#أحدث الأخبار مع #بيشتيهوليرشفق نيوز١٤-٠٥-٢٠٢٥سياسةشفق نيوزتهجير قسري "ورعب" أمني بثلاث دول.. سيدة كوردية فيلية تحصد امتيازاً في "سر الحياة"شفق نيوز/ كانت طفلة صغيرة لم تبلغ العاشرة من العمر حين هجمت الأجهزة القمعية للنظام السابق على منزل عائلتها واقتادت جدها وجدتها وثلاثة من أعمامها إلى مصير مجهول. هذه كانت الصدمة الأولى للطفلة الكوردية الفيلية "لقاء جبار كاكي الديوالي"، لتواجه بعدها الحياة في جو من الخوف والقلق والترقب حيث من الممكن في أي لحظة أن يتم اقتحام المنزل واعتقال آخرين. لم تستطع هذه الطفلة إكمال دراستها الأكاديمية حتى سقوط النظام السابق في العام 2003، عندها عرفت مصير عائلتها حيث عاد أقاربها إلى العراق ليتبين لها أنه تم تسفيرهم على إيران تحت ذريعة "التبعية"، هذه "التهمة الوهمية" التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الكورد الفيليين. الديوالي عرفت أيضاً أن جدتها وجدها فارقوا الحياة في التهجير القسري، وما عاد بإمكانها رؤيتهم مجدداً سوى فيما تبقى من صور لهم وذكريات في مخيلتها. خلال هذا الأسبوع من شهر أيار/ مايو 2025، حصلت الديوالي، التي أصبحت طالبة دراسات عليا، على شهادة الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق عن رسالتها الموسومة "هيدرولوجية إدارة الموارد المائية باستخدام تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (حوض بيشتي هولير في محافظة أربيل نموذجاً)". إلا أن هذا النجاح الأكاديمي لم يكن أمراً سهلاً، فقد جاء بعد كفاح وإصرار وتحديات، إلا أن الديوالي تخطتها ولم تستسلم لمختلف الظروف التي واجهتها لتحقيق هدفها. تقول الديوالي لوكالة شفق نيوز، "أكملت دراستي الجامعية وحصلت على شهادة البكالوريوس في جامعة بغداد، لكنني مُنعت من التعيين في دوائر الدولة من قبل النظام السابق". وتضيف "في العام 2012 حصلت على وظيفة في مجلس النواب الاتحادي، وواصلت دراستي وحصلت على شهادة الماجستير عام 2019 من جامعة بغداد، وفي العام 2022 قدمت أوراقي إلى جامعة دمشق من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه وتم قبولي بتلك الجامعة". ووفق مقتضيات الدراسة الجامعية في سوريا والقوانين النافذة هناك، يجب على طالب الدكتوراه الإقامة مدة 12 شهراً خلال فترة الدراسة، وهو ما دفعها إلى مغادرة بغداد والانتقال إلى دمشق. ولم تتوقع الديوالي أن تتسارع الأحداث ويقع ما لم يكن في الحسبان خلال فترة قصيرة، إذ سرعان ما اندلع القتال، لكنها أصّرت على مواصلة دربها، وكانت تتنقل بين بغداد ودمشق وفق الجدول الزمني لدراستها على الرغم من خطورة الأوضاع الأمنية. كانت هذه المرأة تعتمد على عزيمتها وإصرارها من أجل بلوغ أهدافها، وهي تسلك الطريق البرية عبر منطقة البوكمال في الذهاب والإياب من العراق إلى سوريا وبالعكس بعد تعذر السفر الجوي والخوف من تعرض المطارات للقصف. لكن الرحلات البرية هي الأخرى لم تخلو من الخطر. وتعرضت الديوالي للقصف أكثر من مرة في منطقة دير الزور، ولكنها تمكنت من تجاوز جميع العقبات والتحديات من أجل تحقيق طموحها في نيل شهادة الدكتوراه. وتوضح الديوالي "كنت أسكن في العاصمة دمشق وأتابع سقوط المدن السورية مدينة تلو الأخرى حتى الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، وهو اليوم الذي أعلن فيه عن سقوط دمشق وانهيار النظام السياسي في سوريا". وتتابع "كانت الأوضاع الأمنية خلال سقوط النظام تتسم بالخطورة الشديدة، ما يجعل بقائي في العاصمة السورية مغامرة كبيرة، لذا قررت على الفور السفر إلى لبنان حيث تعذرت عودتي إلى العراق". وتصف الديوالى رحتلها من سوريا إلى لبنان براً، بأنها كانت محفوفة بالمخاطر "واجهت خطر المسلحين والقصف الإسرائيلي في آن واحد". وتؤكد "بعد دخول المسلحين العاصمة السورية وانهيار الوضع الأمني، لم يعد البقاء ممكناً في دمشق، ولم تكن هناك وسيلة نقل، وهو ما دفعني مع آلاف العائلات إلى قطع المسافة من دمشق إلى الحدود اللبنانية مشياً على الأقدام والركض والانبطاح لتجنب خطر القصف". وتزامن خطر المسلحين والقصف الإسرائيلي في وقت واحد حين كانت الديوالي تركض باتجاه الحدود اللبنانية، فيما تسقط الصواريخ على جانبي الطريق المزدحم بمئات العائلات الهاربة من جحيم القصف وبنادق المسلحين بحثاً عن طوق نجاة في وضع أمني معقد وعصي على الوصف. تنبطح الديوالي حيناً وتركض حيناً آخر أسوة بمن يرافقها على طريق النجاة هذا "حين وصلت الحدود مكثت 36 ساعة قبل أن أتمكن من العبور بسبب الأعداد الكبيرة التي توافدت على الحدود اللبنانية السورية". وتبين "بعد وصولي إلى لبنان، غادرت بسرعة عائدة إلى العراق، ومكثت أراقب الأحداث نحو شهر ونصف الشهر، قبل أن اضطر للعودة إلى سوريا مجدداً لكي لا يتم ترقين قيدي، لأن جامعة دمشق لم تقبل أي عذر للغياب، فيما لم توافق الجامعات العراقية على نقل مناقشة أطروحتي إلى بغداد". وهكذا عادت هذه المرأة الفيلية إلى دمشق مجدداً غير مكترثة بالتهديدات الأمنية، وليس في عقلها سوى قطف النجاح والحصول على الشهادة العليا، تقول "عدت وحيدة إلى سوريا، كنت أخشى مرافقة أي فرد من عائلتي خشية تعرضهم للخطر، وفي دمشق أستأجرت شقة صغيرة بالقرب من الجامعة أقمت فيها لثلاثة أشهر وواصلت دراستي رغم الخوف وعدم استقرار الأوضاع". وتردف الديوالي "خلال الأشهر الثلاثة كان ينتابني الرعب، ولم يكن بمقدوري الخروج لأي مكان سوى الذهاب إلى الجامعة والعودة للشقة لأن الظروف الأمنية معقدة". وأخيراً ناقشت لقاء الديوالي أطروحتها وحصلت على شهادة الدكتوراه بتقدير"امتياز".
شفق نيوز١٤-٠٥-٢٠٢٥سياسةشفق نيوزتهجير قسري "ورعب" أمني بثلاث دول.. سيدة كوردية فيلية تحصد امتيازاً في "سر الحياة"شفق نيوز/ كانت طفلة صغيرة لم تبلغ العاشرة من العمر حين هجمت الأجهزة القمعية للنظام السابق على منزل عائلتها واقتادت جدها وجدتها وثلاثة من أعمامها إلى مصير مجهول. هذه كانت الصدمة الأولى للطفلة الكوردية الفيلية "لقاء جبار كاكي الديوالي"، لتواجه بعدها الحياة في جو من الخوف والقلق والترقب حيث من الممكن في أي لحظة أن يتم اقتحام المنزل واعتقال آخرين. لم تستطع هذه الطفلة إكمال دراستها الأكاديمية حتى سقوط النظام السابق في العام 2003، عندها عرفت مصير عائلتها حيث عاد أقاربها إلى العراق ليتبين لها أنه تم تسفيرهم على إيران تحت ذريعة "التبعية"، هذه "التهمة الوهمية" التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الكورد الفيليين. الديوالي عرفت أيضاً أن جدتها وجدها فارقوا الحياة في التهجير القسري، وما عاد بإمكانها رؤيتهم مجدداً سوى فيما تبقى من صور لهم وذكريات في مخيلتها. خلال هذا الأسبوع من شهر أيار/ مايو 2025، حصلت الديوالي، التي أصبحت طالبة دراسات عليا، على شهادة الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق عن رسالتها الموسومة "هيدرولوجية إدارة الموارد المائية باستخدام تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (حوض بيشتي هولير في محافظة أربيل نموذجاً)". إلا أن هذا النجاح الأكاديمي لم يكن أمراً سهلاً، فقد جاء بعد كفاح وإصرار وتحديات، إلا أن الديوالي تخطتها ولم تستسلم لمختلف الظروف التي واجهتها لتحقيق هدفها. تقول الديوالي لوكالة شفق نيوز، "أكملت دراستي الجامعية وحصلت على شهادة البكالوريوس في جامعة بغداد، لكنني مُنعت من التعيين في دوائر الدولة من قبل النظام السابق". وتضيف "في العام 2012 حصلت على وظيفة في مجلس النواب الاتحادي، وواصلت دراستي وحصلت على شهادة الماجستير عام 2019 من جامعة بغداد، وفي العام 2022 قدمت أوراقي إلى جامعة دمشق من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه وتم قبولي بتلك الجامعة". ووفق مقتضيات الدراسة الجامعية في سوريا والقوانين النافذة هناك، يجب على طالب الدكتوراه الإقامة مدة 12 شهراً خلال فترة الدراسة، وهو ما دفعها إلى مغادرة بغداد والانتقال إلى دمشق. ولم تتوقع الديوالي أن تتسارع الأحداث ويقع ما لم يكن في الحسبان خلال فترة قصيرة، إذ سرعان ما اندلع القتال، لكنها أصّرت على مواصلة دربها، وكانت تتنقل بين بغداد ودمشق وفق الجدول الزمني لدراستها على الرغم من خطورة الأوضاع الأمنية. كانت هذه المرأة تعتمد على عزيمتها وإصرارها من أجل بلوغ أهدافها، وهي تسلك الطريق البرية عبر منطقة البوكمال في الذهاب والإياب من العراق إلى سوريا وبالعكس بعد تعذر السفر الجوي والخوف من تعرض المطارات للقصف. لكن الرحلات البرية هي الأخرى لم تخلو من الخطر. وتعرضت الديوالي للقصف أكثر من مرة في منطقة دير الزور، ولكنها تمكنت من تجاوز جميع العقبات والتحديات من أجل تحقيق طموحها في نيل شهادة الدكتوراه. وتوضح الديوالي "كنت أسكن في العاصمة دمشق وأتابع سقوط المدن السورية مدينة تلو الأخرى حتى الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، وهو اليوم الذي أعلن فيه عن سقوط دمشق وانهيار النظام السياسي في سوريا". وتتابع "كانت الأوضاع الأمنية خلال سقوط النظام تتسم بالخطورة الشديدة، ما يجعل بقائي في العاصمة السورية مغامرة كبيرة، لذا قررت على الفور السفر إلى لبنان حيث تعذرت عودتي إلى العراق". وتصف الديوالى رحتلها من سوريا إلى لبنان براً، بأنها كانت محفوفة بالمخاطر "واجهت خطر المسلحين والقصف الإسرائيلي في آن واحد". وتؤكد "بعد دخول المسلحين العاصمة السورية وانهيار الوضع الأمني، لم يعد البقاء ممكناً في دمشق، ولم تكن هناك وسيلة نقل، وهو ما دفعني مع آلاف العائلات إلى قطع المسافة من دمشق إلى الحدود اللبنانية مشياً على الأقدام والركض والانبطاح لتجنب خطر القصف". وتزامن خطر المسلحين والقصف الإسرائيلي في وقت واحد حين كانت الديوالي تركض باتجاه الحدود اللبنانية، فيما تسقط الصواريخ على جانبي الطريق المزدحم بمئات العائلات الهاربة من جحيم القصف وبنادق المسلحين بحثاً عن طوق نجاة في وضع أمني معقد وعصي على الوصف. تنبطح الديوالي حيناً وتركض حيناً آخر أسوة بمن يرافقها على طريق النجاة هذا "حين وصلت الحدود مكثت 36 ساعة قبل أن أتمكن من العبور بسبب الأعداد الكبيرة التي توافدت على الحدود اللبنانية السورية". وتبين "بعد وصولي إلى لبنان، غادرت بسرعة عائدة إلى العراق، ومكثت أراقب الأحداث نحو شهر ونصف الشهر، قبل أن اضطر للعودة إلى سوريا مجدداً لكي لا يتم ترقين قيدي، لأن جامعة دمشق لم تقبل أي عذر للغياب، فيما لم توافق الجامعات العراقية على نقل مناقشة أطروحتي إلى بغداد". وهكذا عادت هذه المرأة الفيلية إلى دمشق مجدداً غير مكترثة بالتهديدات الأمنية، وليس في عقلها سوى قطف النجاح والحصول على الشهادة العليا، تقول "عدت وحيدة إلى سوريا، كنت أخشى مرافقة أي فرد من عائلتي خشية تعرضهم للخطر، وفي دمشق أستأجرت شقة صغيرة بالقرب من الجامعة أقمت فيها لثلاثة أشهر وواصلت دراستي رغم الخوف وعدم استقرار الأوضاع". وتردف الديوالي "خلال الأشهر الثلاثة كان ينتابني الرعب، ولم يكن بمقدوري الخروج لأي مكان سوى الذهاب إلى الجامعة والعودة للشقة لأن الظروف الأمنية معقدة". وأخيراً ناقشت لقاء الديوالي أطروحتها وحصلت على شهادة الدكتوراه بتقدير"امتياز".