أحدث الأخبار مع #بنيهاشم


الجمهورية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
اعرف نبيك.. الجهر بالدعوة
فقال مخاطباً له"وأنذر عشِيرَتَك الأقربين""الشعراء:214" فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالي:"وأنذر عشيرتك الأقربين"صعد النبي صلي الله عليه وسلم علي الصفا فجعل ينادي: "يا بني فهر يا بني عديّي -لبطون قريش- حتي اجتمعوا فجعل الذي لم يستطع أن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما هو الخبر ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ما جربنَّا عليك كذباً. قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال له أبو لهب: تباً لك إلهذا جمعتنا". فكانت هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً. وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاء من أجله. والغاية التي يحيا ويموت لها. وقد بيَّن صلي الله عليه وسلم ووضَّح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط الوحيد بينه وبينهم. وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا في سبيلها. لا قيمة لها في ميزان الحق. وأن الحق أحق أن يتبع. فها هو يقف مخاطباً قرابته -كما ثبت في الحديث المتفق عليه بقوله:"يا عباس بن عبد المطلب يا عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي. لا أغني عنك من الله شيئا". وقد لاقي رسول الله صلي الله عليه وسلم جراء موقفه هذا شدة وبأساً من المشركين. الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد ما هم عليه. فتكالبوا ضده لصده عن دعوته. وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته. آملين الإجهاز علي الحق الذي جاء به.. ومضي رسول الله صلي الله عليه وسلم في طريقه يدعو إلي الله متلطفاً في عرض رسالة الإسلام. وكاشفاً النقاب عن مخازي الوثنية. ومسفهاً أحلام المشركين.. فوفق الله تعالي ثلة من قرابته صلي الله عليه وسلم وقومه لقبول الحق والهدي الذي جاء به. وأعرض أكثرهم عن ذلك. ونصبوا له العداوة والبغضاء. فقريش قد بدأت من أول يوم في طريق المحاربة لله ولرسوله. متعصبة لما ألِفته من دين الآباء والأجداد.. فلاقي مقابل هذا الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله. والتنكيل بهم.. وقد قام عمّه أبو طالب بحمايته من أذي قومه. ولم تُطاوعه نفسه بترك نصرة ابن أخيه. إلا أنّه أبي أن يفارق دينه وأصرّ علي الكفر. وقد بذلت فيه قريش ما بوسعها في سبيل دَحْر هذه الدعوة. فكانت تصدّ الناس عن سبيل الله. وتؤذي رسول الله ومَن آمن معه بالقول والفعل. رغم أنّهم ما عهدوا علي رسول الله كذباً.. فانتهجت معاداة رسالة الإسلام من خلال نشْر الادّعاءات الباطلة عن رسول الله والقرآن الكريم والصحابة السابقين إلي الإسلام. فقالوا عن الرسول إنّه ساحرى ومجنونى وشاعرى. ويروي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قائلاً: "بيْنَما رَسولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمى يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَةِ وجَمْعُ قُرَيْشي في مَجَالِسِهِمْ. إذْ قَالَ قَائِلى منهمْ: ألَا تَنْظُرُونَ إلي هذا المُرَائِي أيُّكُمْ يَقُومُ إلي جَزُورِ آلِ فُلَاني. فَيَعْمِدُ إلي فَرْثِهَا ودَمِهَا وسَلَاهَا. فَيَجِيءُ به. ثُمَّ يُمْهِلُهُ حتَّي إذَا سَجَدَ وضَعَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ".. وبسبب أذاهم الشديد دعا عليهم رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. فقال ابن مسعود: "فَوَاللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَي يَومَ بَدْري. ثُمَّ سُحِبُوا إلي القَلِيبِ. قَلِيبِ بَدْري. ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ: وأُتْبِعَ أصْحَابُ القَلِيبِ لَعْنَةً". وما كان دعاء الرسول عليهم إلّا لِما شاهده منهم من الوقوف في وجه كلّ مَن أراد الدخول في الإسلام. وقد روي عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- فقال: "بيْنَما رَسولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي بفِنَاءِ الكَعْبَةِ. إذْ أقْبَلَ عُقْبَةُ بنُ أبِي مُعَيْطي فأخَذَ بمَنْكِبِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ. ولَوَي ثَوْبَهُ في عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ به خَنْقًا شَدِيدًا. فأقْبَلَ أبو بَكْري فأخَذَ بمَنْكِبِهِ ودَفَعَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ. وقالَ: "أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقدْ جَاءَكُمْ بالبَيِّنَاتِ مِن رَبِّكُمْ". وما زال هذا الأذي مستمرّاً حتي وصل الأمر بهم للاتّفاق علي قتله ومحاولتهم لذلك عدّة مرّات. حتي أذِن الله -عزّ وجلّ- له ولأصحابه بالهجرة.


اليمن الآن
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
معركة اسقاط الحوثي واجب كل اليمنيين
ميليشيا الحوثي الإرهابية أرتكبت جرائم مدمرة ضد اليمن والجمهورية والدولة والشعب والدين، فقد أخرجت اليمن من مساره ومحيطه العربي إلى مسار التبعية لإيران، انقلبت على الجمهورية، وأعادة حكم الإمامة، بعد أن تخلص منها الشعب، حولت الدولة إلى شركة خاصة تتبع بني هاشم الذين تبعوا مشروعها، وحولت الشعب اليمني إلى عبيد عُكْفَة ورعية، يخدمون عنصرية الاصطفاء الهاشمي، ومزقت نسيج الشعب اليمني، وخلقت العداوة والكراهية بين مكونات الشعب اليمني، وأهلكت الحرث والنسل، بإدخالها اليمن في حروب مع العالم خدمة لمصالح إيران، ولا مصلحة لليمن فيها، ولا علاقة بنصرة شعب فلسطين وقضيته، بل على العكس فما قامت به مليشيا الإرهاب الحوثي، بشعار مساندة غزة، كان عاملاً أساسيًا لدمار غزة، وقتل شعبها، ودمار اليمن، وقتل شعبه، وهي مهمة الفكر المتطرف السني والشيعي في المنطقة، التي تهدف لتدمير الدول العربية خدمة لإسرائيل وتآمر المكر الذي تزول منها الجبال. وبدّلت مليشيات الإرهاب الحوثي دين الله، وافترت الكذب على الله ورسوله ودينه، فالفكر الحوثي ضمن مرجعية الإمامة وولاية الفقيه، فكر قام على عنصرية إبليس، ومخالفاً لدين الله، معتمداً على مرويات لا علاقة لها بالله ودينه، ولا بكتابه ورسوله، فلا وجود لآل محمد في كتاب الله، ولا وجود لآل البيت في كتاب الله، واهل البيت في كتاب الله مقصود بها زوجة نبي الله إبراهيم وزوجات نبي الله محمد. استغلت رأسمالية التوحش مليشيا الإرهاب الحوثي لتنفيذ تآمرها في المنطقة، والهادف لتدمير الشعوب والدول العربية وتصفية القضية الفلسطينية وتدمير غزة والضفة مرتكز قيام دولة فلسطين، وكانت دول الغرب لا يهمها أن يقتل اليمنيين بعضهم البعض، وتغاضت عن جرائم مليشيا الإرهاب بحق اليمنيين، ومولتهم عن طريق منظمات الإغاثة الإنسانية، ومنعت استرداد الحديدة وغيرها من سيطرتهم، وتساهلت في تهريب السلاح لهم، وعندما هددت هذه المليشيا الملاحة الدولية وبررت تواجد الأساطيل، انتهت مهمتها ودورها، فبدأت رحلة الخلاص منها، بالتصنيف كجماعة إرهابية والقصف. معركة اليمنيين مختلفة فهي معركة استرداد اليمن بدولته وجمهوريته وتلاحم شعبه، ولكي نستعيد الدين والجمهورية واليمن وتلاحم الشعب، على كل اليمنيين أن يستفيدوا من هذا الواقع الجديد، ويوحدون كلمتهم وصفهم وبندقيتهم، خلف شرعيتهم ومشروعهم وتحالفهم، ويخوضون معركة اسقاط الحوثي، واستعادة اليمن، دولة الجمهورية، والمواطنة الواحدة والمتساوية. هي معركة الخلاص، وهي واجب كل اليمنيين، والواجب خوضها الأن، مع الشرعية اليمنية وتحالفها، وطريق تحقيق ذلك شرطان الأول: توحيد الصف والبندقية، والثاني: إسقاط مشاريعنا الخاصة واعلاء مشروع اليمن. جمعتكم توحيد للصف والبندقية واسترداد اليمن وانقاذه من الدمار. د عبده سعيد المغلس ١١-٤-٢٠٢٣ تعليقات الفيس بوك

السوسنة
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- السوسنة
جامعة الدول العربية في خضم نكبات الشرق العربي المتتالية
تحتفل جامعة الدول العربية في شهر آذار/ مارس من هذا العام بالذكرى(80) على توقيع ميثاق تأسيسها، والذي كان بتاريخ 22 آذار عام 1945م، ولاحقاً لهذا التاريخ عُقد أول مؤتمر قمة عربية في مدينة أنشاص في مصر بتاريخ 28 أيار 1946م وبحضور الدول السبع المؤسسة وهي((مصر والأردن والسعودية والعراق واليمن ولبنان وسوريا)). ويُناط بالجامعة العربية والتي تتكون من 22 دولة عربية، العديد من المهام والتي تقوم بها من خلال قطاعات متخصصة تتبع للأمانة العامة، وهي قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، والشؤون السياسية الدولية، والشؤون القانونية والاقتصادية والاجتماعية والادارية والمالية، إضافة للاعلام والاتصال، وقطاع خاص معني بفلسطين والاراضي العربية المحتلة، ومؤخراً في عام 2025م تم تأسيس الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الافريقية. وقد بادر الأردن ليكون من أول الدول المساهمة في تأسيس وتوقيع ميثاق جامعة الدول العربية بتاريخ 22 آذار 1945م، وهذا مرتبط بالفكر الوحدوي الهاشمي الذي يؤمن به الملك عبد الله الأول انطلاقاً من فكر الاباء والاجداد من بني هاشم الأخيار المنادي بالوحدة والحرية، وقد انعقدت في الاردن العديد من قمم الجامعة العربية في أعوام 1980 و1987 و2001م و2017م، وما تزال القيادة الاردنية الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله حريصة على حضور اجتماعات الجامعة العربية وتنادي بوحدة الصف والعمل العربي في مواجهة التحديات الاقليمية. وتعد الجامعة العربية من أقدم المنظمات الاقليمية في العالم، حيث كان تأسيسها موازياً مع دعوات توحيد الدول العربية، وبشكل خاص في مرحلة تحرر البلاد العربية من الاستعمار الاوروبي، كما جاءت نشأتها في ظل ما يمر به العالم العربي من موجة التحديات السياسية والأزمات والتي كانت تعصف في الشرق العربي حينها وما تزال حتى اليوم أيضاً، طوال عقود ومنها خلال العقود الاخيرة ما يسمى بالربيع العربي وسقوط بعض الانظمة السياسية الحاكمة، الأمر الذي تسبب بنشوب الحروب والصراعات الدامية، علماً بأن هذه الدول التي شهدت الصراعات ما تزال تعاني وحتى اليوم من الاضطرابات والازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى مشاكل ومعاناة النزوح واللجوء وهجرة الشعوب في منطقة الشرق العربي، خاصة في بلاد الشام وتحديداً في سوريا ولبنان ، التي تتعرض لهيمنة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية وساهم بشكل واضح في التقليل من سيادتها لسنوات عديدة. كل هذه الأزمات والنكبات التي تجتاح اقليمنا العربي تتمخض مؤخراً في الصراع بين حماس واسرائيل في غزة، وتفاقمه وتوسعه ليشمل الضفة الغربية ، ومن الملاحظ سابقاً أنه وفي وقت وقوع كل كارثة تمر بها المنطقة، تجري وعلى الفور اجتماعات طارئة للجامعة العربية وبشكل متوازي مع النكبات والصراعات التي تدور في منطقتنا، ولكن للأسف هذه الاجتماعات والمؤتمرات الطارئة التي يصدر عنها تصريحات مهمة من رؤساء الدول العربية، إضافة إلى الكثير من القرارات ، لا يجري تنفيذها كما كان الحال سابقاً، خاصة خلال هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب قرارات تنفيذية وبرامج عمل عاجلة، وفي وقت أصبحت فيه للاسف تجري الرياح بما لا تشتهي السّفنُ، خاصة سفن البحر الأحمر التي ضُربت من قبل الحوثيين، وفي وقت بالغ الخطورة حيث يشهد الاقتصاد العربي حالة من التدهور، وتراجع واضح في ميزان الصادرات والواردات، كل ذلك بسبب الحروب المشتعلة التي ساهمت في غياب تام للتعافي. ويلاحظ في الاونة الاخيرة مع الأسف وجود مظاهر للتدخلات الخارجية في الدول العربية وبصورة حادة أثرت سلباً على قرارات الدول العربية حتى وان كانت قرارات جماعية صادرة عن جامعة الدول العربية، فعلى سبيل المثال التدخل الايراني في العراق وسوريا والتدخل التركي في سوريا، اضافة للتدخل من قبل التحالف الدولي المدعوم من أمريكا، وباختصار فإن الاوضاع في اطار هكذا مناخ سياسي عربي قلصت من قوة وفعالية قرارات الجامعة العربية، وساهت في افشال مسار تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع، وبالمحصلة هناك قوة أكبر وأكثر فعالية وتأثيراً هي التي ترسم الطريق لما يمكن تسميته بالخارطة السياسية الشاملة في الشرق العربي. أتمنى بعد تقليص النفوذ الايراني في لبنان والعراق وسوريا وغيرها، بأن تستعيد الدول العربية وعبر منظمة جامعة الدول العربية نفوذها وقوتها في تقرير مصير الأمة العربية والاسلامية، لتدخل بحق المنطقة مرحلة ما بعد الحروب والنزاعات ، أي مرحلة البناء والتطور الاقتصادي والقرار السياسي الجماعي السيادي، ولتصبح هذه الدول العربية مجتمعة قوة توازي مظاهر التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي عند غيرها من باقي الدول في العالم المتقدم.

عمون
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
الكرامة .. ملحمة الدم الذي روَّى تراب العزة
لم تكن معركة الكرامة مجرَّد صدامٍ عسكريٍّ بين جيشين، بل كانت قصيدةً إنسانيَّةً نُقشت بحروف من نور على جبين التاريخ، تُخلِّد انتصارَ الإيمان على اليأس، والتضحيةَ على الأنانية، وإرادةَ الشعب الأردني التي حوَّلت تراب الوطن إلى حصونٍ منيعة. ففي الحادي والعشرين من آذار عام 1968، لم يُقاتل الجنديُّ الأردنيّ بالسلاح فحسب، بل بقلبِ الأمِّ الحاني، وعرقِ الفلاحِ الصامد، ودمعةِ الطفلِ التي ترفض أن تُسرقَ منها سماؤها. عندما اجتازت دبابات العدو نهر الأردن، يحمل جنودُها أوهامَ السيطرةِ على المرتفعات الشرقية لنهر الاردن، وقف الجنديُّ الأردنيُّ كالسنديانة المتجذِّرة في أرض الكرامة، لم يكن في يده سوى إرث الأجداد، وإيمانٌ بأنَّ الله لن يخذل دمعةَ أمٍّ تُودع ابنها على حدود الوطن. يقول أحد الجنود الذين قاتلوا في تلك المعركة في شهادته: "كنا نسمع دويَّ الطائرات، فنتذكر صوتَ أذان الفجر في قريتنا، فتنبعث فينا قوةٌ لا نعرف مصدرها إلا من حبٍّ لهذا التراب". ولم تكن خُططُ الدفاعِ محضَ استراتيجياتٍ عسكريةٍ باردة، بل كانت حكمةَ قائدٍ عرف أنَّ المعركة تُربَح بإيمان المقاتل قبل سلاحه. في ساعاتِ المعركةِ الحاسمة، لم يتردَّد الجنديٌّ الأردني في أن يكون جسدَهُ درعًا وفداء لتراب الوطن الغالي. عندما انسحب العدو مذعورًا تاركًا خلفه جثثَ قتلاه وآلياتِه المحترقة، لم يكن النصرُ عسكريًّا فحسب، بل إثباتًا أنَّ كرامةَ الأمةِ لا تُقاس بعدد الدبابات، بل بقوةِ قلوب أبنائها وتضحياتهم لتبقى راية الوطن خفاقة عالية، فهذا الجيشُ من لحمنا ودمنا، فمن يجرؤ على مسّ حصوننا؟!. اليوم، وبعد مرور أكثرَ من نصف قرنٍ، ما تزال حكاياتُ الكرامة تُروى في المدارس، وتُغنَّى في المناسبات، وتُحفَر في ضمير كلِّ أردنيٍّ كشاهدٍ على أنَّ الوطنَ يُبنى بالإرادةِ والصمود، فكلُّ جنديٍّ يخدم تحت الراية الهاشمية اليوم، هو امتدادٌ لأولئك الأبطال الذين علَّمونا أنَّ الانتماءَ للوطن ليس شعارًا، بل دمٌ يبذل، وعهدٌ لا يُنكث. بقى أن اقول ان معركة الكرامة لم تنتهِ في آذار 1968، بل هي جذوةٌ متَّقدةٌ في قلب كلِّ أردنيٍّ يؤمن بأنَّ كرامتَهُ جزءٌ من كرامةِ الوطن والأمة. رحم الله شهداءنا الأبرار، الذين جعلوا من أرواحهم سُلمًا لِعُلياء الأردن، وهم يُرددون: "الموتُ ولا المذلة". فسلامٌ عليهم يومَ وُلدوا، ويومَ استُشهدوا، ويومَ يُبعثونَ أحياءً في ضميرِ وطنٍ لن يُهان في ظل الغر الميامين من بني هاشم بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه. *مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقًا.


الانباط اليومية
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الانباط اليومية
الكرامة .. ملحمة الدم الذي روَّى تراب العزة، وإرادة الإنسان التي حطَّمت أسطورة الباطل
الأنباط - بقلم العميد م ممدوح سليمان العامري لم تكن معركة الكرامة مجرَّد صدامٍ عسكريٍّ بين جيشين، بل كانت قصيدةً إنسانيَّةً نُقشت بحروف من نور على جبين التاريخ، تُخلِّد انتصارَ الإيمان على اليأس، والتضحيةَ على الأنانية، وإرادةَ الشعب الأردني التي حوَّلت تراب الوطن إلى حصونٍ منيعة. ففي الحادي والعشرين من آذار عام 1968، لم يُقاتل الجنديُّ الأردنيّ بالسلاح فحسب، بل بقلبِ الأمِّ الحاني، وعرقِ الفلاحِ الصامد، ودمعةِ الطفلِ التي ترفض أن تُسرقَ منها سماؤها. عندما اجتازت دبابات العدو نهر الأردن، يحمل جنودُها أوهامَ السيطرةِ على المرتفعات الشرقية لنهر الاردن، وقف الجنديُّ الأردنيُّ كالسنديانة المتجذِّرة في أرض الكرامة، لم يكن في يده سوى إرث الأجداد، وإيمانٌ بأنَّ الله لن يخذل دمعةَ أمٍّ تُودع ابنها على حدود الوطن. يقول أحد الجنود الذين قاتلوا في تلك المعركة في شهادته: "كنا نسمع دويَّ الطائرات، فنتذكر صوتَ أذان الفجر في قريتنا، فتنبعث فينا قوةٌ لا نعرف مصدرها إلا من حبٍّ لهذا التراب". ولم تكن خُططُ الدفاعِ محضَ استراتيجياتٍ عسكريةٍ باردة، بل كانت حكمةَ قائدٍ عرف أنَّ المعركة تُربَح بإيمان المقاتل قبل سلاحه. في ساعاتِ المعركةِ الحاسمة، لم يتردَّد الجنديٌّ الأردني في أن يكون جسدَهُ درعًا وفداء لتراب الوطن الغالي. عندما انسحب العدو مذعورًا تاركًا خلفه جثثَ قتلاه وآلياتِه المحترقة، لم يكن النصرُ عسكريًّا فحسب، بل إثباتًا أنَّ كرامةَ الأمةِ لا تُقاس بعدد الدبابات، بل بقوةِ قلوب أبنائها وتضحياتهم لتبقى راية الوطن خفاقة عالية، فهذا الجيشُ من لحمنا ودمنا، فمن يجرؤ على مسّ حصوننا؟!. اليوم، وبعد مرور أكثرَ من نصف قرنٍ، ما تزال حكاياتُ الكرامة تُروى في المدارس، وتُغنَّى في المناسبات، وتُحفَر في ضمير كلِّ أردنيٍّ كشاهدٍ على أنَّ الوطنَ يُبنى بالإرادةِ والصمود، فكلُّ جنديٍّ يخدم تحت الراية الهاشمية اليوم، هو امتدادٌ لأولئك الأبطال الذين علَّمونا أنَّ الانتماءَ للوطن ليس شعارًا، بل دمٌ يبذل، وعهدٌ لا يُنكث. بقى أن اقول ان معركة الكرامة لم تنتهِ في آذار 1968، بل هي جذوةٌ متَّقدةٌ في قلب كلِّ أردنيٍّ يؤمن بأنَّ كرامتَهُ جزءٌ من كرامةِ الوطن والأمة. رحم الله شهداءنا الأبرار، الذين جعلوا من أرواحهم سُلمًا لِعُلياء الأردن، وهم يُرددون: "الموتُ ولا المذلة". فسلامٌ عليهم يومَ وُلدوا، ويومَ استُشهدوا، ويومَ يُبعثونَ أحياءً في ضميرِ وطنٍ لن يُهان في ظل الغر الميامين من بني هاشم بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه. *مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقًا.