أحدث الأخبار مع #بنجيبمحفوظ


بوابة الأهرام
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
نجيب محفوظ فى وزارة الثقافة
لقد أحسنت وزارة الثقافة المصرية صنعا بالاحتفاء المتوازي بنجيب محفوظ في هذا العام، حيث شاركت قطاعات وهيئات متعددة داخل الوزارة الاحتفاء بالروائي الفذ في مسيرة السرد، والكاتب العربي الوحيد الحاصل على أرفع جائزة أدبية في العالم، وأعني نوبل في العام 1988. إن فكرة المسارات المتوازية التي تبنتها الوزارة، ووزيرها الفنان الدكتور أحمد هنو تصب في خانة واحدة قد باتت مهمة في سبيل تعزيز القيمة الأدبية والفكرية، والانتصار للمعنى، من هنا تعددت الاحتفالات والفعاليات الثقافية في الآونة الأخيرة بشأن المنجز الإبداعي السامق لنجيب محفوظ، من هنا رأينا المؤتمر المهم الذي عقدته دار الأوبرا المصرية، ورأسه الناقد والأكاديمي الدكتور سامي سليمان، وحمل عنوانا لافنا ( نجيب محفوظ حدوتة مصرية)، وتمحورت فكرته المركزية في رصد تجليات وخصائص الهوية المصرية في إبداع نجيب محفوظ، وفي سياق آخر رأينا احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بشأن نجيب محفوظ، وكذلك الفعاليات الممتدة للهيئة العامة لقصور الثقافة، فضلا عن احتفالية دار الكتب والوثائق القومية، ويصب هذا جميعه في الاعتداد بإحدى أيقونات الثقافة الوطنية، وأحد أبرز صناعها. ويعد (نجيب محفوظ) أحد أهم المؤسسين الحقيقيين لفن الرواية، وأبرز من طور الرواية العربية في حقبها المختلفة، ودفع بها إلى آفاق رحبة، وفسيحة. وأن أول ما يلفت الانتباه في حال تأمل المنجز الروائي لنجيب محفوظ، يتمثل في هاجس التجديد المستمر، الذي يجعله لا يبقى في منطقة إبداعية واحدة، وإنما يمارس الارتحال الجمالي البارع بين تيمات، وتصورات جمالية، ورؤى متنوعة للعالم، وفقا للمسار الروائي الذي يخطه في نصه، وبما يؤكد أن المراحل الإبداعية التي اصطلح بعض النقاد والباحثين على تسميتها، من قبيل: المرحلة التاريخية الرومانسية، أو الواقعية بتنويعاتها الاجتماعية، والسياسية، والنفسية، أو الرمزية، أو الفانتازيا، أو سردية الأحلام، وغيرها، تبدو لديه استجابة جمالية لعالم يتغير بالأساس، ولواقع يتعقد ويتشابك، ولفن له اشتراطاته الجمالية اللانهائية، والقابلة للاستعارة من أجناس أدبية أخرى بعض آلياتها وتقنياتها، ومن ثم رأينا محفوظ يمر بذكاء على مناح مختلفة للرواية، يستلهم فيها التاريخ المصري القديم تارة، مثلما رأينا في بداياته : (عبث الأقدار / رادوبيس / كفاح طيبة)، أو يرصد الواقع الاجتماعي ويحلله تارة أخرى، مثل: (القاهرةالجديدة/ خان الخليلي / زقاق المدق/ / بداية ونهاية)، أويشتبك مع الواقع السياسي ويعري تناقضاته تارة ثالثة مثل : (اللص والكلاب / ثرثرة فوق النيل / ميرامار)، أو يؤسطر العالم متكئا على البناء الأليجوري، كما في (أولاد حارتنا)، خارجا بالنص إلى فضاءات دلالية أكثر رحابة. إن الانشغال بأسئلة النص الأدبي/أسئلة الكتابة بدا شاغلا أساسيا لنجيب محفوظ، فيه يكمن فعل بقائه وفرادته في الآن نفسه، وقد تجلى هذا الانشغال بأسئلة النص على مستويات متعددة، بدءا من ماهية النظرة ذات الطبيعة الديناميكية للأدب، والتي لا تراه نقلا مرآويا للواقع، أو انعكاسا آليا لما يدور في المجتمع؛ ولذا نراه يوظف آليات السرد التحليلي في نصوصه دائما، فضلا عن انطلاق نجيب محفوظ (ابن الروح المصرية) من رؤية للعالم ذات طبيعة منفتحة، وبما أسهم في تعدد وجهات النظر تجاه العالم والأشياء (على المستوى الموضوعي)، وتغليب المنطق الديمقراطي للسرد (على المستوى الفني). وقد تشكلت فرادة نص نجيب محفوظ أيضا من خلال التعامل المغاير مع المرتكزات التقليدية للنص الروائي، مثل (المكان/ الزمان)، فبالنسبة للمكان، نرى عناوين نصوصه الحاملة لأسماء أمكنة حقيقية، وبما يسهم في منح الحدث السردي مزيدا من الواقعية، من قبيل: (خان الخليلي/ زقاق المدق). فضلا عن توظيف العنوان/ المكان ليصبح بمثابة البنية الدالة القادرة على تأدية وظيفة داخل المسار السردي للرواية، ففي رواية( زقاق المدق) يبدو المكان قادرا - بمحدوديته وحشر الناس بداخله - على أن يخلق سياقا نفسيا له طبيعته الضاغطة على نفسية (حميدة) بطلة الرواية، و(ميرامار/ البنسيون) علامة دالة على مكان حاوٍ لبشر متنوعين، لا يسعهم سوى فندق قديم في مدينة كوزموبوليتانية مثل (الإسكندرية). إن المكان في روايات محفوظ إذن لم يكن فضاء ماديا فحسب، ولكنه- وبالأساس- سياق نفسي يحوي دواخل النفس البشرية، وتبدل أحوالها داخله. ويعد سؤال الزمن سؤالا مركزيا في أعمال نجيب محفوظ، بوصفه خصيصة جمالية، وفكرية عنده، تعبر عن رؤيته للعالم، هذا الذي يراه موصولا بأزمنة عدة تتصل بالوجود، وبالنفس البشرية، وبالراهن المعيش، مثلما تنفتح - أيضا- على التاريخ، معيدة قراءته، منحازة- في هذا كله- إلى البسطاء، والمهمشين، وإلى كتابة تاريخ الجماعة الشعبية، حاملة- وكما في «أصداء السيرة الذاتية» نفسا صوفية رحبة، تسع العالم، وتحيل إليه في الآن نفسه. كان المفكر والناقد والفيلسوف الفرنسي المعروف فرانسوا ليوتار يشير إلى ذلك الإبداع الطليعي الذي يمزج بين الأصيل والفريد، والأصيل هنا المبني على ذاته، وكلاهما صنعه نجيب محفوظ في بنية روائية متجانسة تعد نموذجا لتلك الأعمال الأدبية الخالدة في تاريخ الرواية في مصر والعالم.


الشرق الأوسط
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
معرض كاريكاتير في القاهرة يحتفي بحائزي «نوبل» من ثلاث قارات
ضمن احتفالية «محفوظ في القلب... لعزة الهوية المصرية»، نظَّمت الجمعية المصرية للكاريكاتير، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، معرضاً فنياً بعنوان «ثلاث قارات... ومحفوظ في القلب»، الذي شارك فيه فنانون من 20 دولة، رسموا أدباء حائزين على نوبل من 3 قارات، من بينهم روبندرونات طاغور من آسيا، ونجيب محفوظ من أفريقيا، وغابريل غارسيا ماركيز من أميركا اللاتينية. وكانت وزارة الثقافة المصرية قد أعلنت عن تنظيم سلسلة من الفعاليات في كل مواقعها للاحتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ يوم 16 أبريل (نيسان) الحالي، تحت عنوان «محفوظ في القلب... لعزة الهُوِيَّة المصرية»؛ بهدف تسليط الضوء على أحد رموز الأدب المصري، وتذكير الأجيال الجديدة بالدور البارز الذي لعبه الأديب الراحل نجيب محفوظ في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة من تاريخه، ما جعل أدبه خريطة معرفية عن التاريخ المصري وأحوال المجتمع، وفق بيان للوزارة. ومن بين هذه الفعاليات يأتي معرض لرسومات الكاريكاتير عن نجيب محفوظ وعدد من الأدباء الحائزين على جائزة نوبل للآداب، الذي يستمر حتى 20 أبريل بقاعة الهناجر في ساحة الأوبرا المصرية. معرض ثلاث قارات ومحفوظ في القلب (الجمعية المصرية للكاريكاتير) وقال الفنان فوزي مرسي، منسق المعرض، إن «نجيب محفوظ يعد واحداً من أعظم الأدباء الذين أنجبتهم مصر، وشكَّلت أعماله الفنية حجر الزاوية للأدب المعاصر، وتبرُز أهميته الفنية في قدرته الفائقة على تجسيد الواقع المصري بمختلف تفاصيله الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتحويله إلى نصوص أدبية تنبض بالحياة، تُمثل روح الشعب المصري بكل تنوعاته». وأضاف مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص على الاحتفاء بنجيب محفوظ كل عام في الجمعية المصرية للكاريكاتير، برئاسة الفنان مصطفى الشيخ، فهو يُعبر عنا ويُمثل غالبية المصريين، أو ما يمكن تسميته بالطبقة المتوسطة، من خلال كتاباته المختلفة، وكان قادراً على التقاط كل التفاصيل البسيطة تماماً مثل رسام الكاريكاتير». ويشارك في المعرض عدد من رسامي الكاريكاتير من مصر و20 دولة أجنبية تكريماً واحتفاءً بنجيب محفوظ، وللتذكير بتتويج مسيرته الأدبية بحصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، وفق مرسي. وبالإضافة إلى اللوحات التي تُمثل بورتريهات لنجيب محفوظ، هناك أعمال فنية عن الأديب الكولومبي الكبير غارسيا ماركيز الحاصل على نوبل في الآداب عام 1982، وكذلك الشاعر الهندي الكبير روبندرونات طاغور أول شخص غير أوروبي يفوز بجائزة نوبل عام 1913، والكاتب الياباني كنزابوروأوي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1994، وياسوناري كاواباتا الحاصل على جائزة نوبل عام 1968. نجيب محفوظ بريشة فناني الكاريكاتير (الجمعية المصرية للكاريكاتير) وقال الفنان المصري، سمير عبد الغني، إن «احتفاء فنانين من دول العالم بنجيب محفوظ وما قدَّمه من رصد للحارة المصرية بتفاصيلها البسيطة هو في حد ذاته اعتراف بالطبقة المتوسطة التي تُشكل عظام وعصب المجتمع المصري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الاحتفاء بنجيب محفوظ ومعه نخبة من حائزي نوبل هو احتفاء بالأصالة والإبداع الحقيقي الذي ينتصر للحرية وللقيم الجمالية المختلفة، في كل أنحاء العالم». حائزو نوبل مع محفوظ من ثلاث قارات احتفى بهم المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير) ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية الشعبي عام 1911، وكتب عدداً من الروايات والأعمال القصصية من بينها «الحرافيش»، وثلاثية «قصر الشوق» و«بين القصرين» و«السكرية»، فضلاً عن روايات «ثرثرة فوق النيل»، و«ميرامار»، و«قلب الليل»، و«الكرنك»، و«زقاق المدق»، وحصل على جائزة «نوبل» عام 1988، ورحل محفوظ عام 2006 عن 95 عاماً. نجيب محفوظ واحتفاء واسع به من فناني الكاريكاتير (الجمعية المصرية للكاريكاتير) وتُعدّ فعالية «محفوظ في القلب» المحطة الثالثة لسلسلة الاحتفالات التي أقامتها وزارة الثقافة لتكريم رموز الإبداع المصري، وشاركت فيها الجمعية المصرية للكاريكاتير، بعد الاحتفاء بالفنان شادي عبد السلام من خلال فعالية «يوم شادي... لتعزيز الهُوِيَّة المصرية»، تلاها تكريم الشاعر والفنان صلاح جاهين في إطار فعالية «عمنا... صلاح جاهين»، لتُتوَّج الآن بتكريم أديب نوبل نجيب محفوظ، تقديراً لإسهاماته الأدبية التي عكست روح مصر وتاريخها وتحولاتها المجتمعية.