
موجز أحوال قرن خلال شهر «2 ـ 4» مقبرة «سقارة» تشغل صائمى الثلاثينيات.. ورمضان الأربعينيات بين القنبلة الذرية والكوليرا
لما بدأت الثلاثينيات، لم تكن أحوال رمضان أقل زخما، بل كانت على تنوعها من مراعاة الشهر الكريم بتحقيق التواصل مع مسلمى العالم، وإهدائهم «الإمساكية الباريسية» التى استعرضت حكايتها «الأهرام». وكانت على دعمها لروح الإنجاز والإبداع التى لم تنقطع بسبب ساعات الصيام أو موائد الإفطار.
فالطيارة المصرية لطفية النادى تحقق إنجازا دوليا ويلحق بها الفنان المتعدد المواهب أحمد سالم. والأثرى سليم حسن يكشف للعالم أسرار «الدولة المصرية القديمة». والموسيقار محمد عبدالوهاب يتصدر المشهد، فيما يتوالى الإنتاج الأدبى ومن ضمنه رائعة عميد الأدب طه حسين «على هامش السيرة».
لكن الهدوء النسبى لرمضان الثلاثينيات انقلب إلى عواصف مؤسفة فى الأربعينيات ما بين وقائع الحرب العالمية الثانية ونهايتها بضربات من «القنبلة الذرية»، وبين ضربات «وباء الكوليرا» الذى استغرق من المال والجهد الكثير حتى انحسر.. وذلك وفقا لما ورد فى «الأهرام».
سليم حسن - تصوير أرشاك مصرف
حلت الثلاثينيات واتخذت مستقرا وكان موعدها مع حلول رمضان، الذى أرادت السلطات المصرية تيسير مراعاة طقوسه ومواقيته على المسلمين ــ مصريين وغير مصريين ــ من المقيمين فى بلاد الغرب. فيأتى فى عدد «الأهرام» المؤرخ بـ 20 يناير ميلاديا1931، والموافق الأول من رمضان 1349 هجريا، العنوان التالي: «إمساكية شهر رمضان فى فرنسا». وأدنى العنوان، يتضح أن «مصلحة المساحة المصرية» استجابت لمساعى محمود فخرى باشا، وزير مصر المفوض فى باريس بإعداد «إمساكية» لتوزيعها على الجالية المصرية والطلاب الدارسين هناك، مع إيداع نسخ منها بمقر «جامع باريس» لخدمة عموم المسلمين.
فرحة رمضان .. ذكرى متجددة
سليم ومجدد الموسيقى
وفيما غادرت «الإمساكيات» المصرية إلى باريس، كان أهل القاهرة مشغولين بأمور عظام من أبرزها الاكتشافات الأثرية فى «سقارة» لصاحبها الأثرى المصرى الجليل سليم حسن (1886 - 1961). كان حسن قد بدأ عمله على هذه الاكتشافات من عام 1929، وتوالت أخبار نجاحاته من مطلع الثلاثينيات، فلما جاء رمضان 1931، كان هناك خبر جديد واكتشاف جديد. تذكر «الأهرام» فى عدد 29 يناير 1931، الموافق التاسع من رمضان، كيف رفع سليم حسن تقريرا مدعما بثلاثين صورة فوتوغرافية، وذكر فيه اكتشافاته لمقابر «رع ور» و«مرس عنخ» و«فيفي» سابقا. وذلك قبل ان ينتقل إلى اكتشافه الجديد والمتعلق بمقبرة ذات غرفة واحدة محكمة الإقفال لم تمتد إليها أيدى اللصوص. وفى قلب المقبرة التى ترجع إلى عهد « الدولة القديمة»، حجرة تابوت محاط بـ78 إناء من المرمر المصقول، ومن المرمر أيضا امتدت مائدة خاصة بالقرابين. أما الجثمان المودع فى التابوت فكان لسيدة تزينت بتاج وعقد وأساور من الذهب أبدع المصرى القديم فى حفرها. وإلى جوار قدمى ويدى الجثمان المسجى، وجد المكتشف: «أصابع مصنوعة من الطين كان يظن ان المتوفاة ستستعملها فيما بعد إذا بليت أصابعها الحقيقية. وهذه طريقة معروفة فى الدولة الحديثة وما بعدها. ولم يعثر على مثل هذه الأصابع فى الدولة القديمة غير هذه المرة».
كشف عظيم ودروس تاريخية ملهمة كادت تصرف المصريين عن صنوف التسلية التى توافرت لهم فى رمضان الثلاثينيات. ففى رمضان 1931، تدعو زاوية «أين تذهب هذا المساء؟» القراء إلى «مسرح الريحاني» حيث تعرض رواية «عباسية»، وذلك «حيث يقوم بالدور المهم الأستاذ نجيب الريحاني»، وفقا لما أورده الإعلان. ويلاحظ تصدر الموسيقار محمد عبد الوهاب للمشهد الفني. الذى كان يحيى حفلات شهر رمضان فى «تياترو حديقة الأزبكية». وبشأن أغانيه، تصدر إعلان ضخم لصفحات «الأهرام» وجاء كالتالي:
«شركة بيضافون الوطنية: لمناسبة رمضان المبارك تقدم للشعب المصرى الكريم ولحضرات زبائنها الملحق الجديد لاسطواناتها التى وردت لمحلها والمأخوذة حديثا بطريقة التسجيل الكهربائى لأغانى حضرة مجدد الموسيقى الأعظم الأستاذ محمد عبد الوهاب. وخصوصا الأغانى الآتية:
(1) منولوج ــ فى الليل لما خلي: قطعة غنائية فى وصف الليل ألقيت هذه القطعة أمام حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول فى حفلة افتتاح معهد الموسيقى الشرقى من نظم سعادة أمير الشعراء أحمد شوقى بك. أسطوانة قطر 30 سنتيمترا.
(2) دور ــ أحب أشوفك كل يوم: أسطوانة قطر 30 سنتيمترا.
(3) قصيدة ــ تلفتت ظبية الوادي: قطعة من رواية مجنون ليلى ــ من نظم سعادة أمير الشعراء بك ــ أسطوانة قطر 25 سنتيمترا.
لم يكن كله اكتشافات ونجاحات وأغنيات، كان هناك تقدير لأوضاع الكثير من العامة من أصحاب الحالة الرقيقة والحاجة الملحة للعون والمساعدة. ولذلك جاء مطلع الثلاثينيات بالدعوة إلى نشر ما يعرف بـ«مطاعم الفقراء». وهو نشر لا استحداث، إذا كان هناك بالفعل مطعم قام فى «حى عابدين» من بداية القرن العشرين. لكن الصحفية الإنجليزية مسز أديث هاوت، رئيسة تحرير « الإيجيبشان ميل» خاطبت رئاسة الوزراء بطلب لنشر وتعدد المطاعم لتلبية الحاجات. وكانت دعوتها بداية لمشروع أداره محمود صدقى باشا، محافظ العاصمة حينذاك. وتتابع «الأهرام» افتتاح المطاعم والمعايير الرفيعة للنظام والنظافة والجودة بها.
غلاف «على هامش السيرة»
مؤتمر الطيران الدولى
وتزداد تلك الأخبار الرمضانية المبهجة، بما حققته الطيارة المصرية لطفية النادى، والطيار المصرى والفنان المتعدد المواهب أحمد سالم فى مجال الطيران. فتحت عنوان «مؤتمر الطيران الدولي: فوز لطفية النادى ومنحها جائزة الشرف و350ج» و«أحمد سالم يفوز بجائزة هليوبوليس الثانية». ويتضح أنه على هامش مؤتمر الطيران الدولى بالقاهرة، جرت مسابقة سرعة لقطع المسافة طيرانا بين القاهرة والإسكندرية. وقد زفت «الأهرام» نتائج المسابقة كالتالي: «وكانت الطيارة الأولى التى ظهرت فى أفق ألماظة طيارة الآنسة لطفية النادى (رقم 28) وهكذا تفوقت الفتاة المصرية التى لم تتعلم الطيران إلا منذ شهور قليلة على أساطين الطيران وسادة الجو من كثير من أقطار العالم».
وبقدر ما كان موسما متألقا فى مختلف الشئون، كان رمضان الثلاثينيات مسرحا لموسم أدبى فريد. ففى رمضان 1933، صدر الكتاب الأيقونى «على هامش السيرة»، وعنه أوردت «الأهرام» فى زاوية «الكتب الجديدة» بتاريخ 30 ديسمبر 1932 ميلاديا، الموافق الثانى من رمضان 1351 هجريا، فذكرت: «أخرج حضرة الدكتور طه حسين كتابه الجديد ( على هامش السيرة) وهو كتاب ينحو فيه الدكتور نحوا جديدا فى الأدب العربى ويعالج أسلوبا بديعا فى التأليف المستمد من تاريخ العرب وحوادثهم وأيامهم سواء منها ما كان فى الجاهلية أو الإسلام، ذلك أنه قد اتخذ من هذه المآثر دعائم لنوع طريف من القصص مناسبا فى ذلك مما يستمده الكتاب الغربيون من ذخائر الأدب اليونانى والرومانى القديم من القصص الروائع».
لطفية النادى
الأربعينيات ذات المصاعب
ظلت أخبار رمضان على حبورها وتنوعها طوال الثلاثينيات التى شهدت تبدل ملك البلاد إثر وفاة فؤاد الأول فى أبريل 1936، وتولى نجله فاروق الأول. لكن ختام الثلاثينيات جاء بافتتاح معارك الحرب العالمية الثانية (1939- 1945). لتبدأ صعوبات الأربعينيات التى لاحقت المصريين فى رمضان وغير رمضان.
تحقق ازدهار مقيد للسينما المصرية رغم أزمة الأفلام الخام وغيرها من لوازم صناعة السينما الوليدة. وكانت الحرب ومعاركها التى طالت مصر سببا فى ذلك. ففى استقبال رمضان 1940، تخرج «الأهرام» بـ«المانشيت» التالي: «قوات هائلة فى الصحراء الغربية تعترض سبيل الزحف الإيطالى إلى مصر»، لكنها تستعرض أيضا أفلام «دنانير» للأنسة أم كلثوم، وإعلانات متكررة لأعمال الممثلة الشابة وقتها أمينة رزق، والتى تألقت فى أفلام مثل «امرأتان ورجل واحد» مع النجوم بدر لاما و بدرية رأفت وثريا فخري، وكذلك فى فيلم «قلب امرأة»، الذى يشاركها بطولته سليمان نجيب وأنور وجدي. وشهدت الأربعينيات استمرار تألق يوسف وهبى على « مسرح رمسيس الجديد» بروايات مثل «حدث ذات يوم» والتى كتبها يوسف وهبى نفسه فى خمسة فصول.
وكما كانت أيام رمضان شاهدة على بدايات الحرب، كانت شاهدة أيضا على ختامها المفجع، ففى السابع من أغسطس 1945 الموافق 29 شعبان 1364، ورد «المانشيت» التالي: «الكشف عن معجزة علمية كبرى: القنبلة الذرية أشد فتكا من 20 ألف طن من الديناميت». وكانت تلك «المعجزة العلمية» التى تعاونت أمريكا وانجلترا فى صنعها وراء صياغة الختام المأساوى لثانية الحروب العالمية. فتخرج «الأهرام» فى 29 رمضان، الموافق الثانى من سبتمبر 1945 بالمانشيت التالي: «الاحتفال الرسمى بتوقيع وثيقة استسلام اليابان» .
وما إن انتهت الحرب وآثارها السياسية والاقتصادية، حتى حلت «الكوليرا»، ففى رمضان 1947، تنتشر أخبار الإصابات بوباء الكوليرا، مما يعكر صفو الشهر الكريم وصفو صائميه.وتزداد الإصابات، فتخرج «الأهرام» بعد أيام قليلة من ختام الشهر، وتحديدا فى 24 سبتمبر 1947، بالعنوان التالي: «التحوط من إصابات الكوليرا.. بيان من وزارة الصحة»، والذى يتضح أنه يأتى بالتالي: «حدثت فى بعض قرى مديرتى الشرقية والقليوبية بضع حالات يشتبه فى انها بمرض الكوليرا، ومع أن أعمال الفحص المعملية اللازمة لتقرير حقيقة المرض بصفة نهائية لم تتم بعد، إلا أن الوزارة قد اتخذت كل الاجراءات الوقائية فورا وهى تشير على الجمهور باتباع التحوطات اللازمة فى مثل هذه الأحوال، ومن أهمها، ما يأتي: الامتناع عن شرب المياه من غير الموارد العامة، وان تعذر ذلك، فيجب غلى الماء قبل استعماله، وكذلك غلى اللبن، اما الخضراوات فلا تؤكل بأى حال إلا مطبوخة، وتغمس الفواكه وخضر السلطات فى ماء ساخن بدرجة الغليان، ويجب غسل الأيدى قبل تناول الطعام».
إعلان فيلم «قلب امرأة» بطولة أمينة رزق

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 28 دقائق
- نافذة على العالم
ثقافة : رواية "خباز الذكريات الضائعة" الأكثر مبيعا على أمازون.. عن ماذا تدور؟
الأربعاء 21 مايو 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - احتلت رواية "خباز الذكريات الضائعة" للمؤلفة شيرلى روساك واتشيل، من سلسلة روايات الحرب العالمية الثانية التاريخية، قائمة الكتب الأكثر مبيعا على موقع "أمازون". تدور أحداث الرواية حول الروابط المكسورة بين أفراد الأسرة، وذكريات الحرب، والخلاص والأمل فى مواجهة الخسارة المؤلمة، ونشأت لينا فى بروكلين فى ستينيات القرن الماضى، وتتمنى أن تصبح خبازة، تمامًا كما كانت والدتها فى بولندا قبل الحرب العالمية الثانية، لكن الأسئلة المتعلقة بتلك الأيام، وعن أختها التى لم تعرفها، تتجاهل بصمتٍ مُهيب، وكأن كل ما تركه والداها وراءهما كان موضوعًا لا يُناقش أبدًا. الشخص الوحيد الذى تستطيع لينا البوح له هو صديقتها المقربة، بيرل، عندما تختفى فجأة من حياة لينا، تواصل لينا مسيرتها الجامعة، والحب، والزواج، وحلم امتلاك مخبز يتحقق، والأمل فى أن تعود بيرل يومًا ما لتشاركها سعادتها، وأن تكون بجانبها فى خساراتها غير المتوقعة. فقط عندما تكتشف لينا عمق معاناة والديها، والحقيقة المذهلة عن ماضيها، يمكنهما إعادة بناء الأسرة والتغلب على الذكريات المؤلمة. يشار إلى أن شيرلي روساك واتشل هي مؤلفة كتاب "قلعة في بروكلين"، وهي قصة مؤثرة لأحد الناجين من الهولوكوست الذي يتعرض حلمه ببناء منزله الخاص وتربية أسرة في بروكلين للتهديد عندما تحدث مأساة غير متوقعة. تعكس هذه الرواية الأولى التي حظيت بثناء كبير تطلعات أي شخص يحلم بحياة أفضل، تشمل كتبها الأخرى "ثلاثة مقابل دولار"، وهي مختارات من قصصها القصيرة، و"قصة بليما"، وهي رحلة والدة المؤلفة في الهولوكوست، و"في ضوء هادئ"، وهو كتاب شعر، والعديد من كتب الأطفال، ظهرت قصصها القصيرة وقصائدها في العديد من المجلات الأدبية. ولدت واتشل ونشأت في بروكلين، وهي الآن أستاذة جامعية في نيو جيرسي حيث تعيش مع زوجها آرثر، حصلت على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة درو، وفي عام 2017 حصلت على جائزة باحث العام من كلية مقاطعة ميدلسكس.


بوابة ماسبيرو
منذ 9 ساعات
- بوابة ماسبيرو
«العريش».. قصص المقاومة ترسم هوية «أرض الفيروز»
ملتقى أدبى أوصى بتدريب أبناء المنطقة لجمع التراث السيناوى شومان يفوز فى مسابقة الغطس.. وشوشة لا يتوقف عن ضبط المصطلح إبراهيم داوود يطلق النكات ويتذكر حكاياته مع «الفاجومى» وخيرى شلبى متحف التراث السيناوى.. كنوز الثقافة الشعبية تنتظر قرارًا من الوزير كنتُ أسحبُ حقيبة سفرى الصغيرة ذات العجلات، متأملا كلاب السكك التى نشطت مبكرا، وبدأت روتينها اليومى مع النباح والمعارك التى لا طائل من ورائها، من دون أن تُفزع المارة أمام بوابة القصر الذى يحمل لافتة 'مبنى وزارة التربية والتعليم'، خلف ضريح سعد زغلول وسط القاهرة، حيث كنت أتأمل نمط العمارة القديم وأقارنه بقصور منطقة التجمع و'القاهرة الجديدة'، كنتُ أسحب حقيبة سفرى الصغيرة إلى 'شارع المبتديان' محاولا الوصول إلى المقهى المواجه لمبنى 'عمارات العرايس' فى الموعد الصباحى المحدد، حيث ينتظر أتوبيس 'الهيئة العامة لقصور الثقافة' نخبةً من الأدباء والمثقفين المصريين، من أجيال وأعمار وتوجهات مختلفة، للمشاركة فى أعمال ملتقى أدبى يقام فى 'مدينة العريش'، خلال الفترة من 6 إلى 8 مايو الجارى، تحت عنوان 'الثقافة والهوية الوطنية'، وقد كان الكاتب الكبير المصرى سيد الوكيل هو شخصية الملتقى فى دورة هذا العام. على المقهى كان واحد من أجمل من عرفت شاعرا وإنسانا يجلس متأملا المارة، إنه ذلك الرجل الوسيم الذى حين تقول له 'صباح الخير يا عمنا الغالى' يرد عليك بحضن دافئ وسن ضاحك قائلا: 'الله كريم'.. إنه الشاعر الكبير إبراهيم داوود، الكاتب فى جريدة الأهرام ورئيس تحرير مجلة 'إبداع' فتعرف على الفور أنك سوف تمضى ثلاثة أيام فى جنة الحكايات، وأنك ستكون محظوظا بالصحبة فى هذه الرحلة. انطلق الميكروباص ـ الذى يقوده أحد أمهر سائقى الهيئة 'على' ـ بعدما أطلق إبراهيم داوود واحدةً من قفشاته الصباحية الرائقة، وطوال الطريق كان الشعور أننا فى مهمّةٍ وطنية، حيث لم يتوقف الناقد الدكتور محمد سليم شوشة عن محاولته ضبط المصطلح، بحضور الكاتبة الصديقة القاصة صفاء عبد المنعم، والناقدة الدكتورة نانسى إبراهيم من جامعة قناة السويس، والصديق الشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير 'مجلة أدب ونقد'، الصادرة عن حزب التجمع، وبحضور الشاعرة جيهان عمر، وكاتبنا الكبير سيد الوكيل، وبعد نصف ساعة من السير فى شوارع القاهرة وبالتحديد فى منطقة العبور على طريق الإسماعيلية، كان القاص الدكتور شريف صالح ينتظرنا مُبتسما هو الآخر. طبعا، لابد أن أعترف ـ بداية ـ أننى أصلا من عشاق العريش، فقد كانت مقر أولى رحلاتى الجامعية وأول مصيف فى حياتى، يوليو من العام 1990، وكلنا يعرف أن الرحلة إلى سيناء الآن وتقديم نشاط ثقافى هناك ـ لايزال أمرا محفوفا بالمتاعب، لأنه يمثل تحديا أمنيا وثقافيا كبيرا، خصوصا خلال سنوات الحرب على الإرهاب التى عرفتها المنطقة فى مرحلة سابقة، وبعد سنوات من خسارة المئات من الشهداء الأبرياء من أبناء الوطن، سواء كانوا من أبناء الجيش أو الشرطة أو الشعب، وعلى بعد حجر من حرب إسرائيلية بشعة على غزة الفلسطينية الباسلة، الأمر الذى رسم خريطة للمقاومة على أرض الفيروز. لقد اعتقد المثقفون دائما ـ وأنا أولهم ـ أن الثقافة والشعر والغناء والموسيقى والمسرح وكل أشكال الفنون هى رأس الحربة الفعلى فى الصراع مع التيارات الدينية المتشددة، وأن انسحاب الدولة من معركة الوعى الثقافى العام لا يعنى إلا أن نترك الساحة خالية لذلك التيار الإسلامى الفاسد، الذى تأسس بمعرفة الاستعمار البريطانى، وظل يتخبط سياسيا إلى أن قادته ضلالاته إلى شن حرب ضد مؤسسات الدولة التى يُريد أن يحكم شعبها. فى الطريق إلى العريش كنا متحمسين لزيارة البلد التى تحارب الإرهاب نيابة عن بقية ربوع الوطن، الأمر الذى جعلنا نتحمل وعثاء السفر وعذاب الطريق، ونتجاهل ما سمعناه من حكايات عن تعقيدات إجراءات التفتيش فى 'أنفاق تحيا مصر'، فى الطريق كنا نحلم بزيارة 'متحف للتراث السيناوى' لكننا وجدنا متحفا أعد على عجل بعد اضطرارهم لنقل آثار متحف كان مقاما فى منطقة عمليات وهم فى انتظار قرار من وزير الثقافة، كما حلمنا بوجود أكثر من دار عرض سينمائى وأكثر من مسرح، فوجدناهما فى قصر ثقافة العريش، وحلمنا بالاستماع إلى شعراء البدو وفرحنا لأن واحدة من ليالى الملتقى كانت مخصصة لهم. حقل ألغام فى الطريق الذى استغرق نحو ست ساعات سوف تتأمل القاهرة التى تركتها وراء ظهرك، وعليك أن تتأقلم مع إجراءات التفتيش والنزول والصعود، وحين تجاوزنا الأنفاق بنجاح كانت قد تمت قراءة خطاب وزارة الثقافة ـ الذى يحمله السائق ـ أكثر من سبع مرات. وصلنا العريش بينما كانت أشعة الشمس قد صارت هشة وبرتقالية اللون، صعدنا إلى غرف الفندق الجديد لكى نرى البحر من الأدوار العليا، بسرعة استبدلنا ملابسنا وتناولنا الغداء، ثم انطلقنا إلى الشارع فى الطريق إلى حفل افتتاح الملتقى على مسرح قصر ثقافة العريش الذى يتمتع بفرقة فنون استعراضية على أعلى مستوى، كانت أبرز فقرات الحفل الافتتاحى. فى كلمته نيابة عن رئيس الهيئة قال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر مسعود شومان فى افتتاح الملتقى إن ثقافة المناطق الحدودية -خصوصا ثقافة المعابر- لها سمات جمالية وفنية وتعبيرية خاصة، وإن دراسة الثقافة الشعبية لمكان ما تنطوى فى الوقت نفسه ـ على محاولة عميقة لفهم هويته، أما الجلسة الافتتاحية فجاءت بعنوان "الهوية المصرية: إشكالية المفهوم وتحديات المستقبل"، وقدم فيها الباحث الدكتور شريف صالح ورقته التى تعتمد على رؤيته للتاريخ المصرى المتأثرة بمرحلة مصر القديمة، ثم جلسة "تشكلات الهوية فى عصر الذكاء الاصطناعي" وتحدث فيها الدكتور محمد سليم شوشة عن الدور الجوهرى الذى تلعبه اللغة فى تطوير برامج الذكاء الاصطناعى الحالية، والتى اتكأت على اللغة لتصنع ثورة الذكاء الاصطناعى الكبير أو الفائق، محذرا من هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى، يقول شوشة: 'أصبح هذا العقل الآلى فاعلا لأول مرة فى التاريخ، يملك دماغا محاكيا لدماغ البشر عبر شبكة عصبية مشابهة للشبكات العصبية التى فى مخ الإنسان، وهذه الشبكة العصبية لها منظومتها البنائية التى تأسست عليها، فى هذه المرحلة الجديدة من امتلاك الآلة لعقل شبه حقيقى، والأكثر دقة أن أقول حقيقيا؛ لأنه محاكاة متطابقة لعقل الإنسان أصبحت فاعلة ومنتجة بشكل حقيقى، ويجب أن ندرك أن قولنا شبه حقيقى إنما يرجع فقط لكونها اصطناعية، أى أنها حتى الآن ليست من لحم ودم، لكنها فى الحقيقة تؤدى -حتى الآن- غالبية وظائف العقل البشرى وبخاصة فى تعامله مع اللغة. فى هذه المرحلة وصل هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى إلى حدود عميقة من الفهم وتكوين معنى، والأهم أنه يؤدى ما يعرف بالتعلم العميق (deep learning) والقابلية للتطور ذاتيا'. فى اليوم التالى أقيمت جلسة "الأدب وتشكيل الهوية الوطنية – الأدب السيناوى نموذجًا"، بمشاركة الباحث الدكتور حمدى سليمان الذى توقف لقراءة أعمال عدد من أدباء سيناء، وقال: 'المتابع للمنتج الأدبى فى شمال سيناء يستطيع ملاحظة أن معظم أدباء سيناء حريصون فيما يقدمون من إبداعات، على تعزيز قيم وثوابت الهوية المصرية الأصيلة، التى تدعم وترسخ وحدة وتلاحم واستقرار الوطن، وتحافظ على ثقافته الوسطية، مع الاهتمام بإبراز التنوع الثرى الذى تتمتع به البيئات الثقافية المختلفة فى مصر'. فى اليوم الثانى كانت الجلسة الأولى بعنوان "محور الشعر الفصيح"، وقدم فيها الشاعر عيد عبد الحليم قراءته للمشهد الشعرى فى سيناء، مختصا اثنين من شعراء سيناء بالاهتمام، وهما الشاعر حسونة فتحى صاحب ديوان 'قصائد فرت من الحرب'، والذى أهدانى نسخة منه العام الماضى، حين تشاركنا القراءة الشعرية فى واحد من مؤتمرات بيت الشعر بالأقصر، ومن أجواء الديوان التى تتجلى فيها لحظات المعاناة ومفردات الحياة تحت القصف: 'تدربتُ كثيرًا على قراءةِ الحزنِ فى عَيْنَيْ أمي فقد كانتِ البلادُ أيضًا ديارَ حربٍ، لنمارسَ لعبتَنا إذن أصمُتُ.. وتصمُتينَ دون أن أُصَرِّحَ بما أعلمُ فنَهلَك أو بما تحمله أفكاركِ فيحترقُ وجهَ البلاد' توقفت قراءة عيد أيضا عند تجربة الشاعر سالم الشبانة الذى يقول فى ديوانه 'أصابع العازف الأعمي' ليكشف جانبا من الحياة القاسية التى عاشها: 'صحراء تصحو على الحربِ، خطوتى حقل ألغامٍ بدو جاهزون للأماثيل، علبة التبغ لن تصنع نبيا، ولا القلق قادرٌ أن ينجينا رجلٌ غامض يجمع زهورا سوداءَ، وينتظرُ ألاعيب الحياة ساهيا' الجلسة المسائية كانت لحسن الحظ مخصصة لـ "محور الشعر البدوي"، بمشاركة الباحث مسعد بدر، والتى أدارها الباحث مسعود شومان وغنى فيها عبد الكريم الشعراوى أحد شعراء البادية، واختتم الملتقى مساء الخميس بإعلان التوصيات ومنها: 'رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، مع الإشادة بالدور الوطنى لأبناء سيناء على مر العصور، والتوصية بضرورة زيادة الفعاليات والأنشطة الثقافية بما فيها مهرجانات المسرح والفنون الشعبية والموسيقى العربية على أرض شمال سيناء، بالإضافة إلى إقامة معرض كتاب يشمل إصدارات جميع هيئات وزارة الثقافة، مع إقامة منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب فى مدينة العريش، وضرورة إقامة برامج تدريبية لباحثين وباحثات من أبناء شمال سيناء لتأهيلهم لجمع التراث السيناوى. عن البحر و 'اللصيمة' بالتوازى مع جلسات الملتقى، حددنا صباح اليوم الأخير لننزل البحر، وقد كنا خلال الأيام الثلاثة حريصين على الفرار إلى المقاهى القريبة لنسمع أدباء ومثقفى العريش وشمال سيناء وهم يتكلمون ويحلمون، وكان الشاعران مسعود شومان وإبراهيم داوود خيرَ دليل إلى هذه المقاهى، حيث كان الحديث يدور عن آلام عاشها الناس فى سنواتٍ سابقة، وقتها كانت إجراءات الحرب سببا فى تخريب حياة بعض الناس، وهو أمر يبدو بديهيا فى 'ميدان المعركة'، إلا أنه يبقى بشعا ومُضنيا لأهالى المنطقة من المدنيين، ويبقى قصة تستحق أن تُروى وأن تعرفها الأجيال المقبلة، لكى تتعلم قيمة أن تساعد قدر الإمكان فى دعم ونشر كل قصص المعاناة فى الحرب. الإيقاع الصاخب للمقاهى فى العريش وليد المساحات الواسعة دائما، ما يضطر الناس إلى رفع أصواتهم واستخدام مكبرات الصوت، لكن الحديث الهامس يكون من نصيب الكلام عن الأوضاع الاقتصادية خلال فترة الحرب، التى دارت بين عامى (2018 ـ 2023)، يُقال لك إنه فى هذه الفترة الحرجة كنت تسمع عن أسر مستورة اضطرت إلى التسول لكى يطعموا صغارهم، فــى فترة 'حظر الـتجول' لــم تكن بعض السلع الأساسية ـ حتى ـ متوافرة فى الأسواق، لكن الآن كل شىء اختلف، يتنفس الكل بحرية وهم يقولون لك: 'كل ما نريده أصبح الآن سهلا ومتاحا'، وإن كان انتشار القوات والمدرعات حول المبانى الحكومية يبدو أمرا ضروريا ولا يخلو منه شارع فى العريش، بينما الشوارع التجارية حيث محلات العطارة وزيت الزيتون والآيس كريم والملابس غارقةٌ فى الزحام إلى منتصف الليل، كأيّ مدينة مصرية. حكاية الأديب عبدالله السلايمة، تجسِّد معنى الصمود، فعبدالله كاتب القصة ابن القبيلة العرايشية كبر فجأة وتهدم، وحين رأيته لم أكد أتبينه، فقد فوجئت أنه فَقَد خلال شهور قليلة جزءا من حاسة السمع بعدما فقد كثيرا من وزنه، عرفتُ من وجهه وأصابعه أنه أصيب بمرض البهاق، وبعد قليل اعتذر بصوت واهن مستأذنا فى الانصراف، لأنه سيجرى 'عملية قسطرة' خلال ساعات، فى أحد المستشفيات العامة، انصرف فجأة ولم أعرف السبب فى كل ما جرى له، إلى أن عرفت أنه فَقَدَ محل سكنه، الذى كان فى قلب منطقة اشتباكات بين الشرطة والإرهاب، من دون أن يُصيبه الدور ـ بعد ـ فى سكنٍ حكومى ملائم. طبعا، لم تكن القبضة الأمنية الصارمة أمرا يسيرا فى حياة الناس أبدا، بل إنك وقتها كنتَ تسمع الشكوى من انقطاع الكهرباء والمياه لمسافات زمنية طويلة عن مناطق كبيرة فى العريش، خصوصا خلال المرحلة المعروفة بالخطة الأمنية الشاملة العام 2018، والتى انطوت بالتأكيد على 'إجراءات استثنائية' فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى لمحاصرة العناصر الإرهابية ومنع تسربهم إلى الداخل، وهى 'الإجراءات' التى طالما وجهت وزارة الداخلية الشكر إلى أهالى هذه المناطق لتفهمهم طبيعة هذه 'الإجراءات'. فى اليوم الأخير، تناولنا إفطارا سريعا واتجهنا إلى البحر، الذى كان صافيا وهادئا كما فى الأساطير، كان مسعود شومان المشغول دائما بالفولكلور يحدثنا عن أكلة عرايشية خالصة اسمها 'اللّصيمة' التى تتكون من بدنجان وبطيخ نيئ وخبز، حين وصلنا إلى الشاطئ كان الشباب من أبناء العريش يشوون شيئا على الفحم، اتضح أنه 'اللصيمة' بعينها، وحينما انتهوا جاءوا لنا بعلبة منه، فكانت مفاجأة 'لصيمة' جدا، فقد تذوقت طعمها المملح ولم أبح برأيى لأحد. فى البحر، اكتفى سيد الوكيل بالمشى على الشاطئ بينما جلست صفاء عبدالمنعم تتأمل البحر، وتمشت جيهان عمر كأنها تبحث عن شىء ما، وفى حين تسابق 'شومان وشوشة وشريف صالح' فى مسابقة للغطس وفاز شومان مرتين، بينما حكى إبراهيم داوود وهو يقاوم الموج عن علاقته باثنين من رموز الجيل الماضى، وقال إنهما تركا فى شخصيته آثارا لا تنسى، هما: الأديب والروائى الكبير الراحل خيرى شلبى والشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم 'الفاجومي'، وبمناسبة الحديث عن جائزة البوكر المصرية، تذكر البعض ونحن نحاول أن نسبح فى مياه العريش الصافية أديبا مصريا من أبناء الجنوب هدد وزارة الثقافة فى حقبة الثمانينيات فى حال لم يفز بإحدى جوائز الدولة. فى البحر وقفت جيهان عمر على الشاطئ وبدت من بعيد كأنها تلقى شيئا فى الماء ثم تعود لتحصل عليه لتلقى به من جديد، تحتفظ جيهان بوجه طفولى ساعد صوتها الرقيق فى تأكيده، خصوصا وهى تلقى قصيدة من شعرها، ورغم أنها صوت نسائى مميز فى جيل التسعينيات إلا أنها لا تعتبر نفسها واحدة من هذا الجيل، كما أنها خالفت نهج الشعراء وأصدرت العام الماضى مجموعة قصصية بعنوان 'قبل أن يرتد إليك طرفك'، أحب كتابة جيهان وبورتريهاتها التى تلتقطها بتلك الكاميرا العتيقة التى تحملها معها دائما، وأصبحت أتفاءل بوجودها فى أى مكان، منذ ساعدتنى بقدراتها السحرية ـ قبل أن أعرفها ـ على الخروج من مأزق مالى تعرضتُ له فى فرنسا العام 2015، عبر واحدة من صديقاتها (شاعرة إنجليزية). بعد ثلاثة أيام من الحديث عن أشكال المقاومة فى العريش عدتُ إلى القاهرة ظهر الجمعة، لأجدنى أجر حقيبتى الصغيرة وقد امتلأت بالكتب والحكايات والأحلام فى 'شارع التسعين' بالتجمع فى ظهيرة قائظة، فى انتظار سيارة تقلنى إلى البيت، مررت أمام قصور وعمارات زجاجية حديثة، لكنها كانت جميعا شحيحة الظل، فالمبانى الزجاجية الحديثة ـ للأسف ـ لا تجود لا هى ولا الأشجار الهزيلة التى تقف أمامها على المارة فى الشارع بأىّ ظل.


صوت الأمة
منذ يوم واحد
- صوت الأمة
الوثائقية تعرض "العلمين مدينة كل الشهور" بعد اختيارها عاصمة المصايف العربية
بمناسبة اختيار المنظمة العربية للسياحة مدينة العلمين الجديدة "عاصمة المصايف العربية" لعام 2025، عرضت قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي "العلمين.. مدينة كل الشهور". ويوثق الفيلم قصة تحول مدينة العلمين الجديدة من مدينة صغيرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط كانت شاهدة على الحرب العالمية الثانية، إلى واحدة من أحدث مدن الجيل الرابع في مصر والشرق الأوسط، صالحة للعيش طوال العام، ولكل المصريين، بعد أن امتازت بتجمعات سكنية متكاملة الخدمات، بالإضافة إلى كونها ركيزة أساسية للتنمية، والسياحة، والاستثمار. وخلال الفيلم الوثائقي، يقول الدكتور سعيد حسانين، استشاري التخطيط العمراني، إن ما يميز مدينة العلمين الجديدة مجموعة الأبراج الحديثة والتي يمكن أن ترى من العديد من الجهات المختلفة سواء من داخل مصر أو من خلال البحر، بالتالي تلك الأبراج أصبحت علامة بصرية قوية جدا لمدينة العلمين الجديدة. ويضيف الدكتور وجيه عتيق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن مدينة العلمين الجديدة جمعت بين كل الأشياء الجميلة، منها ما هو قديم ومتمثل في المسلة، والمعاصر في الأبراج السكنية الرائعة، لربط الماضي بالحاضر، لكي نظهر للعالم أن تاريخنا القديم الرائع موجود في عصرنا المعاصر. وكانت قد أعلنت المنظمة العربية للسياحة عن اختيار مدينة العلمين الجديدة عاصمة للمصايف العربية لعام 2025، وذلك بعد استيفائها للمعايير التي أعدتها المنظمة والتي تتمثل في الإدارة والعمل التنظيمي بالمصيف، والبنية التحتية له، وأنماط وموارد الاستجمام والترفيه، والحفاظ على البيئة وحمايتها، والأمن والسلامة والصحة، والاستجابة للمستجدات السياحية، ونتائج قياس وتحليل الأداء. ومن الجدير بالذكر أن المنظمة العربية للسياحة تمنح هذا اللقب سنويًا لإحدى المدن العربية التي تحقق تميزًا في مجال السياحة الشاطئية والمصايف، بما يعزز من التنافسية بين المدن العربية ويشجع على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في قطاع السياحة خاصة وأن المدن التي حصلت على هذا اللقب سابقاً حققت زيادة في أعداد السائحين إليها مقارنة بالمواسم السابقة.