logo
#

أحدث الأخبار مع #بحربالخليجالثانية

ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران
ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران

بوابة الأهرام

timeمنذ 7 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران

مازالت الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران تمثل فرصة مهمة لاختبار العديد من المقولات والافتراضات، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا فى هذه الحرب من خلال تنفيذها ضربات مباشرة لعدد من المنشآت النووية فجر أمس باستخدام قاذفات B-2 Spirit. الحرب أسهمت فى تراجع الاعتماد على الوكلاء، ومن ثم تراجع نموذج الحرب بالوكالة بشكل كبير. ومثلت فرصة كبيرة لاختبار علاقات صدق علاقات الشراكة بين إيران والقوى الصاعدة فى النظام العالمى (الصين وروسيا)، ومدى استعداد الأخيرة لحماية إحدى نقاط ارتكاز مهمة لهذه القوى، ليس بالضرورة من خلال تدخل عسكرى، لكن على الأقل من خلال التدخل السياسى لدى الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أن الشريكين الصينى والروسى مارسا هجوما، بدرجات مختلفة، على الولايات المتحدة وإسرائيل داخل مجلس الأمن، لكن هذا لم يكن كافيا لوقف الحرب أو ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن الاستمرار فى ضرب إيران، ما يشير إلى أن هناك حدودا أو سقفا ــ حتى الآن ــ لاستعداد أو لقدرة هذه القوى الصاعدة على حماية شركائها داخل النظام العالمى قيد التشكل. قد لا يكون ذلك استنتاجا نهائيا، فقد يرتبط ذلك مرحليا بحسابات القوى الصاعدة، والموازنة الاستراتيجية الدقيقة بين تكاليف التدخل والحماية من ناحية، والمكاسب التى يمكن أن تنجم عن هذا التدخل، من ناحية أخرى. لكن فى جميع الحالات، فإن الواقع يشير إلى أن إحدى الخلاصات المهمة للحرب الجارية ــ حتى الآن ــ أن هناك سقفا لحدود الاعتماد على القوى الصاعدة، وهى خلاصة ستمثل بلا شك محددا مهما فى بناء التحالفات والمحاور الدولية والإقليمية خلال المرحلة المقبلة، خاصة فى منطقة آسيا المحيط الهادي، ومنطقة الإندوباسيفيك بشكل عام. هذه الخلاصة تأكدت فى إقليم الشرق الأوسط مرتين خلال أقل من عام، كانت الأولى مع تخلى روسيا عن حليفها نظام بشار الأسد فى مواجهة المعارضة المحلية، وجاءت الحرب الجارية لتؤكد هذه الخلاصة مرة ثانية. مرة أخرى، قد يرتبط ذلك بحسابات مرحلية لهذه القوى، لكنها فى الأغلب ستكون حالة طويلة الأمد نسبيا، وقد يكون عدم التدخل لدعم الحلفاء/ الشركاء سمة هيكلية لإحدى هذه القوى وجزءا من عقيدتها الاستراتيجية، أو امتدادا لطبيعة نظامها الثقافى الداخلي. هذه الحقائق تؤسس لاستنتاج آخر وهو أننا سنظل فى مرحلة الأحادية القطبية القائمة بقيادة الولايات المتحدة لفترة غير محددة. ويمكن القول إن الحرب الجارية، بعد تدخل الولايات المتحدة، أشبه بحرب الخليج الثانية (1990/1991)؛ فإذا كانت الأخيرة قد مثلت توثيقا أو «شهادة موت» النظام ثنائى القطبية وميلاد النظام أحادى القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فإن قرار الولايات المتحدة بالتدخل فى الحرب الجارية ضد إيران هو أقرب إلى شهادة بإطالة حياة النظام أحادى القطبية إلى أمد غير معلوم فى المدى المنظور. هذا التدخل الأمريكى قد يتبعه حزمة أخرى من القرارات والسياسات لتأكيد الخلاصة نفسها. لقد كان من المتوقع أن تركز إدارة ترامب على المواجهة المباشرة مع الصين وروسيا كمدخل لحسم الصراع الجارى على قمة النظام العالمى للحفاظ على النظام أحادى القطبية، لكن الواضح أن التركيز قد يكون ــ فى الأغلب وحتى الآن ــ على حسم الصراع أولا فى «المناطق الطرفية»، بعيدا عن مركز النظام العالمى أو قمته. التدخل الأمريكى المباشر فى الحرب الجارية ضد إيران يبدو فى أحد وجوهه دعما للحليف الإسرائيلي، لكنه ليس بعيدا عن الصراع الجارى على قمة النظام العالمي، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار طبيعة الأسلحة الأمريكية المستخدمة، وطبيعة الأهداف التى تم العمل عليها. بهذه الطريقة، تكون الإدارة الأمريكية الراهنة قد نجحت فى تأجيل الصدام العسكرى مع القوى الصاعدة إلى أجل غير مسمى، دون أن ينفى ذلك أن دقة وصلابة هذه الاستنتاجات ستظل بلا شك مرهونة بردود الفعل الإيرانية على الضربات الأمريكية التى تم تنفيذها ضد المنشآت النووية، ومرهونة أيضا بالنتائج النهائية للحرب، وبالطريقة التى ستنتهى بها، وإن كان من غير المتوقع أن تمثل ردود الفعل الإيرانية نقطة تحول استراتيجية فى مسار الحرب. الجانب الإسرائيلى قد ينتقل إلى التركيز على هدف آخر، وضعه ضمن أهدافه منذ اليوم الأول، وهو إزاحة النظام الإيرانى القائم، على أمل بناء نظام جديد ينطلق من قناعات مغايرة؛ بمعنى بناء نظام بديل يتخلى عن المشروع النووي؛ انطلاقا من أن هذا المشروع مثل أساسا لعلاقات صراعية مع الغرب ودول الإقليم وعبئا على الاقتصاد الإيرانى والسياسة الخارجية الإيرانية، والتخلى كذلك عن العلاقة الصراعية مع إسرائيل. مازالت الرسائل الصادرة عن الولايات المتحدة أنها لا تسعى إلى تغيير النظام فى إيران، وأنها تختلف مع إسرائيل فى أولوية هذا الهدف. قد يكون الموقف الأمريكى ــ فى حالة صِدْقِه ــ مدفوعا بالخبرة الأمريكية فى إزاحة الأنظمة السياسية بالقوة العسكرية؛ إذ تشير هذه الخبرة إلى أنه يمكن تحقيق هذه الإزاحة، لكن من الصعب بناء نظام بديل حليف ومستقر، وهو ما أكدته تجربتا أفغانستان وليبيا وغيرهما. ومدفوعا أيضا بتعقد الحالة الإيرانية. لكن مع ذلك، لا يمكن الوثوق بالرسائل الصادرة عن الولايات المتحدة، والتى قد تمثل جزءا من سياسة «الغموض الاستراتيجي» التى مارستها ــ ومازالت ــ الإدارة الأمريكية منذ ما قبل بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. ويرجح هذا الاحتمال عاملان آخران. أولهما: مستوى التنسيق الذى وصلت إليه العلاقات الأمريكية ــ الإسرائيلية فى الحرب، الأمر الذى يعنى إمكان التأثير الإسرائيلى على ترتيب الأهداف الأمريكية فى الحرب. وثانيهما: أن إزاحة النظام القائم قد لا يرتبط به بالضرورة هدف إقامة بناء نظام إيرانى بديل؛ فقد يكون الهدف هو إدخال إيران والإقليم فى حالة من الفوضى. هذه الفوضى ستسهم، أولا، فى خروج المشروع النووى عن السيطرة وتراجعه كأولوية كأمر واقع. كما أنها تمثل، ثانيا، عاملا محفزا على ضمان خروج إيران من معادلات القوة فى الإقليم. أضف إلى ذلك اعتياد الولايات المتحدة والغرب على حالات الفوضى التى نجمت عن إزاحة العديد من الأنظمة. ------------------------------------------------ إن الحرب الجارية، بعد تدخل الولايات المتحدة، أشبه بحرب الخليج الثانية (1990/ 1991)؛ فإذا كانت الأخيرة قد مثلت توثيقا أو «شهادة موت» النظام ثنائى القطبية وميلاد النظام أحادى القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فإن قرار الولايات المتحدة بالتدخل فى الحرب الجارية ضد إيران هو أقرب إلى شهادة بإطالة حياة النظام أحادى القطبية إلى أمد غير معلوم فى المدى المنظور.

ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران
ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران

بوابة الأهرام

timeمنذ 8 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

ما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب الجارية ضد إيران

مازالت الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران تمثل فرصة مهمة لاختبار العديد من المقولات والافتراضات، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا فى هذه الحرب من خلال تنفيذها ضربات مباشرة لعدد من المنشآت النووية فجر أمس باستخدام قاذفات B-2 Spirit. الحرب أسهمت فى تراجع الاعتماد على الوكلاء، ومن ثم تراجع نموذج الحرب بالوكالة بشكل كبير. ومثلت فرصة كبيرة لاختبار علاقات صدق علاقات الشراكة بين إيران والقوى الصاعدة فى النظام العالمى (الصين وروسيا)، ومدى استعداد الأخيرة لحماية إحدى نقاط ارتكاز مهمة لهذه القوى، ليس بالضرورة من خلال تدخل عسكرى، لكن على الأقل من خلال التدخل السياسى لدى الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أن الشريكين الصينى والروسى مارسا هجوما، بدرجات مختلفة، على الولايات المتحدة وإسرائيل داخل مجلس الأمن، لكن هذا لم يكن كافيا لوقف الحرب أو ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن الاستمرار فى ضرب إيران، ما يشير إلى أن هناك حدودا أو سقفا ــ حتى الآن ــ لاستعداد أو لقدرة هذه القوى الصاعدة على حماية شركائها داخل النظام العالمى قيد التشكل. قد لا يكون ذلك استنتاجا نهائيا، فقد يرتبط ذلك مرحليا بحسابات القوى الصاعدة، والموازنة الاستراتيجية الدقيقة بين تكاليف التدخل والحماية من ناحية، والمكاسب التى يمكن أن تنجم عن هذا التدخل، من ناحية أخرى. لكن فى جميع الحالات، فإن الواقع يشير إلى أن إحدى الخلاصات المهمة للحرب الجارية ــ حتى الآن ــ أن هناك سقفا لحدود الاعتماد على القوى الصاعدة، وهى خلاصة ستمثل بلا شك محددا مهما فى بناء التحالفات والمحاور الدولية والإقليمية خلال المرحلة المقبلة، خاصة فى منطقة آسيا المحيط الهادي، ومنطقة الإندوباسيفيك بشكل عام. هذه الخلاصة تأكدت فى إقليم الشرق الأوسط مرتين خلال أقل من عام، كانت الأولى مع تخلى روسيا عن حليفها نظام بشار الأسد فى مواجهة المعارضة المحلية، وجاءت الحرب الجارية لتؤكد هذه الخلاصة مرة ثانية. مرة أخرى، قد يرتبط ذلك بحسابات مرحلية لهذه القوى، لكنها فى الأغلب ستكون حالة طويلة الأمد نسبيا، وقد يكون عدم التدخل لدعم الحلفاء/ الشركاء سمة هيكلية لإحدى هذه القوى وجزءا من عقيدتها الاستراتيجية، أو امتدادا لطبيعة نظامها الثقافى الداخلي. هذه الحقائق تؤسس لاستنتاج آخر وهو أننا سنظل فى مرحلة الأحادية القطبية القائمة بقيادة الولايات المتحدة لفترة غير محددة. ويمكن القول إن الحرب الجارية، بعد تدخل الولايات المتحدة، أشبه بحرب الخليج الثانية (1990/1991)؛ فإذا كانت الأخيرة قد مثلت توثيقا أو «شهادة موت» النظام ثنائى القطبية وميلاد النظام أحادى القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فإن قرار الولايات المتحدة بالتدخل فى الحرب الجارية ضد إيران هو أقرب إلى شهادة بإطالة حياة النظام أحادى القطبية إلى أمد غير معلوم فى المدى المنظور. هذا التدخل الأمريكى قد يتبعه حزمة أخرى من القرارات والسياسات لتأكيد الخلاصة نفسها. لقد كان من المتوقع أن تركز إدارة ترامب على المواجهة المباشرة مع الصين وروسيا كمدخل لحسم الصراع الجارى على قمة النظام العالمى للحفاظ على النظام أحادى القطبية، لكن الواضح أن التركيز قد يكون ــ فى الأغلب وحتى الآن ــ على حسم الصراع أولا فى «المناطق الطرفية»، بعيدا عن مركز النظام العالمى أو قمته. التدخل الأمريكى المباشر فى الحرب الجارية ضد إيران يبدو فى أحد وجوهه دعما للحليف الإسرائيلي، لكنه ليس بعيدا عن الصراع الجارى على قمة النظام العالمي، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار طبيعة الأسلحة الأمريكية المستخدمة، وطبيعة الأهداف التى تم العمل عليها. بهذه الطريقة، تكون الإدارة الأمريكية الراهنة قد نجحت فى تأجيل الصدام العسكرى مع القوى الصاعدة إلى أجل غير مسمى، دون أن ينفى ذلك أن دقة وصلابة هذه الاستنتاجات ستظل بلا شك مرهونة بردود الفعل الإيرانية على الضربات الأمريكية التى تم تنفيذها ضد المنشآت النووية، ومرهونة أيضا بالنتائج النهائية للحرب، وبالطريقة التى ستنتهى بها، وإن كان من غير المتوقع أن تمثل ردود الفعل الإيرانية نقطة تحول استراتيجية فى مسار الحرب. الجانب الإسرائيلى قد ينتقل إلى التركيز على هدف آخر، وضعه ضمن أهدافه منذ اليوم الأول، وهو إزاحة النظام الإيرانى القائم، على أمل بناء نظام جديد ينطلق من قناعات مغايرة؛ بمعنى بناء نظام بديل يتخلى عن المشروع النووي؛ انطلاقا من أن هذا المشروع مثل أساسا لعلاقات صراعية مع الغرب ودول الإقليم وعبئا على الاقتصاد الإيرانى والسياسة الخارجية الإيرانية، والتخلى كذلك عن العلاقة الصراعية مع إسرائيل. مازالت الرسائل الصادرة عن الولايات المتحدة أنها لا تسعى إلى تغيير النظام فى إيران، وأنها تختلف مع إسرائيل فى أولوية هذا الهدف. قد يكون الموقف الأمريكى ــ فى حالة صِدْقِه ــ مدفوعا بالخبرة الأمريكية فى إزاحة الأنظمة السياسية بالقوة العسكرية؛ إذ تشير هذه الخبرة إلى أنه يمكن تحقيق هذه الإزاحة، لكن من الصعب بناء نظام بديل حليف ومستقر، وهو ما أكدته تجربتا أفغانستان وليبيا وغيرهما. ومدفوعا أيضا بتعقد الحالة الإيرانية. لكن مع ذلك، لا يمكن الوثوق بالرسائل الصادرة عن الولايات المتحدة، والتى قد تمثل جزءا من سياسة «الغموض الاستراتيجي» التى مارستها ــ ومازالت ــ الإدارة الأمريكية منذ ما قبل بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. ويرجح هذا الاحتمال عاملان آخران. أولهما: مستوى التنسيق الذى وصلت إليه العلاقات الأمريكية ــ الإسرائيلية فى الحرب، الأمر الذى يعنى إمكان التأثير الإسرائيلى على ترتيب الأهداف الأمريكية فى الحرب. وثانيهما: أن إزاحة النظام القائم قد لا يرتبط به بالضرورة هدف إقامة بناء نظام إيرانى بديل؛ فقد يكون الهدف هو إدخال إيران والإقليم فى حالة من الفوضى. هذه الفوضى ستسهم، أولا، فى خروج المشروع النووى عن السيطرة وتراجعه كأولوية كأمر واقع. كما أنها تمثل، ثانيا، عاملا محفزا على ضمان خروج إيران من معادلات القوة فى الإقليم. أضف إلى ذلك اعتياد الولايات المتحدة والغرب على حالات الفوضى التى نجمت عن إزاحة العديد من الأنظمة. إن الحرب الجارية، بعد تدخل الولايات المتحدة، أشبه بحرب الخليج الثانية (1990/ 1991)؛ فإذا كانت الأخيرة قد مثلت توثيقا أو «شهادة موت» النظام ثنائى القطبية وميلاد النظام أحادى القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فإن قرار الولايات المتحدة بالتدخل فى الحرب الجارية ضد إيران هو أقرب إلى شهادة بإطالة حياة النظام أحادى القطبية إلى أمد غير معلوم فى المدى المنظور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store