أحدث الأخبار مع #بيضافون


الرأي
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
مطلب فني... ترميم بيت الفنان عبداللطيف الكويتي
- أنور عبدالله: للبيت ذكريات جميلة لا تُنسى - فهد الفرس: معلم من معالم الكويت الفنية - أحمد العود: ليكون متحفاً ليُذكّرنا بسيرة ومسيرة هذا الفنان الكبير - علي المفرج: ليظل شاهداً على قيمة هذا الفنان - فتحي الصقر: يفترض من الدولة ترميم البيت كون الفنان علماً من أعلامها «معلم من معالم الكويت الفنية»... هكذا وصف كبار الموسيقيين والباحثين في التراث الغنائي، الفنان القدير الراحل عبداللطيف الكويتي، الذي غادرنا في منتصف السبعينات من القرن الماضي، فبقيت أعماله الخالدة شاهدة على سيرته الطيبة ومسيرته الزاخرة... اليوم، وبعد مرور نصف قرن على رحيله، لا يزال ذلك البيت الواقع في منطقة الشعب، والذي عاش به منذ ستينات القرن الماضي، شامخاً رغم تجاعيد الزمن التي بدت واضحة على جدرانه. وفيما تتحضّر رافعات وجرافات الإزالة لهدمه، خصوصاً وأنه يحتل موقعاً إستراتيجياً في تلك المنطقة الحيوية، بعدما تم تثمينه منذ عقود طوال، وأصبح من أملاك الدولة، تمنّى عدد من الموسيقيين والباحثين في التراث الغنائي أن يتم ترميم هذا البيت وتحويله إلى متحف، يضم في أروقته وحجراته مقتنيات وأسطوانات ذلك الفنان الذي أخلص لفنه، وكان أول سفير للثقافة والفنون لدولة الكويت. «ذكريات جميلة» في البداية، قال الملحن القدير أنور عبدالله إنه يعرف جيداً بيت الفنان الراحل عبداللطيف الكويتي، ولكن لم تسنح له الفرصة لدخوله، مشيراً إلى أنه كان يتردد دائماً بالقرب منه، لزيارة بعض الأقرباء والأصدقاء. واستذكر عبدالله سنوات الصبا في السبعينات من القرن الماضي، عندما كان يسير بجانب البيت، «حينها أُخبرت من طرف الأهل، أن صاحبه هو الفنان القدير عبداللطيف الكويتي، طيب الله ثراه». وأضاف قائلاً: «إن لهذا البيت ذكريات جميلة لا تُنسى، ولذلك أنا من المؤيدين جداً للمحافظة عليه، بل وتحويله إلى متحف فني، يضم مجموعة من الصور النادرة والأسطوانات الخالدة والجوائز والأوسمة الخاصة بهذا الفنان القدير، خصوصاً وأنه أول مطرب على مستوى الخليج قام بتسجيل الأسطوانات الغنائية، وكان ذلك في العام 1927 من خلال شركة (بيضافون) في العاصمة العراقية بغداد، ومن بعدها سافر إلى الهند لتسجيل المزيد من الأسطوانات، ومن ثَم توجه إلى زنجبار، فالقاهرة، ليشق طريق النجاح بكل إصرار وتحد». وزاد «لم تثنه الإعاقة التي كابدها في حياته، عن مواصلة المسيرة، وإنما أعطته دافعاً لمزيدٍ من الإنجاز، وهذا يدل على أنه فنان أصيل وذو عزيمة قوية». وختم بالقول: «إن البيت يقع في موقع إستراتيجي، وأتمنى ألا يتم هدمه، حتى يكون معلماً فنياً يقصده الزوّار والسياح وطلبة المعاهد الفنية والموسيقية». «أول السفراء» من جانبه، أكد رئيس قسم الموسيقى الأسبق في كلية التربية الأساسية الباحث في التراث الغنائي الدكتور فهد الفرس على أنه من محبي الفنان القدير عبداللطيف الكويتي، واصفاً إياه بأول سفير لدولة الكويت في مجالي الثقافة والفنون. ومضى يقول: «ما زلتُ أتذكر هذا البيت مذ كنت صغيراً في الستينات من القرن الماضي، وقتها كنت في الثامنة من عمري، ولا يزال البيت (على حطته) حيث إنه يمتاز بموقع ممتاز يطلُّ على دوار الشعب، وبالقرب من قصر المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم (طيب الله ثراه)». واعتبر الفرس أن بيت الفنان عبداللطيف الكويتي معلم من معالم الكويت الفنية، متمنياً ترميمه وتحويله إلى متحف، «لا سيما وأنه أوّل من وثّق الأغنية الكويتية عبر تسجيلها في استوديوهات في دول عربية وآسيوية مختلفة». «ترسيخ التراث» بدوره، تحدّث المايسترو الدكتور أحمد العود، قائلاً: «أوافق وبشدة أن يكون بيت الفنان القدير عبداللطيف الكويتي متحفاً، ليُذكّرنا بسيرة ومسيرة هذا الفنان الكبير، الذي أخلص لفنه، وأسهم في ترسيخ التراث الموسيقي بأعماله الرائعة، فهو أحد الأعمدة الأساسية في بناء الأغنية الكويتية». «تاريخ كبير» في غضون ذلك، لم يُخفِ عضو جمعية الفنانين الكويتيين علي المفرج أمله بأن يظل بيت الفنان عبداللطيف الكويتي شاهداً على قيمة هذا الفنان، «ذي التاريخ الكبير في مجال الأغنية الكويتية، لأنه عمل بتفانٍ وإخلاص، وقدم عشرات الأعمال التي تداولتها الأجيال». «ترميم البيت» أما رئيس لجنة شؤون الفنون الشعبية في جمعية الفنانين الكويتيين فتحي الصقر، فقال: «يفترض من الدولة ترميم بيت الفنان عبداللطيف الكويتي، كونه علماً من أعلامها». وتابع الصقر «كان رحمه الله من الناس المقربين لأمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم، حيث أصدر سموه أمراً بأن يكون بيت عبداللطيف الكويتي بالقرب من قصر الشعب، وذلك من شدة حبه لهذا الفنان الكبير، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته». «400 أغنية» يعتبر الفنان عبداللطيف الكويتي واحداً من أبرز المطربين الكويتيين، وهو أول مطرب كويتي يغني في الإذاعات العربية والأجنبية، والحفلات الغنائية خارج الكويت. اختار اسم الكويت للتأكيد على انتساب فنه لها، وقدم نحو 400 أغنية. ولد في الكويت سنة 1901 في دروازة العبد الرزاق، وأصيب بالشلل النصفي في الـ 18، ولازمه طيلة حياته، ولم يتزوج أبداً. ينتمي الفنان عبداللطيف الكويتي إلى أسرة عملت في البحر، كما تأثر بشقيقه الأكبر عيسى الذي يعتبر من شعراء النبط، فقد غنّى بعض أشعاره منها: «شي عجيب يا ولد منصور... هذا الغزال اللي تعدانه». التقى الفنان الراحل بالكثير من الفنانين العمالقة منهم «كوكب الشرق» أم كلثوم و«موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب، وتميز بالموهبة في حفظ الألحان الشعبية ونقلها بالشكل الصحيح من خلال صوته القوي، والأداء السلس وسلامة مخارج الألفاظ والحروف والحرص على العمل والدقة فيه.


بوابة الأهرام
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
موجز أحوال قرن خلال شهر «2 ـ 4» مقبرة «سقارة» تشغل صائمى الثلاثينيات.. ورمضان الأربعينيات بين القنبلة الذرية والكوليرا
لما بدأت الثلاثينيات، لم تكن أحوال رمضان أقل زخما، بل كانت على تنوعها من مراعاة الشهر الكريم بتحقيق التواصل مع مسلمى العالم، وإهدائهم «الإمساكية الباريسية» التى استعرضت حكايتها «الأهرام». وكانت على دعمها لروح الإنجاز والإبداع التى لم تنقطع بسبب ساعات الصيام أو موائد الإفطار. فالطيارة المصرية لطفية النادى تحقق إنجازا دوليا ويلحق بها الفنان المتعدد المواهب أحمد سالم. والأثرى سليم حسن يكشف للعالم أسرار «الدولة المصرية القديمة». والموسيقار محمد عبدالوهاب يتصدر المشهد، فيما يتوالى الإنتاج الأدبى ومن ضمنه رائعة عميد الأدب طه حسين «على هامش السيرة». لكن الهدوء النسبى لرمضان الثلاثينيات انقلب إلى عواصف مؤسفة فى الأربعينيات ما بين وقائع الحرب العالمية الثانية ونهايتها بضربات من «القنبلة الذرية»، وبين ضربات «وباء الكوليرا» الذى استغرق من المال والجهد الكثير حتى انحسر.. وذلك وفقا لما ورد فى «الأهرام». سليم حسن - تصوير أرشاك مصرف حلت الثلاثينيات واتخذت مستقرا وكان موعدها مع حلول رمضان، الذى أرادت السلطات المصرية تيسير مراعاة طقوسه ومواقيته على المسلمين ــ مصريين وغير مصريين ــ من المقيمين فى بلاد الغرب. فيأتى فى عدد «الأهرام» المؤرخ بـ 20 يناير ميلاديا1931، والموافق الأول من رمضان 1349 هجريا، العنوان التالي: «إمساكية شهر رمضان فى فرنسا». وأدنى العنوان، يتضح أن «مصلحة المساحة المصرية» استجابت لمساعى محمود فخرى باشا، وزير مصر المفوض فى باريس بإعداد «إمساكية» لتوزيعها على الجالية المصرية والطلاب الدارسين هناك، مع إيداع نسخ منها بمقر «جامع باريس» لخدمة عموم المسلمين. فرحة رمضان .. ذكرى متجددة سليم ومجدد الموسيقى وفيما غادرت «الإمساكيات» المصرية إلى باريس، كان أهل القاهرة مشغولين بأمور عظام من أبرزها الاكتشافات الأثرية فى «سقارة» لصاحبها الأثرى المصرى الجليل سليم حسن (1886 - 1961). كان حسن قد بدأ عمله على هذه الاكتشافات من عام 1929، وتوالت أخبار نجاحاته من مطلع الثلاثينيات، فلما جاء رمضان 1931، كان هناك خبر جديد واكتشاف جديد. تذكر «الأهرام» فى عدد 29 يناير 1931، الموافق التاسع من رمضان، كيف رفع سليم حسن تقريرا مدعما بثلاثين صورة فوتوغرافية، وذكر فيه اكتشافاته لمقابر «رع ور» و«مرس عنخ» و«فيفي» سابقا. وذلك قبل ان ينتقل إلى اكتشافه الجديد والمتعلق بمقبرة ذات غرفة واحدة محكمة الإقفال لم تمتد إليها أيدى اللصوص. وفى قلب المقبرة التى ترجع إلى عهد « الدولة القديمة»، حجرة تابوت محاط بـ78 إناء من المرمر المصقول، ومن المرمر أيضا امتدت مائدة خاصة بالقرابين. أما الجثمان المودع فى التابوت فكان لسيدة تزينت بتاج وعقد وأساور من الذهب أبدع المصرى القديم فى حفرها. وإلى جوار قدمى ويدى الجثمان المسجى، وجد المكتشف: «أصابع مصنوعة من الطين كان يظن ان المتوفاة ستستعملها فيما بعد إذا بليت أصابعها الحقيقية. وهذه طريقة معروفة فى الدولة الحديثة وما بعدها. ولم يعثر على مثل هذه الأصابع فى الدولة القديمة غير هذه المرة». كشف عظيم ودروس تاريخية ملهمة كادت تصرف المصريين عن صنوف التسلية التى توافرت لهم فى رمضان الثلاثينيات. ففى رمضان 1931، تدعو زاوية «أين تذهب هذا المساء؟» القراء إلى «مسرح الريحاني» حيث تعرض رواية «عباسية»، وذلك «حيث يقوم بالدور المهم الأستاذ نجيب الريحاني»، وفقا لما أورده الإعلان. ويلاحظ تصدر الموسيقار محمد عبد الوهاب للمشهد الفني. الذى كان يحيى حفلات شهر رمضان فى «تياترو حديقة الأزبكية». وبشأن أغانيه، تصدر إعلان ضخم لصفحات «الأهرام» وجاء كالتالي: «شركة بيضافون الوطنية: لمناسبة رمضان المبارك تقدم للشعب المصرى الكريم ولحضرات زبائنها الملحق الجديد لاسطواناتها التى وردت لمحلها والمأخوذة حديثا بطريقة التسجيل الكهربائى لأغانى حضرة مجدد الموسيقى الأعظم الأستاذ محمد عبد الوهاب. وخصوصا الأغانى الآتية: (1) منولوج ــ فى الليل لما خلي: قطعة غنائية فى وصف الليل ألقيت هذه القطعة أمام حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول فى حفلة افتتاح معهد الموسيقى الشرقى من نظم سعادة أمير الشعراء أحمد شوقى بك. أسطوانة قطر 30 سنتيمترا. (2) دور ــ أحب أشوفك كل يوم: أسطوانة قطر 30 سنتيمترا. (3) قصيدة ــ تلفتت ظبية الوادي: قطعة من رواية مجنون ليلى ــ من نظم سعادة أمير الشعراء بك ــ أسطوانة قطر 25 سنتيمترا. لم يكن كله اكتشافات ونجاحات وأغنيات، كان هناك تقدير لأوضاع الكثير من العامة من أصحاب الحالة الرقيقة والحاجة الملحة للعون والمساعدة. ولذلك جاء مطلع الثلاثينيات بالدعوة إلى نشر ما يعرف بـ«مطاعم الفقراء». وهو نشر لا استحداث، إذا كان هناك بالفعل مطعم قام فى «حى عابدين» من بداية القرن العشرين. لكن الصحفية الإنجليزية مسز أديث هاوت، رئيسة تحرير « الإيجيبشان ميل» خاطبت رئاسة الوزراء بطلب لنشر وتعدد المطاعم لتلبية الحاجات. وكانت دعوتها بداية لمشروع أداره محمود صدقى باشا، محافظ العاصمة حينذاك. وتتابع «الأهرام» افتتاح المطاعم والمعايير الرفيعة للنظام والنظافة والجودة بها. غلاف «على هامش السيرة» مؤتمر الطيران الدولى وتزداد تلك الأخبار الرمضانية المبهجة، بما حققته الطيارة المصرية لطفية النادى، والطيار المصرى والفنان المتعدد المواهب أحمد سالم فى مجال الطيران. فتحت عنوان «مؤتمر الطيران الدولي: فوز لطفية النادى ومنحها جائزة الشرف و350ج» و«أحمد سالم يفوز بجائزة هليوبوليس الثانية». ويتضح أنه على هامش مؤتمر الطيران الدولى بالقاهرة، جرت مسابقة سرعة لقطع المسافة طيرانا بين القاهرة والإسكندرية. وقد زفت «الأهرام» نتائج المسابقة كالتالي: «وكانت الطيارة الأولى التى ظهرت فى أفق ألماظة طيارة الآنسة لطفية النادى (رقم 28) وهكذا تفوقت الفتاة المصرية التى لم تتعلم الطيران إلا منذ شهور قليلة على أساطين الطيران وسادة الجو من كثير من أقطار العالم». وبقدر ما كان موسما متألقا فى مختلف الشئون، كان رمضان الثلاثينيات مسرحا لموسم أدبى فريد. ففى رمضان 1933، صدر الكتاب الأيقونى «على هامش السيرة»، وعنه أوردت «الأهرام» فى زاوية «الكتب الجديدة» بتاريخ 30 ديسمبر 1932 ميلاديا، الموافق الثانى من رمضان 1351 هجريا، فذكرت: «أخرج حضرة الدكتور طه حسين كتابه الجديد ( على هامش السيرة) وهو كتاب ينحو فيه الدكتور نحوا جديدا فى الأدب العربى ويعالج أسلوبا بديعا فى التأليف المستمد من تاريخ العرب وحوادثهم وأيامهم سواء منها ما كان فى الجاهلية أو الإسلام، ذلك أنه قد اتخذ من هذه المآثر دعائم لنوع طريف من القصص مناسبا فى ذلك مما يستمده الكتاب الغربيون من ذخائر الأدب اليونانى والرومانى القديم من القصص الروائع». لطفية النادى الأربعينيات ذات المصاعب ظلت أخبار رمضان على حبورها وتنوعها طوال الثلاثينيات التى شهدت تبدل ملك البلاد إثر وفاة فؤاد الأول فى أبريل 1936، وتولى نجله فاروق الأول. لكن ختام الثلاثينيات جاء بافتتاح معارك الحرب العالمية الثانية (1939- 1945). لتبدأ صعوبات الأربعينيات التى لاحقت المصريين فى رمضان وغير رمضان. تحقق ازدهار مقيد للسينما المصرية رغم أزمة الأفلام الخام وغيرها من لوازم صناعة السينما الوليدة. وكانت الحرب ومعاركها التى طالت مصر سببا فى ذلك. ففى استقبال رمضان 1940، تخرج «الأهرام» بـ«المانشيت» التالي: «قوات هائلة فى الصحراء الغربية تعترض سبيل الزحف الإيطالى إلى مصر»، لكنها تستعرض أيضا أفلام «دنانير» للأنسة أم كلثوم، وإعلانات متكررة لأعمال الممثلة الشابة وقتها أمينة رزق، والتى تألقت فى أفلام مثل «امرأتان ورجل واحد» مع النجوم بدر لاما و بدرية رأفت وثريا فخري، وكذلك فى فيلم «قلب امرأة»، الذى يشاركها بطولته سليمان نجيب وأنور وجدي. وشهدت الأربعينيات استمرار تألق يوسف وهبى على « مسرح رمسيس الجديد» بروايات مثل «حدث ذات يوم» والتى كتبها يوسف وهبى نفسه فى خمسة فصول. وكما كانت أيام رمضان شاهدة على بدايات الحرب، كانت شاهدة أيضا على ختامها المفجع، ففى السابع من أغسطس 1945 الموافق 29 شعبان 1364، ورد «المانشيت» التالي: «الكشف عن معجزة علمية كبرى: القنبلة الذرية أشد فتكا من 20 ألف طن من الديناميت». وكانت تلك «المعجزة العلمية» التى تعاونت أمريكا وانجلترا فى صنعها وراء صياغة الختام المأساوى لثانية الحروب العالمية. فتخرج «الأهرام» فى 29 رمضان، الموافق الثانى من سبتمبر 1945 بالمانشيت التالي: «الاحتفال الرسمى بتوقيع وثيقة استسلام اليابان» . وما إن انتهت الحرب وآثارها السياسية والاقتصادية، حتى حلت «الكوليرا»، ففى رمضان 1947، تنتشر أخبار الإصابات بوباء الكوليرا، مما يعكر صفو الشهر الكريم وصفو صائميه.وتزداد الإصابات، فتخرج «الأهرام» بعد أيام قليلة من ختام الشهر، وتحديدا فى 24 سبتمبر 1947، بالعنوان التالي: «التحوط من إصابات الكوليرا.. بيان من وزارة الصحة»، والذى يتضح أنه يأتى بالتالي: «حدثت فى بعض قرى مديرتى الشرقية والقليوبية بضع حالات يشتبه فى انها بمرض الكوليرا، ومع أن أعمال الفحص المعملية اللازمة لتقرير حقيقة المرض بصفة نهائية لم تتم بعد، إلا أن الوزارة قد اتخذت كل الاجراءات الوقائية فورا وهى تشير على الجمهور باتباع التحوطات اللازمة فى مثل هذه الأحوال، ومن أهمها، ما يأتي: الامتناع عن شرب المياه من غير الموارد العامة، وان تعذر ذلك، فيجب غلى الماء قبل استعماله، وكذلك غلى اللبن، اما الخضراوات فلا تؤكل بأى حال إلا مطبوخة، وتغمس الفواكه وخضر السلطات فى ماء ساخن بدرجة الغليان، ويجب غسل الأيدى قبل تناول الطعام». إعلان فيلم «قلب امرأة» بطولة أمينة رزق