
التحيّز التأكيدي.. كيف نخدع أنفسنا لنصدق ما نريد تصديقه فقط؟
هل أنتَ على صوابٍ دائمًا في ما تعتقده؟ أم أنّك قد تكون منحازًا لفكرةٍ مُعيّنة، تحشد لها الأدلة، ولا ترى ما يعارِضها وإن كان كالشمس في وضح النهار؟
يُعرَف هذا بـ"التحيّز التأكيدي"، إذ نختار فقط من المعلومات ما يُؤكِّد معتقداتنا، ونتجاهل أو نُهمِّش ما يعارِضها، بدلًا من النظر إلى جميع الأدلّة والمعلومات المُتاحة، فكيف يؤثِّر مثل هذا التحيّز في العلاقات والحياة اليومية والقرارات التي نتخذها كل يوم؟ ولماذا نقاوِم المعلومات التي تخالف قناعاتنا؟
التحيّز التأكيدي
التحيّز أو الانحياز التأكيدي "Confirmation bias" هو تحيّز معرفي، يجعلنا نخدع أنفسنا، من خلال انتقاء المعلومات التي تدعم معتقداتنا الشخصية التي نُفضِّلها، بينما نتجاهُل المعلومات التي تعارِضها.
وقد لُوحِظ هذا التحيّز التأكيدي من قبل في ستينيات القرن العشرين؛ إذ أجرى عالم النفس الإدراكي "بيتر واسون" العديد من التجارب المعروفة باسم "مهمة واسون"، وأثبت خلال التجربة أنّ الناس يميلون إلى البحث عن المعلومات التي تُؤكِّد معتقداتهم الحالية.
أمثلة واقعية على التحيّز التأكيدي
لنضرب مثالَين على التحيّز التأكيدي؛ أحدهما يتعلّق بالعلاقات الشخصية، والآخر مرتبط باتخاذ القرارات:
- في العلاقات الشخصية الفردية:
قد تكون متحيزًا دون أن تشعر في اختيارك لأصدقائك وشُركائك، فبالتأكيد تُفضِّل الارتباط بأشخاصٍ يشارِكونك نفس معتقداتك وقِيمك، وهذا ليس عيبًا بالطبع، لكنّك قد لا تسمع سوى المعلومات التي تُؤكِّد وجهة نظرك، ولا يُطعَن في آرائك أبدًا حتى لو لم تكُن على صواب.
- في اتخاذ القرارات:
قد يؤدِّي التحيز التأكيدي في كثيرٍ من الأحيان إلى اتّخاذ قراراتٍ سيئة، فمثلًا إذا كُنت مقتنعًا بأنّ ثمّة استثمار معين جيد، فقد تتجاهل العلامات التحذيرية التي يمكن أن تدلّ على أنّه ليس كذلك.
أو مثلًا إذا كُنت عازمًا على الحصول على وظيفةٍ في شركة مُعيّنة، فقد لا تُفكِّر في فرصٍ أخرى قد تكون أنسب لك.
ما علامات الانحياز التأكيدي؟
رجل مسترخي في كرسي أمام حاسوبه المحمول تعبيرية عن البحث فقط عن المعلومات التي تؤكد معتقداتنا أحد علامات الانحياز التأكيدي - المصدر: Shutterstock
ثمّة بعض العلامات التي تدلّ على وقوعك في حبائل التحيّز التأكيدي، سواء كان ذلك بمحض إرادتك أو عن غير قصد، كما أنّ العلامات قد تكون خفية أحيانًا ومن الصعب اكتشافها، لكن عمومًا تضمّ أبرز العلامات الدالة على التحيّز التأكيدي:
البحث فقط عن المعلومات التي تُؤكِّد معتقداتك، وتجاهُل أو تشويه المعلومات الأخرى التي لا تدعم ما تعتقده.
البحث عن الأدلة التي تُؤكِّد ما تعتقد أنّه صحيح بالفعل، بدلًا من النظر في جميع الأدلة المتاحة.
الاعتماد على الصور النمطية أو التحيّزات الشخصية عند تقييم المعلومات.
تذكُّر المعلومات التي تدعم وجهة نظرك بشكلٍ انتقائي مع نسيان أو استبعاد المعلومات التي لا تدعمها.
رد فعل عاطفي قوي تجاه المعلومات (الإيجابية أو السلبية) التي تُؤكِّد معتقداتك، مع البقاء غير متأثّر نسبيًا بالمعلومات التي لا تُؤكِّد ذلك.
ما أنواع التحيّز التأكيدي؟
تضمُّ أكثر أنواع التحيّز التأكيدي شيوعًا:
1. البحوث المتحيّزة:
يرتبط باتخاذ قرار أو تبنّي وجهة نظر ثُمّ البحث عن المعلومات التي تدعمها، ويمكن أن يحدث هذا دون وعي، حتى في الطريقة التي تبحث بها عن الأدلة، إذ يمكن لسؤالك نفسه أن يعكس ما تُفضِّله، ومِنْ ثَمّ تصل إلى الدليل الذي تريده.
2. التفسير الانحيازي:
هذا النوع مرتبط بكيفية معالجة المرء للمعلومات وتقييمها، فعادةً ما تُسبِّب الأدلة المتعارِضة مع المُعتقدات شُعورًا بعدم الراحة، ومِنْ ثَمّ يتجاهلها الشخص أو يُولِيها القليل من الاهتمام، في حين تكون الأدلة المؤكِّدة لمعتقداته مقبولة دون تمحيص، أو على الأقل بسهولة أكبر.
3. الاستدعاء المتحيّز:
هُنا يكون التحيز مرتبطًا بالذاكرة؛ إذ تؤثر التجارب والأحداث الماضية في التفكير والسلوك الحالي، لكن الناس يتذكرون الأشياء بطريقة انتقائية، وغالبًا ما تدعم هذه الانتقائية المُعتقدَات الحالية.
بمعنى أنّك تتذكر الماضي بطريقة تعزّز الحاضر، كما أنّ المعلومات التي تُؤكِّد تحيّزاتنا من المرجح أن تبقى في ذاكرتنا، أمّا التي تناقِضها فمن المُرجّح أن تُنسَى.
لماذا نقاوم المعلومات التي تُخالف قناعاتنا؟
ثمّة العديد من التفسيرات للتحيز التأكيدي، بما في ذلك كونه وسيلة فعالة لمعالَجة المعلومات، أو حماية احترام الذات، أو تقليل ما يُعرَف بـ"التنافر المعرفي"، وفيما يلي تفصيل ذلك، حسب موقع "Simply Psychology":
1. مُعالَجة المعلومات:
التحيّز التأكيدي وسيلة فاعلة في ذاته لمعالجة المعلومات، بسبب المعلومات اللامحدودة التي تتعرَّض لها كل يوم، خاصةً مع متابعة الأخبار حول العالم أو الرغبة في شراء منتَج مُعيّن، له العديد من المُراجعات ومقاطع الفيديو والعلامات التجارية وما إلى ذلك، أو حتى غير ذلك من أمور.
ومن أجل اتخاذ قرار غير متحيز، يتعيّن عليك تقييم كل معلومة تراها بصورةٍ نقدية، وهو أمر مستحيل بالطبع؛ لذا قد تميل فقط إلى البحث عن المعلومات المطلوبة لتعزيز معتقداتك أو تصوّراتك.
2. حماية احترام الذات:
قد يكون بعض الأشخاص مُعرّضين للتحيز التأكيدي، لحماية احترامهم لذواتهم؛ إذ يستمرّ شعُورهم بالثقة، طالما أنّهم يجدون معلومات تدعم معتقداتهم الحالية، مما لا يكسر احترامهم لأنفسهم.
3. تقليل التنافُر المعرفي:
رجل مرتبك منهمِك في التفكير تعبيرية عن تقليل التنافر المعرفي أحد أسباب التحيّز التأكيدي - المصدر: Shutterstock
التنافر المعرفي بإيجاز هو صراع يحدث داخل عقلك، عندما تحمل مُعتقدَين يناقض كل منهما الآخر، مما يجعلك عاجزًا عن التفكير بوضوح أو اتخاذ القرار.
ولتقليل هذا التنافر، قد تتكيّف معه بوساطة التحيّز التأكيدي؛ إذ تتجنّب المعلومات التي تتعارض مع معتقداتك، وتبحث فقط عمّا يؤكِّد معتقداتك، لأنَّ التعرُّض لمعلومات مخالِفة، يُولِّد مشاعر سلبية، وهو ما لا يحدث عند البحث عمّا يؤيّد معتقداتك فقط، فتتجنّب التنافر المعرفي.
التحيز التأكيدي: هل يعزّز القناعات الصحيحة أم يوقِعنا في الخطأ؟
مبدئيًا يحدث الانحياز التأكيدي بسبب الطريقة الطبيعية التي يعمل بها الدماغ، لذا فإنّ القضاء عليه يُعدّ ضربًا من الخيال.
ورغم أنّه غالبًا ما يُناقَش على أنّه أمر سلبي يُضعِف المنطق واتخاذ القرارات، إلا أنّه ليس سيئًا على الدوام، فتأثير التحيز التأكيدي على حياتك قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، لكنّه قد يمنعك من النظر إلى المواقف التي تمر بها بموضوعية.
فمثلًا إذا كُنت بصدد توظيف شخص ما، وكان هناك مرشّحون مُفضّلون بالنسبة لك، فقد تبحث عن معلومات إيجابية تبقِيهم بصورة جيدة، وتبحث عن معلومات سلبية بشأن المرشّحين الآخرين للوظيفة.
ومن خلال تجاهُل الحقائق الموضوعية، وتفسير المعلومات بطريقةٍ تدعم فقط ما تعتقده أو تُفضِّله، فغالبًا ما قد تفوتك معلومات أخرى مهمة، قد تؤثِّر في قرارك بشأن من ستُرشِّحه في النهاية للوظيفة.
كيف تتخذ قرارات موضوعية وتتجنّب التحيّز التأكيدي؟
رجل يقف بين سهمين أحدهما يشير لليمين والآخر لليسار تعبيرية عن اتخاذ قرارات موضوعية بعيدًا عن التحيّز التأكيدي - المصدر: Shutterstock
ثمّة بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التغلّب على الانحياز التأكيدي، والتي تضمّ حسب "Verywell "Mind ما يلي:
كُن على دراية بعلامات التحيّز التأكيدي، فهذا سيساعدك على رصد التحيّز، ومنعه من التأثير في قراراتك.
اهتم بجميع الأدلة المتاحة أمامك، وليس فقط ما يُؤكِّد وجهة نظرك.
ابحث عن وجهات نظر مختلفة، خاصةً ممن لديهم وجهات نظرٍ متعارضة.
كُن على استعدادٍ لتغيير رأيك في ضوء الأدلّة الجديدة، حتى لو كان ذلك يعني تحديث أو تغيير معتقداتك الحالية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
غالبيتهم نساء وأطفال.. ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 55,998 والإصابات تتجاوز 131 ألفًا
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 55,998 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، في وقت بلغت فيه أعداد المصابين 131,559، وسط استمرار القصف وصعوبة الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو في الشوارع. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استقبلت مستشفيات القطاع 39 شهيدًا، بينهم جثمان شهيد انتُشل من تحت الركام، بالإضافة إلى 317 إصابة جديدة. ومنذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، ارتفعت الحصيلة إلى 5,685 شهيدًا و19,518 إصابة، بحسب المصادر الطبية. ووفق، وكالة "وفا"، أشارت التقارير إلى ارتفاع أعداد شهداء المساعدات أو ما يُعرف بشهداء "لقمة العيش"، إلى 467 شهيدًا و3,602 مصابًا، بعد أن وصل خلال اليوم الأخير فقط 17 شهيدًا وأكثر من 136 إصابة إلى المستشفيات، جراء استهداف نقاط توزيع المساعدات أو أثناء محاولات الحصول عليها. وأكدت المصادر استمرار تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى عدد من المواقع التي يعتقد بوجود ضحايا فيها، بسبب كثافة القصف وصعوبة التحرك داخل الأحياء المتضررة.


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
أدوات في المطبخ يجب استبدالها باستمرار.. تعرفي إليها
يحتاج بعض أدوات المطبخ إلى استبدال الجديد منه بالقديم، وذلك لضمان السلامة والنظافة والكفاءة. إلى كل ربة منزل، تحمل السطور الآتية، لمحة عن أهم أدوات المطبخ التي يستوجب استبدالها باستمرار، علماً أن إغفال ذلك عمداً أو عن عدم دراية يصعب أداء المهام أو يحمل خطورة صحية عليك وعلى أفراد عائلتك. أدوات المطبخ الأساسية يضمن استبدال أدوات المطبخ الآتية، بصورة دورية، طهياً وعيشاً في بيئة نظيفة وآمنة وفعّالة، فهو يساعد على منع تراكم البكتيريا وتلوّث الطعام وانخفاض الكفاءة في مطبخك. إنه جهد بسيط يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياتك اليومية، خاصةً في ما يتعلق بالحفاظ على معايير الصحة وتحسين نتائج الطهي. إسفنجات الجلي تُعدّ إسفنجات الجلي بيئةً خصبةً للبكتيريا، خاصةً إذا تُركت مُبلّلةً وغير نظيفة، لذا يجب استبدالها كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع لتجنب انتشار الجراثيم، مع أهمية اختيار بدائل مستدامة صديقة للبيئة، مثل الإسفنجات الطبيعية. مناشف الأطباق على غرار إسفنجات الجلي، تعدّ مناشف الأطباق بيئة لتكاثر البكتيريا. لذا، يجب استبدالها أولاً بأول أي كلّ أسبوعين، مع ضرورة اختيار المناشف المصنوعة من مواد مستدامة. ألواح التقطيع تتعرّض ألواح التقطيع لكثير من سوء الاستخدام، إذ إن تقطيعها بالسكاكين يوميّاً قد يترك أخاديد عميقة تختبئ فيها البكتيريا وجزيئات الطعام. مع أن الألواح الخشبية متينة، إلا أنها تحتاج إلى الاستبدال لمجرد ظهور علامات التآكل أو التشقق أو الالتواء عليها، أما الألواح البلاستيكية، فيجب استبدالها لمجرد أن تتلطخ أو تبدو بالية. كقاعدة عامة إذا كان تنظيفها أصعب، فقد حان وقت التخلص منها. السكاكين السكين الحادّ ضروري لتحضير وجبات الطعام، بكفاءة، ولكن مع مرور الوقت، حتّى أفضل السكاكين تفقد حدّتها، لذا عندما تصبح سكاكينك باهتة أو أصعب في الاستخدام، فقد حان الوقت لشحذها أو استبدالها. إشارة إلى أن السكاكين الباهتة قد تكون خطيرة، إذ تسبب الانزلاق وعدم تساوي القطع، لذا الاستثمار في سكاكين عالية الجودة يضمن السلامة والدقة في المطبخ. أضيفي إلى ذلك، لا يصح نسيان أدوات التقطيع الصغيرة، مثل السكاكين المُسنّنة أو سكاكين التقشير، فمع مرور الوقت، قد تفقد هذه الأدوات حدتها أو تتلف. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في تقطيع الطماطم أو الفاكهة بسهولة، فهذه علامة على أن سكاكينك بحاجة إلى استبدال أو شحذ، علماً أن أدوات التقطيع الحادة والدقيقة تُحسّن من جودة الطهي. ينسحب الأمر على سرعة تحضير الأكل. المقالي غير اللاصقة المقالي غير اللاصقة تُسهّل عملية الطهي، ولكن مع مرور الوقت، قد يتآكل طلاء هذه المقالي أو يُخدش، مُطلقاً مواد كيميائية ضارة. يُفضّل استبدال المقالي غير اللاصقة كل 3 إلى 5 سنوات، خاصةً إذا بدأ الطلاء بالتقشر. أكياس القمامة أكياس القمامة التي يتم استخدامها في المطبخ ليست بمنأى عن التلف والتآكل، فمع مرور الوقت، قد تضعف وتبدأ بالانكسار أو التسريب، لذا من الضروري استبدال أكياس القمامة بانتظام لتجنب الانسكابات والفوضى و الروائح الكريهة. يضمن لكِ شراء أكياس أكثر سمكاً ومتانة الحفاظ على نظافة مطبخك وصحته. حاويات الطعام البلاستيكية ربما تحتاجين إلى استبدال الحاويات البلاستيكية أكثر مما تظنين، إذا لم تصبح نظيفة عند غسلها، أو تلطخت، أو احتفظت برائحة الطعام، فيجب التخلص منها أو إعادة تدويرها، كما أن الحاويات القديمة أقل قدرة على الحفاظ على نضارة طعامك. سلال القلي سلال القلي تتعرض للتلف أيضاً في المطبخ، وللصدمات كثيراً، وبعد فترة، قد تصبح الشبكة السلكية فضفاضة أو تبدأ في التكسر، مما يشكل خطراً على سلامة الغذاء، لذا يجب استبدالها عادةً كل عام إلى عام ونصف. الملاعق على الرغم من متانة الملاعق المطاطية عالية الحرارة، قهي مثل العديد من أدوات المطبخ، تحتاج إلى استبدال بانتظام، وذلك كل ستة أشهر تقريباً، فمع مرور الوقت، تتعرض للخدش والتشوه، وقد تبدأ في التآكل أو التشقق، مما يؤثر على أدائها ونظافتها. الملاعق الخشبية، بدورها، تعتبر من أكثر أدوات المطبخ استخداماً، ومع ذلك، فإن مسامية الخشب تجعل الخامة الدافئة المذكورة عرضة بشكل خاص لتجمع البكتيريا والأوساخ. الخشب مادة حسّاسة إلى حدّ ما؛ سيؤدي تعرضها للماء لأوقات طويلة، مثل وضعها في غسالة الأطباق أو نقعها، إلى التشقق، لذا يُنصح باستبدال ملاعقك الخشبية الجديدة بالقديمة كل خمس سنوات أو لمجرد ملاحظة أي تلف مادي. مقشرات الخضروات تماماً مثل السكين وأي أداة مطبخ حادة، تفقد مقشرات الخضروات حوافها الحادة، مع مرور الوقت، علماً أن الشفرات غير الحادة أكثر خطورة لأنها تتطلب جهداً أكبر لإتمام المهمة، وهي تزيد من احتمالية الجروح، كما أن الشفرات المعدنية قد تصدأ بمرور الوقت، وذلك حسب طريقة تنظيفها وتخزينها، لذا ينصح باستبدال المقشرات مرة واحدة سنويّاً. أجهزة المطبخ الكهربائية ماكينات القهوة: يمكن أن تتراكم المعادن والزيوت والبكتيريا في ماكينات القهوة، حتّى مع تنظيفها بانتظام، فإذا لاحظتِ أن مذاق قهوتك ليس بنفس الجودة السابقة أو أن جهازك يعمل بكفاءة أقل، فقد يكون الوقت قد حان لاستبداله. يدوم العديد من ماكينات القهوة ما بين سنتين وخمس سنوات، حسب الاستخدام، علماً أنه يمكن أن يؤدي كل من إزالة الكلس و التنظيف المنتظم إلى إطالة عمر ماكينة القهوة الافتراضي. الأجهزة الصغيرة: الأجهزة عالية الجودة، مثل خلاطات الطعام وآلات صنع القهوة، يجب أن تعمل حتى تتوقّف، مع محاولة تنظيفها بعمق لإطالة عمرها، أما إذا لم يعد كل من الأجهزة المطبخية الكهربائية يعمل كما كان من قبل أو يعاني من مشكلات كهربائية، مثل قصر الدائرة أو انبعاث الدخان منه، فقد حان الوقت لشراء جهاز جديد. وإذا كان الجهاز يستخدم ماء الصنبور، مثل آلة صنع القهوة أو غسالة الأطباق، فمن الضرورة إزالة الترسبات الكلسية بانتظام، فإذا لم تقومي بذلك، فسيؤدي ذلك إلى قصر عمره الافتراضي بشكل كبير، وستحتاجين إلى استبداله في وقت أقرب مما تفضلين.


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
فريق طبي بجازان ينجح في تشخيص وعلاج حالة نادرة لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات
سجّل مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، أحد مكونات تجمع جازان الصحي، إنجازًا طبيًا مميزًا بعد أن نجح فريق طبي متعدد التخصصات في تشخيص وعلاج حالة نادرة لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، كانت تعاني من جلطة دموية وتخثر في الساق اليسرى، تبيّن لاحقًا أنها ناتجة عن إصابتها بمتلازمة "May-Thurner". الطفلة وصلت إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، وعلى الفور خضعت لسلسلة من الفحوصات التشخيصية الدقيقة، شملت الأشعة المقطعية للحوض والبطن، بالإضافة إلى تصوير الأوعية الدموية، التي كشفت عن وجود ضغط غير طبيعي في الوريد الحرقفي الأيسر، وهو ما يميز هذه المتلازمة النادرة ويزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة. وبتنسيق عالي الكفاءة، بادر الفريق الطبي بتنفيذ خطة علاجية متكاملة بدأت باستخدام مميعات الدم ضمن برنامج علاجي دقيق، مع متابعة لصيقة بالتعاون مع قسم الأشعة التداخلية، تحسبًا لأي تدخل مستقبلي باستخدام الدعامات أو البالونات العلاجية في حال تطلب الأمر. وقد أظهرت الطفلة استجابة إيجابية وسريعة للعلاج، ما ساعد في استقرار حالتها وتحسن الجلطة بدرجة ملحوظة، ليتم لاحقًا السماح بخروجها من المستشفى، مع وضع خطة متابعة طبية دورية لضمان استمرار تعافيها. وقاد الفريق العلاجي الدكتور محمد يحيى سحاقي، استشاري أمراض الدم والأورام لدى الأطفال ورئيس وحدة أمراض الدم بالمستشفى، بمشاركة كل من: الدكتور عبدالرحمن كيلاني – طبيب أطفال الدكتور مراد سدحان – استشاري أشعة، الدكتور أحمد صميلي – استشاري أشعة تداخلية. ويُعدّ هذا النجاح الطبي تأكيدًا على المستوى المتقدم للرعاية الصحية في مستشفى الملك فهد المركزي، ويبرز كفاءة الكوادر الطبية في التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة، خصوصًا لدى فئة الأطفال، في بيئة طبية تتسم بالتكامل والتخصص.