#أحدث الأخبار مع #بيتربينارتالغدمنذ 13 ساعاتسياسةالغدبين اليهودية والصهيونيةترجمة: علاء الدين أبو زينة سيث ساندروسكي* - (كاونتربنش) 30/5/2025 شرعتُ في قراءة كتاب "أن تكون يهوديًا بعد تدمير غزة "Being Jewish after the Destruction of Gaza من تأليف بيتر بينارت (منشورات كنوبف، 2025) بينما كانت حكومات كندا وفرنسا والمملكة المتحدة تعلن أن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرًا لم تعد تُحتمل. اضافة اعلان قد يقول متشائم إن هذا الموقف الذي ظهر أخيرًا يتعلق أكثر بالعلاقات العامة، ويهدف إلى حماية الرأي العام العالمي من صور الأطفال الفلسطينيين الذين يجري قتلهم وتجويعهم في غزة. إن ما يجري هناك هو نوع من تسييج المشاعات باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، أي إفقاد الفلسطينيين أراضيهم لصالح دولة إسرائيل من خلال وكيلها الأميركي، لخدمة نظام جيوسياسي صمّمه ويديره المستثمرون الخاصّون لتحقيق مصالحهم. وتشكل هذه الممارسة للقوة الأميركية عرَضًا لمرض ديمقراطية ليبرالية متعفنة متحللة، حيث نظام الحزبين يخدم الأثرياء والمليارديرات الذين تقوم أصواتهم التي امتلكوها بدولارات التبرعات بتكريس الحرب والعبث. بينما تتكشف إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة من غزة، يركّز الكاتب على دور كل من اليهودية والصهيونية وسط التوسع الإسرائيلي المدعوم بالمساعدات العسكرية من "العم سام"، والمغلف، حسب قوله، بـ"القصة التي نرويها، نحن اليهود، لأنفسنا لحجب صرخات الضحايا". ويركز بينارت على الصدام بين اليهودية والصهيونية. وينتقد، لهذه الغاية، الأيديولوجيا التفوقية التي تعتنقها الصهيونية، والتي تتم شرعنتها من خلال مساواتها الزائفة باليهودية، كديانة. في السياق الحالي لهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، تواجه الصهيونية -بصفتها رواية سائدة- ما قد يكون أكبر تحدٍ لشرعيتها، والذي يأتي من يهود أميركيين من جيل أصغر. ويدرك بينارت تمامًا طبيعة هذا التناقض. ثمة للبربرية الإسرائيلية التي تتكشف الآن ضد الفلسطينيين نظير أميركي. ولنأخذ مثلًا تاريخ كاليفورنيا الذي لم أتعلمه عندما كنت طفلًا. خلال حقبة "حُمى/ اندفاعة الذهب"، سرق المستوطنون البيض أراضي السكان الأصليين وسط موجة قتل جماعية. وقد انخفض عدد السكان القبليين من 150.000 إلى 30.000. وفي الوقت نفسه، كان هناك 3.000 إنسان من أصل أفريقي مستعبَدين يعيشون ويعملون في هذه الولاية التي يُزعم أنها "حرة". ["اكتشاف دانيال بلو: رحلتي في البحث عن القيمة والمعنى والإرث" (دار كيه. بي للنشر، 2025). يتصادم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي مع دعم الحزبين ومموليهما من الشركات، الذي يعادل بين انتقاد الصهيونية الإسرائيلية ومعاداة اليهودية، بل ويقطع شوطًا أبعد إلى حد مقارنة مقاومة الفلسطينيين بالنازية. يعارض بينارت هذا التزييف، ويفككه في كتابه المؤلف من خمسة فصول. ويسمّي الجماعات التي تعتمد رسائلها على تقديم المقاومة الفلسطينية للاستعمار الإسرائيلي زورًا بأنها معاداة لليهود، ويستشهد جزئيًا بالتلمود الذي يشكل نصًا محوريًا في اليهودية ومصدرًا لقوانينها ودراستها لله والإيمان. ثمة مسار تاريخي مرتبط بعنف الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يخدم مصالح رأس المال الذي يسعى إلى النمو من خلال إعادة إعمار غزة وإعادة توطينها. وقد أصبح ذلك معروضًا على شاشات رادار الرأي العام بفضل خطاب الرئيس ترامب الذي يتعامل مع الأمور بمنطق الصفقات. ولا يمكن تفويت رؤية تصريحه عن المستقبل "الجميل" الذي ينتظر المطورين والممولين الخاصين في العقارات الشاطئية في غزة بعد إزالة الفلسطينيين منها. ولنتأمل في هذا الإطار قوانين البرلمان البريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، التي كانت مثالًا لممارسة قوة الدولة واستخدامها لما تعتبره عنفًا مشروعًا. لقد طردت هذه القوانين الفلاحين من الأراضي العامة التي أصبحت مُلكية خاصة للطبقة العليا، مع فرض عقوبات شديدة على المعارضين، بما فيها الإعدام. ثمة الآن عملية موازية، معدّلة لتناسب الواقع الراهن، تجري في غزة بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. وقد أشرف رئيس أميركي ديمقراطي على إرسال شحنات من المساعدات العسكرية لإسرائيل، ويواصل خليفته الجمهوري فعل الشيء نفسه -جزئيًا بتزويد إسرائيل بقنابل تزن الواحدة منها 2.000 رطل من أجل بتر أطراف الفلسطينيين وقتلهم. أرى أن طرح بينارت حول التمرّد الأخلاقي ضد الصهيونية يأتي في سياق توجّه سياسي يميني متطرف إلى استبدال الليبرالية الديمقراطية بالتسلط المتطرف. وهذان الاتجاهان وجهان لعملة واحدة، يمثلان المعتقدات والممارسات الحاكمة لنظام يدمر مجتمع الكوكب، من غابات الأمازون إلى بحر القطب الشمالي، مرورًا بكل ما بينهما. وعلى سبيل المثال، يشكل المجمّع الصناعي العسكري الأميركي، مباشرة وبالوكالة كما في حالة إسرائيل، المنتِج الرئيسي لانبعاثات الكربون التي تطبخ كوكب الأرض. دفع تدمير إسرائيل لغزة بعد هجوم "حماس" المفاجئ -وغير المفاجئ- على مستوطنة إسرائيلية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حتى كتّابًا ليبراليين مثل بيتر بينارت إلى تكرار مزاعم عن الاغتصاب لا أساس لها ضد المهاجمين الفلسطينيين (الصفحة 90 من الكتاب). وللتوضيح، يظل العنف الجنسي أمرًا حقيقيًا ومنتشرًا، وتستحق المزاعم المتعلقة به كل اهتمام. لكنّ التلفيقات في هذا الشأن تخدم أيضًا كأداة دعائية لمصالح القوى الحاكمة من أجل السيطرة على الرواية خلال العمليات العسكرية التي يشنها قائم بالاستعمار (إسرائيل) ضد خاضع للاستعمار (الفلسطينيين). "لم تتمكن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ناجين من أو شهود على حدوث حالات اغتصاب خلال الهجوم في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ولا يوجد سوى رواية علنية واحدة يُقال إنها من إحدى الناجيات". وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس بايدن كرر أيضًا هذه الاتهامات ضد مقاتلي "حماس"، مما ضاعف من أثر الرسالة وعمّق اتجاه نزع الإنسانية عن سكان غزة الفلسطينيين على المستوى الأيديولوجي. في نهاية المطاف، تعمل رؤية بينارت لدور الدولة في المجتمعات الرأسمالية -داخل إسرائيل وخارجها- كأداة لتوجيه نمو الاستثمار الخاص، على تقييد رؤيته لحلول التحرر التي تشمل المضطهَدين والظالمين معًا. ولذلك، تشكل دعوته إلى حلّ "روحي يهودي" للحروب الأبدية التي تقودها إسرائيل بدعم أميركي في الشرق الأوسط، من وجهة نظري، خطوة ضرورية، لكنها غير كافية. في كتابه، يقتبس بينارت بإيجابية الحاخام أبراهام جوشوا هيشل، الذي يتضمن رأيه في دور الأفراد في المجتمع الرأسمالي، الاقتباس التالي: "إن اللامبالاة تجاه الشر هي أسوأ من الشر نفسه، [و] في مجتمع حر، ثمة البعض مذنبون، لكن الجميع مسؤولون". ومع ذلك، تسيطر الطبقة الرأسمالية على الدولة وعلى الاستخدام القانوني للعنف. وفي المقابل، يفتقر الفقراء وطبقة العمال إلى قوة موازنة لتغيير السياسات والبنى السياسية للدولة الرأسمالية التي تشن حروبًا أبدية ضد الكوكب والإنسانية. ثمة حدود للحجج الأخلاقية الداعية إلى السلام والعدالة الاجتماعية وسط لحظة الانهيار البيئي والاجتماعي التي نعيشها اليوم. على سبيل المثال، يتطلب تغيير السياسة الخارجية للنظام السياسي الأميركي تعبئة جماهيرية تفرض مطالب على الدولة -مثل الرعاية الصحية والأجور الكافية للعيش الكريم للجميع، بدلاً من هدر الأموال على الحروب الإبادية في غزة. ولا شك في أن لدى المواطنين الذين يقيمون مواقفهم على الدين دورًا ليلعبوه. وقد تناول المؤرخ العظيم الراحل ألكسندر ساكستون هذه العلاقة في كتابه "الدين والمستقبل الإنساني" (مطبعة منثلي ريفيو، 2006). بإمكان المجتمعات اليهودية، وهي تفعل ذلك مسبقًا، أن تلعب دورًا في مثل هذا التحول، وهي عملية يشارك فيها بينارت كجزء منها وليس في انفصال عنها، كأكاديمي ومؤلف يتمتع بوصول إلى الإعلام السائد. وتقود الطريق جماعات دينية مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام"، والمنظمات الشعبية التي يرأسها القس ويليام باربر الثاني، الرئيس والمحاضر الأول في منظمة "مُصلحون من أجل العدالة"، إلى جانب نشطاء أميركيين آخرين ذوي توجهات مماثلة مثل "المواطن العام" و"مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية"، الذين سئموا من الوضع القائم ويضغطون من أجل إحداث تغيير اجتماعي جذري يضع البشر قبل الأرباح. *سيث ساندروسكي Seth Sandronsky: صحفي من ساكرامنتو وعضو في وحدة العاملين المستقلين في نقابة عمال الإعلام في المحيط الهادئ. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Between Judaism and Zionism اقرأ المزيد في ترجمات: وحده ترامب قادر على لجم إسرائيل
الغدمنذ 13 ساعاتسياسةالغدبين اليهودية والصهيونيةترجمة: علاء الدين أبو زينة سيث ساندروسكي* - (كاونتربنش) 30/5/2025 شرعتُ في قراءة كتاب "أن تكون يهوديًا بعد تدمير غزة "Being Jewish after the Destruction of Gaza من تأليف بيتر بينارت (منشورات كنوبف، 2025) بينما كانت حكومات كندا وفرنسا والمملكة المتحدة تعلن أن معاناة الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرًا لم تعد تُحتمل. اضافة اعلان قد يقول متشائم إن هذا الموقف الذي ظهر أخيرًا يتعلق أكثر بالعلاقات العامة، ويهدف إلى حماية الرأي العام العالمي من صور الأطفال الفلسطينيين الذين يجري قتلهم وتجويعهم في غزة. إن ما يجري هناك هو نوع من تسييج المشاعات باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، أي إفقاد الفلسطينيين أراضيهم لصالح دولة إسرائيل من خلال وكيلها الأميركي، لخدمة نظام جيوسياسي صمّمه ويديره المستثمرون الخاصّون لتحقيق مصالحهم. وتشكل هذه الممارسة للقوة الأميركية عرَضًا لمرض ديمقراطية ليبرالية متعفنة متحللة، حيث نظام الحزبين يخدم الأثرياء والمليارديرات الذين تقوم أصواتهم التي امتلكوها بدولارات التبرعات بتكريس الحرب والعبث. بينما تتكشف إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة من غزة، يركّز الكاتب على دور كل من اليهودية والصهيونية وسط التوسع الإسرائيلي المدعوم بالمساعدات العسكرية من "العم سام"، والمغلف، حسب قوله، بـ"القصة التي نرويها، نحن اليهود، لأنفسنا لحجب صرخات الضحايا". ويركز بينارت على الصدام بين اليهودية والصهيونية. وينتقد، لهذه الغاية، الأيديولوجيا التفوقية التي تعتنقها الصهيونية، والتي تتم شرعنتها من خلال مساواتها الزائفة باليهودية، كديانة. في السياق الحالي لهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، تواجه الصهيونية -بصفتها رواية سائدة- ما قد يكون أكبر تحدٍ لشرعيتها، والذي يأتي من يهود أميركيين من جيل أصغر. ويدرك بينارت تمامًا طبيعة هذا التناقض. ثمة للبربرية الإسرائيلية التي تتكشف الآن ضد الفلسطينيين نظير أميركي. ولنأخذ مثلًا تاريخ كاليفورنيا الذي لم أتعلمه عندما كنت طفلًا. خلال حقبة "حُمى/ اندفاعة الذهب"، سرق المستوطنون البيض أراضي السكان الأصليين وسط موجة قتل جماعية. وقد انخفض عدد السكان القبليين من 150.000 إلى 30.000. وفي الوقت نفسه، كان هناك 3.000 إنسان من أصل أفريقي مستعبَدين يعيشون ويعملون في هذه الولاية التي يُزعم أنها "حرة". ["اكتشاف دانيال بلو: رحلتي في البحث عن القيمة والمعنى والإرث" (دار كيه. بي للنشر، 2025). يتصادم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي مع دعم الحزبين ومموليهما من الشركات، الذي يعادل بين انتقاد الصهيونية الإسرائيلية ومعاداة اليهودية، بل ويقطع شوطًا أبعد إلى حد مقارنة مقاومة الفلسطينيين بالنازية. يعارض بينارت هذا التزييف، ويفككه في كتابه المؤلف من خمسة فصول. ويسمّي الجماعات التي تعتمد رسائلها على تقديم المقاومة الفلسطينية للاستعمار الإسرائيلي زورًا بأنها معاداة لليهود، ويستشهد جزئيًا بالتلمود الذي يشكل نصًا محوريًا في اليهودية ومصدرًا لقوانينها ودراستها لله والإيمان. ثمة مسار تاريخي مرتبط بعنف الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يخدم مصالح رأس المال الذي يسعى إلى النمو من خلال إعادة إعمار غزة وإعادة توطينها. وقد أصبح ذلك معروضًا على شاشات رادار الرأي العام بفضل خطاب الرئيس ترامب الذي يتعامل مع الأمور بمنطق الصفقات. ولا يمكن تفويت رؤية تصريحه عن المستقبل "الجميل" الذي ينتظر المطورين والممولين الخاصين في العقارات الشاطئية في غزة بعد إزالة الفلسطينيين منها. ولنتأمل في هذا الإطار قوانين البرلمان البريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، التي كانت مثالًا لممارسة قوة الدولة واستخدامها لما تعتبره عنفًا مشروعًا. لقد طردت هذه القوانين الفلاحين من الأراضي العامة التي أصبحت مُلكية خاصة للطبقة العليا، مع فرض عقوبات شديدة على المعارضين، بما فيها الإعدام. ثمة الآن عملية موازية، معدّلة لتناسب الواقع الراهن، تجري في غزة بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023. وقد أشرف رئيس أميركي ديمقراطي على إرسال شحنات من المساعدات العسكرية لإسرائيل، ويواصل خليفته الجمهوري فعل الشيء نفسه -جزئيًا بتزويد إسرائيل بقنابل تزن الواحدة منها 2.000 رطل من أجل بتر أطراف الفلسطينيين وقتلهم. أرى أن طرح بينارت حول التمرّد الأخلاقي ضد الصهيونية يأتي في سياق توجّه سياسي يميني متطرف إلى استبدال الليبرالية الديمقراطية بالتسلط المتطرف. وهذان الاتجاهان وجهان لعملة واحدة، يمثلان المعتقدات والممارسات الحاكمة لنظام يدمر مجتمع الكوكب، من غابات الأمازون إلى بحر القطب الشمالي، مرورًا بكل ما بينهما. وعلى سبيل المثال، يشكل المجمّع الصناعي العسكري الأميركي، مباشرة وبالوكالة كما في حالة إسرائيل، المنتِج الرئيسي لانبعاثات الكربون التي تطبخ كوكب الأرض. دفع تدمير إسرائيل لغزة بعد هجوم "حماس" المفاجئ -وغير المفاجئ- على مستوطنة إسرائيلية في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حتى كتّابًا ليبراليين مثل بيتر بينارت إلى تكرار مزاعم عن الاغتصاب لا أساس لها ضد المهاجمين الفلسطينيين (الصفحة 90 من الكتاب). وللتوضيح، يظل العنف الجنسي أمرًا حقيقيًا ومنتشرًا، وتستحق المزاعم المتعلقة به كل اهتمام. لكنّ التلفيقات في هذا الشأن تخدم أيضًا كأداة دعائية لمصالح القوى الحاكمة من أجل السيطرة على الرواية خلال العمليات العسكرية التي يشنها قائم بالاستعمار (إسرائيل) ضد خاضع للاستعمار (الفلسطينيين). "لم تتمكن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ناجين من أو شهود على حدوث حالات اغتصاب خلال الهجوم في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ولا يوجد سوى رواية علنية واحدة يُقال إنها من إحدى الناجيات". وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس بايدن كرر أيضًا هذه الاتهامات ضد مقاتلي "حماس"، مما ضاعف من أثر الرسالة وعمّق اتجاه نزع الإنسانية عن سكان غزة الفلسطينيين على المستوى الأيديولوجي. في نهاية المطاف، تعمل رؤية بينارت لدور الدولة في المجتمعات الرأسمالية -داخل إسرائيل وخارجها- كأداة لتوجيه نمو الاستثمار الخاص، على تقييد رؤيته لحلول التحرر التي تشمل المضطهَدين والظالمين معًا. ولذلك، تشكل دعوته إلى حلّ "روحي يهودي" للحروب الأبدية التي تقودها إسرائيل بدعم أميركي في الشرق الأوسط، من وجهة نظري، خطوة ضرورية، لكنها غير كافية. في كتابه، يقتبس بينارت بإيجابية الحاخام أبراهام جوشوا هيشل، الذي يتضمن رأيه في دور الأفراد في المجتمع الرأسمالي، الاقتباس التالي: "إن اللامبالاة تجاه الشر هي أسوأ من الشر نفسه، [و] في مجتمع حر، ثمة البعض مذنبون، لكن الجميع مسؤولون". ومع ذلك، تسيطر الطبقة الرأسمالية على الدولة وعلى الاستخدام القانوني للعنف. وفي المقابل، يفتقر الفقراء وطبقة العمال إلى قوة موازنة لتغيير السياسات والبنى السياسية للدولة الرأسمالية التي تشن حروبًا أبدية ضد الكوكب والإنسانية. ثمة حدود للحجج الأخلاقية الداعية إلى السلام والعدالة الاجتماعية وسط لحظة الانهيار البيئي والاجتماعي التي نعيشها اليوم. على سبيل المثال، يتطلب تغيير السياسة الخارجية للنظام السياسي الأميركي تعبئة جماهيرية تفرض مطالب على الدولة -مثل الرعاية الصحية والأجور الكافية للعيش الكريم للجميع، بدلاً من هدر الأموال على الحروب الإبادية في غزة. ولا شك في أن لدى المواطنين الذين يقيمون مواقفهم على الدين دورًا ليلعبوه. وقد تناول المؤرخ العظيم الراحل ألكسندر ساكستون هذه العلاقة في كتابه "الدين والمستقبل الإنساني" (مطبعة منثلي ريفيو، 2006). بإمكان المجتمعات اليهودية، وهي تفعل ذلك مسبقًا، أن تلعب دورًا في مثل هذا التحول، وهي عملية يشارك فيها بينارت كجزء منها وليس في انفصال عنها، كأكاديمي ومؤلف يتمتع بوصول إلى الإعلام السائد. وتقود الطريق جماعات دينية مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام"، والمنظمات الشعبية التي يرأسها القس ويليام باربر الثاني، الرئيس والمحاضر الأول في منظمة "مُصلحون من أجل العدالة"، إلى جانب نشطاء أميركيين آخرين ذوي توجهات مماثلة مثل "المواطن العام" و"مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية"، الذين سئموا من الوضع القائم ويضغطون من أجل إحداث تغيير اجتماعي جذري يضع البشر قبل الأرباح. *سيث ساندروسكي Seth Sandronsky: صحفي من ساكرامنتو وعضو في وحدة العاملين المستقلين في نقابة عمال الإعلام في المحيط الهادئ. *نشر هذا المقال تحت عنوان: Between Judaism and Zionism اقرأ المزيد في ترجمات: وحده ترامب قادر على لجم إسرائيل