أحدث الأخبار مع #بلزاك


Independent عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
يوم زاوج بلزاك في "الجلد المسحور" بين الفانتازيا والواقعية فكسب جمهورين
كان أمراً بالغ الجدة ما رصده جمهور قراء الصحافة الأسبوعية الباريسية طوال عام 1830 خلال الزمن الذي كانت فيه موضة المسلسلات الروائية التي تنشر أسبوعياً في الصحافة الشعبية الفرنسية قد وصلت إلى ذروتها. كان أمراً بالغ الجدة أن يطالع القراء طوال ما يقارب عام فقرات ومقاطع مجتزأة من رواية أعلنت إحدى أشهر مطبوعات ذلك الحين أنها ستبدأ بنشرها عما قريب وستكون من تأليف "الكاتب الشاب الموهوب" أونوريه دي بلزاك مركزة بصورة خاصة على أن هذه "الرواية الجديدة للمسيو بلزاك ستكون مختلفة جذرياً عما سبق أن نشر له من روايات". والحقيقة أن هذا الاختلاف لفت الأنظار حقاً إذ يشار إليه على تلك الشاكلة خصوصاً أن كتابين سابقين لبلزاك كانا قد مرا مرور الكرام من دون أن يحققا ضجة كانت متوخاة منهما، وهما رواية "الشوان" التي تدور أحداثها خلال الثورة الفرنسية وتمجد الفلاحين الملكيين المعادين للثورة، و"مشاهد من الحياة الخاصة" المؤلفة من عدة حكايات "فلسفية". غير أن ما لفت الأنظار أكثر كان عنوان الرواية الموعودة، وهو في الفرنسية حرفياً "جلد الشجن" حتى وإن كان سيترجم لاحقاً في بلدان عديدة بما يعني "الجلد المسحور"، وهو العنوان الأقل دقة الذي نفضل اعتماده هنا لبساطته. علماً أن العنوان الأول وغموضه كان هو ما ولد ذلك الفضول الذي أدى إلى النجاح التجاري الكبير للرواية جماهيرياً، سواء حين نشرت مقاطع متفرقة أسبوعية أو لاحقاً حين صدرت في كتاب في العالم التالي 1831. حكاية حزينة والحقيقة أن القراء في مجملهم، وخارج إطار الحملة الدعائية التي كالعادة أحسوا فيها قدراً مبالغاً فيه من الخداع، أحبوا الرواية إلى درجة أنها ظلت لعقود طويلة تعد من أشهر روايات بلزاك. ولعل الجانب الاختلافي الذي أعلن عنه طوال عام بأكمله قبل وصول الرواية إلى أيدي القراء، كان هو ما قرب الرواية من عقول الناس في زمن كانت الروايات الغرائبية قد بدأت تنتشر وتصل إلى ذروة لافتة في حذوها حذو روايات النوع الإنجليزية. بالتالي يمكن القول إن هذه الرواية التي تبدو لوهلة ما، ذات نفس إنجليزي وأنها، وبالفعل، تختلف عن كل ما كان نشره بلزاك قبل ذلك، كانت في خلفية شعبية جديدة عرفها أدب بلزاك في تلك المرحلة. ولربما يكون في الخلفية أيضاً، الحزن العميق الذي يهيمن على تلك الرواية من خلال حبكتها المعكوسة في العنوان الحرفي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حققت الرواية نجاحاً كبيراً في القرن الـ19 وتواصل نجاحها في القرن الـ20 مع اقتباس السينما الفرنسية لها مرات عديدة، هذا إذا أغفلنا الكلام عن اقتباساتها المسرحية والأوبرالية. وفي المضمار الأخير لا شك أن في إمكاننا أن نخمن كيف أنها اتسمت أيضاً بقدر ما من الميلودرامية. غير أن ذلك لم ينزع عنها سمتها الأساسية والمزدوجة كرواية واقعية - غرائبية، وربما واقعية بأكثر من كونها غرائبية وسنعرف لماذا بعد سطور. في سبيل الخلاص لكن قبل ذلك لا بد من الحديث عن حبكة الرواية نفسها حتى وإن لم تكن أهم ما في موضوعنا هنا. فالرواية تدور من حول الشاب رافائيل دي فالنتان اليتيم المليء بالطموح، الذي يعيش حياة عزلة لا شك أنها يجب أن تذكرنا بالحياة التي عاشها بلزاك نفسه حين كان في عمره، وفي عنوان بشارع ليديغيير الباريسي هو نفس شارع بلزاك، حتى وإن كان علينا أن نعد الأمر مجرد استعارة عابرة، فلا نربط بين رافائيل وبلزاك بوصفهما واحداً. وبالنسبة إلى رافائيل سندرك منذ البداية أن ما يساعده على تحمل العيش والفقر حتى، إنما هي جارته بولين التي تحبه بينما هو مغرم من ناحيته بفتاة متعجرفة تدعى فيودورا تمارس نحوه رفضاً يدفعه دفعاً إلى الرغبة في الانتحار. غير أن الصدفة تجمعه يوماً بتاجر تحف غريب الأطوار يتمكن من إحداث تحول جذري في حياته: ذلك أن هذا التاجر يقدم له يوماً قطعة من الجلد مصنوعة من مادة غامضة منبهاً إياه إلى أن لتبني القطعة مخاطره إذ إنها حيث تبدو قادرة على تحقيق أمنيات من يمتلكها، لها خصوصية تكمن في التقلص كل يوم بقدر ما تحقق من تلك الأمنيات. ومن هنا ذلك الخطر القاتل الذي يمكن أن تستتبعه المبالغة في الاستعانة بذلك الجلد المسحور. والحال أن رافائيل يدرك بسرعة مكمن الخطر والمجازفة التي يقدم عليها. لكنه لا يبالي فهو حاضر للمخاطرة ولو بحياته في سبيل رغباته وأمنياته. وبالفعل ستنتهي الرواية حين يضحى بطلها عاجزاً تماماً عن إسكات رغباته لا سيما تلك الرغبة الأخيرة التي تستبد به وتكمن في الاستحواذ على... بولين. بعد فلسفي من الواضح أننا هنا في صدد حكاية تتلخص غرائبيتها في حكاية الرهان الفاوستي من حول قطعة الجلد. بيد أننا هنا أيضاً أمام حكاية فلسفية تماماً تتلخص أيضاً في كون الرهان فاوستياً بصرف النظر عن محرك الرهان نفسه وغرائبيته. فحتى ولو أن للموضوع كل سمات الأدب الفانتازي من الواضح أن ما ركز عليه المؤلف إنما هو استخدام الفانتازيا نفسها لغاية فلسفية. والحقيقة أن بلزاك لا يبتعد في هذا التوجه عن المسلك الأساس الذي سار عليه الأدب الفانتازي منذ بداياته، لا سيما، في حالتنا هنا، مع غوته الذي كان أول من أضفى على حكاية فاوست بعداً فلسفياً إلى الحد الذي باتت معه من أهم الحكايات الفلسفية الإنسانية في تاريخ الأدب. صحيح أن بلزاك لم يصل في "الجلد المسحور" إلى هذا المستوى، لكنه عبر روايته هذه تمكن من أن يخلق لأدبه فرعاً سيكون له شأن في خريطة كوميديا الإنسانية الكبرى. لكن أيضاً في نوع أدبي ذي سمة أخلاقية قد لا يبدو متصدراً الصورة في هذا العمل. وذلك لأن ما لدينا هنا هو ذلك الميثاق الشيطاني الذي يعقده رافائيل مع القوى الجحيمية كناية عن الرغبات المدمرة، ولكن أيضاً عن الفجوة الهائلة التي تفرق بين الأهواء والإمكانات المحدودة التي تملكها طبيعة الأشياء... وكأن بلزاك يريد أن يقول لنا في نهاية الأمر إن للحياة نفسها مخزوناً ينفد بالضرورة بقدر ما تتراكم ملذاتنا ورغباتنا، حتى النهاية التي لا ندرك حدودها إلا بعدما نكون في غفلة عن ذلك. بمعنى أن ما يكون فلسفياً في فاوست غوته يضحى هنا وعظياً أخلاقياً لدى بلزاك. لكن من دون أن يبتعد كثيراً عن الملامح الفلسفية التي تميز نص غوته. خصائص بلزاكية غير أن ما يمكن التوقف عنده لدى بلزاك على أية حال، ونراه يتميز به، الهندسة التي جعلها لروايته، هندسة تجعل من اللقاء الأول بين رافائيل وتاجر التحف نقطة المركز في السرد الروائي، لا حكاية حبه لبولين أو لفيودورا. مع أن حكاية حياة رافائيل قبل ذلك اللقاء إنما تروى لنا خلال جلسات هذا الأخير الماجنة مع خلانه. وذلك من دون أن ننسى خاتمة الرواية، التي تأتي على شكل ملحق لأحداثها، كي تلقي كثيراً من ظلال الشك على كل ما يروى في الرواية نفسها، معطوفاً على لفتة تبدو مباغتة في مجال التوصيف الذي تقدمه الرواية، في هذا الجزء منها، لمدينة باريس كمسرح يبرز الآن فقط لأحداث كانت تبدو، ولو جزئياً أول الأمر، كما لو أنها أحداث هلامية تدور في أي مكان وفي كل مكان... وربما في ذاكرة ما، قبل أن تتحول هنا إلى الحدوث في عالم ملموس هو العالم الباريسي.


الرأي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
سمو الشيخ ناصر المحمد: نأمل في مزيد من التعاون الثقافي بين الكويت ودول الفرنكوفونية
- السفير الفرنسي: 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنوياً أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد، الأربعاء عن الأمل في مزيد من التعاون الثقافي بين دولة الكويت ودول الفرنكوفونية لاسيما أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل». جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو الشيخ ناصر المحمد خلال حفل أقيم برعاية سموه في مقر إقامة سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الكويت بمناسبة اختتام فعاليات الاحتفال بشهر الفرنكوفونية 2025 (13 - 30 أبريل). وقال سموه في الكلمة «إنني حرصت على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للفرنكفونية في الكويت طوال السنوات الماضية تعبيرا عن تقديري وإعجابي بالمساهمة المتميزة للفرنكوفونية في ثقافة العالم المعاصر وما تقوم به من خدمة للحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة». وأضاف سموه أن «الفرنسية تعد لغة ذات مكانة رفيعة في عالم الفكر والثقافة ولها من الخصائص والمميزات ما جعلها تؤدي دورا بارزا في إثراء الثقافة الغربية فهي لغة تمتاز بالوضوح والدقة ولذلك عرفت بلغة الدقة المنطقية وهذا ما جعلها محببة في مجالات الفلسفة والقانون والدبلوماسية ولقد عزز من دقتها ووضوحها الجهود الكبرى التي بذلتها الأكاديمية الفرنسية منذ القرن السابع عشر لتقنين اللغة». وأوضح سموه أن «الفرنكوفونية تتمتع أيضا بالجمالية والصوت الموسيقي لهذا اعتبرت من أجمل اللغات صوتا ونطقا ما جعلها مرتبطة بفنون الشعر والغناء والرواية خاصة وأنها تميل إلى التراكيب المتوازنة والمتناسقة وهو ما منحها طابعا رسميا وراقيا خصوصا في الخطاب السياسي والثقافي ولديها القدرة على التعبير عن المفاهيم المجردة مما ساعد على التعبير عن الأفكار الفلسفية المعقدة بلغة مفهومة وسهل انتشارها في عصر التنوير». وأشار سموه إلى «الدور المميز الذي لعبته الفرنكوفونية في إثراء الثقافة الغربية خاصة أن اللغة الفرنسية كانت اللغة الرسمية للثقافة الأوروبية منذ القرن السابع عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر فقد كانت لغة النخب الفكرية والسياسية والدبلوماسية في أوروبا حتى بين غير الناطقين بها لذلك استخدمها الملوك والسفراء والمفكرون مثلما تستخدم اليوم الإنجليزية والعربية وغيرهما من اللغات كما أنها كانت لغة الفلاسفة والموسوعيين فقد كتب بها فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو وباسكال وغيرهم من رواد التنوير الأوروبي». كما أشار سموه إلى أنها «لعبت دورا رئيسيا في نشر أفكار العقلانية والتسامح وحقوق الإنسان مما جعل لها إسهامات في بناء مفاهيم الحداثة مثل العقد الاجتماعي والحرية الفردية وفصل السلطات وهذه المفاهيم صيغت في أول ظهورها باللغة الفرنسية قبل أن تترجم إلى بقية لغات أوروبا». وقال سمو الشيخ ناصر المحمد إن «اللغة الفرنسية أنتجت كذلك أدبا ذا طابع عالمي يشمل الرواية مثل روايات بلزاك وفلوبير وأدبا مسرحيا مثل مسرح موليير وكورناي وشعرا مثل شعر بودلير ورامبو وهو ما جعل الأعمال المكتوبة بالفرنسية تحظى بأكبر عدد من جوائز نوبل في الأدب ناهيك عن أثرها في الفنون والموضة والسينما وخاصة فنون النخبة بدءا من الرسم والانطباعية إلى الموضة الباريسية وإلى السينما الفرنسية الرائدة في الموجة الجديدة». وأكد سموه أن «الفرنكوفونية ليست مجرد وسيلة تواصل بل حاملة لتراث ثقافي هائل ومفاهيم شكلت الوعي الغربي الحديث» مضيفا سموه أنه «يقال عن الفرنسية إنها لغة العقل والجمال لما تجمعه من أناقة تعبيرية ومنطق فلسفي وإلى اليوم لا تزال تستخدم في المحافل الدولية كمصدر للشرعية القانونية والفكرية خصوصا في منظمات كالأمم المتحدة ومنظمة الفرنكوفونية». وأضاف سموه «نحن هنا في بلدي الكويت نسعى إلى أن نمنح كل التسهيلات المطلوبة لكي تجد الفرنكوفونية أرضا ثقافية خصبة لها ففي الكويت نحن حريصون على أن يبقى بلدنا محضنا للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم وأن تظل أبوابه ونوافذه مفتوحة لأفضل ما تنتجه ثقافات العالم لنتعلم منها ونستفيد». وأعرب سموه عن الأمل في رؤية المزيد من التعاون الثقافي بين دولة الكويت والدول الفرنكوفونية حول العالم خلال السنوات المقبلة. كما أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد عن الاعتزاز بأن نرى اللغة الفرنسية العريقة والغنية بتاريخها حاضرة في جميع قارات العالم من آسيا إلى إفريقيا مرورا بالأمريكتين من الشمال حيث كندا إلى الجنوب حيث جمهورية هايتي كما نجدها أيضا في المحيط الهادئ لا سيما في كاليدونيا الجديدة (نوميا) وكذلك في المحيط الأطلسي في سان بير وميكلون متمنيا لها المزيد من الانتشار والازدهار حتى تبلغ في يوم ما القطبين الشمالي والجنوبي. من جهته قال السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه جوفين في تصريح صحافي بهذه المناسبة إنه «بفضل الجهد الجماعي لأعضاء مجلس تعزيز الفرنكوفونية الذين يبلغ عددهم 44 سفيرا وسفيرة من دول الفرنكوفونية في دولة الكويت وبفضل شركائنا تمكنا من إقامة احتفال مميز وحافل بالحيوية هذا العام والذي يتزامن مع إعلان الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025». واضاف أن الفرنكوفونية تبرز قيم المشاركة والتنوع الثقافي إذ إنه «بفضل اللغة الفرنسية التي يتحدث بها أكثر من 320 مليون شخص عبر 5 قارات وفي أكثر من 130 دولة منها 500 ألف في الكويت يتشكل عالم مشترك وتبنى جسور وروابط بين الثقافات تعزز الحوار والتبادل مشيرا إلى أن 50 ألف طالب في المدارس الحكومية بالكويت يتعلمون اللغة الفرنسية سنويا». وبين أوليفييه أن الرؤية المنفتحة للغة الفرنسية لا نعتبرها أداة للتوحيد بل وسيلة للتنوع الثقافي وهي ما نتقاسمه في مجلس تعزيز الفرانكفونية في دولة الكويت. وكانت فعاليات «عش الفرنكفونية» انطلقت في 13 أبريل الجاري وتضمنت عشرات الأنشطة الثقافية باللغة الفرنسية بمشاركة 44 بعثة دبلوماسية في دولة الكويت.


الشرق السعودية
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق السعودية
القاهرة الفاطمية تستضيف ملتقى القاهرة الأدبي
تستضيف قبّة الغوري، في منطقة القاهرة الفاطمية، الدورة السابعة من "ملتقى القاهرة الأدبي" الذي تُنظمه "صفصافة للثقافة والنشر"، بعنوان "واقعية الخيال"، بمشاركة أدباء وشعراء ومترجمين من ثماني دول، يناقشون التأثير المتبادل بين الأدب والواقع المعاش، وخصوصاً في اللحظات التاريخية المعقّدة، وأهمية الذاكرة الثقافية ودور الكُتّاب في حفظها. شارك في الجلسة الافتتاحية الكاتبة الألمانية جيني إربينبيك، الحاصلة على جائزة "بوكر" العالمية عام 2024، والكاتب المصري خالد الخميسي، رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى. وأكد الناشر محمد البعلي مدير الملتقى لـ"الشرق"، "أن الفعاليات تؤكد على تفاعل الفنون والآداب مع الواقع الذي يشهد تحولات كثيرة، وتأثيرها على الإنسان، وتناقش قضايا ملحّة بمشاركة كُتّاب وشعراء ومؤثري وسائل التواصل، التي أصبحت من موجهات القارئ عربياً وعالمياً، ومن الضروري الالتفات إليها لفهم واقع الثقافة الحالي". الجلسة الافتتاحية حملت عنوان "الخيال حين يحلّق بأجنحة الواقع"، أدارها الدكتور صلاح هلال؛ أستاذ الأدب الألماني في جامعة عين شمس، وتحدث فيها الكاتب خالد الخميسي عن أهمية الملتقى، مشيراً إلى أن "مكان إقامة الفعاليات وهو قبة الغوري التاريخية مرتبط بالخيال"، لافتاً إلى أن "هذا المكان هو نتاج خيال المعماري الذي عاش منذ قرون بعيدة، وأصبح واقعاً نعيش فيه الآن، ويراه كل شخص بشكل مختلف، وفقاً لخبراته وقدرته على فهم ما يراه". وحول طبيعة الشخصيات الأدبية قال: "على الرغم من أنها شخصيات متخيّلة، لكنها تفرض استقلاليتها على الكاتب، وبعض الناس يتصوّرون أن الكاتب يحدّد مسار شخصياته، لكن في حقيقة الأمر أن الكاتب كخطوة أولى يحدّد الملامح الأساسية الاجتماعية والعمرية والنفسية، ومن خلال ذلك تفرض الشخصية نفسها ومسارها وتُملي على الكاتب ما تريده". وتحدث رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى عن الإصدارات المختلفة للكتب، التي تتنوّع في جودتها، وذكر أن الكاتب الفرنسي الشهير بلزاك، "كتب خطاباً في نهاية العشرينيات من القرن 19 إلى ناشر كُتبه، وذلك رداً على طلبه، الذي أشار فيه على بلزاك بمتابعة أحد الكُتّاب الذي تحظي أعماله بمبيعات كبيرة، لمعرفة أسلوبه ومحاولة تقليده، مشيراً إلى أنه لولا خطاب بلزاك الذي ذكر فيه اسم هذا الكاتب، لما سمع أحد عنه، لأنه اختفى ورواياته غير موجودة، لكن بلزاك بقي، وهو ما يؤكد أن الغثّ هو الغالب والسمين هو القليل، ودائماً هناك كتب لا قيمة لها تلقى رواجاً، لكن في النهاية تنتصر الأعمال ذات القيمة". وأوضحت جيني إربينبيك، وهي أول كاتبة ألمانية تفوز بـ"بوكر"، أن علاقتها بالشخصيات تبادلية، ولفتت إلى أنها تعطي إشارة البدء وتمنح الشخصية استقلاليتها، ثم تحاول أن تفكر إذا كانت مكان تلك الشخصيات كيف ستتصرف وبماذا ستشعر". وتجد الكاتبة أنها تنطلق دائما في كتاباتها من الواقع والقضايا الهامة، ولديها شغف بالبحث عن الحقيقة التي تنطلق منها إلى السرد الخيالي، مشيرة إلى روايتها "وطن محمول" التي أثارت ضجة في ألمانيا وقت صدورها، "لأنها تناولت قضية المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في ألمانيا، وأنها قبل كتابتها كانت منشغلة بفكرة الهوية والوطن وارتباطهما بالإحساس بالفقد الدائم". كما رأت التحولات في المجتمع الألماني مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إليها، "وعدم إدراك الشعب الألماني لطبيعة حياة ومصائر هؤلاء وأنهم ليسوا أرقاماً؛ لذلك أردت لفت الانتباه إلى قضيتهم وحقوقهم". وأكدت الكاتبة أن والدتها ترجمت من العربية مباشرة أعمال الكاتب المصري الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، وأنها حالياً تتتبع رحلة والدتها في مصر وتعلمها للغة العربية، وتعرّفها على كوكبة من الأدباء المصريين، مشيرة إلى أنها كانت طفلة حينها، وكانت السلطات في ألمانيا الشرقية تحتفظ بها لضمان عودة الأم إلى ألمانيا مرة ثانية. وقال الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد، "إن ملتقى القاهرة من الفعاليات الهامة خاصة أنه مبادرة أهلية؛ وتاريخياً شاركت المبادرات الأهلية بأكبر مساهمة في تاريخ الثقافة، ولعبت دوراً كبيراً في التنمية الثقافية، وفكرة الجلسة الافتتاحية هامة لأن الناس كثيراً ما يتعاملون مع الأدب، باعتباره واقعاً، ويحاسبون الروائيين على تصرفات الشخصيات الخيالية، باعتبارها شخصيات حقيقية وليست من خيال المؤلف". يضم برنامج الملتقى مجموعة متنوّعة من الجلسات، من بينها "الأدب والسوشيال ميديا: تسويق أم توجيه ذوق القراء"، و "كيف تنظر كتب التاريخ الثقافي إلى أدوار النساء"، و"خمسون عاماً على وفاة أم كلثوم"، و"التعافي بالكتابة"، و"الأدب العربي في شمال أفريقيا.. مجالات التأثير والتأثر"، ويختتم الملتقى أعماله الخميس المقبل، بأمسية شعرية تضم عدداً من الشعراء والشاعرات من مصر ومالطا وألمانيا.


مصراوي
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصراوي
جذابة وغير تقليدية.. 10 صور لـ 5 فنادق عريقة لم تراها من قبل
كتبت- شيماء مرسي تحمل الفنادق القديمة بين جدرانها قصصا وحكايات من عصور مضت، فهي ليست مجرد أماكن للإقامة، بل هي فترات تاريخية مختلفة. وكشف موقع "cntraveler" عن أبرز 5 فنادق عريقة في العالم. فندق نيشيياما أونسن، اليابان يعد أقدم فندق في العالم عمره أكثر من ألف عام، وقد افتتح عام 705 ميلاديا، وظل مملوكا وتحت إدارة نفس العائلة منذ تأسيسه. وبالرغم من أنه خضع لبعض التحديثات، إلا أنه حافظ على طابعه المميز وجاذبيته الساحرة. وبعد التحديث، يتميز الفندق بغرف مجهزة بكافة وسائل الراحة الحديثة والمحسنة، مع الحفاظ على أجواء الهدوء والراحة. ويوفر الفندق الآن غرفا مجددة بالكامل تتضمن أحدث وسائل الراحة دون التأثير على طابعه الهادئ والمريح. كلاريدج، لندن منذ افتتاحه في القرن التاسع عشر، استضاف هذا الفندق العريق المشاهير على سبيل المثال النجم البريطاني كاري جرانت، جاكي كينيدي أوناسيس. ويعتبر هذا الفندق ملاذا فريدا يجمع بين أصالة الماضي ورفاهية الحاضر، وتم إنشاؤه بتصميم مبتكر تحت إشراف أندريه فو، حيث تتناغم فيه المواد الطبيعية مثل خشب الزيزفون القوي والحجر مع لمسات لونية هادئة كالخوخ، مما يخلق أجواء مثالية للاسترخاء والاستمتاع بتجارب علاجية مميزة كتدليك عصا الخيزران وعلاجات الوجه بتقنية Cryo Oxygen Shot. ويتميز هذا المسبح بأمواجه المتلألئة التي تعكس السقف المنحني الأنيق، وتحيط به أعمدة حجرية، وبالرغم من ظهور فنادق أخرى في لندن، يظل فندق كلاريدجز وجهة أساسية لا يمكن تفويتها عند زيارة المدينة، وذلك لمكانته المتميزة. هوشي ريوكان، اليابان يتميز هذا الفندق التاريخي بموقعه القريب من بحر اليابان وإدارته العائلية التي استمرت لأكثر من 46 جيل. وتطور الفندق منذ افتتاحه ليضم أكثر من 100 غرفة، ويوفر لضيوفه ينابيع أوازو الساخنة الطبيعية (داخلية وخارجية) للاسترخاء وتجديد الحيوية. فندق بلزاك، باريس يقع في قلب باريس بالقرب من الشانزليزيه، وهو فندق 5 نجوم فاخر يتميز بديكوره الكلاسيكي الأنيق وخدماته المتميزة، ويضم مطعما يقدم المأكولات الفرنسية وسبا ومركز للياقة البدنية. وبعد مرور ما يزيد عن 160 عاما، بدأ فندق بلزاك مؤخرا عملية تجديد واسعة النطاق. وتم افتتاح الفندق مجددا في يونيو ٢٠٢٤، وهو الآن يرحب بالضيوف ليختبروا التجديدات العصرية التي تعكس فخامة الفندق الأسطورية، وتشمل هذه التجديدات صالة ذات سقف زجاجي ومنتجعا صحيا واسعا. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر الفندق إطلالات بانورامية استثنائية على معالم باريس الشهيرة مثل برج إيفل وقوس النصر من داخل أجنحته. فندق كليفدن شهد فندق كليفدن الإنجليزي الذي يعود تاريخه إلى 354 عاما، تحولات جذرية منذ أن قام مالكه الأول جورج فيليرز بتوسيعه. وبعد أن اشتراه ويليام والدورف أستور في عام 1893 مقابل 1.25 مليون دولار. ويحتوي الفندق على منتجع صحي فخم ومسبح خارجي ومطعم فاخر. اقرأ أيضا: بعد إصابة فتاة بـ"رئة الفشار" القاتلة.. تحذير مرعب من السجائر الإلكترونية لماذا يجب عليك الاستحمام دائمًا في الليل بدلا من الصباح؟.. مفاجأة ماذا يحدث للكبد والكليتين عند التوقف عن تناول السكر لأسبوعين؟

سودارس
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- سودارس
عِشْنَا الحَرب بدون حرف الراء
عِشْنَا الحَرب بدون حرف الراء كان أبو القصة الفرنسية بلزاك يقول إنّه كثيراً ما كان يُصادف وقائع في الحياة تتعارض مع أفكاره، فكان لا يتردّد عن التضخية بأفكاره وإثبات هذه الوقائع. هذا الكلام أعيده لكم لقيمته. أحياناً أنت ككاتب ملزم بنقل الواقع حتى لو كان لا يتوافق مع أفكارك وقناعاتك، إلى هذا أشار بلزاك، مع ذلك علينا أن نجمِّل واقعنا ولو كان مترعاً بالأحزان ليس أمامنا خيارٌ لحياة أخرى في هذه الدنيا، لذلك نعيش حياتنا كما نريد، لا كما يريدون لنا. في هذه الحياة، اللحظة التي تفوت لن تعود مرة أخرى، فاحرص أن تكون جميلة أو على الأقل سعيدة، والسعادة شعورٌ ذاتي تستطيع أن تحققه حتى وإن كنت بين الركام والحطام. الطفل السوري الذي انتشلوه جثة هامدة من مياه المحيط بعد أن لفظته كان مبتسماً ابتسامته تلك هزم بها الظروف والمعاناة والخصوم. لعله كان يسخر من الجميع ويقول لهم ها أنا راحل إلى من لا يُظلم عنده عبد. ذهبت إلى دار البقاء والخلود والعدل، بعيداً عن إبداء القلق أو إظهار الانزعاج أو الدعوة للحيطة والحذر للأمريكان الذين يتواجدون في مناطق النزاع والكوارث. وكأن الأمم المتحدة لا يعنيها في الأرض غير سلامة الأمريكان واليهود. لا تعطي عدوّك فرصة أن يسيطر على مزاجك وشعورك يمكن أن يسيطر بحكم القوة على أرضك مالك سيارتك وظيفتك حريتك يمكن، ولكن لا تدعه يسيطر على مزاجك، حتى لا ينتصر عليك، الانتصار الحقيقي هو أن تحافظ على أخلاقياتك وقيمك ومُثلك، حتى وإن داسوا على كرامتك. إذا أجبرك خصمك على أن ترد الإساءة بالإساءة فهو بذلك انتصر عليك، وهو بهذا نجح في مرماه، ومخططه، لأنّك حينها سوف تكون بتلعب في ملعبه. في هذه الحرب، تعلمنا أنّ كل الأشياء قد تموت، بما في ذلك الآمال والأحلام، عندما يصبح حلم الإنسان (لقمة عيش)، حتى وإن كانت لقمة جافّة وحافّة تعافها الفيران، يبقى لا قيمة للأحلام.. أبوحنيفة قال لا يستشار من لا في بيته دقيق. يُقال صوت المعدة أقوى من صوت العقل. هؤلاء الذين التقي بهم، ماتت في نفوسهم كل الأشياء، إلّا عشق الهلال، حتى أصوات معدتهم تنطق بالهلال، تكورك به. أشهد الله أنه في إحدى الأيام المحتشدة بالوجع والقراحات، جاءني في داري، رجلٌ سبعينيٌّ، أو ربما كان ستينياً ولكن الحرب أضافت لعمره عشر سنوات أخرى، كان يمشي على مهل، جاء من أقصى المدينة يسعى، لا يسأل مالاً ولا خبزاً ولا دواءً، مع أنه يفتقد خمسة أدوية حافظة للحياة، ويعاني من فقدها وهو مهدد بأن يفقد حياته إن لم يجدها، كان يشكو من القلب ومن الضغط والحركة ويعاني في صمتٍ، هذا الرجل في يوم دامٍ تتصاعد فيه ألسنة الدخان في السماء جاء يسألني عن نتيجة مباراة الهلال. الهلال كيف؟ وكأنه كان يسألني عن صحتي أو أولادي. قلت له مثلك ينبغي أن يسأل عن الأدوية التي يفقدها ولا يعيش بدونها، فقال لي أو كأنه قال إنّ دوائي في الهلال وإنّ انتصارات الهلال هي التي تمنحنا القُوة والصُّمُود والخُبز والسُّكّر والدواء. ولا شك أنّ انتصارات الوطن أعظم. في هذه الحرب، ننتظر مباريات الهلال خِلسةً لنمارس سعادتنا كما نشتهي. نضحك نتونّس ننسى الحرب أو لا نبالي بها تمنعاً لا امتناعاً. لا أنقل لكم صورة خيالية، أنا أتحدّث عن رجل اسمه (الزبير)، مازال هذا الرجل كلما التقاني يقول لي: أها الهلال عمل شنو في التسجيلات؟ لا تهمه في كل هذه الأخبار الرائجة غير الهلال. هل يعلم السوباط والعليقي وفلوران ولاعبو الهلال بهذا العشق؟ إنّه الهلال. بهذا قصدت أن أرد على كثيرين يحملون الهَمّ على الذين مازالوا عالقين بإرادتهم أو بغير إرادتهم في مناطق الحرب والنزاع، الأخبار التي أسمعها عن مناطقنا، أخبارٌ مزعجة جداً، تجعلني أتفقّد قبري، أنا لا أنفيها ولكن أقول للذين يتابعونها من الخارج، إنّها تزعجكم أكثر منّا، وإنّ خوفنا من تلك الأحداث ناتجٌ عن خوفنا عليكم، لأنكم تحملون همّنا أكثر منّا، وهذا رد للذين قلّلوا من الذين هاجروا وغادروا مناطق الحرب، يشهد الله أنّنا نجدهم في خوفهم على الذين هم في مناطق الحرب، أكثر من خوفهم على أنفسهم عندما كانوا في مناطق النزاع. ونشهد لهم مواقفهم ودعمهم لأهليهم، من لم يفعل ذلك بالمال، فعلها بالدعاء وقيام الليل، فعلها مع ركعتي الفجر وصيام الاثنين والخميس يسأل الله أن يحفظ الله السودان ليس من أعدائه فقط، بل من أهله أيضاً. إنّنا نطمئن الجميع، إنّ الجميع هنا بخير، (ونحن كويسين الحمد لله وما عندنا أي عوجة). بقدر أنّ عوجتنا ناتجة من أن خوفكم علينا أكثر مما يجب. الذين غادروا، عاشوا في هم على هذا البلد قلقاً وتوتراً وخوفاً، وهذه أمورٌ وجعها أكبر من قلة الخبز والسكر وتصدُّع في الأمن يعاني منه القاطنون في مناطق النزاع. في إحدى مسرحيات شكسبير قال المهرج للملك يا أحمق. فقال الملك غاضباً. يا ولد تقول لي أحمق وأنا الملك؟ فقال المهرج: لأنك أضعت الألقاب التي ولدت بها جميعاً، ولم يبق لك إلّا هذا اللقب. يقول نقاد شكسبير إنّ عقدة هذه المسرحية هي (الحمق) وإذا شئت قلت (الجهالة). والحمق وربما الجهالة أيضاً، نُعاني منهما كلنا كلنا شركاء في ذلك، ومن هنا يجب أن نبدأ. يمكن أن ينعم الله عليك بالخير الوفير ايّاً كانت نظرتك إليه، صحة، عافية، مال، بنين ، بيوت وعربات، هذه الأشياء كلها نعمٌ تستوجب الشكر والحمد، لكن إذا أنعم الله عليك باليقين والإيمان والصبر والقناعة، وهي كلها أشياءٌ (معنوية) فإنّ نعمته عليك هنا أكبر من نعمته عليك بالأشياء المادية والعينية. لا قيمة للمال بلا صحة، ولا للثروات بدون عافية، ولا للنعم من غير راحة البال، ولا للحياة من غير أمان وسلام. من حكمة الله عز وجل، انه جعل الأخلاق الحميدة والعظيمة تكتشف بعد الابتلاء، العفو أمرٌ يأتي بعد أن يقع عليك ظلمٌ، وهو يكون عظيماً وجميلاً عندما يكون عند المقدرة، مع أنّه يمكن أن يكون بينك وبين نفسك وفي جنح الله أن أعفو عن من ظلمني لا أريد حتى من الله أن ينتقم لي، يقول تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشوري (40). عندما تعفو فإنّ الحساب والجميل يرده الله، فماذا تريد أكثر من ذلك، يمكن أن ترد السيئة بالسيئة، هذا حقك، إن فعلتها فلن تُلام عليها ولكن (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله). العفو لا يأتي عفواً هكذا إنما تسبقه مقدمات: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران (134). الصبر من الصفات الجميلة وهي صفة تدل على القوة والثبات وقوة الاحتمال، ولكن أنت لا تعرف (الصبر) إلّا عندما تتعرّض للابتلاء والمصائب وعندها تكون لك البشرى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة/ 155 – 157). الله يحب الصابرين، قال الله ذلك في أكثر من آية.. والصبر لا يأتي من فراغٍ، إنّه صفة تُعرف وتُكتشف عند المصائب. الأنبياء والرسل الذين عرفوا بأولي العزم أكرموا وارتفعت درجاتهم لأنهم تعرضوا لابتلاءات أكثر وامتحانات أعظم. والصبر نفسه نشد الله فيه الجمال. في سورة يوسف جاء على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام عندما فقد ابنه الأول: (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)) يوسف. نعم والله المستعان على ما تصفون. وبعد ذلك لم ينتكس سيدنا يعقوب وجاء على لسانه في نفس السورة عندما فقد ابنه الثاني بعد يوسف: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (83) يوسف. نبي الله يعقوب لم يتخل عن الصبر بل لم يتخل عن جمال الصبر والمصائب تتوالى عليه والفقد يتكرر معه مرة ثانية. هل هنالك ابتلاءٌ أكبر من فقد الابن، بل من فقد الابنين. يقال إن سيدنا يعقوب عاد له ابنه سيدنا يوسف بعد أن فقده أكثر من 40 عاماً. سيدنا يعقوب لم يتخل عن الصبر الجميل حتى وهو يفقد بصره حزناً على فقد ابنه يوسف: (وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَ0بۡيَضَّتۡ عَيۡنَاهُ مِنَ 0لۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِيمٞ (84) قَالُواْ تَ0للَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوۡ تَكُونَ مِنَ 0لۡهَٰلِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى 0للَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ 0للَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (86)) لقد اقترب يعقوب عليه الصلاة والسلام أن يكون حرضاً أو أن يكون من الهالكين ولكن مع ذلك لم يتخل عن صبره، ولم يتخل عن ثقته في لقاء يوسف وأخيه، لذلك كان صبره جميلا. وهنا لا بد من الإشارة إلى احتمال الوجع وكتم الغيظ فقد كان يعقوب مع كل أحزانه (كظيم)، وفي سورة آل عمران إشارة إلى هذا الفضل (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (134) وكظم الغيظ مرحلة بعيدة في الاحتمال وهي دلالة لظلم كبير. أين نحن مع هؤلاء الذين يتاجرون بغيظهم ويزيدون عليه. ندرك ما تعرّض له الكثيرون من الضيم والعذاب والظلم ولكن كلما كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، كلما كان عفوك أعظم إذا حدث. ولأن الله جميل يحب الجمال فقد قال في سورة المعارج: (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا) (5). إذن الجمال مطلوبٌ حتى في الصبر، بل إنّ الجمال مطلوبٌ مع ما هو أعلى من ذلك.. مطلوبٌ كذلك في الصفح: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [ الحجر: 85]. أنت مع الصبر مطالبٌ بالصفح ما أعظم هذا الدين. والجمال مطلوبٌ كذلك في الهجر: (وَ0صْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَ0هْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا) (10) المزمل. الدعوة هنا للصبر على ما يقولون. وأكثر ما يمكن أن يضيق فيه صدر المرؤ هو الطلاق عندما يقع بين الأزواج لكن الله حتى في ذلك طالب بالجمال يا الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)) الأحزاب. انه السراح الجميل. ماذا بعد ذلك؟ هذه أمور نحن نفعلها بضيق وضجر، زينوا حسناتكم بالجمال فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.. حتى ضيقكم زينوه بالجمال. ويقول سبحانه وتعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ…… الآية) (229) ويقول تعالى في نفس السورة: (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ……) (231). إذن الابتلاء والمصائب يمكن أن تؤدي إلى فضائل عظيمة، بل فضائل جميلة.. يمكن أن تؤدي المصائب إلى الصبر وإلى العفو والصفح والمعروف، وتؤدي إلى الإيمان واليقين. في هذه الحرب يمكن أن نفقد حياتنا ويمكن أن نفقد حرياتنا التي فقدنا منها الكثير، لكن كل هذه الأشياء وإن فُقدت لن تجعلنا نفقد مواقفنا وقيمنا وأخلاقياتنا ودعوتنا للحب والسلام والسودان الموحد الذي يسع الجميع. كل هذه الأشياء، لن تجعلنا نفقد شغفنا بالهلال نحن مازلنا نلاحق أخباره وننتظر نتائج مبارياته على أعصابنا، ونترقّب تسجيلاته وسط صوت الرصاص ومجازر دموية تحدث هنا وهناك، لا نغفلها ولكن نحتملها صبراً ورضاءً. نحتسبها في عشق هذا الوطن هؤلاء الضحايا لا نجهل تضحيتهم، ندرك عظيم ما قدّموه ونعرف أنهم منّا، إنا قد نكون منهم اليوم أو غداً نحن على استعدادٍ لذلك من أجل وطن واحد. الطريق شاقٌ وصعبٌ، ولا بد من المزيد من التضحيات. لا تدعو للتضحية دون أن تكون أنت جزءاً من ذلك. سنعود أقوى وأعظم، نحمل الحب وننثره، والأوطان تُبنى بالسلام لا بالحرب، تُبنى بالحب لا تُبنى بالكراهية، تُبنى بالوحدة لا بالتفرقة، تُبنى بالفكر لا بالبندقية، تُبنى بالبناء لا بالهدم، هذه هي قناعاتنا لن نتزحزح منها ولا عنها وإن ذهبنا في سبيلها. مشكلة هذا الوطن أنّ المزارع ترك طوريته، والراعي ترك عصاه، والطبيب ترك سمّاعته، والصحفي ترك قلمه، والمهندس ترك مسطرته، والمعلم ترك طبشيرته، والمحامي خلع روبه، والقاضي ميزانه، والتاجر بضاعته والعامل معواله.. تركوا كل هذه الأشياء وحملوا البندقية، وللأسف هنالك من حملها ضد الوطن والمواطن. إنّهم لم يكتفوا بكل ما فعلوه يريدون أن تكون هناك حكومة مُوازية.. لتسلب وتنهب وتقتل وتُشرِّد المواطنين باسم الحكومة الموازية، يريدون أن يشرعنوا القتل والنهب والسلب ويجعلوا له حكومة..!! هذا الأمر وتلك الدعوات الانتصار عليها لن يكون بالبندقية، هذه الدعوات الانتصار عليها سوف يكون بالمنطق والدبلوماسية والحب والسلام. يجب أن يكون هذا الوطن مُوحّداً بحكومة واحدة وشعب واحد وجيش واحد، وهذا أمرٌ لن يتم إلّا بالبناء والعمل والحكمة. لقد انتهينا من الجهاد الأصغر ودخلنا إلى الجهاد الأكبر. والجهاد الأكبر هو مرحلة العودة والبناء والإعمار والسلم الاجتماعي والنضج السياسي. دافعوا عن الوطن بالكلمة الطيبة ، بالزراعة والصناعة والتجارة والبناء والعلم والفكر. بعض النباتات المتسلقة لا تنبت ولا تقوم إلّا في المياه الآسنة والراكدة والمتعفنة، خوفي على الوطن من النباتات التي لا تنبت إلّا في الغل والغبن والكراهية. قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (55) الأعراف. (0دْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِ0لْحِكْمَةِ وَ0لْمَوْعِظَةِ 0لْحَسَنَةِ). ... متاريس في انتظار القُرعة في هذه الحرب. إن شاء الله قُرعة تأتي برداً وسلاماً على الهلال. أتمنى مواجهة الأهلي للترجي، عشان نتخلّص من أحد الكبار ونحن بنتفرج. وأتمنى مواجهة الهلال لبيراميدز لسبب واحد، عشان مباراة الإياب التي سوف يلعبها الهلال على ملعبه الافتراضي، يلعبها بعيداً عن جمهوره، وإذا واجه الهلال فريق بيراميدز سوف تكون مواجهة الذهاب بدون جمهور، لأنّ بيراميدز فريقٌ غير جماهيري. عاوزين الكفة تتعادل في الجمهور. برجع ليكم بعد القُرعة. ومرحب بأي فريق في أم درمان أو خارج أم دومان. كونوا بخير وصحة جيدة. .. ترس أخير: الله موجود.