#أحدث الأخبار مع #بيبيخانممصرس٠٩-٠٢-٢٠٢٥منوعاتمصرس«مسجد بيبي خانم».. جوهرة سمرقند ومفترق طرق الثقافات بين التاريخ والترميميمثل مسجد بيبي خانم في مدينة سمرقند رمزًا للحضارة الإسلامية وواحدًا من أعظم صروح العمارة التي شُيدت خلال العصر التيموري، بأسقفه المتلألئة وقبابه الفيروزية، يعكس المسجد جماليات الفن الإسلامي في آسيا الوسطى، محكيًا قصة مجد سمرقند كمحطة رئيسية على طريق الحرير. رغم مكانته التاريخية، يواجه المسجد اليوم جدلًا واسعًا حول ترميمه، حيث تتباين الآراء بين من يرى الإصلاحات ضرورية للحفاظ عليه ومن يعتبرها تشويهًا للأصالة المعمارية، وبين صفحات التاريخ وأعمال التجديد، يظل المسجد شاهدًا على ماضي المدينة العريق ومركزًا للجدل المعماري الحديث.اقرأ أيضا | أمين العليا للدعوة: لا يجوز أن يغيب عن أذهاننا أنَّ هدف الحضارة هو الإنسانمسجد بيبي خانم.. تحفة تيمورية على أرض سمرقندعندما يُذكر اسم سمرقند، تتبادر إلى الذهن صورٌ لمآذنها العالية وأسواقها النابضة بالحياة، إلا أن مسجد بيبي خانم يظل أحد أكثر معالمها شهرة وتأثيرًا، بني هذا المسجد في القرن الخامس عشر على يد تيمورلنك، القائد المغولي الذي أراد أن يُخلد اسمه عبر إنشاء صرح معماري يعكس عظمة إمبراطوريته.وبالفعل تم وضع أساس بناء هذا المسجد وذلك مباشرةً بعد عودته منتصراً من إحدى غزواته في الهند، فكانت غنائم هذه الحملة العسكرية التي حملت على ظهور 95 فيلاً، المموّل الرئيس في بناء هذا الصرح الإسلامي الكبير، كما شارك الأسرى في عمليات البناء التي استمرت من سنة 1399 إلى 1404.تاريخ البناء ورؤية تيمورلنكبدأ تشييد المسجد عام 1399، عقب حملة تيمورلنك العسكرية في الهند، حيث جلب معه كنوزًا وخبراء في فنون البناء، أراد القائد المغولي أن يكون المسجد الأكبر في العالم الإسلامي حينها، مستعينًا بأفضل الحرفيين والمعماريين من مختلف أرجاء إمبراطوريته، وأهدها هدية لزوجته بيبي خانوم، المعروفة في التاريخ باسم سراي ملك خانم، فقد كان هذا المسجد أكبر مسجد في آسيا الوسطى، واكتمل البناء عام 1403، ليصبح تحفة معمارية فريدة بمقاييس ذلك العصر.ومنذ ذلك الوقت صار هذا المسجد من أشهر معالم سمرقند وأوزبكستان على الإطلاق، بحيث صار يلقب ب"جوهرة سمرقند".اقرأ أيضا | مسجد التوبة الأثري.. حكاية نفق غامض وصرح معماري يقاوم الزمنالتصميم المعماري للمسجديتميز المسجد بمزيج من الفن التيموري والفن الإسلامي، حيث تمتد مساحته على طول 167 مترًا وعرض 109 أمتار، مدخله الضخم يبلغ ارتفاعه 35 مترًا، تعلوه زخارف من الخط العربي والبلاط المزخرف، يزين المسجد قبة فيروزية ضخمة بارتفاع 40 مترًا، كانت تُعد الأكبر في العالم الإسلامي عند بنائها، كما يحيط بالمسجد سور ضخم، وتتوسطه ساحة داخلية تحوي محرابًا ومئذنتين شاهقتين.كانت طموحات تيمورلنك في أن يبني أكبر مسجدٍ في التاريخ، لذلك أدت الخطط المعمارية الطموحة إلى أن يكون هيكل المسجد ثقيلاً جداً، بحيث لا يتحمل وزنه، وبالفعل شهد المسجد عدّة انهيارات قبل اكتمال بنائه.أهمية المسجد في الحضارة الإسلاميةكان مسجد بيبي خانم مركزًا دينيًا وعلميًا، حيث احتضن حلقات دراسية لعلماء الدين والشعراء والفلاسفة، لم يكن مجرد مكان للصلاة، بل كان منصة تجمع بين مختلف الثقافات والتقاليد الإسلامية، موقعه على طريق الحرير جعله محطة رئيسية للقوافل التجارية، ما أضفى عليه أهمية اقتصادية ودينية كبرى.التدهور والترميم.. بين الضرورة والتشويهعلى مر القرون، تعرض المسجد لأضرار بالغة بسبب الزلازل والإهمال، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه، بما في ذلك قبابه الشهيرة، وفي العصر الحديث، بدأت جهود الترميم، لكنها أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى بعض الباحثين أن إعادة الإعمار لم تحافظ على العناصر الأصلية للمسجد، بل استُخدمت مواد حديثة أدت إلى طمس هويته التاريخية.الجدل حول أعمال الترميمفي السنوات الأخيرة، انتقدت منظمة اليونسكو بعض أعمال التجديد، معتبرة أنها لا تحافظ على المعايير الأصيلة للتراث العالمي، بينما تؤكد السلطات الأوزبكية أن الترميم ضروري لجذب السياحة والحفاظ على المسجد للأجيال القادمة، يرى المعارضون أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان أصالته وتحويله إلى نموذج حديث بعيد عن روح تيمورلنك الأصلية.مسجد بيبي خانم اليوم.. بين الماضي والحاضراقرأ أيضا | أزهر أسيوط تنظم مؤتمر بعنوان «الحضارة الإنسانية في التراث العربي والإسلامي»اليوم، يستمر مسجد بيبي خانم في كونه أحد أبرز معالم سمرقند السياحية، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا، ومع ذلك، يبقى النقاش مستمرًا حول مستقبل هذا الصرح التاريخي: هل يجب الحفاظ عليه بترميمات حديثة، أم يُترك ليحكي قصة تاريخه دون تغييرات جذرية؟
مصرس٠٩-٠٢-٢٠٢٥منوعاتمصرس«مسجد بيبي خانم».. جوهرة سمرقند ومفترق طرق الثقافات بين التاريخ والترميميمثل مسجد بيبي خانم في مدينة سمرقند رمزًا للحضارة الإسلامية وواحدًا من أعظم صروح العمارة التي شُيدت خلال العصر التيموري، بأسقفه المتلألئة وقبابه الفيروزية، يعكس المسجد جماليات الفن الإسلامي في آسيا الوسطى، محكيًا قصة مجد سمرقند كمحطة رئيسية على طريق الحرير. رغم مكانته التاريخية، يواجه المسجد اليوم جدلًا واسعًا حول ترميمه، حيث تتباين الآراء بين من يرى الإصلاحات ضرورية للحفاظ عليه ومن يعتبرها تشويهًا للأصالة المعمارية، وبين صفحات التاريخ وأعمال التجديد، يظل المسجد شاهدًا على ماضي المدينة العريق ومركزًا للجدل المعماري الحديث.اقرأ أيضا | أمين العليا للدعوة: لا يجوز أن يغيب عن أذهاننا أنَّ هدف الحضارة هو الإنسانمسجد بيبي خانم.. تحفة تيمورية على أرض سمرقندعندما يُذكر اسم سمرقند، تتبادر إلى الذهن صورٌ لمآذنها العالية وأسواقها النابضة بالحياة، إلا أن مسجد بيبي خانم يظل أحد أكثر معالمها شهرة وتأثيرًا، بني هذا المسجد في القرن الخامس عشر على يد تيمورلنك، القائد المغولي الذي أراد أن يُخلد اسمه عبر إنشاء صرح معماري يعكس عظمة إمبراطوريته.وبالفعل تم وضع أساس بناء هذا المسجد وذلك مباشرةً بعد عودته منتصراً من إحدى غزواته في الهند، فكانت غنائم هذه الحملة العسكرية التي حملت على ظهور 95 فيلاً، المموّل الرئيس في بناء هذا الصرح الإسلامي الكبير، كما شارك الأسرى في عمليات البناء التي استمرت من سنة 1399 إلى 1404.تاريخ البناء ورؤية تيمورلنكبدأ تشييد المسجد عام 1399، عقب حملة تيمورلنك العسكرية في الهند، حيث جلب معه كنوزًا وخبراء في فنون البناء، أراد القائد المغولي أن يكون المسجد الأكبر في العالم الإسلامي حينها، مستعينًا بأفضل الحرفيين والمعماريين من مختلف أرجاء إمبراطوريته، وأهدها هدية لزوجته بيبي خانوم، المعروفة في التاريخ باسم سراي ملك خانم، فقد كان هذا المسجد أكبر مسجد في آسيا الوسطى، واكتمل البناء عام 1403، ليصبح تحفة معمارية فريدة بمقاييس ذلك العصر.ومنذ ذلك الوقت صار هذا المسجد من أشهر معالم سمرقند وأوزبكستان على الإطلاق، بحيث صار يلقب ب"جوهرة سمرقند".اقرأ أيضا | مسجد التوبة الأثري.. حكاية نفق غامض وصرح معماري يقاوم الزمنالتصميم المعماري للمسجديتميز المسجد بمزيج من الفن التيموري والفن الإسلامي، حيث تمتد مساحته على طول 167 مترًا وعرض 109 أمتار، مدخله الضخم يبلغ ارتفاعه 35 مترًا، تعلوه زخارف من الخط العربي والبلاط المزخرف، يزين المسجد قبة فيروزية ضخمة بارتفاع 40 مترًا، كانت تُعد الأكبر في العالم الإسلامي عند بنائها، كما يحيط بالمسجد سور ضخم، وتتوسطه ساحة داخلية تحوي محرابًا ومئذنتين شاهقتين.كانت طموحات تيمورلنك في أن يبني أكبر مسجدٍ في التاريخ، لذلك أدت الخطط المعمارية الطموحة إلى أن يكون هيكل المسجد ثقيلاً جداً، بحيث لا يتحمل وزنه، وبالفعل شهد المسجد عدّة انهيارات قبل اكتمال بنائه.أهمية المسجد في الحضارة الإسلاميةكان مسجد بيبي خانم مركزًا دينيًا وعلميًا، حيث احتضن حلقات دراسية لعلماء الدين والشعراء والفلاسفة، لم يكن مجرد مكان للصلاة، بل كان منصة تجمع بين مختلف الثقافات والتقاليد الإسلامية، موقعه على طريق الحرير جعله محطة رئيسية للقوافل التجارية، ما أضفى عليه أهمية اقتصادية ودينية كبرى.التدهور والترميم.. بين الضرورة والتشويهعلى مر القرون، تعرض المسجد لأضرار بالغة بسبب الزلازل والإهمال، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه، بما في ذلك قبابه الشهيرة، وفي العصر الحديث، بدأت جهود الترميم، لكنها أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى بعض الباحثين أن إعادة الإعمار لم تحافظ على العناصر الأصلية للمسجد، بل استُخدمت مواد حديثة أدت إلى طمس هويته التاريخية.الجدل حول أعمال الترميمفي السنوات الأخيرة، انتقدت منظمة اليونسكو بعض أعمال التجديد، معتبرة أنها لا تحافظ على المعايير الأصيلة للتراث العالمي، بينما تؤكد السلطات الأوزبكية أن الترميم ضروري لجذب السياحة والحفاظ على المسجد للأجيال القادمة، يرى المعارضون أن ذلك قد يؤدي إلى فقدان أصالته وتحويله إلى نموذج حديث بعيد عن روح تيمورلنك الأصلية.مسجد بيبي خانم اليوم.. بين الماضي والحاضراقرأ أيضا | أزهر أسيوط تنظم مؤتمر بعنوان «الحضارة الإنسانية في التراث العربي والإسلامي»اليوم، يستمر مسجد بيبي خانم في كونه أحد أبرز معالم سمرقند السياحية، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا، ومع ذلك، يبقى النقاش مستمرًا حول مستقبل هذا الصرح التاريخي: هل يجب الحفاظ عليه بترميمات حديثة، أم يُترك ليحكي قصة تاريخه دون تغييرات جذرية؟