أحدث الأخبار مع #تحالفات


الميادين
منذ 3 أيام
- سياسة
- الميادين
ترامب يعيد رسم الشرق الأوسط.. و"إسرائيل" لم تعد أولاً
الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات، والتي تمخّض عنها توقيع عقود استثمارية وتجارية تقدّر بنحو أربعة تريليونات دولار، لم تمرّ مرور الكرام في "تل أبيب". فبالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، لم تكن هذه الجولة مجرّد حدث اقتصادي عابر، بل كانت إيذاناً بإعادة ترتيب الشرق الأوسط—ولكن هذه المرة من دون "إسرائيل". التحذير من هذا التغيير لم يقتصر على المراقبين الخارجيين، بل جاء من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذاتها، وعلى رأسهم الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، الذي اعتبر أنّ الإدارة الأميركية بدأت تنسج خيوط تحالفات جديدة تتجاوز "إسرائيل"، بل وتستبعدها أحياناً. فقبيل هذه الجولة، كانت واشنطن قد اتخذت سلسلة من الخطوات التي عزّزت هذا الانطباع: بدء التفاوض مع إيران من دون تنسيق مع "تل أبيب"، وقف الغارات على أنصار الله في اليمن، دعم الدور التركي-القطري في سوريا، فصل المشروع النووي السعودي المدني عن التطبيع مع "إسرائيل" كشرط ملزم، والتفاوض المباشر مع حركة حماس وإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر من دون تدخّل إسرائيلي يُذكر. هذه المؤشرات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل نشهد تحوّلات جذرية في العقيدة الاستراتيجية الأميركية؟ أم أنّ ما يحدث ليس أكثر من تقاسم أدوار بين واشنطن و"تل أبيب" في سياق أوسع؟ الإجابة تبدأ من الداخل الأميركي نفسه، وتحديداً من داخل الحزب الجمهوري. لطالما عُرف الحزب الجمهوري، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بانحيازه إلى التدخّلية العسكرية والدبلوماسية، وبتبنّيه مواقف صارمة في دعم الحلفاء، وعلى رأسهم "إسرائيل". غير أنّ السنوات الأخيرة، وتحديداً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت تحوّلاً جذرياً في هذا الإرث السياسي. فقد أعاد ترامب ترتيب الأولويات القومية، مستنداً إلى رؤية تعتبر أنّ الحروب الخارجية، والتحالفات غير المتكافئة، والالتزامات الأمنية البعيدة، تشكّل استنزافاً للاقتصاد الأميركي، وعبئاً على المواطن العادي. هذا التوجّه، الذي يُعرف اليوم داخل الحزب الجمهوري بـ"الانعزالية الجديدة" (MAGA)، لا يعني انسحاباً تاماً من العالم، لكنه يضع المصلحة الأميركية الاقتصادية المباشرة في المقدّمة، على حساب الالتزامات التاريخية، بما فيها الالتزام بالدفاع غير المشروط عن "إسرائيل". وفي مقابل هذا التيار، يقف الجناح التدخّلي التقليدي داخل الحزب، والذي يدافع عن استمرار الدور الأميركي الفاعل في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، ويشدّد على ضرورة الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع "إسرائيل". لكن في الميزان السياسي الحالي، بات واضحاً أنّ الكفّة تميل لصالح التيار الانعزالي. ويكفي النظر إلى الخطوات العملية الأخيرة لإدارة ترامب كي ندرك أنّ هذا التيار لم يعد مجرّد صوت داخلي، بل هو الذي يمسك فعلياً بمفاتيح القرار. إزاء هذا الواقع، تجد "إسرائيل" نفسها أمام مشهد غير مألوف. للمرة الأولى منذ عقود، لا تملك "تل أبيب" تأثيراً مباشراً على أولويات الإدارة الأميركية، ولا تستطيع فرض خطوطها الحمر كما كانت تفعل في الماضي. فالتفاوض مع إيران جرى خارج قنوات التنسيق، والعلاقة مع السعودية تُبنى اليوم على أساسات اقتصادية لا تمرّ عبر بوابة "السلام مع إسرائيل"، وحماس، التي تصنّفها "إسرائيل" كمنظمة إرهابية، باتت تحاور واشنطن مباشرة. 19 أيار 09:03 18 أيار 06:45 في هذا السياق، تبدو "إسرائيل" قلقة من أن يتحوّل حضورها في المعادلة الإقليمية إلى أمر ثانوي. فالرؤية الأميركية الجديدة ترى في استقرار الشرق الأوسط هدفاً في حدّ ذاته، لا وسيلة فقط لضمان أمن "إسرائيل". وهذا تحوّل جذري، يعكس إدراكاً أميركياً بأن أمن الطاقة، وضبط التوازنات الإقليمية، ومنافسة الصين وروسيا، كلّها أولويات تتقدّم على العلاقة التاريخية مع "تل أبيب". ولعلّ ما يُفاقم التباعد بين واشنطن و"تل أبيب"، ليس فقط التحوّلات داخل الحزب الجمهوري، بل أيضاً التحوّلات العميقة التي شهدتها "إسرائيل" نفسها وما زالت تتفاقم. فالحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تعد تمثّل الإجماع الإسرائيلي التقليدي، بل تقودها ائتلافات من اليمين الديني القومي الاستيطاني، والتيارات المشيحانية التي تُضفي على الصراع طابعاً دينياً مطلقاً يتنافى مع أيّ تسوية سياسية. هذا الائتلاف لا يتبنّى فقط خطاباً متطرّفاً تجاه الفلسطينيين، بل يدفع بالصراع إلى أمد غير محدود، وهو ما تجلّى بوضوح في إصرار نتنياهو على استمرار الحرب في غزة من دون أفق سياسي واضح، ومن دون خطة استراتيجية للخروج. هذا التوجّه بات يتعارض جذرياً مع المزاج الأميركي الجديد، حيث تُفضّل إدارة ترامب—وعلى غير عادتها في ولايته الأولى—إنهاء النزاعات المفتوحة والتركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي بوسائل دبلوماسية واقتصادية. وهكذا، لا يعود التوتر بين واشنطن و"تل أبيب" مجرّد انعكاس لتحوّلات أميركية، بل هو أيضاً نتيجة لانسداد سياسي داخلي في "إسرائيل"، يقوده نتنياهو وحلفاؤه نحو مسار تصادمي مع المصالح الأميركية الجديدة. وبذلك، تصبح العلاقة الخاصة بين الطرفين نتاجاً لتحوّلين متوازيين: انعزالية أميركية متنامية، وراديكالية إسرائيلية متصلّبة. وفي هذا السياق، تصبح نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر تعقيداً. فرغم أنها أضعفت من دور المحور الإيراني وأربكت امتداداته في المنطقة، فإنّ "إسرائيل" لم تتمكّن من استثمار هذا التراجع. والسبب؟ غياب الرؤية السياسية والاستراتيجية لما بعد الحرب. ترك هذا الواقع فراغاً في الإقليم، لم تملأه "تل أبيب"، بل سارع آخرون إلى استغلاله. فالسعودية، التي صعدت كقوة إقليمية أولى بعد تراجع طهران وتردّد "إسرائيل"، بدأت تملأ هذا الفراغ بثقة. وإلى جانبها، تحرّكت أنقرة والدوحة في الملف السوري بدعم أميركي واضح، في ما بدا وكأنه توزيع جديد للأدوار في المنطقة، من دون حاجة أميركية للدور الإسرائيلي التقليدي. وهكذا، تكون "إسرائيل"، التي تباهى نتنياهو بأنها تعيد رسم الشرق الأوسط من خلال حرب غزة، قد رسمت فعلياً حدود تراجعها الاستراتيجي في المنطقة. لا يعني كلّ ما سبق أنّ التحالف الأميركي-الإسرائيلي في طريقه إلى الانهيار، لكنه بالتأكيد أمام إعادة تعريف. فـ "إسرائيل" لم تعد حجر الزاوية الوحيد في سياسة واشنطن بالمنطقة، والإدارة الأميركية لم تعد ترى في التوافق المطلق مع "تل أبيب" شرطاً لتحقيق مصالحها. إنّ ما نشهده اليوم هو نهاية مرحلة، وبداية أخرى، لا تقوم على العلاقات التاريخية، بل على الحسابات البراغماتية المتغيّرة. وفي هذا الشرق الأوسط الذي يُعاد تشكيله، لا يبدو أنّ لــ "إسرائيل" موقعاً مضموناً، ما لم تُعد هي الأخرى قراءة المشهد وتعديل أدواتها. لكن يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن لهذا التعديل أن يحدث في ظلّ قرار سياسي تتحكّم فيه قوى مشيحانية صاعدة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟


الإمارات اليوم
منذ 5 أيام
- أعمال
- الإمارات اليوم
لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟
من السهل أن نعتقد أن المدير السيئ يظل في منصبه نتيجة إهمال أو جهل من قبل الشركة، لكن الواقع مختلف تماماً، بل غالباً ما يكون صادماً، فالشركات - في كثير من الأحيان - تُبقي على هذا النوع من المديرين عن قصد، لا عن غفلة، ليس لأنه الأفضل أو الأكثر كفاءة، بل لأنه يؤدي وظائف معيّنة لا يرغب غيره في أدائها، أو يخدم مصالح الإدارة بطريقة ما. ورغم أن وجوده يقتل الإبداع، ويجعل الموظفين يكرهون وظائفهم، ويُفقد الفريق روحه، إلا أن هناك أسباباً خفية - وأحياناً معلنة - تدفع الشركات إلى إبقائه في مكانه. أول هذه الأسباب أنه يكون في كثير من الحالات منفذاً مطيعاً للإدارة العليا، لا يعارض السياسات، ولا يناقش التعليمات، بل يطبّقها مهما كانت قاسية أو غير عادلة. هذا النوع من المديرين مريح للإدارة، لأنه ينفذ ما يُطلب منه دون تردد، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الفريق. وثانياً، بعض المديرين السيئين يتميزون بذكاء اجتماعي مفرط في التملق، وليس في القيادة، إنهم خبراء في بناء التحالفات داخل المؤسسة، ويعرفون جيداً كيف يظهرون بمظهر القادة أمام المسؤولين الكبار. يتقنون لعبة «نَسب النجاحات لأنفسهم» و«إلقاء اللوم على غيرهم»، ما يجعلهم ناجين دائماً من المساءلة. أما السبب الثالث فهو تحقيق النتائج في بيئات العمل التي لا تهتم كثيراً برفاهية الموظفين أو بجودة بيئة العمل، قد يكون المدير السيئ هو الشخص الذي ينجز المهام، ويحقق الأهداف، حتى لو كان ذلك على حساب راحة الفريق وسلامته النفسية. في مثل هذه البيئات، الأرقام أهم من البشر. رابعاً، تكلفة استبداله عالية، إقالة المدير لا تعني فقدان موظف فحسب، بل دخول الشركة في دوامة من البحث والتوظيف والتدريب وإعادة توزيع المهام، هذا كله قد يربك سير العمل ويؤثر في الفريق بأكمله، لذا قد يكون بقاء المدير الحالي رغم مشكلاته هو «الخيار الأقل سوءاً» بالنسبة للإدارة. ولا يمكن إغفال السبب الخامس، وهو الخوف من الاعتراف بالخطأ، ففي بعض المؤسسات، مَن عيّن المدير السيئ لا يريد الاعتراف بأنه اتخذ قراراً خطأً، وحفاظاً على مكانته وصورته أمام الآخرين، يُبقي عليه في موقعه، حتى لو كانت النتائج واضحة للجميع. وإذا كنت أحد الموظفين الذين يعملون تحت إدارة من هذا النوع، فلا تعلّق آمالك كثيراً على تغييره، بل اعمل على تطوير نفسك، وتوسيع شبكة علاقاتك، والتفكير بخطة خروج ذكية عند الحاجة، لأن الشركة التي لا تحمي موظفيها اليوم، لن تحميك غداً عندما تحتاجها حقاً. *عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


LBCI
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- LBCI
أسرار الصحف 17-5-2025
- سفارة دولة كبرى، تعتبر نفسها معنية بالتحالفات الانتخابية، والنتائج المتوقعة في بلدة بقاعية، تسلط عليها الأضواء منذ بدء التحضير للانتخابات. - حدث توازن في قرار وزاري لجهة تعديل قرار عدد المخاتير، بإضافة مختار لبلدتين في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية. - يجري التداول، بعيداً عن الأضواء لرؤية ما يتعيَّن عمله، في ضوء التفاهمات الأميركية - العربية، والدور المستجد لسوريا. الجمهورية - علم أن اتفاقاً عقد بين خصمين سياسيين للانتخابات في بلدية مدينة محورية قد تعرّض الى تصدعات لأن أحدهما قرر الالتفاف لدعم لائحة حصدت عدداً وازناً من الأعضاء. - وصف أحد النواب الشماليين انتخابات اتحاد قضائه بـ"كوكتيل بحص" نتيجة تشعب توجهات رؤساء البلدية المنتخبة سياسيا. - يواصل رئيس حزب زج اسم مرجعية في استحقاق محلي، في كل زيارة يحاول فيها يائسا الضغط لتجنب كأس الخسارة. البناء - تقول مصادر إعلامية روسية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتبع في المفاوضات حول أوكرانيا منهجاً يقوم على الاستعداد لإنجاز صفقات إنسانية مثل تبادل الأسرى وهدنة محدودة مكانياً وزمانياً لأسباب إنسانية، لكن قبول وقف شامل لإطلاق النار رهن بتقدّم التفاوض نحو القبول الأوكراني بالشروط الروسية وهو ما لا يبدو قريباً في الأفق، لذلك تستمرّ الحرب وعلى الذين يرغبون في وقف نهائي لإطلاق النار التوقف عن إمداد أوكرانيا بالسلاح والذخائر. وهذا هو الاختبار الحقيقي لنواياهم. وعن الموقف من الدور الأميركي تقول المصادر إن موسكو مهتمة بالعلاقات الثنائية الروسية الأميركية وضمنها وقف إمداد أوكرانيا بالسلاح والذخيرة والمعلومات الاستخبارية أكثر من اهتمامها بوساطة أميركية في حرب كانت هي الداعم الرئيس في نشوبها وتفضّل موسكو توزيع أدوار الوسطاء بين أميركا وتركيا والصين والسعودية وعدم حصرها بواحد منهم. - تدعو مصادر معنيّة بملف التفاوض حول اتفاق ينهي الحرب في غزة إلى ترقب تطورات حاسمة خلال اليومين المقبلين لجهة إمكانية التوصل إلى اتفاق على صفقة على مرحلتين في المرحلة الأولى منها يتم الإفراج عن خمسة أسرى من قطاع غزة وعدد مناسب من الأسرى الفلسطينيين خلال مدة 45 يوماً، يجري خلالها وقف إطلاق النار والتفاوض على شروط وقف الحرب نهائياً، وفقاً لصيغة مصريّة جديدة تنتقل عبرها القوة المسلحة للمقاومة إلى جنوب غزة وتكون تحت رعاية قوات شرطة فلسطينية برعاية مصرية وتقدّم ضمانات أميركية لحماس بأمرين الأول التوصل إلى اتفاق نهائي تتوقف بموجبه الحرب في نهاية الـ45 يوماً، والثاني أ أسرار الصحف لا يلاحق قادة حماس بالاغتيالات بعد إعلان نهاية الحرب وتموضع السلاح تحت رعاية مصرية.


CNN عربية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- CNN عربية
تحليل لـCNN: ترامب يتخلى عن انعزالية سياسة "أمريكا أولا" خلال رحلته إلى الشرق الأوسط
تحليل بقلم جيف زيليني وبيتسي كلاين من شبكة CNN(CNN) -- بالنسبة لزعيمٍ خاض حملته الانتخابية على وعد بجعل "أمريكا أولاً" مع دلالات انعزالية عميقة، فإن أول رحلة خارجية رئيسية للرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية أشارت إلى أنه قد يتخلى عن مبدأ السياسة الخارجية الذي تبناه في ولايته الأولى- ويبرز كشخصية عالمية أكثر. على الأقل عندما يناسبه ذلك، فقد أمضى بالفعل أشهره القليلة الأولى في إحداث تحول جذري في دور الولايات المتحدة في العالم، وقد أبرزت رحلته التي استمرت أربعة أيام إلى السعودية وقطر والإمارات هذا الأسبوع مدى إعادة تصوره للتحالفات التقليدية وتدخله في الصراعات العالمية. إن قراره بإنهاء العقوبات على سوريا وأن يصبح أول رئيس أمريكي يلتقي بزعيم سوري منذ ٢٥ عامًا يشير إلى عنصر من المخاطرة والمشاركة لا يكاد يكون جزءًا من عقيدة "أمريكا أولاً"، ولا يتوافق تمامًا مع وجهة نظر بعض حلفائه المحافظين الأكثر حماسًا. لعلّ لقائه مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وإن كان خلف الأبواب المغلقة، يُذكر بأنه كان الحدث الأهم في رحلته. خلال جولته الخليجية.. ترامب يطرح رؤيته بشأن غزة: "أريدها منطقة حرة" وخلال الرحلة، ألمح ترامب إلى أنه لعب دورًا قياديًا في تخفيف التوترات المتصاعدة بسرعة في الهند وباكستان وألمح إلى أن المحادثات النووية الإيرانية قد تتخذ "مسارًا عنيفًا" إذا لم تستجب طهران بشكل كافٍ للمفاوضات "الودية" مع المسؤولين الأمريكيين. وقال ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في محادثات السلام إلا إذا شارك هو بنفسه، وتحدث عن إنشاء الولايات المتحدة "منطقة حرية" في غزة التي مزقتها الحرب. وقال ترامب للجنود، الخميس، في قاعدة العديد الجوية بقطر: "أولويتي هي إنهاء النزاعات، وليس إشعالها لكنني لن أتردد أبدًا في استخدام القوة الأمريكية، إذا لزم الأمر، للدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية أو شركائنا". في حين أن ترامب لا يطوي صفحة جديدة، إلا أن عدة لحظات خلال رحلته أوحت بتناقض آراء ولايته الأولى، فهو الذي أصدر حظر سفر مثير للجدل على 7 دول إسلامية 2017، قام بزيارة مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الخميس، وهو نفس الرئيس الذي انتقد قطر بشدة لعلاقاتها بالإرهاب، واحتضن أميرها هذا الأسبوع.وتُظهر هذه التغييرات استعداده للتخلي عن مواقف الحزب الجمهوري وشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، حيث أبدى الجمهوريون في الكونغرس وأماكن أخرى ترددًا متكررًا في انتقاد زعيم حزبهم. وتأكيدًا على هذه النقطة، أشاد عضو ديمقراطي بارز بترامب على لقائه بالشرع وطريقة تعامله العامة مع الزيارة. وقال جيم هايمز، العضو البارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، خلال حوار مع صحيفة بوليتيكو الأمريكية الخميس: "ليس من عادتي مدح دونالد ترامب". وأضاف هايمز أنه كان قلقًا بشأن تهديد إيران، والفرص المتاحة للقيادة السورية الجديدة، والصراع في غزة وبحلول نهاية الأسبوع، قال هايمز إنه يعتقد أن ترامب "أجاد التعامل مع الشرق الأوسط". وفي كل محطة على طول الطريق، قدّم ترامب نفسه على قدم المساواة كصانع صفقات وصانع سلام - في كلتا الحالتين، كان عمليا. ومع ذلك، فبينما يتبنى مواقف ذات طابع عالمي، سرعان ما اصطدمت العديد من أهدافه النبيلة في السياسة الخارجية بواقع أكثر صعوبة.وقال ترامب لقادة الأعمال يوم الخميس خلال مائدة مستديرة في الدوحة: "لديّ مفاهيم لغزة أعتقد أنها جيدة جدًا: اجعلها منطقة حرية، دع الولايات المتحدة تتدخل، واجعلها مجرد منطقة حرية". وهذه الرؤية، وإن كانت دائمًا مستبعدة، بدت أبعد منالًا مع مقتل ما يقرب من 70 شخصًا في أحدث موجة من الغارات الإسرائيلية الليلية على القطاع الفلسطيني. ولم يُظهر ترامب بعد مدى الضغط الذي يرغب في ممارسته على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يزره هذا الأسبوع. كما ثبت أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران بعيد المنال، على الرغم من أن ترامب بدا وكأنه يُشير إلى إحراز تقدم بعد 4 جولات من المحادثات بين المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمسؤولين الإيرانيين. وقال ترامب يوم الخميس إنهم "قرّبون جدًا" من التوصل إلى اتفاق، وألمح إلى أن إيران "وافقت نوعًا ما" على الشروط. وصرّح ترامب مرارًا هذا الأسبوع بأن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وحذّر من عواقب وخيمة في حال فعلت ذلك. لكن هذه التعليقات قوبلت بغضب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي وصف ترامب بأنه "ساذج لاعتقاده أنه يستطيع المجيء إلى منطقتنا وتهديدنا، على أمل أن نتراجع عن مطالبه". وبالمثل، حثّ ترامب روسيا وأوكرانيا مرارًا على المشاركة في محادثات السلام في تركيا يوم الخميس، حتى أنه صرّح بأنه مستعد للحضور ولكن عندما اتضح أن بوتين لن يحضر شخصيًا، تغيّرت نبرة ترامب. وقال ترامب في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس: "كان سيذهب، لكنه ظن أنني سأذهب. لم يكن ليذهب لولا وجودي، ولا أعتقد أن أي شيء سيحدث، شئتم أم أبيتم، حتى نلتقي أنا وهو". وكان من اللافت للنظر غياب التركيز على حقوق الإنسان عن تأملات ترامب العلنية العديدة، وهو موضوعٌ كان أسلافه المعاصرون يتطرقون إليه كثيرًا عند زيارتهم للمنطقة. لم يكن من المتوقع طرح الموضوع علنًا قبل الرحلة، وقد أشاد ترامب بمضيفيه. وخلال الرحلة، استمتع ترامب إلى حد كبير بصداقته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وصافحه مرارًا وتكرارًا، وهي قضية سُلط عليها الضوء بشدة خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى السعودية فس 2022 نظرًا لبعض تداعياتها على حقوق الإنسان.ربطت أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأمير محمد بن سلمان مباشرةً بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست في إسطنبول عام 2018، حيث أفاد تقرير بأنه "وافق" على العملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي. عندما التقى بايدن بولي العهد بعد ذلك، رُصد عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيصافح محمد بن سلمان. بدلًا من ذلك، صافحه بايدن بقبضة يده - وهو ما انتقده زملاؤه الديمقراطيون ووصفوه بأنه أمر مألوف للغاية. لكن ترامب افترض أن بايدن ليس ودودًا بما يكفي تجاه السعوديين أو غيرهم من الحلفاء العرب. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "كانوا يتوقون للحب، لأن بلدنا لم يمنحهم الحب... سافر إلى السعودية، في تلك القضية، وصافحه بقبضة يده. هذا ليس ما يريدونه. لا يريدون مصافحة، بل يريدون مصافحته". أمر واحد واضح: ترامب يحدد سياسته الخارجية ويعتقد أنها تدور حوله. وقد تجلى ذلك مرارًا وتكرارًا من خلال تأكيده على دوره في محادثات أوكرانيا وروسيا، والاتفاق النووي الإيراني، ووقف الهجمات الهندية الباكستانية. قال عن هذه الأخيرة: "لا أريد أن أقول إنني فعلت، لكنني بالتأكيد ساعدت في حل المشكلة بين باكستان والهند الأسبوع الماضي".في غضون ذلك، حملت الرحلة أيضًا رسالة إلى قادة العالم: الصفقات التجارية والاستثمار في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض البهرجة والاحتفالات المصطنعة، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية. وتلقى ترامب الإطراء من مضيفيه، باستقباله بالخيول العربية، وسيارات تسلا سايبرترك، ومصافحات لا تنتهي من بعض نخبة رجال الأعمال في العالم. روّج البيت الأبيض لما وصفه بـ "الصفقات التي تم إبرامها في المملكة العربية السعودية"، مشيرًا إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية للطاقة، والتكنولوجيا. وفي الدوحة، سلط ترامب الضوء على استثمار كبير من قطر في طائرات بوينغ أمريكية الصنع، وقبل الرحلة، قال ترامب إنه يخطط لقبول طائرة فاخرة باهظة الثمن من المسؤولين القطريين - على الرغم من المخاوف الأخلاقية والأمنية العديدة في أمريكا. من جانبهم، وقّع ترامب وفريقه العديد من الاتفاقيات مع كلا البلدين لتعزيز التعاون الحكومي الدولي في مجموعة من قضايا الدفاع والطاقة - مما رفع من مكانة الأمير محمد بن سلمان العالمية على الرغم من المخاوف السابقة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. وكذلك كانت زيارة ترامب إلى قطر تاريخية؛ فقد كان أول رئيس أمريكي يقوم بزيارة دولة رسمية لها.


الشرق الأوسط
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
قمة خليجية - أميركية في الرياض (تغطية حية)
تنطلق، بعد قليل، أعمال القمة الخليجية - الأميركية التي تجمع قادة الخليج مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، حيث من المنتظر أن تركز على وضع الخطوط العريضة لأمن المنطقة واستقرارها. ويرى محللون أن القمة ستناقش صياغة تحالفات أكثر صلابة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، إلى جانب بحث المصالح الاستراتيجية والأولويات الوطنية.