٢٨-٠٦-٢٠٢٥
طبيب نفسي بريطاني يثير الجدل: هل يولد الأطفال متحرشين أم تغيرهم الظروف؟
أثار الطبيب النفسي الشرعي البريطاني الدكتور سوهووم داس، جدلًا واسعًا بعد مناقشته لمسألة حساسة تتعلق بالاعتداء
الجنسي
على الأطفال، متسائلًا: هل يولد الطفل متحرشا كذلك، أم أن الظروف المحيطة هي ما تدفعه إلى هذا السلوك؟
طبيب نفسي بريطاني يثير الجدل حول حقيقة الاعتدء الجنسي على الأطفال
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تناول داس وهو متخصص في الطب النفسي الشرعي بلندن العوامل النفسية والاجتماعية وراء هذه الجرائم، مؤكدًا أن الإجابة ليست بسيطة، بل ترتبط بمزيج معقد من العوامل الفطرية والبيئية.
وقال الطبيب: لا يُولد الإنسان متحرشًا بالأطفال، لكن البعض قد يمتلك ميولًا دفينة يمكن أن تتفاقم بفعل تجارب الطفولة أو المواقف البيئية المحيطة، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم للاعتداء الجنسي، يكونون أكثر عرضة لأن يصبحوا جناة في المستقبل.
وبحسب تعريف الجمعية الأمريكية لعلم النفس، فإن الاعتداء الجنسي على الأطفال يشمل الأفعال أو التخيلات الجنسية التي تتمحور حول الأطفال قبل سن البلوغ، ويكون الطفل فيها أصغر بكثير من المعتدي، وقد تشمل النظر، اللمس، أو حتى الجماع في بعض الحالات. وغالبًا ما يكون مرتكبو هذه الجرائم من الذكور.
أكثر من 300 مليون طفل ضحايا سنويًا
أظهرت دراسة نُشرت عام 2024 من جامعة إدنبرة حجم الأزمة العالمية، إذ أشارت إلى أن نحو 302 مليون طفل حول العالم تعرضوا لأحد أشكال الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت خلال عام واحد فقط.
وتضمّنت الأشكال الأكثر شيوعًا لاستغلال الرسائل الجنسية غير المرغوب فيها، والطلبات الصريحة من بالغين أو مراهقين آخرين، وصولًا إلى ما يُعرف بـ الابتزاز الجنسي، إذ يهدد الجناة بنشر صور حساسة ما لم يتم تلبية مطالبهم.
كما كشف الباحثون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التزييف العميق Deepfake، بدأت تُستخدم بشكل متزايد في إنتاج مواد استغلال الأطفال.
الولايات المتحدة في الصدارة عالميًا
وأوضحت مبادرة Childlight التابعة لجامعة إدنبرة، والتي تهدف لرصد حجم استغلال الأطفال عالميًا، أن الولايات المتحدة تمثل بؤرة مقلقة، فقد أقرّ واحد من كل تسعة رجال أمريكيين نحو 14 مليون شخص بأنهم ارتكبوا جرائم عبر الإنترنت ضد الأطفال.
كما اعترف 7% من الرجال في المملكة المتحدة نحو 1.8 مليون شخص و7.5% من الرجال في أستراليا بنفس الأمر، بينما أقرّ كثيرون بأنهم قد يرتكبون هذه الجرائم إذا ضمنوا عدم كشفها.
جائحة خفية.. تتطلب استجابة عالمية
وقال بول ستانفيلد، الرئيس التنفيذي لمبادرة تشايلدلايت، إن حجم هذه الأزمة يعادل ملء ملعب ويمبلي 20 مرة بالمجرمين، وأضاف أن مواد استغلال الأطفال أصبحت شائعة لدرجة أنه يتم الإبلاغ عن محتوى جديد كل ثانية إلى السلطات والجهات المختصة.
وحذر ستانفيلد من أن هذا الوضع يمثل جائحة صحية عالمية مخفية تحتاج إلى استجابة فورية، داعيًا للتعامل معها كقضية صحية عامة يمكن الوقاية منها، وليس فقط كجريمة يجب معاقبتها بعد وقوعها.
بعد وقائع الاعتداء على الأطفال.. مقترح برلماني بتدريس مادة لتوعية الأطفال بالثقافة الجنسية
الاعتداء على الأطفال وعادات وتقاليد الأرياف.. أبرز القضايا بمسلسلات رمضان 2025