أحدث الأخبار مع #بيتالزبير

الدستور
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
"نافذةٌ واحدةٌ وأبوابٌ متعددةٌ".. دراساتٌ نقديّةٌ في الفنِّ التشكيليِّ العُماني
عمّان – الدستور – عمر أبو الهيجاء تجمع "مؤسسة بيت الزبير" مجموعة من البحوث العلميّة المحكّمة، المتخصصة في مجال الدراسات النقدية في الفن التشكيلي العُماني، في كتاب "نافذة واحدة وأبواب متعددة/ دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني"، من أجل أن يحقّق للفن التشكيلي معانيه المتعددة التي يستحقّها بطبيعة الحال، ومن أجل سدّ ثغرة الشُّحّ في الكتابات النقدية المتخصصة في التجربة الفنية العُمانية التي قطعت أشواطًا كبيرة وأثّرت في المشهد الفني العربي عموماً. الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، الأردن، تضمن مقدمة بقلم الأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية، لافتة النظر خلالها إلى أن الدراسات العلمية التي يتضمنها الكتاب تأتي "بصفتها أحد المشاريع الرائدة التي يقدمها مختبر الفنون في مؤسسة بيت الزبير للمتلقي العماني والعربي معالجا الشح في الكتابات النقدية المتخصصة عن الساحة التشكيلية التي قطعت أشواطًا كبيرة. وقد خضعت جميع البحوث المدرجة في هذا الكتاب للتحكيم العلمي من أكاديميين متخصصين في المجال". ويتضمن الكتاب ستة فصول، جاء الفصل الأول بعنوان «نحو توجه معاصر لبناء حركة نقدية في الفن التشكيلي العُماني» للأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية. تكمل الكاتبة مسيرتها في البحث في قضية شح الكتابات النقدية المتخصصة في الفن التشكيلي العماني؛ إذ تقدم الكاتبة في هذا الفصل قناعات حول أهمية النقد الفني وفي الوقت ذاته تبرر شُحه في سلطنة عُمان على وجه الخصوص بسبب صعوبته؛ إذ من السهولة ممارسة فعل الفن، ولكن من الصعوبة ممارسة النقد والتحليل إذ لا يمكن أن يمارسه أي شخص. من وجهة نظر الكاتبة أن العلم مطلوب والخبرة والممارسة مطلوبة أيضا. لكن ممارسة النقد بأشكاله كافة هي عملية خطيرة وشائكة إذا لم يتعاط معه الناقد بأسلوب علمي مبني على الأدلة والبراهين. أما الفصل الثاني فكان بعنوان «قراءة نقدية في تجارب النحاتين الشباب في سلطنة عُمان» للأستاذ الدكتور محمد العامري. استعرض فيه تجارب النحاتين الشباب المعاصرين الذين أثبتوا تمكنهم في مجال النحت بعد تعثر هذا المجال لسنوات طويلة. إذ يشير الكاتب في دراسته إلى أن الفنانين العُمانيين الشباب في مجال النحت قد أثبتوا فعلا أنهم قادرون على ممارسة هذا الفن بمستوى عالٍ من الدقة والصفات الجمالية والفنية التي تضاهي أعمال أقرانهم في دول الخليج والدول العربية والأجنبية أيضا. الفصل الثالث جاء بعنوان "بين التعبيرية التلقائية والنفس الأمارة بالإبداع: التجربة الخزفية التشكيلية العمانية الحديثة" للدكتور بدر المعمري. تناقش الدراسة المفاهيم والنظريات التي تدخل في سياق التعبيرية والتلقائية في الفن التشكيلي لاسيما مجالات الفنون الجميلة كالرسم والتصوير والنحت. ومن هذه النظريات يشير الكاتب إلى التسامي الفرويدية وأسلوب التداعي الحر في استعادة الذكريات وغيرها من المفاهيم التي ارتبطت بشكل أصيل بالفنون الجميلة. ولكن الكاتب في دراسته يرى أن الفنون التطبيقية كالخزف لم تسلم من نظريات علم النفس. معتقدًا أن هناك حدودًا متقاربة ما بين التعبيرية التلقائية في الفنون الجميلة كالرسم والتصوير والنحت والتعبيرية التلقائية في الفنون التطبيقية كالخزف؛ هذا التقارب يظهر في الهيئة والشكل وفي الوقت نفسه متباعدة؛ والتباعد بلا شك يظهر في التقنية والأسلوب. الفصل الرابع جاء بعنوان "قراءة في التجارب الفنية البصرية العُمانية" لكل من د. أحمد محيي حمزة ود. جهاد محمد شريت. يدور البحث حول قراءة لبعض التجارب البصرية العُمانية. إذ بدأ الفصل بقراءة موجزة عن الفن التشكيلي في سلطنة عمان ليكون مدخلا لفهم الحركة الفنية التشكيلية العُمانية ومعرفة كيفية ظهور الفنان التشكيلي العُماني، وكيفية تلقيه وتعليمه الأكاديمي والوقوف على المناخ العام للتعليم والتأثر الثقافي. ثم اختار الكاتبان قراءة أعمال اثنين من الفنانين العمانيين؛ مبررين اختيارهما لهذين الفنانين لما لهما من إسهامات واضحة في الحركة التشكيلية العُمانية والعربية ومشاركتهم الدولية المتميزة؛ إذ اختارا الفنانين أنور سونيا وفخرية اليحيائية؛ رغم اختلاف الأجيال والأدوار والإسهامات والتوجهات، إلا أن الكاتبين وجدا أن لكلٍ منهما توجهه الفكري والفلسفي والتقني في المعالجة البصرية الإبداعية، إلا أنهما يلتقيان معًا في الارتباط الوثيق بثقافة مجتمعهما وتقاليده وانتمائهما إلى وطنهما «سلطنة عُمان». وجاء الفصل الخامس بعنوان "التجريد العُماني المُعاصر وأزمةُ النقد التحليلي" للدكتور مروان عمران. يناقش الكاتب أزمة النقد في الممارسات التجريدية في الفن التشكيلي العماني. فبدأ الكاتب دراسته بقراءة تأملية للفن التجريدي العماني؛ معدًّا إياه في بواكير انطلاقاتهِ الأولى والذي ظهر ضمن ممارسات واتجاهات مختلفة بين النزعات الفردية للفنان وبين الحقيقة الأكاديمية في الفن التجريدي والتيارات المُعاصرة. وهذا التوجه يظهر من وجهة نظر الكاتب أنه ناتج وفق رغبة الفنان العُماني واختياره مجال الفن التشكيلي الذي يناسبه سواء كان رسمًا أو نحتًا، هذا الأمر ترك مساحة تبدو مجهولة وغير مشخّصة كليا تقتصر على رغبة كثير من الفنانين العُمانيين ولاسيما الشباب على حبهم وتوجههم نحو الرسم أو النحت التجريدي برغبة معرفية فردية أكثر مما هو دافع أكاديمي. ويرى الكاتب أن لغة التجريد التي يمارسها الفنانون العمانيون أصبحتْ لغة لا يمكن قراءتها ولا يمكن تشخصيها أحيانًا. الأمر الذي صعب ممارسة النقد العلمي ذا النهج التحليلي الخاص بالفن التجريدي، بل يعتقد بأنه لا وجود لنقد تحليلي تقويمي للفن التجريدي في عُمان على وجه الخصوص؛ الأمر الذي يدعو للتساؤل ويدعو للبحث أيضًا، وهو ما دعا الكاتب لأن يكتب عن الأسباب وراء غياب النقد التحليلي؛ مبررًا هذا الغياب من وجهة نظره من أجل إخفاء الفجوة الغامضة في الوسط التشكيلي العماني المُعاصر. ويأتي الفصل السادس بعنوان "دراسة تتبعية للكتابات النقدية في الفن التشكيلي العُماني: صحيفة «الوطن» أنموذجاَ في المدة 2003-2008" لنائلة المعمرية ليجيب عن قضية شح الكتابات النقدية العلمية التي تطرق إليها الدكتور مروان عمران في الفصل الخامس. طرحت الكاتبة في دراستها تتبعا زمنيا للكتابات في مجال الفن التشكيلي العماني في المدة الزمنية من (2003- 2008) أيا كان نوع تلك الكتابات. جاء تتبعها لهذه الدراسات مبنيا على قضية نقص الكتابات النقدية المتخصصة في الإعلام العُماني المقروء؛ من خلال تتبع إصدارات صحيفة «الوطن» العُمانية اليومية وملاحقها الفنية والتي خصصت عمودًا للفن التشكيلي العماني وغير العماني. إذ أخذت الكاتبة عينات من إصدارات صحيفة «الوطن» للأعوام المذكورة، وقد وجدت بأن المقالات قد تخصصت في الأسلوب الخبري وفي إجراء حوارات مع الفنانين أو بالحديث عن فنان وتجربته التشكيلية أو بذكر سيرة ذاتية لأحد الفنانين وعدد بسيط جدا يعد بأصابع اليد يتطرق لاجتهادات تحليلية بسيطة للأعمال الفنية، وعليه حللت الباحثة عددًا من المقالات التي نشرت خلال تلك المدة المذكورة أعلاه بشكل عام، والتركيز على المقالات النقدية بشكل خاص. تجدر الإشارة إلى أن "مؤسسة بيت الزبير" هي مؤسسة ثقافية، في العاصمة العُمانيّة مسقط، بدأت بمتحفٍ خاصٍ، فُتحت بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998م. وهو ممولٌ من قبل مؤسسيه (عائلة الزبير). وفي عام 2005م أنشأت العائلة هذه المؤسسة لتكون الذراع الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التجارية التي تملكها الأسرة.


الشرق الأوسط
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
10 إصدارات لـ«بيت الزبير» في الفكر والفلسفة وأدب الرحلات
بالإضافة إلى شراكته في تنظيم الفعاليات الثقافية لـ«معرض مسقط الدولي للكتاب»، يمثل جناح «بيت الزبير»؛ المؤسسة التي تُعنى بالثقافة والفنون والتاريخ والنشر، ملتقى لإقامة جلسات حوار ثقافي، وأمسيات فنية وموسيقية، وندوات أدبية وفكرية. وخلال مشاركته في المعرض، قدّم «بيت الزبير» عدداً كبيراً من إصداراته، بينها 10 مؤلفات جديدة، تحلّق في فضاءات الفكرِ والمعرفة، وتتيحُ إطلالةً واسعةً على مفاصل مهمّة من الواقع الثقافي؛ العالمي والعربي من جانبٍ، والعُماني من جانبٍ آخر. قدّم «بيت الزبير» 10 مؤلفات جديدة خلال مشاركته في «معرض مسقط الدولي للكتاب» وبمناسبة صدور هذه الكتب، قالت الدكتورة منى حبراس، المديرة العامة لـ«مؤسسة بيت الزبير»: «تصدر هذه الكتب العشرة عن (مؤسسة بيت الزبير) لتضيف لبناتٍ أخرى في رصيد الإنتاج المعرفي الذي سعت (المؤسسة) إلى مراكمته منذ سنوات، حتى بلغت تلك الإصدارات مجتمعةً نحو 40 كتاباً في حقول ثقافية متنوعة؛ بين أدب، وفكر، وترجمة، وأدب رحلات، ودراسات ثقافية، وأدب طفل، ومنجز فلسفي، ونقد فني». وأضافت: «تسدّ هذه الإصدارات فجوة مهمة في المكتبتين العُمانية والعربية؛ نظراً إلى شح الإصدارات غالباً في المجالات المعرفية التي اشتغلت عليها، وقد شارك فيها باحثون وكتّاب أسهموا بفكرهم وجهدهم فرادى ومجموعات في صنع هذا الأثر». إصدارات «مؤسسة بيت الزبير» لعام 2025 جاءت حديثاً ضمن مشروع التعاون المشترك مع دار «الآن... ناشرون وموزعون» الأردنيّة. جانب من الجلسة الحوارية "الهوية والديموقراطية" التي حاور فيها الأستاذ محمد المحروقي الدكتور نادر كاظم حول الهوية واتساعها الإنساني، والهويات الضيقة، وعن ارتباط الهوية بالديموقراطية، والمشروع الديموقراطي في العالم ومستقبله. — بيت الزبير - Bait Al Zubair (@Bait_AlZubair) April 30, 2025 يبحث كتابُ «النقد الثقافي» في مسائل النقد الثقافيّ وإشكالياته النظريّة والتجريبيّة، عبر دراسات علميّة لنخبة من الباحثين والمفكرين والنقاد العرب، انطلاقاً من أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالاً حييّاً في الثقافة العربيّة، ويحتاج إلى مزيد من ضبط المفاهيم والرؤى والأدوات، وأنه ما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ، وأن تتوضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة، لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها. يتأمّل الدكتور عبد اللّه الغَذّامي (السعودية) في ورقته بهذا الكتاب مشهدَ النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة، ويقدّم الدكتور إدريس الخضراوي (المغرب) عرضاً نظريّاً لدراسات ما بعد الكولونيالية، واقفاً على الأفق النظري لهذه الدراسات وأثرها في إعادة تشكيل مفهوم الأدب. وفي إطارٍ من التنوّع والثراء، يقدّم الدكتور خالد البلوشي (سلطنة عُمان) ورقة بحثيّة بعنوان: «النقد الثقافي في عُمان: القصّة القصيرة أنموذجاً». أمّا القاصّ الدكتور محمود الرحبي (سلطنة عُمان)، فيشارك بدراسة بعنوان: «الذاكرة النسوية موضوعاً للنقد الثقافي» عبر قراءة في كتاب «نساء في غرفة فرجينا وولف» للكاتبة الكويتية سعاد العنزي. يثيرُ كتاب «هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟»، الذي حرَّره الدكتور محمد زرّوق، الأسئلةَ القديمةَ بشأن الإنسانِ والوجودِ، في ظلّ التحوّلات العلميّة والجيوسياسيّة والاقتصاديّة، التي تعصفُ بالعالم من حولنا. أما الإجابات، فقد قدمها عددٌ من الفلاسفة والمفكرين والباحثين العرب. في هذا الكتاب، عاين الدكتور عبد السلام بنعبد العالي (المغرب) صلة الترجمة بالفلسفة، وقُدرة النصّ المُترجَم على التموضع في مقامات تختلف عن مقامه الأصل، وتحدث الدكتور الزواوي بغورة (الجزائر) عن ضرورة الفلسفة في عصرنا، ورجع محمد شوقي الزين (الجزائر) إلى «أصل التفلسف»، مُظهراً الترابط بين تجربة روحيّة ميتافيزيقيّة؛ هي «التصوّف»، وتجربة منطقيّة عقليّة؛ هي «فعل التفلسف». وطرح مشير باسيل عون (لبنان) عدداً من الأسئلة والإشكالات المعرفيّة، منها: «إشكاليّات التعدّديّة الثلاث»، في أصولها الفلسفيّة؛ التأويليّة والإبستمولوجيّة والأنثروبولوجيّة. وبحث محمد المصباحي (المغرب) في «ضرورة المكان المحايد لتجاوز انسداد الأفق». وتوجّه رضوان السيّد (لبنان) إلى دراسة منزلة العقل في التصوّرين الفلسفيّ والأصوليّ. وعاين محمد العجمي (سلطنة عمان) العلاقة بين فلسفة ما بعد الإنسانيّة واللامركزيّة الأوروبيّة. وبحث عبد الله ولد أباه (موريتانيا) عن الحلول التي تجعل الفلسفة العربيّة الراهنة تستوعب مكاسب الكونيّة عبر النظر في العقل الفلسفي المعاصر. كما عرف علي الرواحي (سلطنة عُمان) بأعمال هابرماس، راصداً الفارق الزمنيّ بين صدور الكتاب الأصلي وبين تلقّيه العربي عبر الترجمة، مع إلقاء الضوء على أعمال أخرى للكاتب لم تُتَرجم إلى اللّغة العربيّة. وتضمن الكتاب بحثين يتناولان فكر صادق جواد عبر بيان القضايا التي همّته وشغلته وتفكيك رأيه فيها، أولهما بحث لمحمد بن رضا اللّواتي (سلطنة عمان) بعنوان: «صلة الإنسان بالثقافة والدين»، وثانيهما لبدر العبري (سلطنة عمان) وقدم فيه قراءة وصفيّة في فكر صادق جواد. «مراوغات مارادونا» ويمثّلُ كتابُ «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم» محاولةً جادّةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم. تضمّن هذا الكتابُ مشاركاتٍ لعدد من الباحثين والدّارسين، قدّموا أوراقاً علميّة، جمعها وحررها سليمان المعمري، وتحدث كل من حسن مدن (البحرين)، وسيد محمود ومحمد الفولي (مصر)، وسليمان المعمري ومنى حبراس (سلطنة عمان)، باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني. كما تضمّن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني أمير تاج السر، بعنوان: «الحياة الثقافية في وسط الكرة». ينطلق الكتاب من أن مارادونا لم يكن مجرّدَ لاعبِ كرة، إنما هو أيضاً مزيج نادر من الموهبة العبقريّة، و«الكاريزما»، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم. ولأنه كان رمزاً من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين يعشقون هذه «الساحرة المستديرة»، فقد ارتأت «مؤسسة بيت الزبير» أن توظّف مناسبة ذكرى رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى بالعالم، عبر كتاب جديد بعنوان: «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم». ويمثّل الكتاب محاولةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم. وفي ورقته: «كرة القدم والأدب العربي»، ورغم أن كرة القدم أضحت اليوم صناعة ضخمة، ونالت شعبية جارفة لا تنافسها فيها أي رياضة أخرى، فإننا لن نعدم من يتساءل عنها مُحِقّاً: أهي لعبة سلام ومحبة أم لعبة كراهية وحروب؟ وهذا هو موضوع ورقة تأملية تضمنها هذا الكتاب قدمها الكاتب العُماني سليمان المعمري، الذي يرى أن الجدل والتمزق بين صورتَي السلم والحرب المرتبطتين بهذه اللعبة سيبقيان طويلاً ما بقيتْ اللعبة، وما بقي عشاقها وكارهوها. بينما تطرق الروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، عبر ورقته: «الحياة الثقافية في وسط الكرة» إلى علاقة الثقافة عموماً بالحدث المقبل (المونديال) وفق ذلك التوقيت، وما يمكن أن يحدث في وجود ثقافات مختلفة داخل بوتقة المونديال. «مهمة المترجم» ويوفّر كتابُ «مهمّةُ المترجم» ترجمةً ثلاثيةً متعدّدةَ الوجوه لمقالةٍ نظريّةٍ وفلسفيّةٍ دقيقةٍ، كتبها الفيلسوف والناقد والمترجم الألماني «فالتير بنيامين» (1892 - 1940)، سنة 1921، وهي مقالة تضطلعُ بمكانة متميزة في الثقافة العالمية الحديثة؛ إذ تُرجمت مراتٍ كثيرة إلى لغاتٍ عدّة؛ لأنها نصّ نظريّ وفلسفيّ دقيق بشأن الترجمة، خصوصاً مهمّة المترجم. وقد ترجمها عن الألمانية والإنجليزية والفرنسية الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن (المغرب)، وراجعها الدكتور رضوان ضاوي (المغرب). وبيّن بوحسن جانباً من أهميّة الكتابِ بالإشارة إلى أنّه قدّم فيه «ترجمة ثلاثية متعدّدة الوجوه لنصّ فلسفي شديد الصعوبة»، مؤكداً أن إعادة ترجمة هذا النص وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته تتيح فهماً مضمونيّاً أقرب إلى المعنى الأصلي. «التوغل داخل المغرب المظلم» «التّوغلُ داخل المغرب المظلم» ويتيحُ كتابُ «التّوغلُ داخل المغرب المظلم... يوميات رحلة فنان سويسري 1858م» تتبّعاً لرحلة الرسّام السويسري فرنك بوكسر، التي اتجه فيها إلى فاس انطلاقاً من طنجة، مصوِّراً ملامحَ من المشهد الثقافيّ والإثنوغرافيّ للمغرب، وموثِّقاً تجاربه وتفاعلاته مع الثّقافة المغربيّة. وتكمنُ أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضوان ضاوي (المغرب)، في أنه يقدّم لدارسي الأدب المقارن والدّراسات الثقافيّة والإثنوغرافيّة وأدب الرحلات، نصّاً إثنوغرافياً سويسرياً مكتوباً باللغة الألمانية في أصله، في ظل اكتفاء القارئ العربي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب. «الفن والتأويل» ويتأمّلُ كتابُ «الفن والتأويل... دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني» الذي حررته وراجعته الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، المُنجَز الفني العُماني، الحديث والمعاصر، وفق مناهج ومداخل تهدف إلى فحص ظواهرِه في تناميها التاريخي، وفي علاقتها بالجاري على ساحة الفن العالمي. ويشكّل الكتاب إضافة جديدة في قائمة الدراسات النقدية الفنية. ويضمّ الكتابُ 3 دراسات لباحثين معتبَرين في تاريخ الفن والنقد الفني؛ الأولى بعنوان: «النحت العُماني والمغربي... مقاربة جمالية في المشابهة والاختلاف» للناقد الفني إبرهيم الحيسن (المغرب)، والثانية بعنوان: «الفن العُماني... تأويلات التلاقي والتقاطُع في سياق الفن العالمي» للفنان والناقد الفني الدكتور ياسر منجي (مصر)، والثالثة بعنوان: «الفن والتأويل» للفنان والناقد السوري طلال معلّا. غلاف «مناديل لأجنحة الفراشة» كذلك يسبرُ كتاب «مناديل لأجنحةِ الفراشةِ» الذي راجعتِ الدراساتِ المتضمّنةَ فيه وحررتْها الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، أغوار الفن التشكيلي العُماني، واضعاً هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خريطة الفن العربي، ومتحركاً به عبر مناطقَ تلقٍّ جديدةٍ، عبر إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتَيها العربية والعالمية، من جهةٍ أخرى. ويستنطق الكتابُ اللوحةَ واللّونَ، وقد جاء حصاداً لندوة حملت عنوان: «النبش في مخيلة اللون»، أقامها «بيت الزبير» لتقديم قراءات نقدية لما اختزلته مخيّلة الفنان العُماني وما حاول التعبيرَ عنه بفرشاته وأدواته، وضمن المسعى نحو أن يحقّق الفن التشكيلي العُماني معانيه المتعددة التي يستحقّها بطبيعة الحال، ومن أجل سدّ ثغرة الشُّحّ في الكتابات النقدية المختصة في التجربة الفنية العُمانية التي قطعت أشواطاً كبيرة وأثّرت في المشهد الفني العربي عموماً. «شعرية اللغة في القصة العمانية القصيرة» ويتوقّف كتاب «شعريّة اللّغة في القصّة العُمانيّة القصيرة»، للباحثة العُمانيّة خالصة بنت خليفة السعدي، عند محاولات الجيل الجديد من كتّاب القصّة العُمانية القصيرة تطوير لغة كتابتهم، التي اتّخذت صورة شعرية في بعض المجموعات. الكتاب نفسه تكمن أهميّته في أنه أول دراسة تتناول موضوع شعرية اللغة في القصة القصيرة العُمانية بشيء من التفصيل، وقد غطّت فيها الباحثةُ الموضوعات التالية: الشعرية وحضورها في القصة العُمانية القصيرة، ولغة العتبات، ولغة الأسلوب، ولغة الصورة الشعرية. وتوضح المؤلّفة أن هذا الكتاب جاء بعد قراءة مستفيضة للنتاجات القصصية العُمانية، على مجموعات الكاتبين سليمان المعمري وعبد العزيز الفارسي، وأن سبب ذلك هو تطور الظاهرة لدى الاثنين. ويضمّ كتاب «أراجيح تتأمّل صورتها في النبع» مجموعةً من الدّراسات المتعلّقة بالنتاجِ الثقافيّ الموجَّه إلى الطفل، وتتناول الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل، والقصص الموجَّهة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية، والمبادرات الثقافية الموجَّهة للطفل، ومسرح الطفل العماني بين بواكير النهضة وتأكيد الحضور. وضمّت قائمة المشاركين: خلود البوسعيدي (سلطنة عُمان)، ونورة الهاشمية (سلطنة عُمان)، والدكتور محمود كحيلة (مصر)، ومحمد شمشاد عالم القاسمي (سلطنة عُمان)، ويونس بن علي بن سالم المعمري (سلطنة عُمان)، وليلى عبد الله (سلطنة عُمان)، ومحمد الغزي (تونس)، وشيخة الفجرية (سلطنة عُمان).

عمون
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- عمون
"مراوغات غير متوقَّعة" .. عن مارادونا والأدب وكرة القدم
عمون - لم يكن مارادونا مجرّدَ لاعبِ كرة، وإنما مزيجًا نادرًا من الموهبة العبقريّة، و"الكاريزما"، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم، ولأنه كان رمزًا من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين تعشق هذه "الساحرة المستديرة"، فقد ارتأت "مؤسسة بيت الزبير" أن توظّف مناسبة رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى في العالم، من خلال كتاب جديد بعنوان "مراوغات غير متوقَّعة/ عن مارادونا، والأدب، وكرة القدم". ويمثّل الكتاب محاولةُ لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 122 صفحة، بمشاركة كوكبة من الباحثين والدّارسين، الّذين قدّموا أوراقًا علميّة، قام بجمعها وتحريرها سليمان المعمري. ويضمّ الكتاب بين دفتيه أورق ندوة: "مارادونا، الأدب، وكرة القدم" التي عقدت في 27 يناير 2021م)، في مسقط، بمشاركة الأدباء: د. حسن مدن، وسيد محمود، ومحمد الفولي، وسليمان المعمري، ومنى حبراس، الذين تحدثوا باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني، كما تضمن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، بعنوان "الحياة الثقافية في وسط الكرة". الكاتب والباحث البحريني د. حسن مدن شارك في الكتاب بورقة عنوانها «مارادونا في الأدب» استوقفته في مستهلها عبارة للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن اللاعب الفذ الذي يشاطره الانتماء للأرجنتين يقول فيها: "مارادونا على أرض الملعب كان شاعرًا، بطلًا عظيمًا أسعد الملايين من الناس في الأرجنتين ونابولي، وكان أيضًا رجلًا هشًّا". وقد كان هذا مدخلا ذكيا للباحث، انطلق منه للتأكيد أن "الجمع بين رهافة الشعر وهشاشة الكائن الإنساني يجعل من صاحبهما شخصية روائية، أو فلنقل شخصية ملهمة للكتاب وللشعراء أيضًا". ولأن الأرجنتين -بلاد مارادونا- هي من أكثر بلدان العالم عشقًا للساحرة المستديرة، وتفريخًا للمواهب الكروية، من كيمبس إلى مارادونا إلى باتيستوتا وليس انتهاء بالأسطورة ميسي، فقد كان بديهيا أن يتأثر أدبها بذلك. بل إنه يمكننا القول إنها البلاد الأبرز بنوع أدبي جديد بات يطلق عليه "الأدب الكروي"، وهذا هو موضوع ورقة الكاتب والمترجم المصري محمد الفولي، الذي يعرفنا على هذا النوع من الأدب المزدهر في الأرجنتين ودول أمريكا اللاتينية. ويفرق الفولي في ورقته المعنونة: "أدب كرة القدم" بين ثلاثة تصنيفات في الكتابة عن هذه اللعبة: أدب كرة القدم، وكرة القدم في عالم الأدب، والكتب التثقيفية الكروية. وإذا كانت أمريكا اللاتينية متفوقة في هذا النوع من الأدب فإنه من الصعب الحديث عن أدب كرة قدم عربي اليوم بهذا المعنى. هكذا يرى الكاتب والصحفي المصري سيد محمود في ورقته: "كرة القدم والأدب العربي". ويوضح ذلك بالقول إننا لا نجد أديبا عربيا واحدا يضع الكتابة حول كرة القدم على جدول أولوياته. ورغم شمولية عنوان الورقة لكل الأدب العربي إلا أن سيد محمود يركز على أدباء مصر في المقام الأول، باعتبارها بلدا كبيرا ومركزيا ارتبط بتأسيس الحداثة العربية، خصوصا أن اللعبة دخلت إليها مبكرا مع بدء الاحتلال البريطاني في عام 1882م. يستعرض الكاتب علاقة عدد كبير من الأدباء المصريين بالكرة، في مقدمتهم نجيب محفوظ. هذا الرصد لحضور الكرة في الأدبين العربي والعالمي في هذه الكتاب استدعى أيضًا رصدًا مماثلا لهذا الحضور في الأدب العُماني، وقد تكفلت بهذا الأمر الناقدة العمانية منى حبراس في ورقتها التي عنونتْها: «كرة القدم في السرد العُماني: اللعب في الأشواط الإضافية». وعمدت منى إلى تصنيف حضور كرة القدم في الأدب العُماني (والسردي تحديدا) إلى أربعة أشكال: أولها حضور عابر لا يتعدى إشارات سريعة لا تُحدِث أثرًا في النص أو في حدثه الرئيس، وثانيها اشتغال النص بكُليَّته بموضوع كرة القدم جاعلا منه لحمته وسُداه. وتوقفت هنا عند ثلاث قصص لمازن حبيب ونوف السعيدي وبشاير حبراس، أما الشكل الثالث فتسميه منى "النصوص المزامِنة"، وهي النصوص التي استلهمت حدثا كرويا معيَّنا في بناء عالمها السردي، وتستحضر في هذا الشكل نصين للكاتبين سليمان المعمري ومحمد سيف الرحبي، في حين كان الشكل الرابع والأخير هو النصوص الأدبية التي شُغِلتْ بشخصية لاعب بعينه، وهو في هذه الورقة أيقونة الكرة العمانية غُلام خميس، الذي يعد "مارادونا عُمان"، والذي رحل عن دنيانا في العاشر من نوفمبر 2008م. ورغم أن كرة القدم أضحت اليوم صناعة ضخمة، ونالت شعبية جارفة لا تنافسها فيها أي رياضة أخرى، فإننا لن نعدم من يتساءل عنها مُحِقًّا: أهي لعبة سلام ومحبة أم لعبة كراهية وحروب؟ وهذا هو موضوع ورقة تأملية تضمنها هذا الكتاب قدمها الكاتب العُماني سليمان المعمري، الذي يرى أن الجدل والتمزق بين صورتي السلم والحرب المرتبطتين بهذه اللعبة سيبقيان طويلًا ما بقيتْ اللعبة، وما بقي عشاقها وكارهوها. بينما تطرق الروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، عبر ورقته: "الحياة الثقافية في وسط الكرة"، لعلاقة الثقافة عموما بالحدث القادم بحسب ذلك التوقيت، وما يمكن أن يحدث في وجود ثقافات مختلفة في بوتقة المونديال. تجدر الإشارة إلى أن "مؤسسة بيت الزبير" هي مؤسسة ثقافية، في العاصمة العُمانيّة مسقط، بدأت بمتحفٍ خاصٍ، فُتحت بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998م. وهو ممولٌ من قبل مؤسسيه (عائلة الزبير). وفي عام 2005م أنشأت العائلة هذه المؤسسة لتكون الذراع الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التجارية التي تملكها الأسرة.

الدستور
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
"مراوغات غير متوقَّعة"... عن مارادونا والأدب وكرة القدم
عمّان- الدستور – عمر أبو الهيجاء لم يكن مارادونا مجرّدَ لاعبِ كرة، وإنما مزيجًا نادرًا من الموهبة العبقريّة، و"الكاريزما"، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم، ولأنه كان رمزًا من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين تعشق هذه "الساحرة المستديرة"، فقد ارتأت "مؤسسة بيت الزبير" أن توظّف مناسبة رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى في العالم، من خلال كتاب جديد بعنوان "مراوغات غير متوقَّعة/ عن مارادونا، والأدب، وكرة القدم". ويمثّل الكتاب محاولةُ لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، في عمّان، في 122 صفحة، بمشاركة كوكبة من الباحثين والدّارسين، الّذين قدّموا أوراقًا علميّة، قام بجمعها وتحريرها سليمان المعمري. ويضمّ الكتاب بين دفتيه أورق ندوة: "مارادونا، الأدب، وكرة القدم" التي عقدت في 27 يناير 2021م)، في مسقط، بمشاركة الأدباء: د. حسن مدن، وسيد محمود، ومحمد الفولي، وسليمان المعمري، ومنى حبراس، الذين تحدثوا باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني، كما تضمن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، بعنوان "الحياة الثقافية في وسط الكرة". الكاتب والباحث البحريني د. حسن مدن شارك في الكتاب بورقة عنوانها «مارادونا في الأدب» استوقفته في مستهلها عبارة للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن اللاعب الفذ الذي يشاطره الانتماء للأرجنتين يقول فيها: "مارادونا على أرض الملعب كان شاعرًا، بطلًا عظيمًا أسعد الملايين من الناس في الأرجنتين ونابولي، وكان أيضًا رجلًا هشًّا". وقد كان هذا مدخلا ذكيا للباحث، انطلق منه للتأكيد أن "الجمع بين رهافة الشعر وهشاشة الكائن الإنساني يجعل من صاحبهما شخصية روائية، أو فلنقل شخصية ملهمة للكتاب وللشعراء أيضًا". ولأن الأرجنتين -بلاد مارادونا- هي من أكثر بلدان العالم عشقًا للساحرة المستديرة، وتفريخًا للمواهب الكروية، من كيمبس إلى مارادونا إلى باتيستوتا وليس انتهاء بالأسطورة ميسي، فقد كان بديهيا أن يتأثر أدبها بذلك. بل إنه يمكننا القول إنها البلاد الأبرز بنوع أدبي جديد بات يطلق عليه "الأدب الكروي"، وهذا هو موضوع ورقة الكاتب والمترجم المصري محمد الفولي، الذي يعرفنا على هذا النوع من الأدب المزدهر في الأرجنتين ودول أمريكا اللاتينية. ويفرق الفولي في ورقته المعنونة: "أدب كرة القدم" بين ثلاثة تصنيفات في الكتابة عن هذه اللعبة: أدب كرة القدم، وكرة القدم في عالم الأدب، والكتب التثقيفية الكروية. وإذا كانت أمريكا اللاتينية متفوقة في هذا النوع من الأدب فإنه من الصعب الحديث عن أدب كرة قدم عربي اليوم بهذا المعنى. هكذا يرى الكاتب والصحفي المصري سيد محمود في ورقته: "كرة القدم والأدب العربي". ويوضح ذلك بالقول إننا لا نجد أديبا عربيا واحدا يضع الكتابة حول كرة القدم على جدول أولوياته. ورغم شمولية عنوان الورقة لكل الأدب العربي إلا أن سيد محمود يركز على أدباء مصر في المقام الأول، باعتبارها بلدا كبيرا ومركزيا ارتبط بتأسيس الحداثة العربية، خصوصا أن اللعبة دخلت إليها مبكرا مع بدء الاحتلال البريطاني في عام 1882م. يستعرض الكاتب علاقة عدد كبير من الأدباء المصريين بالكرة، في مقدمتهم نجيب محفوظ. هذا الرصد لحضور الكرة في الأدبين العربي والعالمي في هذه الكتاب استدعى أيضًا رصدًا مماثلا لهذا الحضور في الأدب العُماني، وقد تكفلت بهذا الأمر الناقدة العمانية منى حبراس في ورقتها التي عنونتْها: «كرة القدم في السرد العُماني: اللعب في الأشواط الإضافية». وعمدت منى إلى تصنيف حضور كرة القدم في الأدب العُماني (والسردي تحديدا) إلى أربعة أشكال: أولها حضور عابر لا يتعدى إشارات سريعة لا تُحدِث أثرًا في النص أو في حدثه الرئيس، وثانيها اشتغال النص بكُليَّته بموضوع كرة القدم جاعلا منه لحمته وسُداه. وتوقفت هنا عند ثلاث قصص لمازن حبيب ونوف السعيدي وبشاير حبراس، أما الشكل الثالث فتسميه منى "النصوص المزامِنة"، وهي النصوص التي استلهمت حدثا كرويا معيَّنا في بناء عالمها السردي، وتستحضر في هذا الشكل نصين للكاتبين سليمان المعمري ومحمد سيف الرحبي، في حين كان الشكل الرابع والأخير هو النصوص الأدبية التي شُغِلتْ بشخصية لاعب بعينه، وهو في هذه الورقة أيقونة الكرة العمانية غُلام خميس، الذي يعد "مارادونا عُمان"، والذي رحل عن دنيانا في العاشر من نوفمبر 2008م. ورغم أن كرة القدم أضحت اليوم صناعة ضخمة، ونالت شعبية جارفة لا تنافسها فيها أي رياضة أخرى، فإننا لن نعدم من يتساءل عنها مُحِقًّا: أهي لعبة سلام ومحبة أم لعبة كراهية وحروب؟ وهذا هو موضوع ورقة تأملية تضمنها هذا الكتاب قدمها الكاتب العُماني سليمان المعمري، الذي يرى أن الجدل والتمزق بين صورتي السلم والحرب المرتبطتين بهذه اللعبة سيبقيان طويلًا ما بقيتْ اللعبة، وما بقي عشاقها وكارهوها. بينما تطرق الروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، عبر ورقته: "الحياة الثقافية في وسط الكرة"، لعلاقة الثقافة عموما بالحدث القادم بحسب ذلك التوقيت، وما يمكن أن يحدث في وجود ثقافات مختلفة في بوتقة المونديال. تجدر الإشارة إلى أن "مؤسسة بيت الزبير" هي مؤسسة ثقافية، في العاصمة العُمانيّة مسقط، بدأت بمتحفٍ خاصٍ، فُتحت بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998م. وهو ممولٌ من قبل مؤسسيه (عائلة الزبير). وفي عام 2005م أنشأت العائلة هذه المؤسسة لتكون الذراع الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التجارية التي تملكها الأسرة.

الدستور
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
"مناديل لأجنحة الفراشة"... دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني
عمّان – الدستور – عمر أبو الهيجاء في سعيها لِسَبْرِ أغوار الفن التشكيلي العُماني، وتطلّعًا إلى وضع هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خارطة الفن العربي، ونقله عبر مناطق تلقٍّ جديدة، من خلال إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتَيها العربية والعالمية، أصدرت "مؤسسة بيت الزبير" كتاب "مناديل لأجنحة الفراشة/ دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني". ويستنطق الكتابُ اللوحةَ واللّونَ، وقد جاء حصادًا لندوة حملت عنوان "النبش في مخيلة اللون"، في العاصمة العُمانية مسقط، بمشاركة عدد من نقّاد الفن في العالم العربي، قدموا قراءات نقدية لما اختزلته مخيّلة الفنان العُماني وما حاول التعبيرَ عنه بفرشاته وأدواته، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون"، بالأردن، وقد زيّن غلافة لوحة «المدينة» للفنان موسى عمر (سلطنة عُمان)، فيما صممه الفنان بسام حمدان، وراجعت دراساته وحررتها الأستاذة الدكتورة فخرية اليحيائية. أولى دراسات الكتاب كانت بقلم طلال معلا، وهو فنان وباحث في الجماليات المعاصرة، بعنوان "المحترف العُماني.. الذاكرة، والانعتاق منها"، رائيًا خلالها أن الفن المعاصر بشكله المتجدد إذا كان يسعى "للانعتاق من الذاكرة فإن استخدامه لهذه الذاكرة هو جزء من السعي للتحرر منها، واستبدالها بمجموعة من الرموز التي تعين على توليد الأفكار، في عالم تزداد الحاجة فيه إلى الفنون باعتبارها ملازمة في تحققها لوجود الإنسان، ولكونها جزء من الممارسات الفنية الحية لعلاقات مضطربة الأنماط، والتي تكشفها عادة صلة الأنماط التقليدية للفنون بالأرشفة". وتحتَ عنوان "التعبيرات الجديدة في الفن التشكيلي العُماني (مقاربة أولية)، جاءت الدراسة التالية التي تضمنها الكتاب، بقلم إبراهيم الحـيـسن، وهو ناقد تشكيلي من المغرب، يخلص من خلالها إلى أنه لم "يكن سهلاً بروز مجموعة من الأعمال التشكيلية العُمانية الرَّاهنة في ضوء كارتوغرافيا الفنون الجديدة والوافدة بما أفرزته من تجارب وتيارات فنية طارئة قلبت موازين الفن وأعادت الأسئلة من جديد حول جدوى الفن اليوم باعتباره «إنتاجاً للجمال يتمُّ بواسطة أعمال ينجزها كائن واع»، لم يكن الأمر سهلاً بسبب أن التجربة التشكيلية في سلطنة عُمان حديثة العهد ما يجعلها مفتوحة على المزيد من الجهد ومراكمة البحث والتجريب وتطوير سبل وصيغ الممارسة الفنية إن على مستوى الإنتاج التشكيلي بمضامينه وأبعاده المعاصرة، أو على مستوى تفعيل الدرس الجمالي في مختلف أسلاك التعليم والتكوين والارتقاء بالمؤسسات والبنيات التحتية الثقافية المتصلة بالفعل الإبداعي التشكيلي، كصالات العرض أو المراسم (المفتوحة والمشتركة) والمتاحف وغير ذلك كثير. هذا إلى جانب تثمين الجهود المبذولة فيما يتعلق بالتوثيق والأرشفة والدراسات النقدية والأبحاث الجمالية المتخصِّصة، وذلك بخلق المزيد من المنشورات والدوريات والمجلات التي تعنى بقضايا التشكيل والفنون البصرية ودعم المبادرات التي تسعى إلى ملء الفراغ الحاصل في هذا السياق، وخلق سوق فنية محلية تنطلق بالأساس من تحفيز الفنانين واستفادتهم من عمليات اقتناء وترويج أعمالهم الفنية داخليّاً وخارجيّاً". ويشارك د. فاتح بن عامر، وهو أستاذ محاضر في الفنون وناقد من تونس، بدراسة بعنوان "الوجداني الإنساني والكياني في التشكيل العُماني الحديث والمعاصر: عبق البلاد عبق الحياة"، يخلص عبرها لتقديم خطوط عريضة حول التّجربة التّشكيليّة العُمانيّة، على النحو الآتي: أوّلا، كثافة عدد النّساء في ممارسة هذا الفنّ بنفس تجريبي جريء يتقارب وما يحدث في الأردن الآن. وهذا ما جعل الفنون التّشكيليّة عنوانا لحداثة المجتمع العُماني في نسقها الثّابت والمتوازن مقارنة ببعض الدّول المجاورة. ثانيا: عمق الحضور الكثيف للمرجعيّة التّراثيّة في المدوّنة العُمانيّة سواء كان الشّكل أو الأسلوب الفنّي حديثا أو معاصرا. ثالثا: تبلور مسألة الانتماء للمحلّي والانتصار له، في وعي بالهويّة العُمانيّة في الوجداني والكياني. رابعا: الإصرار عل الانخراط في المعاصرة في ظلّ التّحرّر من مرجعيّة كلاسيكيّة كانت ولا تزال عطبا في فنون البلاد العربيّة التي لها تاريخ في الفنون التشكيليّة. خامسا: وجود بوادر مشروع فنّي تشكيلي متقاسم بين الأجيال المتقاربة في السنّ في البلاد مع نموّ الكتابات النّقديّة والتأريخيّة والصّحفيّة، حيث تتّضح المواطنة والتشارك. إنّها تجربة تعبق برائحة البلاد، عُمانيّة بامتياز، تعلن عن ذاتها وهويّتها وتدلّ على المكان، حتّى وإن كان أهلها يبتغون مشاركة الآخر فيها. من جانبه يقدم د. أيمن السمري، أستاذ التصوير المعاصر، جامعة السلطان قابوس، دراسة نقدية بعنوان "الفن التشكيلي العُماني بين الواقع والمأمول"، يؤكد خلالها أهمية "وضع سلطنة عُمان تشكيليا في مكانها الطبيعي بين الأمم، لما تحتله من موقع جغرافي مميز بين دول التعاون الخليجي، وتجاورها وتقاربها لثقافات الشرق الأقصى والأدنى كتركيا والهند وإيران والصين، إضافة لالتصاقها الوثيق بالأمة العربية بما تحمله من قيم أخلاقية ودينية، وموقف دبلوماسي سمح، واستراتيجية حكيمة في إدارة المواقف السياسية أهلها لتصبح ملاذ الدول الأخرى لفض النزاعات، ومثالا يحتذى به في انتهاج مبدأ السلام الدائم والتصالح بين الأمم. وباتت حياة الأمة العُمانية المستقرة أرض خصبة ومشجعة وداعمة لنجاح فكرة المشروع الثقافي بكل جوانبه". يذكر أن "مؤسسة بيت الزبير" هي مؤسسة ثقافية، في العاصمة العُمانيّة مسقط، بدأت بمتحفٍ خاصٍ، فُتحت بوابته الخشبية المزخرفة لترحب بزواره في عام 1998م. وهو ممولٌ من قبل مؤسسيه (عائلة الزبير). في عام 2005م أنشأت العائلة هذه المؤسسة لتكون الذراع الثقافي والاجتماعي للمؤسسة التجارية التي تملكها الأسرة.