أحدث الأخبار مع #تلغرافإدريس


إيطاليا تلغراف
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
يوم القدس العالمي...يوم المستضعفين لمواجهة المتغطرسين
إيطاليا تلغراف إدريس عدار يوم القدس العالمي أصبح حكاية تجر وراءها تاريخا من مواجهة الغطرسة. انبثق ذات يوم ليعلن أن الهيمنة على الأمة ليست قدرا. لم نخلق مستضعفين ولكن أصبحنا كذلك. ملحمة من التضحيات ومواكب من الشهداء قصد بقاء هذه الجذوة متقدة. القدس ليست مدينة ولكنها ثقافة. من يدعو اليوم إلى التعايش لا يريد أن يفهم أن القدس عرفت التعايش قلب دخول عصابات الهاغانا. القدس مدينة الله التي التقى فيها الجميع. دافع عنها القديسون والشهداء. مسلمون ومسيحيون وغيرهم. المطران هيلاريون كبودشي فداها بجسده. رجل دين مسيحي بجواز ديبلوماسي ومسؤوليات في الكنيسة المسيحية. كان يهرب الأسلحة بسيارته الديبلوماسية للمقاومين. تم تعذيبه من قبل عصابات الصهاينة وسجنه خمس سنوات. رحمة الله عليه. أول مرة يتم الاحتفال بهذا اليوم كان قبل 46 سنة. بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران اقترح الإمام الخميني تخليدا عاما وتجسيدا للاحتجاج على الغطرسة. جاء ذلك في رسالة قصيرة قال فيها: 'إنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين. لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني – وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم'. وأوضح في خطابات أخرة معنى تخليد يوم القدس العالمي: 'يوم القدس هو يوم عالمي. إنه ليس يومًا مخصصًا للقدس فقط، إنه يوم للمضطهدين لمواجهة المتعجرفين. إنه يوم المواجهة بين الأمم التي كانت تحت ضغط القمع الأمريكي وغير الأمريكي ضد القوى العظمى. إنه يوم يتسلح فيه المظلوم ضد المتكبر، إنه اليوم الذي يكون فيه التمييز بين المنافقين والملتزمين. أولئك الملتزمون يعتبرون هذا اليوم يومًا مقدسًا، ويفعلون ما يجب عليهم فعله'. وأوضح في مكان آخر 'نحن جميعًا من المستضعفين، أي أننا أناس اعتبرتهم القوى العظمى ضعفاء، لم يعتبرونا شيئًا. نريد الخروج من هذا الاتجاه'. وشدد على أن 'أمريكا هي العدو الأول للمحرومين والمضطهدين في العالم. أمريكا لا تمتنع عن ارتكاب أي جريمة بسبب هيمنتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية على العالم الخاضع لسيطرتها. إنها تستغل شعوب العالم المظلومة بدعايتها الواسعة التي نظمتها الصهيونية العالمية، تمتص دماء الناس الذين لا حول لهم ولا قوة وكأن لا أحد في العالم له الحق في العيش إلا هي وأتباعها'. أتعجب من البعض ممن يصر على اعتبار حركات المقاومة أدرعا لإيران. والواقع أن الكل أدرع للقدس. إيطاليا تلغراف


إيطاليا تلغراف
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- إيطاليا تلغراف
تأشيرة الدخول إلى المغرب وضرورة المعاملة المثل
إيطاليا تلغراف إدريس الأندلسي أصبح مشهد صفوف المواطنين المغاربة أمام قنصليات العديد من الدول يبعث على الخجل. صفوف تضم طلبة، و رجال أعمال و عائلات لديها مهاجرون مقيمون في أوروبا أو آسيا و أمريكا. تزداد هذه الصفوف طولا أمام سفارات دول الخليج خلال موسمي العمرة و الحج و مهرجانات التجارة، و غيرها من المناسبات و الظروف. يتساءل الكثير من المغاربة عن دخول ،من غير تأشيرة ، لمواطني الدول التي تفرض علينا تأشيرات. كثيرة هي الجنسيات التي لا تفكر في التأشيرة قبل برمجة رحلتها إلى المغرب. يصل الأوروبي، مرفوع الرأس، أمام مصالح ختم جوازه. بضع أسئلة عن عنوان سكن، ثم حتم جواز، فانصراف. المسار بالنسبة للمغربي طويل جدا، و متعب جدا ، و مكلف جدا ، و مهين جدا. لماذا لا تتعامل بلادنا بالمثل مع سلطات الدول التي تعتبرنا من صنف يجب أن يخضع للبحث و التمحيص للتأكد من قدرته على الدخول إلى بلادهم. سجلت أرقام وصول الأجانب إلى المغرب إرتفاع كبيرا عند نهاية سنة 2024. وصل عدد من زاروا بلادنا، و الذين يأتون كسياح ، إلى 17,4 مليون زائر، بما فيهم مغاربة العالن،و لم تتجاوز مداخيل السياحة حوالي 112 مليار درهم . و هذا يعني أن السائح الذي زار بلادنا لم تصل نفقاته الكلية إلى 8000 درهم شاملة فندقا، و مطعما ، و تنقلات ، و مقتنيات ،بينما يصل هذا المبلغ إلى ما يعادل حوالي 75 ألف درهم في فرنسا. و يعكس هذا الرقم المسجل في بلادنا تطورا في كثير من المعطيات السياحية التي تميز المنتوج و العرض المغربيين لاجتذاب الراغبين في زيارة بلادنا . و يتضمن هذا الرقم مغاربة العالم طبعا. يجب التذكير بأهمية القطاع السياحي في الإقتصاد المغربي و ذلك لما تزخر به مختلف مكونات بلادنا الجغرافية و المعمارية و الثقافية. كان المغرب من الدول التي رفعت السياحة إلى قطاع ذي أولوية اقتصادية منذ بداية السبعينات. و قد وضعت لهذا الغرض إطارا قانونيا تحفيزيا للإستثمار ات في مجال الفنادق، و الإهتمام بالمنتوج الثقافي الفني و المعماري. و تم خلق عدة بنيات فندقية منذ نهاية الستينات من القرن الماضي. و هكذا أصبحت بعض المدن المغربية، كمراكش و أكادير تستقطب الطلب الخارجي السياحي. و لكن مروردية القطاع تظل ضعيفة . كان للمنتوج السياحي المغربي الموجه للسياح ذوي الدخل العالي تأثير على قيمة و صلابة البنية السياحية المغربية. و لكن تظل مردودية هذا القطاع ضعيفة بالمقارنة مع دول أخرى. مصاريف المغاربة في مجال السياحة الدينية تصل إلى حوالي 40 ألف درهم لعمرة و أكثر من 60 ألف درهم لشعيرة الحج. أما رحلة لشمال المتوسط فتتجاوز أكثر من 100 يورو لليوم الواحد و للفرد الواحد . عشنا خلال سنوات العقد السادس من القرن الماضي وفود آلاف السياح الباحثين عن ' حرية و متعة و فوضى كانت مطلوبة ' بعد ثورات ثقافية و ايديولوجية و سياسية عرفتها سنة 1968 ، و السنوات التي تلتها و خصوصا سنة 1971 ، بعد حسم حرب الفيتنام ، و( الله يرحم الصحافي الطاهر بلعربي ). عشنا عقود من الزمن على فتح بلادنا لكل الزوار. و كنا ندخل كل دول أوروبا كطلبة دون أن نجبر على طلب تأشيرة التي لم تصبح ضرورية الا سنوات بعد أحداث ميونخ خلال الألعاب الأولمبية لسنة 1972 . و تطورت الكثير من أشكال السياحة ببلادنا بالموازاة مع استمرار المغرب في فتح أبوابه، دون تأشيرة، للكثير من مواطني دول تفرض على إغناءينا ، و طبقتنا الوسطى و اطرنا العليا تأشيرة الدخول إليها بشروط فيها الكثير من الاذلال. و يدخل الأوروبي العاطل إلى بلادنا بكل حرية. و تفتح له أبواب العمل دون رخصة، و قد ينتمي لجحافل السياح الذين يملؤون احياءنا الشعبية بسبب تكلفة السكن الشعبي و الأكل في أماكن لا يتجاوز سعر وجباتها 10 دراهم. و لنا في الازدحام على أماكن ' اكل الشوارع' و على المنازل الشعبية خير مثال على نوع السياحة التي تتطور في غياب التأشيرات. يفرض على السائح المغربي الاستجابة لكل الشروط للحصول على التأشيرة. و يتعرض نفس السائح المغربي لحرب أسعار حين يتجه لفنادق بلاده. و يستفيد السائح، الأجنبي المعفي من التأشيرة، من أسعار أقل بحوالي 60% من الأسعار المقدمة للمغاربة. أصبح هذا الأمر ' فيه كثير من الحكرة'. يتم حرمان المغاربة ذوي القدرة المالية و الوظيفية من تأشيرة، وتقف إدارات بلادنا موقفا سلبيا إتجاه مبدأ ' المعاملة بالمثل'. ويجب التأكيد على أن الحصول على تأشيرة شنغن تمكن من قضاء عطلة في إسبانيا و البرتغال بأسعار معقولة جدا بالنسبة لأسعار فنادق مراكش و أكادير و فاس و طنجة. و لقد أصبح هذا الوضع يطرح سؤالين اساسين. الأول يتعلق بفرض التأشيرة الإلكترونية على كل الدول التي تفرض تأشيرة على المغاربة. و يجب أن لا تكون هذه التأشيرة عائقا لتطوير موقعنا في سوق السياحة العالمي. و لكنها يجب أن تمكن السياح الأجانب من الولوج إلى المغرب على أساس القدرة المالية التي تغطي وسائل الأداء المسبق للفنادق و التغذية و التأمينات اللازمة في حالات حدوث أزمة صحية للسائح. و هذه شروط أقل من تلك التي تفرضها دول أوروبا و آسيا و أمريكا. لا نريد سياحة غير مراقبة، و لكن سياحة تستجيب لشروط القدرة المالية و الشرائية و عدم تحويل المنتوج السياحي المغربي إلى منازل شعبية و أكلات الشوارع و بروز قطاع غير مهيكل قد يسيء للسياحة المغربية. لو وصل المبلغ الذي يصرفه السائح الأجنبي الميسور في بلادنا إلى 1000 يورو خلال مقامه في المغرب، لبلغت مداخيلنا السياحية إلى أزيد من 170 مليار درهم سنة 2024. و كثيرة هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لتشجيع السياحة الداخلية بالفعل عبر السعر و نوعية الخدمة و استمراريتها.


إيطاليا تلغراف
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- إيطاليا تلغراف
تلفزيون الإحباط يبرمج القلق
إيطاليا تلغراف إدريس الأندلسي تعودت فئات كثيرة من الجمهور المغربي على متابعة بعض الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان. قد يختلف الناس على القيمة الفنية للمسلسلات ، و على أداء الممثلين، و على مستوى حبكة تطور الأحداث و جودة الحوار، بالإضافة إلى جودة التصوير و الإخراج، و لكن إنتاجات رمضان لهذه السنة تكاد تستقطب أعلى درجات عدم الرضا لدى الجمهور. حاول مبرمج و منتج هذه المسلسلات تقديم أعمال جزء منها ذو طابع كوميدي ، و الجزء الآخر ذو طابع درامي مع تركيز على العنف ، و تصوير واقع بعيد نسبيا عن الممارسات الحقيقية لمجرمي سرقة المواشي و تجار المخدرات. و وصلنا إلى عقم حقيقي في مجال الكوميديا التي يتحملها الجمهور المغربي الذي تعود على أعمال اضحكته و أدخلت السرور إلى نفسه. توالت حلقات الكوميديا دون أن تصل إلى ما سبق أن تم تقديمه في ماض قريب. غابت وجوه الكوميديين 'الافذاذ' الذين احببناهم حبا 'جما' ، و غابت معهم القدرة على بعث البسمة و البهجة في للنفوس. وهكذا شاهدنا مسلسل ' الدم المشروك' الذي قدم مشاهدا تصور واقعا و صورا عن ممارسات ليست كلها مغربية. توجد ظاهرة الفراقشية لكنها لا تصل إلى حد السيطرة على السوق ، و على المسالخ العمومية و على الفضاء العام في غياب تام لتدخل أجهزة الأمن. و شاهدنا كذلك مسلسل' الشرقي و الغربي' الذي حاول فضح جرائم تجار المخدرات و علاقتهم بالعنف، لكنه تجاوز حدود المبالغة في تصوير ممارسة نشاط إجرامي بعيدا عن أعين المراقبة الأمنية. شاهدنا كثيرا من الجرائم وصلت إلى حد القتل و الاحتجاز، و الحرق ، و السرقات المتكررة دون أي تدخل للسلطات الأمنية. و يمكن القول أن الدراما تتطلب بعض المبالغة، و لكنها تحتاج إلى كثير من الالتصاق بالواقع المعاش. و كل من يعيش في البوادي و على هوامش المدن يعرف أن عين السلطة حاضرة، و ترصد بإستمرار تلك الحوادث التي تقع في كافة الدوائر الترابية. و لا يمكن أن ننكر الإبداع الذي طبع أداء الممثلين و الممثلات، كما لا يمكن أن لا نسجل التطور الذي عرفه مجال الإخراج و التصوير و الذي في كثير من الانتاجات. و لا أعرف الغاية من تقديم أعمال رمضانية رفعت مستوى الكآبة لدي الكثيرين، و قد تكون قد ' رسخت ' ، لدى البعض، فكرة الإفلات من العقاب بعد اقتراف جرائم كثيرة. يعرف الجميع أن نهاية المسلسلات تشهد، كالعادة، تدخل سلطات الأمن لاعتقال الجناة. و لا يدوم مشهد الاعتقال سوى دقائق قليلة و غالبا ما يقترن مع بداية جينيريك ختام المسلسل. و لا يمكن عزل إنتاج مسلسل عن المناخ العام للمجتمع المغربي ، و الذي يتميز بضغط على القوة الشرائية و بزيادة أزمة حكامة في قطاعات كثيرة و مناخ دولي غير آمن إقليمي و دوليا. و نرجع في الأخير إلى دور الفن التثقيفي و الترفيهي و النقدي و رصد الواقع ليس كما هو فقط، و لكن من خلال الإبداع المتميز الذي يرفع درجة التلقي و التفاعل لدى الجمهور. و يظل شهر رمضان، كما تعونا عليه، فرصة لعرض الإبداع الذي يعكس جزءا من الواقع، و يدخل البهجة في النفوس. و يظل الأمل أن يشهد رمضان المقبل، إن شاء الله، أعمالا أكثر جودة و وقعا على النفوس. إيطاليا تلغراف


إيطاليا تلغراف
١١-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- إيطاليا تلغراف
رجوع من مراكش بطعم الحسرة
نشر في 11 فبراير 2025 الساعة 15 و 03 دقيقة إيطاليا تلغراف إدريس الأندلسي قررت كل مكونات هويتي أن اواظب على زيارة مراكش الحمراء. يسكنني تاريخ مدينتي حتى النخاع، كما يسكن كل من شرب مياه ' خطاراتها' و سواقيها و تلك المسالك الرقراقة بماء طيب المذاق عبر الجبال و السهول ليصل إلى أرض طيبة إلى يومنا هذا. كانت هذه القنوات التقليدية تتوزع من 'معيدة ' إلى أخرى . كانت رقراقة في أغلب حومات البهجة و مصاحبة لأصوات ' للا طيبيبت' و اهازيج أبناء الحومة . وصلت إلى الحمراء فاستقبلتني عاصفة من ضجيج الدراجات النارية. زادت حرارة الإستقبال من خلال فوضى مرورية لن تسهم في إنجاح التظاهرات الرياضية العالمية المقبلة. كلما تقدم المسير من محطة القطار، ازداد معه ازدحام سببه أوراش إصلاح طرق لا تنتهي. ذكرني منظر تغيير ارصفة، لا زالت صالحة، بأخرى أقل جودة، بكل الاوراش التي عرفتها مراكش قبل و بعد قمة البيئة ' كوب 22 ' سنة 2016، و الاجتماعات السنوية للمؤسسات المالية الدولية سنة 2023 . و رغم كل الجهود المالية التي بذلت، فتحت أوراش ' الطروطوارات' مرة أخرى لتضيف عرضا متواضعا لأكبر شوارع هذه المدينة التي تغنينا، منذ الطفولة' ، بأنها وريدة بين النخيل '. فأصبحت غريبة بين من لم يعرفونها حين كانت عروسا بين مئات آلاف أشجار النخيل. و هذا الوضع يبعث على الحسرة. حاولت أن لا أبدو متشائما ،و أنا أصر على المشي حسب ما تحمله صور جميلة من الماضي. وصلت إلى باب دكالة، حيث كان بها ميدان، محاذي لسور المدينة، ، شكل إلى جانب ميدان ' باب الجديد'، مصنعا للمواهب الكروية التي امتعت جماهير فرق الكوكب و لاسام و المولودية و النجم و السلام و مغرب باب إيلان، و الأشغال العمومية و غيرها من فرق صناع البهجة الرياضية. تغيرت باب دكالة إلى الأسوأ. جوانب سور المدينة تئن تحت وطأة الازبال، فوضى تعم محيط محطة الحافلات، و دخان و ضجيج يملأن مكانا كان يستقبل عشاق التبوردة، و حلقات الطرب الشعبي و الشرقي و فنون الحكواتيين و فرق هوارة، كل يوم جمعة. و كان ميدان باب دكالة يستقبل سنويا ' سيرك عمار' و كنا نسمع، طوال أيام هذه الفرجة، زئير الأسود و و قبع الفيل، و نرى فنون كثيرة يتقنها البهلوان و المغامرون من دول كثيرة. تشعر و أنت تمر بباب دكالة كأنها تعرضت لاحتلال متخلف. و شعرت بحسرة كبيرة. و وصلتني أخبار عن تفويت جزء من هذا الميدان إلى أحد المنتخبين قبل سنوات لإنجاز مشروع مهم للمدينة . و لا زالت باب دكالة على حالها بعد أن قاومت الزمن الاستعماري حين كانت ذات هيبة. يتكلم أهل مراكش عن الفساد التدبيري بشكل كبير، و يعطون الأمثلة بمن اغتنوا منذ أن اكتشفوا مزايا الانتخابات. انتشر وضع احدى مسؤولات مجلس المدينة رهن الاعتقال، هذه الأيام ، كانتشار النار في الهشيم بسبب تهمة تتعلق بتلقي رشوة . و لأن أهل مراكش ذوى ذاكرة حية، فهم لا ينتظرون حسم أمر الفساد بين عشية و ضحاها. تمت إدانة مسؤولين سابقين منذ سنين و لا زالوا ينعمون بكل حقوقهم و حريتهم لحد الآن ، وقدت تأتي الأيام المقبلة بالخبر اليقين . كفرت منذ سنين بالديمقراطية المحلية في شكلها الحالي و تعجبت كيف يصل البعض إلى مراكز القرار في غياب الكثير من الشروط الموضوعية. و في إنتظار ذلك، شعرت بحسرة شديدة. حاولت الانعتاق من مناظر تبعث على الحسرة، فحاصرتني صور على شبكات التواصل الإجتماعي تهم منتزه غابة الشباب. و جب استحضار ذاكرة المكان من خلال تلك الحملة الشبابية الكبيرة سنة 1956 و التي مكنت من زراعة آلاف شجيرات الزيتون. و قد اهتمت مؤسسة محمد السادس للبيئة، التي ترؤسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بتحويل هذا الفضاء إلى ' منتزه الزيتون'. و لكن السلطات المحلية و المجلس لم تتبع إنجاز مهام المتابعة و الصيانة. فتحول جزء من المنتزه إلى مرتع للفوضى التي خلفت مطرحا للنفايات المكونة أساسا من قارورات بلاستيكية و زجاجية تركها بعض ' أصحاب النشاط و السكر' . و اشعرني هذا المنظر بحسرة شديدة. و يظل الأمل في غد أفضل لمراكش ممكنا. و يظل شرط محاربة الفساد و ضعف التكوين و المهنية العالية هو العامل الأساسي للدفع بإطارات المدينة إلى الانخراط في العمل السياسي داخل الجماعات الترابية. و تزيد درجة الحسرة حين ترى شبكات عائلية و أخرى تسيطر على المجال هي صاحبة الخبرة في صنع الأغلبية. و تزيد الحسرة حجما و ستزيد، ما دام إيقاع تنزيل ' ربط المسؤولية بالمحاسبة' سلحفاتيا. لا زالت ساحة جامع الفنا تبحث عن منقذ من فوضى يساهم في خلقها ' الكوتشي ' و التاكسي و الدراجة النارية. لا زالت محطة طرقية عصرية مكلفة استثماريا، تتجه لانخراطها في لائحة المشاريع المسكونة بالأشباح، أو ما يسمى ،لدى الإقتصاديين، بالفيلة البيضاء. و لا زال قطع المسافة بين مداخل مراكش و مركزها يتطلب صبرا و ساعات إنتظار. أزور مدنا، تحكم في تطوير بنياتها مسؤول متمكن، و أصبحت قادرة على التطور. و من حقنا أن لا نحترم من لا يحترم مراكش التي كانت عاصمة لإمبراطوريتين كبيرتين امتدتا جنوبا إلى نهر السنغال و شمالا إلى الأندلس. إيطاليا تلغراف السابق سيدي الرسول سقاني بكأسه رواني


إيطاليا تلغراف
٠٤-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- إيطاليا تلغراف
حرب على التغطية الصحية في بلادنا. من المستفيد؟ " سلعنة" الصحة و أسعار الأدوية وتكلفة العلاج تفوق بكثير قدرة المواطن
نشر في 4 فبراير 2025 الساعة 15 و 46 دقيقة إيطاليا تلغراف إدريس الأندلسي قالت حكومة اخنوش أن تدبير التأمين الإجباري عن المرض سيتم توحيده و سيتم تكليف مؤسسة الضمان الاجتماعي بالسهر على جميع مكوناته. يعرف كل المتتبعين أن هذه المؤسسة لها تاريخ و علاقات قديمة مع الجسم النقابي. و كانت لها ارتباطات، شبه هيكلية، مع وزارة الداخلية في زمن مضى. و تم إتخاذ القرار الذي أعاد للدولة سلطة القرار، و هيبة مجلس الإدارة. و رغم كل ما راج على مستوى محاسبات قضائية، ظلت نقابة الاتحاد المغربي للشغل تلك القوة الفاعلة في تدبير القرار النقابي. سجلت الساحة الإجتماعية فشل مشروع أراد سحق و تدمير التعاضديات و كل مكتسبات الشغيلة التي صنعت مؤسساتها أول مؤسسة للتأمين الإجباري عن المرض و هي الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي. و يظل الهجوم على أموال التغطية الصحية خطيرا في ظل تعطيل خدمات المستشفيات العمومية. الأمر خطير جدا و يهم الحق في الولوج إلى العلاجات كحق دستوري. و الأمر يزداد خطورة في انهيار فئات إجتماعية أمام تدهور قدرة الفقير، و لو كان اطارا طبيبا في الولوج إلى العلاجات. يظهر أن هناك تفاهم ،تحت الطاولة، سيفضي إلى القضاء على التغطية الصحية بالقطاع العام. لم أكن أرغب في تنبيه النقابات إلى أن مشروع القانون الذي يوجد بين أيدي البرلمان، و الذي سيمحي الكنوبس من مشهد تدبير التأمين الإجباري عن المرض، يتطلب حضورا نقابيا كبيرا و شفافا. هناك قضايا خطيرة تتطلب الحذر و الحيطة و النقاش المهني لمشروع القانون 23 -54 الذي قد يتم تمريره بسرعة كبيرة و مضرة بحقوق ملايين المؤمنين لدى الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي. يجب على كل الأحزاب أن لا تستسهل خطورة التعامل التقنوقراطي مع إحدى أهم القضايا الإجتماعية. سوف يتم نقل تدبير تأمين يهم أكثر من 3،6 مليون من موظفي القطاع العام، و ذوي حقوقهم ، و الطلبة ، و ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إلى نظام قد يحرمهم من مستوى حقوقهم في الولوج إلى العلاجات. و من المعلوم أن نسبة التغطية المعمول بها في الصندوق الذي يدبر القطاع العام محددة بمرسوم. و ستظل خطورة تراجع خدمات هذا الصندوق جد محتملة بعد تمرير مشروع القانون 23-54 . و آنذاك سيزيد حجم المؤمنين غير القادرين على تسبيق مصاريف علاجهم. و ستزداد قوة الضغط على الكثير منهم لكي يصبحوا خارج منظومة العلاجات. و هذا ما تريده منظومة السيطرة التامة لتقنوقراط لا يهمهم سوى الدفاع عن ليبرالية هوجاء. الأمر خطير جدا و قد يؤدي إلى احتقان إجتماعي كبير. تعتبر الحكومة أن إصلاح التغطية الصحية لن يتطلب سوى عمليات محاسباتية لتوحيد مؤسسات تدبير التأمين الإجباري عن المرض. و يعتبر وزراء هذا الزمن أن القرار ذو طبيعة مالية فقط. و يظل معظمهم، من حاملي خطاب احتقار السياسة ، و اعتبارها غير ذات أهمية، يظنون أن الشأن العام يشبه شأن أسرة تحتاج إلى رب يدبرها كما يشاء. الأمر أكبر من تصور دخلاء على الشأن العام. و حين ستشتعل القضية الإجتماعية سيختفون و يلوذون بمواطن الإفلات من المحاسبة. تتكلم الحكومة بمنطق تغيير تدبير مؤسساتي بتدبير يستنسخه، دون أن يتم الكلام و القرار عن المشاكل الحقيقية ، و التي تتسبب في اضعاف الكفاءة المالية لمؤسسات تدبير التأمين الإجباري عن المرض. و هذا الاضعاف يمس الأسرة و المواطن و القدرة المالية على مواجهة المرض. يتكلم بعض الوزراء، بكثير من التحفظ و الخجل، عن الفضيحة الكبرى المتعلقة بأسعار الدواء و المستلزمات الطبية ببلادنا. قال وزير الميزانية أن سعر الأدوية في بلادنا يزيد على 300% بالنسبة لكثير من الدول و للتذكير فإن السيد الوزير لقجع يعرف، منذ سنين، كل تفاصيل أسباب تدهور التوازنات المالية للصندوق الوطني لمؤسسات الإحتياط الإجتماعي، و من ضمنها تسقيف المساهمات و ضرورة مراجعة نسب الاشتراكات حسب مستويات الرواتب في القطاع العام. و تصل نسبة إرتفاع أسعار الأدوية، حسب بعض ذوي الاختصاص، إلى 1000%. الفرنسي و الألماني و السويسري و الإسباني و السعودي و الكويتي و غيرهم يستفيدون من أسعار أقل بكثير مما يدفعه المواطن المغربي للصيدلي و لشركات و مخزني الأدوية ببلادنا. الأمر يزداد استفحالا حين يتعلق بالأسعار الحقيقية للعلاجات و التحليلات و كافة أنواع الصور بالأشعة . تعلم الحكومة باليقين التام أن ما يسمي بالأسعار المرجعية الوطنية المجمدة منذ سنين، لا علاقة لها بالأسعار المطبقة في العيادات و المصحات الخاصة و مراكز التحليلات الطبية. و قد يتراوح الفرق بين الأسعار بين الواقع و الأسعار التي يتم على أساسها تعويض المؤمنين، بين 50% و 100%. التوازنات المالية تتدهور بفعل من يتحكم في أسعار الأدوية و الاستشارات الطبية و التحليلات و الأشعة. و لا تحرك الحكومة ساكنا. و حين تنتبه إدارة الضرائب إلى حجم مداخيل بعض المصحات و العيادات و مراكز التحليلات و غيرهم، تنتفض بعض اللوبيات لتبرير التهرب الضريبي و التأكيد على أن القطاع الخاص يشغل الكثير من اليد العاملة. و هذا التبرير هو نفسه الذي يستعمله بعض أرباب صناعات و مستوردي الأدوية في بلادنا. و هنا يجب أن نستخدم لغة الأرقام و تقديم المداخيل الحقيقية لأصحاب مؤسسات القطاع الخاص و معاملتهم كباقي الملزمين ضريبيا. أكدت وثيقة للصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي و للإدارة العامة للجمارك أن المنافسة لا توجد في مجال عرض الأدوية. و أكدت الإحصائيات الجمركية تجاوز سعر كثير من الأدوية المستوردة لسعر الاستيراد بنسب كبيرة جدا. و أشارت كل التحليلات و الأبحاث إلى أن الأدوية الجنيسة لا تلقى أي تشجيع رغم كونها تخضع لكل مقاييس الجودة. و يمكن التساؤل حول غلاء الأسعار من خلال السبب في الأرباح الكبرى التي تستفيد منها بعض المؤسسات بدون أي سبب. هناك لوبي، له امتدادات كبرى داخل دوائر القرار، يحرم المغاربة من أسعار يستفيد منها المواطن الفرنسي و تحرم الإستفادة منها على المواطن المغربي. وجب البحث عن المستفيد من غلاء الدواء. و لا شك أن لوبي الدواء ينتمي لنفس الاقلية من أسعار اللحوم و البنزين و الغازوال و الغاز. حرام أن يتكلم أصحاب الخطاب عن الدولة الإجتماعية في ظل واقع يخضع لقرار أصحاب مقاولات استيراد الدواء لقهر المواطن و استنزاف قدرته الشرائية. قالت الحكومة في مخاطبتها للبرلمان أن كل الضمانات أعطيت لكي لا يتم الإضرار بحقوق المؤمنين لدى الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي. و قدمت هذه الحكومة صفحتين في توجهها للمشرعين معتبرة أن توحيد تدبير التأمين الإجباري عن المرض لا يعني توحيد التعامل الموحد بين القطاعين العام و الخاص. الحكومة التزمت أمام البرلمان أن حقوق العاملين بمؤسسة كنوبس سيستفيدون من حقوقهم المكتسبة، و أن جميع المؤمنين سيستمرون في نظام يضمن لهم عدم ضياع حقوقهم و نسبة تغطية مصاريف علاجهم. و أكدت هذه الحكومة أمام البرلمان على الدور المركزي للتعاضديات في مجال دعم العرض الصحي و مساهمته في تقوية تقديم خدمات تدعم تحسين الخدمات و تقريب التأمين الإجباري عن المرض من ملايين المستفيدين من التعاضد، بما فيها، ذوي الحقوق. و لكن ما جاء في مشروع القانون 23-54 لا يترجم ما جاء في خطاب الحكومة للبرلمان. لا توجد أية إشارة إلى ضمان نسبة تغطية المصاريف الطبية، كما لا توجد أية ضمانات على سبل الحفاظ على التوازنات المالية لنظام التأمين الخاص بالقطاع العام. و قد تأكد أن المدبر الوحيد المقبل للتأمين الإجباري عن المرض سيتعامل مع المؤمنين في إطار عدم خلط أموال الأنظمة المتعددة التي سيديرها. و هنا تصمت الحكومة عن آليات توازن الأنظمة و كيفية تمويل عجزها المالي المراقب. سوف نشهد انتقالا في منظومة تدمير، عفوا تدبير التأمين الإجباري عن المرض. و سيظل سؤال الحقوق المكتسبة مطروحا على طاولة الحوار ، و سيظل سؤال الضمانات الحكومية ذلك الغائب الكبير في نص مشروع القانون. أغلب البرلمانيين لا يهمهم مستقبل التأمين الإجباري عن المرض، و لا يعنيهم من سيتضرر من نسبة تغطية مصاريف التي ستضعف قدرتهم على مواجهة تكاليف العلاجات الغالية جدا. مشروع القانون الذي يطبخ على نار الأسعار المضطربة لا يضمن أي حق مكتسب. و إن لم تتحرك النقابات قبل فوات الأوان، فعلى كل النقابات السلام. و آنذاك سيبارك الجميع كل شكل نضالي جديد، و لو كان تنسيقية أو جمعية أو أية حركة إجتماعية لا تعترف بالمنظمات التقليدية ذات ماض فقط. أعلم أيها الذي يظن أن مستقبل تأمينك الصحي بين أيدي أمينة، أنك تحلم بغد يعوم في سراب. حكومة بلادك ستجعلك في موقع الضعيف و الباحث عن من سيعينك على الولوج إلى العلاجات. كنت تشتغل في إدارة عمومية، انتميت إلى تعاضدية، و أسست هذه الأخيرة، إلى جانب تعاضديات أخرى، مؤسسة عمومية هي الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي أو ما يعرف بكنوبس. و كانت هذه المؤسسة أولى مؤسسات التأمين الإجباري عن المرض. و دارت الدوائر بكل منظومتنا الصحية و التأمينية عن المرض لتصل إلى فتح الحكومة باب تفويض التغطية الصحية إلى القطاع الخاص و سلعنة الولوج إلى العلاجات. المهم هو كسر و تدبير كل آليات و تاريخ التضامن بين الأجيال و تعويض التضامن بنظام رأسمالي لا يخضع إلا لقانون العرض و الطلب. و بعد هذه السيطرة على مجال التغطية و الولوج إلى العلاجات، فليأتي طوفان أصحاب المال ، و ليقضي على كل أشكال التعاضد و التضامن و الإقتصاد التضامني الإجتماعي و كل مؤسسات التعاضد التي تجاوز عملها التضامني قرنا من الزمن. نعم يجب تطوير العرض الصحي. و لا يمكن أن يقود هذا الورش الكبير غير مؤسسات الدولة العاملة في القطاع الصحي. و يجب أن نعتبر العرض الصحي للقطاع الخاص مجرد مكمل لدور الدولة و ليس الفاعل الأساسي في تطوير خدمات صحية في كافة أرجاء الوطن. لا يأبه هذا القطاع الخاص الذي يستولي على أكثر من 90% من أموال مؤسسات التأمين الإجباري عن المرض، بالقرى و الأحياء الهامشية و كل مراكز المدن الصغيرة لأنها لا تشكل موقعا للربح و لا لتراكم الثروات. و يبقى السؤال هو' من المستفيد' الأكبر من اقتصاد مبني على الريع، و على الهيجان العقاري، و على الهجوم على كل المجالات الغابوية ، و بالطبع على اعتبار الصحة و التعليم، مصدرا لمراكمة الأرباح. و للتذكير، فقد أظهرت عمليات تحويل مخازن الأموال إلى النظام البنكي أن كل فئات الأوراق المالية لها أثر على مكونات الكتلة النقدية ، و بالتالي على تجاوبها مع مقتضيات ' نظام بازل 2″ الذي يحدد مستوى حجم القروض إلى المقاولات. و سيظل مستوى الانتظارات في مجال التأمين الإجباري عن المرض الخاص بالقطاع العام محل انتظارات يجب تضمينها في مشروع القانون23 -54. التزامات الحكومة مسجلة، و لا يمكن التنكر لمحتواها. و كل تنكر سيخلق مزيدا من الأشكال الرافضة لأشكال الحوار الإجتماعي الكلاسيكية الحالية. نشهد بكثير من الأسف انهيار الكثير من مؤسسات الوساطة الإجتماعية. و في إنتظار تحسين مستوى الخدمات الصحية و أنظمة التغطية الصحية، يتزايد حجم القطاع الخاص المسنود بتطويع للسوق المالي، و يتم تهميش الأنظمة التضامنية و التعاضدية. و حذاري، حذاري من آثار الهجوم على الحقوق المكتسبة و كل مكتسبات الإقتصاد الإجتماعي و على رأسها مكتسبات القطاع التعاضدي و نسب تغطية المصاريف المرتبطة بالولوج إلى العلاج. قالت الحكومة أنها ستوحد أنظمة تدبير التأمين الإجباري عن، و أكدت أن هذا التوحيد لا يمكن أن يمس الحقوق المكتسبة للمؤمنين الحاليين طبعا. و لكن المنخرطين الجدد سيخضعون لكل أشكال التعامل التقنوقراطي حسب آليات السوق. و يمكن للدولة الإجتماعية أن تحارب الريع و الفساد لكي تتمكن من اكتساب تلك الشرعية التي لم تحصل عليها بعد. و في إنتظار كل هذا، تم إتخاذ القرار بالقضاء على أول مؤسسة لتدبير التأمين الإجباري عن المرض، و على التعاضديات و على كل أشكال الولوج إلى العلاجات من خلال مؤسسات الإقتصاد التضامني و الإجتماعي. و عند ألله تحتسبون. و ستظل المحاسبة على الأرض آتية لا شك فيها إذا تغلبت آليات المحاسبة على تقاليد المحاباة. ستظل التوازنات المالية على كف ' عفريت' في غياب قرار يعطي للدولة الإجتماعية شهادة ميلاد. شكل ميلاد المشروع الملكي الإستراتيجي الخاص بالتغطية الإجتماعية نقلة حقوقية كبرى. و سيظل تنزيل هذا المشروع، حسب أهدافه الأصلية، هو المعيار لإنصاف المواطن المغربي في المداشر و القرى و الأحياء الشعبية و المراكز الحضرية من طنجة إلى لكويرة. إيطاليا تلغراف السابق الأسرار تتكشف.. 6000 قتيل للجيش الإسرائيلي بالحرب على غزة التالي اجتماع مغلق بين الرئيسين أردوغان والشرع في أنقرة