logo
#

أحدث الأخبار مع #بيتر_واسون

التحيّز التأكيدي.. كيف نخدع أنفسنا لنصدق ما نريد تصديقه فقط؟
التحيّز التأكيدي.. كيف نخدع أنفسنا لنصدق ما نريد تصديقه فقط؟

الرجل

timeمنذ 14 ساعات

  • صحة
  • الرجل

التحيّز التأكيدي.. كيف نخدع أنفسنا لنصدق ما نريد تصديقه فقط؟

هل أنتَ على صوابٍ دائمًا في ما تعتقده؟ أم أنّك قد تكون منحازًا لفكرةٍ مُعيّنة، تحشد لها الأدلة، ولا ترى ما يعارِضها وإن كان كالشمس في وضح النهار؟ يُعرَف هذا بـ"التحيّز التأكيدي"، إذ نختار فقط من المعلومات ما يُؤكِّد معتقداتنا، ونتجاهل أو نُهمِّش ما يعارِضها، بدلًا من النظر إلى جميع الأدلّة والمعلومات المُتاحة، فكيف يؤثِّر مثل هذا التحيّز في العلاقات والحياة اليومية والقرارات التي نتخذها كل يوم؟ ولماذا نقاوِم المعلومات التي تخالف قناعاتنا؟ التحيّز التأكيدي التحيّز أو الانحياز التأكيدي "Confirmation bias" هو تحيّز معرفي، يجعلنا نخدع أنفسنا، من خلال انتقاء المعلومات التي تدعم معتقداتنا الشخصية التي نُفضِّلها، بينما نتجاهُل المعلومات التي تعارِضها. وقد لُوحِظ هذا التحيّز التأكيدي من قبل في ستينيات القرن العشرين؛ إذ أجرى عالم النفس الإدراكي "بيتر واسون" العديد من التجارب المعروفة باسم "مهمة واسون"، وأثبت خلال التجربة أنّ الناس يميلون إلى البحث عن المعلومات التي تُؤكِّد معتقداتهم الحالية. أمثلة واقعية على التحيّز التأكيدي لنضرب مثالَين على التحيّز التأكيدي؛ أحدهما يتعلّق بالعلاقات الشخصية، والآخر مرتبط باتخاذ القرارات: - في العلاقات الشخصية الفردية: قد تكون متحيزًا دون أن تشعر في اختيارك لأصدقائك وشُركائك، فبالتأكيد تُفضِّل الارتباط بأشخاصٍ يشارِكونك نفس معتقداتك وقِيمك، وهذا ليس عيبًا بالطبع، لكنّك قد لا تسمع سوى المعلومات التي تُؤكِّد وجهة نظرك، ولا يُطعَن في آرائك أبدًا حتى لو لم تكُن على صواب. - في اتخاذ القرارات: قد يؤدِّي التحيز التأكيدي في كثيرٍ من الأحيان إلى اتّخاذ قراراتٍ سيئة، فمثلًا إذا كُنت مقتنعًا بأنّ ثمّة استثمار معين جيد، فقد تتجاهل العلامات التحذيرية التي يمكن أن تدلّ على أنّه ليس كذلك. أو مثلًا إذا كُنت عازمًا على الحصول على وظيفةٍ في شركة مُعيّنة، فقد لا تُفكِّر في فرصٍ أخرى قد تكون أنسب لك. ما علامات الانحياز التأكيدي؟ رجل مسترخي في كرسي أمام حاسوبه المحمول تعبيرية عن البحث فقط عن المعلومات التي تؤكد معتقداتنا أحد علامات الانحياز التأكيدي - المصدر: Shutterstock ثمّة بعض العلامات التي تدلّ على وقوعك في حبائل التحيّز التأكيدي، سواء كان ذلك بمحض إرادتك أو عن غير قصد، كما أنّ العلامات قد تكون خفية أحيانًا ومن الصعب اكتشافها، لكن عمومًا تضمّ أبرز العلامات الدالة على التحيّز التأكيدي: البحث فقط عن المعلومات التي تُؤكِّد معتقداتك، وتجاهُل أو تشويه المعلومات الأخرى التي لا تدعم ما تعتقده. البحث عن الأدلة التي تُؤكِّد ما تعتقد أنّه صحيح بالفعل، بدلًا من النظر في جميع الأدلة المتاحة. الاعتماد على الصور النمطية أو التحيّزات الشخصية عند تقييم المعلومات. تذكُّر المعلومات التي تدعم وجهة نظرك بشكلٍ انتقائي مع نسيان أو استبعاد المعلومات التي لا تدعمها. رد فعل عاطفي قوي تجاه المعلومات (الإيجابية أو السلبية) التي تُؤكِّد معتقداتك، مع البقاء غير متأثّر نسبيًا بالمعلومات التي لا تُؤكِّد ذلك. ما أنواع التحيّز التأكيدي؟ تضمُّ أكثر أنواع التحيّز التأكيدي شيوعًا: 1. البحوث المتحيّزة: يرتبط باتخاذ قرار أو تبنّي وجهة نظر ثُمّ البحث عن المعلومات التي تدعمها، ويمكن أن يحدث هذا دون وعي، حتى في الطريقة التي تبحث بها عن الأدلة، إذ يمكن لسؤالك نفسه أن يعكس ما تُفضِّله، ومِنْ ثَمّ تصل إلى الدليل الذي تريده. 2. التفسير الانحيازي: هذا النوع مرتبط بكيفية معالجة المرء للمعلومات وتقييمها، فعادةً ما تُسبِّب الأدلة المتعارِضة مع المُعتقدات شُعورًا بعدم الراحة، ومِنْ ثَمّ يتجاهلها الشخص أو يُولِيها القليل من الاهتمام، في حين تكون الأدلة المؤكِّدة لمعتقداته مقبولة دون تمحيص، أو على الأقل بسهولة أكبر. 3. الاستدعاء المتحيّز: هُنا يكون التحيز مرتبطًا بالذاكرة؛ إذ تؤثر التجارب والأحداث الماضية في التفكير والسلوك الحالي، لكن الناس يتذكرون الأشياء بطريقة انتقائية، وغالبًا ما تدعم هذه الانتقائية المُعتقدَات الحالية. بمعنى أنّك تتذكر الماضي بطريقة تعزّز الحاضر، كما أنّ المعلومات التي تُؤكِّد تحيّزاتنا من المرجح أن تبقى في ذاكرتنا، أمّا التي تناقِضها فمن المُرجّح أن تُنسَى. لماذا نقاوم المعلومات التي تُخالف قناعاتنا؟ ثمّة العديد من التفسيرات للتحيز التأكيدي، بما في ذلك كونه وسيلة فعالة لمعالَجة المعلومات، أو حماية احترام الذات، أو تقليل ما يُعرَف بـ"التنافر المعرفي"، وفيما يلي تفصيل ذلك، حسب موقع "Simply Psychology": 1. مُعالَجة المعلومات: التحيّز التأكيدي وسيلة فاعلة في ذاته لمعالجة المعلومات، بسبب المعلومات اللامحدودة التي تتعرَّض لها كل يوم، خاصةً مع متابعة الأخبار حول العالم أو الرغبة في شراء منتَج مُعيّن، له العديد من المُراجعات ومقاطع الفيديو والعلامات التجارية وما إلى ذلك، أو حتى غير ذلك من أمور. ومن أجل اتخاذ قرار غير متحيز، يتعيّن عليك تقييم كل معلومة تراها بصورةٍ نقدية، وهو أمر مستحيل بالطبع؛ لذا قد تميل فقط إلى البحث عن المعلومات المطلوبة لتعزيز معتقداتك أو تصوّراتك. 2. حماية احترام الذات: قد يكون بعض الأشخاص مُعرّضين للتحيز التأكيدي، لحماية احترامهم لذواتهم؛ إذ يستمرّ شعُورهم بالثقة، طالما أنّهم يجدون معلومات تدعم معتقداتهم الحالية، مما لا يكسر احترامهم لأنفسهم. 3. تقليل التنافُر المعرفي: رجل مرتبك منهمِك في التفكير تعبيرية عن تقليل التنافر المعرفي أحد أسباب التحيّز التأكيدي - المصدر: Shutterstock التنافر المعرفي بإيجاز هو صراع يحدث داخل عقلك، عندما تحمل مُعتقدَين يناقض كل منهما الآخر، مما يجعلك عاجزًا عن التفكير بوضوح أو اتخاذ القرار. ولتقليل هذا التنافر، قد تتكيّف معه بوساطة التحيّز التأكيدي؛ إذ تتجنّب المعلومات التي تتعارض مع معتقداتك، وتبحث فقط عمّا يؤكِّد معتقداتك، لأنَّ التعرُّض لمعلومات مخالِفة، يُولِّد مشاعر سلبية، وهو ما لا يحدث عند البحث عمّا يؤيّد معتقداتك فقط، فتتجنّب التنافر المعرفي. التحيز التأكيدي: هل يعزّز القناعات الصحيحة أم يوقِعنا في الخطأ؟ مبدئيًا يحدث الانحياز التأكيدي بسبب الطريقة الطبيعية التي يعمل بها الدماغ، لذا فإنّ القضاء عليه يُعدّ ضربًا من الخيال. ورغم أنّه غالبًا ما يُناقَش على أنّه أمر سلبي يُضعِف المنطق واتخاذ القرارات، إلا أنّه ليس سيئًا على الدوام، فتأثير التحيز التأكيدي على حياتك قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، لكنّه قد يمنعك من النظر إلى المواقف التي تمر بها بموضوعية. فمثلًا إذا كُنت بصدد توظيف شخص ما، وكان هناك مرشّحون مُفضّلون بالنسبة لك، فقد تبحث عن معلومات إيجابية تبقِيهم بصورة جيدة، وتبحث عن معلومات سلبية بشأن المرشّحين الآخرين للوظيفة. ومن خلال تجاهُل الحقائق الموضوعية، وتفسير المعلومات بطريقةٍ تدعم فقط ما تعتقده أو تُفضِّله، فغالبًا ما قد تفوتك معلومات أخرى مهمة، قد تؤثِّر في قرارك بشأن من ستُرشِّحه في النهاية للوظيفة. كيف تتخذ قرارات موضوعية وتتجنّب التحيّز التأكيدي؟ رجل يقف بين سهمين أحدهما يشير لليمين والآخر لليسار تعبيرية عن اتخاذ قرارات موضوعية بعيدًا عن التحيّز التأكيدي - المصدر: Shutterstock ثمّة بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التغلّب على الانحياز التأكيدي، والتي تضمّ حسب "Verywell "Mind ما يلي: كُن على دراية بعلامات التحيّز التأكيدي، فهذا سيساعدك على رصد التحيّز، ومنعه من التأثير في قراراتك. اهتم بجميع الأدلة المتاحة أمامك، وليس فقط ما يُؤكِّد وجهة نظرك. ابحث عن وجهات نظر مختلفة، خاصةً ممن لديهم وجهات نظرٍ متعارضة. كُن على استعدادٍ لتغيير رأيك في ضوء الأدلّة الجديدة، حتى لو كان ذلك يعني تحديث أو تغيير معتقداتك الحالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store