#أحدث الأخبار مع #بيتربيرغ،العربي الجديد٠٣-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالعربي الجديد"فجر التاريخ الأميركي": كل شيء يؤدّي إلى الموتلا يحتاج المرء إلى أكثر من بحث بسيط لفهم كثير مما يُرى في "فجر التاريخ الأميركي" (American Primeval)، مسلسل الويسترن العنيف والوحشي الجديد من إخراج بيتر بيرغ، والمعروض أخيراً في "نتفليكس" . عند البحث في "غوغل" عن اسم مؤلف المسلسل، مارك إل. سميث، سنجد أن الرجل كان مسؤولاً، من بين أمور أخرى، عن سيناريو "العائد" The Revenant، الفيلم الشهير من إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو وبطولة ليوناردو دي كابريو. والمصادفات واضحة. مثل الفيلم المذكور، فإن "فجر التاريخ الأميركي" مزيج من أفلام الويسترن والطريق والرعب والإثارة والصراع للبقاء. استكشاف للأصول الوحشية لأمّة متنوعة مثل الولايات المتحدة، وسلسلة من المواجهات والمطاردات والمعارك الدموية في بيئات طبيعية جميلة بقدر وحشيتها، تحاول تذكيرنا بأنه على الرغم من عقود وعقود من كونها "منارة الحضارة الغربية" و"قائدة العالم الحرّ"، تبقى الولايات المتحدة بلداً عنيفاً يسود فيه قانون الأقوى أو الأغنى دائماً. "فجر التاريخ الأميركي"، على عكس العديد من العناوين الحديثة، يأخذ هذه الوحشية ويوزّعها بكلّ طريقة ممكنة. لا صوابية سياسية هنا، ولا تتصرّف الشخصيات، في الغالب، مثل أشخاص من القرن الحادي والعشرين نُقلوا إلى القرن التاسع عشر. هنا، نجد هجمات وحشية من قبل قبائل أصلية على رجالٍ بيض، وجماعات دينية تعمل مثل مافيا منظمة، وصائدي جوائز لا يخشون إطلاق النار على الأطفال، وامرأة تحتاج إلى مساعدة رجل للوصول إلى وجهتها (حالياً، قليلون مَن يكتبون شخصية مثل هذه)، وجيشٌ غبي. نحن أمام عالم متوحش لا يهتم فيه أحد بشيء سوى النجاة والبقاء. بقاءٌ لن يدوم طويلاً على أي حال. المسلسل من إخراج بيرغ المسؤول عن أفلام مثل Hancock وBattleship وDeep Horizon. مخرج متخصّص في أفلام الحركة والحرب القاسية والمباشرة على حدّ سواء، وكثير منها من بطولة مارك والبيرغ، نموذج البطل الأميركي العادي. تتوافق حساسيته جيداً مع مثيلتها لدى كاتب السيناريو. يسمح المسلسل لنفسه، كما فعل The Revenant ولكن بدرجة أقل، بغنائية معيّنة، ما يظهر من خلال لقطات جوية ذات جمال بصري مذهل (يستخدم بيرغ في أكثر من مناسبة العدسات ذات الزاوية الواسعة والكاميرا المحمولة باليد المميّزة لعمل إيناريتو/ لوبيزكي)، وفي قراءات، عبر التعليق الصوتي، لمذكرات حسّاسة كتبها جنرال في الجيش. ولكن خارج هذه التوقفات التأملية، يستوي الأمر مذبحةً مفتوحة ومعركة كبيرة. الجميع يقاتل ضد الجميع من دون مراعاة. تتخذ الحبكة نقطة انطلاق لها حدثاً حقيقياً يُعرف باسم مذبحة ماونتن ميدوز. هذا الهجوم العنيف الدموي، الذي يحدث في منتصف الحلقة الأولى من الحلقات الستّ للمسلسل القصير، ما يجمع ويفكّك الشخصيات التي سيتبعها "فجر التاريخ الأميركي" طوال حبكته وسيخدم في رسم خريطة لما كان عليه ذلك العصر العنيف في الغرب الأميركي. تدور الأحداث عام 1857 في ولاية يوتا الحالية - كانت آنذاك إقليماً - التي كان يحكمها بريغهام يونغ، الزعيم الأعلى للمورمون. كان هجوماً نظمته مليشيا مورمونية تسمّى فيلق ناوفو بدعم بعض أعضاء قبيلة بايوت، على قافلة من المهاجرين كانوا في طريقهم إلى كاليفورنيا. أُطِّر الهجوم ضمن الأحكام العرفية التي روّج لها يونغ دفاعاً عمّا أسماه إقليم المورمون بمواجهة القوات المسلحة للولايات المتحدة التي، بدورها، اعتبرتهم انفصاليين. أكثر من 120 شخصاً لم يكن لهم أي علاقة بهذا الصراع لقوا حتفهم بسببه. يبني المسلسل العديد من القصص حول هذه الحقيقة. من ناحية، هناك سارة (بيتي غيلبين)، التي تصل إلى الحصن الوحيد في المنطقة مع ابنها ديفين (برستون موتا) وتبحث عن شخص ليأخذها إلى بلدة تقع على بُعد عدة أيام على ظهور الخيل حيث تفترض أن زوجها ينتظرهما. وبما أنها لا تستطيع إقناع أي شخص بعبور المنطقة الخطرة التي تريد المرور بها، سواء بسبب الصعوبات الطبيعية أو بسبب القبائل الأصلية التي تعيش هناك، فضلاً عن شبح الحرب المقتربة بين المورمون والحكومة، تنتهي بالانضمام إلى قافلة المسافرين هذه التي تضمّ أيضاً بعض المورمون القادمين للاستقرار في يوتا. الشخص المسؤول عن إضافتها هو جيكوب (دان دي هان)، الذي يسافر مع زوجته، أبيش (ساورا لايتفوت ليون)، إلى مدينة سولت ليك، التي كانت آنذاك - ولا تزال حتى اليوم - المركز العصبي لما يسمّى بـ"كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيام الأخيرة". يأتي الهجوم الوحشي، وتتفرّق الشخصيات، ويتبعهم "فجر التاريخ الأميركي" في مساراتهم. ستنضم إلى سارة وابنها فتاة أصلية بكماء تهرب من قريب مسيء (شوني بورييه)، وسرعان ما ينتهي بهم الأمر إلى أن يتبنّاهم إيزاك (تايلور كيتش)، دليلٌ جبلي وحيد ومضطرب إلى حدّ ما رفض عرضهم الأوّلي، لكنه ساعدهم في الهروب بعد المذبحة. من ناحية أخرى، ينجو جاكوب وأبيش من الهجوم، لكنهما ينفصلان ويفعل جاكوب كل ما في وسعه للعثور على زوجته، التي اختطفتها فصيلة عنيفة من قبائل شوشوني، تسمّى عشيرة الذئب، بقيادة الزعيم العنيف ريد فيذر (ديريك هينكي). في الوسط، مجموعة من الرجال، يدركون أن هناك مكافأة للعثور على سارة، يبحثون عنها بقصد كسب بعض المال. سينما ودراما التحديثات الحية "أنْ تقرأ لوليتا في طهران": أسلوب سينمائي فجّ وراء هذه القصص الشخصية والخيالية بالتأكيد ثمة صراع سياسي كان موجوداً بالفعل، ولكنه ينمو ويصبح متوتراً بعد المذبحة. يريد قادة فيلق نوفو إخفاء مشاركتهم في هذا الفعل (ارتكبوه وهم يرتدون أقنعة جماعة كو كلوكس كلان)، وإلقاء اللوم على السكان الأصليين، لذلك ليس من مصلحتهم أن يكون هناك ناجون. يتدخّل الجيش، محاولاً معرفة المسؤول وما الموقف الواجب اتخاذه بشأنه. في خضم كل هذا، يحاول الشوشونيون حسم موقفهم بمواجهة التهديدات، بين فصيلين داخليين أحدهما مسالم والآخر راغب في الحرب. في الوقت نفسه، تواصل السلطات المورمونية، بدءاً من بريغهام يونغ نفسه (كيم كوتس)، محاولة السيطرة على المنطقة باستخدام أساليب الضغط "الاقتصادية"، ما سيقودهم إلى فتح جبهة أخرى من الصراع مع جيم بريدجر (شيا ويغهام)، الذي يدير الحصن في المنطقة التي تحمل اسمه. كل شيء يؤدّي إلى ما يمكن تخيّله: فوضى وعنف وموت ودماء. تتضمّن كل حبكة فرعية مواجهات عنيفة وغير متوقعة، بعضها من الطبيعة نفسها (مشاكل مع الذئاب والخيول)، ولكن في أغلبها، مرتبطة باليأس البشري والوحشية. تحدث كل أنواع الأشياء لمجموعة إيزاك وسارة والطفلين، ويعود بقاؤهم على قيد الحياة إلى نزوات السيناريو أكثر من أي منطق، لأنهم عادة ما يخرجون سالمين من مواقف مستحيلة مختلفة. في غضون ذلك، يصبح بحث جيكوب يائساً ودموياً بتزايد، كما هي الحال مع تجارب أبيش المتغيّرة. مشاهد مؤلمة وصادمة ومبالغة أحياناً تتشكّل في متوالية لا تنقصها القتامة، من رؤوس مقطوعة وأرجل مكسورة ومكشوفة وقطع حلوق وضربات فؤوس وجروح سكاكين من جميع الأنواع والألوان. وكما كان متوقعاً، تفاعلت كنيسة المورمون بسوء مع "فجر التاريخ الأميركي". فرغم أن المسلسل يقدّم عالماً قاسياً لا يرحم ولا يخرج منه أحد سالماً، فالمورمون هم أشرار العمل، إذ يصوَّر الجيش على أنه أقل قسوة ــ وإن كان غير فعّال تماماً ــ ويناقش السكان الأصليون على الأقل المواقف ويبرّرون لأنفسهم بمنطق الدفاع عن النفس. لا تحاول المذبحة المرتكبة كشف أسلوب عمل المورمون في ذلك الوقت فحسب، بل وأيضاً التدابير الوحشية التي اتخذوها بعد ذلك لتجنب معرفة أنهم مرتكبوها، والإجراءات المفاجئة التي اتبعوها في سبيل تحقيق هدفهم: الاستيلاء على حصن بريدجر. وفي تصوير المسلسل ليونغ وحاشيته (جو تيبيت وأليكس برو يجسّدان ذراعيه المسلّحان) يظهر المورمون طائفةً عنيفة وثرية تستخدم الدين ذريعةً لفرض سلطتها وسيطرتها في يوتا. لكن بعيداً من الجدالات التاريخية، يصوّر "فجر التاريخ الأميركي" عملية تشكيل الولايات المتحدة بوصفها حدثاً دموياً ومدمّراً. يبني شخصياته على طرازات كلاسيكية (الحبكة الكاملة لسارة وإيزاك، بدءاً من أسماء الشخصيات ذاتها، توضّح ارتباطهما بالكتاب المقدّس)، ورغم إفراط محتواه الدموي، تلتزم مواجهاته قواعد وتقاليد أفلام الويسترن الحربية. خبرة بيرغ في صناعة أفلام الحركة واضحة في الإخراج والوتيرة المكثّفة للمسلسل، ولكن ما يظلّ محفوراً بعد مشاهدة المسلسل هي "البدائية" التي يشير إليها العنوان، حتى إن اختلفت الحقائق. المؤكد، أن تاريخاً أميركياً من العنف يمتد عبر القرون.
العربي الجديد٠٣-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالعربي الجديد"فجر التاريخ الأميركي": كل شيء يؤدّي إلى الموتلا يحتاج المرء إلى أكثر من بحث بسيط لفهم كثير مما يُرى في "فجر التاريخ الأميركي" (American Primeval)، مسلسل الويسترن العنيف والوحشي الجديد من إخراج بيتر بيرغ، والمعروض أخيراً في "نتفليكس" . عند البحث في "غوغل" عن اسم مؤلف المسلسل، مارك إل. سميث، سنجد أن الرجل كان مسؤولاً، من بين أمور أخرى، عن سيناريو "العائد" The Revenant، الفيلم الشهير من إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو وبطولة ليوناردو دي كابريو. والمصادفات واضحة. مثل الفيلم المذكور، فإن "فجر التاريخ الأميركي" مزيج من أفلام الويسترن والطريق والرعب والإثارة والصراع للبقاء. استكشاف للأصول الوحشية لأمّة متنوعة مثل الولايات المتحدة، وسلسلة من المواجهات والمطاردات والمعارك الدموية في بيئات طبيعية جميلة بقدر وحشيتها، تحاول تذكيرنا بأنه على الرغم من عقود وعقود من كونها "منارة الحضارة الغربية" و"قائدة العالم الحرّ"، تبقى الولايات المتحدة بلداً عنيفاً يسود فيه قانون الأقوى أو الأغنى دائماً. "فجر التاريخ الأميركي"، على عكس العديد من العناوين الحديثة، يأخذ هذه الوحشية ويوزّعها بكلّ طريقة ممكنة. لا صوابية سياسية هنا، ولا تتصرّف الشخصيات، في الغالب، مثل أشخاص من القرن الحادي والعشرين نُقلوا إلى القرن التاسع عشر. هنا، نجد هجمات وحشية من قبل قبائل أصلية على رجالٍ بيض، وجماعات دينية تعمل مثل مافيا منظمة، وصائدي جوائز لا يخشون إطلاق النار على الأطفال، وامرأة تحتاج إلى مساعدة رجل للوصول إلى وجهتها (حالياً، قليلون مَن يكتبون شخصية مثل هذه)، وجيشٌ غبي. نحن أمام عالم متوحش لا يهتم فيه أحد بشيء سوى النجاة والبقاء. بقاءٌ لن يدوم طويلاً على أي حال. المسلسل من إخراج بيرغ المسؤول عن أفلام مثل Hancock وBattleship وDeep Horizon. مخرج متخصّص في أفلام الحركة والحرب القاسية والمباشرة على حدّ سواء، وكثير منها من بطولة مارك والبيرغ، نموذج البطل الأميركي العادي. تتوافق حساسيته جيداً مع مثيلتها لدى كاتب السيناريو. يسمح المسلسل لنفسه، كما فعل The Revenant ولكن بدرجة أقل، بغنائية معيّنة، ما يظهر من خلال لقطات جوية ذات جمال بصري مذهل (يستخدم بيرغ في أكثر من مناسبة العدسات ذات الزاوية الواسعة والكاميرا المحمولة باليد المميّزة لعمل إيناريتو/ لوبيزكي)، وفي قراءات، عبر التعليق الصوتي، لمذكرات حسّاسة كتبها جنرال في الجيش. ولكن خارج هذه التوقفات التأملية، يستوي الأمر مذبحةً مفتوحة ومعركة كبيرة. الجميع يقاتل ضد الجميع من دون مراعاة. تتخذ الحبكة نقطة انطلاق لها حدثاً حقيقياً يُعرف باسم مذبحة ماونتن ميدوز. هذا الهجوم العنيف الدموي، الذي يحدث في منتصف الحلقة الأولى من الحلقات الستّ للمسلسل القصير، ما يجمع ويفكّك الشخصيات التي سيتبعها "فجر التاريخ الأميركي" طوال حبكته وسيخدم في رسم خريطة لما كان عليه ذلك العصر العنيف في الغرب الأميركي. تدور الأحداث عام 1857 في ولاية يوتا الحالية - كانت آنذاك إقليماً - التي كان يحكمها بريغهام يونغ، الزعيم الأعلى للمورمون. كان هجوماً نظمته مليشيا مورمونية تسمّى فيلق ناوفو بدعم بعض أعضاء قبيلة بايوت، على قافلة من المهاجرين كانوا في طريقهم إلى كاليفورنيا. أُطِّر الهجوم ضمن الأحكام العرفية التي روّج لها يونغ دفاعاً عمّا أسماه إقليم المورمون بمواجهة القوات المسلحة للولايات المتحدة التي، بدورها، اعتبرتهم انفصاليين. أكثر من 120 شخصاً لم يكن لهم أي علاقة بهذا الصراع لقوا حتفهم بسببه. يبني المسلسل العديد من القصص حول هذه الحقيقة. من ناحية، هناك سارة (بيتي غيلبين)، التي تصل إلى الحصن الوحيد في المنطقة مع ابنها ديفين (برستون موتا) وتبحث عن شخص ليأخذها إلى بلدة تقع على بُعد عدة أيام على ظهور الخيل حيث تفترض أن زوجها ينتظرهما. وبما أنها لا تستطيع إقناع أي شخص بعبور المنطقة الخطرة التي تريد المرور بها، سواء بسبب الصعوبات الطبيعية أو بسبب القبائل الأصلية التي تعيش هناك، فضلاً عن شبح الحرب المقتربة بين المورمون والحكومة، تنتهي بالانضمام إلى قافلة المسافرين هذه التي تضمّ أيضاً بعض المورمون القادمين للاستقرار في يوتا. الشخص المسؤول عن إضافتها هو جيكوب (دان دي هان)، الذي يسافر مع زوجته، أبيش (ساورا لايتفوت ليون)، إلى مدينة سولت ليك، التي كانت آنذاك - ولا تزال حتى اليوم - المركز العصبي لما يسمّى بـ"كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيام الأخيرة". يأتي الهجوم الوحشي، وتتفرّق الشخصيات، ويتبعهم "فجر التاريخ الأميركي" في مساراتهم. ستنضم إلى سارة وابنها فتاة أصلية بكماء تهرب من قريب مسيء (شوني بورييه)، وسرعان ما ينتهي بهم الأمر إلى أن يتبنّاهم إيزاك (تايلور كيتش)، دليلٌ جبلي وحيد ومضطرب إلى حدّ ما رفض عرضهم الأوّلي، لكنه ساعدهم في الهروب بعد المذبحة. من ناحية أخرى، ينجو جاكوب وأبيش من الهجوم، لكنهما ينفصلان ويفعل جاكوب كل ما في وسعه للعثور على زوجته، التي اختطفتها فصيلة عنيفة من قبائل شوشوني، تسمّى عشيرة الذئب، بقيادة الزعيم العنيف ريد فيذر (ديريك هينكي). في الوسط، مجموعة من الرجال، يدركون أن هناك مكافأة للعثور على سارة، يبحثون عنها بقصد كسب بعض المال. سينما ودراما التحديثات الحية "أنْ تقرأ لوليتا في طهران": أسلوب سينمائي فجّ وراء هذه القصص الشخصية والخيالية بالتأكيد ثمة صراع سياسي كان موجوداً بالفعل، ولكنه ينمو ويصبح متوتراً بعد المذبحة. يريد قادة فيلق نوفو إخفاء مشاركتهم في هذا الفعل (ارتكبوه وهم يرتدون أقنعة جماعة كو كلوكس كلان)، وإلقاء اللوم على السكان الأصليين، لذلك ليس من مصلحتهم أن يكون هناك ناجون. يتدخّل الجيش، محاولاً معرفة المسؤول وما الموقف الواجب اتخاذه بشأنه. في خضم كل هذا، يحاول الشوشونيون حسم موقفهم بمواجهة التهديدات، بين فصيلين داخليين أحدهما مسالم والآخر راغب في الحرب. في الوقت نفسه، تواصل السلطات المورمونية، بدءاً من بريغهام يونغ نفسه (كيم كوتس)، محاولة السيطرة على المنطقة باستخدام أساليب الضغط "الاقتصادية"، ما سيقودهم إلى فتح جبهة أخرى من الصراع مع جيم بريدجر (شيا ويغهام)، الذي يدير الحصن في المنطقة التي تحمل اسمه. كل شيء يؤدّي إلى ما يمكن تخيّله: فوضى وعنف وموت ودماء. تتضمّن كل حبكة فرعية مواجهات عنيفة وغير متوقعة، بعضها من الطبيعة نفسها (مشاكل مع الذئاب والخيول)، ولكن في أغلبها، مرتبطة باليأس البشري والوحشية. تحدث كل أنواع الأشياء لمجموعة إيزاك وسارة والطفلين، ويعود بقاؤهم على قيد الحياة إلى نزوات السيناريو أكثر من أي منطق، لأنهم عادة ما يخرجون سالمين من مواقف مستحيلة مختلفة. في غضون ذلك، يصبح بحث جيكوب يائساً ودموياً بتزايد، كما هي الحال مع تجارب أبيش المتغيّرة. مشاهد مؤلمة وصادمة ومبالغة أحياناً تتشكّل في متوالية لا تنقصها القتامة، من رؤوس مقطوعة وأرجل مكسورة ومكشوفة وقطع حلوق وضربات فؤوس وجروح سكاكين من جميع الأنواع والألوان. وكما كان متوقعاً، تفاعلت كنيسة المورمون بسوء مع "فجر التاريخ الأميركي". فرغم أن المسلسل يقدّم عالماً قاسياً لا يرحم ولا يخرج منه أحد سالماً، فالمورمون هم أشرار العمل، إذ يصوَّر الجيش على أنه أقل قسوة ــ وإن كان غير فعّال تماماً ــ ويناقش السكان الأصليون على الأقل المواقف ويبرّرون لأنفسهم بمنطق الدفاع عن النفس. لا تحاول المذبحة المرتكبة كشف أسلوب عمل المورمون في ذلك الوقت فحسب، بل وأيضاً التدابير الوحشية التي اتخذوها بعد ذلك لتجنب معرفة أنهم مرتكبوها، والإجراءات المفاجئة التي اتبعوها في سبيل تحقيق هدفهم: الاستيلاء على حصن بريدجر. وفي تصوير المسلسل ليونغ وحاشيته (جو تيبيت وأليكس برو يجسّدان ذراعيه المسلّحان) يظهر المورمون طائفةً عنيفة وثرية تستخدم الدين ذريعةً لفرض سلطتها وسيطرتها في يوتا. لكن بعيداً من الجدالات التاريخية، يصوّر "فجر التاريخ الأميركي" عملية تشكيل الولايات المتحدة بوصفها حدثاً دموياً ومدمّراً. يبني شخصياته على طرازات كلاسيكية (الحبكة الكاملة لسارة وإيزاك، بدءاً من أسماء الشخصيات ذاتها، توضّح ارتباطهما بالكتاب المقدّس)، ورغم إفراط محتواه الدموي، تلتزم مواجهاته قواعد وتقاليد أفلام الويسترن الحربية. خبرة بيرغ في صناعة أفلام الحركة واضحة في الإخراج والوتيرة المكثّفة للمسلسل، ولكن ما يظلّ محفوراً بعد مشاهدة المسلسل هي "البدائية" التي يشير إليها العنوان، حتى إن اختلفت الحقائق. المؤكد، أن تاريخاً أميركياً من العنف يمتد عبر القرون.