#أحدث الأخبار مع #بحلمأمكنةإيطاليا تلغرافمنذ 19 ساعاتترفيهإيطاليا تلغرافالعولمة والحق في الغناء الجماعي الهادفإيطاليا تلغراف د. الحبيب ناصري لم أنتبه إلى الظاهرة الغنائية الجماعية الذي يقودها الفنان بودشار إلا مؤخرا. طبعا ما لفت انتباهي إليها، ذلك الغناء الجماعي من لدن فئات عمرية مختلفة، وطبيعة الأغاني المختارة، وهذه الأغاني كلها من الذاكرة الغنائية المغربية والعربية الجميلة، والتي نعتز بكوننا نحن من أبدع هذه الأغاني المغربية والعربية الجميلة، سواء على مستوى الكلمات أو على مستوى اللحن أو على مستوى الأداء. طبعا، شخصيا كبرت وترعرعت في ظل أغاني عبد الهادي بلخياط ومحمد الحياني وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وأم كلثوم، الخ، بالإضافة إلى أغاني العيطة الشعبية وعبيدات الرما والأغاني الغيوانية، بما فيها ناس الغيوان وجيل جيلالة وتكادة ولمشاهب، الخ. هذه الأغاني شكلت بالنسبة لجيلي، جزءا من كيفية بناء مخيالنا وفهمنا للعالم ولذواتنا وللآخر. بل هي متون غنائية كتبت وبحثت في العديد منها، ومن زاوية علمية وثقافية عامة، ومنذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وعما قريب ستصدر روايتي المعنونة ب'حلم أمكنة' والتي بدورها ستوثق للعديد من هذه المتون الغنائية المغربية والعربية. اليوم، نعيش تجربة غنائية جماعية جميلة، يقودها هذا الفنان الأستاذ بودشار، خصوصا في زمن تهيمن فيه التفاهة بل تحكمت هذه التفاهة في مفاصل حياتية عديدة، وتم تعليب الذوق والعديد من تفاصيل الحياة، وأصبحت هذه التفاهة تجرنا نحو مستنقع أصبح فيه الجميل يعيش غريبا، بينما هيمن القبح في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، والذي وجد فيه العديد من الناس فرصة لنشر العديد من مظاهر القبح، بحثا عن نسب مشاهدة مربحة ماليا، لكنها هادمة لكل ما بني من قيم جماعية جميلة. في ظل ما سبق، تنبت زهرة جميلة تستحق التنويه والتشجيع، ولاسيما وطاقمها يتميز بعنصر الشباب، وهذا في حد ذاته مكسب فني مهم يستحق التنويه، في زمن نجد فيه العديد من الشباب لقمة سهلة الهضم في فم التفاهة. ما معنى أن نردد مع هذه الفرقة، التي يقودها هذا الفنان بودشار، العديد من الأغاني المغربية الجميلة التي تنتمي لزمن ثقافي مغربي جد 'متقدم' بالمقارنة مع الحاضر؟ بل وما معنى أن نردد العديد من الأغاني المصرية التي بصمت المشهد الفني العربي، مثل أغاني أم كلثوم التي كان يرددها الفلاح والباحث الجامعي معا؟. بكل بساطة، هذا يعني أن هذا النوع من الفن لازال قادرا على مواجهة 'ثقافة' المحو التي يتميز بها عصرنا الحالي، وهو عصر ساد فيه القبح ويروج له وبصيغ تكنولوجية عديدة، مما جعل عولمته، 'تقولب' ذوقنا وفق قوالب مرغوب فيها، لتسهل عملية 'شفط' دواخل الناس، وتصبح مساهمة في ترويج تفاهة مربحة لمن أسس 'مجده' على التفاهة وليس على الجمال. هذا يعني أيضا، أن الفن النبيل، من الممكن أن يساهم في 'تنظيف' الذوق الحالي من مظاهر قبح عديدة، بل هذا يعني أن رموز الغناء المغربي والعربي ككل، سيبقون حاضرين مهما تقوت مظاهر التفاهة وحاطت بنا من كل الجوانب، والدليل تعطش هذه الجماعة التي تغني بشكل جماعي العديد من الأغاني الخالدة، بروح جماعية، وهو ما يرفع من أحاسيسها وأنسنتها. ضمن هذا الإطار، من الممكن تحليل هذه الظاهرة الغنائية الجماعية، ولو بشكل مكثف، حيث الكل يغني والكل يرقص والكل يردد. هذا الشكل من الغناء الجماعي، يذكرنا في غنائنا الشعبي البدوي، حيث كان الكل يغني والكل يرقص، وضمن رؤية كرنفالية شعبية جميلة ومقوية للحمة العائلية والإنسانية ككل. ما كان يغنى بشكل فردي، حولته الجماعة، هنا، إلى غناء جماعي. متنفس جميل، سيكون له أثره في انتشال هذه الجماعة من هم العولمة و'قوالبها' العديدة، وعدم سقوطها في فخ التطرف العنيف. بلباس أبيض (قد يدل على العديد من الدلالات مثل الانتماء إلى ثقافة السلام) موحد جميل يجمع بين الفرقة الموسيقية والجمهور، أصبحنا نشاهد خطابا بصريا فنيا جميلا يردد تلك الأغاني التي هي اليوم جزء مما تبقى من تلك الأغاني الخالدة والتي تشكل جزءا من ذلك الرأسمال الفني المغربي والعربي الحقيقي، خصوصا ونحن اليوم نعيش في زمن عولمة عنيفة بحروبها ودمارها وخرابها، وهنا يصبح الفن الجميل قادرا على إرجاعنا إلى تلك الأحاسيس الإنسانية الجميلة، والتي تذكرنا في كوننا نعود إلى أصل واحد، مما يعني طرح السؤال التالي: لماذا الحروب؟ ولماذا قتل الإنسان لأخيه الإنسان؟. سؤال يطرحه الفن النبيل عبر تلك الأيادي الجميلة التي تعزف على الكمان أو على العود، أو على أي آلة موسيقية، تهز وجداننا، وتعيدنا إلى أصلنا حيث المحبة هي المدخل الحقيقي لكتابة تاريخ إنساني جميل، يسعى إلى تقاسم خيرات الأرض ونبذ العنف والكراهية والتكفير، بل والمساهمة في بناء عولمة إنسانية جديدة، يصبح فيها الفن ذلك الباني الحقيقي لسقف هذه العولمة، وليس السياسية بمفهومها السياسوي الباحث عن الحروب والدمار وحرمان الإنسان لأخيه الإنسان، من الحق في الحياة، في عالم يتسع لنا جميعا، بل في عالم خيراته وضعها الله للإنسان، وهي كافية له وأكثر. بكل تأكيد، وكما قال ذلك نيتشه، فالحياة كانت ستكون غلطة كبيرة لولا الفن. على هذا المقاس، أقول، وحده الفن الجميل قادر على خلخلة التفاهة وإرجاعنا إلى تلك الأحاسيس الإنسانية النبيلة الداعية لثقافة الفرح. إيطاليا تلغراف
إيطاليا تلغرافمنذ 19 ساعاتترفيهإيطاليا تلغرافالعولمة والحق في الغناء الجماعي الهادفإيطاليا تلغراف د. الحبيب ناصري لم أنتبه إلى الظاهرة الغنائية الجماعية الذي يقودها الفنان بودشار إلا مؤخرا. طبعا ما لفت انتباهي إليها، ذلك الغناء الجماعي من لدن فئات عمرية مختلفة، وطبيعة الأغاني المختارة، وهذه الأغاني كلها من الذاكرة الغنائية المغربية والعربية الجميلة، والتي نعتز بكوننا نحن من أبدع هذه الأغاني المغربية والعربية الجميلة، سواء على مستوى الكلمات أو على مستوى اللحن أو على مستوى الأداء. طبعا، شخصيا كبرت وترعرعت في ظل أغاني عبد الهادي بلخياط ومحمد الحياني وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وأم كلثوم، الخ، بالإضافة إلى أغاني العيطة الشعبية وعبيدات الرما والأغاني الغيوانية، بما فيها ناس الغيوان وجيل جيلالة وتكادة ولمشاهب، الخ. هذه الأغاني شكلت بالنسبة لجيلي، جزءا من كيفية بناء مخيالنا وفهمنا للعالم ولذواتنا وللآخر. بل هي متون غنائية كتبت وبحثت في العديد منها، ومن زاوية علمية وثقافية عامة، ومنذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وعما قريب ستصدر روايتي المعنونة ب'حلم أمكنة' والتي بدورها ستوثق للعديد من هذه المتون الغنائية المغربية والعربية. اليوم، نعيش تجربة غنائية جماعية جميلة، يقودها هذا الفنان الأستاذ بودشار، خصوصا في زمن تهيمن فيه التفاهة بل تحكمت هذه التفاهة في مفاصل حياتية عديدة، وتم تعليب الذوق والعديد من تفاصيل الحياة، وأصبحت هذه التفاهة تجرنا نحو مستنقع أصبح فيه الجميل يعيش غريبا، بينما هيمن القبح في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، والذي وجد فيه العديد من الناس فرصة لنشر العديد من مظاهر القبح، بحثا عن نسب مشاهدة مربحة ماليا، لكنها هادمة لكل ما بني من قيم جماعية جميلة. في ظل ما سبق، تنبت زهرة جميلة تستحق التنويه والتشجيع، ولاسيما وطاقمها يتميز بعنصر الشباب، وهذا في حد ذاته مكسب فني مهم يستحق التنويه، في زمن نجد فيه العديد من الشباب لقمة سهلة الهضم في فم التفاهة. ما معنى أن نردد مع هذه الفرقة، التي يقودها هذا الفنان بودشار، العديد من الأغاني المغربية الجميلة التي تنتمي لزمن ثقافي مغربي جد 'متقدم' بالمقارنة مع الحاضر؟ بل وما معنى أن نردد العديد من الأغاني المصرية التي بصمت المشهد الفني العربي، مثل أغاني أم كلثوم التي كان يرددها الفلاح والباحث الجامعي معا؟. بكل بساطة، هذا يعني أن هذا النوع من الفن لازال قادرا على مواجهة 'ثقافة' المحو التي يتميز بها عصرنا الحالي، وهو عصر ساد فيه القبح ويروج له وبصيغ تكنولوجية عديدة، مما جعل عولمته، 'تقولب' ذوقنا وفق قوالب مرغوب فيها، لتسهل عملية 'شفط' دواخل الناس، وتصبح مساهمة في ترويج تفاهة مربحة لمن أسس 'مجده' على التفاهة وليس على الجمال. هذا يعني أيضا، أن الفن النبيل، من الممكن أن يساهم في 'تنظيف' الذوق الحالي من مظاهر قبح عديدة، بل هذا يعني أن رموز الغناء المغربي والعربي ككل، سيبقون حاضرين مهما تقوت مظاهر التفاهة وحاطت بنا من كل الجوانب، والدليل تعطش هذه الجماعة التي تغني بشكل جماعي العديد من الأغاني الخالدة، بروح جماعية، وهو ما يرفع من أحاسيسها وأنسنتها. ضمن هذا الإطار، من الممكن تحليل هذه الظاهرة الغنائية الجماعية، ولو بشكل مكثف، حيث الكل يغني والكل يرقص والكل يردد. هذا الشكل من الغناء الجماعي، يذكرنا في غنائنا الشعبي البدوي، حيث كان الكل يغني والكل يرقص، وضمن رؤية كرنفالية شعبية جميلة ومقوية للحمة العائلية والإنسانية ككل. ما كان يغنى بشكل فردي، حولته الجماعة، هنا، إلى غناء جماعي. متنفس جميل، سيكون له أثره في انتشال هذه الجماعة من هم العولمة و'قوالبها' العديدة، وعدم سقوطها في فخ التطرف العنيف. بلباس أبيض (قد يدل على العديد من الدلالات مثل الانتماء إلى ثقافة السلام) موحد جميل يجمع بين الفرقة الموسيقية والجمهور، أصبحنا نشاهد خطابا بصريا فنيا جميلا يردد تلك الأغاني التي هي اليوم جزء مما تبقى من تلك الأغاني الخالدة والتي تشكل جزءا من ذلك الرأسمال الفني المغربي والعربي الحقيقي، خصوصا ونحن اليوم نعيش في زمن عولمة عنيفة بحروبها ودمارها وخرابها، وهنا يصبح الفن الجميل قادرا على إرجاعنا إلى تلك الأحاسيس الإنسانية الجميلة، والتي تذكرنا في كوننا نعود إلى أصل واحد، مما يعني طرح السؤال التالي: لماذا الحروب؟ ولماذا قتل الإنسان لأخيه الإنسان؟. سؤال يطرحه الفن النبيل عبر تلك الأيادي الجميلة التي تعزف على الكمان أو على العود، أو على أي آلة موسيقية، تهز وجداننا، وتعيدنا إلى أصلنا حيث المحبة هي المدخل الحقيقي لكتابة تاريخ إنساني جميل، يسعى إلى تقاسم خيرات الأرض ونبذ العنف والكراهية والتكفير، بل والمساهمة في بناء عولمة إنسانية جديدة، يصبح فيها الفن ذلك الباني الحقيقي لسقف هذه العولمة، وليس السياسية بمفهومها السياسوي الباحث عن الحروب والدمار وحرمان الإنسان لأخيه الإنسان، من الحق في الحياة، في عالم يتسع لنا جميعا، بل في عالم خيراته وضعها الله للإنسان، وهي كافية له وأكثر. بكل تأكيد، وكما قال ذلك نيتشه، فالحياة كانت ستكون غلطة كبيرة لولا الفن. على هذا المقاس، أقول، وحده الفن الجميل قادر على خلخلة التفاهة وإرجاعنا إلى تلك الأحاسيس الإنسانية النبيلة الداعية لثقافة الفرح. إيطاليا تلغراف