logo
#

أحدث الأخبار مع #تلغراففؤادهراجة

التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية
التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية

إيطاليا تلغراف

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونية

نشر في 30 مارس 2025 الساعة 19 و 15 دقيقة إيطاليا تلغراف فؤاد هراجة كاتب وباحث في الفلسفة السياسية والأخلاق لم يخلُ تاريخ البشرية من تدافع بين العدل والظلم، والصلاح والفساد، والحق والباطل…، تصحيحا وتقويما وتجاوزا لسلوك هابيل الذي تنازل عن حقه في الحياة وشجع قابيل على قتله عندما قال «لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ»، منذ ذلك الحين رسخ في الوعي البشري واجب الإنسان في حماية نفسه من الظلم، وواجب الجماعة الإنسانية في دفع الفساد والطغيان وكل أشكال الباطل تفاديا لهلاكها. في هذا السياق راكمت البشرية عبر تاريخها أنماطا متعددة من الأفكار والنظريات والاستراتيجيات في مجابهتها للظلم، إلى درجة أن التاريخ شهد في العديد من محطاته الكبرى، تدافع قوة ظالمة مع قوة ظالمة أخرى في غياب أي قوة تمثل الحق؛ ولنتأمل عبارة «الناس» في قوله تعالى: 'وَلَوْلَا دِفَاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ' عموم الناس دون تخصيص لفئة بعينها، ما يعني أن الله سبحانه لم يحصر فعل التدافع من أجل صلاح الأرض على عباده المؤمنين، بل جعله فعلا متداولا بين كل الناس بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم ومواقعهم الاجتماعية. في خصم هذه السيرورة التي شهدتها الجامعة البشرية، جاءت بعثة الأنبياء، وظهور المصلحين، وبروز المُنَظِّرِين، ومن ثم تَشَكُّل فئات إنسانية تحمل أفكارا ومعتقات وتطلعات لدفع الفساد ومدافعة الظلم والاستعلاء والاستكبار. لم تكن تجارب البشرية في التدافع والمدافعة جُزُرا منفصلة عن بعضها البعض وكأنها دوائر لا تقاطع بينها، كما لم تكن عبارة عن قطائع اجتماعية تبدأ فيها كل تجربة من نقطة الصفر، بل إن كل التجارب التي خاضتها البشرية في سياق محاربة الظلم والفساد كانت ولازالت تندرج ضمن دائرة المعرفة التي بُنِيَ مسارها الإبستيمي على المراكمة والتعديل والتجاوز والتطوير. على هذا الأساس، نجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ معتقدات ما أو نظريات ما أو مسارات أيديولوجية ما هي السائد والقائد لعملية الإصلاح والتغيير. ففي التاريخ القديم، نذكر على سبيل المثال دور الأنبياء ورسالاتهم في مواجهة النمرودية والفرعونية والقارونية والسامرية والجاهلية…، وفي التاريخ الحديث نذكر كيف تمكنت فكرة الحداثة من تجاوز الإكليروس الكنسي وإقطاع النبلاء الذين أعطبا العقل وعطلا آلة العلم، وفي التاريخ المعاصر رأينا كيف تمكنت البروتستانتية من خلال الإصلاح الديني الذي شمل العقائد الكاثوليكية والأرتدوكسية من نقل العالم الغربي إلى حالة جديدة من الليبرالية، ثم عاينا كيف تمكنت الماركسية من مجابهة التوحش اللبرالي الذي حَوَّلَ الإنسان إلى مجرد آلة لا تحسن سوى الإنتاج والاستهلاك دون أي وعي بمدى استغلال هذا الانسان، وغمطه فائض قيمة عمله، وحقه في امتلاك وسائل إنتاجه وتمتعه بعدالة توزيع الثروات. في كل هذه المراحل الكبرى وغيرها، كان رواد مناهظة الظلم يستثمرون تجارب سابقيهم لتطوير أساليب الممانعة، تماما كما يستثمر الظالمون تجارب سابقيهم لتطوير آليات الظلم. وتبقى فلس.طين الجغرافيا التي شهدت وراكمت معظم تجارب التدافع بين الحق والباطل منذ التاريخ القديم حتى الآن؛ ففي تاريخنا المعاصر تداول للدفاع عن حق شعبها في الحرية والسلم والاستقرار معظم المعتقدات الدينية والتوجهات الإيديولوجية، حيث كان ولازال المناخ العام للصراع في العالم هو الذي يحدد أطراف الصراع. على ذلك، لما كان الكيان الصهيو.ني مدعوما بالغرب اللبرالي المتوحش دون قيد أو شرط، تلونت المقا.ومة لعقود من النصف الثاني من القرن العشرين بالمد اليساري الوطني، وكان المعسكر الشرقي والدول الداعمة له أكثر من يحتضن رموز المقاومة. لكن مع انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، ودخول العالم مرحلة القطبية الواحدة، وأمام تصاعد المد الإسلامي الذي تغذى من نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، وتصاعد الحركات الإسلامية وما حققته من نجاحات على عدة مستويات سياسية واجتماعية وفكرية، انتقلت ريادة المقا.ومة الفلسطينية للحركات الإسلامية الوطنية خاصة مع منعطف أوسلو التاريخي الذي زج بمنظمة التحرير الفلس.طينيه في دوامة التنازلات وحولها من منظمة مقا.وِمة إلى شرطة حراسة لدى المحتل. في هذا المسار التاريخي للتدافع مع الظلم والفساد، تم التداول على ريادة المقا.ومة الفلس.طينية، حيث كانت كل الحركات المقا.وِمة زمن المد الاشتراكي الشيوعي اليساري مدفوعة بطريقة طبيعية نحو الانخراط في هذه الموجة النضالية والقبول بقادتها واعتبارهم رموزا للتدافع والمقا.ومة. ولأن دوام الحال من المحال، فإن أي تغيير يقع في العالم ينعكس سلبا أو إيجابا على القضية الفلس.طينية التي تشهد اليوم حمل مشعل مقاومتها من قِبَلِ حركة المقا.ومة الإسلامية، وهذا لا ينفي غياب الفصائل الفلسطينية الأخرى من توجهات سياسية مختلفة، وإنما يشير إلى قطب رحى المقاومة وعمادها الذي تقوم عليه خيمتها. إن الهدف من عرض هذه المقاربة التاريخية في التدافع بين الحق والباطل والعدل والظلم والصلاح والفساد…، هو التأكيد على قاعدة التداول بين فئات الناس داخل الجامعة البشرية، وحمل كل فئة مشعل المدافعة من فئة سبقتها بعد دخولها حالة من الضعف والتآكل. هذا التداول التدافعي يتسم بمراكمة التجارب، والبناء على كل التجارب البشرية سواء الناجحة أو الفاشلة، واستثمار هذه التجارب لتطوير أساليب المقاومة والتدافع، بالتالي فإن عقلاء التغيير الساعين إلى مقام.ومة الظلم والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي…، لا يشترطون لون من يقود التغيير بل يسندون ويدعمون القوة الفاعلة في التغيير والفاعلة في التدافع مع الباطل والظلم والفساد. فلا يمكن مثلا اليوم، أن نرفض خيارات المقا.ومة الفلس.طينية لا لشيء إلا لكونها إسلامية، أو أن نرفض التغيير في بلداننا العربية لا لشيء إلا لأن هذا التغيير سيسوق التيار الإسلامي إلى السلطة. إن ركوب هذه العقلية يعني أن الفاعل السياسي إما أنه لا يفقه سنن التاريخ ويحاول السباحة ضد مسارها، أو أن هذا الفاعل لتعصبه الإيديولوجي يفضل الاستبداد والفساد على أن يضع يده في من يعتبره عدوه الاستراتيجي. إن المرحلة الدقيقة التي تعيشها القضية الفلس.طينية خاصة والمنطقة العربية والإسلامية عامة، تقتضي من الفاعلين السياسيين الراغبين في التغيير وتقويض دعائم الاستبداد والفساد ما يلي: – التكتل حول القوة المجتمعية والسياسية التي أفرزها المسار التاريخي للتدافع. – جعل هذه القوة المجتمعية والسياسية قاطرة للتغيير بمنحها مشروعية القيادة والتفاوض تماما كما هو الحال الذي أفرزه واقع المقا.ومة مع ح.م.ا.س في غ.ز.ة. – بناء هذا التكتل على ميثاق يضمن حق الجميع في الوجود والفعل السياسي، بعيدا عن المغالبة بين حلفاء التغيير. – تبني مطالب انتقالية محددة ومشتركة تتجاوز الخلافات الإيديولوجية من شأنها أن ترجح قوة التدافع مع قوى الاستبداد والفساد. – وضع خارطة طريق للتغيير بمراحله الثلاث، قبل وأثناء وبعد تقويض أجهزة الاستبداد، والرفع من منسوب الثقة عبر المرونة في التعامل مع كل العقبات. إن تحقيق هذا المسعى يتطلب: أولا، وعيا عميقا بسنن التاريخ التي لا تحابي أحد. ثانيا، تغليبا للمصلحة الوطنية العامة على المصالح الايديولوجية الضيقة. ثالثا، قبولا بما أفرزه مسار التاريخ من قوى تدافعية، واعتبارها نتيجة طبيعة لعملية الأفول والصعود التي يشهدها التاريخ. رابعا، استعدادا ذهنيا وقابلية سياسية للاعتراف بإفرازات المسار التاريخي للتدافع. وخلاصة القول، إن القوى الصاعدة التي انتدبتها سنن التاريخ للتدافع مع الباطل والظلم والفساد يتوجب عليها ألا تلعن من سبقها من قوى التغير أو من تبقى منها، بل عليها أن تعتبر نفسها امتدادا لها ونسلا طبيعيا من نسلها، وأنها ليست بِدْعاً من قوى التغيير والتدافع، وإنما هي حلقة من حلقات التداول التي كتبها الله على الناس. على هذا الأساس يتوجب على القوة النواة التي أفرزها مسار التاريخ التدافعي أن تعي دورها وتستوعب مسؤوليتها التاريخية في جمع كل القوى المناهضة ونَظْمِهَا في عِقْدٍ من شأنه أن يُطَوِّقَ عنق الباطل والظلم والفساد ويَصْرَعُهُ. مهمة تتطلب نَفَساً سياسيا عميقا وقدرة على التنازل والإشراك وحسن توظيف القوى حسب ما تتميز به من تجربة تاريخية في التدافع، وهو مبتغى يتطلب نُخَباً سياسية من الطراز الرفيع، تعرف ماذا تريد، وتعرف كيف تصل إلى ما تريد، وتعي بكل أساليب السياسة الميكافيلية التي تنهجها قوى الظلم والفساد الاستمرار في السلطة. لا مناص إذن من فعل تدافعي جماعي يلتف حول قوة أفرزها مسار التاريخ التدافعي لتحقيق التغيير، وإلا سنكون معولا من معاول الظلم والفساد والاستبداد بتعطيل وظيفتها التاريخية، ولنا في المقا.ومة في فلس.طين خير مثال يحتذى به خاصة في غ.ز.ة حيث تصطف كل الفصائل بكل تلاوينها مع ح.م.ا.س لأنها رأس حربة مقا.ومة الاحلال الصهيو.ني وحلفائه في الغرب. *********************** الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف. التداول على مناهضة الظلم سُنَّةٌ كونيةفؤاد هراجة

ترامب وداء الإسهال السياسي الحاد
ترامب وداء الإسهال السياسي الحاد

إيطاليا تلغراف

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

ترامب وداء الإسهال السياسي الحاد

نشر في 5 فبراير 2025 الساعة 14 و 49 دقيقة إيطاليا تلغراف فؤاد هراجة كاتب وباحث في الفلسفة السياسية والأخلاق منذ نجاحه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعودته إلى البيت الأبيض، ظهرت على الرئيس ترامپ علامات الإسهال السياسي، حيث لم تعد وسائل الإعلام قادرة على مسايرة مواقفه المعلنة والتمييز بين المهم والأهم، وبين الأساس واللغو فيها. لقد أضحى إقباله المتسارع والمطرد على الوقوف أمام الكاميرات وقذف ما يعلق في رأسه من أفكار متغطرسة وعنصرية بمثابة ذلك المصاب بداء الإسهال الذي يسارع إلى بيت الخلاء للتخلص من أوجاع بطنه وآلامها. إن مواقف الرئيس الأمريكي ترامپ اليوم تجاه الصين وروسيا وكندا والمكسيك وپانما والدانماك وتوقيعه على قراري الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأونوروا، ودعوته مصر والأردن لتخصيص جزء من أراضيها لتهجير الفلس.طينيين، وعزمه اجتياح غزة عسكريا والاستيلاء عليها، وإنتحال مِلْكِيتِها، ومنح نفسه حق التصرف فيها، وتحويلها إلى منتجع سياحي مفتوح في وجه أثرياء العالم بعد إجلاء أهلها منها، ثم إعلان الضفة الغربية أرضا إسرا.ئيلية لتحقيق حلم الدولة اليهودية الخالصة وعاصمتها القدس، كل هذه المواقف التي يقذف بها ترامپ هنا وهناك أمام وسائل الإعلام شبيهة بأصوات الضُّرَاطِ وروائح الفساء الكريهة المنبعثة من بقايا خلاياه العقلية المسوسة، والناجمة عن تحلل أفكاره النتنة، وشبيهة أيضا بمحاولة تلطيخ العالم بنجاسات أفكاره ومواقفه السياسية والاقتصادية والعسكرية، تماما كما يلطخ المصاب بداء الإسهال بيت الخلاء الذي يقضي فيه حاجته. والفرق هنا أن المصاب بداء الإسهال الطبيعي نجاسته محدودة في مربع قضاء الحاجة، أما المصاب بداء الإسهال السياسي فنجاسته متعدية إلى غيره بل إلى العالم كله خاصة إذا كان المصاب بهذا الإسهال السياسي الحاد رئيس أكبر دولة في العالم! والأسئلة التي تواجهنا اليوم، هل أصبح الرئيس ترامپ يتصور كل العالم على أنه مجرد بيت خلاء يقضي فيه حاجاته السياسية، وأن الدول في ذهنه أضحت مجرد مجاري صحية لاستقبال نجاسات إسهاله الحاد؟ وهل يقبل العالم عموما والأمة العربية والإسلامية خصوصا أن تتحول إلى مرحاض لنجاسات أفكار هذا المصاب بداء الإسهال السياسي؛ إسهال في الإستكبار والاستفراد بالقرارات، وإسهال في استباحة سيادة الدول والتَّأَمُّر على رؤسائها، وإسهال في استباحة خزائن الدول المالية، وإسهال في فرض العقوبات، وإسهال في التهديد بالحرب والعنف… . ضُراطٌ صدع الآذان وهز الأمن والاستقرار، وفُسَاءٌ أزكم الأنوف ولوث المناخ السياسي العالمي، وإِسْهَالٌ سيلطخ بنجاساته كل العالم، إن لم يتحرك كل أحرار العالم داخل أمريكا وخارجها إلى وضع حفاظات لهذا الرئيس المصاب بالإسهال السياسي، والرد عليه بمواقف قوية تكون بمثابة أقراص تداوي حالته على الفور لا على التراخي، وإلا فإن كل صمت أو لامبالاة تجاه حالة الإسهال هذه، سيتحول العالم حتما إلى مرحاض لنجاسات اليمين المتطرف، وسيعيش العالم حالة من النازية والفاشية الجديدة تحت قيادة ترامپ وسيكون مسرحها الأول الشرق الأوسط بمفهومه العسكري الاستراتيجي الذي يمتد من الجنوب الغربي لآسيا حتى شمال إفريقيا. إن ما تصريح به الإدارة الأمريكية الحالية في شخص الرئيس ترامپ ليس مجرد تداعي للأفكار، بل هو مشروع مخطط له من سنين كان ينتظر المناخ السياسي العالمي المناسب، والرئيس التنفيذي المناسب، والإدارة المناسبة، وها هي في نظر البيت الأبيض قد اجتمعت وآن الآوان أن تعيش الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني عصرهما الذهبي! لكن رغم كل تداعيات هذا الإسهال السياسي الحاد والشديد الذي يعاني منه ترامپ، والذي يهدد العالم بنجاساته، فإننا نستبشر خيرا كثيرا وراء هذا المرض، لأنه سَيُسَرِّعُ بإخراج كل ما في باطن الإدارة الأمريكية من مخططات ومشاريع خفية، كما سيساعد على إظهار حقيقة وجه ما كانت تخفيه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ناهيك أن هذا الإسهال السياسي سيعجل هذه المرة بالدخول المباشر للجيش الأمريكي إلى الأراضي الفلس.طينية، ما يعني أن مقاومته وهزيمته بإذن الله تعالى، ستكون فاتحة تحرير لكل فلسطين من النهر إلى البحر بعد قطع أمتن حبل كان يتشبت به الكيان الصهيو.ني ويستنجد به؛ إن هذا الإسهال السياسي جعل ساعة الحسم تقترب، ونقل المعركة إلى درجة الصراع الصفري الذي لا يسمح ببقاء المحتل إلى جانب صاحب الأرض كما كان الحال منذ 1948. ولأننا في لحظة تاريخية حاسمة وفارقة، فإن كل القوى السياسية والاجتماعية المساندة للقضية الفلس.طينية عليها أن تعي دورها القادم على أنه لا ينحصر فقط في التظاهر والتتديد وإصدار البيانات، بل في العمل الجاد الذي يرمي إلى تقويض كل أنظمة الاستبداد التي يراهن عليها الرئيس ترامپ في تعميم نجاسات إسهاله السياسي، ونشر أفكاره العنصرة ومخططاته التوسعية. إن العدو الاستراتيجي للأمة يساعدنا اليوم على فهم طبيعة المعركة، ويدفعنا دفعا إلى تعديل أهدافنا، ويضخ فينا من حيث لا يحتسب الجرأة على مواجهته والتصدي لمخططاته، في صراع وجودي لا يقبل القسمة في فلس.طين. فكما نقول تبا لترامپ، وتبا لإسهالهوالسياسي، فإننا بالموازاة نشكره جزيل الشكر على تقريبه موعد الحسم وتقريبه موعد التحرير الذي طالما كنا تنتظره لكننا كنا نجهل متى سيكون وكيف سيكون، حتى أخرج رائحته وأظهر حقيقته إسهال ترامپ السياسي. في الختام، نذَكِّرُ ترامپ والكيان الصهيو.ني معه بالمثل المغربي أنه إذا بدأت المعركة الكبرى أي معركة الحسم فإن 'إسْهَالَكْ ما يْجْمْعُوهْ شْرَاوْطْ. وأن تهديداتك وتلويحاتك لا تخيفنا بل تزيدنا يقظة باقتراب موعد المواجهة، وتذكرنا بأبرهة الأشرم الذي جاء من إمبراطورية الحبشة ليهدم الكعبة المشرفة فأمطرته طيرُ الأبابيل بحجارة من سِجِّيل، فكن مطمئنا أيها المريض ترامپ لن نقول لك 'إن للمسجد الأقصى رب يحميه' بل سنكون نحن الطير الأباييل التي سيبعثها الله سبحانه وستوقظها حمية الإسلام للدفاع عن مقدساتها ووجودها وأعراض المسلمين وكل المستضعفين في الأرض، وهو ما تشير اليه الآيات الكريمة من سورة الإسراء: «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا». لا أدري هل من حسن حظنا أم من سوء حظنا أن ثقافة الرئيس ترامپ في التاريخ هزيلة بل تكاد تكون معدومة حتى يعلم أن كبريات الإمبراطوريات في العالم وعبر التاريخ عرفت نهايتها على أرض فلسطين وفي جنوبها، فهل ستكون الولايات المتحدة الأمريكية المحطة القادمة؟ إيطاليا تلغراف السابق سنوات الرعب في عهد ترامب التالي ترامب يلعب لعبته المفضلة مع العرب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store