logo
#

أحدث الأخبار مع #بوليتكنيكوديميلانو

أنفاق سرية رسمها دافنشي في أواخر القرن الـ15..هل وجدها العلماء؟
أنفاق سرية رسمها دافنشي في أواخر القرن الـ15..هل وجدها العلماء؟

CNN عربية

time٠٥-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • CNN عربية

أنفاق سرية رسمها دافنشي في أواخر القرن الـ15..هل وجدها العلماء؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- برع ليوناردو دافنشي في مجالات الفن والعلوم، لكن الموسوعي الإيطالي كان أيضًا خبيرًا بمهارات عالية في الهياكل العسكرية والأنظمة الدفاعية، وفتح آفاقًا جديدة في استراتيجية الحرب خلال عصر النهضة من خلال تصاميمه واختراعاته. حاليًا، اكتشف العلماء خاصيّة خفيّة أسفل قلعة من القرون الوسطى في ميلانو بإيطاليا، تَمكّن الباحثون سابقًا من التكهّن بها مرة استنادًا إلى رسم تخطيطي لدافنشي من حوالي عام 1495، ومراجع في مصادر تاريخية أخرى، وهي عبارة عن ممرات تحت الأرض يُحتمل أنها كانت مخصّصة للجنود بغية استخدامها في حالة اختراق دفاعات القلعة. جاء هذا الاكتشاف الذي أعلنت عنه جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو في يناير/ كانون الثاني، من خلال سلسلة من المسوحات التي تهدف إلى رقمنة الهياكل تحت الأرض لقلعة سفورزا التي تعود إلى القرن الخامس عشر، بواسطة أساليب غير مؤذية، مثل الرادار المخترق للأرض، والمسح بالليزر. بدأت دراسات التقصّي التي استمرّت بين عامي 2021 و2023، كأطروحة دكتوراه لفرانشيسكا بيولو، وهي مهندسة معمارية وزميلة باحثة بقسم الهندسة المعمارية، في جامعة بوليتكنيكو دي ميلانو. قالت بيولو لـCNN إنّ "النتائج التي توصّلنا إليها تُعد بمثابة تذكير آخر بمدى عمق التاريخ داخل مدننا. فقط من خلال الوعي لهذه الحقيقة، إلى جانب الفهم الشامل للتاريخ والهندسة المعمارية، يمكننا أن نقدّر حقيقة أهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي والمعماري وتعزيزه". وأضافت أنّ مدى مشاركة دافينشي في بناء القلعة غير واضح، لكن الاكتشاف "يعزّز تأثير هذا المفكّر العظيم على التاريخ والتطوّر المعماري لقلعة سفورزا". من لغة الحيتان إلى مخطوطات ناجية من بركان.. 4 اكتشافات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي في عام 2024 كانت بيولو وفريقها يعتزمون أساسًا رقمنة المنطقة الواقعة أسفل غيرلاندا، وهي عبارة عن جدار خارجي وقائي للقلعة. يتميّز بممرّ معروف تحت الأرض يمتد على طول محيط الخندق المائي للقلعة ويمكن للسيّاح الوصول إليه. لكن لمفاجأة الباحثين، كشف المسح الذي أجروه، عن نفق سري ثانٍ، افترض الخبراء وجوده لسنوات. ويمتد النفق الثاني بالتوازي مع النفق الأول، على عمق حوالي متر واحد (3 أقدام) تحت السطح. وقالت بيولو إن الجنود كانوا سيستخدمون الطريق المخفي للدفاع عن منطقة غيرلاندا ضد العدو واستعادتها. اكتشف الباحثون أيضًا أنفاقًا أخرى، جميعها تقريبًا مصنوعة من الطوب مع قبو أسطواني أو سقف منحني، ضمنًا أنفاق تتجه نحو كنيسة سانتا ماريا ديللي غراتسي، أي مكان استراحة زوجة الدوق لودوفيكو سفورزا. وكان سفورزا معروف أيضًا باسم لودوفيكو إيل مورو، وشغل منصب دوق ميلانو بين عامي 1494و1498. أكل لحم البشر ولماذا؟.. وحشية مروعة باكتشافات في مقبرة جماعية ببريطانيا أشارت المصادر التاريخية إلى أنّ الدوق كان سيبني النفق ليسهّل وصوله إلى زوجته الراحلة، وفقًا لصحيفة بوليتكنيكو دي ميلانو. ورأت بيولو أنه سيكون ثمة حاجة إلى مزيد من المسوحات للتأكد من اتصال النفق بالكنيسة. وأضافت أنّه تم أيضَا اكتشاف غرف متوسطة الحجم في مستوى ثانٍ تحت الأرض. ولفتت بيولو إلى أنّ الباحثين يشتبهون بوجود المزيد من الهياكل تحت السطح يتعيّن عليهم اكتشافها، رغم أنه لا يزال من غير الممكن رسم خريطة لكل شيء تحت الأرض. وأضافت أن القلعة امتدت ذات يوم على مساحة تبلغ حوالي ستة أضعاف حجم ما هي عليه اليوم، وتبلغ مساحة المبنى المرئي حاليًا فوق سطح الأرض حوالي 40 ألف متر مربع. تعرضت القلعة لعمليات هدم وترميم واسعة النطاق خلال الحروب النابليونية وفي نهاية القرن التاسع عشر. لكن أوضحت بيولو أن "هذه النتائج الجديدة تكشف أنه لم يتم فقدان كل شيء. يحمل جوف الأرض (آثارًا) من ماضينا، تعود إلى هذا العصر، والعديد من العصور الأخرى". قضى دافينشي غالبية وقته في القلعة بأواخر القرن الخامس عشر، كعضو في بلاط الدوق لودوفيكو سفورزا، الذي كلف الفنان برسم لوحة تظهر في Sala delle Asse، أو غرفة الألواح الخشبية. خلال هذه الفترة، أنتج دافينشي رسوم الهياكل الدفاعية التي تشبه إلى حد كبير تصميم قلعة سفورزا، ضمنًا غيرلاندا وأنظمة الممرات المتعدّدة. وقالت الدكتورة فرانشيسكا فيوراني، أستاذة تاريخ الفن، وخبيرة مقيمة متخصصة بأعمال دافينشي في جامعة فيرجينيا بشارلوتسفيل إنه "في حالة دافينشي، نحن على دراية بأن غالبية رسومه، خصوصًا المعمارية منها، كانت عبارة عن تمارين عقلية، وأفكار لمبانٍ مبتكرة، لكن لم يكن المقصود منها أن تكون مخططًا للبناء الفعلي، بل مجرد أفكار لبناء مبتكر". رسومات لمصارعين في موقع بومبي الأثري تدل على تعرض الأطفال لمشاهد عنيفة وأضافت فيوراني، غير المشاركة بالاكتشاف الأخير، أنّ الرسم التخطيطي للممرات الموجودة أسفل القلعة يصوّر على الأرجح بعض التحسينات التي كان الفنان يستكشفها لقلعة سفورزا لأنه رسم بعض الميزات بشكل مختلف عن شكل القلعة في الواقع، لافتة إلى أنّ حسم "توافق رسومه والأنفاق المكتشفة أخيرًا، مسألة يجب تحديدها من خلال مزيد من التحقيق". من جهتها، علّقت بيولو أنّ هناك "علاقة واضحة بين العناصر المصورة في رسومه والهياكل الفعلية"، لكن في الوقت الحالي "من المستحيل تحديد مدى مشاركة دافينشي المباشرة في بناء القلعة". ولفتت إلى أنّ هذا الاكتشاف يُسلّط الضوء على فكرة أنّ التاريخ موجود في كل مكان، حتى في الأماكن التي لا يتوقّع المرء وجوده فيها. "غرفة سرية" مزينة برسوم غير معروفة لمايكل أنجلو.. تفتح أبوابها للجمهور وتشارك بيولو حاليًا، في مشروع يهدف إلى تعزيز وحفظ بعض مباني البلدية في مدن إيطالية أخرى.

سراديب الظل: كيف قاد دافنشي العلماء إلى متاهة سفورزا؟
سراديب الظل: كيف قاد دافنشي العلماء إلى متاهة سفورزا؟

النهار

time٠٦-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • النهار

سراديب الظل: كيف قاد دافنشي العلماء إلى متاهة سفورزا؟

لطالما كان ليوناردو دافنشي شخصية غامضة تمتزج فيها العبقرية العلمية بالإبداع الفني، مخلّفاً وراءه ألغازاً لا تنفكّ تبهر العالم. من "الموناليزا" و"الرجل الفيتروفي" إلى "العشاء الأخير"، لم تكن أعماله الفنية فقط ما أثار دهشة الباحثين، بل ملاحظاته أيضاً ورسوماته التقنية التي تحوي تفاصيل غير متوقعة. وأخيراً، أسفر أحد تلك الرسومات عن اكتشاف أثري مذهل تحت قلعة سفورزا في ميلانو، حيث أثبتت تقنيات حديثة صحة ما دوّنه دافنشي قبل قرون: وجود شبكة من الأنفاق السرية أسفل القلعة. اكتشاف تحت الأرض بفضل عبقرية دافنشي أشارت التكهنات منذ فترة طويلة إلى وجود ممرّات تحت القلعة، لكن لم يكن هناك دليل قاطع يؤكّد ذلك. ومع ذلك، جاء الاكتشاف الأخير ليحسم الجدل، حيث استخدم فريق من الباحثين من جامعة Politecnico Di Milano بوليتكنيكو دي ميلانو وشركة "كودفينتك"، بالتعاون مع إدارة القلعة، تقنيات متقدمة، مثل الرادار المخترق للأرض والمسح بالليزر، لتحديد موقع الأنفاق بدقّة. وكشفت هذه التقنية عن أن تلك الأنفاق، التي ورد ذكرها في رسومات دافنشي، ليست سوى جزء من شبكة أوسع بكثير تمتدّ أسفل القلعة، وفقاً لما جاء في التقرير الذي نشره موقع وقالت الباحثة فرانشيسكا بيولو من جامعة بوليتكنيكو: "لقد ساعدتنا تقنيات الاستشعار الحديثة في إثراء النموذج ثلاثيّ الأبعاد للقلعة ببيانات جديدة عن المساحات التي لم يكن الوصول إليها ممكناً من قبل، مما قادنا إلى اكتشاف ممرّات غير معروفة سابقاً". قلعة سفورزا: من حصن حربيّ إلى معلم ثقافيّ تعود قلعة سفورزا إلى القرن الرابع عشر، عندما قام دوق ميلانو، فرانشيسكو سفورزا، بإعادة بناء موقع قديم وتحويله إلى حصن دفاعيّ. لاحقاً، قام خليفته، لودوفيكو سفورزا، بدعوة ليوناردو دافنشي للعمل على مشاريع فنية وهندسية ضمن القلعة، ليترك الأخير بصمته العبقرية في مختلف أرجائها. ومن بين الوثائق التي تركها دافنشي، عثر الباحثون على رسومات توثق نظام الأنفاق غير المرئية للقلعة، وفق ما ورد في مخطوطة فورستر الأولى. يرجّح الخبراء أن هذه الأنفاق كانت تُستخدم لأغراض عسكرية، مثل تأمين طرق سرية للهرب أو لنقل الجنود والإمدادات في أوقات الحصار. ويُعتقد بأن بعضها كان له استخدامات أكثر شخصية، حيث يربط أحد الممرات القلعة بكنيسة سانتا ماريا ديلي غراتسي، التي تضم لوحة "العشاء الأخير" لدافنشي، كما أنها كانت موقع دفن عائلة سفورزا، مما قد يشير إلى استخدامها كطريق خاصة للعائلة المالكة. التقنيات الحديثة تفتح نوافذ على الماضي في عصرنا الحالي، تعدّ قلعة سفورزا موقعاً ثقافياً يضمّ عدة متاحف، مثل "بيناكوتيكا ديل كاستيلو سفورزيسكو" (Pinacoteca del Castello Sforzesco)، ومتحف "بيتا روندانيني" (Museum of the Rondanini Pieta)، ومتحف الفنّ القديم. لكن الأنفاق المكتشفة تطرح تساؤلات جديدة حول تاريخ القلعة، وتمنح الباحثين فرصة لإعادة رسم خريطة معمارها القديم. ويعمل الفريق البحثي حالياً على إنشاء توأم رقمي لنظام القلعة تحت الأرض، وهو نموذج ثلاثيّ الأبعاد يمكّن الزوار والباحثين من استكشاف الأنفاق افتراضياً. وصرّح البروفيسور فرانكو جوزيتي، المتخصّص في الجيوماتيكا بجامعة بوليتكنيكو، قائلاً: "الهدف هو تطوير نموذج رقميّ يعكس ليس فقط المظهر الحالي للقلعة، بل يعيد أيضاً الحياة إلى العناصر التاريخيّة التي اندثرت بمرور الزمن". وأضاف أن دمج تقنيات الواقع المعزّز مع هذه النماذج يمكن أن يتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف العالم السفليّ للقلعة من خلال تجارب افتراضية، الأمر الذي يعزّز الفهم التاريخيّ لهذا المعلم المهمّ. دافنشي... الفنان الذي لا يكفّ عن الإدهاش مع مرور أكثر من 500 عام على وفاته، لا يزال ليوناردو دافنشي يثير الدهشة، ليس فقط بأعماله الفنية، بل أيضاً بملاحظاته الهندسية التي ما زالت تحمل أسراراً جديدة. فبعد أن ألهمت رسوماته الباحثين لاكتشاف هذه الأنفاق المخفيّة، يُمكن القول إنّ دافنشي لم يكن مجرّد فنان، بل كان أيضاً مستكشفاً سابقاً لعصره، يترك لنا خرائط تقودنا إلى ألغاز جديدة. وهكذا، يظل دافنشي شاهداً على أن عبقريته لا تزال تمتد عبر العصور، حيث تواصل أعماله كشف خفايا الماضي وإلهام الأجيال القادمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store