logo
القاهرة الفاطمية تستضيف ملتقى القاهرة الأدبي

القاهرة الفاطمية تستضيف ملتقى القاهرة الأدبي

الشرق السعودية١٤-٠٤-٢٠٢٥

تستضيف قبّة الغوري، في منطقة القاهرة الفاطمية، الدورة السابعة من "ملتقى القاهرة الأدبي" الذي تُنظمه "صفصافة للثقافة والنشر"، بعنوان "واقعية الخيال"، بمشاركة أدباء وشعراء ومترجمين من ثماني دول، يناقشون التأثير المتبادل بين الأدب والواقع المعاش، وخصوصاً في اللحظات التاريخية المعقّدة، وأهمية الذاكرة الثقافية ودور الكُتّاب في حفظها.
شارك في الجلسة الافتتاحية الكاتبة الألمانية جيني إربينبيك، الحاصلة على جائزة "بوكر" العالمية عام 2024، والكاتب المصري خالد الخميسي، رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى.
وأكد الناشر محمد البعلي مدير الملتقى لـ"الشرق"، "أن الفعاليات تؤكد على تفاعل الفنون والآداب مع الواقع الذي يشهد تحولات كثيرة، وتأثيرها على الإنسان، وتناقش قضايا ملحّة بمشاركة كُتّاب وشعراء ومؤثري وسائل التواصل، التي أصبحت من موجهات القارئ عربياً وعالمياً، ومن الضروري الالتفات إليها لفهم واقع الثقافة الحالي".
الجلسة الافتتاحية حملت عنوان "الخيال حين يحلّق بأجنحة الواقع"، أدارها الدكتور صلاح هلال؛ أستاذ الأدب الألماني في جامعة عين شمس، وتحدث فيها الكاتب خالد الخميسي عن أهمية الملتقى، مشيراً إلى أن "مكان إقامة الفعاليات وهو قبة الغوري التاريخية مرتبط بالخيال"، لافتاً إلى أن "هذا المكان هو نتاج خيال المعماري الذي عاش منذ قرون بعيدة، وأصبح واقعاً نعيش فيه الآن، ويراه كل شخص بشكل مختلف، وفقاً لخبراته وقدرته على فهم ما يراه".
وحول طبيعة الشخصيات الأدبية قال: "على الرغم من أنها شخصيات متخيّلة، لكنها تفرض استقلاليتها على الكاتب، وبعض الناس يتصوّرون أن الكاتب يحدّد مسار شخصياته، لكن في حقيقة الأمر أن الكاتب كخطوة أولى يحدّد الملامح الأساسية الاجتماعية والعمرية والنفسية، ومن خلال ذلك تفرض الشخصية نفسها ومسارها وتُملي على الكاتب ما تريده".
وتحدث رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى عن الإصدارات المختلفة للكتب، التي تتنوّع في جودتها، وذكر أن الكاتب الفرنسي الشهير بلزاك، "كتب خطاباً في نهاية العشرينيات من القرن 19 إلى ناشر كُتبه، وذلك رداً على طلبه، الذي أشار فيه على بلزاك بمتابعة أحد الكُتّاب الذي تحظي أعماله بمبيعات كبيرة، لمعرفة أسلوبه ومحاولة تقليده، مشيراً إلى أنه لولا خطاب بلزاك الذي ذكر فيه اسم هذا الكاتب، لما سمع أحد عنه، لأنه اختفى ورواياته غير موجودة، لكن بلزاك بقي، وهو ما يؤكد أن الغثّ هو الغالب والسمين هو القليل، ودائماً هناك كتب لا قيمة لها تلقى رواجاً، لكن في النهاية تنتصر الأعمال ذات القيمة".
وأوضحت جيني إربينبيك، وهي أول كاتبة ألمانية تفوز بـ"بوكر"، أن علاقتها بالشخصيات تبادلية، ولفتت إلى أنها تعطي إشارة البدء وتمنح الشخصية استقلاليتها، ثم تحاول أن تفكر إذا كانت مكان تلك الشخصيات كيف ستتصرف وبماذا ستشعر".
وتجد الكاتبة أنها تنطلق دائما في كتاباتها من الواقع والقضايا الهامة، ولديها شغف بالبحث عن الحقيقة التي تنطلق منها إلى السرد الخيالي، مشيرة إلى روايتها "وطن محمول" التي أثارت ضجة في ألمانيا وقت صدورها، "لأنها تناولت قضية المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في ألمانيا، وأنها قبل كتابتها كانت منشغلة بفكرة الهوية والوطن وارتباطهما بالإحساس بالفقد الدائم".
كما رأت التحولات في المجتمع الألماني مع تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إليها، "وعدم إدراك الشعب الألماني لطبيعة حياة ومصائر هؤلاء وأنهم ليسوا أرقاماً؛ لذلك أردت لفت الانتباه إلى قضيتهم وحقوقهم".
وأكدت الكاتبة أن والدتها ترجمت من العربية مباشرة أعمال الكاتب المصري الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، وأنها حالياً تتتبع رحلة والدتها في مصر وتعلمها للغة العربية، وتعرّفها على كوكبة من الأدباء المصريين، مشيرة إلى أنها كانت طفلة حينها، وكانت السلطات في ألمانيا الشرقية تحتفظ بها لضمان عودة الأم إلى ألمانيا مرة ثانية.
وقال الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد، "إن ملتقى القاهرة من الفعاليات الهامة خاصة أنه مبادرة أهلية؛ وتاريخياً شاركت المبادرات الأهلية بأكبر مساهمة في تاريخ الثقافة، ولعبت دوراً كبيراً في التنمية الثقافية، وفكرة الجلسة الافتتاحية هامة لأن الناس كثيراً ما يتعاملون مع الأدب، باعتباره واقعاً، ويحاسبون الروائيين على تصرفات الشخصيات الخيالية، باعتبارها شخصيات حقيقية وليست من خيال المؤلف".
يضم برنامج الملتقى مجموعة متنوّعة من الجلسات، من بينها "الأدب والسوشيال ميديا: تسويق أم توجيه ذوق القراء"، و "كيف تنظر كتب التاريخ الثقافي إلى أدوار النساء"، و"خمسون عاماً على وفاة أم كلثوم"، و"التعافي بالكتابة"، و"الأدب العربي في شمال أفريقيا.. مجالات التأثير والتأثر"، ويختتم الملتقى أعماله الخميس المقبل، بأمسية شعرية تضم عدداً من الشعراء والشاعرات من مصر ومالطا وألمانيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مصباح القلب" يفوز بجائزة "بوكر" العالمية
"مصباح القلب" يفوز بجائزة "بوكر" العالمية

الشرق السعودية

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق السعودية

"مصباح القلب" يفوز بجائزة "بوكر" العالمية

فازت مجموعة قصصية بعنوان "مصباح القلب" للكاتبة الهندية بانو مشتاق، كُتبت على مدى 30 عاماً، الثلاثاء، بجائزة بوكر العالمية للروايات المترجمة لهذا العام، لتصبح أول مجموعة قصص قصيرة تفوز بالجائزة، التي تعدّ الأبرز في مجال الروايات المترجمة إلى الإنجليزية. الكاتبة هي محامية وناشطة في مجال حقوق المرأة، وهي ثاني كاتبة هندية تفوز بالجائزة. وتتناول قصصها معاناة النساء الهنديات اليومية في المجتمعات الذكورية، إذ استوحت قصصها ممن لجأن إليها طلباً للمساعدة. وقالت: "إن الألم والمعاناة والعجز الذي تعيشه هؤلاء النساء يُثير في نفسي شعوراً عميقاً يدفعني للكتابة". ترجمت المجموعة ديبا بهاستي عن اللغة الكانادية، وهي اللغة الرسمية لولاية كارناتاكا في جنوب الهند. وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 66,700 ألف دولار أميركي، يتقاسمها المؤلف والمترجمة بالتساوي. الكاتب ورئيس لجنة التحكيم، ماكس بورتر، وصف الرواية الفائزة خلال حفل أقيم في متحف "تيت مودرن" في لندن، بأنها "شيء جديد تماماً بالنسبة للقرّاء الإنجليز فيما يتعلق بالأنظمة الأبوية، إنها ترجمة جذرية لقصص جميلة، نابضة بالحياة، ومؤثرة". أضاف: "سيجدها الكثير من القرّاء الإنجليز مختلفة عن أي شيء قرأوه من قبل". واعتبر أن الطريقة التي ترجمت بهاستي بها المجموعة، "كانت فريدة من نوعها، فمعظم الترجمات تهدف إلى أن تكون "غير مرئية" حتى لا يعرف القرّاء أن الكتاب لم يُكتب أصلاً باللغة الإنجليزية. لكن ترجمة بهاستي كانت عكس ذلك، فرواية "مصباح القلب" زاخرة بالتعبيرات الهندية، التي أضفت على القصص حيوية استثنائية". تفوّقت "مصباح القلب" على 5 عناوين أخرى في القائمة المختصرة، ولم تحظ بالاهتمام على عكس الروايات الأخرى، التي أشاد بها العديد من النقّاد في كل من بريطانيا والولايات المتحدة. لم تخصّص للمجموعة القصصية قبل فوزها، سوى صحيفة بريطانية واحدة مراجعة خاصة، حيث كتبت لوسي بوبيسكو في صحيفة "فاينانشال تايمز"، بأن "قصص مشتاق البسيطة بالشكل، تندّد بقهر النساء، بينما تحتفي بقدرتهن على الصمود". تأسست جائزة "بوكر" العالمية عام 2005، وكانت تُمنح في الأصل لمؤلف عن مجمل أعماله، وكانت أليس مونرو، كاتبة القصة القصيرة، أوّل الفائزين بها عن هذه الفئة.

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر الأدبية العالمية
الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر الأدبية العالمية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الشرق الأوسط

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر الأدبية العالمية

فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق مساء الثلاثاء بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية «هارت لامب» (مصباح القلب) التي تتناول الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند. والمجموعة القصصية التي كُتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، تروي جوانب من حياة العديد من النساء المسلمات اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية. وهذا أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تمّ تقديمها في حفل أقيم في لندن مساء الثلاثاء وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 59 ألف يورو) يتمّ تقاسمها بين المؤلّفة والمترجمة ديبا بهاستي. ونُشرت هذه القصص في الأصل بين عامي 1990 و2023. وبحسب منظمي الجائزة، فقد تعرّض الكتاب للرقابة من جانب الدوائر المحافظة في الهند، وتم تجنّبه من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في البلاد. وقالت الكاتبة عند حصولها على الجائزة «أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين»، واصفة فوزها بأنه لحظة «لا تصدّق». من جانبه قال رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر إنّ الكتاب «شيء جديد حقا للقراء الناطقين باللغة الإنكليزية (...) قصص جميلة مليئة بالحياة». وكان بورتر استبق الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة «بالكتب التي تتحدّى السلطات، من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان». وجائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية تُمنح لكتّاب خياليّين. وكانت الجائزة تُمنح كلّ عامين لكنّها أصبحت منذ 2016 تُمنح كل عام. وفي العام الماضي، فازت ببوكر الدولية الرواية الألمانية «كايروس» للكاتبة جيني إيربنبيك والتي ترجمها مايكل هوفمان.

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية
الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية

عكاظ

timeمنذ 2 أيام

  • عكاظ

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق مساء الثلاثاء بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية «هارت لامب» (مصباح القلب) التي تتناول الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند. والمجموعة القصصية التي كتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، تروي جوانب من حياة العديد من النساء المسلمات اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية. وهذا أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تمّ تقديمها في حفل أقيم في لندن مساء الثلاثاء وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 59 ألف يورو) يتم تقاسمها بين المؤلّفة والمترجمة ديبا بهاستي. ونشرت هذه القصص في الأصل بين عامي 1990 و2023. وبحسب منظمي الجائزة، فقد تعرض الكتاب للرقابة من جانب الدوائر المحافظة في الهند، وتم تجنبه من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في البلاد. وقالت الكاتبة عند حصولها على الجائزة «أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين»، واصفة فوزها بأنه لحظة «لا تصدق». أخبار ذات صلة من جانبه قال رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر إن الكتاب «شيء جديد حقا للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية، قصص جميلة مليئة بالحياة». وكان بورتر استبق الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة «بالكتب التي تتحدّى السلطات، من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان». وجائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية تمنح لكتاب خياليين. وكانت الجائزة تمنح كل عامين لكنها أصبحت منذ 216 تمنح كل عام. وفي العام الماضي، فازت ببوكر الدولية الرواية الألمانية «كايروس» للكاتبة جيني إيربنبيك والتي ترجمها مايكل هوفمان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store