أحدث الأخبار مع #تشيرازا


النهار
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
حين تولّى الذكاء الاصطناعي إدارة صحيفة: تجربة إيطالية تثير الجدل
لندن - "النهار" نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً تناول تجربة فريدة من نوعها تخوضها صحيفة إيطالية صغيرة تُدعى "إل فوليو"، قررت فيها تسليم زمام إنتاج محتواها التحريري إلى الذكاء الاصطناعي، من ضمن مشروع اختباري يحمل اسم "فوليو AI". ووصفت الصحيفة هذه التجربة بأنها محاولة "لإطلاق جرس إنذار" حيال التحديات التي قد تواجهها الصحافة التقليدية في المستقبل القريب. تعود فكرة "فوليو AI" إلى كلاوديو تشيرازا، رئيس تحرير الصحيفة اليومية ذات التوجه اليميني المعتدل، الذي قال إنه أطلق هذا المشروع لاختبار إمكانات الذكاء الاصطناعي وحدوده، وكذلك كنوع من "الدعوة إلى السلاح" للصحافيين، لحثّهم على التميز في عملهم أمام اجتياح الأدوات التقنية المتقدمة. يقول تشيرازا: "إنها أشبه باختبار ضغط ضخم لفهم ليس ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله فحسب، بل ما يجب على الصحافيين فعله في المستقبل ليكونوا أفضل من الآلات". تجربة تثير الإعجاب... والقلق ورغم النيات المُعلنة، أثارت التجربة الكثير من الجدل. فقد شكك بعض النقّاد في دوافع المشروع، معتبرين إياه حيلة دعائية. واعتبروا أن تجربة من هذا النوع، تأتي في وقت تواجه فيه المؤسسات الإعلامية حول العالم أسئلة صعبة بشأن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وشفافية، وقد تُربك القرّاء وتُعرضهم لمحتوى مخفوض الجودة، مما يُساهم في تآكل الثقة بالصحافة. وفي عمود ساخر نُشر في صحيفة "بوليتيكو يوروب" Politico Europe، كتبت جوليا بولوني أن "إل فوليو" "تلعب بالنار الأخلاقية في أسوأ لحظة في التاريخ". من مقالة أسبوعية إلى عدد كامل من إنتاج الآلة قال تشيرازا إن فكرة إدماج الذكاء الاصطناعي في الصحيفة بدأت قبل قرابة عام عندما بدأت "إل فوليو" بنشر مقال أسبوعياً من إنتاج الذكاء الاصطناعي، من دون إبلاغ القرّاء، وطلبت منهم تخمين المقال، مع وعد بجائزة لمن يُصيب: اشتراك مجاني وزجاجة شمبانيا. وأوضح أن معظم القرّاء تمكنوا من التخمين الصحيح، وكانوا "متحمسين" للتجربة. أما أولئك الذين أخطأوا، فقد كشفوا له أن بعض مقالات فريق التحرير كانت تقليدية جداً وتفتقر إلى الابتكار، مما دفعه للقول إن الصحيفة بحاجة إلى "تحسين صحافتها". قبل شهرين، قرر تشيرازا إطلاق عدد محدود مكتوب بالكامل باستخدام ChatGPT Pro، وبدأ بإعطاءه مواضيع يومية ليكتب عنها، شريطة التزام الخط التحريري للصحيفة، الذي وصفه بأنه "مؤيد لأوروبا، داعم للعولمة، ومعادٍ للشعبوية". لكن النتائج لم ترقَ إلى مستوى التوقعات. فوفقاً لتشيرازا، أنتج الذكاء الاصطناعي مقالات مليئة بالأخطاء الواقعية والإملائية، وتضمنت أحداثاً مختلقة، فضلًا عن أسلوب ممل وباهت. وكان الحل الذي اعتمده يتمثل بتكليف صحافيَين اثنين للتحقق من دقة المقالات قبل نشرها في "فوليو AI". أما الأخبار الكاذبة فتم حذفها، في حين تُركت الأخطاء الطفيفة والأسلوب الركيك على حاله، لأن تشيرازا يرى فيها تجسيداً لحدود الذكاء الاصطناعي. غياب تحذيرات بشأن دقة المحتوى رغم أن النسخة تشير بوضوح إلى أن النصوص مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي – كاستخدام عبارة "نص مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي" بدلًا من توقيع الكاتب – فإنها لا تُحذّر القرّاء من احتمال أن يكون المحتوى غير دقيق أو غير أصلي. على سبيل المثال، تضمن مقال نُشر في عدد 17 آذار /مارس عن "العلاقات غير المُعرّفة" (situationships) فقرات منسوخة من مقال سبق أن نُشر في مجلة The Atlantic بتاريخ 10 آذارمارس. وقال تشيرازا إنه طلب من "تشات جي بي تي" أن يستند إلى مقال المجلة، وأن "يضيف شيئاً جديداً" حول موضوع العلاقات الشبابية، لكن الذكاء الاصطناعي "لم يستطع فعل ذلك، وقام ببساطة بالنسخ واللصق. وهذه من الحالات التي يسيء فيها الذكاء الاصطناعي الأداء"، على حد قوله. وأضاف أنه ينوي كشف هذه الحالة وغيرها من الأخطاء عند انتهاء التجربة في 11 نيسان /أبريل، ودعوة القرّاء الى تحليل أخطاء الذكاء الاصطناعي بأنفسهم. إشادة حذرة وتحذيرات متكررة الصحافي الإيطالي جياني ريوتا أشاد بالتجربة، واصفاً إياها بـأنها "جريئة" في بلد لم يكن دائماً منفتحاً على الابتكارات التكنولوجية. وأشار إلى أن وكالة حماية البيانات الإيطالية كانت أول جهة في الغرب تحظر استخدام "تشات جي بي تي" عند إطلاقه لأسباب تتعلق بالخصوصية – قبل أن تتراجع لاحقاً عن القرار. وأوضح أن بعض المقالات كانت ضعيفة الصياغة، لكنه رأى أن المشكلة تكمن في أن "التوجيهات التي قُدمت للآلة لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية". وأضاف: "إذا أحسنت توجيه الآلة، فستكتب مثل البشر، بل ربما أفضل". أما تشارلي بيكيت، الخبير في الذكاء الاصطناعي والصحافة في كلية لندن للاقتصاد، فقد حذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى تحريري من دون ضوابط، لما قد يحمله ذلك من خطر نشر معلومات خاطئة أو مثيرة بشكل مبالغ فيه. وأكد أن العديد من غرف الأخبار بدأت بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي لأداء مهمات روتينية مثل نسخ المقابلات أو فرز البيانات الصحافية، لكنه حذّر من أن فكرة "إنتاج محتوى أصلي بالكامل، خصوصاً من مصادر مفتوحة... أمر خطير للغاية". ولهذا السبب، لا يرى بيكيت أن مشروع "فوليو AI" يُجسّد "مستقبل الصحافة"، بل يعتبر أن المستقبل سيكون في "صحافة مدعومة بالذكاء الاصطناعي"، تُستخدم فيها الأدوات التقنية في خدمات محددة كروبوتات المحادثة الإخبارية، ولكن دائماً تحت إشراف تحريري بشري، ما يُتيح للصحافيين التفرغ للتقارير الأصلية والتحقيقات. الذكاء الاصطناعي يقوّم نفسه في نهاية الأسبوع الأول من التجربة، طلب تشيرازا من "تشات جي بي تي" أن يُقيّم إنتاجه. فجاء في المقال الذي كتبه النموذج: "الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يكتب بشكل جيد، لكن الكتابة الجيدة ليست صحافة بعد". وأضاف: "نجحت التجربة لأنها تجربة. إنها ليست لعبة، ولا تسويقاً (أو ليست كذلك فقط)، بل سؤال موجه إلى القراء، الصحافيين، الناشرين، وصنّاع القرار في الثقافة الإيطالية: ماذا يتبقى من الصحافة إذا أزلنا توقيع الكاتب؟ ماذا تصبح الصحيفة إن كانت بالكامل من إنتاج آلة لغوية مدرّبة، مع إشراف بشري؟". ختم بيكيت بالقول إن هذه التجربة تُبرز ضرورة أن يلتزم الصحافيون معايير عالية من الدقة والأصالة. وأضاف: "من السهل السخرية من الذكاء الاصطناعي بسبب بعض الأخطاء، لكن، كما تعلمون، أستطيع أن أجد تشويهات وأخطاء في الإعلام التقليدي كل يوم". واختتم قائلاً: "آمل أن تكون تجربة فوليو AI بمثابة جرس إنذار لتحسين الأداء الصحافي"

السوسنة
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- السوسنة
صحافة بلا صحافيين
قبل أكثر من سنتين، طالعت في إحدى صفحات شبكة «الإنترنت»، التي تُسّوق أدوات «الذكاء الاصطناعي»، للمساعدة في كتابة المحتوى، هذه العبارة: «هل أنت كاتب تتطلع إلى توفير الوقت في البحث والصياغة؟ هل أنت محرّر تبحث عن طريقة لإنشاء محتوى مكتوب بسهولة؟ هل أنت ناشر ترغب في إضافة محتوى جديد إلى موقع (الويب) الخاص بك دون الحاجة إلى توظيف كُتّاب جدد؟ إذا كان أي من هؤلاء يصف حالتك، فإن هذا المنشور يناسبك. سنغطي أفضل مواقع الكتابة بـ(الذكاء الاصطناعي)، حتى تتمكن من البدء في إنشاء محتوى رائع اليوم».لم يكن مثل هذا الإعلان سوى ناقوس خطر يدق بقوة، ليُخبرنا أن صناعة الصحافة، بأنماطها المختلفة، وفنونها المتعددة، باتت هدفاً سهلاً لمفاعيل «الذكاء الاصطناعي»، بكل ما يعنيه ذلك من تغيير عالمها، وربما تقويض أركان إنتاجها، التي استقرت لعقود طويلة.ينطوي هذا الإعلان، كما يتضح من قراءة سطوره ذات اللغة المباشرة والسهلة، على وعد قاطع وكامل بإنشاء صحيفة متكاملة، من دون الحاجة إلى صحافيين من البشر؛ أي وعد بصحافة بلا صحافيين.لم يمر كثير من الوقت حتى قرأنا نتائج استطلاع رأي نظمه «معهد رويترز لدراسة الصحافة»، بالمشاركة مع جامعة أكسفورد، وهو الاستطلاع الذي أظهر توافقاً بين الخبراء المستطلعة آراؤهم على أن آليات «الذكاء الاصطناعي» الجديدة ستغيِّر طبيعة المحتوى المنشور تغييراً حاداً، بل إن قطاعاً منهم أفاد بأنه بحلول عام 2026 سيكون نحو 90 في المائة من المحتوى المنشور على شبكة «الإنترنت» مُنتجاً بطريقة آلية.لذلك، فلم يكن مستغرباً أن تعلن صحيفة «الـ فوجيو» الإيطالية عن مسابقة مثيرة للاهتمام بين قرائها، في شهر مارس (آذار) 2023، وفي تلك المسابقة قررت الصحيفة أن تضع بين القصص التي تنشرها بانتظام عدداً من الموضوعات التي حصلت عليها عبر توظيف تقنيات «الذكاء الاصطناعي»، بينما يكمن التحدي في قدرة القراء على تمييز تلك الموضوعات، وعند قيام أحدهم بتحديدها على نحو صحيح سيكون بإمكانه الفوز باشتراك مجاني في الصحيفة. ويبدو أن تلك المسابقة لم تُثمر عدداً كبيراً من الفائزين؛ إذ أخفق كثير من المتسابقين في تمييز المنتجات البشرية عن تلك الآلية.لقد أدى وجود مثل تلك الإعلانات بكثرة على صفحات «الإنترنت»، والتحسينات المتتالية التي تجري على أدوات «الذكاء الاصطناعي» المختلفة، وتنوعها وتعددها، إلى تحفيز بعض العاملين في قطاع الإعلام على اختبار قدرة هذا المُنتج الجديد على الوفاء بمتطلبات العمل الصحافي، وتجنيب الناشرين إنفاق الجهد والوقت والمال لتدبيج المحتوى الذي يُقدم للجمهور.ومن بين هؤلاء الذين تحمسوا لتجربة منتجات «الذكاء الاصطناعي» ليحل مكان الصحافي البشري، ستبرز صحيفة «إيل فوليو» Il Foglio الإيطالية، التي دشنت تجربة وُصفت بأنها «اختراق عالمي»، يوم الثلاثاء الماضي، حين قررت أن تصدر، على مدى شهر كامل، في أعداد مُعدة بالكامل بواسطة «الذكاء الاصطناعي».تطبع «إيل فوليو» يومياً نحو 29 ألف نسخة، وتُصنف نفسها على أنها «صحيفة جريئة»، تقدم المحتوى للجمهور بـ«طابعها الخاص»، ورغم ذلك؛ فإنها لم تجد في قيامها بهذه الخطوة مخاطرة من أي نوع، بل على العكس تماماً، فقد احتفلت بزيادة قرائها بنسبة 60 في المائة نتيجة لتجربتها تلك، وعندما سعت إلى استطلاع آراء القراء فيما أقدمت عليه، تبيَّن لها أن 90 في المائة منهم «استمتعوا بالتجربة»، وفق ما أكد مديرها كلاوديو تشيرازا.يشرح تشيرازا في مقابلة صحافية ما فعلته صحيفته لخوض تجربتها المثيرة؛ فيقول إن صحافيي الجريدة البشريين عقدوا اجتماع التحرير اليومي الاعتيادي، وبدلاً من الانطلاق لتنفيذ الأفكار التي توصلوا إليها، فإنهم كلَّفوا «تشات جي بي تي» بإنجازها، بعدما زوَّدوه بتعليمات تخص المواضيع المُختارة، ونبرة المعالجة المطلوبة؛ فنفَّذ المطلوب، وأنجز صحيفة في أربع صفحات، تتضمن 22 موضوعاً، في مجالات السياسة والأعمال والموضة، ومعها ثلاث مقالات رأي تتناول قضايا مختلفة.يؤكد تشيرازا أن تلك التجربة المثيرة عمل إيجابي يستهدف رفد الصحافة بقيمة جديدة تعتمد على الابتكار والمُستحدثات التكنولوجية، وأنها تهدف إلى «إنعاش الصحافة لا قتلها»، لكنه مع ذلك لم يخبرنا بما إذا كان سيستمر في الاعتماد على «الذكاء الاصطناعي» إذا نجحت تلك التجربة، كما لم يخبرنا عن مصير الصحافيين البشريين في هذه الحال.تلك مؤشرات واضحة وصادمة في آن. «الذكاء الاصطناعي» في طريقه ليحل محل البشر في صناعة الصحافة، وهو يفعل ذلك بشغف ونهم شديدين، ويتقدم باطراد. والأمل ألا يكون ذلك على حساب قيم والتزامات أساسية في صناعة الصحافة، التي يبدو أن البعض يراها مُمكنة من دون صحافيين.


الشرق الأوسط
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
صحافة بلا صحافيين!
قبل أكثر من سنتين، طالعت في إحدى صفحات شبكة «الإنترنت»، التي تُسّوق أدوات «الذكاء الاصطناعي»، للمساعدة في كتابة المحتوى، هذه العبارة: «هل أنت كاتب تتطلع إلى توفير الوقت في البحث والصياغة؟ هل أنت محرّر تبحث عن طريقة لإنشاء محتوى مكتوب بسهولة؟ هل أنت ناشر ترغب في إضافة محتوى جديد إلى موقع (الويب) الخاص بك دون الحاجة إلى توظيف كُتّاب جدد؟ إذا كان أي من هؤلاء يصف حالتك، فإن هذا المنشور يناسبك. سنغطي أفضل مواقع الكتابة بـ(الذكاء الاصطناعي)، حتى تتمكن من البدء في إنشاء محتوى رائع اليوم». لم يكن مثل هذا الإعلان سوى ناقوس خطر يدق بقوة، ليُخبرنا أن صناعة الصحافة، بأنماطها المختلفة، وفنونها المتعددة، باتت هدفاً سهلاً لمفاعيل «الذكاء الاصطناعي»، بكل ما يعنيه ذلك من تغيير عالمها، وربما تقويض أركان إنتاجها، التي استقرت لعقود طويلة. ينطوي هذا الإعلان، كما يتضح من قراءة سطوره ذات اللغة المباشرة والسهلة، على وعد قاطع وكامل بإنشاء صحيفة متكاملة، من دون الحاجة إلى صحافيين من البشر؛ أي وعد بصحافة بلا صحافيين. لم يمر كثير من الوقت حتى قرأنا نتائج استطلاع رأي نظمه «معهد رويترز لدراسة الصحافة»، بالمشاركة مع جامعة أكسفورد، وهو الاستطلاع الذي أظهر توافقاً بين الخبراء المستطلعة آراؤهم على أن آليات «الذكاء الاصطناعي» الجديدة ستغيِّر طبيعة المحتوى المنشور تغييراً حاداً، بل إن قطاعاً منهم أفاد بأنه بحلول عام 2026 سيكون نحو 90 في المائة من المحتوى المنشور على شبكة «الإنترنت» مُنتجاً بطريقة آلية. لذلك، فلم يكن مستغرباً أن تعلن صحيفة «الـ فوجيو» الإيطالية عن مسابقة مثيرة للاهتمام بين قرائها، في شهر مارس (آذار) 2023، وفي تلك المسابقة قررت الصحيفة أن تضع بين القصص التي تنشرها بانتظام عدداً من الموضوعات التي حصلت عليها عبر توظيف تقنيات «الذكاء الاصطناعي»، بينما يكمن التحدي في قدرة القراء على تمييز تلك الموضوعات، وعند قيام أحدهم بتحديدها على نحو صحيح سيكون بإمكانه الفوز باشتراك مجاني في الصحيفة. ويبدو أن تلك المسابقة لم تُثمر عدداً كبيراً من الفائزين؛ إذ أخفق كثير من المتسابقين في تمييز المنتجات البشرية عن تلك الآلية. لقد أدى وجود مثل تلك الإعلانات بكثرة على صفحات «الإنترنت»، والتحسينات المتتالية التي تجري على أدوات «الذكاء الاصطناعي» المختلفة، وتنوعها وتعددها، إلى تحفيز بعض العاملين في قطاع الإعلام على اختبار قدرة هذا المُنتج الجديد على الوفاء بمتطلبات العمل الصحافي، وتجنيب الناشرين إنفاق الجهد والوقت والمال لتدبيج المحتوى الذي يُقدم للجمهور. ومن بين هؤلاء الذين تحمسوا لتجربة منتجات «الذكاء الاصطناعي» ليحل مكان الصحافي البشري، ستبرز صحيفة «إيل فوليو» Il Foglio الإيطالية، التي دشنت تجربة وُصفت بأنها «اختراق عالمي»، يوم الثلاثاء الماضي، حين قررت أن تصدر، على مدى شهر كامل، في أعداد مُعدة بالكامل بواسطة «الذكاء الاصطناعي». تطبع «إيل فوليو» يومياً نحو 29 ألف نسخة، وتُصنف نفسها على أنها «صحيفة جريئة»، تقدم المحتوى للجمهور بـ«طابعها الخاص»، ورغم ذلك؛ فإنها لم تجد في قيامها بهذه الخطوة مخاطرة من أي نوع، بل على العكس تماماً، فقد احتفلت بزيادة قرائها بنسبة 60 في المائة نتيجة لتجربتها تلك، وعندما سعت إلى استطلاع آراء القراء فيما أقدمت عليه، تبيَّن لها أن 90 في المائة منهم «استمتعوا بالتجربة»، وفق ما أكد مديرها كلاوديو تشيرازا. يشرح تشيرازا في مقابلة صحافية ما فعلته صحيفته لخوض تجربتها المثيرة؛ فيقول إن صحافيي الجريدة البشريين عقدوا اجتماع التحرير اليومي الاعتيادي، وبدلاً من الانطلاق لتنفيذ الأفكار التي توصلوا إليها، فإنهم كلَّفوا «تشات جي بي تي» بإنجازها، بعدما زوَّدوه بتعليمات تخص المواضيع المُختارة، ونبرة المعالجة المطلوبة؛ فنفَّذ المطلوب، وأنجز صحيفة في أربع صفحات، تتضمن 22 موضوعاً، في مجالات السياسة والأعمال والموضة، ومعها ثلاث مقالات رأي تتناول قضايا مختلفة. يؤكد تشيرازا أن تلك التجربة المثيرة عمل إيجابي يستهدف رفد الصحافة بقيمة جديدة تعتمد على الابتكار والمُستحدثات التكنولوجية، وأنها تهدف إلى «إنعاش الصحافة لا قتلها»، لكنه مع ذلك لم يخبرنا بما إذا كان سيستمر في الاعتماد على «الذكاء الاصطناعي» إذا نجحت تلك التجربة، كما لم يخبرنا عن مصير الصحافيين البشريين في هذه الحال. تلك مؤشرات واضحة وصادمة في آن. «الذكاء الاصطناعي» في طريقه ليحل محل البشر في صناعة الصحافة، وهو يفعل ذلك بشغف ونهم شديدين، ويتقدم باطراد. والأمل ألا يكون ذلك على حساب قيم والتزامات أساسية في صناعة الصحافة، التي يبدو أن البعض يراها مُمكنة من دون صحافيين.


موقع كتابات
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- موقع كتابات
بإيطاليا .. 'إيل فوليو' تطلق أول صحيفة مولدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي في العالم
وكالات- كتابات: بدأت صحيفة (إيل فوليو) الإيطالية؛ خوض تجربة غير مسبَّوقة على مستوى العالم، من خلال إصدار عددً تم إنشاؤه بالكامل بواسطة 'الذكاء الاصطناعي'. وتُعدّ (إيل فوليو)؛ واحدة من الصحف اليومية الجريئة في 'إيطاليا'، حيث تُصدر نحو: (29) ألف نسخة يوميًا. وأصبحت الآن أول صحيفة تُنشيء أعدادًا كاملة باستخدام تقنيات 'الذكاء الاصطناعي' التوليّدي، في تجربة تعكس التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الإعلام. ويتكوّن كل عدد من الصحيفة؛ التي يتولى 'الذكاء الاصطناعي' إنشاءه من أربع صفحات تضمّ نحو (22) مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاث مقالات رأي. عمليًا؛ يطلب صحافيو (إيل فوليو)؛ البالغ عددهم نحو: (20) من روبوت المحادثة القائم على 'الذكاء الاصطناعي' التوليّدي؛ (تشات جي. بي. تي)، التابع لشركة (أوبن إيه. آي) كتابة مقال عن موضوع محدّد بنبرة معينة، فينَّتج الروبوت نصًا باستخدام معلومات يجمعها من 'الإنترنت'. الهدف من التجربة.. يؤكد مدير الصحيفة؛ 'كلاوديو تشيرازا'، أن الهدف من التجربة هو اختبار إمكانيات 'الذكاء الاصطناعي' ومعرفة حدوده وفرصه، بالإضافة إلى إثارة نقاش واسع حول مستقبل الصحافة. ويقول 'تشيرازا': 'يجب ألا نخشى هذا التطور، بل علينا استغلاله كفرصة لتعزيز الإبداع البشري في العمل الصحافي'. وأضاف أن الصحيفة تطرح مواضيع عدة خلال اجتماعات التحرير؛ وتُقرّر أيٍ منها ستتم معالجته بواسطة 'الذكاء الاصطناعي'، مع توجيه طلبات دقيقة للروبوت بشأن الموضوع والأسلوب، سواء كان ساخرًا أو استفزازيًا أو تحليليًا. ومن بين المقالات التي كتبها 'الذكاء الاصطناعي'؛ هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء؛ 'جورجيا ميلوني'، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين؛ 'دونالد ترمب' و'فلاديمير بوتين'، ومقال عن الموضة. وأشار مدير الصحيفة إلى أن 'الذكاء الاصطناعي' قدّم أداءً فاق التوقعات، مؤكدًا أنه لا يمكن إيقاف هذه التكنولوجيا، بل يجب فهمها وإتقانها وتحويلها إلى فرصة للنمو، مشددًا على أن وجود الصحافيين البشر سيظل ضروريًا، حيث إن مقالاتهم تحتوي دائمًا على لمسات إبداعية وروابط غير متوقعة لا يمتلكها 'الذكاء الاصطناعي'. فضول أم حماس ؟ يبدو أن التجربة قد أثارت فضول فريق التحرير بدلًا من مخاوفهم، كما لاقت صدى واسعًا لدى القراء. في اليوم الأول من إصدار النسخة الاصطناعية، ارتفعت مبيعات الصحيفة بنسبة: (60%). وبينما استمتع: (90%) من القراء بهذه التجربة، أعرب: (10%) عن قلقهم من تأثير 'الذكاء الاصطناعي' على الصحافة التقليدية. وأكد أن التجربة ساهمت في زيادة مبيعات الصحيفة بنسبة (60) في المئة في يومها الأول، ما يعكس اهتمام الجمهور بمثل هذه الابتكارات.


شفق نيوز
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
لأول مرة بالعالم.. إصدار صحيفة مولدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي
شفق نيوز/ بدأت صحيفة "إيل فوليو" الإيطالية خوض تجربة غير مسبوقة على مستوى العالم، من خلال اصدار عددً تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتُعدّ "إيل فوليو" واحدة من الصحف اليومية الجريئة في إيطاليا، حيث تُصدر نحو 29 ألف نسخة يوميًا. وأصبحت الآن أول صحيفة تُنشئ أعدادًا كاملة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في تجربة تعكس التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الإعلام. ويتكوّن كل عدد من الصحيفة التي يتولى الذكاء الاصطناعي إنشاءه من أربع صفحات تضمّ نحو 22 مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاث مقالات رأي. عمليًا، يطلب صحافيو "إيل فوليو" البالغ عددهم نحو 20 من روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي" كتابة مقال عن موضوع محدّد بنبرة معينة، فينتج الروبوت نصًا باستخدام معلومات يجمعها من الإنترنت. الهدف من التجربة يؤكد مدير الصحيفة، كلاوديو تشيرازا، أن الهدف من التجربة هو اختبار إمكانيات الذكاء الاصطناعي ومعرفة حدوده وفرصه، بالإضافة إلى إثارة نقاش واسع حول مستقبل الصحافة. ويقول تشيرازا: "يجب ألا نخشى هذا التطور، بل علينا استغلاله كفرصة لتعزيز الإبداع البشري في العمل الصحفي". وأضاف أن الصحيفة تطرح مواضيع عدة خلال اجتماعات التحرير، وتقرر أي منها ستتم معالجته بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع توجيه طلبات دقيقة للروبوت بشأن الموضوع والأسلوب، سواء كان ساخرًا أو استفزازيًا أو تحليليًا. ومن بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ومقال عن الموضة. وأشار مدير الصحيفة إلى أن الذكاء الاصطناعي قدّم أداءً فاق التوقعات، مؤكدًا أنه لا يمكن إيقاف هذه التكنولوجيا، بل يجب فهمها وإتقانها وتحويلها إلى فرصة للنمو، مشددًا على أن وجود الصحافيين البشر سيظل ضروريًا، حيث إن مقالاتهم تحتوي دائمًا على لمسات إبداعية وروابط غير متوقعة لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي. فضول أم حماس؟ يبدو أن التجربة قد أثارت فضول فريق التحرير بدلاً من مخاوفهم، كما لاقت صدى واسعًا لدى القراء. في اليوم الأول من إصدار النسخة الاصطناعية، ارتفعت مبيعات الصحيفة بنسبة 60%. وبينما استمتع 90% من القراء بهذه التجربة، أعرب 10% عن قلقهم من تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة التقليدية. وأكد أن التجربة ساهمت في زيادة مبيعات الصحيفة بنسبة 60 في المئة في يومها الأول، ما يعكس اهتمام الجمهور بمثل هذه الابتكارات.