منذ 19 ساعات
الروائي تشارلز ديكنز
يُعتبر الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز من أهم كُتَّاب العصر الفيكتوري وأكثرهم تأثيرًا وذلك لجودة أسلوبه، وبراعته الأدبية، كما أنه يُعد من أحد أشهر الشخصيات الأدبية العالمية، وهو أحد الرموز الثقافية التاريخية، انتشرت كتبه في جميع أنحاء العالم، ولاقت أعماله شعبية كبيرة أثناء حياته وبعد وفاته، حيث كانت له قدرة هائلة على وصف الطبقات الاجتماعية في انجلترا، ونقل الصورة الواقعية للمجتمع من حوله، ورغم جدية طرحه إلا أن أسلوبه لم يكن يخلو من السخرية والفكاهة، كما أنه كان يهدف في رواياته إلى الإصلاح الاجتماعي فهو يحمل عاطفة دائمة نحو الفقراء والمظلومين، يُقال إن المعاناة غالبًا لها دور كبير في النجاحات البشرية وفي ظهور المبدعين،ويعد تشارلز ديكنز أحد تلك الأمثلة،فقد عاش طفولة بائسة لأنه أحد أفراد أسرة كبيرة تنتمي إلى الطبقة الكادحة،فهو الابن الثاني بين ثمانية إخوة،عاش طفولته في (بلومزبري) في لندن، ثم انتقل إلى (تشاتام) في كنت، ثم عاد إلى لندن وعاش في (كامدن تاون)، أحد الأحياء الفقيرة هناك،وفي ذلك الوقت كانت الأوضاع المادية للعائلة في أسوأ أحوالها حيث كان والده موظفًا بسيطًا، ولم يعد بإمكانه تأمين احتياجات أسرته،مما تسبب في تراكم الديون عليه ودخوله إلى السجن، وقد أدت تلك الظروف إلى تنازل تشارلز الطفل عن دراسته والعمل في مصنع ليتمكن من مساعدة أسرته ماديًا رغم أنه لم يتجاوز الاثني عشر ربيعًا من عمره،ثم عاد إلى مقاعد الدراسة بعد خروج والده من السجن،بدأت مسيرته الكتابية أثناء عمله في مكتب محاماة، حيث كان يكتب التقارير للمحاكم القانونية في لندن،وذلك عند عمر الخامسة عشر، بدأت شهرته الفنية والأدبية بالنشر في الصحف والمجلات باستخدام اسم مستعار (بوز) ثم نشر أول كتاب (قصاصات بوز) بعدها توالت كتبه ورواياته التي حظيت باستحسان كبير، لأن قلمه كان يدعو إلى إصلاح المجتمعات، والتخلص من الظلم والشر، فقد انعكست الأيام البائسة التي عاشها تشارلز في طفولته على الكثير من كتبه، فلامست الجمهور، وتركت الأثر،إضافةً إلى براعة السرد القصصي، وقوة الإحساس، تُرجمت أعماله للعديد من اللغات،كما دُرست في العديد من الجامعات،وتُعد (مذكرات بيكويك) أول رواياته كما أنه له إنتاج ثقافي غزير،ومن أهم أعماله (أوليفر تويست) و(آمال عظيمة) و(قصة مدينتين) و(ترنيمة عيد الميلاد) وغيرها الكثير، وقد اقتبست أعماله وتحول العديد منها إلى السينما والتلفزيون،ورغم رحيل تشارلز إلا أنه مازال يحصل على التكريم العالمي من خلال العديد من الفعاليات، كما تحوَّل منزله التاريخي في لندن إلى متحف يحمل اسمه وأصبح مزارًا للسياح والمثقفين، مازالت قصص تشارلز ديكينز تخاطب القارئ رغم المسافة الزمنية والتي وصلت إلى قرنين، ورغم الطفولة البائسة التي عاشها إلا أنه تمكن من ترك بصمة واضحة في الأدب العالمي.