logo
#

أحدث الأخبار مع #بجامعةزايد،

الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»
الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»

الاتحاد

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الاتحاد

الإمارات في البندقية.. العمارة تحاور الحياة «على نار هادئة»

فاطمة عطفة في البندقية، حيث تتناثر الأجنحة الثقافية في زوايا المدينة العائمة، تحلّ دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفاً حاضراً بثقله الإبداعي ورؤاه المعمارية التي تلامس نبض الأرض واحتياجات الإنسان. تحت عنوان شاعري بليغ: «على نار هادئة»، يقدّم الجناح الوطني لدولة الإمارات في الدورة التاسعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة رؤيةً تأملية في أكثر قضايا العصر إلحاحاً والتي تتمثل في الأمن الغذائي. في زمن تتأرجح فيه موائد العالم بين الفقر والوفرة، وبين الجوع والإفراط، تختار الإمارات أن تخاطب هذا القلق الكوني بلغة العمارة، ليس بوصفها حجارةً صامتة أو جدراناً تُبنى، بل كأداة للتفكير، وسلاح ناعم لإنتاج الحياة، في بيئة تزداد فيها التحديات المناخية، وتضيق فيها فسحة الزراعة التقليدية. مشروع «على نار هادئة» ليس مجرد معرض، بل حكاية تُروى بتأنٍ، تتسرب كالماء في ثنايا الطين، وتدعو الزائر إلى إعادة التفكير في العلاقة الأزلية بين الإنسان والطعام، وبين المكان والزرع، وبين العمارة والغذاء. يأتي هذا الحضور بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي لطالما مثّلت جسراً بين الإبداع والمعرفة، وبين الطموح المجتمعي والمشاريع الثقافية المستدامة، وتشرف وزارة الثقافة على توفير الدعم الاستراتيجي وتنسيق الجهود لإنجاح هذه المشاركة الوطنية التي انطلقت في 10 مايو الجاري وتستمر حتى 23 نوفمبر المقبل. تتقدّم الأكاديمية والمهندسة الإماراتية عزة أبوعلم، الأستاذة المساعدة في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، القيِّمة الفنية لمشاركة جناح دولة الإمارات، بخطى واثقة في هذا الحيز العالمي، موضحةً لـ «الاتحاد» أن جناح دولة الإمارات أصبح بمثابة مختبر للأفكار المعمارية التي تتصل بالهوية المحلية والبيئة الطبيعية والتراث العمراني، وإعادة التفكير في مفاهيم الاستدامة والتصميم المعاصر والبحث المتعمق في البيئة الإماراتية. وتشير أبوعلم إلى أن مشروع جناح الإمارات يقدّم رؤية معمارية مبتكرة تستلهم من الماضي لتخاطب المستقبل. وتذكر أن «العمارة القديمة»، مثل استخدام «البارجيل»، أثرت بشكل واضح على التفكير المعماري في المشروع، إذ إن استخدام العمارة لسبل التهوية الطبيعية يمثل كيفية تعايش العمارة مع البيئة. أما من ناحية «العمارة الحديثة»، فقد لعبت دوراً في كيفية التفكير في المساحات العامة والانتقال من المباني التقليدية المغلقة إلى نماذج أكثر انفتاحاً ومرونة، تستجيب للحاجات المجتمعية المتغيرة. وتلفت أبوعلم إلى أن بعض النماذج التي يقدمها المشروع تعتمد على مفاهيم مثل الظل كعنصر معماري، والتبريد الطبيعي، وإعادة تصور العلاقة بين الكتلة والفراغ بطريقة توازن. وهناك نماذج أخرى تعيد النظر في استخدام الأفنية المنزلية، وتعيد تصورها عبر هياكل خفيفة الوزن وتقنيات بناء مستدامة تناسب تحديات البيئة المستقبلية. ولا يعيد مشروع «على نار هادئة» بناء الماضي كما هو، بل يستخدمه كأداة لفهم ما هو ضروري وجوهري، ثم يعيد صياغته بلغة معمارية معاصرة، تحترم التراث وتتطلع إلى المستقبل بابتكار وإبداع. ويلقي مشروع معرض جناح دولة الإمارات هذا العام، الضوء على موضوع «الأمن الغذائي»، باعتباره تحدياً استراتيجياً محلياً وعالمياً، وذلك من خلال النهج البحثي الثلاثي للمشروع: «البحث الأرشيفي»، و«الميداني»، و«التصميم والبناء». وتؤكد المهندسة عزة أبوعلم، أن الدراسات البحثية الأرشيفية أثبتت علاقة إنتاج الغذاء والعمارة في الإمارات منذ القرن السادس عشر في الفجيرة. تلا ذلك استكشاف مشاريع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسعيه المستمر في الأمن الغذائي المحلي. واستُكمل ذلك بالبحث الميداني الذي وثق 155 مزرعة وابتكارات مالكيها وسبل الزراعة المتجذرة في البيئة الصحراوية وتطورها عبر الزمن. وبُحث في مشاريع حول الأمن الغذائي الحضري تؤكد أهمية إنتاج الغذاء في المدن، ما يعزز استدراج تركيبات البيوت المحمية المبتكرة من خلال المشروع باستخدام الإمارات كدراسة حالة. دور «الاتحاد» أوضحت المهندسة عزة أبوعلم، أهمية الأرشيف في البحوث المعاصرة، حيث لم يكن تطور البحث العلمي المرتبط بالأمن الغذائي والزراعة المحلية في المشروع ممكناً دون الاعتماد على المصادر التاريخية التي يوفرها الأرشيف الوطني. وأكدت أن الأرشيف ساهم في توثيق تقنيات الزراعة التقليدية مثل الأفلاج وإدارة موارد المياه في البيئات الصحراوية، بالإضافة إلى توفير خرائط تاريخية للأراضي الزراعية والمناطق المحمية في الإمارات، ونسخ من صحيفة الاتحاد. ولعب الأرشيف، خاصة «صحيفة الاتحاد»، دوراً مهماً في كتابة المقال التاريخي في المنشور المصاحب للجناح الوطني لهذا العام، حيث يروي قصص تلاقي العمارة وإنتاج الطعام في الإمارات في ثلاث حقبات زمنية مختلفة تتضمن تصفح الصحيفة من عام 1969 وحتى 1999. وقد أظهرت الصحيفة، في تلك الأعوام، مدى حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الزراعة المحلية، وكان الأمن الغذائي دائماً أولوية، حيث تمثل هذه الفترة طفرة في إنتاج الغذاء وانبثاق مفاهيم الأمن الغذائي. وأشارت المهندسة عزة أبوعلم إلى أن المشاريع الغذائية التي استحدِثت في تلك الآونة لم تعمل على إعادة تشكيل المشهد الزراعي فقط، بل شملت أيضاً البيئة المبنية، وبالتالي المدن الإماراتية ككل. وبذلك يصبح الأرشيف أكثر من مجرد سجل للماضي، بل أداة استراتيجية لرسم مستقبل زراعي مستدام، يعزز الأمن الغذائي للإمارات.

سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي
سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي

زهرة الخليج

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • زهرة الخليج

سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي

#منوعات في عالم يتسم بالتطور المتسارع، والتغير المستمر.. تبرز سارا الخيال فنانةً تشكيليةً ومصممة غرافيك، تمتلك رؤية فريدة؛ وتستلهم من التراث الإماراتي، فتعيد تقديمه بأسلوب حديث، يعكس هوية الدولة، وروحها المتجددة. وتسعى سارا، من خلال أعمالها الفنية، إلى توثيق الثقافة الإماراتية، مازجةً الجماليات التقليدية باللغة البصرية المعاصرة؛ لتروي كل قطعة فنية لديها حكاية متجذرة في الإرث الثقافي.. في هذا الحوار، نغوص في تفاصيل مسيرتها الفنية، والرؤى التي تشكل إبداعها، والتحديات التي واجهتها، وأحلامها المستقبلية التي تسعى إلى تحقيقها: كيف بدأت رحلتك في عالم التصميم والفنون؟ منذ طفولتي، كنت مولعة بالفنون، وأبحث دائماً عن وسائل للتعبير عن ذاتي، سواء عبر الأعمال الحرفية البسيطة، أو تجميع عناصر بصرية بطرق إبداعية. هذا الشغف قادني إلى دراسة الفنون بشكل أكاديمي؛ فالتحقت بجامعة زايد، وحصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة، تخصص تصميم الغرافيك عام 2022. منذ ذلك الحين، وأنا أكرس جهودي؛ لاكتشاف العلاقة بين الفنون والتراث، وكيف يمكن إعادة تقديم الماضي بأسلوب يتماشى مع العصر. سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي لغة عالمية ما الذي دفعكِ إلى اختيار تصميم الغرافيك مجالاً مهنياً؟ تجذبني إلى تصميم الغرافيك قدرته على مزج الإبداع بالبحث، فهو ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل لغة بصرية عالمية، قادرة على إيصال أفكار ورسائل ذات بُعْد ثقافي وإنساني. ويتيح لي هذا المجال التعمق في الموضوعات التي تهمني، وتحويلها إلى أعمال تحمل بُعداً جمالياً، ورسائل توثيقية. كيف تصفين أسلوبك الفني، وما الذي يميز أعمالك؟ أسلوبي الفني تأملي وعميق، فهو يعكس طريقة حياتي وتفاعلاتي مع العالم من حولي. فإذا كان الموضوع الذي أعمل عليه متاحاً للبحث، فإنني أغمر نفسي بالقراءة، ومشاهدة الوثائقيات، والاستماع إلى الخبراء. أما إذا لم تكن هناك معلومات كافية، فإنني أبحث عن طرق بديلة؛ لاستكشاف الموضوع، مع تدوين أفكاري، واحتياجاتي. هذا الأسلوب يجعل أعمالي فريدة، حيث أستمد الإلهام من تجاربي الشخصية، ورحلات البحث. قدمتِ عملاً فنياً مميزاً بالتعاون مع «بولغري»، فما الفكرة التي بنيتِ عليها هذا العمل؟ كان لي شرف التعاون مع «بولغري» (Bvlgari)، الدار الإيطالية العريقة، ضمن حملتها الخاصة بشهر رمضان، حيث قدمت مجسماً بعنوان «انعكاس النمو»، وهو تركيب فني يجسد «رمزية شجرة النخيل» في الثقافة الإماراتية. فهذه الشجرة المباركة ليست مجرد عنصر طبيعي، بل هي رمز للعطاء والاستدامة، والتواصل مع الأرض، وقد استلهمت عملي من حرفة الخوص، وهي أحد الفنون الإماراتية التقليدية، ودمجتها بأسلوب معاصر يجسد التناغم بين الأصالة والتطور. أردت أن يختبر الزوار في هذا التركيب اتصالاً ملموساً بهذه الشجرة، التي تعد مورداً متجدداً، تجب الاستفادة من إمكاناته، وتقديمها بصورة مبتكرة تعكس مدى التطور، الذي تعيشه دولة الإمارات على الصعد كافة. كيف كانت ردود الأفعال على هذا العمل؟ سعدت كثيراً بالإشادة التي تلقيتها من الزوار، الذين عبروا عن إعجابهم بطريقة إعادة إحياء الحرف اليدوية التقليدية برؤية جديدة. لقد كان من المفرح، حقاً، أن يرى الجمهور كيف يمكن للفنان الإماراتي الشاب أن يسهم في الحفاظ على هذه الفنون، وإعادة تقديمها بأسلوب معاصر يجذب الأجيال الجديدة. كنت سعيدة بالكلمات التشجيعية التي سمعتها، وأرى أن هذا الاتصال الملموس يمنح الزوار تجارب غامرة، تعزز تقديرهم للفنون والحرف اليدوية، التي تعكس هويتنا الثقافية. سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي ما أبرز المشاريع التي عملتِ عليها حتى الآن، وهل هناك مشروع تعتزين به، بشكل خاص؟ كل عمل فني أقدمه يحمل جزءاً مني. لكن، هناك مشاريع أعتز بها بشكل خاص، مثل معرض «حياكة سارا.. حكاية سدو»، الذي تعاونت فيه مع الفنانة فاطمة المحمود؛ فقدمنا أعمالاً مستوحاة من حرفة السدو الإماراتية بأسلوب معاصر. كما أفتخر بمشاركتي في عرض أزياء احتفال عيد الاتحاد الـ52، حيث كنت جزءاً من فريق العمل، الذي نظم هذا الحدث الوطني. كيف تساهمين في توثيق الثقافة الإماراتية من خلال تصاميمك؟ أبدأ أيَّ مشروع بمرحلة بحث عميقة، فأقرأ الكتب، وأزور المتاحف، وأجري مقابلات مع خبراء بالتراث؛ لأنني أحرص على أن تكون أعمالي انعكاساً دقيقاً للموروث الإماراتي، ليس فقط بصرياً، بل أيضاً على مستوى الفكرة والمحتوى؛ فالتصميم أداة قوية لسرد القصص، وأعتبر التحديات التي أواجهها - خلال مرحلة البحث - فرصاً لتوسيع آفاقي، واكتشاف طرق جديدة؛ للحصول على المعلومات، التي أحتاج إليها. وأسعى، دائماً، إلى إبراز الجوانب الخفية في ثقافتنا، عبر أعمال تحمل قيمة معرفية وفنية في آنٍ. ما الأهداف، التي تطمحين إلى تحقيقها، مستقبلاً؟ أطمح إلى تقديم أعمال تعكس إبداع الجيل الجديد من الفنانين الإماراتيين، وأن أقدم هوية دولتنا إلى العالم بطريقة مبتكرة ومؤثرة. كما أريد أن أساهم في تعزيز الفنون وسيلةً للتواصل الثقافي، داخل الإمارات وخارجها. هوية ثقافية هل هناك مشاريع أو أفكار جديدة، تعملين عليها حالياً؟ حالياً، أعمل على تطوير تقنية صبغ طبيعية باستخدام المواد المحلية. وأهدف إلى إنشاء عمل فني، يجسد جمال هذه المواد، ويُبرز هويتنا الثقافية؛ لأنني أرى أن هذا المشروع فرصة؛ للتعبير عن جمال الطبيعة الإماراتية، وقدرتها على إلهام الفنانين. سارا الخيال: أعمالي انعكاس للموروث الإماراتي كيف يمكن للفن أن يكون جسراً بين الأجيال المختلفة؟ الفن لديه القدرة على تخطي الحدود الزمنية. ومن خلال الأعمال الفنية، يمكننا نقل الحكايات والتقاليد والقيم الثقافية، بطريقة تجذب انتباه الشباب، وتثير فضولهم. فعندما يشاهد الأفراد الأعمال الفنية، التي تعكس تراثهم، سيشعرون بالارتباط بماضيهم؛ ما يعزز هويتهم، ويشجعهم على استكشاف جذورهم. أيضًا، يمكن للفن أن يتبنى أساليب جديدة، تعكس تغيرات المجتمع؛ ما يجعل الأجيال الجديدة أكثر قابلية للتفاعل مع التراث. وعبر دمج العناصر التقليدية مع التقنيات الحديثة، يمكننا إنشاء حوار مستمر بين الماضي والحاضر؛ ما يمنح الأجيال الحالية والمستقبلية فرصة فهم واكتشاف ثراء ثقافتهم، بطرق جديدة ومبتكرة. ما نصيحتك للفنانين والمصممين الناشئين في الإمارات؟ أنصح الفنانين الناشئين بعدم التوقف عن البحث والاستكشاف؛ فالفن رحلة مستمرة، وكل تجربة تضيف إلى رصيدهم الإبداعي. والأهم هو أن يجد الفنان صوته الخاص، وأن يقدم رؤيته بأسلوب يعبر عن ذاته، وهويته الثقافية. كما أن التواصل مع مجتمع الفن المحلي، والتفاعل مع الفنانين الآخرين، يمكن أن يكونا مصدر إلهام، ودافعاً للاستمرار في تقديم أعمال ذات تأثير حقيقي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store