
انعكاسالنص الجماهيري!
في عالم الأدب، يبرز نوع من النصوص يحظى بانتشار واسع وقبول جماهيري لافت، سواء أكان شعراً أم رواية، ويُطلق عليه عادةً «النص الجماهيري». هذا النوع من النصوص يتميز بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ويحقق غالباً مبيعات ضخمة وتفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأدبية. غير أن هذا النجاح الجماهيري لا يكون بالضرورة دليلاً على الجودة الفنية أو القيمة الأدبية العميقة للنص، وهو ما يفتح باباً للنقاش بين جمهور القراء والنقاد حول معايير التقييم الأدبي، إذ يعتمد في العادة على عناصر تجذب القارئ العادي، كالبساطة في اللغة، وتسارع الأحداث، ووضوح الحبكة، والتركيز على المواضيع العاطفية أو الاجتماعية التي تمس حياة الناس اليومية. كما أنه غالباً ما يتجنب التعقيد الرمزي أو الفلسفي الذي قد ينفر القارئ غير المتخصص. وهذا ما يفسر إقبال الجماهير على روايات معينة تحقق انتشاراً غير مسبوق رغم بساطتها الفنية، في حين قد تُهمل أعمال أدبية ذات عمق فكري وفني لأنها تتطلب جهداً ذهنيًا أكبر لفهمها، ولعلّ أول صورة حية وواضحة لهذا النص جاءت في أوائل الألفية من خلال رواية «بنات الرياض» التي حظيت بحضور جماهيري طاغٍ حينها، والحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن النصوص الجماهيرية تؤدي دوراً مهماً في المشهد الثقافي، فهي تساهم في نشر القراءة، وتشجع فئات واسعة من الناس على الانخراط في عالم الكتب، خصوصاً في مجتمعات تعاني من عزوف عن المطالعة. كما أنها تواكب نبض الشارع واحتياجات الجمهور، مما يمنحها نوعاً من الحيوية والارتباط بالواقع المعاش. في المقابل، يذهب بعض النقاد إلى أن الإقبال الجماهيري لا يعني بالضرورة أن النص يحمل قيمة فنية حقيقية، إذ أن المقياس الجمالي والأدبي يتطلب أموراً تتجاوز الشعبية مثل الأسلوب، الابتكار، العمق الموضوعي، والبناء الفني، ولهذا يبدو لهم أن «النص» الجماهيري يحاول كسر هذه الأعراف والقواعد الفنية المتوارثة لكل فن.
من جهة أخرى، هناك حالات نادرة استطاع فيها النص الجمع بين الشعبية والجودة الفنية، حيث تنجح بعض الروايات أو القصائد في أن تنال إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء، فتُقرأ على نطاق واسع وتُدرس أكاديمياً في الوقت ذاته. هذا التوازن المثالي يبقى طموحاً يسعى إليه كثير من الكتّاب، لكنه يتطلب قدرة فذة على الكتابة تجمع بين البساطة والعمق، وبين الإمتاع والتأمل.
في النهاية، يبقى النص الجماهيري ظاهرة أدبية مهمة، تستحق الدراسة لا الانتقاص. فنجاح نص ما بين القراء هو مؤشر على حاجات ذوقية ونفسية وثقافية لدى المجتمع، وهي متجددة دائماَ ولا تخضع للأعراف الأدبية المتوارثة، لكنه لا ينبغي أن يكون المعيار الوحيد للحكم على جودة العمل الأدبي. وبينما يسعى البعض للكتابة للجماهير، يظل آخرون يكتبون لما يعتبرونه «الأدب الحقيقي»، وفي كلتا الحالتين، يبدو أن تنوع الأشكال والأساليب هو ما يثري الساحة الأدبية ويجعلها مرآة متعددة الأوجه للروح الإنسانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 24 دقائق
- الرجل
سانت ليفانت يخطف الأنظار بالدشداشة في مهرجان كان 2025 (فيديو)
رصدت عدسة مجلة الرجل، لحظة لافتة على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ78، حيث تألق الفنان الفلسطيني-الفرنسي سانت ليفانت بإطلالة مميزة، حيث أرتدى دشداشة أنيقة، عكست اعتزازًا واضحًا بهويته الثقافية، وهي الإطلالة الجريئة التي كسرت القوالب النمطية المعتادة في المهرجانات العالمية، وقدّمت نموذجًا للأناقة الشرقية في أرفع محافل السينما الدولية. رسالة فنية تتجاوز الأزياء لم تكن الإطلالة مجرد اختيار للملابس، بل بدت كتصريح ثقافي مقصود، يعكس تمسك سانت ليفانت بجذوره وانتمائه، وبحسب المتابعين، فقد أراد الفنان أن يحمل عبر ملابسه صوته ورسائله إلى العالم، مؤكدًا أن الأناقة لا تنفصل عن الهوية، وأن الحضور العربي في المحافل الكبرى يمكن أن يكون عصريًا دون أن يتخلى عن أصالته. نال ظهور سانت ليفانت إعجاب الجمهور وعدسات المصورين، ولاقى صدى واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن هذه الخطوة تُعيد تعريف مفهوم "النجومية الشرقية" في السياق الغربي، فهو لم يتبنَ فقط زيه التراثي، بل حمّله رمزية كفنان يحاول مدّ جسور بين الثقافات من خلال الفن والمظهر.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
يسرا وباسم سمرة يبدآن تصوير «بنات فاتن» استعداداً لعرضه بالسينمات
انطلق تصوير أحدث الأعمال السينمائية «بنات فاتن» الذي يضم يسرا وباسم سمرة وهدي المفتي وغيرهم من النجوم، من إخراج محمد ناير. وانتهى صناع الفيلم من تصوير الأسبوع الأول داخل أحد المناطق الشعبية بالقاهرة. كما يقوم الصناع بالتصوير في العديد من اللوكيشنات المختلفة هذه الفترة لاستكمال باقي أحداث العمل والمشاهد التي تجمع أبطال الفيلم، استعدادًا لطرحه في السينمات الفترة المقبلة. يضم فيلم بنات فاتن، كلاً من النجمة يسرا، والفنانة هدي المفتي، والفنان باسم سمرة، والفنان السوداني مصطفي شحاتة، والفنانة السودانية إسلام مبارك، والفنان حمدي هيكل، وغيرهم من النجوم الشباب. كما يظهر النجم الشاب حسن مالك ضيفَ شرف ضمن الأحداث، والعمل من تأليف أمينة مصطفي ومدير التصوير بيشوي روزفلت، وإخراج محمد نادر، ومن المقرر تحديد ميعاد عرضه بالسينمات خلال الفترة المقبلة بعد الانتهاء من تصوير جميع أحداث العمل. أخبار ذات صلة وعلى جانب آخر، تعاقدت يسرا أخيرًا على تصوير فيلم «الست لما»، الذي يضم كلاً من انتصار، درة، ياسمين رئيس، دنيا سامي، رانيا منصور، محمود البزاوي وآخرين، ومن تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج ندى ورنا السبكي. وغابت يسرا عن المشاركة في الموسم الرمضاني الماضي لعام 2025، وكان آخر أعمالها مسلسل «100 حمدالله ع السلامة»، الذي عرض في رمضان 2023، من تأليف محمد ذوالفقار وإخراج عمرو صلاح، وشارك في العمل كل من شيماء سيف، محمد ثروت، مايان السيد، أدم الشرقاوي، سماء إبراهيم وآخرين.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
ليلى علوي لـ«عكاظ»: ابتعدت عن الدراما لهذا السبب.. وأخوض تجربة سينمائية جديدة
أكد الفنانة المصرية القديرة ليلى علوي، أنها تخوض تجربة سينمائية جديدة خلال الفترة المقبلة دون كشف التفاصيل الأخرى، بجانب حديثها عن سبب ابتعادها عن المشاركة في الأعمال الدرامية. وقالت ليلى علوي في تصريح خاص لـ«عكاظ»، إنها تعاقدت على فيلم سينمائي جديد سيكون مفاجأة للجمهور تجسد من خلال دور جديد لم تقدمه من قبل في مشوارها الفني، متمنية أن ينال العمل إعجاب الجمهور. وأضافت ليلى علوي أن سبب ابتعادها عن الأعمال الدرامية يرجع لعدم وجود نص سيناريو يشجعها كفنانة للعودة إلى الدراما مجددًا، لافتة أن كل ما عرض عليها كان غير مناسب لمشوارها الفني. أخبار ذات صلة ليلى علوي غابت عن موسم رمضان الماضي لعام 2025، مع اهتمامها في الفترة الماضية بتقديم أفلام سينمائية، إذ يعد فيلم «المستريحة»، آخر أعمالها السينمائية التي عرضت أخيرًا، ويضم العمل كلاً من بيومي فؤاد، محمد رضوان، محمد محمود، محمود الليثي، عمرو وهبة، مصطفى غريب، نور قدري، وعبد الرحمن ظاظا، ومن تأليف محمد عبدالقوي، أحمد أنور، أسامة حسام الدين، وأحمد سعد والي، ومن إخراج عمرو صلاح. وفي الدراما، يعد مسلسل «دنيا تانية»، آخر أعمال ليلى علوي، الذي عرض في موسم دراما رمضان لعام 2022، وحصد العمل إشادات واسعة من الجمهور حينها، وضم المسلسل كلاً من مي سليم، مجدي كامل، أشرف زكي، وفاء صادق، فراس السعيد، سيناريو وحوار حمدي التايه، عمرو مؤمن، إبراهيم الصباغ، إشراف على الكتابة أمين جمال، إخراج أحمد عبد العال.