logo
#

أحدث الأخبار مع #بنجامين_فرانكلين

"الآباء المؤسسون" شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا
"الآباء المؤسسون" شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • سياسة
  • الجزيرة

"الآباء المؤسسون" شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا

"الآباء المؤسسون" في أميركا هم شخصيات مؤثرة كان لها دور محوري في الثورة الأميركية على المستعمر البريطاني، وفي تأسيس حكومة الولايات المتحدة الجديدة. وكان لهؤلاء الرجال، إلى جانب آخرين، دورٌ أساسي في إعلان الاستقلال (1776)، وصياغة الدستور (1787)، ووضع اللبنات التأسيسية للدولة الجديدة. وهؤلاء "الآباء المؤسسون" هم جورج واشنطن (القائد الأعلى للجيش القاري وأول رئيس للبلاد) وجون آدامز (الرئيس الثاني) وتوماس جيفرسون (الرئيس الثالث) وجيمس مادسن (الرئيس الرابع) وبنجامين فرانكلين (دبلوماسي ومخترع) وألكسندر هاملتون (أول وزير خزانة) وجون جاي (أول رئيس قضاة بالمحكمة العليا). خلفيات التسمية يُطلق على هؤلاء اسم "الآباء المؤسسون" لأن حياتهم وأعمالهم أرست الأسس الذي بُنيت عليها الولايات المتحدة الأميركية مؤسساتيا واقتصاديا وعسكريا وتنظيميا، إذ شارك بعضهم في التوقيع على إعلان الاستقلال وأسهم آخرون في صياغة الدستور، وشغلوا مناصب قيادية في الحكومة وفي الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية في أميركا. وينحدر "الآباء المؤسسون" من خلفيات جغرافية واجتماعية متباينة، لكنهم يشتركون في أمور أخرى كثيرة بينها الشغف بالدراسة، إذ درس جلهم القانون وتشبعوا بالفلسفة والفكر، كما درسوا اللاتينية واليونانية، وكانت لهم طموحات عالية في الحياة والسياسة وكانوا ذوي روح وطنية قوية. وصاغ مصطلح "الآباء المؤسسون" الرئيس الأميركي الـ29 وارن هاردينغ عام 1916، وبدأ استخدامُه منذ ذلك الحين للإشارة إلى الجيل الأول من القادة السياسيين والعسكريين ورجال الدولة والاقتصاد والقانون الذين مهدوا للنهضة الأميركية. واستعمل هاردينغ تسمية "الآباء المؤسسون" في خطاب ألقاه عام 1916 أمام المؤتمر الوطني الجمهوري، وقال فيه إنهم رجال قادوا الثورة الأميركية و"كرسوا الجمهورية الجديدة للحرية والعدالة". وفي ما يلي تعريف بهؤلاء "الآباء المؤسين": جورج واشنطن ولد جورج واشنطن في 22 فبراير/شباط 1732 في أسرة تمتهن الزراعة بولاية فرجينيا ولم يحظ على غرار إخوته بفرصة التعلم في الخارج. مارس النشاط الزراعي في ماونت فيرنون، وهي ضيعة عائلية أصبحت مزارا سياحيا بارزا غير بعيد عن العاصمة واشنطن. في عام 1752 انضم إلى جيش التحرير وعرف بشجاعته وروحه القيادية، وفي العام نفسه دخل مجلس النواب في ولاية فرجينيا، وبحلول عام 1774 كان واحدا من الشخصيات الرائدة الداعمة لقضية التحرر. وفي 1775 تولى قيادة قوات جيش التحرير، وحقق سلسلة من الانتصارات على بريطانيا، وقاد جيشه لتحقيق الاستقلال في 4 يوليو/تموز 1776، واستمر في جهوده لإقرار النظام الفدرالي بين الولايات الأميركية، حتى تكللت بالنجاح بعقد مؤتمر دستوري في فيلادلفيا عام 1787 توج بصياغة الدستور الأميركي. وبعد دخول الدستور حيز التنفيذ عام 1789، اختارت الهيئة الانتخابية بالإجماع جورج واشنطن رئيسا للولايات المتحدة، وأدى القسم الدستوري في 30 أبريل/نيسان 1789، ثم حكم أميركا فترتين متتاليتين من 1789 إلى 1797. عمل واشنطن على تحييد أميركا وعدم إقحامها في الصراع الدائر بين بريطانيا وفرنسا وحافظ على تماسك الجيش الأميركي. وتحت قيادته ارتفع عدد الولايات المتحدة من 11 إلى 16 بانضمام نورث كارولينا (1789) ورود آيلاند (1790) وفيرمونت (1791) وكنتاكي (1792) وتينيسي (1796). عمل واشنطن أثناء رئاسته على إقرار العديد من السياسات والمؤسسات للحكومة الأميركية، مثل تشكيل الحكومة الفدرالية وتفعيل بنود الدستور الأميركي، وإنشاء السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية. توفي جورج واشنطن في 14 سبتمبر/أيلول 1799 بعد عامين على تقاعده ودفن في المقبرة العائلية في ضيعة ماونت فرنون. جون آدامز وُلِد جون آدامز يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 1735 في برينتري بولاية ماساتشوستس، وقضى طفولته في مزرعة العائلة. درس القانون في جامعة هارفارد. وبعد التخرج أسس مكتبه الخاص للمحاماة، وتزوج أبيجيل سميث عام 1764، وعلى مدار الأعوام الـ50 التالية أنجبا 4 أطفال، وسافرا حول العالم. في أكتوبر/تشرين الأول 1770، اكتسب آدامز شهرة واسعة بعد دفاعه عن جنود بريطانيين متهمين بمذبحة بوسطن. وبعد 4 سنوات حضر المؤتمر القاري الأول مندوبا عن ماساتشوستس، وسرعان ما برز زعيما للكتلة المؤيدة للاستقلال في الكونغرس. وفي عام 1776 أصبح عضوا في لجنة إعداد إعلان الاستقلال. في عام 1778، أرسل الكونغرس آدامز إلى فرنسا وهولندا للمساعدة في تأمين الدعم للمجهود الحربي، وأسهم في التفاوض على معاهدة باريس، التي أنهت الحرب تمهيدا للاعتراف باستقلال "الأمة الجديدة"، وفي تلك الفترة عاد إلى موطنه ماساتشوستس ووضع دستور الولاية، وهو أقدم دستور ولاية في البلاد. من عام 1781 إلى عام 1788، شغل آدامز مناصب دبلوماسية متنوعة. وفي عام 1789 انتخب نائبا للرئيس وأمضى 8 سنوات في هذا المنصب. وبعد أن أعلن جورج واشنطن نيته التقاعد عام 1796، تم انتخاب آدامز رئيسا ثانيا لأميركا، وفي عهده سُنت تشريعات استهدفت المهاجرين والمعارضين السياسيين، لكنه على الصعيد الخارجي تمكن من تجنيب بلاده الحرب مع فرنسا. بعد انتهاء ولايتيه عاد آدامز إلى منزله في ماساتشوستس، وعلى مدى 25 عاما بقي على تواصل مستمر مع أصدقائه وعائلته. وفي الانتخابات الرئاسية عام 1824 فاز ابنه الأكبر جون كوينسي آدامز. توفي آدامز في 4 يوليو/تموز 1826، أي في الذكرى الـ50 لإعلان استقلال الولايات المتحدة. توماس جيفرسون وُلِد توماس جيفرسون في فرجينيا يوم 13 أبريل/نيسان 1743، وكان الثالث من بين 10 أبناء. كان في سن الـ14 عندما توفي والده وترك له 5 آلاف فدان. درس القانون وعمل محاميا وتولى قضايا النزاعات على الأراضي. عام 1769 تولى جيفرسون مقعده في برلمان ولاية فرجينيا وكشفت احتجاجاته ضد الاستعمار البريطاني عن روحه الوطنية وتوجهه لخيار المقاومة، وعندما اندلعت الحرب عام 1775 زادت أهمية دور جيفرسون، فانضم إلى الكونغرس القاري الثاني. بحلول يونيو/تموز 1775، ومع احتدام الحرب، لجأ الكونغرس إلى جيفرسون، الذي كان يبلغ من العمر 33 عاما آنذاك، لكتابة بيان "أكثر جرأة". وفي غضون 17 يوما، صاغ إعلان الاستقلال الذي اعتُمد في 4 يوليو/تموز 1776، وكان مصدرا لحشد المستعمرات، وتوحيد الثورة من أجل "أمة جديدة". واجه جيفرسون، بصفته حاكما لولاية فرجينيا من عام 1779 إلى عام 1781، الغارات البريطانية، وبعد الحرب تولى مهام رئيسية، وعندما كان سفيرا لأميركا في فرنسا من عام 1785 إلى عام 1789، عزز موقف بلاده على الساحة الدولية. وعام 1789 أصبح جيفرسون وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج واشنطن، ودعم الولايات والمزارعين، وأصبح نائبا للرئيس في عهد جون آدامز عام 1797، وعارض قوانين "الأعداء الأجانب" و"التحريض على الفتنة". تولى جيفرسون رئاسة الولايات المتحدة خلفا لجون آدامز عام 1801 ومن أبرز القرارات التي اتخذها نقل العاصمة الفدرالية من مكانها المؤقت في فيلادلفيا إلى واشنطن. وعام 1803 اشترى أراضي ولاية لويزيانا من نابليون مقابل 15 مليون دولار، مما ضاعف مساحة أميركا، وفي عام 1807 أخفق حظره التجاري مع بريطانيا وفرنسا، بهدف تجنب الحروب النابليونية، مما أضر بالتجار وشكّل اختبارا حقيقيا لسلطاته. تقاعد جيفرسون عام 1809 من العمل السياسي وتفرغ للكتابة وتقديم المشورة لخلفائه بشأن الحروب والتوسع. وفي عام 1819 أسس جامعة فرجينيا. توفي جيفرسون في 4 يوليو/تموز 1826، عن عمر ناهز 83 عاما، في الذكرى الـ50 لإعلان الاستقلال، وهو اليوم نفسه الذي توفي فيه جون آدامز. واختار أن تُكتب على شاهد قبره أن من إنجازاته إعلان الاستقلال والحرية الدينية وجامعة فرجينيا، متجاهلا رئاسته للجمهورية. جيمس ماديسون ولد جيمس ماديسون في 16 مارس/آذار 1751 في ولاية فرجينيا، ودرس مبكرا اللاتينية واليونانية والرياضيات والتاريخ القديم قبل أن يتخصص في القانون بكلية نيوجيرسي (برينستون حاليا)، وأثناء الثورة انتُخب لعضوية برلمان فرجينيا عام 1776، وساعد في صياغة دستور الولاية ودافع عن الحرية الدينية. في عام 1780 انضم للكونغرس القاري، ومع نهاية الحرب عام 1783 اقتنع ماديسون بأن البلاد في حاجة إلى حكومة قوية، وكان له دور محوري عام 1787 عندما اجتمع المندوبون في فيلادلفيا لإعادة تشكيل الجمهورية وصياغة دستور قائم على فصل السلطات. بصفته عضوا في الكونغرس الفدرالي الأول، صاغ التعديلات بنفسه، بناء على مقترحات مندوبي الولايات وقناعاته الشخصية، وكانت النتيجة وثيقة الحقوق الأساسية: 10 تعديلات تُكرّس حرية التعبير والدين والصحافة والإجراءات القانونية الواجبة، وغيرها. وإضافة إلى كونه من أكبر مُنظّري الدستور، وهناك من يعتبره "أب الدستور الأميركي"، لعب مادسن دورا أساسيا في تحويل المبادئ الدستورية إلى إجراءات حكومية فعالة، وصاغ خطاب تنصيب جورج واشنطن أمام الكونغرس عام 1789، وكان ذلك بمثابة أرضية تُمهّد الطريق للجمهورية الجديدة. في عام 1809 أصبح جيمس ماديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة، وشهدت السنوات الأولى من رئاسته تقليص حجم الجيش، وضبط الميزانية وتجنب الحرب، لكن العدوان البريطاني في البحار بالاستيلاء على السفن الأميركية، وتسليح مقاومة الأهالي على الحدود، أثر بقوة على سياسته الخارجية. في 18 يونيو/حزيران 1812، طلب ماديسون من الكونغرس إعلان الحرب على بريطانيا، التي زحفت قواتها إلى واشنطن وأحرقت مبنى الكابيتول والبيت الأبيض ، وفرّ هو وحكومته من المدينة، ثم استعادت القوات الأميركية المبادرة فيما بعد. بعد تركه منصبه عام 1817 عاد ماديسون إلى موطنه في مزرعة العائلة بمدينة مونبلييه بولاية فرجينيا، وبقي على تواصل مع رجال الدولة الأصغر سنا، وأشرف على تنظيم مذكراته السياسية للأجيال القادمة. توفي في 28 يونيو/حزيران 1836، عن عمر ناهز 85 عاما. بنجامين فرنكلين ولد بنجامين فرنكلين يوم 17 يناير/كانون الثاني 1706 في بوسطن بولاية ماساتشوستس، توقف عن التعليم الرسمي في سن العاشرة، لكنه اتجه لمطالعة كتب التاريخ والرياضيات والفلسفة، فاكتسب روحا نقدية منحته القدرة على تحدي الحقائق القديمة وتخيل أنظمة جديدة. في الـ12 من عمره بدأ تعلم مهنة الطباعة على يد أخيه الأكبر جيمس، وفي عام 1823 هرب إلى فيلادلفيا، وفي عام 1724 سافر إلى لندن وعمل في المطابع وصقل مهاراته، وبحلول عام 1726 عاد إلى فيلادلفيا وأنشأ مطبعته الخاصة. في عام 1729 اشترى صحيفة "بنسلفانيا غازيت" وحوّلها إلى أكثر الصحف تأثيرا في البلاد. استهواه العلم أيضا وأجرى في عام 1752 تجربة الطائرة الورقية، واهتم بالبرق والتيار الكهربائي ودرس أنماط الطقس، ولم يكن مجرد طابع وعالم، بل أصبح رجل دولة أيضا، إذ خدم في برلمان بنسلفانيا وأدار إمبراطورية تجارية متنامية. كانت اختراعات فرنكلين عملية وغايتها المنفعة لا الربح، ومن بينها "موقد فرنكلين"، وهو مدفأة معدنية مصممة لتدفئة المنازل بكفاءة أعلى، ومانع الصواعق، وهو وسيلة للحماية ضد حرائق العواصف، كما ابتكر نظارات ثنائية البؤرة لتخفيف شيخوخة العين وعداد مسافات لتحسين طرق البريد. كانت المنفعة العامة هي دافعه الأساسي، ففي عام 1731 أسس أول مكتبة عامة في فيلادلفيا، وفي عام 1736 أسس إحدى أوائل فرق الإطفاء التطوعية في البلاد. وفي العام الموالي عيّن مديرا لبريد فيلادلفيا ثم أصبح مديرا عاما مساعدا لبريد المستعمرات عام 1753. وفي عهده توسعت الخدمة البريدية، مما أدى إلى تسريع الاتصالات عبر المحيط الأطلسي. بحلول عام 1757 كان فرنكلين في لندن ممثلا لولاية بنسلفانيا ومستعمرات أخرى، وبقي هناك حتى عام 1775 يضغط من أجل استقلال أميركا. دعّم "عريضة غصن الزيتون" في محاولة أخيرة لتجنب الحرب، وعندما رفضها الملك جورج الثالث، عاد فرنكلين إلى وطنه. انضم للمؤتمر (الكونغرس) القاري الثاني، وعُيّن عضوا في لجنة صياغة إعلان الاستقلال. وفي العام نفسه أرسله الكونغرس إلى فرنسا وهناك حصل لبلاده على قروض حيوية ودعم عسكري وتحالفات، مما قلب موازين الحرب ضد بريطانيا. وبعد الحرب بقي فرنكلين في فرنسا للمساعدة في التفاوض على معاهدة باريس عام 1783، والتي أقرت السلام مع بريطانيا ورسخ اتفاقيات تجارية وعزز مبادئ حسن النية مع أقدم حليف لأميركا. من عام 1785 إلى عام 1788 شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي الأعلى لولاية بنسلفانيا (وهو بمثابة حاكم الولاية)، وفي عام 1787 كان فرنكلين أكبر المندوبين سنا في المؤتمر الدستوري، واقترح هيئة تشريعية ثنائية المجلس لموازنة سلطات الولايات الكبيرة والصغيرة. اعتزل فرنكلين الحياة العامة عام 1788 وركز اهتمامه على الكتابة والعلم والتأمل. توفي في 17 أبريل/نيسان 1790 وفي وصيته ترك ألف جنيه إسترليني لبوسطن وفيلادلفيا لاستثمارها مدة 200 عام. وبحلول عام 1990، تضاعفت تلك الأموال لملايين الدولارات، وتم استعمالها في تمويل المنح الدراسية والمكتبات والتدريب المهني. ألكسندر هاملتون وُلِد ألكسندر هاملتون يوم 11 يناير/كانون الثاني 1755 (وقيل 1757) في جزيرة نيفيس بالكاريبي. في سن الـ13، أصبح يتيما بعد وفاة والدته، وقبل ذلك اختفى أبوه ولم يظهر له أثر. إعلان وجد هاملتون عملا في شركة تجارية، وفي عام 1772 أبحر إلى نيويورك حيث التحق بكلية كينغز (سميت جامعة كولومبيا فيما بعد) ودرس القانون وتشبع بفلسفة التنوير والفكر الثوري. مع تصاعد التوترات مع المستعمر البريطاني برز هاملتون صوتا للمقاومة، وفي عام 1775 وهو في سن الـ20 فقط، انضم إلى المقاومة المسلحة في نيويورك، وسرعان ما ترقى إلى رتبة قائد وحدة مدفعية. وفي عام 1777، عُيّن مساعدا عسكريا لجورج واشنطن، برتبة مقدم، واستقال من منصبه عام 1781 وانضم إلى المقاومة الميدانية، وخرج من الثورة مؤمنا بضرورة وجود حكومة مركزية قوية. عاد هاملتون إلى الحياة المدنية وتزوج عام 1780 من إليزابيث شويلر، التي تنحدر من إحدى أكثر عائلات نيويورك نفوذا. أصبح محاميا وانتُخب لعضوية كونغرس الكونفدرالية عام 1782، وفي المؤتمر الدستوري عام 1787، الذي عُقد في فيلادلفيا، أسهم في سلسلة من المقالات التي دافعت عن الدستور المقترح. تم تعيينه أول وزير للخزانة عام 1789 وأسهم في تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الأميركي الناشئ، وفق خطة طموحة تقضي بتحمل الحكومة الفدرالية ديون الولايات وإنشاء بنك وطني وفرض تعريفات جمركية وقائية لدعم الصناعة الأميركية. استقال من منصبه عام 1795 وترك وراءه نظاما ماليا راسخا وحزبا جديدا هو: الفدراليون. ورغم مغادرة الحكومة ظل هاملتون مؤثرا في السياسة الوطنية. ففي عام 1798 عُيّن لواء في فترة ما قبل الحرب مع فرنسا، ونظّم الجيش الناشئ بدقة متناهية. وأثناء الانتخابات الرئاسية عام 1800، أقنع هاملتون الفدراليين في مجلس النواب بدعم توماس جيفرسون في مواجهة المرشح آرون بور. وبلغ الخلاف مع بور ذروته في 11 يوليو/تموز 1804 في مبارزة شهيرة بين الرجلين على ضفاف نهر هدسون في ويهاوكين بولاية نيوجرسي أصيب فيها هاملتون بجروح قاتلة وتوفي إثرها عن عمر ناهز 49 عاما. ويُعرف هاملتون بدوره في تأسيس النظام المالي الأميركي، وصورته مطبوعة على ورقة العملة الأميركية من فئة 10 دولارات. جون جاي وُلد جون جاي في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1745 في مدينة نيويورك، وكان السادس بين 10 أبناء. تربى في كنف عائلة ميسورة، والتحق بكلية كينغز (سميت جامعة كولومبيا فيما بعد) في نيويورك قبل ممارسة مهنة المحاماة. أثناء أحداث الثورة الأميركية، اتبع جاي نهجا معتدلا وأصبح شخصية فدرالية بارزة في الأيام الأولى للجمهورية الأميركية، وكان حليفا سياسيا وثيقا لجورج واشنطن، أول رئيس أميركي، ولألكسندر هاملتون، أول وزير خزانة أميركي. شارك جاي، إلى جانب بنجامين فرنكلين وجون آدامز، في المفاوضات على معاهدة باريس عام 1783 التي أنهت الصراع بين بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، كما شارك في المفاوضات على معاهدة مع بريطانيا عام 1794 حسمت بعض القضايا العالقة التي خلّفتها الثورة. بموجب بنود الاتحاد، شغل جاي منصب وزير الخارجية بين عامي 1784 و1789، ثم أصبح أول رئيس قضاة للمحكمة العليا، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1795. أيّد جاي حكومة فدرالية قوية، وكتب بعضا من أوراق الفدراليين إلى جانب ألكسندر هاملتون وجيمس ماديسون دعما للدستور الجديد. أصبح حاكما لنيويورك في عام 1795، ونظم جمعية نيويورك لتحرير العبيد، وساعد في تمرير قانون التحرير التدريجي عام 1799، والذي أدى في النهاية إلى إنهاء العبودية في نيويورك عام 1827. غادر جاي منصب حاكم نيويورك عام 1801 وتقاعد في مزرعته في بيدفورد بنيويورك، حيث عاش حياة بسيطة، متأملا في تجارب الخدمة العامة، وظل ناشطا سياسيا مناصرا للوحدة الوطنية. توفي في 17 مايو/أيار 1829 عن عمر ناهز 83 عاما.

عضوية جديدة في «الأكاديمية الأمريكية للفنون» تعزز مكانة الثقافة العربية
عضوية جديدة في «الأكاديمية الأمريكية للفنون» تعزز مكانة الثقافة العربية

البيان

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البيان

عضوية جديدة في «الأكاديمية الأمريكية للفنون» تعزز مكانة الثقافة العربية

ضمت «الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم»، في عضويتها، زميلاً جديداً وهو الباحث والأكاديمي الدكتور فضلو خوري، الرئيس السادس عشر للجامعة الأمريكية في بيروت - لبنان وقبرص، إذ يعزز ويعكس ذلك المكانة المرموقة للعالم العربي في القيادة التعليمية والأكاديمية والثقافية. ويُعدّ انتخاب خوري عن فئة القيادة التعليمية والأكاديمية، شهادة فخريّة تُضاف إلى مسيرته الحافلة ومساهمته في تطوير وتحديث أنظمة التعليم والسياسات وقيادته الجامعة في زمن الأزمات. كما يرسّخ الإرث العريق للجامعة الأمريكية في بيروت، والتي كرّست على مدى أكثر من 150 عاماً، حضورها كمنارةٍ للقيادة الفكرية والتميّز الأكاديمي في العالم العربي. وتُعتبر «الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم» التي تأسّست في العام 1780، محفلًاً علمياً وصرحاً بحثياً يتسم بالعراقة والتميّز، بحيث يجمع روّاد العالم الاستثنائيين المشهود بإمكانياتهم وخبراتهم في مختلف المهن والتخصصات، والذين تمكّنوا من إحداث الفرق في حياة الشعوب والمجتمعات في المجالات العلمية والأدبية والثقافية والفكرية. هذا، ونشأت الأكاديمية على يد جون آدامز، الذي شغل منصب الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية وأول نائبٍ للرئيس، إلى جانب السياسي والمفكر الأمريكي البارز جيمس بُودوين، ورجل الدولة الأمريكي جون هانكوك، وآخرين. أمّا الكوكبة الأولى من زملاء الأكاديمية، فشملت أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية بنجامين فرانكلين، وأول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن. وفي سياق تعقيبه على الحدث، أشاد رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت عبدو قديفة، بالدكتور فضلو خوري «الذي برز كقائد متميّز منذ توليه منصبه في العام 2015. فتمكّن بفضل قيادته الحكيمة من تذليل العقبات والتحديات، إن لناحية تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان وانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، أو لجهة مضاعفات جائحة «كوفيد 19». وبالتزامن، حقّق الدكتور خوري إنجازات بارزة، بينها إعادة العمل بالحيازة الأكاديمية، إطلاق المنصّة الإلكترونيّة للجامعة (AUB Online)، وافتتاح «الجامعة الأمريكية في‮ ‬بيروت‮ - ‬مديترانيو‮»، وهي أول حرم توأم للجامعة خارج لبنان. هذا، وأسهمت قيادته في تعزيز السمعة العالمية للجامعة، فكان أن سجّلت ارتفاعاً لافتاً ضمن التصنيف العالمي». ورأى قديفة أنّ «انتخاب الدكتور خوري يُعدّ شهادة على التزامه الثابت بالممتازيّة الأكاديمية والقيادة المبتكرة وتطوير المجتمع من خلال البحوث والتعليم».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وأعرب الدكتور خوري عن اعتزازه وتقديره للرئيس الفخري لمجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت فيليب خوري، الذي رشّحه لهذه العضوية، استناداً إلى عملهما المشترك مع جميع المعنيين في الجامعة خلال العقد الماضي. وتابع: «اختياري اليوم إلى جانب كوكبة من القادة والروّاد العالميين، يشعرني بالفخر والامتنان. ومما لا شك فيه أن فرحة والدتي عظيمة كوني انتُخبت ضمن عداد نخبةٍ سبق أن اختارت بين صفوفها غلوريا ستاينم، الأيقونة النسوية والناشطة الأمريكية الجريئة». ورأت لوري باتون، رئيسة «الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم»، أنّ «إنجازات الزملاء الجُدُد تجسّد بتنوّعها القدرة البشرية على الاكتشاف والإبداع والقيادة والمثابرة. إنّهم شهادة صارخة تؤكّد قوة المعرفة وقدرتها على توسيع آفاقنا وتعميق فهمنا وإدراكنا. لذلك، ندعو كل زميل جديد للاحتفاء بإنجازاته ومؤازرة الأكاديمية في تعزيز المصلحة العامة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store