logo
#

أحدث الأخبار مع #بنات_الرياض

الذائقة ليست حكراً على النخبةمن «بنات الرياض» إلى «أسامة المسلم»
الذائقة ليست حكراً على النخبةمن «بنات الرياض» إلى «أسامة المسلم»

الرياض

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرياض

الذائقة ليست حكراً على النخبةمن «بنات الرياض» إلى «أسامة المسلم»

ليست هي المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول الدكتور عبد الله الغذامي، الناقد الذي لم يَحبس نفسه داخل أسوار النخبة. الهجوم الأخير على الغذامي بسبب تقبّله لظاهرة الروائي 'أسامة المسلم' وتفهمه لجماهيريته التي تجاوزت الحدود، الجدل يعيد إلى الأذهان موقفًا مشابهًا في بدايات الألفية، حين أثنى على رواية «بنات الرياض» للكاتبة «رجاء الصانع» بقوله إنها « فرضت نفسها» وكأن الواقع الثقافي يُملي على النقّاد التأمل لا الإنكار. الغذامي في لقائه الأخير قال: 'الذائقة متحركة ومتحولة، وعلينا احترامها'. وربما يكون أكثر ما ينقص هذا الجدل كله هو: الاحترام. فالبعض لا يحترم الكاتب، ولا جمهوره، بل يُمعن في التقليل من شأنهما، دون الانتباه إلى نجاح هذا الكاتب في الوصول إلى جيل Z وجيل ألفا، جيل الإنترنت والألعاب الإلكترونية التفاعلية والشبكات الاجتماعية. المسلم استطاع بذكاء على مدى عشر سنوات أن يمسك بهذا الجيل، ويجعله يقرأ كل ما يكتب فهو كما يصفه الغذامي: 'يكتب بلغة الأجيال الحديثة، لغة بسيطة يمكن تسميتها الفصحى المحكية، مصحوبة بإغراء الخيال البسيط'. وأضاف أن ظاهرة المسلم وجماهيره 'فرضت وجودها'. كل هذا يؤكد على أن الغذامي مهتم بالمنعطفات الثقافية والاجتماعية، فهو في الحقيقة لم يمتدح القيمة الفنية لروايات «أسامة المسلم» بقدر ما سلط الضوء على هذا الجيل وطريقته في التعبير، والتلقي والتخيّل. وكأن رسالته موجهة للمجتمع الثقافي كله؛ بأن ينتبهوا للغة كل جيل في حينه. اختلاف الأسلوب وتقاطع الصدمة حين صدرت رواية بنات الرياض قبل عشرين عامًا، لم تكن مجرد نص يكسر التابوهات ويتحدث عن الحب والممنوع في مجتمع مغلق؛ بل كانت كسرًا حادًا لهيبة السرد التقليدي، ومؤشرًا على ولادة جيل جديد من الكتّاب الشباب، الذين استفادوا من جماهيرية «بنات الرياض»، حيث عرف المجتمع «الرواية» وقرأها بجميع أطيافه. الغذامي رأى في «بنات الرياض» منعطفًا اجتماعيًا وأدبيًا، فكانت نصًّا يخاطب الشباب بلغتهم، ويتحدث عنهم ولهم. والأمر يتكرر اليوم مع «أسامة المسلم»، وإن اختلف السياق. فبدل أن تُتّهم بالجرأة الاجتماعية، اتُّهِمت روايات «المسلم» بسطحية موضوعاتها، وبأنها تعتمد على التشويق والغموض والأساطير بدلًا من العمق الأدبي. هذا الهجوم على الغذامي سببه الخوف من أن يصبح الجمهور هو مَن يُقرر القيمة، لا الناقد. لكن أليس من حقنا أن نتساءل: ما دور الناقد فعلًا؟ حتى حين يختار القارئ روايات الجوائز، يجد من يشكك بهذه الجوائز ويتهمها بالتحيّز. فإلى مَن يلجأ القارئ إذاً؟ الغذامي كناقد اجتماعي لا حارس بوابة أهمية الدكتور عبد الله الغذامي - سواء اتفقنا معه أو اختلفنا - تكمن في أنه لا يتحدث بصفته وصيًا على الذائقة، بل بصفته قارئًا للثقافة، مهتمًا بتحليل الظواهر لا بإدانتها. هو لا يُصفق لكل ما هو جديد، لكنه يفككه ويقرأ سياقه بذهن مفتوح. ما يُغضب البعض ليس رأيه، بل مرونته. فالنقد التقليدي يحب أن يرسم الحدود، بينما الغذامي يبدو كمن يعيد رسم الخريطة. إذا تغيّر الزمن، وتغيّر الجمهور، فمن الطبيعي أن تتغيّر الذائقة أيضًا. وفي زمن السرعة والتحولات، نحن لا نحتاج إلى ناقد يبني الأسوار حول 'الذائقة الرفيعة'، بل إلى مِن يضيء لنا طرق الفهم، ويطرح الأسئلة حول كل نص، مهما كان 'شعبويًا' أو 'نخبويًا'. وأخيراً الغذامي لم يمدح أو يذم، بل كان قارئًا جريئًا لما يحدث حوله. وهذا موقف ثقافي يستحق الاحترام.

انعكاسالنص الجماهيري!
انعكاسالنص الجماهيري!

الرياض

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرياض

انعكاسالنص الجماهيري!

في عالم الأدب، يبرز نوع من النصوص يحظى بانتشار واسع وقبول جماهيري لافت، سواء أكان شعراً أم رواية، ويُطلق عليه عادةً «النص الجماهيري». هذا النوع من النصوص يتميز بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ويحقق غالباً مبيعات ضخمة وتفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأدبية. غير أن هذا النجاح الجماهيري لا يكون بالضرورة دليلاً على الجودة الفنية أو القيمة الأدبية العميقة للنص، وهو ما يفتح باباً للنقاش بين جمهور القراء والنقاد حول معايير التقييم الأدبي، إذ يعتمد في العادة على عناصر تجذب القارئ العادي، كالبساطة في اللغة، وتسارع الأحداث، ووضوح الحبكة، والتركيز على المواضيع العاطفية أو الاجتماعية التي تمس حياة الناس اليومية. كما أنه غالباً ما يتجنب التعقيد الرمزي أو الفلسفي الذي قد ينفر القارئ غير المتخصص. وهذا ما يفسر إقبال الجماهير على روايات معينة تحقق انتشاراً غير مسبوق رغم بساطتها الفنية، في حين قد تُهمل أعمال أدبية ذات عمق فكري وفني لأنها تتطلب جهداً ذهنيًا أكبر لفهمها، ولعلّ أول صورة حية وواضحة لهذا النص جاءت في أوائل الألفية من خلال رواية «بنات الرياض» التي حظيت بحضور جماهيري طاغٍ حينها، والحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن النصوص الجماهيرية تؤدي دوراً مهماً في المشهد الثقافي، فهي تساهم في نشر القراءة، وتشجع فئات واسعة من الناس على الانخراط في عالم الكتب، خصوصاً في مجتمعات تعاني من عزوف عن المطالعة. كما أنها تواكب نبض الشارع واحتياجات الجمهور، مما يمنحها نوعاً من الحيوية والارتباط بالواقع المعاش. في المقابل، يذهب بعض النقاد إلى أن الإقبال الجماهيري لا يعني بالضرورة أن النص يحمل قيمة فنية حقيقية، إذ أن المقياس الجمالي والأدبي يتطلب أموراً تتجاوز الشعبية مثل الأسلوب، الابتكار، العمق الموضوعي، والبناء الفني، ولهذا يبدو لهم أن «النص» الجماهيري يحاول كسر هذه الأعراف والقواعد الفنية المتوارثة لكل فن. من جهة أخرى، هناك حالات نادرة استطاع فيها النص الجمع بين الشعبية والجودة الفنية، حيث تنجح بعض الروايات أو القصائد في أن تنال إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء، فتُقرأ على نطاق واسع وتُدرس أكاديمياً في الوقت ذاته. هذا التوازن المثالي يبقى طموحاً يسعى إليه كثير من الكتّاب، لكنه يتطلب قدرة فذة على الكتابة تجمع بين البساطة والعمق، وبين الإمتاع والتأمل. في النهاية، يبقى النص الجماهيري ظاهرة أدبية مهمة، تستحق الدراسة لا الانتقاص. فنجاح نص ما بين القراء هو مؤشر على حاجات ذوقية ونفسية وثقافية لدى المجتمع، وهي متجددة دائماَ ولا تخضع للأعراف الأدبية المتوارثة، لكنه لا ينبغي أن يكون المعيار الوحيد للحكم على جودة العمل الأدبي. وبينما يسعى البعض للكتابة للجماهير، يظل آخرون يكتبون لما يعتبرونه «الأدب الحقيقي»، وفي كلتا الحالتين، يبدو أن تنوع الأشكال والأساليب هو ما يثري الساحة الأدبية ويجعلها مرآة متعددة الأوجه للروح الإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store