلى أيّ مدى يُمكن للمُثقَّف الإصلاحيّ أنْ يُحافظ على دوره ونمطه هذا؟، ففي حَالِ فَشِلَ الإصلاح، وتعذَّر التغيير، يجد الإصلاحيّ نفسه إمَّا ينتقل إلى طائفة المُحَافظين الداعمين للسُّلْطَة السياسيَّة، أو يتجه نحو طائفة الثوريين الذين تقود أفكارهم الثورة وتوابعها.سادساً: المُثقَّف الكولونيالي وهو مُثقَّف شَغُوفٌ بمقولات البحث العِلْميّ، ومُرْتَهِنٌ للثَّقافة الغربيَّة المُتَعَالية على باقي الثقافات في العَالَم، وهو يرى ضرورة إلغاء جميع المظاهر الثقافيَّة في المجتمع العربيّ مثلاً، بما تتضمَّنه مِنْ مَعْرِفَة وثقافة وعادات وتقاليد، بل ويراها مِنْ أشكال الفلكلور وحسب، واستبدالها بالنَّموذج الغربيّ المُسْتَوْرَد، ويرى هذا المُثقَّف الكولونياليّ أنَّه لا ضَيْر في البحث والتوثيق لذلك الفلكلور، الذي هو في الأصل تاريخه ومكوّناته كلها، وهو يدعو إلى حفظ هذا الفلكلور على شكل ثقافة متخفيَّة فقط، لأنَّ ثقافته الغربيَّة لا نظير لها على الإطلاق.سابعاً: المُثقَّّف الوطنيّ الذي يسعى إلى الحفاظ على هوية الثَّقافة الوطنيَّة، ويرى أنَّ لها حقّ الوجود تاريخي، فضلاً عن كونه متمسِّك بلغته العربيَّة الفصحى، وبتعاليم شريعته الإسلاميَّة، وتاريخه المجيد، وهو لا يتنازل عنهما مقابل لغة ودين مِنَ الغَرب، ويتحوَّل مع مرور الوقت إلى وَصيّ على الثقافة الوطنيَّة، وحمايتها مِنَ التهميش الذي بالمقابل قد يطال بعض الثقافات الشعبية الموجودة في مجتمعنا العربيّ نتيجة التأكيد المستمرّ على أهمية الثقافة الوطنية، ولذلك مِنَ الأهمية بمكان قبول تلكم الثقافات الشعبية واحتواء مظاهرها تحقيقاً للحياة المُشْتَرَكَة.ثامناً: المُثقَّف التقدُّميّ وهذا النمط مِنَ المُثقَّفين يغلب عليه الجانب النَّظريّ، علماً بأنه يحمل مشروعاً ثقافياً بديلاً أساسه وصول الثقافة التقدُّميَّة والعِلْميَّة إلى الجماهير، ويذهب معظم جهد هذا المُثقَّف التقدميّ نحو نقد مثقّفي البرجوازيَّة الوطنيَّة الذين يحافظون على ثقافة الأجداد مِنْ باب المُنَاكَفَة، أو الرغبة الذاتيَّة في إبراز تفوُّق ثقافتهم البرجوازيَّة، ولهذا لا يتوقف المُثقّّف التقدميّ في سبيل الدفاع عم حقّ الإنسان في المجتمع بالحصول على المعرفة دون توجيه، أو إجبار، أو إغراء.تاسعاً: المُثقَّف التجزيئي حيث يكون هذا النمط من المثقّفين على نوعيْن هما: نوع يشمل فئة مِنَ المُثقَّفين ينحدرون مِنْ أقليَّة، أو إثنيَّة، أو طائفة دينيَّة، وهو مُثقَّف يُوظِّف ثقافته العالية والنخبويَّة للدفاع عن ثقافة مجموعته الأصليَّة المُهمَّشة في المشروع الوطنيّ الرسمي، أمَّا النوع الثاني فيرجع إلى أولئك الذين يملكون ثقافة هامشيَّة شعبية تقوم على السِّحْر والأسطورة حيث يقوم المُثقَّف بالدفاع عنها وعن استمراريتها.وليس يخفى، فإنَّ الواقع الثقافيّ، والسياسيّ، والاجتماعيّ، في البلاد العربية، منذ تسعينيَّات القرن العشرين قد أماط اللثام عن هشاشة النُّخَب المُثقَّفة، وأوهامها، وجعلها تدخل في تجربة عسيرة جداً حول جدواها، وأهميَّة نتاجها ومصداقيته، وقُرْبه مِنْ هُموم الإنسان العربي، مما أفقد غالبية المُثقَّفين العرب دورهم الطليعيّ، والرَّائد، وانتقلوا مِنْ صفوف حَمَلَة الرِّسَالة الثقافيَّة إلى مقاعد المُتفرِّجين، أمَّا مَنْ ظلَّ على عهده، مع مجتمعه، وثقافته، فقد رَافَقَه الشَّقَاء معظم الوقت، وبدلاً مِنْ فُقْدَان الثقة بالأفكار المُبْتَسَرَة، والرُّموز الوهميَّة، المسيطرة على حياتنا الثقافية، بدأ المُثقَّّف الحقيقيّ يفقد ثقته بأفكاره، ومرجعيَّاته اللُّغويَّة والدينيَّة والفِكْريَّة، حيث مَارَسَت السلطة عموماً وأذرعها المتعدِّدَة حرباً بلا هوادة في سبيل ترويض المُثقَّفين وتحويلهم إلى أدوات للدفاع عنها، والتبشير بها، والتبرير لمسلكياتها.ويبدو الحديث عن أدوار للمثقفين في الوطن العربي مسألة فيها نظر، وخصوصاً في أعقاب ما أُطلِقَ عليه الربيع العربيّ الدَّامي، فالسلطة السياسية في بعض البلاد العربية لم يعد لها ذلك الأثر فَمِنْ أين يأتي المُثقَّف بتأثير، وتغيير، وهو يفتقد أدواته الأساسية، وكيف يطالب باعتراف مجتمعيّ، وسياسيّ، بدوره ونتاجه، وهو في معظم الحالات لا يقدّم ذلك الرَّصيد الفِكْريّ، والثقافيّ، الذي يُؤكِّد محورية دوره، وأهميته، ممَّا حوّل طائفة مِنَ المُثقَّفين العرب إلى جمهوريات بحدّ ذاتهم نتيجة النرجسيَّة التي أغرقوا أنفسهم بها، حيث نجد بعض « المُثقَّفين « وبالذات المُقرَّبين من السلطة، يملك عشر مواهب دفعة واحدة للتنظير في كل المجالات، بينما المثقّف الحقيقيّ الذي يحمل هموم مجتمعه، ويقدّم الرؤى النقدية اجتماعياً، وسياسياً، والصحفيّ الذي يقدّم التحقيقات التي تكشف الفساد المسيطر في كل مجالات الحياة، والشاعر الذي يبشّر بالتغيير، نجد هؤلاء وغيرهم ضحية القمع، والتهميش، والإقصاء، أمام هجمة ثقافة الصورة وانتشار المُثقَّفين الدُمَى.


وكالة نيوز
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- وكالة نيوز
يجد استطلاع جديد لاستطلاع نيو استطلاع أن 60 ٪ من الناخبين اللاتينيين يعتقدون أننا في اتجاه خاطئ
في عام 2024 ، حقق الرئيس ترامب غزوات تاريخية مع مجتمع لاتيني. ولكن مع وصول إدارة ترامب إلى علامة 100 يوم ، تجد الاقتراع عدم الرضا بين الناخبين اللاتينيين المسجلين الذين لا يرفضون تعامل السيد ترامب مع الاقتصاد ، وفقًا لاختبار استطلاع للاستطلاع من الحزبين حيث يقف الناخبون من أصل إسباني على القضايا الرئيسية. بين الناخبين اللاتينيين ، يعتقد 60 ٪ أن البلاد تتجه في الاتجاه الخاطئ. أشار 19 ٪ فقط إلى أنهم يشعرون أن الاقتصاد الأمريكي 'أفضل' مقارنة بعام 2024 ، ويتطلعون إلى العام المقبل ، يعتقد 29 ٪ من الناخبين لاتيني أن السياسات الاقتصادية التي يتم تنفيذها حاليًا ستجعلها أفضل. تحتل حالة الاقتصاد أولوية أولوية للناخبين في لاتيني ، مع تكلفة المعيشة والوظائف وتكاليف الإسكان والرعاية الصحية من بين أهم المخاوف. من بين أولئك الذين شملهم الاقتراع ، يعتقد 60 ٪ أن السيد ترامب والجمهوريون في الكونغرس لا يركزون على ما يكفي من الاهتمام على تخفيض تكاليف البضائع اليومية ، ويعتقد 66 ٪ التعريفات – جزء أساسي من أجندة السيد ترامب – سيقلل من فرصتهما الاقتصادية والأمن من خلال رفع أسعار السلع والخدمات. أصدرت ثلاث من أكبر المنظمات اللاتينية في البلاد – Unidosus و Voces Unidos و Lulac – إلى جانب القوة المناخية لمجموعة الدعوة ، النتائج التي استطلعت 1،002 ناخبين مسجلين من أصل إسباني. تضمنت الدراسة الاستقصائية مات أ. باريتو ، الذي أجرى استطلاعًا لحملة كامالا هاريس الرئاسية لعام 2024 ، ودارون ر. شو ، خبير استطلاعات جامعة تكساس الذي عمل في حملات جورج دبليو بوش وهو الآن وراء استطلاعات فوكس نيوز. وقالت جانيت مورغويا ، رئيسة يوندوسوس: 'يشعر الناخبون اللاتينيون بالإحباط لأن أولوياتهم الاقتصادية يتم تجاهلها وأن الوعد الرئيسي الذي قدمه الرئيس ترامب خلال الانتخابات لا يتم الاحتفاظ به'. 'كان الاستياء الاقتصادي هو أقوى سائق في انتخابات عام 2024 ، مما ساعد الرئيس ترامب على زيادة الدعم بين اللاتينيين.' حقق السيد ترامب مكاسب كبيرة بين الناخبين اللاتينيين العام الماضي. أيد 53 ٪ فقط من الناخبين اللاتينيين هاريس ، مقارنة مع 65 ٪ فاز من قبل الرئيس السابق جو بايدن في عام 2020 ، وفقا لبيانات الاقتراع الخروج. صوت حوالي 54 ٪ من الرجال اللاتينيين لصالح السيد ترامب ، حيث احتل الاقتصاد قضية أعلى. بصرف النظر عن الاقتصاد ، وفقا لمورغويا ، فإن الترحيل تساهم في المشاعر السلبية الشاملة. إن غالبية اللاتينيين الذين شملوا استطلاعهم يدعمون طريقًا للمواطنة للمهاجرين غير الموثقين الذين كانوا في الولايات المتحدة لفترة طويلة أو الذين تم إحضارهم إلى البلاد كأطفال. قال حوالي 78 ٪ إنهم يعتقدون أنه من المهم ترحيل المجرمين الخطرين ، لكن السيد ترامب والجمهوريون في الكونغرس لا ينبغي أن يستهدفوا المهاجرين الذين لا يحملون وثائق طويلة دون سجلات جنائية. من بين أولئك الذين شملهم الاقتراع ، قال 43 ٪ إنهم يخشون أن تقوم سلطات الهجرة بالقبض عليهم حتى لو كانت مواطنين أمريكيين أو لديهم وضع قانوني. وفقا لأحدث CBS News Poll تم إصداره يوم الأحد ، ويواصل السيد ترامب الحصول على موافقة الأغلبية على برنامج الترحيل بين جميع الأميركيين ، لكن 56 ٪ من الناخبين من أصل إسباني لا يوافقون. يقول حوالي 81 ٪ من المجيبين إنه ليس من المقبول إذا تم ترحيل السكان الأمريكيين عن طريق الخطأ ، بما في ذلك 84 ٪ من المجيبين من أصل إسباني. في حين أن هناك عدم الرضا عن الإدارة الحالية والجمهوريين في الكونغرس ، يشير باريتو وشو إلى وجود مجال لكلا الطرفين للعمل على تحسين الثقة بين مجتمع لاتيني. عندما طُلب منهم وصف موقف الحزب تجاه اللاتينيين ، قال 35 ٪ من الديمقراطيين 'لا يهتمون كثيرًا' و 37 ٪ قالوا نفس الشيء بالنسبة للجمهوريين ، وفقًا لاستطلاع باريتو وشو. وقال باريتو: 'لقد حددنا هذا الاستنتاج بالذات كرسالة لكلا الحزبين السياسيين لتكون قادرة على وضع أنفسهم بحيث يبدو أنهما يهتمون بمجتمع Hisapnic'. أما بالنسبة للسياسات التي طرحت خلال أول 100 يوم للسيد ترامب ، فقد أظهر اللاتينيون دعمًا لطلب إثبات المواطنة للتصويت في الانتخابات الفيدرالية وتجديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 التي تقل معدلات ضريبة الدخل الفيدرالية لأولئك الذين يحصلون على أقل من 200000 دولار في السنة. عارض الناخبون اللاتينيون إلى حد كبير السماح بالإنفاذ الفيدرالي لقوانين الهجرة في المدارس العامة ، ومنح الوصول إلى الأرقام الهوية والجمارك إلى أرقام هوية الضرائب التي يستخدمها المهاجرون غير الموثقين لدفع الضرائب لأغراض الترحيل الجماعي. وقال مورجويا: 'يؤكد استطلاعنا أنه مع الناخبين المستقطبين والهوامش النحيفة في الكونغرس ، لا يمكن لأي من الطرفين أن يتجاهل أو أخذ التصويت اللاتيني'. 'يجب أن يكون القيام بالعمل لفهم هذا الناخبين المتزايد والهمين بشكل مفيد أولوية.' بالنظر إلى الانتخابات في منتصف المدة لعام 2026 ، يواجه الجمهوريون مشكلة إذا لم يظهر الاقتصاد تحسناً كبيرًا ويستمر اللاتينيون في العيش في خوف من الترحيل ، وفقًا لاستطلاعات الرأي وراء النتائج. ومع ذلك ، فإن علامات التحذير للحزب الديمقراطي تكمن أيضًا في 60 ٪ من الناخبين اللاتينيين الذين قالوا إنهم يعتقدون أن الديمقراطيين يجب أن يحاربوا بشدة ضد إدارة ترامب وسياساته.


الإمارات نيوز
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الإمارات نيوز
فن إدارة الوقت: كيف تنجز أكثر بجهد أقل؟
أهمية الإدارة الفعالة للوقت يُعتبر الوقت من أثمن الموارد التي نمتلكها جميعًا، لكنه محدود ولا يمكن استرجاعه. لذلك، فإدارة الوقت بشكل جيد تساعدنا على تحقيق أهدافنا بكفاءة، وتقليل التوتر الناتج عن ضيق الوقت، وزيادة الإنتاجية مع الحفاظ على توازن حياتنا الشخصية والمهنية. استراتيجيات فعالة لإنجاز المزيد بجهد أقل 1. تحديد الأولويات بوضوح الخطوة الأولى لإدارة الوقت بنجاح هي معرفة المهام التي تستحق الاهتمام والعمل عليها أولًا. يمكن الاستفادة من قاعدة باريتو (80/20) التي تفيد بأن 20% من الجهود تحقق 80% من النتائج. لذا ركز على هذه المهام لتحقيق أكبر تأثير. 2. تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة عندما تواجه مهمة ضخمة، قد يشعر الإنسان بالإرهاق ويؤجل إنجازها. تقسيم المهمة إلى مهام أصغر يسهل التعامل معها القيام بها خطوة بخطوة. 3. استخدام جداول زمنية وخطط يومية قم بوضع جدول يومي أو أسبوعي يحدد الزمن المخصص لكل مهمة. استخدم تقنيات مثل تقنية بومودورو (Pomodoro) التي تعتمد على فترات عمل مركزة تتبعها استراحات قصيرة. حاول تخصيص وقت لإنجاز المهام الهامة قبل بداية يوم العمل أو في الفترة التي تكون فيها أكثر نشاطًا. 4. التخلص من المشتتات تعطيل الإشعارات غير الضرورية، وتهيئة بيئة العمل بحيث تكون خالية من المشتتات، يساعد في زيادة التركيز وإتمام المهام بسرعة أكبر. 5. تعلم قول 'لا' لا يمكن القيام بكل شيء دفعة واحدة. تعلم الرفض بلباقة للمهام أو الطلبات التي لا تتوافق مع أولوياتك أو التي قد تشتت تركيزك. 6. استغلال الوقت الضائع يمكننا استغلال الأوقات القصيرة مثل فترة الانتظار أو التنقل في الاستماع إلى ملفات صوتية تعليمية أو التخطيط لليوم القادم، مما يضيف قيمة لأنشطتنا اليومية. 7. مراجعة الأداء وتعديل الخطط قم بمراجعة أسبوعية لأدائك في إدارة الوقت وتحليل نقاط القوة والضعف، واضبط استراتيجياتك بناءً على ذلك لتحسين النتائج بمرور الوقت. الخاتمة إتقان فن إدارة الوقت ليس بالأمر الصعب، لكنه يتطلب وعياً وممارسة مستمرة. من خلال تبني العادات السليمة والتركيز على ما هو أهم، ستتمكن من إنجاز المزيد بجهد أقل، مما يمنحك وقتًا إضافيًا للاستمتاع بحياتك الشخصية وتحقيق التوازن المنشود.


مجلة رواد الأعمال
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- مجلة رواد الأعمال
3 إستراتيجيات لاستعادة وقتك
في عصر يسيطر عليه التسويف والتشتت، أصبح الوقت أغلى من أي مورد آخر. وبينما تغرق في دوامة الاجتماعات غير الفعّالة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمهام المتكررة، قد تشعر أن الساعات تتسرب من بين يديك دون إنجاز حقيقي. لكن الخبر الجيد هو أن السيطرة على الوقت ممكنة، إذا طبقت الإستراتيجيات الصحيحة. 3 إستراتيجيات لاستعادة الوقت نستعرض في'رواد الأعمال' 3 إستراتيجيات لاستعادة وقتك بنجاح. ستعيد لك الساعات الضائعة وتحولك من شخص منهك إلى منتج بذكاء. وفقًا لما ذكره موقع' psychologytoday'. الحيلة الأولى: مبدأ 'باريتو' تقول قاعدة 80/20، المعروفة أيضًا باسم مبدأ باريتو، إن 80% من النتائج تتحق بواسطة 20% من الجهد. هذه مجرد قاعدة عامة تقريبية. لكنها تصدق (تقريبًا) في كثير من الأحيان بشكل مفاجئ. من الناحية العملية. هذا يعني أن معظم المبيعات في متجر تأتي جراء عدد قليل من المنتجات. ومعظم المشاهدات في قناة يوتيوب أو مدونة تأتي خلال عدد قليل من المنشورات، ومعظم أعطال الكمبيوتر تأتي عبر عدد قليل من أخطاء التعليمات البرمجية، وهكذا. فكر فيما تريد الحصول عليه من وقتك. بالنسبة لساعات عملك، قد يكون ذلك إيرادات، أو فرص للتقدم الوظيفي، أو عدد العملاء الذين تخدمهم. قد يكون شيئًا محددًا للغاية، مثل: عدد المشاهدات للمنشورات ومقاطع الفيديو لمنشئ المحتوى، أو شيئًا أكثر غموضًا، مثل: الرضا الوظيفي. بالنسبة لوقت فراغك. قد يكون ذلك فرصًا للتعلم والنمو الشخصي، أو سعادة الأسرة، أو ببساطة الاستمتاع الشخصي. لنفترض أنك أعددت قائمة بجميع الأشياء التي عليك القيام بها. بالنسبة للعمل، قد تكون هذه قائمة بالمهام أو المشاريع التي تشارك فيها أو حسابات العملاء أو المنتجات. بالنسبة لوقت الفراغ، قد تكون قائمة بالأنشطة المخطط لها أو الهوايات أو التجارب المشتركة. مهما كانت هذه الأشياء، هل تتوقع أن يقدم كل منها نفس النتائج بالضبط أو الإيرادات أو المبيعات أو المتعة أو الرضا؟ بالطبع لا. ستؤدي بعض مشاريعك إلى مبيعات أو مشاهدات أكثر من غيرها. ستكون بعض أنشطتك الخاصة أكثر إرضاءً من غيرها. ما يقوله مبدأ 'باريتو' هو: أن الفرق أكبر مما قد تتخيل. يمكنك استعادة وقتك بالتركيز على المهام أو الأنشطة الأكثر فاعلية. إذا استطعت، أسقط المشاريع وحتى العملاء في العمل للتركيز على الأكثر إنتاجية (قد تحتاج هذه إلى مناقشة مع مشرفك). إذا كان لديك مدونة أو حساب 'يوتيوب'. فركز على الموضوعات التي تجلب لك أكبر عدد من المشاهدات. بالنسبة لوقت فراغك، تخل عن الأنشطة التي تجلب لك أقل قدر من المتعة. الحيلة الثانية: توقف عن تعدد المهام هل تفحص رسائل البريد الإلكتروني في أثناء حضور اجتماع عبر الإنترنت؟ يعتقد الأشخاص الذين يقومون بتعدد المهام أنهم أكثر إنتاجية، لكنهم في الواقع ليسوا كذلك. تظهر البحوث في علم النفس، أننا لا نستطيع أداء أكثر من مهمة إدراكية واحدة في وقت واحد. ما يفعله دماغنا في الواقع. غالبًا دون أن نكون واعين بذلك، هو التبديل ذهابًا وإيابًا بين المهام. لهذا السبب فإن المصطلح المستخدم في البحث ليس تعدد المهام بل 'تبديل المهام'. في أي مهمة تتطلب تفكيرًا أو انتباهًا، فإن عقولنا لديها مسار واحد. يطلق عليه عنق الزجاجة العقلي. وإذا حاولت القيام بعدة أشياء في وقت واحد، فإن عقلك يتبدل ذهابًا وإيابًا. أنت لا تحقق تركيزًا كاملًا أبدًا، وتضيع وقتًا في إعادة التركيز على كل مهمة. وترتكب المزيد من الأخطاء دون أن تلاحظها (وتزيد من حمولتك المعرفية). يستغرق الأشخاص الذين يقومون بتعدد المهام وقتًا أطول لإكمال مهامهم ويرتكبون المزيد من الأخطاء خلال القيام بذلك. ما يجبرهم على قضاء وقت في إصلاح المشكلات لاحقًا. هذه الحيلة بسيطة حقًا: توقف عن تعدد المهام. كلما شعرت بإغراء القيام بعدة أشياء في وقت واحد. لا تفعل ذلك. بدلًا من ذلك، حدد الأولويات. افعل الأشياء المهمة أولًا (تذكر قاعدة 80/20)، وأعطها اهتمامك الكامل. إذا استطعت، ففكر في 'حجب الوقت'، وهي طريقة لإدارة الوقت تقسم فيها يوم عملك إلى كتل زمنية موضوعية. على سبيل المثال، قد ترد باحثة أو محللة على رسائل البريد الإلكتروني لمدة نصف ساعة في بداية ونهاية يومها، وتعمل على تحليل البيانات في الصباح. وتركز على الكتابة في فترة ما بعد الظهر. هناك الكثير من الحديث في الإدارة حول العمل العميق. وهو أكثر تطرفًا: خصص أيامًا كاملة للتركيز على مهام ومشاريع محددة، وتقليل المشتتات والمقاطعات. الحيلة الثالثة: تذكر تكاليف الفرصة البديلة تفرض الحياة الحديثة ضغوطًا عليك لتولي المزيد من المهام. لا أحد يريد أن يكون المعارض، وقد يبدو قول 'لا' وقحًا. ومع ذلك، فإن وقتك محدود. لا يمكنك فعل كل شيء. عندما ينفد وقتك، لن تتمكن من فعل المزيد. هذا يعني أن كل 'نعم' هي أيضًا 'لا'. في كل مرة توافق فيها على مهمة جديدة. فإنك تقول 'لا' لفرص أخرى. أو تأخذ وقتًا من المشاريع والمهام والأنشطة التي قمت بها بالفعل. في أسوأ السيناريوهات، تبدأ في استخدام وقتك الشخصي للتكيف مع جميع مهام عملك. عندما تقبل مهمة جديدة أو تبدأ نشاطًا جديدًا، فإن تكلفة الفرصة البديلة هي خسارة الفوائد المحتملة من البدائل الأخرى؛ لأنك لن تكون قادرًا على متابعتها بعد الآن. المشكلة هي أن المهمة الجديدة أمامك الآن، بينما البدائل لا تزال معلقة في الهواء. هذا يجعل تكلفة الفرصة البديلة صعبة الفهم، لكنها حقيقية. لذا؛ تقول 'نعم'، ويذهب وقتك. إحدى طرق تجنب هذا الفخ هي تأخير قراراتك: 'لست متأكدًا من أن لدي القدرة. دعني أتحقق وأعود إليك'. اجمع الطلبات لفترة قصيرة، واختر أي منها تقبل، إن وجدت (تذكر مرة أخرى قاعدة 80/20!). من الصعب بالطبع القيام بذلك إذا كان الطلب من رئيسك. ولكن بمجرد أن تبدأ في القيام بذلك، قد تتفاجأ باكتشاف عدد المهام التي تتولاها طواعية عندما لا ينبغي لك ذلك.


سفاري نت
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- سفاري نت
مطعم 'إيل باريتو' Il Baretto يطرح عرض حرفي مباشر وقائمة طعام خاصة، احتفالاً بيوم التأسيس الوطني السعودي
الرياض – سفاري نت يسرّ مطعم 'إيل باريتو' il Baretto الرياض الكشف عن نشاطه بمناسبة يوم التأسيس الوطني السعودي، من خلال احتفال شامل بتراث، وضيافة وتقاليد المملكة. إذ سيكرّم هذا النشاط، الذي سيُقام في الـ22 من فبراير، تأسيس أول ولاية سعودية وسيتم تشبيع المطعم، الواقع في مركز عبد الله المالي، بالطابع المحليّ، مع قائمة طعام استثنائية وشراكة مع مؤسسة Turquoise Mountain. ففي هذا اليوم سيكرّم مطعم 'إيل باريتو' Il Baretto توصيف عام 2025 كـ'عام الحرف اليدوية'، من خلال إقامة شراكة مع مؤسسة Turquoise Mountain، وهي مؤسسة عالمية تعيد إحياء الحرف التقليدية وتجدد شعور الفخر بالإرث الوطني. سيسمح هذا التعاون لمطعم 'إيل باريتو' Il Baretto بتكريم الحرف اليدوية السعودية وتعزيز ثرائها من خلال عروض تقدّمها ثلاثة فنانات حرفيات محليات موهوبات. وفي دليل على التزام مطعم 'إيل باريتو' Il Baretto في دعم المجتمع، سيتمكن روّاد المطعم من التفاعل مع الحرفيات، فيطلعون على القصص خلف حرفهن وإرثهن الثقافي. كما ستتوفّر قطع حصرية للبيع، في تحفيز لتجربة تسوّق فريدة من نوعها، كذلك ستُقام عروض خلال اليوم، تتم فيها دعوة رواد المطعم إلى مشاهدة العمليات المدققة خلف كل قطعة. يضمّ هذا التعاون عرضاً لأعمال الحرفية السعودية 'أم أحمد' المتقنة في التطريز وصنع الخرز، التي تجمع ما بين الإرث البدوي والتصاميم المعاصرة. أمّا مصممة شركة Palm Product، 'نور العجمي'، فستعرض علامتها التجارية المحلية Raheef، التي تقدّم للنساء محافظ وحقائب وأجهزة كومبيوتر محمولة، وتمزج تصاميمها ما بين الطابع التقليدي والطابعين العصري والعملي. ستكتمل المجموعة بصانعة الجلود وحائكة نسيج السدو، 'ساره الجاسر'، التي تعتبر رمزاً لجمال التراث والأصالة والثقافة العربية الغنية. وفي إضفاء للفخر والروح المحلية في المكان، سيقدّم مطعم 'إيل باريتو' Il Baretto قائمة طعام استثنائية خاصة بيوم التأسيس الوطني، حيث تعرض لأفضل المنتجات السعودية ونكهاتها. تتضمن القائمة الخاصة أطباقاً فريدة من نوعها، تمزج ما بين تقاليد الطهو السعودية والإيطالية، فستبهج روّاد المطعم بكوكتيل Arabic Velvet 50) ريال سعودي)، هو عبارة عن كوكتيل الإكسبريسو مارتيني الكلاسيكي بلمسة غريبة مصنوع من شراب التمر المنزلي الصنع، والشوكولاتة البيضاء وقهوة فلتر Jazen Saudi المحلية. أما طبق التحلية Tortino Tiepido ai Datteri فيضمن ختاماً حلواً لأي وليمة، وهو عبارة عن كعكة دافئة بالتمر مع كريمة غنية بالقهوة العربية ومثلجات بنكهة الكاراميل المالح (63 ريال سعودي). يحتفل'إيل باريتو' il Baretto الرياض بيوم التأسيس الوطني السعودي في الـ22 من فبراير 2025، مع الترحيب بالرواد مع حجز أو بدونه. سيتم إقامة ثلاث نشاطات خلال اليوم: 'أم أحمد' من الساعة الـ2 إلى الـ4 عصراً، 'نورا العجمي' من الساعة الـ4 عصراً إلى الـ6 مساءً، و'ساره الجاسر' من الساعة الـ6 إلى الـ8 مساءً. الملقا، الرياض 13521، مركز الملك عبد الله المالي، الرياض.