#أحدث الأخبار مع #بريان_ويليامزصحيفة الخليج٠٧-٠٥-٢٠٢٥علومصحيفة الخليجالقهوة... رحلة مثيرة بين مدن العالمالقاهرة: «الخليج» يقدم «بريان ويليامز» في كتابه «فلسفة القهوة» مقدمة وجيزة لرحلة القهوة من أصولها في شمال إفريقيا قبل ألف عام حتى يومنا هذا، الكتاب الذي ترجمه إلى العربية «أنس سمحان» يتتبع تاريخ القهوة من أصولها المتواضعة في شمال إفريقيا إلى اليوم، الذي صارت تشكل فيه ظاهرة عالمية، يستمتع الناس حول العالم بشربها. يقال إن القهوة هي السلعة الأكثر تداولاً ومتاجرة بعد النفط على كوكب الأرض، وعلى الرغم من عدم صحة هذه المقولة فإن القهوة ومن دون أدنى شك سلعة ذات أهمية عالمية، وبحسب مركز التجارة الدولية فإنها أكثر انتشاراً من الشاي، حيث تبلغ مبيعاتها سبعة أضعاف الشاي، وتحصد لنفسها مكاناً ودرجة راقية بجانب مواد أخرى. مقارنة بعمر الحضارة البشرية، فإن اكتشاف مشروب القهوة كان متأخراً بالنظر إلى باقي الاكتشافات الأخرى، لقد اكتشف البشر الشاي قبل أكثر من ألفي سنة، لكن القهوة لم تظهر إلا في الألفية الثانية، كيف نما الواصل المتأخر في وقت قصير نسبياً ليصير واحداً من أكثر المشروبات استهلاكاً اليوم؟ يوجد إجماع على أن اكتشاف القهوة كان في مرتفعات أثيوبيا، وأن مكتشفها كان راعي ماعز متواضع، لا يوجد أي سجلات تؤكد هذا الأمر، وإنما فقط قصص يتناولها الناس ويمررونها من جيل إلى آخر، إلى أن صارت قصة فلكلورية خاصة بالقهوة. توجد ادعاءات مضادة تفيد بأن القهوة اكتشفت على الجانب الآخر للبحر الأحمر في اليمن، وعلى الرغم من دور اليمن لاحقاً في انتشار القهوة لنطاقات أوسع حول العالم، يتفق أغلب الباحثين على أن إثيوبيا كانت موطن نشأة القهوة الأول. وجدت القصة مطبوعة لأول مرة في عام 1671 والأحداث وقعت بين عامي 800 و1000 بعد الميلاد، كان راعي الماعز قد لاحظ أن ماعزه صارت نشيطة للغاية، بعد أكلها لثمار توتية حمراء من شجرة ما، وأنها صارت تضج بالطاقة، لدرجة أنها لم تعد قادرة على النوم مساء. يرتبط تحول القهوة من مشروب مغمور في مرتفعات إثيوبيا إلى مشروب يستهلك في جميع أنحاء العالم ارتباطاً وثيقاً بالإسلام، وعلى وجه خاص بالجماعات الدينية الصوفية في اليمن، يجادل البعض أن اكتشاف القهوة يعود إلى الديانة المسيحية بدلاً من الإسلام، وهذا لغياب مفهوم الراهب أو الرهبنة في الديانة الإسلامية، وبغض النظر عن هذا الجدال من المعروف أن الجماعات الصوفية الدينية في اليمن هي أول من استخدم القهوة على شكل مشروب. بحلول منتصف القرن السادس عشر كانت المقاهي تفتح فـــي إسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية، والتي غزت واستولت على دولة المماليك عام 1517 ويعتقد على نطاق واسع أن أول مقهى افتتح في إسطنبول كان عام 1555 في المنطقة التجارية من المدينة على يد تاجرين سوريين، أحدهما من حلب والثاني من دمشق. جدال لم تتأخر لندن كثيراً، حيث افتتح أول مقهى فيها عام 1652 على يد خادم يوناني، عاش فترة في الأناضول، كانت قهوته «سوداء كالجحيم وقوية كالموت وحلوة كالحب» وفقاً لمقولة تركية شائعة؛ حقق المقهى نجاحاً سريعاً، وما حصل في لندن تكرر في أوروبا، حيث انتشرت المقاهي في المدن التجارية الكبرى، وأدت الحروب والصراعات دوراً في انتشار المشروب، وصارت المقاهي جزءاً أساسياً من الثقافة الأوروبية مع نهاية القرن السابع عشر.
صحيفة الخليج٠٧-٠٥-٢٠٢٥علومصحيفة الخليجالقهوة... رحلة مثيرة بين مدن العالمالقاهرة: «الخليج» يقدم «بريان ويليامز» في كتابه «فلسفة القهوة» مقدمة وجيزة لرحلة القهوة من أصولها في شمال إفريقيا قبل ألف عام حتى يومنا هذا، الكتاب الذي ترجمه إلى العربية «أنس سمحان» يتتبع تاريخ القهوة من أصولها المتواضعة في شمال إفريقيا إلى اليوم، الذي صارت تشكل فيه ظاهرة عالمية، يستمتع الناس حول العالم بشربها. يقال إن القهوة هي السلعة الأكثر تداولاً ومتاجرة بعد النفط على كوكب الأرض، وعلى الرغم من عدم صحة هذه المقولة فإن القهوة ومن دون أدنى شك سلعة ذات أهمية عالمية، وبحسب مركز التجارة الدولية فإنها أكثر انتشاراً من الشاي، حيث تبلغ مبيعاتها سبعة أضعاف الشاي، وتحصد لنفسها مكاناً ودرجة راقية بجانب مواد أخرى. مقارنة بعمر الحضارة البشرية، فإن اكتشاف مشروب القهوة كان متأخراً بالنظر إلى باقي الاكتشافات الأخرى، لقد اكتشف البشر الشاي قبل أكثر من ألفي سنة، لكن القهوة لم تظهر إلا في الألفية الثانية، كيف نما الواصل المتأخر في وقت قصير نسبياً ليصير واحداً من أكثر المشروبات استهلاكاً اليوم؟ يوجد إجماع على أن اكتشاف القهوة كان في مرتفعات أثيوبيا، وأن مكتشفها كان راعي ماعز متواضع، لا يوجد أي سجلات تؤكد هذا الأمر، وإنما فقط قصص يتناولها الناس ويمررونها من جيل إلى آخر، إلى أن صارت قصة فلكلورية خاصة بالقهوة. توجد ادعاءات مضادة تفيد بأن القهوة اكتشفت على الجانب الآخر للبحر الأحمر في اليمن، وعلى الرغم من دور اليمن لاحقاً في انتشار القهوة لنطاقات أوسع حول العالم، يتفق أغلب الباحثين على أن إثيوبيا كانت موطن نشأة القهوة الأول. وجدت القصة مطبوعة لأول مرة في عام 1671 والأحداث وقعت بين عامي 800 و1000 بعد الميلاد، كان راعي الماعز قد لاحظ أن ماعزه صارت نشيطة للغاية، بعد أكلها لثمار توتية حمراء من شجرة ما، وأنها صارت تضج بالطاقة، لدرجة أنها لم تعد قادرة على النوم مساء. يرتبط تحول القهوة من مشروب مغمور في مرتفعات إثيوبيا إلى مشروب يستهلك في جميع أنحاء العالم ارتباطاً وثيقاً بالإسلام، وعلى وجه خاص بالجماعات الدينية الصوفية في اليمن، يجادل البعض أن اكتشاف القهوة يعود إلى الديانة المسيحية بدلاً من الإسلام، وهذا لغياب مفهوم الراهب أو الرهبنة في الديانة الإسلامية، وبغض النظر عن هذا الجدال من المعروف أن الجماعات الصوفية الدينية في اليمن هي أول من استخدم القهوة على شكل مشروب. بحلول منتصف القرن السادس عشر كانت المقاهي تفتح فـــي إسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية، والتي غزت واستولت على دولة المماليك عام 1517 ويعتقد على نطاق واسع أن أول مقهى افتتح في إسطنبول كان عام 1555 في المنطقة التجارية من المدينة على يد تاجرين سوريين، أحدهما من حلب والثاني من دمشق. جدال لم تتأخر لندن كثيراً، حيث افتتح أول مقهى فيها عام 1652 على يد خادم يوناني، عاش فترة في الأناضول، كانت قهوته «سوداء كالجحيم وقوية كالموت وحلوة كالحب» وفقاً لمقولة تركية شائعة؛ حقق المقهى نجاحاً سريعاً، وما حصل في لندن تكرر في أوروبا، حيث انتشرت المقاهي في المدن التجارية الكبرى، وأدت الحروب والصراعات دوراً في انتشار المشروب، وصارت المقاهي جزءاً أساسياً من الثقافة الأوروبية مع نهاية القرن السابع عشر.