#أحدث الأخبار مع #ترمببلازا،Independent عربية٠٩-٠٢-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةتحويل غزة إلى منتجع فكرة مريعة لا تطرأ إلا على بال ترمبيُفترض برد الفعل على طرح دونالد ترمب الغريب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" أن يتخذ شكل "صدمة تخلو من الاستغراب". لا شك أنه من السافر والشائن أن يدعو رئيس أميركي إلى تطهير عرقي، أي ترحيل قسري، لشعب بأكمله، لكن مما يضفي بُعداً أسوأ على حلم ترمب الغريب هو ارتباط هذه الفكرة بإقامة منتجع بحري مبتذل وتافه، يتضمن طبعاً بناء فندق بشع من سلسلة أبراج ترمب في أفضل نقطة في المكان. مثل حال لبنان في عصره الذهبي الغابر، صحيح أن غزة كانت واعدة من ناحية التطوير العقاري- لكن الحرب والإرهاب وإسرائيل وحكم "حماس" الخبيث كانوا عوامل تضافرت لتؤكد أن أي تطوير من هذا النوع لن يصب أبداً في مصلحة الشعب الفلسطيني، وبعدما سُلبوا ممتلكاتهم ونُقلوا إلى مكان آخر وأرغموا على النزوح وجردوا من إنسانيتهم، ودمرت مساكنهم تماماً، لا بد أن الفلسطينيين يخشون أن تحل عليهم كارثة جديدة. تراود هذه الفكرة ترمب منذ بعض الوقت، فهو مطور عقاري في نهاية المطاف ("وربما يكون أفضلهم" كما قد يقول متبجحاً). منذ أيام قليلة قبل أن يأتي نتنياهو، طرح أحد المراسلين عليه سؤالاً خلال إحدى جلساته الماراثونية لتوقيع مراسيم تنفيذية، فذكر بصورة عرضية الموقع الجغرافي الممتاز الذي تحتله غزة. ومنذ عام مضى، عاد صهره جاريد كوشنر من المنطقة وهو يتفوه بكلام مماثل، (في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع مجدداً على وسائل التواصل الاجتماعي، يُسمع صوت كوشنر وهو يقول "قد تكون العقارات على الواجهة البحرية لغزة ذات قيمة كبيرة... لكنني أظن أنه من المنظور الإسرائيلي، سأبذل قصارى جهدي لإزالة الناس قبل أن أشرع بتطهير المكان"). دعونا لا ننسى أن برج ترمب في مانهاتن ينتصب فوق موقع كان في السابق متجراً فخماً بطراز "آرت ديكو"، وقد وضعه ترمب نصب عينيه منذ الصغر، ولم يتخل عن رغبته في الاستحواذ عليه وهدمه لبناء نصبه البراق، وفيما يصفه البعض بالمختل اجتماعياً، لا شك في أن الرجل ثابت العزم شديد الإرادة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مع ذلك، لن يتحقق مخططه المتعلق بغزة، إنه ببساطة يفوق قدرته حتى هو، وبعيداً من أنه يشكل جريمة ضد الإنسانية، فلا أحد يدعمه، حتى الأميركيين أنفسهم في الحقيقة، ومنهم جماعة "ماغا"، الذين لا ريب في أنهم لا يريدون رؤية جنود أميركيين يحاولون احتلال غزة. فمما لا شك فيه أن التجارب السابقة في الصومال والعراق وأفغانستان وغيرها من التدخلات الأجنبية الكارثية قد جعلتهم ينفرون من هكذا مشاريع دموية مكتوب لها الفشل. ولا يبدو أن الإسرائيليين أنفسهم سيستفيدون من المشروع، وهم في الوقت الحالي السلطة المحتلة القابضة على زمام الأمور، أو المسيطرة قدر المستطاع في مكان مضطرب كهذا، حتى بنيامين نتنياهو نفسه بدا حائراً بعض الشيء خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك فيما أخذ ترمب يهرف حول مشروعه كما لو أنه يميط اللثام عن نموذج مصغر لأفضل منتجع في العالم، ويدعو الصحافة للتفكير في شراء حزمة عطلات ترمب التي تشمل قضاء إجازة لـ10 أيام شاملة كل التفاصيل في خان يونس. ومن جهة أخرى، رفض المصريون والأردنيون (وهم أساساً من أكبر الدول المستضيفة للاجئين فـي العالم نسبةً إلى عدد السكان) استقبال مليون فلسطيني. في المقابل، لن يوقع السعوديون على اتفاق أبراهام، أي اتفاق السلام، مع إسرائيل في ظل هكذا ظروف، وسيكونون أقل وداً تجاه مصالح الولايات المتحدة بصورة عامة إن كتب لـ"ترمب بلازا، غزة" الحصول على ترخيص إنشاء من الحاكم الأميركي المحلي لأقاليم ما وراء البحار. لكن ما يدعو للتفاؤل، وفقاً لتجربتنا الطويلة مع ترمب، هو أنه ربما "يطرح الفكرة" كي يجربها ويرى ما قد يحدث، فهو لم يضع حقاً خطة لغزة أو الشرق الأوسط، تتخطى حدود رغبته في أن تنتهي الحروب وأن يكبح جماح إيران، آملاً في أن تنجح مبادرة اتفاقات أبراهام التي وضعها في تخفيف التوترات وعزل الإرهابيين (وهو ما قد استشرفته "حماس"، وتصرفت بناء عليه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول). هذا ليس أسلوب عمله، فهو يخلق فوضى، ويخل بالموازين ثم ينتهز الفرصة التي تسفر عنها هذه الجهود أياً كانت، لكن مختلف الأطراف المعنية ومنها الملالي، تملك أسباباً ملحة تدعوها إلى إعادة النظر في خياراتها مع وصول ترمب و"تفكيره المبتكر وآرائه الجديدة" كما "استعداده لخرق التفكير التقليدي"، حسب الوصف اللطيف الذي قدمه صديقه بيبي. إن حالفنا الحظ، قد تنجح خطة ترمب الغريبة والقاسية إلى حد يفوق الوصف حول غزة في بث درجة من الإلحاح على محادثات السلام التي لا تنتهي في قطر، وتضغط على المنطقة بأسرها كي تبدأ بالتفاوض، وتفصيل حل أكثر استدامة لمستقبل الفلسطينيين. وقد يأمل المرء حتى في احتمال أن يفكر الإيرانيون في التحاور مع أميركا، كما فعل كيم يونغ-أون عندما زار ترمب كوريا الشمالية. فوز دونالد ترمب بجائزة نوبل للسلام؟ قد لا تكون فكرة مغرية مثل بناء أفضل منتجع في العالم، لكنها ربما تشكل بديلاً مغرياً بالنسبة إلى دونالد جاي ترمب، النابغة الذي يشتهر باتزانه.
Independent عربية٠٩-٠٢-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةتحويل غزة إلى منتجع فكرة مريعة لا تطرأ إلا على بال ترمبيُفترض برد الفعل على طرح دونالد ترمب الغريب بتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" أن يتخذ شكل "صدمة تخلو من الاستغراب". لا شك أنه من السافر والشائن أن يدعو رئيس أميركي إلى تطهير عرقي، أي ترحيل قسري، لشعب بأكمله، لكن مما يضفي بُعداً أسوأ على حلم ترمب الغريب هو ارتباط هذه الفكرة بإقامة منتجع بحري مبتذل وتافه، يتضمن طبعاً بناء فندق بشع من سلسلة أبراج ترمب في أفضل نقطة في المكان. مثل حال لبنان في عصره الذهبي الغابر، صحيح أن غزة كانت واعدة من ناحية التطوير العقاري- لكن الحرب والإرهاب وإسرائيل وحكم "حماس" الخبيث كانوا عوامل تضافرت لتؤكد أن أي تطوير من هذا النوع لن يصب أبداً في مصلحة الشعب الفلسطيني، وبعدما سُلبوا ممتلكاتهم ونُقلوا إلى مكان آخر وأرغموا على النزوح وجردوا من إنسانيتهم، ودمرت مساكنهم تماماً، لا بد أن الفلسطينيين يخشون أن تحل عليهم كارثة جديدة. تراود هذه الفكرة ترمب منذ بعض الوقت، فهو مطور عقاري في نهاية المطاف ("وربما يكون أفضلهم" كما قد يقول متبجحاً). منذ أيام قليلة قبل أن يأتي نتنياهو، طرح أحد المراسلين عليه سؤالاً خلال إحدى جلساته الماراثونية لتوقيع مراسيم تنفيذية، فذكر بصورة عرضية الموقع الجغرافي الممتاز الذي تحتله غزة. ومنذ عام مضى، عاد صهره جاريد كوشنر من المنطقة وهو يتفوه بكلام مماثل، (في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع مجدداً على وسائل التواصل الاجتماعي، يُسمع صوت كوشنر وهو يقول "قد تكون العقارات على الواجهة البحرية لغزة ذات قيمة كبيرة... لكنني أظن أنه من المنظور الإسرائيلي، سأبذل قصارى جهدي لإزالة الناس قبل أن أشرع بتطهير المكان"). دعونا لا ننسى أن برج ترمب في مانهاتن ينتصب فوق موقع كان في السابق متجراً فخماً بطراز "آرت ديكو"، وقد وضعه ترمب نصب عينيه منذ الصغر، ولم يتخل عن رغبته في الاستحواذ عليه وهدمه لبناء نصبه البراق، وفيما يصفه البعض بالمختل اجتماعياً، لا شك في أن الرجل ثابت العزم شديد الإرادة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مع ذلك، لن يتحقق مخططه المتعلق بغزة، إنه ببساطة يفوق قدرته حتى هو، وبعيداً من أنه يشكل جريمة ضد الإنسانية، فلا أحد يدعمه، حتى الأميركيين أنفسهم في الحقيقة، ومنهم جماعة "ماغا"، الذين لا ريب في أنهم لا يريدون رؤية جنود أميركيين يحاولون احتلال غزة. فمما لا شك فيه أن التجارب السابقة في الصومال والعراق وأفغانستان وغيرها من التدخلات الأجنبية الكارثية قد جعلتهم ينفرون من هكذا مشاريع دموية مكتوب لها الفشل. ولا يبدو أن الإسرائيليين أنفسهم سيستفيدون من المشروع، وهم في الوقت الحالي السلطة المحتلة القابضة على زمام الأمور، أو المسيطرة قدر المستطاع في مكان مضطرب كهذا، حتى بنيامين نتنياهو نفسه بدا حائراً بعض الشيء خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك فيما أخذ ترمب يهرف حول مشروعه كما لو أنه يميط اللثام عن نموذج مصغر لأفضل منتجع في العالم، ويدعو الصحافة للتفكير في شراء حزمة عطلات ترمب التي تشمل قضاء إجازة لـ10 أيام شاملة كل التفاصيل في خان يونس. ومن جهة أخرى، رفض المصريون والأردنيون (وهم أساساً من أكبر الدول المستضيفة للاجئين فـي العالم نسبةً إلى عدد السكان) استقبال مليون فلسطيني. في المقابل، لن يوقع السعوديون على اتفاق أبراهام، أي اتفاق السلام، مع إسرائيل في ظل هكذا ظروف، وسيكونون أقل وداً تجاه مصالح الولايات المتحدة بصورة عامة إن كتب لـ"ترمب بلازا، غزة" الحصول على ترخيص إنشاء من الحاكم الأميركي المحلي لأقاليم ما وراء البحار. لكن ما يدعو للتفاؤل، وفقاً لتجربتنا الطويلة مع ترمب، هو أنه ربما "يطرح الفكرة" كي يجربها ويرى ما قد يحدث، فهو لم يضع حقاً خطة لغزة أو الشرق الأوسط، تتخطى حدود رغبته في أن تنتهي الحروب وأن يكبح جماح إيران، آملاً في أن تنجح مبادرة اتفاقات أبراهام التي وضعها في تخفيف التوترات وعزل الإرهابيين (وهو ما قد استشرفته "حماس"، وتصرفت بناء عليه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول). هذا ليس أسلوب عمله، فهو يخلق فوضى، ويخل بالموازين ثم ينتهز الفرصة التي تسفر عنها هذه الجهود أياً كانت، لكن مختلف الأطراف المعنية ومنها الملالي، تملك أسباباً ملحة تدعوها إلى إعادة النظر في خياراتها مع وصول ترمب و"تفكيره المبتكر وآرائه الجديدة" كما "استعداده لخرق التفكير التقليدي"، حسب الوصف اللطيف الذي قدمه صديقه بيبي. إن حالفنا الحظ، قد تنجح خطة ترمب الغريبة والقاسية إلى حد يفوق الوصف حول غزة في بث درجة من الإلحاح على محادثات السلام التي لا تنتهي في قطر، وتضغط على المنطقة بأسرها كي تبدأ بالتفاوض، وتفصيل حل أكثر استدامة لمستقبل الفلسطينيين. وقد يأمل المرء حتى في احتمال أن يفكر الإيرانيون في التحاور مع أميركا، كما فعل كيم يونغ-أون عندما زار ترمب كوريا الشمالية. فوز دونالد ترمب بجائزة نوبل للسلام؟ قد لا تكون فكرة مغرية مثل بناء أفضل منتجع في العالم، لكنها ربما تشكل بديلاً مغرياً بالنسبة إلى دونالد جاي ترمب، النابغة الذي يشتهر باتزانه.