logo
#

أحدث الأخبار مع #بلالالأرفهلي،

بلال الأرفه لي.. خصائص النشر الأكاديمي في لبنان
بلال الأرفه لي.. خصائص النشر الأكاديمي في لبنان

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • العربي الجديد

بلال الأرفه لي.. خصائص النشر الأكاديمي في لبنان

لطالما اعتُبر النشر الأكاديمي، في السياق العربي، حالةً خاصة موجَّهة إلى المتخصّصين فقط، تحكمه مسافة ما مع الجمهور، كذلك فإنه يختلف في آليّته وموضوعاته عن صناعة النشر العامة، سواء الأدبية أو الفكرية. هذه الصورة هي ما يُحاول مدير " منشورات الجامعة الأميركية" في بيروت، الباحث اللبناني بلال الأرفه لي، عدم تكريسها والخروج من "أسوارها". يوضّح صاحب "فنّ الاختيار: أبو منصور الثعالبي وكتابه يتيمة الدهر" (منشورات بريل، 2016)، لـ"العربي الجديد"، التي التقته على هامش معرض بيروت للكتاب ، آلية اختيار الأعمال بأنها "تقوم على أُسس أكاديمية صارمة وموضوعيّة. نحن نحرص على اختيار المؤلَّفات بناءً على جودتها وأهميتها البحثيّة، بغضّ النظر عن اسم المؤلّف أو شهرته. ليس لدينا توجّه محدّد يقيّدنا بموضوع أو مجال واحد، بل ننشر في مختلف الحقول المعرفيّة. الهدف الأسمى لمنشورات الجامعة هو الإسهام في إنتاج معرفة رصينة وتوفيرها للقارئ، سواء أكان متخصّصًا أم مهتمًّا عامًّا بالقضايا الفكرية". وعن الموازنة في النشر بين العربية والإنكليزية، يُضيف: "نولي أهميّة متساوية للنشر بكلتا اللغتين. لكلٍّ منهما دورٌ مُكمّل للآخر: فالنشر بالعربية يُسهم في تأصيل المعرفة في سياقها الثقافي المحلي، أما النشر بالإنكليزية فيوسّع آفاق التفاعل مع العالم. من حيث معايير النشر، فلا فرق؛ في الحالتين نعتمد منهجيّة التحكيم العلمي المجهول نفسها، والمعايير نفسها للجودة والدقّة الأكاديمية". إصدارات بالعربية والإنكليزية لتأصيل المعرفة والانفتاح على العالم وبالوصول إلى النقطة الفارقة بين صنفَي النشر ـ إن جاز التعبير ـ الأكاديمي والعام أو الإبداعي، يقول الأرفه لي: "نصدر الكتب العلمية والبحوث المحكّمة والدراسات النقدية والتحقيقات التراثية وما شابهها، ولا نتولّى عادةً نشر الروايات أو الدواوين الشعريّة كدور نشر متخصصة بالأدب. لكن هذا لا يعني أن عالم الإبداع الأدبي بعيدٌ عنّا؛ على العكس، هناك تفاعل وثيق بين الأكاديميا والإبداع من خلال مقاربتنا العلمية للأدب، ومن خلال المبادرات التي تجمع بين الباحثين والمبدعين. على سبيل المثال، تشمل مشاركتنا في معرض بيروت للكتاب هذا العام تنظيم سلسلة ندوات وجلسات حوارية تعكس اهتمامنا بالتلاقي بين الدراسة الأكاديمية والإنتاج الأدبي. هذه الندوات تغطي مجالات الرواية التاريخية واللغة والتصوّف وتأويل الأحلام والتاريخ وغيرها. وحرصنا في هذه الفعاليات على دعوة ومشاركة نخبة من الكتّاب اللبنانيين والعرب إلى جانب أساتذة الجامعة، مثل الباحثة في التاريخ نادية الشيخ، والباحث في علوم اللغة العربية رمزي بعلبكي، إلى جانب روائيين من العالم العربي، منهم العُمانية الحائزة جائزة مان بوكر الدولية جوخة الحارثي ، والمصرية الحائزة جائزة الشيخ زايد في الكتاب (فئة الأدب) ريم بسيوني". ظاهريًّا، يبدو النشر الأكاديمي في مأمنٍ مادّي ممّا تواجهه صناعة النشر في لبنان من تحديات، لكن في العمق للأرفه لي وجهة نظر في هذه المقولة، يوضح لـ"العربي الجديد"، قائلًا إنّ "أول التحديات التي نواجهها هو التمويل. منشورات الجامعة مؤسسة غير ربحية تهدف إلى نشر المعرفة أكثر من تحقيق العوائد التجارية، وإصداراتنا غالبًا ما تكون متخصصة وتستهدف شريحة محدودة من الأكاديميين والباحثين، ما يعني أن مردود بيعها محدود ولا يغطّي دائمًا تكاليف الإنتاج. لذلك نعتمد كثيرًا على دعم الجامعة نفسه، وعلى المنح والمساهمات لضمان استمرار النشر. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان حاليًا، تتضاعف صعوبة تأمين الموارد المالية للطباعة والتوزيع؛ فتكلفة الورق والطباعة والشحن باتت عبئًا ثقيلًا. هذا الواقع يختلف عن دور النشر الأخرى التي يمكن لبعضها أن يعوّل على كتب رائجة ومبيعات واسعة لتحريك عجلة التمويل". بلال الأرفه لي محاوراً لينا الجمّال في ندوة، عُقدت أول من أمس، بمعرض بيروت للكتاب (العربي الجديد) ويتابع: "التحدّي الثاني يتعلق بالتوزيع. إيصال الكتاب الأكاديمي إلى القرّاء المهتمّين ليس أمرًا يسيرًا دائمًا. لذا علينا ابتكار قنوات للوصول إلى هذا الجمهور المتخصص، سواء عبر المعارض (مثل معرض بيروت نفسه)، أو من خلال التواصل مع الجامعات والمؤتمرات الأكاديمية، أو بواسطة المنصات الإلكترونية. أما التحدّي الثالث، فهو الحفاظ على مستوى عالمي في جودة المحتوى وصرامة التحكيم العلمي المجهول". أمام هذا المشهد، يُحاول مُحقّق كتاب "البشارة والنذارة في تأويل الرؤيا" (بالاشتراك مع لينا الجمّال) لأبي سعد الخركوشيّ ـ وهو كتاب "تفسير الأحلام" الشهير المنسوب إلى ابن سيرين ـ أن يختم بنظرة متفائلة تستشرف المستقبل، فيقول: "أنا متفائل بمستقبل النشر الأكاديمي والثقافي في منطقتنا، لكن تحقيق هذا المستقبل الواعد يستدعي تضافر جهود عديدة. برأيي، ينبغي أن يصبح النشر الأكاديمي جزءًا راسخًا من المشهد الثقافي، وأن يحظى بالدعم المؤسّسي والمجتمعي اللازم. نحن بحاجة إلى ترسيخ ثقافة تُقدّر البحث العلمي والتأليف الرصين؛ ثقافة تشجّع الأكاديميين على نشر أعمالهم بالعربية وكذلك بالإنكليزية. كذلك أرى أن علينا مواكبة التطوّر التكنولوجي في عالم النشر. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري الاستثمار في تأهيل الجيل الجديد من الباحثين في مجال الكتابة الأكاديمية والنشر. باختصار، إن استمرار النشر الأكاديمي والثقافي وتطوّره في منطقتنا يتطلّبان منظومة متكاملة العناصر: دعمًا ماليًا ومؤسّسيًا مستمرًّا، وقنوات نشر وتوزيع فعّالة تشمل النشر الورقي والإلكتروني معًا، والتزامًا بثنائية اللغة لضمان تعظيم الفائدة محليًّا وعالميًّا، فضلًا عن الحفاظ على الرصانة العلمية في المحتوى مع إبقاء المعرفة في متناول المجتمع". فنون التحديثات الحية المسرح اللبناني.. أسئلة الترميم واللامركزية ودور المؤسسة الوطنية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store