أحدث الأخبار مع #بيترسن


Independent عربية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سيارات
- Independent عربية
"سايبرتراك"... سيارة تثير الاستقطاب في شوارع أميركا
يبدو الحديث عن سيارة تثير الاستقطاب وتؤجج الخلاف وتضع قائدها في مرمى الاتهام أو في مكانة الانتماء والولاء أمراً غريباً، وتبدو عمليات رصد الآثار الاجتماعية والأصداء الشعبية لمرور سيارة في شارع ما، ولا سيما في حال احمرت الإشارة وطال الانتظار وصار وجودها محط الأنظار، أقرب ما تكون إلى صفحة في الفن العبثي، حيث الصور غير المنطقية والأفكار غير المعقولة تهيمن، أما تخصيص البرامج الحوارية والمناظرات السياسية وأعمدة الرأي للبحث والتفنيد والفحص والتنقيب عن آثار الاستقطاب ونتائج الشقاق التي ستخلفها السيارة، فهذا ما ينقل سكان الأرض من فانتازيا الـ "سايبرتراك" إلى واقعها الغريب الفريد المدهش. على مرمى ولايتين أو 10 أو 30 أو حتى 49 ولاية من مكان تصنيعها في تكساس، وتحديداً في مصنع "غيغا فاكتوري" تكساس المخصص لسيارات "تيسلا"، تسير نحو 50 ألف سيارة "سايبرتراك" في الشوارع الأميركية، وعلى رغم أنها لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من نحو 280 مليون سيارة تقطع شوارع 50 ولاية أميركية، فإن مرورها في أي شارع وفي أية ولاية صار كفيلاً بإثارة حوار أو تصعيد نقاش، وأحياناً تتفاقم المسألة لتصل إلى ما هو أكثر من ذلك. وعلى رغم أن أول سيارة "سايبرتراك" لم تبع أمس أو الأسبوع أو الشهر الماضي، بل قبل نحو عام ونصف حين اشتراها شخص من مزاد علني في مقابل 400 ألف دولار أميركي خلال حفل ضخم أقيم في متحف بيترسن للسيارات في كاليفورنيا، فإنها أصبحت اليوم رمزاً للاستقطاب السياسي ومثاراً للرأي والرأي الآخر، ومنصة للموقف والموقف المضاد وأحياناً سبباً للتنمر ومدعاة للتصرفات التي يعاقب عليها القانون. تحظى "سايبرتراك" هذه الأيام بكم مذهل من المواقف المتناحرة والنعوت المتناقضة والعناوين المتضاربة، فهي "الشيء الذي يسير على أربع عجلات والأكثر إثارة للاستقطاب"، وهي أيضاً "الجدار المتحرك المسيل للعاب فناني الغرافيتي اليساريين الغاضبين الحانقين، والحرب الثقافية المتحركة"، لكنها كذلك السيارة التي تعكس معيار عواطف ومشاعر صاحبها، إذ إن "شراء شاحنة إلكترونية هو أحد أكثر الأشياء الوطنية التي يمكنك القيام بها"، لكن قد تكون أيضاً "التصرف الأكثر تسبباً في تعميق الانقسام والتعجيل بالانهيار". حلبة صراع التظاهرات المتكررة التي تشهدها ولايات أميركية على مدى الشهر الماضي للاعتراض على كثير من سياسات الإدارة الأميركية الجديدة منذ تقلد الرئيس دونالد ترمب منصب الرئاسة سلطت ضوءاً ساطعاً على "سايبرتراك" باعتبارها أداة أو ربما مدعاة لمزيد من الاستقطاب في مجتمع لم يكن أحد يتصور أن يتعرض لهذا الكم من الخلاف السياسي والشقاق الاجتماعي، وهذا الخلاف والشقاق لم يصلا أخيراً إلى معدلاتهما الحالية إلا لأسباب سياسية واجتماعية بحتة، فالسيارة الملقبة بمئات الأسماء وأبرزها "عتبة الشيطان" و"الوحش السيبراني" و"الشيء" تنتجها شركة "تيسلا" المتخصصة في تصنيع السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، وبالطبع فإن اسم "تيسلا" يعني استدعاء منظومة كاملة متكاملة اسمها إيلون ماسك، فالشركة تأسست في عام 2003، وفي فبراير (شباط) 2004 انضم ماسك إلى الشركة وأصبح من أكبر مساهميها قبل أن يتبوأ منصب الرئيس التنفيذي لها عام 2008، وعلى رغم أن ماسك أعلن عام 2019 بدء تصنيع "سايبرتراك"، مؤكداً أن "الوحش السيبراني" سيخرج إلى نور الشارع عام 2021، فإن الوحش خرج بعد الموعد المحدد بعامين. قائمة مميزات" "الشيء" طويلة مع الأخذ في الاعتبار أن بعضهم يعتبر المميزات مضللات، إن لم يكن تقنياً فاجتماعياً وعملياً، فمن زجاج حاجب للصوت تماماً إلى إمكان رفع أو خفض هيكل السيارة لتلائم طبيعة الطريق ومدى وعورته أو غمره بالماء، وصولاً إلى نظام توجيه الدواليب حيث ليونة أعلى ومناورة أفضل، فضلاً عن هيكل السيارة الذي يجعلها مناسباً للبيئات الصحراوية وإمكان تحميلها بما يزيد على طن كامل، مع قدرتها على سحب خمسة أطنان، وبدلاً من القلق على مدى توافر محطات الشحن الكهربائي للسيارة وطول مدة الشحن ففي إمكان "الشيء" أن يشحن بيتاً كاملاً بالكهرباء. وبعيداً من الإمكانات الهائلة ظلت الشاحنة السيبرانية مثار اتفاق واختلاف منذ ظهورها في الشوارع، لكن في حدود فريق مبهور بالإمكانات ومعجب بالتصميم وآخر مشكك في مدى الحاجة إلى كل هذا الإبهار، معلناً اعتراضه على التصميم المتراوح بين القبيح والشبيه بالمركبات التي تظهر في أفلام نهاية العالم وغزو الكائنات الفضائية الشريرة للأرض، أو روايات عبودية الإنسان للذكاء الاصطناعي الشرير.كل ما سبق في كفة وما آلت إليه الـ "سايبرتراك" خلال الأسابيع القليلة الماضية من حلبة صراع سياسي ومنصة استقطاب وشقاق اجتماعي في كفة أخرى، فحتى الشد والجذب بين فريق كان يهلل لإيلون ماسك وقت خرج عام 2023 ليعلن للعالم أن الطلب على اقتناء "سايبرتراك" غير مسبوق لدرجة وجود قوائم انتظار تعدت المليون منتظر، وآخر ظل متشككاً متسائلاً عن سبب بقاء مبيعاتها أقل من 50 ألفاً على رغم توافر المركبات طوال هذه المدة، ليسا مثار الفتنة التي يثيرها "الشيء" حالياً، فقد صارت الـ "سايبرتراك" أرضاً للمعركة المكتومة، تمر أمام تظاهرة كبيرة أو صغيرة فيبادر المتظاهرون إلى إطلاق صيحات الاستهجان الشديدة، وعلى رغم أن سيارة "تيسلا" شقيقة ربما تمر إلى جواره لكنها لا تلقى القدر نفسه من الاستهجان إلا إذا بادر سائقها إلى إطلاق آلة التنبيه للتعبير عن رفضه للشعارات المعادية للرئيس أو اللافتات المنددة بمساعديه ومستشاريه من المليارديرات. قبل أيام، وعلى موقع مخصص لملاك "سايبرتراك"، طرح أحد الأعضاء السؤال التالي: "أواجه وزوجتي صعوبة في فهم رد فعل المحيطين بنا في الشارع أثناء قيادة السيارتين، أنا أقود 'سايبرتراك' وهي تقود 'تيسلا'، أي أننا نقود شقيقتين منتسبتين إلى شخص واحد يثير الجدل حالياً، في إشارة إلى إيلون ماسك، ومن الواضح تماماً أن هناك عداء كبيراً تجاه سيارتي الـ "سايبرتراك" مقارنة بـ "تيسلا" زوجتي، ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بالتفسير السهل بأن مهاجمي أو كارهي الـ 'سايبرتراك' هم من لا يستطيعون تحمل كلفة شرائها، فثمن كل من السيارتين متقارب وكلتاهما مرتبطة بماسك، فما الذي يثير استياء الناس في الشارع إلى هذا الحد"؟ معظم التفسيرات اجتهد أصحابها في إيجاد عنصر ربط بين إيلون ماسك و"سايبرتراك" يفوق "تيسلا"، وآخرون ألصقوا الاتهام بإعلام الإثارة القبيح والباحث عن تعظيم المتابعة من دون سند أو سبب، إذ إن التضخيم من حجم ما يراه صحافيون قبحاً في التصميم ومجاهرة برغبات الأثرياء المستفزة في لفت الانتباه، وثالث أرجع عداء الشارع لـ "سايبرتراك" إلى العقول الرجعية المقاومة للتحديث والأدمغة المتحجرة الرافضة للجديد، وأكثر التفسيرات المشتقة فعلياً من ردود الفعل في الشارع الأميركي يقول إن "أغلب الظن أن تصميم الـ 'سايبرتراك' المثير للجدل والذي يفرض تصورات وصوراً نمطية ثقافية وسياسية مسبقة هو السبب، فهناك كثير من السيارات كبيرة الحجم ذات الدفع الرباعي والغالية جداً، لكن تصميمها يندرج تحت بند المعتاد أو المتوقع وهذه لا تلفت الانتباه، أما الـ 'سايبرتراك' فالتصميم المهيب الذي يشبه إلى حد ما ملامح إيلون ماسك الحادة والمستقيمة والمستفزة لبعضهم ولكن بهدوء، يجعل كثيرين يشعرون بالرهبة ويربطون بين وجودها الكاريزمي على الطريق واحتلالها مساحة أكبر من المعتاد، وبين وجودهم الصغير وتأثيرهم المتواضع الذي يعظّم شعورهم بالضآلة والتهديد، فهذه المكانة المميزة لـ 'سايبتراك' على الطريق وتميزها البالغ وهالة الهيبة حولها تجعل بعضهم في الشارع يفترض أشياء بعينها عن السائق وانتماءاته السياسية وأولوياته الحياتية". عنف على الطريق بالعين المجردة يمكن القول إن معظم سائقي الـ "سايبرتراك" في الشوارع الأميركية يتعرضون لشكل أو آخر من التنمر أو الإساءة أو تعمد المضايقة أو الهجوم الرمزي، وقد تحدثت تقارير عدة عن تلويح بالوسطى ورشق بالطوب والطماطم والبيض، وكذلك التشويه برسوم غرافيتي مسيئة، ومنها ما يحمل إشارات مباشرة أو غير مباشرة إلى ماسك، وأحدهم وجد وحشه السيبراني قبل أيام ملوثاً بفضلات الكلاب وعبارة مسيئة لماسك، أما التحية النازية التي تعد سبة وشتيمة وإهانة، فيجري التلويح بها لقادة المركبة، وهي التحية التي اكتسبت بعداً جديداً بعد ما لوح بها ماسك نفسه أثناء حفل تنصيب الرئيس ترمب في يناير (كانون الأول) الماضي أثناء توجيهه الشكر للجمهور الحاضر على "تحقيق النصر في الانتخابات"، وهو ما أثار موجة عاصفة من الغضب بين كثيرين، وعلى رغم نفي ماسك في ما بعد أن التحية التي ألقاها كانت نازية أو ذات علاقة بالفاشية، فإن كثيرين باتوا يربطون بينهما. يبدو أن الظهور اللافت والملحوظ لهذا الوحش السيبراني وأجواء الاحتقان جراء الاتفاق الشديد والاختلاف العميق حول سياسات الرئيس ترمب منذ دخل البيت الأبيض للمرة الثانية مطلع العام الحالي، والتعاون الوثيق العميق قصير العمر الذي دشنه مع ماسك ليتأرجح بين وزير للكفاءة الحكومية وضمن فريق وزارة الكفاءة الحكومية، ومسؤول قوى السطوة في إدارة الرئيس ومستشار بارز منزوع السلطات الإدارية في الإدارة ذاتها، وسّعت دائرة الارتباط لتشمل الرئيس ترمب وسياساته المثيرة للجدل ومعه الحزب الجمهوري برمته، فثالوث الوحش السيبراني والملياردير ماسك والرئيس يلقي بآثاره على الشارع الأميركي، ولا علاقة لهذا الثالوث بالرقاب التي تدور لمشاهدة الوحش السيبراني وهو يخترق الطريق المزدحم مصدراً ضجيجاً كفيلاً محبباً إلى نفس عشاق السرعة والمتيمين بالقوة العضلية المرتبطة تقليدياً بالصلف الذكوري، أو هو يعبر الشارع الهادئ بعد ما تأكد أن الجميع يرمقه بنظرة أو أخرى. ويبدو أن "نيويورك تايمز" تنبأت من دون أن تدري بالدور الاستقطابي والأثر الشقاقي الذي ستخلفه "سايبرتراك" حتى قبل وصول ترمب إلى البيت الأبيض وتدشين علاقته المنقلبة من اللدودة إلى الودودة مع ماسك، ففي يوليو (تموز) 2024 جاء في مقالة نشرتها بعنوان "سايبرتراك": حرب ثقافية على عجلات، أنه "منذ بدأت السيارة في الخروج من مصنع 'تيسلا' أثبت تصميمها الهندسي ذو الحوف الصلبة أنه خيار بين أن يحبه الشخص أو يكرهه، فـ 'سايبرتراك' أكثر من أية سيارة أخرى تمثل ماسك نفسه، وهو شخص يسعى جاهداًإلى جذب الانتباه، ومحبوب من بعضهم ومكروه من بعضهم الآخر". وتمضي الصحيفة ساردة ملاحظات على هامش الوحش السيبراني وأنه "أصبح من الشائع بين منتقدي السيارة رصد مالكيها يصفون سياراتهم بشكل غير لائق ويقودون بعنف ويطلقون تعميمات محددة لصيقة بملاك هذه السيارة، فهم في نظر المنتقدين عدوانيون يقودون بعنف ويهدفون إلى جذب الأنظار والانتباه، أما المعجبون فيرونها ذات جاذبية خاصة ونظرة مستقبليه فريدة". لكن المقالة تعود لماسك وارتباط الـ "سايبرتراك" ثقافياً به، "كل شيء بدأ مع ماسك، فتزامنت أعوام تطوير شاحنة الـ 'سايبرتراك' مع التحول العام الذي مر به الرئيس العام لـ 'سبيس إكس' الذي كان يوماً ما شخصية محبوبة في وادي السيليكون لالتزامه بالطاقة النظيفة واستكشاف الفضاء، ثم أصبح مالكاً لـ 'إكس' وداعماً متحمساً للرئيس دونالد ترمب، فيراه بعضهم مدافعاً جريئاً عن حرية التعبير ورائداً للتكنولوجيا، بينما يعتبره بعضهم الآخر مليارديراً أنانياً يروج لنظريات المؤامرة" وأضاف المقالة أن أفكار وتوجهات ماسك قد تنفر بعض المشترين المحتملين لـ "تيسلا"، وهو ربما ما يفسر تراجع مبيعاتها مما يزيد تسليط الضوء على سائقي سايبرتراك في الشارع بشكل أكبر، وفي ثقافة مهووسة بالتداعيات السياسية لقرارات المستهلكين فمن الطبيعي أن يعتبر قطاع من الناس امتلاك "سايبرتراك" تأييداً لماسك وأفكاره. إشعار وإشهار سياسي هذه الرؤية الاستشرافية المستقبلية تتأكد حالياً، ولا سيما بعد ما جرت إضافة عنصر الرئيس ترمب مضافاً إليها علاقتهما الملتبسة وما قام به ماسك من إجراءات وخطوات، وما أتبعه من سياسات تقليص النفقات ورفع الكفاءة التي وصفها بعضهم بأنها جاءت على حساب موظفين حكوميين جرى تسريحهم، وبرامج مساعدات ألغيت وغيرها من الإجراءات التي تحظى بوصف قاسية. والسبت الماضي شهدت الأرصفة المقابلة لعدد من معارض سيارات "تيسلا" في مدن أميركية احتجاجات من المتظاهرين على الدور الذي لعبه ماسك في الإدارة الأميركية، وعلى من سمح له القيام بهذا الدور، بحسب ما أشارت اللافتات المرفوعة والهتافات المنطوقة، فالتظاهرات المحتجة على سياسات الرئيس ترمب وما خلّفه ماسك من إجراءات تقشف وتسريح وإلغاء لبرامج حيوية يكتفي معظمها بإطلاق صيحات غاضبة كلما مر "الشيء" أمامهم، فتقلصت حدة العنف الموجهة لما ترمز إليه سياسات أثارت غضباً ومعارضة وتحالفات تسببت في قلق وعدم رضا، وبقيت صيحات الاستهجان وربما بعضاً من رشق بالبيض والطماطم، لكن هذا الاحتقان بين "الشيء" وقطاع من الشعب مرّ بلحظات عنف حقيقية، ففي مارس (آذار) الماضي وقعت سلسلة من حوادث الاعتداء على معارض "تيسلا" و"سايبرتراك" في عدد من المدن الأميركية، وتعرض معرض في مدينة سلام بولاية أوريغون لإطلاق نار مرتين خلال يومين مختلفين، وآخر في لوفلاند بولاية كولورادو، ورابع في لاس فيغاس، وخامس في كانساس، وقد دفع ذلك المدعية العامة الأميركية باميلا بوندي بعد أيام من تكرار الحوادث التي صحب بعضها رسم قبضة "قاوم" بألوان الغرافيتي على جدران المعارض، إلى توجيه اتهامات لعدد ممن وجهت لهم اتهامات الاعتداء، وقالت بلهجة تهديدية واضحة "فليكن هذا تحذيراً، إذا شاركت في هذه الموجة من الإرهاب المحلي ضد ممتلكات 'تيسلا' فستلقي بك وزارة العدل وراء القضبان"، مضيفة أن "أيام ارتكاب الجرائم دون عواقب قد ولت". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وصف المدعية العامة الاعتداء على المركبات المرتبطة بماسك بـ "الإرهاب الداخلي" لم يكن المقياس الوحيد لقوة الارتباط العضوي بين الإدارة وماسك وقتها، لكن المؤتمر الصحافي التاريخي، نظراً إلى تفرد موضوعه الذي عقده الرئيس ترمب في الحديقة الجنوبية داخل البيت الأبيض في مارس الماضي، كان أيضاً دليلاً دامغاً ورسالة واضحة من الرئيس للشعب، فقد وقف الرئيس ومعه ماسك أمام صف من سيارات "تيسلا" في مشهد اعتبرته الغالبية ترويجاً دعائياً للسيارة الكهربائية. وحتى أولئك الذين أعربوا عن عدم تأكدهم إن كانت "تيسلا" في البيت الأبيض دعاية أم لا، فقد قطعوا الشك باليقين حين أعلن الرئيس شراء سيارة "تيسلا" حمراء ليحتفظ بها في البيت الأبيض، معرباً عن رغبته في دفع ثمنها بالكامل، ومشيداً بماسك الوطني الذي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب جهوده الحثيثة لخفض الإنفاق الحكومي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها وصف الاعتداء على معارض "تيسلا" بـ"الإرهاب الداخلي"، كما تحدثت تقارير عدة عن شراء ترمب لحفيدته كاي (17 سنة) وحشاً سيبرانياً، وإن اختلفت في ما بينها حول إذا ما كان الرئيس اشتراه لحفيدته أو أهداها إياه ماسك. وقد هدأت حدة الاعتداءات على معارض "تيسلا" و "سايبرتراك" لكن حدة الصياح باستهجان ورشقها بالطماطم لم تهدآ، والأهم من ذلك أن الاتجاه الشعبي الرابط بين اقتناء هذا "الشيء" وميول المقتني السياسية في تصاعد وتزايد، فالمتابع للشارع الأميركي، بمعناه الحرفي من حيث حركة السيارات وردود فعل المارة، يلحظ أن "سايبرتراك" أصبحت إشعاراً وإشهاراً سياسياً، ويشار إلى أن بعض ملاك المركبة المثيرة للجدل والاستقطاب يدافعون عن أنفسهم ووحوشهم السيبرانية بتأكيدهم أنهم اقتنوها قبل أن يتمكن ماسك من "دوغ" (وزارة الكفاءة الحكومية) وما نتج من ذلك من قرارات وسياسات يقول كثيرون إنها أضرت بهم، وفي نقاشات الأميركيين الجانبية يرى بعضهم أن التنفيس عن الغضب والاعتراض على سياسات الإدارة الأميركية وارتباط ماسك ببعضها عبر السب أو التنمر أو رشق الوحش السيبراني خلال مروره في الشارع هو ظلم لمن اشتراها، ولو حتى كان من داعمي الرئيس ترمب، ليرد الفريق المضاد بأن الأمر أصبح أكبر من الجميع وأن السيارة أصبحت رمزاً لما يشهده المجتمع الأميركي من خلافات واستقطاب وتصدعات يصفها كثر بأنها غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، وسواء كانت هناك "سايبرتراك" أم لا فإن الخلافات كانت ستطل والتصدعات ستعبر عن نفسها، لكن التاريخ سيكتب أن هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها سيارة دور كبش الفداء بين الفرقاء السياسيين، وتصبح رمز الشقاق في قلعة الديموقراطية.


روسيا اليوم
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- روسيا اليوم
صحيفة ألمانية: روسيا تتقدم على دول أوروبا في مجال الطائرات المسيرة القطبية
وقالت الصحيفة إن "منطقة القطب الشمالي تجتذب المزيد من الاهتمام في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث تعتمد موسكو على الطائرات المسيّرة لاستكشاف المنطقة. ويُذكر أن روسيا شرعت في تطوير أسطولها من الطائرات المسيّرة المخصصة للظروف القطبية قبل عقد من الزمن."وتسعى الآن دول الناتو الشمالية إلى اللحاق بالتقدم الروسي في هذا المجال، إلا أن التحديات المناخية القاسية تعيق جهودها في أغلب الأحيان. وقد ظهر ذلك جليا قبل عامين خلال اختبار قام به مادس بيترسن، مؤسس شركة "آركتيك أنماند" الناشئة، لطائرته المسيرة في غرينلاند. ففي درجة حرارة بلغت 43 درجة مئوية تحت الصفر، اضطر بيترسن إلى تشغيل التدفئة داخل سيارته أثناء توجيه الطائرة، حيث استنفدت البطارية طاقتها في ثلاث دقائق فقط بسبب شدة البرودة.وبعد تصاعد الصراع في أوكرانيا، كثّفت السويد جهودها لتعزيز قدرات طائراتها المسيّرة العسكرية. إلا أن التقنيات المستخدمة في المسرح الأوكراني - كما أكّد يوهان باكارينن من وكالة المشتريات الدفاعية السويدية - غير مصممة لتحمّل الظروف القطبية القاسية." في الجهة المقابلة، تتمتع روسيا بميزة تنافسية واضحة في هذا المجال، حيث نجحت شركة "زالا آيرو" الروسية في تطوير طائرات مسيّرة متخصّصة قادرة على العمل تحت درجات حرارة منخفضة جدا. وقال يوهان هوفينن من الجامعة الدفاعية السويدية: "روسيا تتفوق علينا بتقدم يقارب 4-5 سنوات".وأوضحت الصحيفة أن أبرز التحديات التشغيلية للطائرات المسيّرة في المنطقة الإسكندنافية تتمثل في الظروف الجوية القاسية، حيث تؤدي درجات الحرارة المنخفضة جداً إلى تقليص زمن التحليق بشكل كبير، كما ظهر جليا خلال الاختبارات التي أجرتها الدنمارك في غرينلاند. إلا أن أخطر المشكلات تكمن في تجمد مراوح الطائرات. ولفتت الصحيفة إلى أن الطائرات المسيّرة بعيدة المدى وحدها تمتلك القدرة على توفير الطاقة الكافية لتشغيل أنظمة مضادة للتجمد مماثلة لتلك المستخدمة في الطائرات التقليدية. لكن ارتفاع تكلفة هذه الطائرات التي تصل إلى 200 مليون دولار للطائرة الواحدة، يجعلها خياراً غير عملي للتوزيع الواسع في بيئة القطب الشمالي. على الرغم من ذلك، تمكنت روسيا من تحقيق نجاحات ملحوظة في استخدام طائرات مسيّرة استطلاعية - صغيرة ومتوسطة الحجم - تحت هذه الظروف المناخية المتطرفة. المصدر: خمنت مجلة "نيوزويك"، بناء على تقديراتها الخاصة، أن قيمة العرض الأولي المحتمل أن تتقدم به الولايات المتحدة لشراء جزيرة غرينلاند قد يصل إلى حوالي 2.2 مليار دولار أمريكي.


يمني برس
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- يمني برس
ماذا يفعل الفول السوداني في جسم الإنسان؟
يمني برس ـ منوعات كشف بحث جديد أن الفول السوداني يساعد في التخلص من بعض الكيلوغرامات غير المرغوب فيها، والحفاظ على صحة القلب تحت السيطرة. ووجدت الدراسة أن تناول 35 جراما من الفول السوداني المحمص الجاف والمملح قليلا قبل وجبتين رئيسيتين كل يوم يمكن أن يساهم في إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم وتحسين مستويات الجلوكوز أثناء الصيام، وفق (روسيا اليوم). وعند تقييم مجموعتين من البالغين الأستراليين المعرضين لخطر متوسط أو مرتفع للإصابة بمرض السكري من النوع 2، اختبر الباحثون تأثير تناول 70 جراما من الفول السوداني (15 جراما إضافيا من الألياف) بالإضافة إلى نظام غذائي لفقدان الوزن، مقارنة بالنظام الغذائي التقليدي قليل الدسم، نظام غذائي لفقدان الوزن، ووجدوا أن كلا المجموعتين فقدوا الوزن بعد 6 أشهر (6.7 كجم). و أولئك الذين تناولوا الفول السوداني كان لديهم تحسن أكبر في ضغط الدم، حيث سجلت هذه المجموعة انخفاضا في ضغط الدم (بمقدار 5 ملم زئبقي) وهو ما يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 10٪. وتناولت 'مجموعة الفول السوداني' 35 جراما من الفول السوداني مرتين يوميا، قبل 30 دقيقة من وجبتين رئيسيتين، لم يستهلك المشاركون في المجموعة الضابطة (غير الفول السوداني) أو زبدة الفول السوداني. وحددت كلتا المجموعتين مدخولهما من الطاقة إلى 5500 كيلوجول (للنساء) و 7000 كيلوجول (للرجال) وحافظت على أنماط التمرين ثابتة طوال فترة الدراسة. أجرى هذا البحث في أديلايد، جنوب أستراليا من قبل البروفيسور بيتر كليفتون من جامعة UniSA والأستاذة المشاركة جينيفر كيو، حيث تقول الباحثة المشاركة والباحثة في جامعة تكساس التقنية الأستاذة المساعدة كريستينا بيترسن:' إن الدراسة تكسر بعض المفاهيم الخاطئة حول الآثار الصحية للفول السوداني. وتضيف بيترسن' وجدت دراستنا أن الفول السوداني، الغني بالدهون الصحية غير المشبعة، يمكن أن يكون جزءا من نظام غذائي فعال لفقدان الوزن'. وتتابع' غالبا ما يتجنب الناس الفول السوداني عند محاولة إنقاص الوزن لأنهم يعتقدون أنه يحتوي على الكثير من الكيلوجول،ومع ذلك فإن الفول السوداني يحتوي في الواقع على قيمة عالية للشبع، مما يعني أنه يمكن أن يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول وهذا يمكن أن يكون مفيدا حقا لمن يعانون من الوزن الزائد'. وتشير بيترسن إلى أن إدراك أن الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف يمكن أن توفر الشعور بالامتلاء يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في تناول وجبة خفيفة أو الإفراط في تناول الطعام، ويعتبر الفول السوداني أحد هذه الأطعمة.